ارشيف من : 2005-2008

"الشرق الأوسط: الطريق إلى السلام والوفاق"

"الشرق الأوسط: الطريق إلى السلام والوفاق"

نشرت صحيفة "سلوفو" (الكلمة) الروسية في عددها الأخير مقالا تناول فيه مؤلفه يوري غلوخوف الكتاب الذي ألفه نائب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، الشخصية السياسية المعروفة عصام فارس "الشرق الأوسط: الطريق إلى السلام والوفاق". ويتميز هذا الكتاب بأهمية كبيرة على خلفية الأحداث الجارية حاليا في المنطقة. فقبل أيام شهد مجلس الأمن الدولي مناقشة مشكلة لبنان المتعلقة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ومشكلة الإرهاب الدولي بالكامل.‏

وجاء في كتاب عصام فارس : "نقف جنبا إلى جنب مع هيئة الأمم المتحدة في مواجهة الإرهاب الدولي في جميع مظاهره.. وقد مر لبنان بتجربة الإرهاب على أرضه، وشهد خطف واغتيال العديد من الضحايا الأبرياء. كما يعرف لبنان الكثير عن الإرهاب، ويدينه بغضب.. كما ندين أولئك الذين يربطون بين الإرهاب والكفاح من أجل التحرر الوطني.. وهناك من يستغل الإدانة العامة للإرهاب لغرض الإساءة إلى حركات التحرر الوطني واصما إياها بوصمة الإرهاب. إن حركات التحرر الوطني تتميز بالشرعية في حين يستحق الإرهاب الإدانة".‏

ومن الجدير بالذكر أن وجهة نظر هذه الشخصية اللبنانية والعربية البارزة تستحق منا كل الاهتمام. ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستخدمون تحت شعار مكافحة الإرهاب أسلوب التدخل المسلح في شؤون البلدان المستقلة وذات السيادة، ويتحكمون بمصائر الشعوب. وهذا ما يحدث الآن في العراق. وقد تواجه سوريا نفس مصير جارها العراق.‏

كما ترغب الولايات المتحدة الأمريكية بتفصيل أنظمة الشرق الأوسط بمقاييسها "الديمقراطية".‏

ويشير عصام فارس في هذا الصدد إلى أن المبادئ الأساسية التي تعلنها السياسة الخارجية الأمريكية، وبالذات دعوتها إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتطلعات الوطنية وأحكام القانون الدولي غير موجودة في نهج واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. ويرى نائب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق أن وسائل الإعلام الغربية عمدت تاريخيا إلى رسم صورة كاريكاتيرية ساذجة للعرب والمسلمين.‏

وقد ساعدت أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز هذه الصورة. غير أن الحضارة العربية الإسلامية لا تقل قيمة بالنسبة للحضارة العالمية عن مثيلتها الغربية المسيحية. ويؤكد المفكر اللبناني عصام فارس على أن الحضارة العربية الإسلامية تستحق أن يقف العالم الغربي منها موقفا أكثر عمقا وجدية مما كان في السابق.‏

ويوصي مؤلف المقال يوري غلوخوف جميع المشاركين في بناء السياسة الشرق أوسطية بالاستماع إلى هذه الفكرة بشكل جيد، وكذلك الاهتمام بفكرة أخرى للباحث السياسي اللبناني، وهي لا تقل أهمية عن الأولى، إذ يرى عصام فارس أن تحقيق التسوية في الشرق الأوسط يتطلب أن تتغير صيغة المفاوضات بالشكل الذي يوفر لروسيا والاتحاد الأوروبي دورا أكبر فيها.‏

وأعرب عصام فارس عن قناعته بأن روسيا تصر على تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة. وأكد على أن روسيا والاتحاد الأوروبي يضمنان التوازن الدبلوماسي المطلوب لتحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط.‏

وقد أعد المقدمة لكتاب "الشرق الأوسط: الطريق إلى السلام والوفاق" والتعليق عليه رئيس جمعية الصداقة والتعاون العملي والثقافي مع لبنان، السفير اوليغ بيريسيبكين.‏

2006-10-30