ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 22 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 22 آذار/ مارس 2006

"السفير"‏

قالت "السفير" ان الجولة الثالثة من الحوار الوطني تستأنف قبل ظهر اليوم في مجلس النواب في جو محتدم، عكسته الحملات الاعلامية المتبادلة التي شهدتها الساحة الداخلية خلال الايام الماضية، وفي ظل "القصور السياسي" عن إيجاد صيغ مقبولة للمواضيع المطروحة، وفي طليعتها الملف الرئاسي ومستقبل المقاومة. وفي وقت يتفق فريقا الحوار على أن لا مقايضة بين الرئاسة وسلاح المقاومة، تبدو الاجواء في غياب الحسم، مهيأة للتأجيل كمخرج يتفادى تفجير المؤتمر من الداخل، وتوجيه الانظار الى القمة العربية في الخرطوم الأسبوع المقبل، والتي يفترض أن يكون الملف اللبناني برمته حاضراً فيها. وبذلك يأخذ الحوار الداخلي إجازة غير مفتوحة، وينتقل مؤقتاً من ساحة النجمة الى العاصمة السودانية، على أن يتبلور في ضوء ذلك مستقبل هذا الحوار الذي يبدو حتى الآن مشمولاً برعاية دولية وعربية فاعلة، وإن كانت تحرص على إخلاء المسرح للمؤتمرين، وهو ما ألمح اليه، امس، الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن الموجود في قطر، والذي ينتقل منها الى الاردن ويصل غدا الخميس الى بيروت. وفي الاطار، نفسه جدد السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان امس دعم بلاده لاستمرار مسيرة الحوار، فيما نقلت مصادر مطلعة على الموقف الاميركي انزعاج واشنطن وعواصم عربية من بعض التلميحات والتهديدات بالعودة الى الشارع لمعالجة الملفات العالقة. وذكرت هذه المصادر أن لا شيء يدعو الى الاستعجال والتسرع في هذه الملفات، وأن الحوار الهادئ أثبت قدرته على التوصل الى التفاهم. وعلى الرغم من التصعيد الاعلامي عشية الجولة الثالثة، يرى الرئيس نبيه بري أن الاجواء ليست متدهورة، وأن الجميع سيحضر، لأن لا مصلحة لأحد بتفجير الحوار. ويعتقد بري، بحسب مصادره، أن ما سيحصل اليوم هو عرض للأمور والقضايا المطروحة، من دون نتائج حاسمة، ومن المفترض عقد جلستين، قبل الظهر وبعده. وتؤكد مصادر الرئيس بري أن مشاورات الكواليس لم تتوصل الى نتائج مباشرة. وتشير المصادر الى أننا داخلون على قمة عربية، والعرب لهم دور ومساحة للعمل على المواضيع المطروحة. وقد حمل النائب العماد ميشال عون امس بشدة على الاسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، لافتاً الى "أن قوى الاكثرية تطرح هذه الاسماء، وهي أسماء تسقط حتى الآن، وجميعها كان يعمل مع المخابرات المحلية والسورية". ورأى "حزب الله" من جهته أن "المشكلة ليست في الرئاسة"، داعياً إلى "وضع استراتيجية لحماية لبنان سواء أكانت مزارع شبعا محتلة أم لا". وقال نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لإذاعة الـ"بي. بي. سي" البريطانية: "لم نناقش مع أحد الاسماء على قاعدة أننا وافقنا على تغيير رئاسة الجمهورية. هنالك من طرح علينا أفكاراً متعددة واستمعنا إليها. ولكن قلنا منذ البداية وجهة نظرنا وهي أن اللحظة الحالية لا تستدعي تغييراً في رئاسة الجمهورية، وقناعتنا التى نعلنها في شكل واضح أن المشكلة ليست في الرئاسة إنما في طريقة إدارة البلاد في شكل عام... وقناعتنا أن الفترة الزمنية الفاصلة للوصول الى انتخابات رئاسية ما زالت مبكرة، إذا ليس من ضرورة للاستعجال". وقال: "نحن مع إكمال ولاية رئيس الجمهورية، وإذا كان هناك أي نقاش عند الآخرين، فمن حقهم أن يطرحوا ويقترحوا ما يشاؤون، وأن يقدموا مبرراتهم ونحن سنناقش مبرراتنا، ويمكن أن نصل أولا إلى حل، فلهذا الأمر علاقة بالحوار. نحن لم نقفل أي باب، لكن قلنا قناعتنا بالنسبة إلى الرئاسة". وأعرب عن اعتقاده بأن‏

"المشكلة ليست في رئيس الجمهورية، إنما في استعجال الاغلبية النيابية التي تريد أن ترتب صيغة في الحكم متجانسة بالنسبة إليها ومغفلة للحقائق الموضوعية في وجود شركاء في الوطن". وعلمت "السفير" أن مصادر الاكثرية سألت امس عن مغزى العودة الى طاولة الحوار مجدداً اليوم، ما دام "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يعتبران أن مسألة رحيل رئيس الجمهورية اميل لحود غير قابلة للبحث على الطاولة، وهناك من يذهب أبعد من ذلك مؤكداً أن هناك شريحة واسعة من اللبنانيين لا تعتبر المشكلة في رئيس الجمهورية. كما أن رئيس المجلس نبيه بري يصر على استمرار الحوار، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه أن مسألة الرئاسة تبحث‏

"تحت الطاولة" وفي "الكولسات". وتضيف المصادر: لماذا الحوار اذاً، وماذا سيبحث المتحاورون اليوم فوق الطاولة، هذا مع التسليم مسبقاً بأن النقاش حول سلاح المقاومة لن يصل الى نتيجة؟ إلا أن هذه المصادر تؤكد أن فريقها سيحضر ويناقش الامور المطروحة، وفق رؤيته المعروفة لهذه الملفات. من جهة ثانية، استغربت مصادر "حزب الله" الحملة على مضمون خطاب الامين العام السيد حسن نصر الله مساء امس الاول، وقالت ان نصر الله كان يعلق على اقتراحات طرحها فريق الاكثرية، سواء أكان لجهة الموضوع الاقتصادي، أم لجهة قانون الانتخاب، وانه أبدى استعداده الكامل لمناقشة هذه الامور في جلسات الحوار، ولم يكن هدفه إرباك الحوار بقضايا إضافية كما تراءى للبعض. وفي هذا السياق قالت مصادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لـ"السفير" أنه كان قد وزع الورقة الإصلاحية الاقتصادية في الأسبوع الماضي على المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، من أجل الاطلاع والعلم فقط، وذلك بعدما كان تم توزيعها على الوزراء والسفراء والهيئات الدولية والعربية المعنية بمؤتمر "بيروت واحد". وأضافت المصادر أن المكان المناسب لمناقشة الورقة هو مجلس الوزراء صاحب القرار والمعني الأول بهذا الملف، قبل إحالته لاحقاً إلى المجلس النيابي لإقراره بصورته النهائية قبل الدعوة إلى المؤتمر. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس السنيورة سيدعو مجلس الوزراء إلى جلسة استثنائية تعقد مطلع الأسبوع المقبل، من أجل مناقشة وإقرار الورقة الإصلاحية الاقتصادية. إلى ذلك، قالت المصادر إن السنيورة لم يحسم أمر مشاركته في قمة الخرطوم، إلا أن التوجيهات أعطيت للسفير اللبناني في السودان، من أجل حجز "فيلا" لرئيس الحكومة والوفد المرافق، مشيرة إلى أن الأمر ما زال قيد الدرس من زاوية ما يمكن أن تحققه المشاركة من إيجابيات. ولذلك تبقى حظوظ المشاركة أو عدمها متساوية حتى الآن. ونقلت المصادر عن أكثر من مسؤول أوروبي تأكيده للرئيس السنيورة، حماسة دول الاتحاد ودعمها وتشجيعها لبلوغ الحوار اللبناني خواتيمه المنشودة. كما نقل عن الرئيس السنيورة تقديمه مطالعة دفاعية مطولة عن "حزب الله" وما يمثله لبنانياً، "فهو ليس عبارة عن مقاتلين وحسب، بل يمثل شريحة لبنانية واسعة وهو يملك حضوره السياسي في المؤسسات والمجتمع المدني"، وذلك في معرض الرد على بعض المداخلات خلال الاجتماع الموسع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. إلى ذلك، يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس في جلسة مخصصة لمناقشة موضوع تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ويمثل لبنان في الجلسة الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير بطرس عساكر والسفير نهاد محمود. وتابعت "السفير" قائلة ان مصادر دبلوماسية لبنانية في نيويورك قالت إن المجلس سيفوض الأمين العام كوفي أنان إجراء اتصالات، وربما توقيع بروتوكول أو اتفاق مع الحكومة اللبنانية لوضع الصيغة النهائية للمحكمة في ضوء مشروع المسودة التي قدمها القاضيان رالف رياشي وشكري صادر، لمساعد الأمين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال، والتي سيصار في وقت لاحق إلى عرضها على مجلس الوزراء ومن ثم على مجلس النواب، تمهيداً للتوقيع النهائي عليها بين لبنان والأمم المتحدة، وبالتالي انطلاق أعمال المحكمة ذات الطابع الدولي. واوصى انان، في تقرير الى مجلس الامن نشر امس وارتكز على تقرير لنيكولا ميشال الذي ارسله الامين العام للمنظمة الدولية الى بيروت في كانون الثاني الماضي لهذه الغاية، بأن يتبنى المجلس قرارا يجيز له البدء بمفاوضات رسمية تستهدف اقامة محكمة دولية يرجح ان تكون خارج لبنان. وقال انان ان "تشكيل محكمة مختلطة من شأنه ان يقدم التوازن الافضل بين الحاجة لمشاركة لبنانية من جهة ومشاركة أجنبية من جهة اخرى من اجل عمل المحكمة" مضيفاً ان "هذا التوازن سيكون محكوما بعناصر مهمة عديدة مثل وضع المحكمة وصلاحياتها والقانون الذي ستطبقه ومكان انعقادها وتشكيلتها وتمويلها". واشار انان الى "قناعة لدى السلطات اللبنانية ترتكز على اعتبارات امنية، بأن المحكمة قد لا تكون قادرة على العمل بفعالية في لبنان" موضحا انه "سيكون من الضروري بحث هذه المسألة بعناية وبشكل كامل". وانشاء محكمة دولية امر مكلف للغاية، غير ان انان اوضح ان السلطات اللبنانية ذكرت في محادثات تمهيدية ان مقاضاة المتورطين في قتل الحريري وعمليات الاغتيال الاخرى "قد تسهم في اعادة الاستقرار الى البلاد ووضع أسس احلال سلام دائم". ومن بين النماذج المختلفة والممكنة لتشكيل المحكمة، اوصى انان واستنادا الى اتصالات اجريت مع السلطات اللبنانية، بأن يتم تشكيلها بناء على اتفاق رسمي موقع بين لبنان والامم المتحدة. واشار انان ايضا الى رغبة الحكومة اللبنانية بتوسيع عمل لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة ليشمل سلسلة الاغتيالات التي تعرضت لها شخصيات لبنانية منذ تشرين الاول 2004. وحول هذه النقطة الاخيرة، لم يعط انان اي رأي

نهائي مشيرا الى انه "سيكون من الضروري وضع دراسة اكثر عمقا". في هذه الاثناء، وصل الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن الى الدوحة عاصمة قطر، (التي زارها في الوقت نفسه وزير الخارجية السورية وليد المعلم ونقل رسالة الى أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من الرئيس السوري بشار الأسد، بحضور نظيره القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني). وكان وزير الخارجية القطري استقبل لارسن عشية استكمال الحوار الوطني اللبناني. وقال لارسن: "ان قطر التي تمثل حالياً المجموعة العربية في مجلس الامن لعبت دوراً إيجابياً في الشرق الاوسط وتبذل جهوداً كبيرة للمساعدة على إرساء الاستقرار في المنطقة". أضاف: "لهذا السبب أرسلني الامين العام كوفي أنان الى قطر، الى جانب زيارتي السابقة للمملكة العربية السعودية ومصر ومحطتي اللاحقة في الاردن". وأوضح بيان لمركز الامم المتحدة في بيروت ان "محادثات الموفد الخاص ركزت من جديد على الدينامية الاوسع في الشرق الاوسط التي تؤثر على تطبيق القرار 1559. وإذ سجل لارسن "هشاشة الوضع في المنطقة"، شدد في هذا الاطار على "معنى الحوار الوطني في لبنان وأهميته". وقال: "الحوار أنتج اتفاقات مهمة حتى الآن، ونتطلع الى المرحلة المقبلة".‏

"الديار"‏

كتبت "الديار" تقول , على ما يبدو ان ما حصل في الأمم المتحدة عندما ذهب الرئيس لحود على رأس وفد إليها، وذهب الرئيس ‏السنيورة برئاسة وفد آخر، وكانت الولايات المتحدة الاميركية تريد ذلك قد يتكرر او لا ‏يتكرر في القمة العربية المقبلة في السودان.‏ اذ تحفظ الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على ذهاب وفدين لبنانيين، وقالت مصادره ‏انها قمة للرؤساء والملوك، ولا يجوز ان يأتي لبنان بوفدين لبنانيين، بل يجب ايجاد صيغة كي ‏يكون رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ضمن الوفد الذي سيترأسه الرئيس لحود.‏ في هذا الوقت، تجري اتصالات على مستوى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وعلى مستوى ‏الملوك ورؤساء الدول العربية، حيث تدور المشاورات حول كيف يمكن ان يكون هناك وفدان ‏لبنانيان، الأول برئاسة الرئيس لحود والثاني برئاسة الرئيس السنيورة، وهو أمر لا تقبل ‏به الجامعة العربية ولا رؤساء الدول وملوكها.‏ ويبدو ان اتصالات تجري بين القاهرة والرياض ودمشق بشأن هذا الموضوع، وقد يطلب الملك ‏السعودي عبدالله بن عبد العزيز من الرئيس السنيورة ان يكون ضمن الوفد الذي يرأسه لحود، ‏اذ ان المقاعد المخصصة في القمة العربية للوفد اللبناني هي ان يكون الرئيس لحود في الصف ‏الاول وان يكون الوزراء المشاركون في الوفد في المقعد الثاني.‏ إضافة الى ان خلوات للرؤساء والملوك لا تضم اعضاء الوفود، وهو أمر سيترك إشكالا في حال ‏ذهاب وفدين الى الخرطوم.‏ هذا ويعودالمتحاورون للجلوس الى الطاولة المستديرة في مجلس النواب اليوم لمتابعة مناقشة باقي ‏جدول الاعمال: سلاح المقاومة، وموضوع رئاسة الجمهورية. وعشية هذه الجولة نقل زوار رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري عنه قوله ان طاولة الحوار ليست بديلاً عن المؤسسات الدستورية، مشيراً ‏الى جدول اعمالها المحدد الا اذا ارتأى المتحاورون بالاجماع مناقشة موضوع معين.‏ واشار بري، حسب الزوار، الى ان الحوار القائم والمستمر لا يعني توقف عمل المؤسسات ‏الدستورية ابدا، لا بل ان المطلوب ان تقوم هذه المؤسسات بعملها على اكمل وجه، مشيراً في ‏هذا المجال الى دعوته لعقد جلسة عامة للمجلس لمناقشة سبعة اسئلة واستجوابات نيابية ‏تتناول عدداً من القضايا والمواضيع.‏ وقال الزوار ايضا ان للحكومة مسؤولياتها وعملها في مناقشة ومعالجة القضايا المفترض ان ‏تقوم بها السلطة الاجرائية بما فيها القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فان طاولة ‏الحوار لن تحل محل المؤسسات الدستورية.‏ وخرج بعض الزوار من عين التينة امس ليجددوا التأكيد بان الفشل ممنوع، ولفت قول النائب ‏اكرم شهيب بعد زيارته الرئيس بري قوله ردا على سؤال حول التصعيد الحاصل قبل استئناف ‏الحوار «ان الطاولة يمكن ان تؤدي غدا (اليوم) الى مواقع مريحة خصوصا ان الموضوع الاقتصادي ‏وقانون الانتخابات يبحثان ضمن المؤسسات ‏ وعشية العودة الى الطاولة المستديرة لخص مصدر مطلع يشارك في الحوار ل "الديار" الموقف ‏بالنقاط التالية:‏ ‏1- سيعود المتحاورون للجلوس الى الطاولة المستديرة، وسيسود انتظام في بحث باقي جدول ‏الاعمال.‏ ‏2- لا يتوقع حصول خروقات ملحوظة في البندين المطروحين على النقاش، بمعنى انه لا ينتظر تحقيق ‏تقدم ملحوظ في هذا المجال.‏ ‏3- على الرغم من عدم وجود مناخ يؤشر الى نضوج توافق على البندين المطروحين على طاولة ‏الحوار، فان هناك حرصا على الابقاء والمحافظة على الاجواء الايجابية التي سادت خلال الحوار حتى ‏الان لا سيما بعد الاعلان في الجولة الاخيرة على اتفاق حول عدد من النقاط التي نوقشت. وهذا ‏الحرص كان موضوع بحث في المداولات والمشاورات التي جرت في الايام القليلة الماضية لا سيما في ‏اللقاءات التي اجراها الرئيس بري، وبالتالي فان هناك سعيا «للملمة الوضع في ضوء ‏التصعيد الاخير ‏ ‏4- توقع تحديد موعد جديد لاستئناف الحوار من اجل المزيد من المشاورات والمداولات خارج اطار ‏الطاولة المستديرة.‏ وحسب المصدر نفسه فإن السؤال الاساسي الذي سيطرح اليوم لدى مناقشة موضوع رئاسة ‏الجمهورية هو هل استكملت المشاورات خارج اطار الطاولة المستديرة حول هذا الموضوع على ‏الصعيد الداخلي او الخارجي؟ ويضيف المصدر ان كل الدلائل تشير الى ان هذه المشاورات لم ‏تستكمل لا بل لم تقطع شوطا مهما حتى الآن، بدليل ان قوى 14 شباط المتحمسة لحسم هذا الموضوع ‏لم تتفق حتى الآن على اي مرشح للرئاسة وهي لا تزال تدور في فلك الكلام العام عن وجوب تنحي ‏الرئيس اميل لحود، مع العلم ايضا انه ليس هناك حتى الآن توافق على تغيير الرئيس وآليته، ‏ولا يوجد ايضا اجماع على رئيس توافقي.‏ وفي ضوء كل ذلك فان هذا الموضوع سيبقى مطروحا لمزيد من البحث والتشاور خارج طاولة ‏الحوار.‏ اما بالنسبة لموضوع سلاح المقاومة فالواضح بعد الاقرار بالاجماع بلبنانية مزارع شبعا ان ‏خيار المقاومة خيار قائم حتى تحرير الارض والاسرى، وان النقاش سيدور حول كيفية مواجهة ‏خطر الاعتداءات والعدوان الاسرائيلي المستمر، وبالتالي البح

ث في الاستراتيجية الدفاعية ‏للبنان.‏ وحسب الأجواء التي ظهرت من خلال المداخلات والمواقف التي ادليت في هذا الشأن فهناك وجهتا ‏نظر: الاولى ترى بأن الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تقوم على العمل السياسي والديبلوماسي ‏والعودة الى اتفاقية الهدنة، وهذه النظرية تبناها بشكل اساسي رئيس اللقاء الديموقراطي ‏النائب وليد جنبلاط. اما وجهة النظر الثانية التي يقودها حزب الله وحركة «أمل " فهي تقول ‏ان التجربة مع اسرائيل تفرض ان يكون هناك توازن عسكري معها، وان هذا التوازن يفترض ‏أن يمتلك لبنان قوة عسكرية لا تستند الى القوة العسكرية الكلاسيكية نظراً لعدم قدرة ‏لبنان على امتلاك قوة من هذا النوع مماثلة لما يمتلكه العدو الاسرائيلي، وانطلاقاً من كل ‏ذلك فان الحوار اليوم لن يؤدي الى نتائج محددة وملموسة لكنه سيبقى في الاطار الايجابي ‏وسيكون تحت سقف التصعيد السياسي الذي سجل في الأيام الأخيرة.‏ وتابعت "الديار" تقول ان امس طلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان يتم توزيع مشروع الحكومة الإصلاحي على ‏المتحاورين، والذي سيناقشه مجلس الوزراء قريباً. واشارت مصادر قريبة من السنيورة ان ‏الاخير لن يطلب في جلسة اليوم مناقشة الوضع الاقتصادي بانتظار الانتهاء من الملفات ‏السياسية.‏ وابدت مصادر السنيورة ارتياحه لنتائج زيارته الى بروكسل، مشيرة الى انه لمس تشجيعا كبيراً ‏من الاتحاد الاوروبي على استمرار الحوار وقالت ان وزراء الاتحاد الاوروبيين يعتبرون ان ما ‏انجزه الحوار مهم جداً ليس على صعيد لبنان بل على صعيد المنطقة، اذ ان هناك اسئلة شائكة ‏استطاع المتحاورون الاتفاق عليها.‏ وقبل استئناف الحوار نشط السفير الاميركي جيفري فيلتمان العائد حديثا من الولايات ‏المتحدة، حيث بدأ جولة على المسؤولين والقيادات السياسية والتقى امس رئيسي مجلس النواب ‏والحكومة.‏ وقد جدد القول ان الادارة الاميركية تدعم بقوة الحوار الوطني اللبناني. وقال ردا على ‏سؤال ما اذا كانت بلاده تؤيد اللجوء الى الشارع لحمل الرئيس لحود على الاستقالة «نأمل ان ‏تعالج القضايا المطروحة على جدول اعمال الحوار من خلال الحوار نفسه ‏ وقالت مصادر مطلعة ان السفير الاميركي حرص على القول اثناء تناوله موضوع رئاسة ‏الجمهورية خلال اللقاءات التي اجراها ان حكومة بلاده لا تتدخل في هذا الشأن وهي ترى ان ‏هذا الامر يعود للبنانيين انفسهم، متجنبا الخوض في التفاصيل.‏ من جهة ثانية , شن العماد ميشال عون في حديث له امس هجوما على «الاكثرية معتبرا ان مرشحيها للرئاسة ‏يتساقطون وجميعهم عملوا عند الاستخبارات اللبنانية والسورية.‏ واعتبر عون ان لا مشكلة لديه في فتح ملف الرئاسة او سلاح المقاومة كبند اولي على طاولة ‏الحوار اليوم. لافتا الى ان البعض في الاكثرية المؤقتة يعتقد انه اذا وضع بند الرئاسة اولا ‏ففي امكانه تحقيق مكسب لانه محكوم بروحية المقايضة. ومشيرا الى ان من حق حزب الله القول انه ‏يريد اقرارا بحماية المقاومة قبل الوصول الى البند الرئاسي.‏ واكد عون في حديث لصحيفة «الرأي العام " الكويتية انه يوجد على طاولة الحوار رستم غزالي ‏‏«المال " ورستم غرالي «الاقطاع السياسي وقال ان قوى الاكثرية المؤقتة تتعاطى مع الملف ‏الرئاسي من موقع خاطئ. ولفت الى ان هذه القوى تريد رئيسا على قياسها وموظفا لديها ‏ويسير بكل شيء واوضح ان استطلاعات الرأي التي تظهر ان لا منافس له على المستوى الشعبي ربما ‏تخيف بعض السياسيين الذين قد يعتبرون انهم لا يمكنهم تحمل رئيس قوي يحظى بدعم شعبي كبير جدا ‏ويتحدث عن مكافحة الفساد. وقال ان قوى الاكثرية تعرض سلسلة اسماء لمرشحين للرئاسة على ‏فعاليات البلد وبينها حزب الله، لافتاً الى ان جميع هذه الاسماء يسقط حتى الان.‏ وجدد التمسك بانتخابات نيابية مبكرة لافتا الى انه لا بأس ان يحتاج الامر الى ستة اشهر. ‏واوضح انه مع حماية المقاومة من بعد تحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى من على الحدود ‏ويكون حزب الله جزءاً من الصيغة المسؤولة عنها.‏ من جهة اخرى استقبل العاهل السعودي الملك عبد الله وزير الاعلام غازي العريضي بحضور عدد ‏من المسؤولين السعوديين. ثم عقد العاهل السعودي اجتماعا مع العريضي تناول التطورات ‏اللبنانية عشية الجولة الثانية من الحوار.‏‏

"النهار"‏

كتبت "النهار" تقول ان الحوار في جولته الثالثة اليوم لن تكون نتائجه على ما يبدو ثابتة الا اذا حدث ما يغيّر التوقعات. فالآفاق مفتوحة على الاحتمالات التي لخصها احد القادة الحواريين ال14 المشاركين ل"النهار" ليل امس بالقول: "المشاركون ذاهبون الى جلسة اليوم، قدم الى الامام وقدم الى الوراء. ولكن اذا لم تكن هناك حلول فليس معنى ذلك ان هناك ازمة". وفي هذا الوقت امتنع رئيس مجلس النواب نبيه بري عن التصريح لغاية يقدرها هو. الا ان مصدرا بارزا في قوى 14 آذار رأى ان قادتها سيركزون على "بند ازمة الحكم الذي يعني بند رئاسة الجمهورية"، وسيطالبون ببته انطلاقا من "ان هذا الموقع بات يمثل عقدة في مسيرة الوطن نحو تثبيت دعائم استقلاله ونهوضه الشامل". واذ لفت الى "ان الامور ليست بالسهولة التي يجري احيانا تصويرها"، لاحظ "ان لا مساعي عربية في الافق للدخول على الخط لازالة هذه العقدة". واوضح ان هذه الاجواء تمتد الى تساؤلات حول المستوى الذي سيتمثل به لبنان في قمة الخرطوم الاسبوع المقبل، وسيكون الموضوع مطروحا امام جلسة مجلس الوزراء غدا لجهة طلب الاطلاع على الكلمة التي ينوي رئيس الجمهورية اميل لحود القاءها في القمة. علما ان هناك تقليدا اعتمد سابقا ويقضي بارسال مسودة كلمة الرئيس لحود الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة لكي يطلع عليها ويسجل ملاحظاته في شأنها. وتأتي هذه التوجهات بعد معلومات افادت ان جلسة الحوار اليوم لن تنتهي الى نتائج عملية وان هناك توجيها للانظار الى ما سيدور في القمة العربية، وما ستحمله زيارة مرتقبة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى دمشق في وقت لاحق. وذكرت هذه المعلومات ايضا ان الجهود التي بذلها الرئيس نبيه بري خلف الكواليس لم تثمر ولكنها انتجت اقتناعا بضرورة "امرار الوقت المطلوب لانضاج الحلول لبند الرئاسة الاولى" مع تأكيد ضرورة "عدم دفع الامور الى مستنقع ازمة". واذا كان هذا الصعيد ضبابيا، فان صعيدا آخر كان اكثر وضوحا، وتمثل ب"مسودة برنامج الحكومة للاصلاح الاقتصادي" الذي بعث به الرئيس السنيورة الى المشاركين في مؤتمر الحوار عشية اجتماعهم بعدما وزعه على الوزراء تمهيدا لمناقشته واقراره في جلسة خاصة للحكومة علم انها ستكون الاسبوع المقبل. وفي هذه المسودة التي تنشرها "النهار" اليوم وتمثل اساس مؤتمر بيروت الدولي لدعم لبنان والذي يختصر بمؤتمر بيروت – 1. وهي خطة طموحة تستهدف تحقيق نسبة نمو فعلي بين 4 و6% سنويا في المدى المتوسط، واستحداث فرص عمل للشباب وتحسين المؤشرات الاجتماعية وايجاد شبكات للامن الاجتماعي وخفض العجز في الموازنة العامة على المدى المتوسط الى ما دون 3 % من الناتج المحلي، وكذلك خفض نسبة الدين من اجمالي الناتج المحلي بوتيرة منتظمة على المديين المتوسط والبعيد. اما اسس البرنامج فتقوم على اصلاحات مالية واللجوء الى الخصخصة لخفض تكلفة الخدمات وتحسين نوعيتها وتوسيع نطاقها وزيادة الاستثمارات واعفاء دفع للنمو الاقتصادي واصلاح القطاع الاجتماعي وحماية فئات السكان الاكثر هشاشة او تأثرا بالصدمات، وتحسين المنافع الاجتماعية الناجمة عن الانفاق الاجتماعي وتعزيز المالية العامة، والحفاظ على الاستقرار النقدي، والسعي الى الدعم المالي الدولي، وتحسين بيئة الاعمال وتحرير التجارة. وتابعت "النهار" قائلة ان هذا المشروع كان في صلب مناقشات الرئيس فؤاد السنيورة في بروكسل مع الاتحاد الاوروبي. وقد لمس، وفق ما ذكرت اوساطه، ان الاتحاد "متشجع جدا حيال لبنان"، معتبرا "ان انجازات الحوار السائدة في لبنان حاليا هي من العلامات المضيئة في منطقة يحكمها العنف والنار". وبما يتلاءم مع هذا التوجه كانت مواقف كل من السفير الاميركي جيفري فيلتمان وبعد جولته على الرئيسين بري والسنيورة، وجولة، ممثل الامين العام للامم المتحدة غير بيدرسن على كل من البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون. وتعتبر اوساط حكومية ان آفاق العمل مشرعة نحو الانجاز انطلاقا مما يمكن اتخاذه من قرارات في مجلس الوزراء الذي يعتبر مجتمعاً بحسب الدستور، السلطة الاجرائية في البلاد.‏

"صدى البلد"‏

قالت "صدى البلد" ان جولة الحوار تنعقد اليوم في مبنى المجلس النيابي وسط هجوم مضاد كثيف من جانب رئيس الجمهورية العماد اميل لحود مدعوماً من "حزب الله" وأطراف من خارج طاولة ساحة النجمة ذهبت الى حد القول ان مسألة التغيير الرئاسي غير مطروحة وان استقالة لحود "ممنوعة". وفيما ردت أوساط سياسية هذا الهجوم الى توجه سوري في شأن الوضع الداخلي, رأت في استقبال الملك عبدلله بن عبد العزيز للوزير غازي العريضي أمس عاملاً يعيد التوازن الى الحوار المدعوم عربياً ودولياً. وقالت هذه الأوساط ان العريضي كان يلبي دعوة وجهت اليه سابقاً كوزير للإعلام, الا ان استقبال الملك عبدالله له كان إشارة ايجابية واستثنائية من العاهل السعودي "الى النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري وحلفائهما ترجمت خلال اللقاء دعماً وارتياحاً ابداهما الملك عبدالله لدور "قوى 14 آذار" في مؤتمر الحوار". ولفتت الأوساط الى ان "المناخ الايجابي الذي ساد لقاء العريضي مع الملك سينعكس على أجواء الحوار بما يعزز موقف الأكثرية النيابية". ومساء أمس بدا الرئيس نبيه بري المتمسك بمتابعة الحوار حسب البرنامج المقر أصلاً, مهتماً بزيارة العريضي الى السعودية, بعد ان كان النهار شهد مواقف لافتة "لأركان الخط" اللبنانيين والفلسطينيين ترفض التغيير في موقع رئاسة الجمهورية في ما اعتبر شبه انتفاضة لاستعادة المواقع. في موازاة ذلك كان العماد ميشال عون يحمل على "رستم غزالة المال ورستم غزالة الاقطاع السياسي" ويجدد دعوته الى انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة أقطاب معتبراً ان الأسماء المقترحة كلها الى الرئاسة "سقطت حتى الآن". عشية انطلاق جولة الحوار ال 12 اليوم شهدت الساحة السياسية ما يشبه هجوماً سياسياً مضاداً من فريق "8 آذار" وحلفائه في التنظيمات الفلسطينية و"الخط" المتحالف مع دمشق قوامه التمسك ببقاء الرئيس اميل لحود في موقعه والتمسك بسلاح "حزب الله" الى ما بعد تحرير المزارع واستعادة الأسرى واغراق مؤتمر الحوار الوطني بسيل من العناوين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من خارج جدول الأعمال الأساسي الذي اقترحه الرئيس نبيه بري ووافق عليه المتحاورون. وإزاء هذا الهجوم المضاد تستعد قوى "14 آذار" المتمسكة حسب مصادرها بمبدأ الحوار الى رسم خطة مواجهة وقد تعقد لهذه الغاية اجتماعاً موسعاً لأركانها, في وقت لفتت فيه الزيارة التي قام بها الوزير غازي العريضي الى المملكة العربية السعودية أمس حيث التقى الملك عبدالله بن عبد العزيز في وقت كان الموفد الدولي تيري رود لارسن يجري مباحثات مع أركان الدولة في قطر قبل انتقاله اليوم الى الأردن بالتزامن مع زيارة الى الدوحة قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وفيما أدرجت أوساط "اللقاء الديمقراطي" زيارة العريضي في إطار التفاهم والتنسيق الدائم مع المملكة, قالت مصادر مطلعة ل"صدى البلد" ان الزيارة المفاجئة في توقيت تلبيتها تأتي في اطار استكشاف ما استجد من تطورات, وان العريضي نقل رسالة من رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الى العاهل السعودي تتضمن وجهة نظره وقراءته للأوضاع الداخلية والإقليمية, في إطار التوصل الى رؤية مشتركة. ورغم المخاوف التي اثارتها المواقف المتضاربة في شأن مصير الحوار فإن الرئيس نبيه بري بدا واثقاً من سير العملية. الا ان مصادره نقلت ان آماله متواضعة في إمكان حل موضوع الرئاسة على طاولة الحوار ولا يزال مقتنعاً بأن معالجة هذا الأمر يجب ان تتم في الكواليس. ونقلت هذه المصادر عن رئيس المجلس اعتقاده ان حل موضوع الرئاسة صعب اذ ان خطوته الاولى يجب ان تكون اتفاق الموارنة على اسم مرشح وهذا ما لم يحصل بعد. واعتبرت هذه المصادر ان الحوار قائم من حيث المبدأ في زمانه ومكانه وان المتحاورين اذا ارتأوا تأجيله اليوم الى ما بعد القمة العربية فسيكون هذا خيارهم. وعلمت "صدى البلد" ان فريق "8 آذار" سيرشح العماد ميشال عون للرئاسة اذا سمى فريق "14 آذار" اسم أي مرشح آخر. وأكد بري لزواره "ان الحوار سيبدأ من حيث انتهى, وفق الجدول المقرر من دون ادراج أي بنود إضافية". وقال هؤلاء الزوار ان بري يميل الى طرح آلية للمناقشة تنطلق من بدء البحث بالبند الأسهل المتمثل بسلاح المقاومة تدرجاً الى بند الرئاسة الأصعب كون المخارج بشأنه أضيق. وستتم مقاربة بند سلاح المقاومة انطلاقاً من استراتيجية دفاعية للبنان بعدما بات السلاح مرتبطاً بتحرير الأرض والأسرى عقب اقرار لبنانية مزارع شبعا. وقال أحد المشاركين في الحوار ل"صدى البلد" ان جميع أقطاب المتحاورين سيحضرون اليوم, وسيحصل نقاش في القضايا المطروحة و"لكنني استبعد الخروج بقرارات لأن الأجواء ليست أجواء اتخاذ قرارات خصوصاً وانه يجلس الى طاولة الحوار أربعة مرشحين للرئاسة". ووسط أجواء تسود قوى "14 آذار" عن "محاولات مماطلة وتصعيد" في ملف الرئاسة, تتجه قيادات هذا الفريق الى وضع "خطة مواجهة" لجبه التحديات في حال فشل الحوار وتعذر حصول تغيير رئاسي وسط مخاوف من

عودة الاهتزازات الأمنية والاغتيالات السياسية وتحريك الشارع من بوابة الأزمة الاقتصادية. وتعمل قوى "14 آذار" على التحضير لعقد "لقاء البريستول" في ضوء نتائج جلسة الحوار لإعلان الخطة التي تتناول تدابير أمنية وسياسية واقتصادية وإدارية. ورأى مصدر في "قوى 14 آذار" ان هناك موقفا سوريا شكل انقلابا على تفاهمات تمت الاسبوع المنصرم بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله حيال موضوع رئاسة الجمهورية. ونفى المصدر ان تكون المملكة العربية السعودية تضغط على قوى 14 آذار لاتخاذ اي موقف مشيرا الى ان هناك دورا عربيا مطلوبا تجاه سورية. وعشية الحوار جال "حزب الله" على عدد من الاطراف غير الممثلة في لقاءات ساحة النجمة وتم البحث في هذه اللقاءات في توسيع جدول اعمال الحوار وسير نقاشاته، كما سجل تحرك فلسطيني لـ "فتح الانتفاضة" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" باتجاه عدد من القوى السياسية من فريق "8 آذار". وقالت اوساط فلسطينية مطلعة ان القوى الفلسطينية القريبة من دمشق بدأت تحركا يتناغم مع حركة قوى "8 آذار" ولفتت الى ان هناك هجوما سياسيا مضادا تعبر عنه حركة الاتصالات الناشطة لهذه القوى. وأبدت هذه الاوساط قلقا حيال حصول تطورات امنية قد لا تستثني الفلسطينيين هذه المرة وهي تطورات قد تعبر عن نفسها ببعض الاشتباكات التي قد تقع بين فصائل فلسطينية او بين بعض هذه الفصائل والجيش خارج المخيمات. وفيما وعدت اوساط رئيس الجمهورية بكشف المزيد في حملته على معارضيه صعّد حلفاؤه لهجة التمسك ببقائه في منصبه، وقال الوزير السابق وئام وهاب ان "استقالة الرئيس ممنوعة وهذا كلام اقوله باسم كل القوى الوطنية وكل المؤمنين بقيامة الدولة في لبنان". واضاف وهاب: "اذا استقال لحود وسلم البلد الى هذه العصابة عندها يكون ارتكب الخيانة العظمى". ورفض نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث اذاعي عشية الجلسة الحوارية استقالة لحود وقال: "في اعتقادنا ان المشكلة ليست من رئيس الجمهورية انما في استعجال الغالبية النيابية التي تريد ان ترتب صيغة متجانسة بالنسبة اليها (...) ونحن مقتنعون بان اكمال ولاية رئيس الجمهورية امر طبيعي وعادي". وخلال ظهور مفاجئ بعد طول غياب قال النائب اسعد حردان ان "التركيز على اسقاط الرئيس اميل لحود (...) يندرج في سياق مشروع الانقلاب الشامل في لبنان لكن نؤكد ان الانقلاب فشل والرئيس لحود باق والاحزاب باقية". وشن رئيس "كتلة الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون هجوما على مرشحي الاكثرية النيابية. وقال ان الاكثرية "تريد رئيسا على قياسها وموظفا لديها". ورأى انه يوجد على طاولة الحوار "رستم غزالة المال ورستم غزالة الاقطاع السياسي" معتبرا ان "قوى الأكثرية الموقتة تتعاطى مع الملف الرئاسي من موقع خاطئ". وجدد عون تمسكه باجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد 6 اشهر، وقال: "لتأخذ ستة اشهر ليحل بعدها الملف الرئاسي، فهذا افضل من ان نصل بعد سنة ونصف السنة الى المشكلة نفسها".‏

"المستقبل"‏

قالت "المستقبل" ان مؤتمر الحوار الوطني يبدأ جولته الثالثة اليوم، في أجواء بدت "ملبّدة" عشيته، وذلك بعد تطورات الأيام القليلة الماضية بفعل "اللغم السوري" الذي تجلّى بالشريط المتلفز للرئيس إميل لحود، وما أعقبه من دفاع عن لحود تولاّه "حزب الله" تارة تحت عنوان انه "حامي المقاومة" وتارة اخرى تحت عنوان انه شرعي وقانوني، كما تولاّه "التيار العوني" أيضاً. وقد اتفق الجانبان في دفاعهما عن رئيس التمديد على أن "أزمة الحكم" التي لحظها مؤتمر الحوار في مقرراته "لا تعني أزمة رئاسة الجمهورية". وفي وقت يتعامل أطراف فريق 14 آذار مع دخول ثلاثي لحود ـ "حزب الله" ـ "التيار العوني" على خط مسألة رئاسة الجمهورية على انه محاولة لإدامة التدخل السوري من جهة، وعلى انه تراجع عن أصل البحث في هذا الموضوع على الطاولة كما حدّدتها دعوة الرئيس نبيه بري من جهة اخرى، فقد علمت "المستقبل" ان رئيس مجلس النواب أبلغ إلى من التقوه أمس انه مصرّ على استئناف الحوار "من حيث انتهت الجولة الثانية". ونقل زوّار بري عنه تأكيده ان على الطاولة بندين لا ثالث لهما هما سلاح المقاومة وأزمة الحكم أي رئاسة الجمهورية"، مضيفاً ان "المسألة الاقتصادية ـ الاجتماعية شأن الحكومة وما عليها إلا أن تتخذ خطوات وتذهب بها إلى المجلس النيابي وان قانون الانتخاب في عهدة لجنة متخصصة تحيله على مجلس الوزراء الذي يحيله بعد ذلك على مجلس النواب"، موضحاً ان مؤتمر الحوار ليس بديلاً من المؤسسات الدستورية. ومع حرصه على استئناف الحوار حول البندين المذكورين، كرّر بري أمام زوّاره تفاؤله بالتوصل إلى معالجة لمسألة السلاح واقتناعه بأن الموضوع الرئاسي لا يزال يحتاج إلى إنضاج لا سيّما على الصعيد العربي". وفيما كان بري يطمئن إلى استمرار الحوار معتبراً ان المواقف التي أعلنت في الأيام الأخيرة ستتأكد أو لا تتأكد اليوم، لفت زوّار الصرح البطريركي أمس إلى ان البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير الذي كان أبدى مع الجولتين الأولى والثانية قدراً من التفاؤل وعلّق آمالاً على إمكان توصله إلى حلول في شأن العناوين كافة، "كان "أميَل" إلى الحذر أمس" بعد التطورات الأخيرة. وأضاف الزوّار ان صفير يعلّق أهمية كبيرة على "حصول مبادرات عربية لإنقاذ الحوار اللبناني". وبالفعل، وفي الإطار الخارجي، والعربي ـ الدولي، يمكن القول ان زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى بروكسيل أول من أمس، حققت نتائج بارزة على صعيد الدعم الأوروبي للبنان وللحوار الوطني ونتائجه. إلا ان اللافت أمس، كان استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لوزير الإعلام غازي العريضي الذي ناقش في حضور عدد من كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية مواقف "اللقاء الديموقراطي" ورئيسه النائب وليد جنبلاط. وقد اعتبر المراقبون على نطاق واسع ان استقبال العريضي على هذا المستوى القيادي اللافت في المملكة يعكس مستوى العلاقة بين جنبلاط والرياض. والتقى العريضي أيضاً وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وبحث معه في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. في هذه الأثناء، واصل "حزب الله" تصعيده حيال الموضوع الرئاسي، فأكّد نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم انّ "اللحظة الحاليّة لا تستدعي تغييراً في رئاسة الجمهوريّة وقناعتنا التي نعلنها بشكل واضح هي انّ المشكلة ليست في رئيس الجمهوريّة بل في استعجال الغالبيّة النيابيّة التي تريد أن ترتّب صيغة في الحكم متجانسة، متجاهلة وجود شركاء في الوطن". وإذ اعتبر انّ "الفترة الزمنيّة الفاصلة عن الانتخابات الرئاسية لا تزال مبكرة"، قال "نحن مع إكمال ولاية رئيس الجمهوريّة(..)". كذلك، وغداة خطبة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ردّ رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد على الانتقادات التي وجّهت للخطبة ولمواقف الحزب من رئاسة الجمهورية تحديداً، فقال ساخراً "ربما قرئ الخطاب باللغة الانكليزية" وقلل من أهمية الانتقادات التي وصفها بأنها "دردشة في فترة الاستراحة"، ملاحظاً ان "الجلوس إلى طاولة الحوار كان بسبب عقم خيار النزول إلى الشارع والعودة إلى هذا الخيار عودة إلى الوراء (..)". من جهة اخرى، وفي موازاة الحوار المُستأنف في أجواء "ملبّدة"، برزت أمس الاستحقاقات الدولية الرئسية بالنسبة إلى لبنان. فإذ يبدأ المبعوث الدولي المكلف متابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن محادثاته في لبنان غداً الخميس، يعقد مجلس الأمن الدولي غداً أيضاً جلسة لمناقشة تقرير الأمين العام كوفي أنان بخصوص ما توصلت إليه المشاورات بين وكيله للشؤون القانونية نيكولا ميشال والحكومة اللبنانية بشأن المحكمة ذات الطابع الدولي. وعلمت "المستقبل" ان ثمة مشروع قرار يفوّض إلى أنان التفاوض مع الحكومة اللبنانية حول تشكيل هذه المحكمة وما يتصل بهذا الموضوع من جوانبه كافة.‏

"الأنوار"‏

كتبت "الأنوار" تقول ان جولة جديدة من الحوار تستأنف اليوم ويفترض ان تعالج موضوع (ازمة الحكم) الذي يشمل رئاسة الجمهورية وموضوع سلاح المقاومة. الا ان المواقف التصعيدية التي اطلقت امس، اوحت بأن جلسة اليوم لن تنتهي الى اي نتيجة، ودفعت مصادر سياسية الى القول ان الموضوعين المطروحين مرشحان للتأجيل الى ما بعد القمة العربية في 28 اذار الجاري، نتيجة (عقبات مستحدثة). ومع التحرك السياسي الداخلي سجل امس لقاء في جدة حول الموضوع اللبناني عندما استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله وزير الاعلام غازي العريضي دون ان تتوفر تفاصيل عن هذا اللقاء عشية استئناف الحوار. وتحدثت "الأنوار" وفق مصادر عن امكانية طرح موضوعي الاقتصاد وقانون الانتخاب على طاولة الحوار بانتظار التوصل لاحقا الى توافق على موضوعي الرئاسة والمقاومة. وتحدثت مصادر (تيار المستقبل) عن (عقبات مستحدثة وبنود نقاش مستنبطة اضفت على الجو السياسي شعورا برغبة البعض بالتسويف تجاه موضوعين اساسيين هما رئاسة الجمهورية والمقاومة). وقالت ان هناك محاولة لأخذ الحوار الى محطات غير مرسومة سابقا. واشارت الى ان المسائل المالية والاقتصادية والمعيشية وقانون الانتخابات، غير قابلة للحلول السريعة. وعشية الجولة الجديدة من الحوار اليوم، اطلقت امس سلسلة مواقف للقوى السياسية المتحاورة جاءت متضاربة ومتعارضة ولا توحي بتوافق محتمل اليوم او في الايام المقبلة. فقد قال العماد ميشال عون (ان البعض في الاكثرية الموقتة يعتقد انه اذا وضع بند الرئاسة اولا، ففي امكانه تحقيق مكسب لأنه محكوم بروحية المقايضة). واضاف ان من حق (حزب الله) القول انه يريد اقرارا بحماية المقاومة قبل الوصول الى بند الرئاسة. وتابع في حديث تنشره صحيفة (الرأي العام) الكويتية اليوم ان قوى الاكثرية الموقتة تتعاطى مع الملف الرئاسي من موقع خاطئ... وهذه القوى تريد رئيسا على قياسها وموظفا لديها ويسير بكل شيء. وذكر ان استطلاعات الرأي تظهر ان لا منافس له على المستوى الشعبي. وقال ان قوى الاكثرية تعرض سلسلة اسماء مرشحين للرئاسة على فاعليات البلد وبينها (حزب الله)، وجميع هذه الاسماء يسقط حتى الآن. وقال نائب الامين العام ل (حزب الله) الشيخ نعيم قاسم امس: لم يقل أحد ان الحوار محصور بنقطتين فقط، نقطة رئيس الجمهورية ونقطة المقاومة. لقد تمّ تحديد هاتين النقطتين للنقاش في جلسة الأربعاء ولكن قد ينتج داخل الجلسة أو في جلسات أخرى، مجموعة من النقاط. من هنا ان يقال ان المطلوب من جلسة الأربعاء ان تنتج نتيجة معينة فهذا استباق للحوار وفرض شروط مسبقة. حزب الله لم يقل شيئا، وسمعنا ممن يشترط ان الحوار يجب ان يصل الى نتيجة كما يريد بالنسبة لرئاسة الجمهورية، أما نحن فنقول انه في المسألة الاعلامية لكل فريق ان يتحدث ما يشاء لكن على طاولة المفاوضات ستناقش الأمور بحسب القناعات وعندها يمكن ان نتوصل الى قاسم مشترك في أمور متعددة ويمكن إلاّ نصل. واضاف يقول ردا على سؤال: سمعنا افكارا واسماء، لكن قلنا من البداية وجهة نظرنا بأن اللحظة الحالية لا تستدعي تغييرا في رئاسة الجمهورية، وقناعتنا التي نعلنها بشكل واضح ان المشكلة ليست في الرئاسة انما في طريقة ادارة البلاد بشكل عام. وكرر القول (نحن مع اكمال ولاية رئيس الجمهورية، واذا كان هناك اي نقاش عند الاخرين، فمن حقهم ان يطرحوا ويقترحوا ما يشاءون. اما النائب انطوان زهرا فقال ان القوات اللبنانية لن تقبل بتمييع موضوع رئاسة الجمهورية لأنه عنوان الازمات واستمرار تعطيل بناء الدولة. واضاف ان قوى 14 اذار لن تتخلى عن كل الخيارات الديمقراطية السلمية لاستكمال انتفاضة الاستقلال من خلال التغيير على المستوى الرئاسي. وقال النائب زهرا: رغم توافق الجميع على ان هناك ازمة حكم على مستوى الرئاسة، نعود ونرى مواقف ظهرت بالتصعيد المفاجئ لرئيس الجمهورية... يرافقه تناغم من اطراف لبنانية، وهذا ما يجعلنا نلاحظ محاولة هروب من الموضوع. وابدى خشية من ان يكون حسم موضوع الرئاسة قد بات صعبا في جولة الحوار المقبلة. وكان السفير الاميركي فيلتمان قد زار الرئيس نبيه بري وفؤاد السنيورة امس، وقال انه ابلغهما دعم حكومته القوي لمبادرة الحوار. وسئل ان كان يؤيد اللجوء الى التظاهر والشارع لحمل الرئيس لحود على الاستقالة، اجاب: نأمل ان تعالج القضايا المطروحة على جدول اعمال الحوار من خلال الحوار نفسه.‏

"اللواء"‏

كتبت "اللواء" تقول ان الحوار اللبناني انتقل إلى الخارج، في الوقت الذي يستعد فيه المتحاورون للجلوس اليوم إلى طاولة الحوار، في جولتها الثالثة، لمتابعة البحث في بندي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، دون غيرها من موضوعات قد يطمح البعض إلى طرحها· وبدا واضحاً ان الاتصالات الخارجية العربية والدولية، تنشط على اكثر من صعيد، وفي أكثر من عاصمة لتذليل العقبات التي تعترض مسيرة الحوار اللبناني، وإيجاد المخارج المناسبة لها، خاصة في ما يتعلق بملف الرئاسة· وفيما كان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود -لارسن يتابع جولته في العواصم العربية، حيث وصل إلى الدوحة التي وصلها بشكل مفاجئ أيضاً وزير الخارجية السورية وليد المعلم، كان وزير الإعلام غازي العريضي يقابل في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إضافة إلى الاتصالات المستمرة بين الرياض والقاهرة من جهة، وباريس وواشنطن من جهة ثانية· وعقد العاهل السعودي اجتماعاً مع الوزير العريضي تناول التطورات اللبنانية عشية الجولة الثالثة من الحوار الوطني، علماً أن زيارة العريضي للرياض هي الاولى لوزير ونائب في "اللقاء الديمقراطي" والحزب التقدمي الاشتراكي منذ الحديث عن أفكار سعودية لتخفيف التوتر بين لبنان وسوريا قبل ثلاثة اشهر· وذكرت وكالة الانباء السعودية أن العريضي قام أمس بزيارة لدارة الملك عبد العزيز بمركز الملك عبد العزيز التاريخي، في الرياض، في إطار زيارته الحالية للمملكة، حيث تجول في أرجاء الدارة واطلع على ما تحتويه من مقتنيات، واستمع الى شرح عن برامج وأهداف الدارة في خدمة تاريخ المملكة· كذلك قام العريضي بزيارة للمتحف الوطني وتجول في أروقته وشاهد أجنحته التي تمثل التسلسل التاريخي للكون والإنسان والحضارات المتعددة، ومنها الحضارة العربية والاسلامية، وبخاصة الجزيرة العربية والمملكة، بالاضافة الى ما يضمه المعرض من قطع أثرية قديمة وصور وخرائط ومجسمات· أما رود - لارسن فهو سيتوجه اليوم إلى الاردن، وقد يصل مساء إلى بيروت، على أن يبدأ محادثاته صباح الخميس وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي سيغادر الجمعة إلى الخرطوم للتحضير للقمة العربية· وعلمت "اللواء" أن لارسن سيتسلم في بيروت نص العريضة النيابية التي وقع عليها نواب الاكثرية، ال 71، والتي تعتبر وجود رئيس الجمهورية اميل لحود غير شرعي استناداً الى تمديد غير دستوري وباطل وحصل بالإكراه· وذلك لضمها الى ملفه امام مجلس الامن· وعشية الجولة الجديدة للحوار، تبلغ الرئيس نبيه بري دعماً اميركياً جديداً للمبادرة التي اطلقها رئيس المجلس، وذلك اثناء الزيارة التي قام بها السفير الاميركي جيفري فيلتمان لعين التينة ثم لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي، آملاً في "معالجة كل المشكلات اللبنانية، بما فيها رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار"، مؤكداً تأييد واشنطن لان يعالج اللبنانيون قضاياهم بأنفسهم"· وكان الرئيس السنيورة، قد لمس خلال لقاءاته مع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل، تشجيعاً كبيراً لهذا الحوار، وأعربوا عن سرورهم به ووعدوا بدعمه بكل السبل المتاحة· ولاحظ الرئيس السنيورة، سعادة غامرة من الاوروبيين بالنتائج التي أسفر عنها مؤتمر الحوار اللبناني حتى الآن، وهم عزوا ذلك إلى تأزم الملفات في المنطقة، من الملف الإيراني، الى الوضع في العراق وفي فلسطين، باستثناء الملف اللبناني الذي وجد له اللبنانيون بعض الحلول عبر الحوار· وطلب هؤلاء من رئيس الحكومة اللبنانية متابعة هذا الحوار "ونحن نساعدكم" على اعتبار أن كل الملفات في المنطقة لا تجد أمامها سوى حلول عسكرية، ما عدا لبنان، وهذا الامر تريد اوروبا ومعها الغرب النجاح فيه لكل هذه الاعتبارات· الى ذلك، كشفت اوساط سياسية من قوى 14 آذار ل "اللواء" ان الحوار يمر في منعطف دقيق نتيجة تراجع بعض الاطراف عن التفاهمات التي تمت في الاسبوع الماضي، خاصة بين رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري وأمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، وأن انعقاد جلسة اليوم يضع مصير الحوار برمته على محك الالتزامات والتفاهمات التي انجز الجزء الاول منه في الجولتين السابقتين، والتي كان من المنتظر ان يتم انجاز ما تبقى خلال الجولة الثالثة· ولم تستبعد هذه الاوساط وجود تنسيق سوري مع أطراف 8 آذار والتيار العوني لعرقلة البحث في الملف الرئاسي قبل انعقاد قمة الخرطوم واللقاءات المنتظرة على هامشها بين القادة العرب المعنيين بالملف اللبناني· وأشارت هذه الاوساط الى الهجوم المضاد الذي شنه التيار العوني وبعض المسؤولين في "حزب الله" للتمهيد للتراجع عن التفاهمات السابقة· وفي هذا السياق، كان لافتاً للانتباه ما أعلنه نائب الامين العام ل "حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم الى اذاعة ال "بي.بي.سي." من ان "المشكلة ليست في الرئاسة وإنما في طريقة إدارة البلاد في شكل عام، معرباً عن قناعته بأن الفترة ال

زمنية الفاصلة للوصول الى انتخابات رئاسية ما زالت مبكرة"· وأوضح أن الحزب لم يناقش مع احد الاسماء على قاعدة اننا وافقنا على تغيير رئاسة الجمهورية، وقال "هناك من طرح علينا افكاراً متعددة واستمعنا اليها، ولكن قلنا منذ البداية وجهة نظرنا، ان اللحظة الحالية لا تستدعي تغييراً في رئاسة الجمهورية· أما العماد ميشال عون، فقد اكمل امس في حديث الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية، ما ورد امس الاول في بيان تكتل "الاصلاح والتغيير"، إذ شن هجوماً عنيفاً على الحكومة التي قال انها تمارس ديكتاتورية "أبو عبدو" (العميد رستم غزالي)، وكذلك على مرشحي الاكثرية الذين قال "انهم يتساقطون وجميعهم عملوا لدى المخابرات اللبنانية والسورية"، لافتاً الى أنه على طاولة الحوار "رستم غزالي مال ورستم غزالي إقطاع سياسي"، مشيراً الى أن استطلاعات الرأي التي تظهر أن لا منافس له على المستوى الشعبي، ربما تخيف بعض السياسيين الذين قد يعتبرون أنه لا يمكنهم أن يتحملوا رئيساً قوياً ويحظى بدعم شعبي كبير ويتحدث عن مكافحة الفساد· تجدر الإشارة الى أن النائب إيلي سكاف، وهو عضو في تكتل الاصلاح، أعلن أمس ترشيحه العماد عون، قائلاً: "نحن نعرف برنامجه السياسي وهو ينتمي بالدرجة الأولى الى لبنان"· وتابعت "اللواء" قائلة, ينطلق الحوار اليوم مجدداً، في جولة هي الثالثة في ظل أجواء حذرة نتيجة المواقف والتصاريح التي صدرت عشية هذه الجولة من قبل الأفرقاء المتحاورين· وكما بات معلوماً فإن البحث سيتناول البندين المتبقيين على جدول الأعمال، والمتعلقين بموضوع رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، ومن المتوقع أن تعلّق جلسات الحوار ربما الى ما بعد القمة العربية في الخرطوم، باعتبار أن يوم غد الخميس ستكون هناك جلسة أسئلة واستجوابات ظهراً وجلسة لمجلس الوزراء عصراً وهو ما يجعل استئناف الحوار صعباً خلال ما تبقي من أيام لهذا الأسبوع· وأكدت مصادر سياسية متابعة، أن المشاورات واللقاءات التي جرت في الأيام الماضية لم تحرز أي تقدم ملموس على محور رئاسة الجمهورية بالذات، وأن هذا الموضوع سيصار الى تأجيل البت به الى ما بعد قمة الخرطوم، كون هذا الملف له امتدادات وممرات إجبارية قبل وصوله الى مجلس النواب· أما بخصوص سلاح المقاومة، فإن هذا الموضوع سيبحث من باب الاستراتيجية الدفاعية للبنان، بعد أن ربط هذا السلاح بتحرير الأرض والأسرى بعد الإجماع الذي حصل على لبنانية مزارع شبعا· وأكدت المصادر أن الرئيس بري ليس في وارد إدراج أي موضوع على طاولة الحوار من خارج جدول الأعمال الذي انعقدت على أساسه الطاولة، وهو ما يعني الانتظام بجدول الأعمال، ومن شأن ذلك إضفاء أجواء هادئة على مناخ الجلسة التي لن تتأثر بشظايا المواقف النارية التي أطلقت في اليومين الماضيين من أكثر من طرف.‏

"الشرق"‏

رأت "الشرق" انه وسط أجواء ملبدة داخلياً، ودعم غربي وعربي لمسيرة الحوار، يعود المتحاورون الأربعة عشر الى الطاولة المستديرة في المجلس النيابي اليوم وعلى أجندتهم بندان رئيسيان هما سلاح المقاومة وأزمة الحكم. واذ اكدت اوساط سياسية ان هذين الموضوعين سيطرحان بعمق وجدية، استبعدت الوصول الى نتائج حاسمة لاستمرار التباين في وجهات النظر حول مقاربة هاتين المسألتين وايجاد حلول توافقية لهما، خصوصاً في الموضوع الرئاسي. ورجحت الأوساط ان تعقد جلستان صباحية ومسائية على ان يستكمل البحث الاسبوع المقبل او بعد القمة العربية المقررة في الخرطوم اواخر الشهر الجاري. من جهتها، رأت اوساط 14 آذار ان المطالبة بطرح الموضوع الاقتصادي وقانون الانتخاب على طاولة الحوار، تنم عن الرغبة لدى بعض الأطراف بالتسويف تجاه موضوعي السلاح ورئاسة الجمهورية، موضحة ان الملفين الأولين يبحثان ضمن المؤسسات الدستورية. ورأت اوساط "تيار المستقبل" ان هناك محاولة لأخذ الحوار الى محطات غير مرسومة سابقاً، مشيرة الى ان المسائل الاقتصادية والمعيشية وقانون الانتخاب غير قابلة للحلول السريعة. واضافت "الشرق" انه عشية انطلاق الجولة الثالثة من الحوار حدد نائب الأمين ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم موقف الحزب من رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، معتبراً ان "اللحظة الحالية لا تستدعي تغييراً في رئاسة الجمهورية (...) والمشكلة ليست في الرئاسة انما في طريقة ادارة البلاد بشكل عام"، وأشار "الى ان الفترة الزمنية الفاصلة للوصول الى انتخابات رئاسية ما زالت مبكرة اذن ليس من ضرورة للاستعجال". ورأى قاسم في مقابلة مع اذاعة (بي.بي.سي) ان "المسألة ليست مصير سلاح "حزب الله" انما هي كيف نحمي لبنان"، داعياً الى وضع استراتيجية لذلك "سواء اكانت مزارع شبعا محتلة أم لا". من ناحيته، اعتبر رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون ان لا مشكلة لديه اذا طرح ملف الرئاسة او سلاح المقاومة كبند اول على طاولة الحوار اليوم، موضحاً ان "قوى الأكثرية تعرض سلسلة اسماء مرشحين للرئاسة على فاعليات البلد وبينها "حزب الله"، لافتاً الى ان جميع هذه الأسماء يسقط حتى الآن". وأعلن عون في حديث صحافي انه "مع حماية المقاومة حتى بعد تحرير مزارع شبعا واستعادة الأسرى من السجون الاسرائيلية، على ان تكون هناك صيغة جديدة حيث تكون الدولة هي المسؤولة عن الحدود". ووسط هذه الأجواء نشطت الاتصالات محلياً واقليمياً لازالة العثرات المستجدة امام الحوار ومواصلته، وعلى هذا برزت زيارة وزير الاعلام غازي العريضي الى المملكة العربية السعودية، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حضور عدد من المسؤولين السعوديين، وأعقب اللقاء اجتماع بين الملك عبد الله والوزير العريضي تناول التطورات اللبنانية عشية الجولة الثالثة من الحوار الوطني. وفي بيروت، تحرك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون باتجاه العماد عون، فيما زار السفير الاميركي جيفري فيلتمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. ورداً على سؤال امل فيلتمان "في ان تعالج القضايا المطروحة على جدول اعمال الحوار من خلال الحوار نفسه". ويصل الى بيروت غداً الخميس تيري رود لارسن المكلف من الأمين العام للأمم المتحدة متابعة تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559، ومن المنتظر ان يزور الرئيس بري والسنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ وشخصيات سياسية وروحية. وعلمت "الشرق" من مصادر مطلعة ان رود لارسن لن يلتقي رئيس الجمهورية اميل لحود، كما اكدت المصادر انه يحمل معه "تأكيد الأمين العام كوفي انان تشجيع الحوار اللبناني - اللبناني ودعوة ملحة لاستكمال تطبيق القرار 1559". وتجدر الاشارة الى ان مجلس الامن الدولي سيستمع في جلسة خاصة غداً الخميس الى تقرير المساعد القانوني للأمين العام للأمم المتحدة نيكولاس ميشال عن نتائج اتصالاته مع المسؤولين اللبنانيين وشخصيات دولية بصدد تشكيل محكمة ذات طابع دولي للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط من العام الفائت، كما ستكون لأنان مداخلة في الاطار عينه، تمهيداً لإصدار قرار عن مجلس الامن يخول الأمين العام متابعة اتصالاته ومساعيه لتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي في أسرع وقت ممكن، لا سيما بعدما اثار المحقق الدولي في الجريمة سيرج براميرتس ضرورة التعجيل في تشكيل المحكمة المشار اليها، بحسب تقريره الأخير امام مجلس الامن(...). وعلى هذا الصعيد، سطر قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس الحريري القاضي الياس عيد مجموعة استنابات قضائية جديدة الى الاجهزة الامنية المختصة تتناول نقاطاً محددة في التحقيق.‏

"البيرق"‏

كتبت "البيرق" تقول ان الحوار الوطني الذي كانت جلساته قد توقفت في ساحة النجمة لتستأنف اليوم , لم يكن في استراحة , ولم يكن المتحاورون كذلك مستريحين منه , بل ظل موضع مباحثات ومناقشات طويلة , محليا واقليميا ودوليا . وبعض ذلك اعلن وبعضه الآخر بقي بعيدا عن الأضواء . وقالت مصادر واسعة الاطلاع ل "البيرق" ان مجلس النواب لن يشهد اليوم مقررات حاسمة تصدر عن المتحاورين . واضافت هذه المصادر ان ما هو متوقع هو ان يصار الى بحث الملفين المطروحين حول موضوع الرئاسي وسلاح حزب الله بشكل جدي وموضوعي وان يعمل المتحاورون على توفير مخرج يسمح بتأجيل الحوار الى ما بعد القمة العربية . كذلك في المعلومات ان هناك من ينوي الاصرار على طرح موضوعي الاقتصاد وقانون الانتخابات ولكن ليس ذلك امرا سهلا لاعتبار بعض اركان الحوار ان ذلك سيميع العملية ويخرج المتحاورين عن المطلب الاساسي بشأن الموضوع الرئاسي . وعلمت "البيرق" ان المملكة العربية السعودية تقوم بمسعى من اجل منع الحوار من الفشل عبر العمل على تهدئة التصعيد . وفي هذا الاطار كان استقبالها للنائب سعد الحريري ومن ثم الوزير غازي العريضي الذي حملته رسالة الى النائب جنبلاط بموازاة اتصالات قام بها السفير السعودي في بيروت عبد العزيز الخوجة مع عدد من اقطاب الحوار . في هذه الاثناء ينكب الرئيس لحود على متابعة التحضيرات للقمة العربية الجارية على قدم وساق . وعلمت "البيرق" ان الرئيس لحود سيعقد سلسلة لقاءات مع عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية , وستكون مناسبة يطرح خلالها تفاصيل الوضع في لبنان والسبل الآيلة لاخراجه من الحالة التي يواجهها , كما سيشدد في لقاءاته على الدعم العربي في مواكبة الخطوات الوفاقية التي يأمل ان تحقق تقدما من الآن وحتى موعد انعقاد القمة العربية الى ذلك اكمل النائب العماد ميشال عون في حديث الى جريدة " الرأي العام " الكويتية ما ورد اول من امس في بيان التكتل , اذ شن هجوما عنيفا على الحكومة وعلى مرشحي الاكثرية الذين يتساقطون , وجميعهم عملوا لدى المخابرات اللبنانية والسورية , لافتا الى ان على الطاولة رستم مال ورستم اقطاع سياسي.‏

2006-10-30