ارشيف من : 2005-2008
محقق اوروبي: امريكا قامت "بنقل التعذيب الى مكان اخر"
قال رئيس لجنة التحقيق الأوروبي في مجال حقوق الانسان ديك مارتي أمس الثلاثاء ان الولايات المتحدة نقلت معتقلين جوا الى دول اخرى ليتعرضوا للتعذيب وان الحكومات الاوروبية من المحتمل انها كانت تعرف بذلك.
غير ان مارتي وهو عضو مجلس الشيوخ السويسري قال في تقرير اولي رفعه الى مجلس اوروبا المعني بحقوق الانسان انه لم يجد ادلة دامغة تؤكد مزاعم ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) كانت تدير مراكز احتجاز سرية في اوروبا.
وأبقى التقرير الضغوط على المخابرات الامريكية والحكومات الاوروبية بشأن مزاعم ان وكالة المخابرات الامريكية نقلت سجناء من خلال مطارات اوروبية الى سجون في دول اخرى ولكن منتقدي التقرير قالوا انه لم يقدم ادلة دامغة جديدة.
وقال مارتي للمجلس المكون من 46 دولة ومقره في ستراسبورغ بشرق فرنسا ان هناك "قدرا كبيرا من الادلة المنطقية والمتوافقة تشير الى وجود نظام لنقل التعذيب الى مكان اخر او التعذيب بالوكالة."
واضاف "من غير المحتمل الى حد بعيد ان تكون الحكومات الاوروبية او على الاقل اجهزة مخابراتها لا تعلم بذلك."
وقال مارتي انه ثبت "تعرض افراد للخطف والحرمان من حريتهم ونقلهم الى اماكن مختلفة في اوروبا لتسليمهم الى بلدان تعرضوا فيها للمعاملة المهينة والتعذيب."
وقال ان اكثر من مئة شخص شملتهم عمليات التسليم خارج نطاق القضاء التي تتعلق بتسليم سجناء الى سجون في دول اخرى حيث يحتمل ان يكونوا قد تعرضوا للتعذيب او سوء المعاملة.
واعترف مارتي بانه لا توجد ادلة قاطعة على وجود مراكز احتجاز في اوروبا مماثلة لذلك الذي تديره الولايات المتحدة في خليج جوانتانامو بكوبا حيث يوجد المئات من الاشخاص ممن يعتبرهم الجيش الامريكي مقاتلين بشكل غير مشروع دون ان توجه اليهم اي تهمة.
لكنه قال ان وسائل الاعلام في الولايات المتحدة واجهت ضغوطا امريكية لكي لا تنشر المزيد من الاتهامات وانه يتوقع ان المعلومات التي حصل عليها حديثا من الاقمار الصناعية الاوروبية وبيانات رحلات الطيران ستدعم تحقيقاته.
ولم تنف الحكومة الامريكية او تؤكد مزاعم وجود مراكز احتجاز سرية.
وفي وزارة الخارجية الامريكية في واشنطن رفض المتحدث شون مكورماك التقرير قائلا "انه نفس التقارير القديمة مغلفا في بعض التعبيرات الجديدة..لا شيء جديدا هنا."
واصر مكورمك المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية على ان الولايات المتحدة "لا تعذب" وانها تحترم سيادة الحلفاء الاوروبيين ولا تنقل مشتبها فيهم الى دول يكون هناك توقعات معقولة بانهم قد يتعرضون فيها للتعذيب بدون السعى الى الحصول على ضمانات بانهم لن يتعرضوا للتعذيب.
وقال مكورماك في مؤتمر صحفي انه قد يكون هناك اختلافات بين اوروبا والولايات المتحدة في هذه القضايا ولكننا "نخوض نفس القتال ونتقاسم نفس القيم الجوهرية وما نريده هو النقاش والحوار بشأن كيفية التعامل مع هذه القضايا التي تواجهنا."
وقال انه اذا كان لدى الاوروبيين المزيد من الاسئلة في هذه القضية فان الولايات المتحدة ستحاول الاجابة عليها.
وكانت هجمات 11 من سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة قد ادت الى حرب امريكية على الارهاب على النطاق العالمي ضد القاعدة وادت الى غزو العراق. وزاد تاييد الرأي العام في اوروبا لهذه الحرب منذ الهجمات التي اودت بحياة العشرات في لندن في يوليو تموز 2005 ومدريد في مارس اذار 2004.
لكن المزاعم بشأن وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي اطلقتها الصحف اولا وجماعات حقوق الانسان في اواخر العام الماضي قد ادت الى ضغوط على الولايات المتحدة والحكومات الاوروبية لتقديم تفسير لاعمالها واعمال اجهزة مخابراتها.
وواجهت رومانيا وبولندا واوكرانيا وكوسوفو ومقدونيا وبلغاريا اتهامات بان وكالة المخابرات المركزية الامريكية استخدمت مراكز احتجاز على اراضيها.
وقال وزير الامن الداخلي الامريكي مايكل شيرتوف لصحفيين في باريس انه لم ير تقرير مارتي لكن "الحكومة تتحرك وفقا للقانون واحترام سيادة الدول المضيفة التي تعمل فيها."
واضاف "السلطات حرة في التحقيق فيما تريد التحقيق فيه لكن ينبغي ألا نسمح لانفسنا بان نشتت اذهاننا عن ضرورة اكتشاف اعمال العنف الارهابية ومنعها والوقاية منها."
وقال دنيس ماكشين وهو عضو في البرلمان ووزير سابق لشؤون اوروبا في بريطانيا لصحفيين ان تقرير مارتي "به من الفجوات ما يزيد على فجوات الجبن السويسري." وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية انه لا يبدو ان هناك حقائق جديدة.
ودعا فرانكو فراتيني مفوض الامن الاوروبي الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى التعاون مع التحقيق على نحو كامل ولكنه قال ان المفوضية الاوروبية لم تخرج باي نتائج بعد لان التحقيق مازال جاريا.
وقالت بولندا ان التقرير لم يترك "اي اساس للاعتقاد بان مثل هذه المعسكرات او السجون وجدت على ارض بولندية."
المصدر :تقرير لوكالة "رويترز" ـ 25 /1/2006
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018