ارشيف من : 2005-2008

الأزمة السياسية في أوكرانيا لم تنته

الأزمة السياسية في أوكرانيا لم تنته

فاسيلي كونونينكو(*)‏

أصبح الثامن من سبتمبر يوما "أسود" بالنسبة للسلطات الأوكرانية الجديدة. إذ أقال الرئيس الأوكراني فيكتور يوشينكو حكومة البلاد بأكملها وعلى رأسها يوليا تيموشينكو وكذلك اثنين من كبار مسؤوليه وهما بيوتر بوروشينكو رئيس دائرة الأمن القومي والدفاع، وألكسندر تريتياكوف مساعده الأول. كان هذا رد فعل قائد الثورة "البرتقالية" على الفضائح في السلطة التنفيذية باشتراك أقرب أنصاره التي أدت الى أزمة سياسية داخلية.‏

وطلب معلق وكالة نوفوستي من الخبير السياسي فلاديمير جاريخين، نائب رئيس معهد بلدان رابطة الدول المستقلة، أن يعلق على ذلك من خلال إجاباته على الأسئلة التالية:‏

ـ هل أن ما حدث للقيادة العليا للسلطة التنفيذية الأوكرانية هو أمر طبيعي بالنسبة لزعماء الثورة "البرتقالية" أم من قبيل الصدفة؟‏

ـ أرى أن الرئيس يوشنكو منع سيناريو الأحداث التي وقعت في روسيا في عامي 1992 – 1993 عندما بدأ الشقاق في السلطة بما في ذلك في إدارة يلتسين نفسها. وتحول هذا كله كما نذكر الى مأساة وطنية. ولا غرابة في تبديل العاملين في الإدارات والتركيز على قوى أخرى في مرحلة الثورة. وأرى أن هذه خطوة جريئة للرئيس يوشينكو. ولكنه ليس معروفا بعد هل كان مخططا لها مسبقا أم أنه قرار عفوي؟ سيتعلق بذلك الشيء الكثير من أجل استقرار الوضع في أوكرانيا.‏

ـ فيم تكمن جذور النزاع الذي أدى الى تفكك تحالف يوشينكو – تيموشينكو؟‏

ـ من الممكن القول بكل دقة إن هذا ليس نزاعا شخصيا. وينبغي البحث هنا عن المشكلة الرئيسية. إنها تنحصر في أن السلطة الجديدة لم تتمكن من رسم طريق استراتيجي لتطوير البلاد.هل تريدون السير بسرعة نحو الغرب ؟ ـ سيروا. هل تريدون تطوير العلاقات مع بلدان المجال الاقتصادي الموحد لرابطة الدول المستقلة؟ – تفضلوا. ولكن كان من الضروري اختيار شيء ما واحد. لأن التذبذب والميل الى جهات مختلفة لا يؤدي الى الخير.‏

ـ هل انتهت الأزمة السياسية بتجديد العاملين في إدارة يوشينكو؟‏

ـ لا أعتقد. فعن قريب الانتخابات البرلمانية. ولكل من تيموشينكو وبوروشينكو قواهما في البرلمان . وسيشتركان حتما في المواجهة مع الرئيس سواء خلال الإصلاحات في الأشهر القادمة أو خلال الانتخابات. ولا يمكن اليوم التنبؤ بنتيجتها.‏

ـ مرت العلاقات الروسية الأوكرانية في الأشهر الستة الأخيرة بركود واضح إذا لم نقل أكثر. هل مرت هذه المرحلة المعقدة؟‏

ـ لا بالطبع. إذ أن أية سلطة في كييف الآن ستنظر الى موسكو من منظار الغرب. ولهذا سيكون سياسيونا قصيري النظر بهذا الصدد إذا جفلوا وتراجعوا في مسألة مهمة من الناحية الإستراتيجية وهي توريد موارد الطاقة الروسية إلى أوكرانيا كتأجيلهم مثلا فترة الانتقال إلى الأسعار الأوروبية إلى عام 2008 . على الشعب أن يدرك خياره وخيار سلطته. وينبغي دفع ثمن كل شيء. وآنذاك سيكون هناك وضوح في كل شيء.‏

(*) معلق وكالة نوفوستي السياسي‏

2006-10-28