ارشيف من : 2005-2008
فلسطين المحتلة هذا الصباح 12 أيلول/ سبتمبر 2005: بعد 38 عاماً، غزة تعيش الحرية والانتصار
"الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله الله أكبر"،" الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا و سبحان الله بكرة وأصيلا .. لا اله إلا الله وحده صدق وعده و نصر عبده و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده" بهذه العبارات صدحت حناجر الفلسطينيين في غزة لتتردد أصداؤها في الأراضي المحتلة لتصل إلى المسجد الأقصى قائلة له "غداً ستصدح في حرمك حناجرنا صارخة الله أكبر".
فلسطين المحتلة هذا الصباح ليست ككل صباح، فقد طغت على مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لممارساته التعسفية تجاه الفلسطينيين فرحة الانتصار بشروق شمس الحرية على قطاع غزة واندحار آخر جندي صهيوني عنه. فمنذ ساعات متأخرة من ليلة أمس احتشد آلاف الفلسطينيين حول المغتصبات الصهيونية بانتظار ساعة الصفر لدخول مستعمرات أذاقتهم الويلات. فلم يكد يعلن عن هروب آخر جندي صهيوني من مستعمرة "نفيه ديكاليم" حتى اقتحمت الجماهير الفلسطينية المكان وهي تكبر وتهلل. ورفع الشبان الفلسطينيون الأعلام الفلسطينية والرايات الإسلامية وهم يتنافسون على الدخول إلى الأراضي المحررة ليفوز كل منهم بأنه أول من دخل هذه الأرض. صورة الفلسطينيين وهم يدخلون "نفيه ديكاليم" كانت هي نفسها لدى دخولهم المستعمرات الصهيونية الأخرى التي جثمت طوال ثمانية وثلاثين عاماً على قلوب الفلسطينيين أصحاب الأرض.
وتزامن دخول الجماهير للأراضي المحررة مع انطلاق مسيرات جماهيرية حاشدة في شوارع المدن الكبيرة خاصة مدينة غزة حيث أطلق النار في الهواء ابتهاجاً واحتفالاً بالنصر و التحرير، فيما صدحت المساجد بعبارات التهاني للمواطنين بالانتصار والترحم على الشهداء و التعهد باستمرار المقاومة.
فرحة ونشوة الانتصار ودخول الفلسطينيين الأراضي المحررة لم تسكرهم وتنسيهم باقي الأرض الفلسطينية فكما استطاعت المقاومة الفلسطينية بفضل صمودها ومواجهتها للعدو أن تدحر الاحتلال عن قطاع غزة فإن هذه المقاومة قادرة على تحرير ما تبقى من الأرض. اليوم سجد الفلسطينيون وقبلوا أرض غزة المحررة وغداً بفضل المقاومة سيتكرر المشهد وسيسجد الفلسطينيون ليقبلوا الأراضي في الضفة والقدس وصفد ويافا وعكا وحيفا....
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018