ارشيف من : 2005-2008

فضيحة أبو غريب ومسؤولية القيادة الأميركية

فضيحة أبو غريب ومسؤولية القيادة الأميركية

بقلم :جو غالواي‏

حسناً، لقد وصلوا أخيراً إلى "أساس" ما جرى في فضيحة أبو غريب هذا الأسبوع. حيث أدانت محكمة عسكرية المجندة ليندي إنغلاند وحكمت عليها بالسجن ثلاث سنوات وطردها من الخدمة عقاباً على ما اقترفته يداها عندما أمسكت برسن معلق برقبة أحد السجناء.‏

فضلاً عن بعض الانتهاكات الأخرى التي أظهرت ازدراءها للسجناء في أبو غريب.لقد وضعوا أيديهم على »أساس« المشكلة، وبإدانة إنغلاند، انتهى ملف محاكمة الجنود التسعة الذين لعبوا دور البطولة في الصور الفظيعة التي شاهدناها أواخر 2003.‏

إذن هل هذا هو كل شيء؟ كلا. فنحن لم نصل بعد إلى قمة هذه الفضيحة، والمشاكل في غوانتانامو والمشاكل التي أثارها الأسبوع الماضي نقيب من الفرقة المجوقلة الـ82 استجابة لنداء ضميره.‏

وكان النقيب إيان فيشباك، ملازماً في أفغانستان والعراق عندما أقلقه ما كان يراه: جنود أميركيون يضربون محتجزين عراقيين إلى أن تتكسر أطرافهم. تهديدات بالقتل. إجهاد جسدي شديد. حرمان من النوم.‏

شرع فيشباك في رحلة، أو رحلة مأمولة، استغرقت 17 شهراً إلى مختلف مستويات هرم القيادة، طالباً ثم متوسلاً الحصول على أبسط الإرشادات الرسمية حول ما إذا كان الجنود في العراق ملتزمين باحترام بنود مواثيق جنيف.‏

وبعث برسالة إلى أبرز عضوين جمهوريين في لجنة شؤون القوات المسلحة في الكونغرس، وهما جون وارنر وجون ماكين.‏

وكتب فيشباك في تلك الرسالة: انها مأساة. أتذكر عندما كنت طالباً في الكلية الحربية أنني عزمت العقد على ضمان عدم قيام رجالي بأية أعمال غير مشرفة في الحروب ووعدت نفسي بأنني سأحميهم من مثل هذه الأعباء.‏

ما هو الشيء الصعب جداً الذي طلبه هذا الضابط الأميركي الشريف؟ »اعطاء جنودنا معايير واضحة تنسجم مع المبادىء الأساسية الوطيدة لأمتنا«.‏

وأضاف النقيب فيشباك: "يجادل البعض بأنه طالما ان اعمالنا ليست بدرجة فظاعة اعمال القاعدة، فلا ينبغي لنا ان نهتم لأمرها. متى كانت تصرفات القاعدة معياراً نقيس عليه اخلاقيات الولايات المتحدة؟".‏

ولم يظهر أحد في هرم قيادة فيشباك ادنى اعتبار للأمور التي ابلغ عنها أو طالب بها النقيب. ولم يظهر أحد أي اهتمام بأمره إلى ان كشفت منظمة »هيومن رايتس ووتش« تفاصيل قضيته الأسبوع الماضي.‏

عندها أصبح الجيش مهتماً جداً بالموضوع، وصدرت الأوامر باستجواب النقيب ومطالبته بالكشف عن هوية الرقيبين اللذين شهدا ايضا بعض الانتهاكات، مرة أخرى، كانت القيادات العليا متلهفة للوصول إلى أساس القضية.. من اجل العثور على بعض المجندين أو ضباط الصف وإلقاء اللوم كله عليهم.‏

عار عليهم.‏

وعار على أعضاء مجلس الشيوخ الصالحين أيضاً، ما لم ينهضوا أخيراً لعقد جلسات استماع مستقلة حول كيفية معاملة الولايات المتحدة للسجناء أو المحتجزين الموجودين تحت وصايتها في أي مكان بالعالم.‏

لقد شاهدنا جميعاً كيف تخلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ اللذان يسيطر عليهما الجمهوريون عن مسؤولياتهما الدستورية في ممارسة الرقابة الصارمة على اعمال واخفاقات الفرع التنفيذي للحكومة.‏

واستمر هذا طيلة السنوات الماضية منذ ان وصل جورج بوش إلى البيت الأبيض، ويبدو ان الأمور لن تتغير في السنوات الثلاث المتبقية في فترته الرئاسية الثانية.‏

لقد اجري 17 تحقيقاً منفصلاً في قضية أبو غريب وغوانتانامو وغيرهما من فضائح الانتهاكات في السجون. وجميع هذه التحقيقات اتجه مباشرة إلى الأسفل وصولاً إلى الأساس القاعدي لكل حالة.‏

وجميع التحقيقات أصرت على ان لا أحد على مستوى القيادة بما في ذلك القيادة المدنية في البنتاغون، يتحمل أي مسؤولية عن أي أخطاء في أي من هذه القضايا.‏

هذا كلام تافه. هراء سخيف. إذا أخفق المجندون في أدنى مستوى، فهذا يعني أن آخرين أخفقوا في التدريب والقيادة والتوجيه.‏

وتتواصل السلسلة من الرقيب إلى الملازم إلى النقيب فالرائد إلى المقدم إلى العقيد.. وصولاً إلى دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأطول خدمة والأكثر عجرفة في تاريخنا ثم إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة جورج بوش.‏

حان الوقت لأن تصعد المسؤولية إلى الأعلى، أن تنزل إلى الأسفل، في هذه الإدارة. حان الوقت لكي يتحمل قادتنا المسؤولية عن الأخطاء التي يتم ارتكابها باسمنا جميعاً وتحت راية بلدنا. حان الوقت لكي يقوم الكونغرس بعمله إذا لم تكن الإدارة مستعدة للقيام بعملها.‏

حان الوقت لوضع حد للتبختر والتبجح بالنصر الفارغ. حان الوقت لتزويد جنودنا بالقيادة التي يستحقونها. حان الوقت لكي نعلن بوضوح لا لبس فيه إننا أميركيون ونعيش تحت حكم القانون الذي يحمي الجميع، حتى أسوأ الإرهابيين الذين وقعوا في أيدينا أو ربما أولئك بشكل خاص.‏

خدمة:لوس أنجلوس تايمز ـ البيان الاماراتية‏

2006-10-30