ارشيف من : 2005-2008

العالم يتعهد بتقديم 1.9 مليار دولار لمحاربة انفلونزا الطيور

العالم يتعهد بتقديم 1.9 مليار دولار لمحاربة انفلونزا الطيور

أعلن "ماركوس كيبريانو" مفوض شؤون الصحة بالاتحاد الاوروبي اليوم الاربعاء بعد مؤتمر عقد في العاصمة الصينية بكين ان الجهات الدولية المانحة تعهدت بتقديم 1.9 مليار دولار لدعم صندوق عالمي لمحاربة انفلونزا الطيور بزيادة عن المبلغ المستهدف في البداية.‏

وكان البنك الدولي يأمل في بادئ الامر أن يتم جمع 1.2 مليار دولار من خلال المؤتمر.‏

وتعهدت الولايات المتحدة بنحو 334 مليون دولار قائلة في بيان ان هذا المبلغ سيكون بشكل أساسي في صورة منح ومساعدة فنية. وبلغ اجمالي المساعدات التي سيقدمها الاتحاد الاوروبي نحو 250 مليون دولار.‏

وقدر البنك ذاته أن وباء لمدة عام يمكن أن يكبد الاقتصاد العالمي ما يصل الى 800 مليار دولار.‏

وفي أنحاء العالم يمكن ان يتوفى الملايين بسبب فيروس اتش.5.ان.1 المسبب لانفلونزا الطيور اذا ما تحور بشكل يتيح له الانتقال من انسان لاخر بسهولة. وستصاب الاقتصادات بالشلل لمدة أسابيع أو شهور.‏

وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان للمؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "المبلغ المطلوب صغير بالمقارنة بتكلفة وباء لسنا مستعدين له."‏

وقال جيم ادامز نائب رئيس البنك الدولي ان هناك ادراكا للقدرة على السيطرة على المرض اذا كانت المواجهة فورية.‏

ومن بين اجمالي المبلغ الذي تم التعهد به يخصص ما بين 100 مليون دولار و200 مليون دولار لصندوق ائتمان يديره البنك الدولي. وستكون ادارة بعض من الجزء المتبقي بشكل ثنائي أي بين الجهات المانحة والدول المستهدفة التي تختارها.‏

وأضاف أن أكثر من نصف اجمالي المبلغ من الالتزامات الجديدة ولم يذكر في برامج مساعدات سابقة.‏

وقال لرويترز "أعتقد أن هناك نسبة كبيرة من المبلغ ومن المؤكد أنها أكثر من 50 في المئة من المبالغ الجديدة."‏

وتسبب فيروس اتش.5.ان. في وفاة 79 شخصا على الاقل منذ عام 2003 والاغلبية العظمى من الضحايا من شرق اسيا وحثت حكومات الدول المتضررة المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لمواجهة المرض بما في ذلك توفير الاموال اللازمة لتعويض أصحاب الدواجن التي يجري ذبحها.‏

وانتقل الفيروس منذ ذلك الحين الى تركيا وهو متوطن بين الدواجن في أجزاء من اسيا حيث ما زال يسقط ضحايا من البشر ويصيب أسرابا من الدواجن.‏

وتوفي طفل اندونيسي يوم أمس الثلاثاء وتجرى له فحوص لمعرفة ما اذا كانت انفلونزا الطيور هي سبب الوفاة بعد تأكد وفاة اخته (13 عاما) بالمرض طبقا لفحوص محلية. كما أكدت تركيا اصابة 21 حالة بالمرض مما يبرز الحاجة العاجلة لجمع الاموال اللازمة للمساعدة في تحسين الخدمات البيطرية والصحية في دول فقيرة.‏

وقال أبو الرضا البكري المندوب الاندونيسي للمؤتمر "التعهدات الجزئية بالتبرعات تلقي بالمزيد من الاعباء."‏

وأضاف "في حالة اندونيسيا فاننا غير قادرين على مواجهة المشكلة وحدنا. بدون تعاون دولي ودعم مالي ستواجه اندونيسيا صعوبات رئيسية في احداث مزيد من التطوير وتنفيذ استراتيجيتها القومية."‏

وتوفي في اندونيسيا 12 شخصا تأكدت اصابتهم بانفلونزا الطيور ولكن ليس من بينهم ثلاثة أشخاص توفوا مؤخرا ما زال يجري التحقق من سبب وفاتهم في حين تماثل خمسة مرضى للشفاء.‏

وعرض البنك الدولي خط ائتمان قيمته 500 مليون دولار كخطوة نحو تحقيق المبلغ المستهدف للاموال وقال رئيسه بول وولفويتز ان هناك حاجة ماسة الى المزيد من الاموال.‏

وقال "نعرف من واقع التجربة أنه اذا لم يدعم المجتمع الدولي اجراءات السيطرة والوقاية هذه الان فان التكلفة المحتملة التي سيتحملها العالم قد تكون أعلى كثيرا على المدى الطويل."‏

كما عرض الاتحاد الاوروبي نحو 250 مليون دولار بينما قالت الصين الدولة المضيفة للمؤتمر والتي عانت من تفشي انفلونزا الطيور في 30 منطقة بين الدواجن في العام الماضي وتوفي بها خمسة أشخاص على الاقل انها ستوفر 10 ملايين دولار.‏

وقالت منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" ان هذه الاموال لازمة قبل ان يتحول المرض الى وباء مضيفة أنه من الممكن الحد من احتمال تفشي المرض بين البشر اذا ما تمت مواجهته بشكل ملائم بين الدواجن والبط.‏

وقال ديفيد هارتشاريك نائب المدير العام للفاو خلال المؤتمر "محاربة انفلونزا الطيور بين الحيوانات... هي أكثر الوسائل فاعلية وتوفيرا للاموال للحد من احتمال تحور "فيروس" اتش.5.ان.1 مسببا وباء بين البشر."‏

وقدرت الفاو ان اجمالي احتياجاتها المالية يبلغ نحو 130 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات للمساعدة في مكافحة المرض.‏

ويقول خبراء ان الكثير من الانشطة التجارية ستصاب بالشلل اذا ظهر وباء بما أن الكثير من الناس سيقيدون من تحركاتهم للحد من احتمال اصابتهم بفيروس لا تتوفر لديهم وسائل حماية منه أو لرعاية ذويهم المرضى.‏

وحتى الان تسبب فيروس اتش.5.ان.1 في وفاة نحو نصف عدد من تأكدت اصابتهم بالمرض وهي حقيقة قال مسؤولو صحة انها تبرز حجم الخطر الذي يمثله الفيروس اذا ما تحور لصورة يمكنه من خلالها الانتقال من انسان لاخر مما سيسبب وباء عالميا.‏

2006-10-30