ارشيف من : 2005-2008
ضحايا الطائرة القبرصية تجمدوا قبل سقوطها
أفادت التقارير الاولية حول حادث تحطم الطائرة القبرصية "هليوس" التي سقطت على تل شمالي العاصمة أثينا يوم أمس الأحد أنه عثر على الطائرة متجمدة الأمر الذي يوحي بأن الركاب ربما عانوا من هبوط شديد في درجة الحرارة بعد الهبود المفاجئ في ضغط الهواء داخل الطائرة.
وقال مصدر في وزارة الدفاع اليونانية إن الجثث كانت متجلدة بصلابة وإن عمليات التشريح التي أجريت على بعض الركاب أظهرت أن حتى الجثث التي بدت عليها آثار حروق بسبب تحطم الطائرة كانت متجمدة
وكانت اليونان وقبرص قد أعلنتا ثلاثة أيام حدادا على ضحايا الطائرة ومعظمهم قبارصة بينهم بعض اليونانيين وقلة من الأجانب. وكان من المقرر للطائرة ورحلتها رقم 522 أن تهبط في مطار أثينا في طريقها إلى العاصمة التشيكية براغ ,عندما فقد الأتصال بها مما أثار ذعراً أمنياً لفترة قصيرة اعتقاداً من السلطات أن الطائرة ربما اختطفت. وقال مسؤول بالشركة إن أغلب الركاب من القبارصة، بينهم ثمانية وأربعون طفلا ويافعاً قسم منهم كان ضمن فريق كرة قدم لليافعين كان من المقرر أن يخوض مباراة في جمهورية التشيك.
وقد صب أهالي الضحايا جام غضبهم على شركة هيليوس القبرصية لخطوط الطيران والتي تملك الطائرة المنكوبة وهي من طراز بوينغ 747, واتهموا الشركة بالإهمال بالسماح باستخدام طائرة غير آمنة بالطيران وحمل الركاب -وهي تهمة تنفيها الشركة.
كما نفت الشركة ما تردد من أنباء مفادها أنها أمرت جميع طائراتها بعدم الطيران في أعقاب الحادث المأساوي. وقال تيودور روسوبولوس أحد الناطقين باسم الحكومة اليونانية إنه بعد فقدان الاتصال بالطائرة لاحظ طيارا مقاتلتي الـ "إف - 16" اللتين أرسلتا لمصاحبة الطائرة واستطلاع حالها أن أحد الطيارين في قمرة القيادة في طائرة الركاب ربما فقد وعيه قبل تحطم الطائرة.
وقال روسوبولوس إن طياري المقاتلتين لاحظا أن القبطان الثاني في قمرة القيادة لم يكن موجودا وأنه بعد فترة قصيرة لاحظا أن هناك شخصين كانا يحاولان التحكم بالطائرة بينما كانت أقنعة الأوكسجين متدلية في القمرة. قد عثرت فرق البحث على صندوقي تسجيلات الطائرة الأسودين أملا في معرفة الأسباب الحقيقة للحادث. وقال محققون إنهم يعملون على فرضية أن رباني الطائرة فقدا الوعي بسبب انخفاض مفاجئ للضغط في حجرة القيادة قبل أن يتمكنا من وضع أقنعة الأوكسجين على وجهيهما والنزول بالطائرة إلى ارتفاع آمن.
وقال ضابط حركة المرور الجوية اليوناني "مانوليس أنتونياديس " لوكالة الأنباء الفرنسية" إن الطائرة على ما يبدو خرجت عن نطاق التحكم وإن مشكلة سريعة ومميتة على الأرجح تسببت في وفاة قبطاني الطائرة في قمرة القيادة".
وأضاف أن الطائرة على ما يبدو "مرت بمتاعب بعد عشر دقائق من إقلاعها من مطار لارنكا القبرصي.
وقال التلفزيون اليوناني إن أحد الركاب بعث برسالة هاتفية نصية إلى ابن عمه قال له فيها إن وجه الطيار تحول إلى اللون الأزرق بينما انخفضت درجة حرارة الطائرة انخفاضا شديدا. وجاء في رسالة الراكب المذكور "يا ابن عمي، الوداع، نحن نتجمد".
وقد وردت تقارير في قبرص تفيد بأن الطياريْن أبلغا عن مشكلات تتعلق بتكييف الهواء بالطائرة قبل فقد الاتصال اللاسلكي، وأن طائرات شركة هيليوس عانت من مشكلات مماثلة في الماضي. ويعتبر هذا الحادث أسوأ حادث طيران تتعرض له قبرص منذ عشرات السنين وفي تطور آخر متصل بالحادث قالت وكالة الأنباء القبرصية الرسمية إن طاقم وركاب طائرة في قبرص رفضوا اليوم (الإثنين) ركوب إحدى الطائرات التي تعود ملكيتها إلى الشركة المالكة للطائرة المنكوبة.
وقالت الوكالة إن نحو مئة راكب كان من المفترض أن يتوجهوا من لارنكا إلى صوفيا في قبرص قد طالبوا بركوب طائرات تعود لشركات خطوط جوية أخرى. وقد بدأ الموقف برفض طاقم الطائرة صعود الطائرة ثم تبعهم الركاب في الرفض. من ناحيتها تصر شريكة هيليوس على أن الطائرة المنكوبة كانت صالحة للطيران, غير أن التلفزيون اليوناني أورد أن للبوينغ 747 تاريخا حافلا بالأعطال الفنية.
وفي إحدى المرات كما يورد التلفزيون اليوناني على سبيل المثال كانت طائرة تابعة للشركة من ذلك الطراز في طريقها من وارسو إلى لارنكا مؤخرا حيث نقل الركاب من الطائرة وهم يعانون من مشاكل في أجهزة التنفس لديهم. لكن المدير التجاري لشركة هيليوس قال اليوم إن" جميع الطائرات التابعة للشركة تخضع لفحص كامل في غاية الدقة والتمحيص وفقا للمعايير الدولية".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018