ارشيف من : 2005-2008
الناطق باسم "الأوبك": لن نتدخل للحد من ارتفاع أسعار النفط
استبعد الناطق باسم منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، عبد الرحمن الخريجي احتمال تدخل المنظمة للحدّ من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وهي الأسعار التي سجلت مجدداً خلال الأسبوع الماضي أرقاماً قياسية وغير مسبوقة، سواء بالنسبة لأنواع النفط الأميركية أو الأوروبية وخاصة (برنت وتكساس)، والتي تجاوزت سقف الـ 60 دولاراً للبرميل الواحد، أو بالنسبة إلى أسعار سلة خامات الأوبك التي تجاوزت بدورها سقف الـ 55 دولاراً للبرميل الواحد. وأعرب الدكتور الخريجي عن اعتقاده بأن "منظمة الأوبك ليست مستعدة للتدخل في مشكلة الارتفاع الحاد بأسعار النفط، لاعتقادها بأنها مشكلة خارجية لها أبعادها السياسية والاقتصادية والإقليمية والدولية".
ولكنه، في ذات الوقت، أكد بأن "المنظمة على استعداد للتدخل واتخاذ القرار المناسب بزيادة الإنتاج وفق الطاقات والقدرات المتاحة للدول الأعضاء، عندما تدرك بأن مثل هذه الزيادة ستكون ضرورية وستؤدي بالفعل إلى لجم الأسعار، والمساهمة بتخفيضها إلى مستويات معقولة ومقبولة من الجميع، وبشرط وجود قناعة بحاجة السوق الحقيقية لهذه الزيادة الإضافية".
وأوضح الدكتور الخريجي رداً على سؤال حول تقييمه للأسباب الرئيسية الكامنة وراء الارتفاع الحالي بأسعار سلة خامات الأوبك في منتصف فصل الصيف الحالي "في الواقع، المشكلة لا تكمن في ارتفاع سلة خامات الأوبك ووصولها إلى سقف الـ 55 دولاراً للبرميل الواحد أو أكثر، لأن هذا لا يعني في حقيقة الأمر شيئاً، مع الأخذ في الاعتبار أن المنظمة لم تتبن حتى الآن أي نطاق سعري جديد لسلة خاماتها، وما لم يحدث ذلك، فإن أي محاولة لتدخل الأوبك هو أمر غير وارد على الإطلاق في ظل الظروف الإٌقليمية والدولية الراهنة، وفي ظل استمرار تفاعل أو تضارب الأسباب والعوامل الخارجية الرئيسية المؤدية إلى ارتفاع الأسعار، والخارجة عن إرادتها".
ورداً على سؤال حول تفسير الأمانة العامة للأوبك لظاهرة الارتفاع القياسي بأسعار النفط بشكل عام، وعما إذا كان ذلك يستدعي عقد مؤتمر استثنائي لوزراء النفط والطاقة في الدول الأعضاء، في ظل استمرار اتهام المنظمة وتحميلها المسؤولية عن الارتفاع الحالي بأسعار النفط قال الدكتور الخريجي: "كما سبق أن أكدت بأن الارتفاع الحال بأسعار النفط هو ناجم عن مشكلات وأسباب خارجية وخارجة عن إرادة الأوبك" و"في اعتقادي أن هذا الارتفاع القياسي هو بالدرجة الأولى نتيجة مباشرة وتراكمية لعدة عوامل خارجية مشتركة أبرزها ما يسمى بـالعوامل الجيو/سياسية التي تتصاعد في عدد من مناطق العالم ولا سيما في الشرق الأوسط، وتحديداً في العراق".
وأضاف "وما أود أن أؤكد عليه مجدداً في هذا السياق، هو أن منظمة الأوبك لا علاقة لها البتة، لا من قريب ولا من بعيد بسياسات السوق العالمية للنفط، وخصوصاً العوامل المؤثرة في العرض والطلب". ورأى الدكتور الخريجي أن "المشكلة الأساسية والمزمنة التي تُعاني منها السوق النفطية منذ حوالي أكثر من سنتين، ناجمة عن حالة الضعف والاختناقات التي تُعاني منها مصافي التكرير في الولايات المتحدة وغالبية الدول الكبرى المستهلكة للنفط، وخصوصاً في جنوب شرقي آسيا".
وأشار الدكتور الخريجي إلى أن عدم قدرة مصافي التكرير على مواكبة وتلبية الطلبات العالمية المتنامية على المشتقات البترولية أدى بدوره إلى ارتفاع أسعارها وارتفاع أسعار النفط بشكل عام.
وأوضح قائلا "بتعبير آخر، استطيع أن أؤكد بأن المشكلة الحقيقية وراء ارتفاع أسعار النفط ليست ناجمة عن أي نقص في الإمدادات النفطية سواء من الدول الأعضاء في الأوبك أو الدول المنتجة للنفط من خارجها، بقدر ما هو ناجم عن عدة أسباب وعوامل خارجية أصبحت معروفة لدى الجميع، ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار بأن السوق مشبعة بالكامل بالنفط، وهناك كميات كبيرة من النفط مطروحة للبيع حتى على ظهور الناقلات في أعالي البحار".
وذكّر الخريجي بسبب رئيسي آخر، قاله إنه يلعب دوراً محورياً في التسبب بارتفاع أسعار النفط، والذي يتمثل في ما يسمى بـ الحالة النفسية وتفاقم المضاربات بين كبريات الشركات العالمية المتعاملة في تكرير النفط وإنتاج المشتقات البترولية وتسويقها. وخلص الدكتور الخريجي إلى القول بأن المؤتمر الوزاري الأخير للأوبك كلف رئيسه الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح وزيرة الطاقة الكويتي مهمة تحديد الموعد الزمني لتفعيل الزيادة الإضافية الثانية، وقيمتها نصف مليون برميل في اليوم بموجب "اتفاق فيينا" في 16 حزيران/يونيو الماضي، وبعد إجراء سلسلة مشاورات من نظرائه وزراء النفط في الدول الأعضاء، وبدون الحاجة لعقد مؤتمر استثنائي.
وجدير بالذكر أن منظمة الأوبك، ومنذ سنتين تقريباً، وفي ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، والتي تتسم بالتوتر والغموض واحتدام المضاربات والعوامل النفسية وضعف كبير في مستوى أداء مصافي التكرير في غالبية الدول الكبرى المستهلكة للنفط، ونمو الطلب العالمي على المشتقات البترولية، لجأت إلى اعتماد سياسة إنتاجية مزدوجة، الأولى تقوم على أساس الإنتاج الفعلي، والذي يتجاوز الآن سقف الـ 30 مليون برميل في اليوم، والثانية تقوم على أساس الإنتاج الرسمي، والذي يصل إلى 28.5 مليون برميل في اليوم بدون حصة العراق التي تتراوح ما بين المليون برميل ونصف المليون برميل وبين المليوني برميل في اليوم تقريباً. وهذا يعني أن الدول الأعضاء في منظمة الأوبك بما فيها العراق تنتج الآن حوالي الـ 32 مليون برميل في اليوم.
وأشار مصدر مسؤول في الأمانة العامة للأوبك أن هذه السياسة الإنتاجية فرضتها التطورات الاخيرة، وهي في مجملها تهدف إلى توفير الإمدادات النفطية والمساهمة بقدر الإمكان في استقرار السوق وتوازن الأسعار عند مستويات مقبولة جميع المنتجين والمستهكلين للنفط. من جهة ثانية، أعلنت الدائرة الإعلامية في منظمة الأوبك أن سعر سلة خامات المنظمة الـ 11 اقفل يوم الجمعة الماضي عند معدل 55.29 دولاراً للبرميل الواحد، وهو أعلى رقم قياسي مقارنة بـ 55.07 دولار للبرميل في اليوم عند إقفال اليوم السابق. وأوضحت أن معدل سعر سلة خامات الأوبك خلال شهر يوليو الماضي بلغ53.50 دولار للبرميل الواحد مقارنة بـ 52.04 دولار للبرميل الواحد خلال شهر يونيو الماضي.
المصدر وكالة "أكي" الايطالية للانباء
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018