ارشيف من : 2005-2008
الكسندر ياكوفينكو يتحدث عن تولى روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي
أدلى الكسندر ياكوفينكو نائب وزير الخارجية الروسي بحديث الى وكالة " نوفوستي" بمناسبة تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في أول نوفمبر الحالي. ونورد أدناه النص الكامل لهذا الحديث:
سؤال: تولت روسيا منذ اول نوفمبر الحالي وظائف رئيس مجلس الأمن الدولي. فما هي رؤيتكم للتصور العام لتولينا هذه الرئاسة ؟
جواب: أولا ، بودي التأكيد على ان بلادنا بصفتها عضوا دائما في المجلس قد تولت مرارا واجبات الرئاسة. وترتبط خصوصية الفترة الراهنة قبل كل شيء بأن روسيا تترأس مجلس الأمن الدولي في وقت صعب من كافة النواحي بالنسبة إلى تطور المنظمة . وتجري في هيئة الأمم المتحدة مناقشات مكثفة حول تنفيذ قرارات "قمة – 2005" الرامية إلى تكييف المنظمة العالمية مع تحديات وأخطار العصر. ويتنامى باطراد دور مجلس الأمن الدولي الذي يتحمل بموجب ميثاق هيئة الأمم المتحدة المسئولية الرئيسية عن المحافظة على السلام والأمن الدوليين. أما بصدد المواقف العامة من عمل مجلس الأمن الدولي في شهر نوفمبر فإن جهودنا ستوجه نحو التعزيز الشامل لدوره ومكانته وتأثيره في اتخاذ القرارات بشأن القضايا الرئيسية للسياسة العالمية . وكانت روسيا تذود دائما عن هذه الأهداف، بيد أن تولينا مهمة الرئاسة تلقي على عاتقنا مسئولية أكبر في مجال إعلاء هيبة مجلس الأمن الدولي وتنسيق نشاط الشركاء.
وتوجد في جدول أعمال المجلس القضايا الهامة لدعم السلام في الكوكب. ويزداد كشفها باستمرار وتشمل بؤر النزاعات في كثير من المناطق. وينبغي أن تنسب إلى المهام الأولية لعمل مجلس الأمن الدولي مواضيع مثل تسوية الوضع في الشرق الأوسط وفي العراق وأفغانستان وفي مناطق يوغسلافيا السابقة وفي القارة الإفريقية، وكذلك تنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب والنضال ضد انتشار سلاح الدمار الشامل.
س: حدثنا عن جدول أعمال المجلس في نوفمبر. وهل تخطط روسيا لطرح القضايا حول سبل التصدي إلى التحديات والأخطار الجديدة التي تواجه البشرية ؟
ج: إن أحد أكثر المواضيع إلحاحا هو مواصلة الاتفاق بشأن الإستراتجية الدولية لمواجهة الإرهاب، الذي لا يقل خطره، بالرغم من الجهود الفعالة والأكثر تنظيما ومنهجية التي يبذلها المجتمع الدولي. وجرى التطرق إلى موضوع مكافحة الإرهاب في "قمة – 2005" حين تمت المصادقة في اجتماع مجلس الأمن الدولي على أرفع مستوى على القرار رقم 1624 الصارم حول مكافحة الإرهاب، والذي طرح بصورة أساسية مهمة مقاومة إيديولوجية الإرهاب ، ووصف التحريض على ارتكاب أفعال الإرهاب بأنها عمل إجرامي. ومن الضروري الآن تفعيل القدرات الكامنة في هذا القرار بأكمل شكل في ميدان مكافحة الإرهاب. ونعتزم أن نركز انتباه شركائنا لاحقا على وجوب تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي هذا، بصرامة، وبدون معايير مزدوجة.
س: يرتبط بخطر الإرهاب ارتباطا وثيقا خطر انتشار سلاح الدمار الشامل، ووقوعه بأيدي الإرهابيين . هل سيكون هذا الموضوع محط اهتمام مجلس الأمن الدولي في نوفمبر؟
ج: بلا ريب ، سيواصل مجلس الأمن الدولي إعداد إستراتجية منسقة في مجال عدم انتشار سلاح الدمار الشامل الذي سيجعل خطر الإرهاب في حالة وقوعه بأيدي الإرهابيين أكثر خطرا بما لا يقاس. وقد صاغ القرار 1540 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في أبريل عام 2004 الأساس للتعاون البناء في المجتمع الدولي في مجال عدم الانتشار. ويجب ان يتواصل العمل على أساس قرار مجلس الأمن الدولي هذا.
س: هل يمكن أن تحدثنا عن الأوضاع الملموسة في البلدان والأقاليم التي يجب على مجلس الأمن الدولي حسب رأيكم ان يعيرها اهتمامه؟
ج: بودي التطرق إلى العراق بكونه من المواضيع التي تثير قلقنا. ويجب على المجلس ان يواصل المراقبة الشديدة لتطور العملية السياسية في هذه البلاد. وتبقى معلقة حتى اليوم مسائل كثيرة في المجال المذكور والتي وردت في القرار 1546 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. وهذا يمس قبل كل شيء إجراء الحوار السياسي المتكامل بهدف تحقيق المصالحة الوطنية. ونحن نعتزم في إطار رئاستنا لمجلس الأمن الدولي إعارة اهتمام شديد إلى تسوية الوضع في الشرق الأوسط. وتبقى بدون حل في هذه المنطقة مجموعة متراكمة من القضايا، ومما يؤكد ذلك بشكل مأساوي اندلاع أعمال العنف من جديد في الضفة الغربية في 1 – 2 نوفمبر الجاري. وتلوح تباشير اتجاهات إيجابية وسلبية في تطور الوضع الإقليمي. إن انسحاب إسرائيل من غزة هو خطوة سياسية هامة. بيد أنها لا تعتبر المرحلة النهائية بل المرحلة الأولى من تنفيذ خطة " خارطة الطريق" باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية القادرة على الحياة والمتكاملة. وفي الوقت الحاضر ينصب اهتمام المجتمع الدولي على تطور الوضع حول سورية ولبنان. وفي 31 أكتوبر عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي على مستوى الوزراء والذي أصدر القرار رقم 1636 الذي يدعو دمشق الى التعاون بأكمل قدر مع لجنة ميليس المستقلة التي تشكلت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1595 للتحقيق في ظروف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ونحن سنتابع باهتمام عمل اللجنة ونقدم لها المعونة الشاملة . وبودي التأكيد على أن التحقيق غير المتحيز وحده في مجال كشف الحقيقة سيساعد على تعزيز الاستقرار في لبنان وتطبيع العلاقات بين بيروت ودمشق وإشاعة الاستقرار في الشرق الأوسط عموما.
كما يتركز اهتمام مجلس الأمن الدولي على الوضع حول كوسوفو. فكما هو معروف ان عملية التسوية في هذا الإقليم تدخل مرحلة تتسم بالمسئولية حيث تبدأ المفاوضات حول مستقبل وضع هذا الإقليم. ويجب أن يتابع مجلس الأمن الدولي بصورة موازية وجوب تنفيذ المعايير بإمعان في مجال ضمان حقوق الأقليات القومية ولاسيما الصرب. ونحن نرى أن المهمة في هذا المنحى تكمن في ضمان الأمن والحقوق المتساوية لجميع فئات السكان القاطنين في هذا الإقليم. وتكمن في هذا بالذات ضمانة استقرار الوضع في كوسوفو.
ويجب على المجتمع الدولي مع قيام مجلس الأمن الدولي بالدور التنسيقي أن ينجز عملا كبيرا في تطبيع الوضع في أفغانستان. ومن السابق للآوان الحديث عن استقرار الوضع في الظروف الراهنة بعد إجراء الانتخابات في سبتمبر الماضي. ومازال يسود البلاد مستوى عال من العنف. وتكمن المهمة الأولية في تشكيل مؤسسات سلطة الدولة على أساس التوازن السياسي والعرقي، وكذلك في نشر صلاحياتها إلى جميع أنحاء أفغانستان. ونحن نعتزم التحدث عن مجمل هذه القضايا كلها بإسهاب مع جان ارنو المبعوث الخاص للسكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة في أفغانستان الذي سيزور موسكو في الأيام القريبة القادمة.
وسيعار الاهتمام الكبير في جدول أعمال المجلس في أثناء تولينا رئاسته الى تسوية الوضع في بؤر النزاعات في القارة الإفريقية. ومن المقرر أن تتوجه في 4 – 11 نوفمبر بعثة من مجلس الأمن الدولي إلى بلدان وسط إفريقيا. ويمكن القول بلا مبالغة ان أعمال حفظ السلام الدولية قد مارست دورا كبيرا في تطبيع الوضع في "النقاط الساخنة" في القارة . وينبغي مواصلة هذه الجهود وتقويتها. وستبذل روسيا الاتحادية أقصى الجهود من أجل أن يبقى مجلس الأمن الدولي في فترة رئاستها له بمستوى رسالته التاريخية. ولا ريب في أننا سنرتكز في عملنا على مساعدة ودعم شركائنا في مجلس الأمن الدولي.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018