ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف الألمانية 13 كانون الثاني/ يناير 2006
أثارت الأنباء التي نشرتها كل من صحيفة سود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung والقناة الاولى ARD الألمانيتان عن دعم أجهزة المخابرات الألمانية BND للقوات الأمريكية في حربها على العراق عام 2003، أثارت جدلا واسعا، فهذا يتناقض مع موقف ألمانيا المعلن والرافض لتلك الحرب. وتعالت الدعوات للكشف عن الحقائق بدون تأخير، الأمر الذي يلزم الائتلاف الحكومي السابق الذي كان يضم الحزب الاشتراكي الديموقراطي برئاسة المستشار السابق شرودر، وحزب الخضر برئاسة يوشكا فيشر وزير الخارجية السابق بتقديم الايضاحات، ضمت الصحف الألمانية صوتها الى الأصوات المطالبة بتكوين لجنة لتقصي الحقائق، ومن ضمنها صحيفة فرانكفورتر روند شاو Frankfurter Rundschau التي أكدت على ضرورة تقديم الايضاحات على وجه السرعة، إذ كتبت:
"انه لأمر مثير للتساؤل، أن يحدث شئ من هذا القبيل وبالذات تحت ظل الائتلاف الحكومي السابق والمكون من الاشتراكيين والخضر، فالتمسك بالمبادئ الأخلاقية التي شدد عليها الائتلاف السابق، لا يستقيم مع السماح بالانتهاكات التي صاحبت الحرب على الارهاب، والسماح باستجواب المشتبه بهم في سجون مثيرة للجدل. هذه الحقائق تجعل من تكوين لجنة لتقصي الحقائق أمرا ضروريا و ملحا."
أما صحيفة تاغس شبيغل Tagesspiegel التي تصدر من العاصمة برلين، فقد جددت المطالبة بتقديم الايضاحات، وحددت من يتوجب عليهم القيام بذلك، اذ كتبت:
"يتوجب على وزير الخارجية الحالي فرانك فالتر شتاين ماير الذي كان يشغل في الحكومة السابقة منصب الوزير الأول في المستشارية الألمانية، يتوجب عليه تقديم تفاصيل كاملة عن سير بعض الامور في الفترة التي قضاها في منصبه السابق، فالأمر يتعلق بسمعته كمدير لمكتب المستشارية ومدير لشئون السلطة، كما يتعلق أيضا بالبقية الباقية من سمعة شرودر كمستشار، بل وبسمعة الدولة التي لا يصح أن تمس بها تدخل عناصر الاستخبارات، والأسوأ من هذا كله، هو السماح بحدوث كل ذلك والتكتم عليه حتى في أعلى المستويات. وبما أن شرودر لا يشغل أي منصب رسمي في الحكومة الحالية، فالأولى بشتاين ماير وزير الخارجية الحالي أن يعمل من أجل ابراء ساحته."
ونختم هذه الجولة بتعليق صحيفة تاغس تسايتونغ Tageszeitung التي صبت جام غضبها على المستشار السابق غيرهارد شرودر، وكتبت متسائلة عما اذا كان فعلا يستحق لقب مستشار السلام تقول الصحيفة في تعليقها:
"لو صحت الأنباء عن دعم عناصر المخابرات الألمانية لقوات الجيش الأمريكي بشكل مباشر في تحديد الأهداف التي يجب قصفها، فيجب تجريد المستشار السابق بشكل نهائي من التكريم الذي ناله بوصفه مستشارا للسلام، فقد تم تجاوز كل الحدود بتقديم الدعم لعمليات عسكرية مباشرة، وتكون ألمانيا بذلك قد شاركت في حرب العراق. وهذا يعني ممارسة الكذب ليس على الشعب وحسب ولكن على البرلمان الألماني كذلك."
المصدر: موقع دويتشه فيلله ـ إعداد:نهلة طاهر
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018