ارشيف من : 2005-2008

فضيحة "زوجة ويلسون" تقترب من رأس تشيني

فضيحة "زوجة ويلسون" تقترب من رأس تشيني

واشنطن ـ حنان البدري‏

مثل كرة الثلج بدأت تكبر أبعاد قضية الكشف عن هوية عميلة المخابرات الامريكية فاليري بلام عقاباً لزوجها السفير الامريكي السابق جوزيف ويلسون، وهي تقترب وبشدة من اسماء بارزة في البيت الابيض بمن فيها نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني، لا سيما مع اقتراب التحقيق الذي تجريه لجنة المحلفين العليا من نهايته.‏

ومن المقرر ان ينتهي التحقيق في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بينما تصاعدت موجة الغضب والاستهجان في الاوساط الصحافية الامريكية والهجوم على محررة “النيويورك تايمز” جوديث ميللر التي أمضت 85 يوماً في السجن، بسبب ما اعتبر اخلالاً بالتقاليد والاخلاقيات الصحافية حين قامت من خلال تقارير غير حقيقية بإطلاق الحملة الاولى لتبرير قرار الحرب مع العراق، وذكرت فيها حكاية انابيب الالومنيوم المرتبطة بتهديد نووي عراقي مزعوم على الولايات المتحدة، وهي ما ثبت لاحقاً زيفها.‏

وحسبما تسرب من التحقيقات الجارية فإن تركيز المحققين ينصب حالياً على ما يطلق عليه “مجموعة البيت الابيض بخصوص العراق”، وهي مجموعة اختفت طويلاً، ولم يكن يوجد شيء معلوم عنها، وتم تشكيلها في اغسطس/ آب من العام 2002 لصنع الدعاية والترويج اللازم لمزاعم التهديد الذي يمثله العراق، وأيضاً لزعزعة مصداقية أي شخص او جهة لا تتفق مع رؤية القيام بشن حرب على العراق.‏

هذه المجموعة هي التي قام بتشكيلها اندرو كارد كبير موظفي البيت الابيض، وضمت في صفوفها:‏

كارل روف نائب رئيس الموظفين في البيت الابيض.‏

كارين هيوز مستشارة الرئيس آنذاك.‏

ماري ماتلين الاعلامية وكاتبة الخطب.‏

جيمس ويلكنسون نائب مدير الاتصالات وقتذاك وعمل لاحقاً متحدثاً باسم القيادة المركزية بالعراق بعد الغزو.‏

نيكولاس كاليو مساعد الرئيس والمنسق التشريعي مع الكونجرس.‏

كوندوليزا رايس مستشارة مجلس الامن القومي في تلك الفترة.‏

ستيف هارل نائب رايس في ذلك الوقت.‏

لويس ليبي مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني.‏

ومن ضمن ما تسرب امس الاول لبعض وسائل الإعلام الامريكية هو وجود عدد من الوثائق التي حصل عليها المحققون حول عمل تلك المجموعة وتدلل على أن ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي حضر عدداً من اجتماعات “مجموعة البيت الابيض الخاصة بالعراق”، وأنه ناقش مع افرادها على الاقل مقابلتين في مايو ويونيو 2003 قام بهما السفير ويلسون مع صحافيين في الواشنطن بوست والنيويورك تايمز تحدث فيهما عن قيام ادارة بوش بلي الحقائق والمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق.‏

كما ناقش نائب الرئيس مع المجموعة كيفية الرد على تصريحات ويلسون هذه.‏

وبينما بدأت دائرة التحقيقات بعد مرور عامين على بدئها النظر في قضية زوجة ويلسون، فإن البيت الابيض وحسب ما يتردد حالياً في العاصمة الامريكية بدأ يستعد لمواجهة الفضيحة المتوقعة في حالة ثبوت ما يدين أياً من الاعضاء المقربين للرئيس بوش لا سيما ان التحقيقات بدأت تقترب من نائب الرئيس تشيني، والذي كان قد تم استجوابه بوساطة ال “اف. بي. آي” في العام الماضي حول الموضوع نفسه، وسألوه عما اذا كان يعلم عن وجود أي مجهود منظم من داخل البيت الابيض لإفشاء اسم وطبيعة عمل زوجة ويلسون السرية.‏

ويعتقد ايضاً ان مجموعة العراق في البيت الابيض هي التي اشرف بعض اعضائها على كتابة نص الخطبة الشهيرة التي ألقاها وزير الخارجية آنذاك كولن باول في الامم المتحدة حول مزاعم امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، بناء على معلومات أعدت في مكتب دوجلاس فايت مساعد وولفويتز في “البنتاجون”، وهي الخطبة التي سبقها تدشين تصعيد الحرب مع العراق، وبدأت جوديث ميللر التي تبين ان “البنتاجون” منحتها تصريحاً أمنياً خاصاً بالاطلاع على وثائق من دون ان تكون لها صلاحيات نشرها. ومن ثم بدأ اقطاب الادارة ديك تشيني ودونالد رامسفيلد وغيرهما في التعقيب في وسائل الاعلام الامريكية مرددين الرواية المزعومة، لدرجة ان رامسفيلد قال للامريكيين “تخيلوا احداث سبتمبر باستخدام اسلحة دمار شامل”.‏

المصدر: الخليج الاماراتية‏

2006-10-30