ارشيف من : 2005-2008

أكاذيـب بـــوش

أكاذيـب بـــوش

بول كروغمان‏

ان تأتي الى جادة الصواب متأخرا خيرا من الا تأتي ابدا، وينبغي ان ترحب بالعائدين الى جادة الصواب من المعلقين المحافظين الذين ادركوا اخيرا ان ادارة بوش غير موثوقة ولكننا ينبغي ان نتحوط ضد الحكمة التقليدية التي تبدو سائدة في بعض الاوساط والقائلة إن هناك شيئا يستحق المديح بخصوص الانخداع اوليا بحيل بوش رغم ان اكاذيب ادارة بوش كانت واضحة منذ البداية.‏

اذا كنت معجبا سابقا ببوش والآن تقول ان «المسؤولين في ادارة بوش ليست لديهم مبادىء» فانك بذلك تتخذ موقفا شجاعا لو انك قلت نفس الكلام سابقا عندما كانت شعبية بوش 80 بالمائة حيث كنت اعمى البصر بفعل كراهية بوش.‏

الحقيقة هي ان كل شيء تضطر لقوله الموجة الجديدة من المنتقدين لبوش كان واضحا منذ وقت طويل لاي معلق كان مستعدا للبحث عن الحقائق، ونمط الخداع المالي واللامسؤولية لإدارة بوش كان واضحا منذ البداية بالنسبة لأي شخص يتهم حسابات الموازنة فالمغالطات التي جرت خلال تسويق التقليص الضريبي لعام 2001 انطوت على انفاقات مزورة على الميزانية وعمليات دعابة شديدة الوضوح في خداعها حول من هم الذين سيستفيدون واستعمال عمليات محاسبية صاخبة لتمويه التكاليف الحقيقية للخطة وكانت كلها سيئة مثل اي شيء آخر تلاها.‏

اما التسويق الكاذب لحرب العراق فقد كان سهلا بنفس القدر الذي جرى به اكتشافه فورا فكل «الأدلة» على وجود برنامج نووي عراقي قد تم دحضها قبل الحرب، والخوف من الاسلحة النووية وليس اسلحة الدمار الشامل الأقل قوة هو الذي اقنع الكونغرس بتفويض بوش بالذهاب للحرب، واما خرافة الإدارة والإصرار في خطابها السياسي على الربط بين العراق و11 أيلول/سبتمبر فقد كانت كاذبة منذ طرحها اصلا ومع ذلك دخلت الإدارة في حرب غير ضرورية.‏

لكن كما قلت ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي ابدا، وانصار بوش مازالوا يصرون على القول ان صدام حسين كان متحالفا مع تنظيم «القاعدة» وسوف يزعمون قريبا بأن اميركا انهزمت في حرب العراق لأن وسائل الإعلام الليبرالية طعنت القوات الاميركية في ظهرها.‏

ولكن بودي ان اسأل بعض الناس لماذا تأخرتم طويلا حتى ادركتم الحقائق؟‏

المركز الدولي لدراسات اميركا والغرب‏

2006-10-30