ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف الألمانية 19 كانون الثاني/ يناير 2006
ما يزال الخلاف حول الملف النووي الإيراني يستحوذ على تعليقات معظم الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم، هذا إضافة إلى مواضيع أخرى ذات طابع عالمي كمرض أنفلونزا الطيور، وفضيحة تعاون الاستخبارات الألمانية مع قوات الجيش الأمريكي في حرب العراق. وفيما تصر المعارضة الألمانية على إحالة الأمر إلى لجنة تحقيق متخصصة، يذهب البعض إلى المطالبة بتنحي وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير عن منصبه إذا ما ثبتت صحة ما تردد عن تعاون المخابرات الألمانية مع الجيش الأمريكي، وتجدر الإشارة إلى أن شتاينماير كان يشرف على عمل المخابرات الألمانية من خلال عمله كرئيس لديوان المستشارية في الحكومة السابقة.
صحيفة "فرانكفورتر روند شاو" استهلت تعليقها متسائلة عن جدوى إحالة القضية إلى لجنة تحقيق متخصصة، إذ كتبت تقول:
"ماذا على المرء أن ينتظر من لجنة تحقيق تحاط فيها كل الحقائق كما كان الحال من قبل بغلاف من السرية؟ ما هو الغرض من هذه اللجنة إذا كانت تكفل لعملاء المخابرات الألمانية حق الصمت، الأمر الذي يتم تبريره دائما "بالحفاظ على مصلحة الدولة"؟ على أن النقطة الأخيرة هي مربط الفرس: فمن الواجب الآن الحديث عما تعنيه المصلحة العليا للدولة بالضبط. أن المواجهة مع الإرهاب الدولي أدت إلى ضياع الحقوق المكفولة بموجب القانون، وهناك ما يتردد عن احتمال استخدام السلطات الألمانية لمعلومات انتزعت تحت التعذيب في سجون خارج البلاد. لقد رفعت الضوابط الموضوعة بغرض تحديد سلطة الدولة وأيضا تلك التي تحمي المواطنين من التعرض لانتهاك حقوقهم بشكل تعسفي. وبغض النظر عما يقال عن عجز لجنة تقصي الحقائق عن تكوين صورة واضحة حول تحركات العميلين الألمانيين في العراق، إلا أن عمل هذه اللجنة سيكون مجديا، لو أنها فتحت باب النقاش حول الحدود القانونية التي يحرم بأي حال من الأحوال تخطيها، حتى وإن كان ذلك يعني المخاطرة بعدم الحصول على معلومات من أي نوع."
وإلى الموضوع التالي في جولة اليوم، وهو الخلاف حول الملف النووي الإيراني، إذ عالجت صحيفة "تاغس تسايتونغ" هذا الملف الشائك في تعليق لها وكتبت تقول:
"لدى إيران أسبابا كافية تدفعها إلى تحقيق طموحاتها بالحصول على أسلحة نووية، وفي مقدمتها التهديد الأمريكي الذي يرمي إلى تغيير النظام في طهران. لكن لا أحد يرغب في أن تصبح إيران قوة نووية عظمى، لذا فعليها التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وفي حال عدم انصياعها لن يجدي فرض عقوبات ضد طهران، لأنها ستضر بالغرب أكثر من إضرارها بالنظام الإيراني. إن التوصل إلى حل وسط يعتمد على الرئيس الأمريكي وحده، إذ بإمكانه عرض ضمانات أمنية على إيران، بيد أن هذا الأمر بالذات هو ما استبعدته واشنطن. ولذا تجد دول الترويكا الأوروبية نفسها في موقف لا تحسد عليه. الخلاصة هي أنه من الواجب على إيران اتخاذ خطوات ايجابية، وذات الأمر ينطبق على حكومة الرئيس بوش."
ونختم جولتنا بتعليق صحيفة "هاندلسبلات" حول مكافحة وباء أنفلونزا الطيور على النطاق العالمي، ورد في التعليق:
"تشكل دول جنوب الكرة الأرضية الجبهة الأضعف في مواجهة الوباء، حيث أن الحياة في الدول النامية تفتقد إلى أبسط شروط العناية الصحية، وتفاقم الأمر نتيجة لقصور التجهيزات في المستشفيات وهجرة الأطباء من ذوي الكفاءة إلى الدول الصناعية الغنية، أما في مجال الطب البيطري فالأمر لا يقل سوءا. وحتى اللحظة لم تعلن الدول النامية عن خطة طارئة لمواجهة موجة الوباء القاتل. لذاك فإن مئات الملايين من الدولارات هنا أو هناك ليس من شأنها حل المشكلة بطريقة نهائية، والخوف هو من العوامل التي تسلب تلك المبالغ تأثيرها، أي البيروقراطية والفساد. وكما في الدرس الذي تعلمناه من الكوارث الطبيعية في السنوات الأخيرة، فإنه حينما تصب مبالغ طائلة بشكل مفاجئ وسريع من أجل تخفيف معاناة المتضررين، فان المنتفعين يتكاثرون بالسرعة نفسها."
المصدر: مواقع ـ دويتشه فيلله، إعداد :نهلة طاهر
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018