ارشيف من : 2005-2008

من اوراق الجرائد البريطانية والاميركية ... 2ـ تموز/يوليو 2005

من اوراق الجرائد البريطانية والاميركية ... 2ـ تموز/يوليو 2005

صورتان شغلتا الصحف البريطانية الصادرة اليوم في إطار تغطيتها لشؤون الشرق الاوسط. الصورة الأولى لاخلاء مستوطن من غزة أمس، والثانية تعود لأزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.‏

جاء هذان المشهدان في ظل انشغال بريطانيا بحدث استضافة قمة مجموعة الثماني وما سبقها ويرافقها من تحليلات وتوقعات على الصعيد الأوروبي والدولي، والتحضير لأكبر حدث فني موسيقي يواكب انعقادها غدا السبت.‏

وقد اختارت معظم الصحف الصورة ذاتها لمستوطن يهودي شاب يقتاده أربعة جنود اسرائيليين محمولا من اليدين والرجلين لاجباره على إخلاء فندق في مستوطنة غوش قطيف في إطار عملية مداهمة لهذا الفندق حيث كانت مجموعة من المستوطنين المتشددين مجتمعة.‏

حرب المشاهد‏

وقد ركزت معظم التقارير في مختلف الصحف على نقل سير العملية العسكرية ووقعها على الحاضرين والمستوطنين أنفسهم الذين هتفوا: "اليهود لا يخلون اليهود."‏

فقد اعتبرت الـ"اندبندنت" أن " ستة أسابيع قبل الموعد المقرّر لاخلاء قطاع غزة، تبيّن ان صبر رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون تجاه المعارضين لقرار الاخلاء بدأ ينفذ."‏

وبالتالي وبحسب الصحيفة، فإن "مشهد المتشددين اليهود اليمينيين يضربون فلسطينيي غزة ويرمونهم بالحجارة مهددين بحرق البلاد إذا ما حاولت قوات الأمن ايقافهم، دفع شارون للتحرك."‏

وقد وضعت صحيفة الـ"تايمز" هذا التحرك في إطار" إظهار لقوة خارقة" من جانب الحكومة، في ما بدا أنه " أول اشتباك من أصل عدة اشتباكات متوقعة بين الحكومة الاسرائيلية ومعارضي الانسحاب."‏

وبالرغم من قوة المشهد، كتب برونوين مادوكس مقالا في الـ"تايمز" تساءل فيه عن الحجم الفعلي لقرار إعلان الجيش الاسرائيلي بالأمس، "غزة منطقة عسكرية مقفلة".‏

ورأى مادوكس أن مما لا شك فيه أن المقاومة العنيفة للمستوطنين ومهاجمتهم للفلسطينيين أمام عدسات التلفزيونات العالمية يوم الأربعاء، هي التي دفعت باتجاه خطوة الحكومة هذه.‏

إلا أن الصحفي ذكر أبعادا أخرى لـ"خطوة شارون الحساسة"، التي رأى أنها "ساعدت حملته على تصوير الانسحاب من غزة بأنه مُكلف ومؤلم ومليء بالمجازفات."‏

واضاف: "إلا ان ذلك في الحسابات العسكرية غير صحيح. فالمجازفة الحقيقية التي يواجهها شارون تكمن في ما لو سينجح المستوطنون باستفزاز الفلسطينيين وجرّهم إلى مواجهة عنيفة."‏

وأكد مادوكس أن جميع الأطراف -الفلسطينية والاسرائيلية- ستسعى للاستفادة بأكبر قدر ممكن من المشاهد التي سترافق تنفيذ خطة فك الارتباط هذا الصيف والتي سيكون لها وقعا عاطفيا وانفعاليا في العالم."‏

وختم مقاله معتبرا أن شارون كان محقا كليا في وصف ما يحدث بـ"الحرب على المشاهد."‏

هل هو أحمدي نجاد؟‏

أما الموضوع الثاني الذي استحوذ على اهتمام كبير من قبل الصحف البريطانية اليوم، فهو التحقيق بمطابقة صورة أحد خاطفي الرهائن عام 1979 في السفارة الأمريكية في طهران، مع شكل الرئيس الايراني الجديد أحمدي نجاد.‏

فقد برزت مؤخرا صورة تنتشر عبر الانترنت تُظهر ثلاثة شبان يقتادون رهينة في عام 1979، يُقال أن أحدهم هو الرئيس الايراني الجديد.‏

وهذا هو تحديدا اللغز الذي يشغل صحف اليوم رغم نفي مكتب احمدي نجاد تماما لهذه الادعاءات.‏

ونقلت جميع الصحف تأكيد رهائن سابقين بأن الرئيس الايراني كان من بين الخاطفين الذين، يُذكر أنهم احتجزوا 52 رهينة أمريكية في طهران لحوالي 15 شهرا مطالبين واشنطن بتسليمهم الشاه.‏

وقد قال أحد الرهائن السابقين والذي كان كولونيل في الجيش الأمريكي: "هذا هو الرجل . لا شك في ذلك. يمكن أن تجعلوه أشقرا أو أن يحلق لحيته، ألبسوه بذلة، وسأتمكن رغم ذلك من التعرف إليه."‏

هذا ولم تتعرف رهائن أخرى على الصورة كما نفى البعض ضلوع أحمدي نجاد بالعملية-الأزمة.‏

وقد اعتبرت الـ"اندبندنت" أن نفي ايران لهذا الموضوع كان قاطعا ، ما قد يُظهر "وعي ايراني لتأثير تأكيد هذا الخبر على العلاقات الايرانية-الأمريكية."‏

وهذه هي النقطة التي أثارت جميع الصحف الأخرى لاسيّما في إطار جهود الأوروبيين للتوصل لتسوية بشأن ملف ايران النووي.‏

فقد كتبت الـ"ديلي تلغراف" أن "تطلعات الاتحاد الأوروبي بشأن الوساطة مع ايران تبدو اليوم أكثر سوادا. إلا أنه وبالرغم من ذلك، لا يجب التأسف على جهود كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. فقد ظنوا أن المفاوضات ستقوي معسكر المعتدلين في صفوف نظام الملالي."‏

وأضافت الصحيفة: "يبدو ان التركيز الآن سيتحوّل من الوساطة إلى التفكير بفرض عقوبات على ايران من قبل مجلس الأمن في الأمم المتحدة. "‏

أما الـ"تايمز" فقد شدّدت على أنه إذا ما ثبُتت صحة الخبر، "فسيكون لذلك تداعيات ديبلوماسية خطيرة."‏

وأضافت: "يُمكن ان يؤدي ذلك إلى تعقيد جهود بريطانيا وفرنسا وألمانيا لفتح حوار مع القيادة الايرانية الجديدة."‏

"أخرج منها يا ملعون"‏

وفي الـ"تايمز" أيضاً، إنما في سياق مختلف، تقرير عن نسبة البيع المرتفعة جدا التي حققتها رواية الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عمّان، لا سيّما بعد منعها من قبل السلطات الأردنية.‏

وتشهد رواية صدام "أخرج منها يا ملعون" رواجا كيرا في أسواق عمان. وهي تدور حول قصة رجل عربي يهزم الكفار الأجانب.‏

وأشار المقال إلى أن الرواية تعكس صورة احتلال العراق، وأن "قرار منعها أحيا جدلا عاما حول إرث صدام حسين وشعبيته في الوقت الذي بدأ العديد من العرب بمقارنة الاستقرار النسبي الذي كان في العراق تحت صدام حسين بالفوضى الحالية."‏

كما لفت المقال إلى أن المترجمين يعملون على ترجمة نسخة انكليزية وأخرى فرنسية للرواية التي ضمّنتها ابنة صدام إهداء لوالدها.‏

وإضافة إلى مواضيع أخرى، توقفت صحيفة الـ"فايننشال تايمز" عند قرار الولايات المتحدة تجميد موارد مسؤولين سوريين هما وزير الداخلية غازي كنعان ورئيس جهاز المخابرات السورية في لبنان سابقا رستم غزالي.‏

وقد رأت الصحيفة في هذا القرار"خطوة إضافية تخطوها إدارة بوش باتجاه زيادة الضغوط على دمشق."‏

وقالت محررة قسم الشرق الأوسط في الصحيفة رولا خلف، إنه "وبالرغم من أن هذه الخطوة رمزية بشكل كبير- إذ يُستبعد أن يكون لإحدى الرجلين أية ممتلكات او أموال في الولايات المتحدة ـ فهي تشكّل إشارة جديدة على عزم الولايات المتحدة على عزل دمشق."‏

2006-10-28