ارشيف من : 2005-2008

"القنابل القذرة" : موجة رعب جديدة في أوروبا

"القنابل القذرة" : موجة رعب جديدة في أوروبا

أثارت صحيفة "دي بريسه" النمساوية مسألة استخدام ما يسمى بـ"القنابل القذرة" في أوروبا بعد التفجيرات التي وقعت في مدريد ولندن مع خبيرين في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب.‏

وقد حذر الباحثان من احتمال لجوء الإرهابيين والمنظمات الإرهابية إلى استخدام ما يسمى بـ "القنابل القذرة" في هجماتهم في المستقبل القريب.‏

وأوضح رولف توبهوفن رئيس مركز "أسان" للأبحاث في الشؤون الإرهابية أن "القنابل القذرة" التي تحتوى على مواد مشعة وغازات شبه سامة يمكن تصنيعها بسهولة.‏

وقال توبهوفن أنه شخصياً وباحثين وخبراء آخرين يعتقدون أن لجوء الإرهابيين إلى استعمال "القنابل القذرة" وتفجيرها في أي عاصمة من العواصم الغربية أصبح مسالة وقت، مشيراً إلى أن المواد التي تدخل في تصنيع القنابل القذرة يمكن الحصول عليها بسهولة من السوق السوداء.‏

ورداً على سؤال لماذا لم يستخدم الإرهابيين "القنابل القذرة" قال توبهوفن: "في الواقع، الإرهابيون ما زالوا مكتفين برؤية النتائج المدمرة والهزات النفسية الكبيرة التي تحدثها القنابل والأسلحة النارية العادية والمتفجرات الكلاسيكية في عملياتهم".‏

وكان يشير بذلك إلى التفجيرات الإرهابية التي وقعت في مدريد ولندن مؤخراً.‏

من جهة ثانية، لم يستبعد البروفيسور فريدريك شتايناوزلر أستاذ علوم الفيزياء في جامعة سالزبورغ الوقت الذي قد يلجأ فيه الإرهابيون والجماعات الإرهابية إلى استعمال "القنابل القذرة".‏

وقال: "إنها مسألة وقت".‏

وأوضحت الصحيفة أنه عكس تصنيع القنبلة الحقيقية البالغة التعقيد، إلا أن أي شخص بإمكانه أن يصنع "قنبلة قذرة"، وقال إنه عندما يتم تفجير هذا النوع من القنابل يصعد الغاز المشعّ المنبعث منها إلى الطوابق السكنية العليا، ولكن لمسافة قصيرة.‏

وأوضح البروفيسور شتاينهاوزلر أن تفجير "القنبلة القذرة" لا يؤدي إلى دمار شامل أو أضرار مادية هائلة، ولكنه يثير موجة من الذعر والإرباك في عدد كبير من المدنيين، بالإضافة إلى مضاعفات صحية ونفسية، ولا سيما إذا ألقيت القنبلة في وسط تجمع سكني او محطة رئيسية لمترو الأنفاق، مشيراً إلى أن القنبلة القذرة هي أقل خطراً بكثير من أسلحة الدمار الشامل. ولكنه حذر قائلاً "إن أي شخص يقف لمدة ساعة على الأقل وعلى بعد أمتار قليلة من تفجير غاز كايسيون المنبعث من القنبلة "القذرة"، ومن ثمّ يستنشق أربع جرعات من هذا الغاز فإن احتمالات وفاته ترتفع بمعدل 50 % إذا لم تتم معالجته على عجل".‏

وخلص إلى القول "ولكن إذا انتشر الغاز المنبعث من تفجير القنبلة القذرة على مساحة كيلو متر واحد فإن خطره ينخفض إلى معدل 0.014 %".‏

2006-10-28