ارشيف من : 2005-2008
الانتخابات الألمانية: لا أغلبية مطلقة لأي من التحالفات المعلنة
جاءت النتائج الأولية غير الرسمية مخالفة لكل التوقعات. 10 نقاط كانت تفصل بين الحزبين الكبيرين قبل الانتخابات (وفقا لاستطلاعات الرأي) ونقطة واحدة بعد الانتخابات. الا ان النتيجة لا تكفي لكليهما لتشكيل الحكومة.
يبدو أن الساحة السياسية الألمانية مقبلة على خريف ملبد بالغيوم: المسيحيون الديمقراطيون يحققون نتائج باهته والاشتراكيون الديمقراطيون يفسرون ذلك بان الشعب الألماني ما زال يريد شرودر مستشارا. لكن المفاجئات مازالت واردة، لا سيما وأن النتائج الأولية المتتالية تشير الى تضاؤل الفارق بين الحزبين الكبيرين ليصل الى أربعة مقاعد فقط لصالح الحزب المسيحي الديمقراطي. صوت الناخب الألماني جاء واضحا: لا تمديد لتحالف الخضر والحمر (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) ولا تكليف للحزب المسيحي الديمقراطي وزعيمته ميركل التي حقق حزب ثالث أسوأ نتيجة انتخابية منذ عام 1949.
آخر النتائج
وفقا لقناة التلفزيون الألماني الثاني أخ الفارق بين الحزبين الكبيرين بالتضاؤل. آخر الأرقام كانت كالتالي:
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: 34.2%، اتحاد الحزبين المسيحيين 35.0%، الحزب الليبرالي الحر حقق مفاجئة من النوع الثقيل وحصل على 10.1. حزب اليسار الجديد نجح في الدخول الى البرلمان محققا 8.7 من مجموع الاصوات. أما حزب وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) فقد حل أخيرا ولم يحصل الا على 8.2 من أصوات الناخبين. تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج لن تكف الحزبين الاشتراكي الديمقراطي وشريكه حزب الخضر مواصلة ائتلافهما. كما ينطبق هذا على الاتحاد المسيحي الديمقراطي وشريكه التقليدي الحزب الليبرالي الحر، الامر الذي يؤدي الى تعقيد مسألة تشكيل الحكومة القادمة.
سيناريوهات معقدة وافق محدودة
لم يترك أقطاب السياسة الألمانية مجالا للشك أي التحالفات الحزبية يفضلون وأيها يستبعدون. الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب الخضر خاضوا الانتخابات على أمل الحصول على أغلبية تؤهلهم لمواصلة ائتلافهم الذي يحكم البلاد منذ عام 1998. الا أن استطلاعات الرأي أشارت بالإجماع الى عدم تحقيق هذه الأمنية وهذا ما حدث على أرض الواقع. المعسكر البديل تمثل في ائتلاف يجمع الحزبين المسيحيين الديمقراطي والاجتماعي من جهة والحزب الليبرالي الديمقراطي من جهة أخرى. وقد منحت استطلاعات الرأي هذا المعسكر دوما أغلبية مريحة حتى الأسبوع الأخير من موعد الانتخابات، حيث انقلبت الصورة وفقدت المعارضة أغلبيتها. الناخب الألماني عبر بشكل عام عن عدم رضاه عن عمل الأحزاب الكبيرة وهذا ما يفسر تراجع نتيجة الحزبين الكبيرين عن تلك المتحققة عام 2002 حيث حصل كل منهما على 38.5%. السيناريوهات القائمة لتشكيل الحكومة تبدو غاية في التعقيد: تحالف بين الحزبين الكبيرين سيحصل على الأغلبية المطلوبة إلا أن هذا يعني أن منصب المستشار سيكون من نصيب الحزب المسيحي الديمقراطي لحصوله على عدد أكبر من المقاعد (وفقا للمعطيات الراهنة) وهذا ما يرفضه بالطبع الحزب الاشتراكي الديمقراطي لان ذلك يعني اختفاء شرودر عن المسرح السياسي.
احدى الاحتمالات الممكنة حسابيا والمستبعدة عمليا هي تحالف يضم الاشتراكي الديمقراطي والخضر والليبرالي الديمقراطي. هذه المعادلة رفضها الليبراليون بصورة قاطعة مفضلين صفوف المعارضة على مثل هذا التحالف. يذكر أن جميع الأحزاب ترفض التحالف مع حزب اليسار الجديد. إذا: ما هو البديل الممكن؟ هذا هو السؤال الذي لم يقدم أحد من السياسيين إجابة عليه هذا المساء.
شرودر يؤكد مواصلته العمل السياسي
استبعد المستشار الالماني غيرهارد شرودر مساء اليوم الاحد التفاوض مع رئيسة حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي انجيلا ميركيل من اجل تشكيل "ائتلاف كبير" بين حزبه الاشتراكي الديموقراطي وائتلاف حزبها مع حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي. وقال شرودر في حديث تلفزيوني "لن تحصل السيدة ميركل على ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي اذا ارادت ان تكون مستشارة". واضاف "لقد صوت الالمان بوضوح على مسالة المرشح" للمستشارية، معتبرا ان النتيجة التي حصلت عليها ميركل تعتبر خسارة. وقد فازت انجيلا مركيل في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت اليوم في المانيا بفارق ضئيل على منافسها المستشار شرودر, لكنها لم تحصل على الغالبية المطلقة للمقاعد النيابية بحسب ما افادت النتائج الأولية غير الرسمية. وقال شرودر "اعتبر ان لدي التاكيد بانني ساعمل في السنوات الاربع المقبلة
لتكون هناك حكومة مستقرة برئاستي". واعلن شرودر انه يعتزم لتشكيل حكومة اجراء مباحثات مع كافة الاحزاب السياسية
الالمانية اعتبارا من الاثنين باستثناء الشيوعيين السابقين في حزب اليسار الجديد. وبالتالي لن يكون امامه خيار الا التحالف مع حزب الخضر والحزب الليبرالي الديموقراطي للحصول على غالبية برلمانية. الا أن الحزب الليبرالي يرفض الدخول في تحالف "الإشارة الضوئية"، وذلك في إشارة الى الاشتراكي الديمقراطي (ممثلا باللون الأحمر) وحزب الخضر ممثلا باللون الأخضر. وقال شرودر "ان من يريدون بديلا في المستشارية فشلوا فشلا ذريعا", في اشارة الى النتيجة التي حصل عليها المحافظون والليبراليون والتي لا تمنحهم الغالبية المطلقة. وقال شرودر "انا فخور بابناء بلدي. انا فخور بهذه الثقافة الديموقراطية التي اثبتت ان قوة وسائل الاعلام ومحاولتها التلاعب بهم لم تتمكنا من زعزعة الحس الديموقراطي".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018