ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية صباح اليوم 16 آذار/ مارس 2006
صحيفة "السفير"
السفير قالت بدت البلاد أمس كأنها خارجة من "حالة طوارئ" غير معلنة، في ظل ما افضى اليه مؤتمر الحوار الوطني من جهة، ومضمون التقرير الذي نشره رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي سيرج برامرتز من جهة ثانية، الأمر الذي اضفى "هبة باردة" على حالة السخونة التي طبعت الاسبوعين الماضيين. وإذا كان ثمة من يربط بين نتائج الحوار الوطني ومضمون تقرير برامرتز، لجهة نجاح المتحاورين في التوصل الى الصيغة التي خرجوا بها، بحيث فرض التقرير نفسه على الطاولة المستديرة قبل نشره بساعات، فإن الاستعدادات السياسية بدأت للجولة الثالثة من الحوار الاربعاء المقبل، في وقت يستعد لبنان لاستقبال موفد الامين العام للامم المتحدة الخاص في شأن القرار 1559 تيري رود لارسن، والمرجح وصوله منتصف الاسبوع المقبل في اطار جولة تشمل عدداً من دول المنطقة بعد زيارة للصين. وعلى الرغم من اهمية النتائج التي خرج بها مؤتمر الحوار، فإن مضمون تقرير برامرتز حظي باهتمام بارز في الساحتين الداخلية والخارجية، واتفقت معظم القراءات على وصفه بـ"المهني"، وهو لقي ارتياحاً لدى جميع المعنيين بمن فيهم سوريا التي قال نائب وزير خارجيتها فيصل المقداد ان التقرير"يتسم بالواقعية وفيه الكثير من المهنية". واعرب عن اعجابه بطريقة برامرتز الهادئة في التحقيق، وأدان "التقارير الفضائحية السابقة التي كانت تعطي وسائل الاعلام مجالات لاطلاق احكام مسبقة"، مشيراً الى أن التقرير الجديد لا يعطي مجالاً لذلك. وتوقع المقداد ان تكرر بعض الدول اقوالها حول التعاون السوري مركزة على البعد السياسي وليس التقني. واوضح انه "لا يوجد شيء يمكن التعليق عليه في التقرير ضد سوريا". وكانت صحيفة "الثورة" السورية رأت في تعليقها السياسي امس "أن التقرير وجه صفعة لأولئك الذين حمّلوا سوريا مسؤولية كل الجرائم التي ارتكبت في لبنان". وفي لبنان لقي تقرير برامرتز ارتياحاً لدى مختلف المعنيين، وأعرب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عن ثقته التامة بعمل لجنة التحقيق الدولية والتطورات التي آل إليها التحقيق، معتبرا ان تقرير برامرتز يعبر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيق. وقال الحريري إن التقرير يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف أدوات الجريمة والمحرضين عليها، وهو يعبر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيقات في الجريمة الإرهابية، ونوه بالجهود التي يبذلها القضاء اللبناني في هذا الشأن، مشددا على اعتبار التوصيف الإرهابي للجريمة مدخلا طبيعيا لقيام محكمة دولية تتحمل مسؤولياتها في محاكمة المجرمين ومعاقبتهم. وقال وزير العدل شارل رزق لـ"السفير" ان التقرير يعكس شخصية القاضي المختلفة عن شخصية الشرطي. واشار الى تزامن التقرير مع زيارة وزير خارجية سوريا الى موسكو، ومع صدور نتائج مؤتمر الحوار، ما يُكسبه اهمية اضافية، لافتا الى اهمية الاعتراف بتعاون سوريا الجدي مع التحقيق. أما وزير الخارجية فوزي صلوخ فقد وصف التقرير بانه جدي ومنهجي وعلمي، وسيحدث تغييرا في الاتجاه. وفي اتصال مع "السفير" وصف الوزير السابق غسان سلامة التقرير بأنه يتمتع بمهنية عالية. وقال انه لا يرى فيه تراجعا عن اي شيء سابق. ورأى استاذ القانون الدولي الدكتور شفيق المصري "ان ثمة فروقات بين تقرير برامرتز وتقريري ميليس.. صحيح انه لم ينقص الكثير عن التقريرين السابقين، ولكنه غير وبدل واعتمد لغة اخرى وهو متحفظ الى حد ما. وربما يتسبب بإحراج لمجلس الامن، الذي صدق على تقريري ميليس ولا يستطيع نقضهما". يذكر ان مجلس الامن الدولي سيبدأ اليوم مناقشة تقرير برامرتز، الذي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم ايرلي انه يواصل التحقيق الذي بدأه سلفه ديتليف ميليس بمنهجية ودقة، لاستخلاص الحقائق بشأن اغتيال الحريري. واضاف ايرلي ان "سجل سوريا في التعاون مع محققي الأمم المتحدة ليس جيدا، وما زلنا نتوقع منها الامتثال لقرارات مجلس الأمن الخاصة بهذه التحقيقات بالفعل، وليس فقط القول. واننا سنطبق هذا المعيار على تقييمنا للموقف". واوضح
"اننا، ونحن نناقش هذا، لن ننظر فقط الى تطبيق القرار 1664 المتعلق بالتحقيقات في مقتل الحريري بل ايضا الى الموقف الأوسع نطاقا في لبنان، وتطبيق القرار 1559". في حين اعلنت الخارجية الفرنسية ان التقرير الجديد "يثبت ان الحزم مع سوريا يأتي بنتائج". وقال المتحدث باسم الوزارة ان باريس "تبلغت باهتمام اعلان دمشق استعدادها للتعاون مع اللجنة وفق الشروط التي حددتها اللجنة، وذلك يثبت ان الموقف الحازم للاسرة الدولية اتى بنتائج".
نتائج الحوار
في موازاة تقرير برامرتز لم تغب نتائج الحوار الوطني عن الاهتمامات الداخلية والخارجية، وتوزعت هذه الاهتمامات على شقين: الاول تقويم هذه النتائج في موازين الربح والخسارة لدى المعنيين والاستعداد للجولة الثالثة الاربعاء المقبل، والثاني بدء التحضير للدخول في الخطوات العملية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولا سيما ما يتناول العلاقات اللبنانية السورية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتثبيت سيادة لبنان على مزارع شبعا. وفي هذا السياق شهدت الساحة الداخلية اكثر من قراءة لما تم الاتفاق عليه، خاصة ان التسوية التي تمت هي في رأي مصادر متابعة "حمّالة اجتهادات"، لا سيما ما يتعلق بالملف الرئاسي، حيث اعطي اكثر من تفسير لعبارة "أزمة حكم" في البلاد. وترى المصادر ان ما تم التوصل اليه وما تبقى باتا يتطلبان مساحة من البحث والتدخل من "خارج الطاولة"، وان فسحة المساعي العربية الحميدة باتت ضرورية جدا لحماية ما تم تحقيقه، وبالتالي المساهمة في معالجة ما تم تأجيله. وفي رأي هذه المصادر ان المساعدة العربية تحظى بدعم شامل، وهي بالتالي متأهبة لهذه المهمة و"غب الطلب"، في اشارة الى الاستعداد السعودي والمصري. وعلى هذا الصعيد بدأ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاته في اكثر من اتجاه، وهو اجرى مساء امس اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري حسني مبارك، ووضعه في صورة النتائج التي توصل اليها الحوار الوطني والقضايا التي نالت اجماع الحاضرين والمواضيع المتبقية على جدول الاعمال للاسبوع المقبل. واعرب الرئيس مبارك عن ترحيبه بالاجواء السائدة وتقديره للجهد المبذول في الحوار وللنتائج التي تم التوصل اليها. واكد مبارك وقوف مصر دائما الى جانب لبنان في كل قضاياه. وفي السياق نفسه اجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بوزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل، وعرض له النتائج التي تم التوصل اليها في الحوار الوطني. واعرب الوزير الفيصل عن سعادته بهذه النتائج وترحيبه بها وتشجيعه على الاستمرار بالزخم نفسه. وابلغ الرئيس السنيورة انه سينقل هذه الاجواء مباشرة الى الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ان يصار الى متابعة هذه القضايا خلال الاسابيع المقبلة. وذكر ان المملكة ستكثف اتصالاتها بسوريا في المرحلة المقبلة، في اطار تهيئة الاجواء الملائمة لزيارة الرئيس السنيورة الى دمشق، في وقت استبعدت اوساط رئيس الحكومة ان تتم الزيارة في وقت قريب. وقالت هذه الاوساط ان حركة الاتصالات العربية للرئيس السنيورة التي ستستكمل خلال الايام والاسابيع المقبلة مرتبطة بحضور بعض العواصم العربية في عدد من القضايا التي اقرها المشاركون في الحوار. واشارت الى انه اذا استدعى الامر فمن الممكن ان يتطور شكل التشاور في اكثر من اتجاه. دمشق ترحب
ورحبت دمشق (زياد حيدر) بالزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة اللبنانية إلى سوريا، مشيرة إلى أن "الأمور مفتوحة للبحث" مع الجانب اللبناني، وأنه يمكن للزيارة أن تساهم في "مناقشة الأمور بهدوء" بين الجانبين. وعلقت المصادر ذاتها على نتائج الحوار اللبناني الأخيرة، فقالت إن دمشق تريد للحوار اللبناني "أن يكون ناجحا بما فيه مصلحة لبنان"، مشيرة في ما يخص إمكانية أن يقوم رئيس وزراء لبنان بزيارة قريبة إلى دمشق الى أن
"سوريا ترحب بهذه الزيارة"، ومنوهة بأن "الأمور مفتوحة للبحث في كل القضايا" وأن "دمشق تريد علاقات جيدة مع لبنان على اساس أخوي وودي واحترام متبادل"، وأن "زيارة (الرئيس) السنيورة ستسمح بمناقشة المسائل المعنية بهدوء وترو". وكان لافتا في هذا الإطار ما قالته المصادر عن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، حيث شددت على أن اللقاء بين الجانبين تم "بناء على رغبة الجانب السوري بهدف توضيح الموقف السوري"، حيث أكد المعلم للارسن "أنه لا داعي لبحث القرار 1559 مع سوريا، باعتبار أن الأخيرة نفذت كل ما يتعلق بها من هذا القرار"، وأن الحديث بالتالي "تناول قضايا أخرى متعلقة بالمنطقة" لم تحددها. وفي هذا السياق وصفت المصادر الزيارة التي قام بها المعلم إلى موسكو على مدى اليومين الماضيين بـ"الناجحة والمثمرة"، مشيرة إلى "التوافق في وجهات النظر في المواضيع السياسية التي تم بحثها، خصوصا في القضايا الإقليمية"، ولكن من دون أن يفوتها أن "تصحح" ما كانت نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول اتفاق سوري روسي في موضوع الضغط على "حماس" كي تعترف بـ"اسرائيل"، حيث وصفت المصادر السورية هذا الكلام بـ"غير الدقيق"، مؤكدة أن المعلم اتفق مع روسيا "على دعم خيار الشعب الفلسطيني، والتعامل مع الحكومة الفلسطينية القادمة وتفعيل الدور الروسي لعملية السلام العادل والشامل". كما سألت "السفير" عن الانطباع الذي تركه تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية الأول سيرج برامرتز على الجانب السوري فعلقت المصادر بأنه "تقرير مهني ويساعد على استمرار التعاون البناء للوصول إلى نتائج كشف الحقيقة وهو الذي نريده"، مشيرة إلى أن التقارير السابقة للجنة التي قادها المحقق الألماني ديتليف ميليس "كانت غير مهنية ولم تساعد الجانب السوري على استمرار التعاون مع اللجنة".
من ناحية اخرى يبدو ان موضوع خصخصة قطاع الاتصالات الذي تدرسه الحكومة، سيؤول الى فتح مشكلة جديدة بين اركان السلطة، في ظل رفض رئيس الجمهورية اميل لحود لهذا التوجه. وفي هذا الاطار نقل زوار الرئيس لحود عنه امس "ان هناك فضيحة في مسألة الخلوي، ناجمة عن تزوير الحقائق لجهة القول ان الشركتين المشغلتين حاليا لم تربحا، وان الحكومة ستعمل على بيع هذا القطاع". واضاف الرئيس لحود نقلا عن زواره: الفضيحة اننا كدولة دفعنا الى الشركتين السابقتين مبالغ طائلة، ونأتي اليوم للعودة الى هاتين الشركتين. وقال لحود: منذ مدة يشنون علي حملة عنيفة بأنني لا أوقع، واعرقل عمل الحكومة. فليدلوني على امر عرقلته او وقفت في دربه. ولكن بالطبع سأوقف هذا الفساد وهدر المال. ان مسألة بيع رخصتي الخلوي لن تمر، ولن اوقع عليها، وليعلموا ان هذا الامر خطير وهذا الامر فيه هدر للمال العام. وهدد رئيس الجمهورية بكشف ملابسات هذه القضية "التي اعتبرها فضيحة ولن تمر". وكان الرئيس السنيورة ترأس اجتماعا وزاريا الثلاثاء خصص لبحث خصخصة قطاع الاتصالات. وكشف وزير المال جهاد أزعور عن العمل على التحضير لبيع رخصتي الخلوي.
صحيفة "النهار"
كتبت "النهار" تقول: انشغل الوسط الرسمي والسياسي امس بتقويم "الدفعة الاولى" من التفاهمات الحوارية وكذلك بتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج برامرتس نظرا الى التأثيرات المتنوعة والمباشرة للتطورين، ولو منفصلين، على الوضع اللبناني.
ويبدو ان النتيجة الاولية لما توصل اليه الاقطاب السياسيون في حوار مجلس النواب تمثلت في تحريك اتصالات دولية وعربية، ربما يساهم ايضا فيها المناخ الذي اوجده تقرير برامرتس الذي سيطرح اليوم على مشرحة مجلس الامن الدولي في نيويورك للمناقشة واتخاذ قرار جديد في ضوئه.
واكتسب الاتصال الذي تلقاه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طابعا مهما اذ جاء غداة جملة تطورات من ابرزها الوضع الناشىء على الحدود مع اسرائيل التي رفعت حالة التأهب العسكري اخيرا وتقديم برامرتس تقريره والنتائج الاولى للحوار اللبناني، التي اشاد بها انان "مشجعا على استمرار هذا المنهج". وطالب السنيورة الامين العام للامم المتحدة بالضغط على "اسرائيل" لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
واجرى السنيورة على الاثر اتصالات عربية بدأها بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى فأطلعه على نتائج الحوار، فأبدى موسى استعداده للمساعدة في ما يطلب منه لدعم لبنان في كل قضاياه. ومساء اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك واطلعه على النتائج التي توصل اليها الحوار الوطني والقضايا التي نالت اجماع الحاضرين والمواضيع المتبقية على جدول الاعمال للاسبوع المقبل.
وافاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء ان الرئيس مبارك اعرب عن ترحيبه بالاجواء السائدة، وتقديره للجهد المبذول في الحوار والنتائج التي تم التوصل اليها،واكد وقوف مصر دائما بجانب لبنان في كل قضاياه. وتم الاتفاق على متابعة مجموعة من القضايا في الاسابيع المقبلة.
كذلك اتصل السنيورة للغاية نفسها بوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي ابدى سعادته بنتائج الحوار وترحيبه بها وتشجيعه على الاستمرار بالزخم نفسه، وابلغ السنيورة انه سينقل هذه الاجواء مباشرة الى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز على ان تتم متابعة هذه القضايا في الاسابيع المقبلة.
وادرجت اوساط حكومية هذه الاتصالات في اطار طبيعة المواضيع الثلاثة التي توصل اليها المتحاورون، اذ ان موضوع السلاح الفلسطيني سبق للحكومة ان طلبت حياله وساطة مصرية، وموضوع ترسيم مزارع شبعا هو امر يعني دولتين عربيتين وكذلك موضوع تبادل التمثيل الديبلوماسي، وبالتالي فان المواضيع الثلاثة هي مواضيع لبنانية – عربية توجب وضع الدول المهتمة، ولاسيما مصر والسعودية اولا باول في اجواء الحوار ومتابعة المواكبة معها لكي نكون على استعداد للمساعدة اذا تطلب الامر ذلك.
الحريري والتقرير
اما في شأن تقرير برامرتس فقد وصفه رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بانه "يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف ادوات الجريمة والمحرضين عليها ويعبر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيقات في الجريمة الارهابية". وجدد "ثقته بالمهمات التي يضطلع بها رئيس اللجنة وفريق القضاة والخبراء العامل معه"، منوها بالجهود التي يبذلها القضاء اللبناني في هذا الشأن. واذ لفت الى ربط التقرير بين جريمة 14 آذار وبقية الجرائم والتفجيرات التي اعقبتها قال "ربما كانت مصادفة صدور التقرير في الذكرى الاولى للرابع عشر من آذار فرصة لتجديد الالتزام الدولي للاستقرار في لبنان"، مؤكدا ان "رهاننا على عمل لجنة التحقيق الدولية لن يتراجع تحت اي ظرف والحقيقة ستظهر باذن الله".
ارتياح سوري
وكتب مراسل "النهار" في دمشق شعبان عبود: منذ اكثر من عام لم تبد دمشق مرتاحة وواثقة كما هي اليوم. فبعد رحلة طويلة وشاقة مع المحقق ديتليف ميليس، الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كان من نتائجها صدور قرارين دوليين بالرقمين 1636 و1644 اتهماها بالتلكؤ في تقديم التعاون ولمحا الى مسؤوليتها في مكان ما عن الجريمة، ها هو القاضي البلجيكي سيرج برامرتس يقدم تقريره الاول بعد تسلمه رئاسة اللجنة منذ نحو ثلاثة اشهر ويتحدث فيه عن "تعاون سوري افضل" ويبتعد عن الاشارة الى اي مسؤول سوري.
ولم يكن مستغربا ان يشيد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بالتقرير ويصفه بـ" الواقعية والمهنية" ويؤكد بلغة واثقة ان "لا شيء يمكن التعليق عليه في التقرير ضد سوريا".
وقال مصدر سوري مطلع لـ"النهار" ان تقرير برامرتس هو "بداية ومؤشر لمرحلة جديدة اهم سماتها ابتعاد سيف الضغط الذي كان مسلطاً بشكل مباشر على سوريا منذ اكثر من عام". لكنه اوضح ان "التقرير لا يعني ان الضغوط الاميركية ستنتهي، لكن اهميته تكمن في انه يعيد الاعتبار الى الموقف السوري والقرار الاستراتيجي بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية بعد طول تشكيك".
وتزامن صدور التقرير مع زيارة مهمة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموسكو هي الاولى له منذ تسلمه منصبه وتم التطرق خلالها الى جهود روسية – سورية مشتركة لتليين مواقف حركة "حماس"، وتزامن ايضا مع انتهاء جولة ثانية من الحوار اللبناني كان من نتائجها، حسب تقارير صحافية، زيارة قريبة سيقوم بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لدمشق وزيارة اخرى للعاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز هي الاولى له لدمشق منذ تسلمه الحكم، على ان تسبقها زيارة تمهيدية يقوم بها وزير الخارجية سعود الفيصل خلال الاسبوع المقبل.
وتعكس هذه التطورات بحسب مراقبين "رغبة في اعادة الاعتبار الى الجهود العربية الرامية الى تحسين العلاقات السورية – اللبنانية وتخفيف حدة التوتر بين البلدين بعدما أرخت الخلافات بظلال سيئة على الجميع".
هذه التطورات، على صعيد السياسة الخارجية، تزامنت ايضا مع قيام السلطات الامنية السورية بتوجيه ضربة قاسية الى تنظيم "جند الشام" حين قتلت اخيرا القيادي فيه محمد علي ناصيف الذي يعتقد انه كان يقوم بمساعدة بعض المتطرفين في التسلل الى العراق لدعم أعمال العنف ضد الولايات المتحدة، وهذه العملية ليست الاولى ولا الاخيرة في اطار الجهود السورية لضبط الحدود مع العراق مما يؤكد ان لدمشق دورا لا يمكن تجاهله.
باريس
وفي باريس (و ص ف) اعلنت الخارجية الفرنسية امس ان التقرير الجديد للجنة الأمم المتحدة المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يثبت ان الحزم مع سوريا "يأتي بنتائج".
وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي للصحافيين: "لقد تبلغنا باهتمام اعلان دمشق استعدادها للتعاون تعاونا تاما مع اللجنة وفق الشروط التي حددتها". وأضاف ان "ذلك يثبت ان الموقف الحازم الذي اعتمدته الاسرة الدولية في هذه القضية منذ بدء التحقيق أتى بنتائج". وتابع: "اننا ننتظر من سوريا الان ان يترجم هذا الموقف الى خطوات ملموسة بالرد بسرعة على مطالب اللجنة كما طالبتها القرارات الدولية".
واشنطن
وفي واشنطن، كررت وزارة الخارجية الاميركية اعلان تأييدها امس لمهمة برامرتس ووصفتها بأنها"مهمة ومستمرة".
وقال المتحدث باسم الوزارة آدم ايرلي ان برامرتس يتابع التحقيق الذي بدأ به سلفه القاضي الالماني ديتليف ميليس بمنهجية ودقة من اجل استخلاص الحقائق حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، مضيفاً ان واشنطن ستنظر في تقريره وتناقشه اليوم في مداولات اعضاء مجلس الامن.
واضاف ان سجل سوريا في التعاون مع محققي الامم المتحدة "ليس جيداً، ولا نزال نتوقع امتثالها لقرارات مجلس الامن المتعلقة بهذا التحقيق بالفعل وليس بالقول فحسب. وسنطبق هذا المعيار في تقويمنا للموقف"، مشيراً الى ان واشنطن لن تكتفي بالنظر في مدى تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1644 خلال مناقشة تقرير برامرتس، بل ستنظر الى الموقف من زاوية "اوسع نطاقاً في ضوء تطورات الوضع في لبنان ومدى تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1559".
صحيفة "الديار"
قالت الديار : انتهت الجولة الاولى من الحوار، فبدا واضحاً ان وسائل الاعلام التلفزيونية والاذاعية والمكتوبة التابعة لـ 14 آذار قامت بحملة دعائية لتغطية تراجع 14 آذار أمام جمهورها لجهة ما كانت تطالب به، والحملة الدعائية تركزت حول التراجع في النقاط التالية : 1- حركة 14 آذار كانت تتحدث عن حملة تريد القيام بها ضد سوريا، وهي قامت بها، فتراجعت في الحوار وبدأت تطالب بالعلاقة الطبيعية والندّية بين لبنان وسوريا. 2- حركة 14 آذار كانت تقول بأن مزارع شبعا ليست لبنانية، وأقرت في الحوار بأن المزارع لبنانية، وتم تغطية الموضوع بكلمة تحديد مزارع شبعا. 3- حركة 14 آذار تحدثت عن امر فوري بتكليف الجيش اللبناني إزالة المواقع الفلسطينية خارج المخيمات، وتراجعت الى بند بصورة موقتة لجهة إزالة السلاح ضمن مهلة ستة أشهر، والمعروف في لبنان أن كل موقت هو دائم. 4- حركة 14 آذار تحدثت عن ضبط سلاح المخيمات الفلسطينية فتراجعت الى نقطة بقاء السلاح الفلسطيني، ولكن من خلال حماية الدولة للمخيمات، وهي عبارة وهمية، إذ لا يملك الجيش اللبناني القدرة على صد أي طائرة اسرائيلية تقوم بالإغارة على المخيمات. على ماذا حصلت حركة 14 آذار ؟ في مقابل التراجع الذي حصل من قوى 14 آذار عن مطالبها والقيام بحملة دعائية لتغطية الاخفاق واستدعاء نواب ووزراء للحملة الدعائية، فان حركة 14 آذار حصلت على نقطتين، وهاتان النقطتان هما التاليتان : 1- الإقرار بمحكمة ذات طابع دولي من كل الاطراف، خصوصاً أن لدى إقرار هذا المبدأ في مجلس الوزراء يومها انسحب وزراء حركة امل وحزب الله تحت عنوان ضرورة بحث الموضوع تفصيلياً. 2- استطاعت حركة 14 آذار أخذ موافقة حزب الله والعماد عون على أن هنالك أزمة حكم في لبنان، وبالتالي هذا مدخل للبحث في موضوع رئاسة الجمهورية، وهو أمر كان مرفوضاً طرحه على طاولة التفاوض في مؤتمر الحوار الداخلي. التأجيل وارد وماهية تحديد الرئيس القادم في هذا المجال، يبدو ان الامور لن تكون سريعة بالنسبة الى الاتفاق بين لبنان وسوريا في شأن تحديد مزارع شبعا، إذ أن الامر يتطلب انتظار القمة العربية التي ستعقد في 28 الشهر في الخرطوم، ولذلك فإن الامور متروكة للقمة حيث ستلعب مصر والسعودية دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر اللبنانية السورية. على صعيد آخر يبدو أن النائب سعد الحريري والسعودية نظراً الى علاقة القربى بين النائب نسيب لحود والملك عبد الله ورغبة سعد الحريري بالمجيء بنسيب لحود رئيساً للجمهورية بعد فشله بتسويق غطاس خوري كمرشح لرئاسة الجمهورية تزداد وتيرتها، وبات واضحاً ان هنالك سؤالا امام اللبنانيين وهو هل تقتصر مساعي الحملة السعودية على دعم الحوار والاستقرار في لبنان، أم يصل الدور السعودي الى فرض النائب السابق نسيب لحود رئيساً للجمهورية على اللبنانيين؟ هذا الامر مطروح على المملكة السعودية، حيث رأت اوساط قريبة من الاكثرية ان المملكة السعودية سترمي بثقلها لايصال النائب السابق نسيب لحود الى رئاسة الجمهورية، وهو أمر يستغربه اللبنانيون لناحية فرض رئيس جمهورية عليهم. وفي هذا الاطار فقد اكد مصدر مشارك في الحوار لـ«الديارمساء امس انه لم تحصل بعد اتصالات او معطيات جديدة في هذا الموضوع، مشيرا الى ان الساعات الماضية كانت ساعات استراحة بعد جولات الحوار.وتوقع المصدر ان تشهد الثماني والاربعين ساعة المقبلة بداية اتصالات تتركز على ازمة الحكم التي جيء على ذكرها في نتائج الحوار والتي ينظر اليها كل طرف من جانب معين. ومن الطبيعي ان تشهد بكركي حركة ناشطة في هذا المجال، مع العلم ان البطريرك صفير التقى مسؤولين من اطراف سياسية عديدة مشاركة في الحوار لاسيما من الاطراف المسيحية. وحسب المصادر المطلعة فان زيارة عضوي تكتل الاصلاح والتغيير النائبين ابراهيم كنعان وعباس هاشم لصفير صبيحة يوم الجلسة الاخيرة للحوار قبل استئنافه الاربعاء المقبل تناولت الازمة القائمة بما في ذلك موضوع رئاسة الجمهورية. وقد شارك كنعان خلال اعداد بيان نتائج الحوار في ما يتعلق بالفقرة المتعلقة بازمة الحكم بشكل اساسي في صياغة هذه الفقرة. اما فريق 14 آذار فقد كلف الدكتور سمير جعجع، حسب مصادر في هذا الفريق، اجراء اتصالات ومشاورات في هذا الموضوع لاسيما مع بكركي والقوى المسيحية الاخرى وفي مقدمها العماد ميشال عون. وقالت مصادر هذا الفريق ان المناخ الذي تكوّن في مرحلة الحوار يساهم في حلحلة الموضوع ويؤدي الى مقاربته بشكل موضوعي من قبل الجميع. اما المصادر المقابلة المشاركة في الحوار فقالت ان هناك فرقاً في خلفية التعاطي مع هذا الموضوع فبينما يرى فريق 14 آذار في النظرة الى مسألة رئاسة الجمهورية على انه يجب تصحيح خلل التمديد للرئيس اميل لحود والاتيان برئيس جديد، يرى الفريق الاخر وفي مقدمه تيار العماد عون ان الخلفية التي يجب النظر من خلالها الى هذا الموضوع هي ان الخلل هو خلل 15
عاما من ازمة الحكم والنظام والوصاية والتي تكرست بعد ذلك بالخلل الناجم عن انتخابات القانون 2000 وتعطيل المجلس الدستوري الذي لم ينظر بسلسلة طعون حتى الآن منها عشرة طعون مقدمة من التيار الوطني الحر. واضافت المصادر ان هذا الفريق يرى ان المسألة ليست مسألة تسمية هذا المرشح او ذاك، بل هي مسألة اختيار رئيس يضمن الشراكة ويشكل توافقاً بين 14 و8 آذار، ويمتلك قوة تمثيل شعبية حقيقية لا سيما على الصعيد المسيحي. وحسب المصادر نفسها فان مقاربة البطريرك صفير لموضوع الرئاسة هو مقاربة شاملة تشدد على معالجة الخلل الذي حصل في السنوات الماضية وليس فقط بسبب التمديد، وبالتالي فان بكركي نصحت زوارها مرارا بعدم استمزاج رأيها بالأسماء كما حصل ويحصل بين وقت وآخر لا سيما من عدد من المرشحين في فريق 14 آذار. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الديار في هذا المجال ان بعض فريق 14 آذار وابرزهم النائب سعد الحريري طرحوا مؤخرا اسم النائب السابق نسيب لحود كمرشح للرئاسة على رغم فشله في الانتخابات بينما لا يزال الدكتور جعجع ميالاً الى اسم النائب بطرس حرب الذي يواجه اعتراضات داخل فريق 14 اذار. وحسب المعلومات ايضا فان فريق 14 اذار الذي اصيب بنكسة كبيرة بسبب سقوط الروزنامة التي طرحها لاسقاط الرئيس لحود لا يزال يفتش عن مخارج وسط اجواء ملبدة تخيم على وضع هذا الفريق ليس على الساحة السياسية فحسب بل ايضا داخل صفوفه بسبب التمايز بين بعض اطرافه حول التعاطي مع عدد من المسائل المطروحة. ترحيب دولي بالحوار اما في الحوار الوطني ونتائجه، فقد لقيت نتائج هذا الحوار حتى الان ترحيبا من انان من خلال اتصال اجراه مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لهذه الغاية، ومن المملكة العربية السعودية ومصر اللتين اعربتا مرة اخرى عن دعمهما لاستكمال الحوار والخروج بنتائج لمصلحة لبنان واللبنانيين. كما ابدى الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى تأييده وترحيبه بالحوار وما توصل اليه حتى الان، مؤكدا استعداد الجامعة للقيام بكل ما يلزم في سبيل دعم اللبنانيين. واجرى الرئيس السنيورة امس اتصالات مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل والدكتور عمرو موسى ووضعهم في نتائج مؤتمر الحوار. وذكرت مصادر رئيس الحكومة ان المسؤولين العرب ايدوا نتائج الحوار واستعدادهم للمساعدة وتم الاتفاق على استمرار التشاور لبلورة ما يمكن بلورته على صعيد المساعدة العربية الممكنة للبنان. واشارت المصادر ان لا شيء قريبا على صعيد زيارة الرئيس السنيورة الى العاصمة السورية. وقالت ان الموضوع لا يزال قيد الدراسة والتشاور. وبعد الدفعة الاولى من نتائج هذا الحوار تتطلع الاوساط المراقبة الى الاربعاء المقبل والحوار الذي سيستأنف في مجلس النواب لمناقشة موضوعين بارزين : رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة. وحسب ما هو واضح حتى الان فان قضية سلاح المقاومة باتت معروفة النتائج بعد اعلان المتحاورين بالاجماع لبنانية مزارع شبعا التي لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي، وهذا يعني ان التشكيك في موضوع هذا السلاح وضع اصحابه في وضع صعب ولا يحسدون عليه. ارتياح سوري لتقرير براميرتس على صعيد آخر، لاقى تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري سيرج براميرتس ارتياحا في بيروت ودمشق، في وقت من المقرر ان يناقش مجلس الامن في جلسة يعقدها اليوم التقرير. ووصفت عمل براميرتس بانه مهني. رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة «الثورة امس ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري يتسم بالواقعية وفيه الكثير من المهنية واشار التقرير الى ان «الحكومة السورية لبت رسميا ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، كل طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها اللجنة ودان المقداد الذي اعرب عن اعجابه بطريقة برامرتس الهادئ في التحقيق، «التقارير الفضائية السابقة التي كانت تعطي وسائل الاعلام مجالات لاطلاق احكام مسبقة ، مشددا على ان «التقرير الجديد لا يعطي المجال لذلك وتتوقع ان «تكرر بعض الدول اقوالها حول التعاون السوري مركزة على البعد السياسي وليس التقني واوضح انه «لا يوجد اي شيء يمكن التعليق عليه في التقرير ضد سوريا وكان ميليس دان في تقارير سابقة «المماطلة السورية في التعاطي مع التحقيق مشيرا الى ان «دلائل متقاطعة تدل على تورط الاجهزة الامنية السورية واللبنانية في عملية الاغتيال مشككا في نية سوريا التعاون مع التحقيق. موقف فرنسي وفي باريس قالت الخارجية الفرنسية امس ان التقرير الجديد للجنة الامم المتحدة يثبت ان الحزم مع سوريا يأتي بنتائج. وقال المتحدث باسم الوزارة جان باتيست ماتيي للصحافيين «لقد تبلغنا باهتمام اعلان دمشق استعدادها للتعاون تعاوناً تاماً مع اللجنة وفق الشروط التي حددتها واضاف ان «ذلك يثبت ان الموقف الحازم الذي اعتمدته الاسرة الدولية في هذه القضية منذ بدء التحقيق
اتى بنتائج وتابع «اننا ننتظر من سوريا الان ان يترجم هذه الموقف الى خطوات ملموسة بالرد بسرعة على مطالب اللجنة كما طالبتها القرارات الدولية سعد الحريري وفي بيروت اعرب رئيس كتلة «المستقبل النائب سعد الحريري تعليقا على تقرير براميرتس عن ثقته التامة بعمل لجنة التحقيق الدولية والتطورات التي آل اليها التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وقال ان التقرير يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف ادوات الجريمة والمحرضين عليها وهو يعبر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيق في الجريمة الارهابية، اضاف «ان معرفة الحقيقة هي الهدف الذي يتطلع اليه اللبنانيون وان الاتجاهات التي يسير فيها التحقيق لا بد من ان تتوصل الى كشف المحرضين والمتورطين والفاعلين في أية مواقع كانوا. وختم بالقول ان رهاننا على عمل لجنة التحقيق الدولية لن يتراجع تحت اي ظرف من الظروف.
صحيفة "الأنوار"
كتبت الانوار تقول: اهتمامات الاوساط السياسية في لبنان امس تركزت في اتجاهين: النتائج التي انتهى اليها مؤتمر الحوار الوطني في جولته الثانية، وتقرير المحقق الدولي الذي اشار بشكل واضح الى ضرورة اجراء المزيد من التحقيقات في قضية (بنك المدينة). وبموازاة هذا التقرير، كان هناك تحرك لبناني رسمي لاسترداد رنا قليلات من البرازيل، حيث بحث وزير الخارجية فوزي صلوخ الموضوع مع السفير البرازيلي، وارسل ملف الاسترداد الى السفير اللبناني في برازيليا بالحقيبة الدبلوماسية. وقد اعلنت الشرطة البرازيلية ان قليلات التي اعتقلت الاحد الماضي في احد فنادق ساو باولو، ادخلت الى مستشفى لفترة وجيزة امس بعد محاولة انتحار على ما يبدو. وقال ناطق باسم الشرطة انه عثر على قليلات عند السابعة والنصف صباح امس في زنزانتها، وفي معصمها الايسر جرح. وقد نقلت الى قسم الطوارئ في احد مستشفيات ساو باولو قبل ان تنقل مساء امس الى مقر العمليات الخاصة في الشرطة حيث اخضعت للمراقبة. وقال متحدث باسم الشرطة (لم تكن الاصابة خطيرة للغاية. لكن كيفية اصابتها ما زالت غير واضحة). واضاف انها كانت تحمل جواز سفر بريطانيا مزورا عندما اعتقلت، كما حاولت ايضا تقديم رشوة للضباط حيث عرضت عليهم نحو 100 الف دولار لتركها تغادر البلاد. ملف (بنك المدينة) ورنا قليلات كانت مسؤولة كبيرة في (بنك المدينة) الذي ورد اسمه في تقارير لجنة التحقيق الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي اشارت الى احتمال ان يكون المصرف مرتبطا مباشرة او غير مباشرة بعملية تمويل الاغتيال. وفي تقريره الى مجلس الامن امس الاول قال المحقق الدولي الجديد سيرج براميرتس (قيّمت اللجنة الدولية اهمية المسائل المحيطة بقضية بنك المدينة، وتوصلت الى خلاصة بأن هذه القضية تبقى ضرورية لاجراء المزيد من التحقيقات). وعلى خط التحقيقات بملف (بنك المدينة) طلبت الخارجية اللبنانية من السفير في البرازيل فؤاد الخوري ابقاء رنا قليلات قيد التوقيف الاحتياطي بانتظار وصول الحقيبة الدبلوماسية التي تحوي ملف الاسترداد. وقد بحث وزير الخارجية فوزي صلوخ الموضوع امس مع السفير البرازيلي ادواردو بوسيكساس الذي قال ردا على سؤال: في الاطار القانوني نحن مستعدون لتسليمها، ونحن متعاونون ضمنيا مع القضاء اللبناني. وقد جرى تقويم الوسائل والاجراءات التي تقوم بها السلطات اللبنانية. هل تستطيع ان تحدد مهلة زمنية معينة لاسترداد قليلات وهل سيكون ذلك قريبا? - لا استطيع ان افيدكم بذلك، لأن الامور تسير في مسارها القانوني في البرازيل، وهناك مسار كامل تتبعه السلطة القضائية ولا استطيع البوح بمهل معينة. ارتياح سوري وفي دمشق عبرت سوريا عن ارتياحها لتقرير المحقق الدولي ووصفت عمل الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس بانه (مهني). ورأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات نشرتها صحيفة (الثورة) امس ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري (يتسم بالواقعية وفيه الكثير من المهنية). ودان (التقارير الفضائحية السابقة التي كانت تعطي وسائل الاعلام مجالات لاطلاق احكام مسبقة)، مشددا على ان (التقرير الجديد لا يعطي المجال لذلك). وتوقع ان (تكرر بعض الدول اقوالها حول التعاون السوري مركزة على البعد السياسي وليس التقني). واوضح انه (لا يوجد اي شيء يمكن التعليق عليه في التقرير ضد سوريا). واعلن برامرتس في تقريره عن لقاء قريب سيجمعه مع الرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع، موضحا ان (السلطات السورية اكدت ان مسؤولي الحكومة سيكونون جاهزين ليستجوبوا) في اطار تحقيقات اللجنة.
صحيفة "صدى البلد"
كتبت "صدى البلد" تقول اليوم يلتئم مجلس الأمن الدولي لمناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى التي سبقتها واعقبتها, وسط ارتياح سوري وترحيب فرنسي اعتبر ان “التشدد” كان مفيداً في توفير “تعاون سورية”, ورغم ان التقرير وبحثه كانا جزئياً في خلفية ارجاء جلسة الحوار الى الأربعاء المقبل, فإن ما تحقق في هذا الحوار كان موضع ترحيب دولي وعربي مصري وسعودي خصوصاً، فاعتبره السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجه مدخلاً للعلاقة مع سورية وغيرها. وسيغادر خوجه بيروت الى السعودية يومي السبت والأحد المقبلين في مهمة ذكر انها تتصل بالتطورات في لبنان. وقد أكد كل من أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ترحيبهم بحصيلة الحوار اللبناني, وقال الفيصل لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي تحادث أيضاً مع أنان ومبارك انه “سعيد بالنتائج” و”سينقل هذه الأجواء مباشرة الى الملك عبدالله بن عبد العزيز على ان يصار الى متابعة هذه القضايا خلال الأسابيع المقبلة”.
وفيما فضل أركان أساسيون في الحوار عدم الحديث عن التحضيرات لجولة الحوار المقبلة والتي ستتناول خصوصاً مسألتي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة, أكد العماد ميشال عون ان الرئيس المقبل ينبغي ان يكون قادراً على الجمع بين 8 آذار و14 آذار وعلى الحديث باسمهما مع سورية ومع الفلسطينيين. وفي موضوع المزارع والمقاومة كشف الوزير مروان حمادة ان المندوب السوري في مجلس الأمن صوّت الى جانب قرارات المجلس بشأن المزارع عندما كان ممثلاً للمجموعة العربية، هذا الأمر طرح في اجتماعات الحوار ما جعل الجميع يُقر بضرورة ان توقع سورية على الخرائط ما يجعل لبنان مغطى في سعيه عبر الدبلوماسية او المقاومة لاستعادة المزارع.
وذكر بري انه قال أثناء الحوار للمطالبين بالتغيير الرئاسي ان هذا الموضوع يبحث فيه فوق الطاولة وتحتها, فوق الطاولة مع الأفرقاء الداخليين وتحت الطاولة مع القوى الخارجية العربية والدولية المتعاطية معه.
وقال مصدر دبلوماسي غربي كبير لــ”صدى البلد” ان حكومته “تنتظر النتائج النهائية للحوار, وهي اذ تشجع المتحاورين على استمرار أعمال المؤتمر, تلفت الى النقاط الأساسية التي يجب ان تعالج والمقررة خلال الجلسة المقبلة, أي مسألتي المقاومة والرئاسة الأولى”.
واذ لم ير هذا المصدر جديداً في قول المؤتمرين ان مزارع شبعا لبنانية جدد موقف بلاده من ان “الأمم المتحدة اعتبرت في العام 2000 ان اسرائيل قد أنجزت تنفيذ القرار 425. وأضاف المصدر، أما إذا اتفقت دولتا لبنان وسورية على تغيير جغرافية “الخط الأزرق” لتضم مزارع شبعا وبالتعاون مع الأمم المتحدة، فإن ذلك لن يلقى اعتراضاً. ولكنه تساءل ان “كانت الحكومة السورية مستعدة لأن تقدم ما يثبت لبنانية “المزارع” أي الورقة التي تنهي مبرر وجود السلاح في يد حزب الله”.
على صعيد آخر رحب رئيس “كتلة المستقبل” النيابية النائب سعد الحريري بتقرير لجنة التحقيق الدولية وقال ان “الاتجاهات التي يسير فيها التحقيق داخل لبنان وخارجه لا بد من ان تتوصل في نهاية المطاف الى كشف المحرضين والمتورطين والفاعلين في أي مواقع كانوا”.
وفي باريس (جورج ساسين) أبدت فرنسا أمس ارتياحها لما حققه الحوار الوطني اللبناني حتى الآن خصوصاً “ان النتائج تحترم بشكل كامل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. وطاول هذا الارتياح أيضاً التقرير الذي قدمه القاضي سرج براميرتس الى مجلس الأمن. وكان اللافت ان باريس اعتبرت ان “لغة الحزم” أثمرت مع سورية في هذا المجال.
وعلمت “صدى البلد” ان باريس قد تستضيف أواسط الشهر المقبل اجتماعاً تحضيرياً “للكور غروب” الذي يضم أصدقاء لبنان بغية تدارس عقد مؤتمر “بيروت ــ 1”.
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان ــ باتيست ماتيي أمس الأربعاء: “تلقينا بإيجابية النتائج الأولى للحوار الوطني.
صحيفة "المستقبل"
المستقبل قالت :بينَ استراحة مؤتمر الحوار الوطنيّ حتّى الأسبوع المقبل من جهة، وتقرير رئيس لجنة التحقيق الدوليّة سيرج براميرتس من جهة ثانية، بدا أمس أنّ الوضع السياسيّ اللبنانيّ ينتقل إلى مرحلة جديدة فيها توجّه نحو تطبيق القرارات التي اتخذها المؤتمر بالإجماع في عدد من البنود الرئيسيّة لا سيّما القرار حولَ "دعم جهود الحكومة واتصالاتها لتثبيت لبنانيّة مزارع شبعا وتحديدها"، كما فيها تطلّع إلى ما سيسفر عنه النقاش في البنود المتبقيّة لا سيّما رئاسة الجمهوريّة التي وضعت في خانة "أزمة الحكم". وفيما باشر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "مهمّته" بإطلاع الأمين العام للأمم المتّحدة كوفي أنان على "صورة النتائج" التي توصّل إليها المؤتمر في مرحلته الثانية أوّل من أمس، وفيما ينتظر السنيورة زيارته الاثنين المقبل إلى بروكسيل ليعرض هذه النتائج على وزراء خارجيّة الاتحاد الأوروبي، تردّدت أنباء عن تحرّك عربيّ داعم لنتائج الحوار في الفترة الفاصلة عن موعد استئناف مرحلته الثالثة الأربعاء المقبل. "المستقبل" سألت رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الراعي اللبنانيّ لطاولة الحوار عن وجود تحرّك عربي في الأفق فلم ينفِ مشيراً إلى أنّه بحاجة لكي يقول كلاماً في هذا المجال إلى أن يستجمع عدداً من المعطيات. وعلمت "المستقبل" أنّ برّي يعقد اجتماعاً اليوم مع عدد من السفراء المعنيين لاستجلاء "الصورة". إلاّ أنّ "المستقبل" علمت في المقابل أنّ المشاورات تكثّفت في الساعات الماضية حول موضوع رئاسة الجمهوريّة، وأنّ هذه المشاورات تركّزت على إحدى صيغتين مطروحتين. الأولى تقضي بأن يتوافق المجتمعون الى طاولة الحوار على إنهاء ولاية الرئيس اميل لحود ويُترك الاتفاق على البديل لوقت لاحق. أمّا الصيغة الثانية فتقضي بأن يتم التوافق على إنهاء ولاية لحود وعلى مجموعة أسماء تعرض على المجلس النيابي للتصويت. وتشير المعلومات إلى أنّه سبَق أن اصطدمت الصيغتان برفض رئيس "تكتّل الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون. وسوف تُعرف نتيجة التشاور حول الصيغتين سريعاً لأنّ الأمر رهن ليس بموقف العماد عون فحسب إنّما بفرقاء آخرين على طاولة الحوار. في هذا الوقت، أجرى الرئيس السنيورة اتصالين بالرئيس المصري حسني مبارك وبوزير خارجيّة المملكة العربية السعودية سعود الفيصل وعرض لهما النتائج التي توصّل إليها الحوار الوطنيّ والقضايا التي نالت إجماع الحاضرين والمواضيع المتبقيّة على جدول الأعمال. وفيما أعرب مبارك عن ترحيبه بالأجواء السائدة وتقديره للجهد المبذول في الحوار وللنتائج التي تمّ التوصّل إليها ووقوف مصر إلى جانب لبنان، أكّد الفيصل سعادته بهذه النتائج وترحيبه بها وتشجيعه على الاستمرار بالزخم نفسه، وأبلغ السنيورة أنّه سينقل هذه الأجواء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وتلقّى اتصالاً من أنان، أعرب الأمين العام للمنظّمة الدوليّة خلاله عن "قلقه من حدّة التوتّر على الحدود الدوليّة الجنوبيّة للبنان"، وتمنّى "أن تكثّف الحكومة جهودها للعمل لتخفيف حدّة التوتّر على الجانب اللبناني للحدود". في المقابل أبلغه الرئيس السنيورة "قلق الحكومة من الممارسات والاستفزازات الإسرائيليّة ومن تكثيف "إسرائيل" انتهاكاتها للحدود والأجواء اللبنانية". وطالبه بـ"ممارسة الضغط على "إسرائيل" لتوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانيّة". وأكّد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن أنّ "المقاومة جاهزة لحماية لبنان وأمن اللبنانيين"، مضيفاً أنّها "ليست على استعداد لتأمين حماية إسرائيل عبر نزع السلاح"، مشدّداً في الوقت نفسه على أن "هذا السلاح لم ولن يُستخدم في الداخل(..)". من جهة أخرى، رحّبت باريس بمسار الحوار الوطنيّ اللبناني. وقال الناطق باسم الخارجيّة الفرنسيّة جان باتيست ماتيي إنّ بلاده "تلقّت بإيجابيّة النتائج الأولى للحوار الذي جرى بروح بنّاءة". وقال "نلاحظ بارتياح أنّ النتائج الأولى التي تحقّقت تحترم بشكل كامل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". وأضاف "نأمل أن يتحقّق تقدّم جديد أثناء معاودة الحوار حول المسائل الكبرى التي لا تزال على جدول الأعمال"، معلناً أنّه سيتمّ التطرّق إلى مجمل التطوّرات اللبنانيّة خلال زيارة الرئيس السنيورة إلى بروكسيل الأسبوع المقبل.
صحيفة "اللواء"
اللواء كتبت تقول إنه عدا عن جو الارتخاء الاقتصادي الذي عبّر عن نفسه ارتياحاً "للقرارات الدسمة" التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني، فقد بقي السؤال: ماذا بعد هذه القرارات؟ وهل يتمكّن أقطاب الحوار من حلّ المسألتين العالقتين، وهما الملف الرئاسي ومصير سلاح المقاومة، في انتظار الجولة الثالثة للحوار يوم الأربعاء المقبل؟! وإذا كان من البديهي أن ينصرف القادة السياسيون الى إجراء اتصالات ولقاءات بعيداً عن الأضواء من الآن ، وحتى موعد الجولة المقبلة، لإظهار طبخة الرئاسة الأولى والتفاهم على مسألة سلاح المقاومة، في ظل التعقيدات الإقليمية الجديدة، فإن التقرير الذي سلّمه القاضي البلجيكي سيرج براميرتس الى الأمانة العامة للأمم المتحدة، شكّل في حد ذاته حدثاً، تزامن ربما بالصدفة، مع قرارات الحوار، أثار ارتياحاً لدى اللبنانيين إذ أشار الى أن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دخل مرحلة جديدة، وتمكّن من الاقتراب كثيراً من تصوّر متكامل وموحّد لمعرفة الحقيقة كاملة، ومما زاد من الارتياح كشف براميرتس في تقريره أن عدداً مهماً جديداً من خطوط في التحقيق تمّ التعرّف إليها منذ كانون الثاني الماضي، مما مكّن من إحراز تقدّم أكثر مما كان متوقعاً، وكذلك إعلانه أنه سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع خلال الشهر المقبل، مضيفاً الى تعاون سوري مع كل طلبات لجنة التحقيق تقريباً· وإذا كان اللافت للانتباه في تقرير براميرتس عودة الحديث عن احتمال تفجير موكب الرئيس الشهيد تحت أو فوق الأرض، فقد لفت الانتباه أيضاً أن أي تعليق سوري لم يصدر عن نتائج مؤتمر الحوار، مما يعطي انطباعاً أن هذه النتائج لا تزال موضع درس في دمشق، خصوصاً إزاء التحوّل الذي طرأ على الوضع اللبناني، والذي عبّر عن نفسه بنجاح المتحاورين في الوصول الى تفاهمات كانت موضع خلافات مزمنة، ولا سيّما من موضوع السلاح الفلسطيني خارج وداخل المخيمات، ومن موضوع العلاقات اللبنانية - السورية حيث تم إقرار إقامة علاقات ندّية بين الدولتين، يُفترض أن تتجسّد في أقرب وقت ممكن بإنشاء علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة، وضبط الحدود بين البلدين لوقف عمليات التسلّل ولا سيّما السلاح، عدا عن إنهاء الجدل حول هوية مزارع شبعا بتأكيد أن تثبيت لبنانيتها يجب أن يترافق مع الاجراءات والأصول المعتمدة المقبولة لدى الأمم المتحدة، وهذا يستدعي من لبنان وسوريا معاً أن يقدّما للمنظمة الدولية ما يُثبت لبنانية المزارع وفق القانون الدولي وليس وفق ملكية الأراضي فقط· وفي تقدير مصادر مطلعة، أن قرارات الحوار في خصوص تثبيت لبنانية المزارع، والعلاقات اللبنانية - السورية، باتت تستدعي تحركاً عربياً على مستوى مبادرة أو مسعى لمساعدة لبنان في إعادة ترتيب هذه العلاقات، سواء على صعيد إنشاء علاقات دبلوماسية، أو الحصول من سوريا على وثائق تؤكد أن مزارع شبعا هي لبنانية· السنيورة ولعلّ هذا الأمر دفع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى الاتصال بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإطلاعه على نتائج الحوار الوطني والمواضيع التي تمّ الاتفاق عليها· وذكرت معلومات رسمية أن موسى أبدى سروره بالنتائج التي تمّ التوصل إليها في الحوار، وأعرب عن ثقته بقدرة اللبنانيين على الاتفاق على كل المواضيع التي تطرح تبايناً في وجهات النظر، مبدياَ استعداده للمساعدة في ما يُطلب منه لدعم لبنان في كل قضاياه· وتوقعت مصادر أن يزور موسى بيروت ودمشق الأسبوع المقبل في إطار التحضير للقمة العربية التي ستنعقد نهاية الشهر الجاري في الخرطوم· وكان الرئيس السنيورة تلقى اتصالاً، أمس، من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، أشاد خلاله بالنتائج التي توصل إليها الحوار الوطني، وبالتوجه الحواري والوفاقي الذي تعتمده الحكومة اللبنانية، كمنهج ومقاربة لحل المشكلات التي يواجهها لبنان، وتمنى للبنان التوفيق في مسيرته الحوارية، مشجعاً على الاستمرار في هذا النهج الذي يعزز الوحدة الوطنية· غير أن الدعم الدولي والعربي لنتائج الحوار، لا يُلغي المبادرة التي سيقوم بها الرئيس السنيورة في اتجاه دمشق، إلا أن مصادر رئيس الحكومة أوضحت أن موعد الزيارة لم يتحدد بعد، مشيرة الى أن هناك الكثير من الأمور سيتوقف عندها ويدرسها الرئيس السنيورة قبل تقرير زيارته الى العاصمة السورية· ونقلت "وكالة الأنباء الصحافية" عن مصادر السنيورة قولها أن الانجاز الذي تحقق في الحوار هو خطوة كبيرة والمواضيع التي تم الاجماع عليها من قبل المتحاورين هي مواضيع كان الرئيس السنيورة اثارها منذ فترة واثارت جدلا ومواقف حادة ويومها تلقى الرئيس السنيورة انتقادات نتيجة هذه المواقف ومنهم من ربطها بأكثر من سبب وسبب، وبنتيجة الحوار الوطني اصبحت موضع اجماع وطني، ومنها مسألة تحديد وترسيم مزارع شبعا، ومسألة التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا على مستوى السفارات، اضافة الى موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه
في داخلها· واشارت المصادر الى ان النقاط التي تم التوصل اليها عبر الحوار دلت ان الخط الذي اتبعته الحكومة ورئيسها لم يكن الا من ضمن الحاجات الوطنية والمصالح العليا للدولة اللبنانية· ويعكف السنيورة خلال اليومين المقبلين على تحضير الكلمة التي سيلقيها امام مجلس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين المقبل في بروكسل، يعرض فيها لاوضاع لبنان الاقتصادية والسياسية، والتحضيرات التي قامت بها الحكومة لانعقاد مؤتمر دعم لبنان "بيروت-1" والمراحل التي قطعها الحوار الوطني· وذكر ان السنيورة سيعود الى بيروت في اليوم ذاته، في اشارة الى الغاء الزيارة التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الى لندن، بسبب تضارب المواعيد بينه وبين نظيره البريطاني طوني بلير· الرئاسة وسلاح المقاومة الى ذلك لاحظت مصادر متابعة، ان البندين العالقين على طاولة الحوار، وهما الملف الرئاسي وسلاح "حزب الله" هما الاكثر تعقيدا من بين البنود التي كانت على جدول اعمال الحوار، وسيكونان جوهر النقاش الذي لن يكون سهلا او سلسا· وقالت انه اذا كان الموضوع الرئاسي من الممكن الوصول الى آلية محددة لمعالجته بعد ان اجمع المتحاورون على وجود ازمة حكم، وخصوصا ان بعض الاوساط اعتبرت استعجال الرئيس اميل لحود الى ترشيح العماد ميشال عون من باب احراقه سياسيا، فإن سلاح "حزب الله" ستكون مقاربته مسألة شاقة، باعتبار ان المناخ القائم في لبنان في ظل وجود اراض محتلة واسرى في المعتقلات الاسرائيلية فضلا عن استمرار الانتهاكات الاسرائيلية ليس هو المناخ الملائم لطرح هكذا موضوع· وقالت مصادر في "حزب الله" ان مقاربة هذا الموضوع يجب ان تتم تحت عنوان "حماية لبنان"، وفي رأي هذه المصادر ان البحث يجب ان يتناول طريقة عمل هذا السلاح ودور المقاومة، انطلاقا من هذا العنوان، وليس في اطار الحديث عن نزع السلاح وكيف يمكن ان نطبق القرار 1559 الذي لسنا معنيين به· وتسأل هذه المصادر انه في حال تم التوافق على نزع سلاح المقاومة ضمن آلية معينة، من يستطيع ان يعطي الضمانات للبنان بعدم اجتياحه مرة ثانية او ثالثة؟ من يضمن ألا تتعرض القيادات السياسية والحزبية لعمليات اغتيال من قبل الإسرائيليين؟ من يضمن ألا تتكرر تجربة أريحا في فلسطين بالامس على لبنان؟ هل هو مجلس الامن، ام الإدارة الاميركية· وكشفت بأن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أتى على هذا الموضوع في مداخلته في الجولة العاشرة للحوار حيث سأل عن الضمانة اذا نزع سلاح المقاومة، ومن يضمن ان تأتي اسرائيل وتصطاد قيادات المقاومة كالعصافير واحدا تلو الآخر ومن يضمن ألا تعتدي اسرائيل كل يوم على سيادة وأراضي لبنان، وتقوم بخطف اي مواطن في اي وقت طالما ان المظلة الدولية غير مؤمنة في ظل الانحياز الصارخ من قبل الولايات المتحدة ودول الغرب الى جانب اسرائيل· وكشف النائب بطرس حرب، في مقابلة مع تلفزيون "المستقبل" ضمن برنامج "الاستحقاق"، ان جميع المتحاورين يعتبرون ان هناك مشكلة في موضوع رئاسة الجمهورية وتتطلب المعالجة، ولكنهم في المقابل لا يريدون القفز الى المجهول، فهم يريدون التوافق على شخصية نعلم انها اذا استلمت الرئاسة ستلتزم بالمبادئ ولا تخرب التركيبة· ولفت الى ان البطريرك الماروني نصر الله صفير لا يمانع من إقالة الرئيس بالوسائل الديمقراطية· مشيرا الى ان هذا الملف لم ينضج بعد، اي آلية التوافق على البديل، ثم بعد التوافق تم وضع آلية لكيفية الانتقال من الرئيس الحالي الى الرئيس المقبل بوسائل نتفق عليها وبالاخراج ضمن الوسائل الديمقراطية والدستورية· السلاح الفلسطيني أما بالنسبة الى السلاح الفلسطيني، فقد أوضح النائب حرب ان هذا الموضوع سيعالج بالحوار، مشيرا الى ان هناك اصدقاء وقريبين جداً مع الفلسطينيين، ويتعاونون معهم اخذوا على عاتقهم، بأن يتولوا، بالاضافة الى الحكومة، القيام باتصالات على صعيد لجنة قد تنبثق من هذا الحوار، لمتابعة الملف لإيجاد حل سلمي معهم· وليلاً أوضح أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان العميد الركن سلطان أبو العينين في تصريح خاص لـ "اللواء" أن وفوداً من فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" التقت عدة أطراف مشاركة في الحوار اللبناني، منذ بدايته وحتى نهاية جولة أمس (أمس الأول)، وأنها تلقت تطمينات من كل الأفرقاء بما يحفظ للبنان سيادته وبما يحقق طمأنة الفلسطينيين المقيمين في لبنان· وأشار المسؤول الفلسطيني الذي يتولى أرفع منصب لقيادي فلسطيني في "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان (الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني) من مقره في مخيم الرشيدية (جنوب صور)، الى أن المذكرة التي قدمها وفد المنظمة الى المشاركين في المؤتمر، كانت شاملة لكل القضايا المتعلقة بالملف الفلسطيني في لبنان، وتضمّنت الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية، ورؤية "منظمة التحرير" للسلاح الفلسطيني، وأنها أكدت ضرورة عدم التعاطي مع الملف الفلسطيني من منظار أمني فقط، بل يجب النظر إليه من جميع جوانبه· ورأى الع
ميد أبو العينين أن هناك تفهماً كاملاً لوجهة النظر الفلسطينية بشأن السلاح الفلسطيني والحقوق المدنية والاجتماعية، مشيراً الى أن قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات تتم بالحوار، وهناك فهم لبناني للمصلحة الفلسطينية، مشدداً على أن التواريخ المحددة ليست مقدّسة، بل الأصح صفاء النوايا· من جهته، علق ممثل "حركة المقاومة الاسلامية - حماس" في لبنان اسامة حمدان في تصريح خاص بـ "اللواء" على اجماع القيادات اللبنانية المشاركة بالحوار على معالجة الملف الفلسطيني، انه ينظر اليه بإيجابية، وخصوصاً انه اخرج الموضوع الفلسطيني من المأزق الامني ونقله الى بعده السياسي والانساني، وهذه مسألة مهمة، نأمل ان يصار الى حوار فلسطيني - لبناني جاد على أسس واضحة لتسوية العلاقة الفلسطينية - اللبنانية بما يخدم المصلحة الفلسطينية واللبنانية· وقال: اننا نرجو ان يُصار من خلال الحوار الى التزام لبناني - فلسطيني واضح تجاه قضية حق العودة كحل سياسي لقضية اللاجئين، اضافة الى الاهتمام بالشؤون الاجتماعية والمعيشية التي نص عليها القرار، ونرجو ان يكون هذا الاهتمام ليس مجرد قرارات، وانما تشريعات تقدمها الحكومة للمجلس النيابي، ويقوم المجلس بإقرارها واعتمادها كقوانين بحيث تستقر طبيعة العلاقة للاجئين الفلسطينيين بالواقع الذي يعيشون ويقيمون فيه· وبشأن مصير السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وامكانية معالجته خلال 6 اشهر، قال حمدان: "لقد اطلقنا منذ البداية موقفاً واضحاً، واظن ان ما اتفق عليه لبنانياً في ذات الاتجاه، فقضية اللاجئين متعددة الوجوه، هناك جوانب سياسية، انسانية وقانونية وامنية، وفي الجانب الامني موضوع السلاح مسألة اساسية، كنا نقول وما زلنا اننا بحاجة الى تفاهم كامل حول هذه القضايا و"كرزمة واحدة" واظن اننا اذا اردنا حواراً جاداً نستطيع ان نصل الى نتائج جيدة خلال مدة زمنية معقولة قد لا تكون اطول كثيراً من 6 اشهر· وحول الاسباب التي تحول دون تشكيل وفد فلسطيني مشترك، اعتبر حمدان، ان المسألة منوطة باستقرار التحولات الحاصلة الآن في الساحة الفلسطينية وهي مسألة لن تطول كثيراً، وسيساعد تشكيل الحكومة الفلسطينية كثيراً في المضي قدماً في هذا الاتجاه، اضافة الى ذلك الآن مطروح على طاولة الحوار الفلسطيني الداخلي اعادة بناء "منظمة التحرير الفلسطينية"، والتوجهات في هذا الجانب وحسم مسألة الحكومة ستساعد على تشكيل الوفد الفلسطيني الموحد· وعن مدى امكانية دخول حركة "حماس" الى "منظمة التحرير الفلسطينية"، أوضح حمدان، انه جرى الاتفاق في آذار 2005 على إعادة بناء "منظمة التحرير" على أسس سياسية وتنظيمية وديمقراطية، وهذا الأمر بالنسبة لنا التزام مع كل الفصائل، ومع الاسف عرقل هذا الامر خلال العام الماضي، ونأمل ان يكون هذا العام هو عام إنجاز بناء "منظمة التحرير" بحيث تكون إطاراً تشارك فيه كل القوى الفلسطينية بما في ذلك حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"· الهيئات الاقتصادية وعلى صعيد ردود الفعل من قبل الهيئات الاقتصادية فقد رحب رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور فرانسوا باسيل بنتائج الحوار واصفاً اياها بالإيجابية والمطمئنة للاسواق المالية· وأشار الى ان القطاعات الاقتصادية تأثرت سلباً بعوامل التجاذبات السياسية التي سادت فترة طويلة موضحاً ان القطاع المصرفي والقطاعات الاقتصادية الاخرى كانوا من المطالبين "بعقلنة" الخطاب السياسي ووقف التجاذبات حول المسائل الخلافية· وفي السياق نفسه، قال مصرفيون ان انتهاء اجواء التوتر السياسي في لبنان سيساهم بتدفق استثمارات عربية مهمة خصوصاً مع الوضع الجديد في البورصات العربية· وفي الإطار نفسه، أبدى الوزير السابق عدنان القصار ترحيبه بالنتائج التي توصلت اليها القيادات اللبنانية في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد على مرحلتين في مجلس النواب· تقرير براميرتس وبالنسبة الى تقرير القاضي براميرتس، أعرب رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري عن ثقته التامة بعمل لجنة التحقيق الدولية والتطورات التي آل إليها التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما وقال: إن التقرير يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف ادوات الجريمة والمحرّضين عليها، وهو يعبّر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيقات في الجريمة الارهابية، منذ تسلم القاضي ديتليف ميليس التحقيقات فيها وصولا الى الوقائع والاستنتاجات التي توصل اليها القاضي براميرتس· مشيرا الى ان الاتجاهات التي يسير فيها التحقيق داخل لبنان وخارجه لا بد من ان تتوصل في نهاية المطاف الى كشف المحرضين والمتورطين والفاعلين في اية مواقع كانوا· ورحب وزير الخارجية فوزي صلوخ بالاجواء التي عكسها التقرير عن تعاون وثيق بين اللجنة والسلطات اللبنانية، مؤكداً استمرار هذا التعاون خدمة للحقيقة والعدالة التي يطلبها جميع اللبنانيين· وقال: "لفتنا ايجابا في التقرير المنهجية العلمية والدقة في الوصف والتحليل ومراعاة التحفظ الواجب في كل عمل قضائي جنائي" مضيفاً "
يسرنا ان كل الاطراف تنحو نحو تعاون جدي مع اللجنة، ونحن نشجع على هذا التعاون ونحث عليه" في إشارة اكيدة الى سوريا التي وكما جاء في التقرير "لبت رسميا ولا سيما خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، كل طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها اللجنة".
صحيفة "الشرق"
الشرق قالت ثارت مقررات الحوار الوطني ارتياحاً لدى مختلف الأوساط السياسية، وان تعددت القراءات لما تم انجازه، مع تخوف من بروز عقبات امام التنفيذ باعتبار ان «الشيطان يكمن في التفاصيل على حد تعبير الرئيس عمر كرامي. وانطلاقاً من هذه المخاوف عولت الأوساط على المتابعة الحثيثة التي وعد بها مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري لما اتفق عليه بغطاء عربي ودولي، دلت الشواهد التاريخية على ان اي اتفاق لمعالجة الأزمات اللبنانية لا يكتب له النجاح الا اذا حظي بتوافق دولي - اقليمي - لبناني. أثارت مقررات الحوار الوطني ارتياحاً لدى مختلف الأوساط السياسية، وان تعددت القراءات لما تم انجازه، مع تخوف من بروز عقبات امام التنفيذ باعتبار ان «الشيطان يكمن في التفاصيل على حد تعبير الرئيس عمر كرامي. وانطلاقاً من هذه المخاوف عولت الأوساط على المتابعة الحثيثة التي وعد بها مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري لما اتفق عليه بغطاء عربي ودولي، دلت الشواهد التاريخية على ان اي اتفاق لمعالجة الأزمات اللبنانية لا يكتب له النجاح الا اذا حظي بتوافق دولي - اقليمي - لبناني. وقد برزت هذه المتابعة من خلال الاتصالات التي اجراها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة مع كل من الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وعرض السنيورة مع مبارك للأوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة ووضعه في صورة النتائج التي توصل اليها الحوار الوطني والقضايا التي نالت اجماع الحاضرين والمواضيع المتبقية على جدول الاعمال للاسبوع المقبل. وأعرب الرئيس مبارك عن ترحيبه بالأجواء السائدة وتقديره للجهد المبذول في الحوار وللنتائج التي تم التوصل اليها، مؤكداً وقوف مصر دائماً الى جانب لبنان في كل قضاياه. وكان الاتصال مناسبة لعرض مجموعة من القضايا تم الاتفاق على متابعتها خلال الأسابيع المقبلة. كما عرض السنيورة مع الأمير الفيصل «النتائج التي تم التوصل اليها في الحوار الوطني، وأعرب الوزير الفيصل عن سعادته بهذه النتائج وترحيبه بها وتشجيعه على الاستمرار بالزخم نفسه وابلغ الرئيس السنيورة انه سينقل هذه الأجواء مباشرة الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على ان يصار الى متابعة هذه القضايا خلال الأسابيع المقبلة. من جهته، ابدى موسى سروره بالنتائج التي تم التوصل اليها في الحوار، وأعرب عن ثقته «بقدرة اللبنانيين على الاتفاق على كل المواضيع التي تطرح نيابياً في وجهات النظر مبدياً استعداده للمساعدة في ما يطلب منه لدعم لبنان في كل قضاياه وفيما لم يتحدد بعد موعد زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق، يغادر يوم الاثنين المقبل الى بروكسل لالقاء كلمة لبنان امام مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، على ان يعود الى بيروت في اليوم نفسه للتحضير لاستئناف جولات الحوار الوطني التي ستستأنف يوم الاربعاء. وينتظر ان تنشط الحركة الديبلوماسية السعودية والمصرية باتجاه القيادات الروحية والسياسية اللبنانية لتحضير الأجواء الملائمة لجلسات الحوار المقبلة التي ستبحث ملفين حساسين هما ازمة الحكم وضمنها موضوع رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة ومصيره بعد تحرير مزارع شبعا والاستراتيجية اللبنانية الدفاعية تجاه الاعتداءات الاسرائيلية المحتملة. وكان السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة زار امس البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، واعلن بعد اللقاء انه هنأ صفير «على ما تم في الحوار من تقدم ايجابي كبير جداً ، معرباً عن اعتقاده «بأن اللبنانيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم ولديهم القدرة على ان يواجهوا اية مشكلة ويحلوها داخلياً مع بعضهم البعض ونفى وجود مبادرة سعودية في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية، معتبراً انه «اذا اتفق اللبنانيون بين بعضهم فمن السهل جداً تحركهم مع اشقائهم ومع سورية ومع الجميع، وليست هناك اية مشكلة بعد اليوم ورداً على سؤال قال السفير خوجة «نحن نقدر كثيراً المقاومة، وهي فخر لنا، وهي جزء مهم جداً من هذا الكيان وقامت بدورها بصورة ايجابية رائعة ، معتبراً «ان عملية تسليم سلاح المقاومة وغيرها تبقى اموراً داخلية لبنانية - لبنانية هذا في ما يتعلق بالشق اللبناني من الحوار، اما بالنسبة لموضوع السلاح الفلسطيني، فقد ابدى امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان ابو العينين «تفهماً للطرح اللبناني حول هذا الموضوع، مشيراً الى «ان الفلسطينيين لن يكونوا عقبة، بل ان واجبهم الوطني يلزمهم ان يكونوا ايجابيين لاعطاء جرعة قوية للحوار اللبناني الداخلي كي لا يعطي مبرراً لأي فريق لا يزال اسير مواقف متشنجة قديمة اما مسؤول «الجبهة الشعبية - القيادة العامة في لبنان انور رجا، فقد رأى ان «واجبات الحكومة اللبنانية تجاه الفلسطينيين لا تتطلب الحوار، معتبراً «ان الموضوع الفلسطيني يحتاج الى ارتقاء في التعاطي معه وعدم الغوص فيه من زاوية
امنية، وقال «لن نكون جسراً لتطبيق القرار 1559 بهذه السهولة، فالسلاح الفلسطيني ليس غاية بحد ذاته وفي موازاة الاهتمام بنتائج الحوار انشغل اللبنانيون بتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ترك ارتياحاً على المستويين الشعبي والرسمي، خصوصاً لاشارته الى ان التحقيق اقترب كثيراً من تصور متكامل لكيفية تنفيذ الجريمة والضالعين فيها. ولاحظ وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ ان التقرير الذي سيناقشه مجلس الامن اليوم «يعكس جهداً ومثابرة وعملاً حرفياً مهماً مؤكداً استمرار تعاون السلطات اللبنانية مع لجنة التحقيق «خدمة للحقيقة والعدالة التي يطلبها جميع اللبنانيين وأعرب رئيس كتلة «المستقبلالنائب سعد الحريري عن ثقته التامة بعمل لجنة التحقيق والتطورات التي آل اليها التحقيق، معتبراً انه «يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف ادوات الجريمة والمحرضين عليها مؤكداً ان معرفة الحقيقة هي الهدف الذي يتطلع اليه اللبنانيون وأكد الحريري «ان رهاننا على عمل لجنة التحقيق الدولية لن يتراجع تحت اي ظرف من الظروف والحقيقة ستظهر مهما حاول المتضررون تزييفها او الالتفاف عليها وعلمت «الشرق من اوساط ديبلوماسية ان سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اعربوا عن ارتياحهم الى تقرير براميرتس ووصفوه بأنه «تقرير تقني وجيد جداً وتجدر الاشارة الى ان مجلس الامن الدولي لن يصدر قراراً نتيجة اجتماعه اليوم، بل ستكون الجلسة علنية لمجرد الاستماع الى تقرير براميرتس وكلمة لبنان. وكان الامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر اجتمع امس في نيويورك مع رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس وبحث معه مضمون التقرير الذي سلمه الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والمرحلة التالية من التحقيق. كما التقى عساكر ايضاً وكيل الأمين العام للشؤون القانونية نيقولاس ميشال وبحث معه في التقرير الذي سيقدمه الاخير في العشرين من الجاري الى انان حول المفاوضات التي اجراها مع الحكومة اللبنانية والمتعلقة بانشاء محكمة ذات طابع دولي. وعلى صعيد التحقيق، كشف فريق من لجنة التحقيق الدولية في ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة على سيارات موكب الرئيس الحريري الست، وهي السيارات المرسيدس الاربع المصفحة التي كان يستقل احداها الرئيس الشهيد والنائب باسل فليحان فضلاً عن سيارة الاسعاف وسيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي. والكشف الذي يجريه الخبراء بناء على اشارة القاضي براميرتس يأتي بعد ايام قليلة على زيارة الاخير الى مسرح الجريمة قبيل تقديمه تقريره الاول. من جهة اخرى، علم من مصادر ديبلوماسية غربية ان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في متابعة القرار 1559 تيري رود لارسن، سيزور بيروت قبل نهاية اذار الجاري، خصوصاً انه يعتزم رفع تقرير عن مهامه الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في الخامس عشر من نيسان المقبل. وكشفت المصادر عن ان رود لارسن اجتمع مع الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومع المنسق الأوروبي لعملية السلام في الشرق الاوسط مارك اوتيه، وبحث معهما تطورات الوضع في لبنان وفي المنطقة. ونقلت المصادر عن رود لارسن ترحيبه بما اسفر عنه مؤتمر الحوار الوطني في لبنان، لا سيما بالنسبة الى ما له علاقة بتطور العلاقة مع سورية ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وقالت ان هذه الخطوة من جانب لبنان مهمة جداً كونها تأتي انسجاماً مع مبادىء القرار 1559، فضلاً عن ان التوافق اللبناني على تنفيذ موجبات القرار المشار اليه اصبح موحداً. وعلى صعيد قضية توقيف المديرة التنفيذية السابقة في بنك المدينة رنا قليلات، اعلن الوزير صلوخ انه تسلم طلب استردادها من وزير العدل شارل رزق تمهيداً لارساله الى السلطات البرازيلية عبر الحقيبة الديبلوماسية. واستندت السلطات القضائية اللبنانية في طلب الاسترداد الى مبدأ المعاملة بالمثل، اضافة الى وجود احكام صادرة عن القضاء اللبناني على قليلات، ووجود مشروع اتفاق للتعاون القضائي بين لبنان والبرازيل. وكان الوزير صلوخ عرض لهذا الموضوع مع سفير البرازيل في لبنان ادواردو سيكساس الذي اوضح «ان عدم وجود اتفاقية تبادل الموقوفين لا يشكل عقبة امام تقديم طلب الاسترداد من جهة اخرى، نقل تلفزيون «المستقبل عن محامي قليلات في البرازيل فيكتور معوض ان الاخيرة حاولت الانتحار عبر قطع اوتار يديها وقد نقلت على الاثر الى المستشفى للعلاج. وافاد مصدر في الشرطة البرازيلية انه «عثر على قليلات في الساعة 30،7 صباحاً (في زنزانتها) وفي معصمها الايسر جرح، مشيراً الى انها اقدمت «على ما يبدو على محاولة انتحار ونقلت الى قسم الطوارىء في احد مستشفيات ساو باولو على ان تنقل مساء اليوم الى مقر العمليات الخاصة في الشرطة حيث ستخضع للمراقبة".
صحيفة "البيرق"
البيرق قالت دخل المتحاورون في ما يشبه استراحة المحارب وبدأوا التحضير للجولة الحوارية المقبلة المقررة الاربعاء القادممن اجل ضمان خروجها بالنتائج المرجوة لكن ما يرشح من اوساط المتحاورين يدل على ان ملفي الرئاسة والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية سيطول الحوار فيها وخصوصا في الملف الرئاسي لان تغيير رئيس الجمهورية ليس امرا يمكن الارتجال او التسرع فيه ، خصوصا ان معالجته لايمكن الا ان تكون قانونية ودستورية حسبما تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ" البيرق" مضيفة ان ليس هناك اي مبرر دستوري يمكن الاستناد اليه لتنحية رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مالم يقدم هو على التنحي طوعا . واكدت هذه المصادر ان معالجة الملف الرئاسي ايضا لايمكن اجراءها بمعزل عن الاخذ بما يجري حولها وحول قضايا لبنانية اخرى في المحافل العربية والدولية وهذا الامر يفرض على المتحاورين الاستئناس به قبل اتخاذ اي موقف او قرار . واعربت هذه المصادر عن اعتقادها بان المتحاورين سيدخلون بعدجولةالاربعاء المقبل في حال انتظار لما ستقرره القمة العربية بالخرطوم اواخر الشهر الجاري بشأن لبنان وكذلك بشأن مستقبل العلاقة اللبنانية- السورية . وامس نقل زوار رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عنه لـ" البيرق ": تأكيده ان همه التركيز على ضرورة استئناف الحوار الوطني الاربعاء المقبل معتبرا ان النقاط التي تم التوافق عليها سبق له ان شدد عليها مرارا مما يعني بروز التقاء في وجهات النظر بينه وبين المتحاورين . اما في مايتعلق بسلاح المقاومة فقد نقل زوار الرئيس لحود عنه قوله ان لبنان لايمكن ان يكشف نفسه امام اسرائيل بالتخلي عن سلاح المقاومة في ظل تعثر عملية السلام والتهديدات الاسرائيلية المستمرة للحدود اللبنانية وللاستقرار العام في البلاد مؤكدا ان سلاح المقاومة يبقى ضرورة ملحة كيلا يكشف لبنان نفسه معتبرا المقاومة وسلاحها ورقة قوية في يد لبنان لايجوز التفريط بها في احوال غير مضمونة النتائج بدليل اقتحام القوات الاسرائيلية لسجن اريحا مخترقة جميع القوانين والاتفاقات على رغم ضمان المراقبين الاميركيين والدوليين الذين انسحيوا قبيل الاقتحام. لذلك من يضمن للبنان عدم مواجهته لاحداث مماثلة لما تعرض له سجن اريحا في الضفة الغربية ، لذلك فان ما يهمني هو توطيد الامن والاستقرا ر على الحدود مع اسرائيل في نطاق السلام الشامل والعادل في المنطقة قبل التفكير بالتخلي عن المقاومة وسلاحها وقبل زوال كل اسباب العدوان الاسرائيلي ، فسلاح المقاومة هو ضمانة لسلامة حدود لبنان واللبنانيين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018