ارشيف من : 2005-2008
نعوم تشومسكي يهاجم السياسة الامريكية في العراق
شن الكاتب والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي هجوماً على السياسة الخارجية الأمريكية في سياق تعليقه على أحداث العام الماضي 2005. وحمل تشومسكي في مقابلة لـ"بي بي سي" على الاحتلال الامريكي للعراق قائلاً "إنه كان متوقعاً من قبل أن غزو العراق سيزيد من تهديدات الانتشار النووي وتهديدات الإرهاب، وقد حدث الأمران في الواقع".
وتعليقاً على انتشار الأسلحة النووية قال تشومسكي: "كان الغزو درساً تعلمه الفرقاء، وهو أن عليك أن تطور سلاح ردع نووي، وإلا ستهاجمك الولايات المتحدة وبريطانيا اذا اعتقدت أنك لا تستطيع الدفاع عن نفسك. وهو درس تعلمته الدول".
وعن مسوغات تبرير الحرب على العراق قال تشومسكي:" ذهب بوش وبلير إلى الحرب على أساس ما وصفوه مرارا بالسؤال الوحيد، وهو هل سيتخلى صدام عن أسلحة الدمار الشامل لديه؟ وجاءت الإجابة على السؤال في غضون أشهر، بأنه لا توجد أسلحة دمار شامل. وفجأة تغيرت الصورة وتغيرت الحجة، ولم تعد أسلحة الدمار الشامل. لقد دخلنا العراق بسبب ما تسميه الصحافة مهمة بوش اليسوعية لجلب الديموقراطية للعراق والشرق الأوسط. وهكذا أصبح ذلك هو الشعار في الغرب، لكنه في الغرب وحده."
وعن الوضع العسكري الأمريكي في العراق، وحجة أن الخطط العسكرية لم تكن معدة لمنظور ما بعد الحرب، قال تشومسكي:" كان الفشل واحدا من أكثر الإخفاقات العسكرية المثيرة للدهشة في التاريخ، وبما لا يخطر على بال احد. كان من المفترض أن يكون أسهل غزو في التاريخ، إلا أن عدم كفاءة مخططي البنتاغون وعجرفتهم، حولته إلى كارثة تامة. فلم تسر الامور على نحو ما كانوا يشتهون، إلا أن ذلك لا علاقة له بخططهم. فلا أحد يقول إن هتلر لم يكن يريد استعمار العالم لأنه فشل في ذلك".
وعن وضع العراقيين قبل وبعد الحرب، وما تعرض له البلد اجمالا، أضاف تشومسكي أن "العراق يعاني من نظامين قبل الغزو. أحدهما مسموح لنا بالحديث عنه، وهو نظام صدام الطاغي. أما النظام الوحشي الثاني فهو نظام العقوبات الامريكية البريطانية الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف، ودمر المجتمع، وزاد من قوة الطاغية، ودفع الشعب للاعتماد عليه أكثر من أجل البقاء."
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018