ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الأربعاء 29 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان القمة العربية في الخرطوم لم تطو صفحتها الرمادية ليل أمس، من دون أن يطفو الخلاف اللبناني على سطح المؤتمر، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للحؤول دون ذلك. وقدم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة نصراً سهلاً لرئيس الجمهورية إميل لحود عندما تحفظ على تعبير المقاومة اللبنانية في مشروع القرار اللبناني، فشهدت الجلسة المسائية المغلقة "مشادة" بين لحود والسنيورة، انتهت بإقرار البند كما ورد في مشروع البيان الختامي. لكن السنيورة أصدر بياناً أكد فيه تقديره للمقاومة ودورها، وقال "إن من يزايد ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين، يهدف الى تعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه". وأعربت مصادر معنية في بيروت عن أسفها لما جرى في الخرطوم، وتخوفت من أن ينعكس ذلك على مجريات الحوار الوطني والمواضيع التي ما تزال قيد البحث. وكانت قد جرت مصافحة بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس السنيورة قبيل جلسة الافتتاح، وطلب السنيورة موعداً للقاء الأسد، فرحب الأخير ودعاه الى إعداد جدول الأعمال والتفاهم عليه ومن ثم تحديد موعد اللقاء. وفي ما يأتي وقائع السجال الذي جرى في القمة وحصلت عليه "السفير": كانت الجلسة تسير بشكل طبيعي في درس جدول الأعمال، فطلب الرئيس السنيورة الكلام، وطالب بتعديل مشروع القرار المتعلق بلبنان والمقاومة فيه، لأن هذا الموضوع هو موضع دراسة من قبل مؤتمر الحوار الوطني. وطلب حذف عبارة "التأكيد أن المقاومة هي تعبير صادق عن حق الشعب اللبناني"، وإبدالها بالعبارة الآتية: "التأكيد على حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته". هنا تدخل الرئيس لحود: طالما أن هذا الأمر ما يزال قيد البحث، فمن حق لبنان أن يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامتنا الوطنية، الى أن يقول مؤتمر الحوار عكس ذلك. لكن السنيورة قال إن الصيغة التي يقترحها هو مناسبة أكثر. ورد لحود: لماذا نختبئ وراء إصبعنا. لولا المقاومة لما كان هناك تحرير من الاحتلال الإسرائيلي. أنا خلال الحديث عن موضوع "حماس" لم أشأ أن أتدخل، لأنه كان هناك موقف واضح وصريح من قبل القمة. لكن في لبنان لا يزال قسم من أراضينا محتلاً، ومن حقنا أن نقاوم لاسترجاعها. والحقيقة أن لبنان هو الدولة الوحيدة التي حررت أراضيها بفعل المقاومة. وللأسف هناك من يريد أن يدفّع لبنان ثمناً نتيجة تحرير أراضيه، و"إسرائيل" لن تنسى ما فعله اللبنانيون بها. هنا تدخل السنيورة مجدداً بالقول: إن هذا الأمر يدرس درساً مستفيضاً، ولم يحسم بعد من قبل الشعب اللبناني، وان موضوع المقاومة "شغّال" في لجنة الحوار. وبالتالي يجب إزالة كلمة المقاومة اللبنانية لأنها موضع بحث، ولا يجوز أن تلزم القمة العربية مؤتمر الحوار بأي موقف. فرد لحود بأن "هذا الموضوع يبحث داخل لبنان وليس في القمة والوفد اللبناني وفد واحد وليس وفدين. أنا رئيس الوفد وأنا أتحدث باسم لبنان، وهذا شأن لبناني. السنيورة: هذا رأي الحكومة اللبنانية". وهنا تدخل الرئيس السوداني البشير فقال: "إننا في قمة يحضرها الرؤساء، والمقاومة صورة من صور التحرير". وتابع لحود: "هناك فرق بين أن نبقي على عبارة "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه" والعبارة التي يقدمها الرئيس السنيورة. الاختلاف كبير، فالذي حرر الأرض هي المقاومة ويريدونها أن تدفع الثمن هي وكل من ساهم في الوقوف معها بوجه "إسرائيل".
لماذا يريد (السنيورة) إلغاء كلمة المقاومة حتى لا نقول ان الشعب اللبناني لم يعد يقاوم. نحن هنا قادة الدول العربية وأنا أصر على أن تبقى العبارة ذاتها من دون أي تعديل. ثم لماذا الإصرار على إلغاء هذه العبارة اليوم طالما أنها كانت دائما ترد في البيانات الرسمية للقمم العربية، وطالما أنها تعبر عن حقيقة قائمة. وعوض أن يفتشوا عن الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري نراهم يفكرون بقضايا أخرى، علما أننا مع عمل لجنة التحقيق الدولية، ويجب أن نسرّع في إنهاء مهمتها لتبدأ المحاكمة. لكن من غير المقبول أن يأخذوا اليوم ما فشلوا في أخذه سابقاً وهو حق لبنان باسترجاع أرضه المحتلة". وروى لحود للمؤتمر ما دار بينه وبين وزير الخارجية الأميركية كولن باول بعد أيام من سقوط بغداد، حيث طلب باول نزع سلاح المقاومة ونشر الجيش على الشريط الحدودي. وكيف أنه قال له انه عندما تكون القوى غير متعادلة بين جيشين، فإن المقاومة الشعبية هي الحل الأمثل للتحرير.. وأضاف: الآن إسرائيل تفكر مرتين قبل أن تعتدي على لبنان بسبب وجود المقاومة، لماذا تريدوننا أن نخسر هذا الأمر ولمصلحة من؟ جميل جدا أن نستعمل عبارات خاضعة لتفسيرات واجتهادات، بينما الموقف اللبناني واضح ولا لبس فيه. بصفتي رئيس لبنان أصر أمام القمة العربية على أن تبقى العبارة كما هي. السنيورة: نعم هذه قمة رؤساء والقرار للرؤساء، لكن أحذر بأن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية في لبنان، حتى لا يقال ان القمة تدخلت لصالح فريق من اللبنانيين وكانت طرفاً. وهنا تحدث عدد من رؤساء الوفود مقترحين إيجاد صيغة وسط، إلا أن الرئيس البشير قال: عندما يتفق اللبنانيون على صيغة نهائية، فإن قرار الجامعة العربية لا يمكن أن يشكل نقضاً له. فتدخل السنيورة مجددا لافتا الى أن مؤتمر الحوار يدرس هذا الأمر، مكرراً التنبيه من تداعيات بقاء عبارة "المقاومة اللبنانية". فأكد لحود مجدداً: عندما يتخذ القرار في لبنان نعمل من وحيه، إلا أنه حتى ذلك الوقت لا يجوز نزع حق لبنان بمقاومة الاحتلال. وأنا أصر على أن تبقى العبارة كما هي، لافتا الى أن في لبنان دستوراً ويجب التقيد به، والموقف الذي أعبّر عنه هو الموقف الرسمي. وتحدث الرئيس الجزائري بوتفليقة فقال: ان النص كما ورد يجب أن يبقى كما هو، ونحن لا نتدخل في شؤون لبنان الداخلية. وإذا أردنا أن نفتح ملف لبنان فيجب أن يكون جميع الأطراف حاضرين، وهذا ليس شأن القمة. نعم المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني، وإذا توصلت هيئة الحوار اللبناني الى غير ذلك فلن نعارضها، وسنتخلى عن النص الموجود بين أيدينا. وتدخل السنيورة قائلاً: ان هذا الأمر قد يؤدي الى وقف الحوار، لأنه يُظهر أن القمة هي مع فئة ضد أخرى. ورد بوتفليقة قائلاً: نحن لا نتحاور في قضية لبنان، لأن هناك واجباً أن نسمع جميع الأطراف. وهناك من هو غائب منهم الآن... إننا في الجزائر فخورون بالمقاومة. وبعد نقاش قال البشير: القرار يبقى كما هو، وإذا غيّر الشعب اللبناني رأيه نغيّر نحن. وما نعبّر عنه هو رأي القمة العربية وليس الحكومة اللبنانية. لحود: ان النص المعتمد هو نفسه كما ورد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس السنيورة الذي نالت الثقة على أساسه. السنيورة: لكن تغيّرت الأحوال وهناك حوار... لحود: الحوار لم يحسم بعد هذه المسألة ولم يغيّرها. وطرح الرئيس البشير مشروع القرار سائلاً: إذا كان من يعترض، فأقر بالإجماع. وقال البشير: أختم النقاش، أختم النقاش، وتبقى صيغة القرار كما وردت في بيان وزراء الخارجية. وحاول السنيورة التدخل، لكن الرئيس البشير نقل البحث الى الموضوع التالي على جدول الأعمال. وأصدر المكتب الإعلامي للرئيس السنيورة من الخرطوم بياناً أوضح فيه: "خلفية النقاش الذي تمحور حول الفقرة (أ) من مشروع قرار التضامن مع لبنان، حيث جاء في نص القرار: "ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته، في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية". أضاف البيان: "لقد كانت وجهة نظر دولة الرئيس فؤاد السنيورة، أن تحرير الأرض والدفاع عن كرامة الوطن هما حق وواجب للدولة اللبنانية كما هو واجب وحق للشعب اللبناني بمجموعه".
"وانطلاقاً من هذا الاعتبار المبدئي، فضل الرئيس السنيورة أن يجري
"التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية". "ان الرئيس السنيورة يهمه التأكيد في هذا المجال عن تقديره لإنجازات المقاومة الوطنية اللبنانية في النضال من أجل تحرير الأرض، وهو لم يتحفظ عليه من قبل، بل هو ما أكد عليه مراراً في المجلس النيابي، وأعاد التأكيد عليه اليوم في القمة العربية بشأن المقاومة ودورها". "إن من يزايد، ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم، يهدف في حقيقة الأمر لتعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه، وبث التفرقة والانقسام، بما يؤدي الى إضعاف المقاومة ولبنان". اضافت "السفير" ان رئيس كتلة
"المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري أبدى استغرابه من "أن يقوم لحود بنقل مزايداته المعهودة الى الساحة العربية"، وقال: إن وطنية الرئيس السنيورة ومواقفه القومية ليست بحاجة الى شهادة من أحد، وهو على رأس حكومة لم توفر، ابتداء من بيانها الوزاري، اي وسيلة لدعم المقاومة. واضاف: على العموم ان موقف تيار "المستقبل" وموقفي الشخصي معروف، وقد تمّ التعبير عنه في مختلف عواصم العالم، وهو اعتبار المقاومة حقاً للشعب اللبناني في وجه الاحتلال واحترام تضحياتها وإنجازاتها ودماء شهدائها. ولسنا في وارد انتظار شهادات وطنية من رجل لا يتورّع عن استخدام اية قضية مهما كانت نبيلة لأجل هدفه الوحيد وتمسكه بالكرسي رغم فقدانه كل شرعية دستورية وشعبية منذ تمديد ولايته رغماً عن إرادة اللبنانيين. وختم الحريري قائلا: على كل حال، من حسن الحظ فان جميع الاخوة العرب سبق ان سمعوا من الرئيس السنيورة ومني شخصيا في جميع المناسبات حقيقة مواقفنا من المقاومة اللبنانية البطلة، وان مزايدات لحود الكلامية لا تغير من الحقيقة شيئاً. وكان وزير الخارجية فوزي صلوخ قد ترك مقعده الى جانب رئيس الجمهورية وتوجّه ناحية الرئيس السنيورة قبل أن يتقدم الأخير باقتراح التعديل، وخاطبه بإلحاح، ومن باب التمني والعاطفة الصادقة بألا يثير الموضوع ويتقدّم باقتراح التعديل "لأنه سيساء لنا هنا في القمة، كما سيساء لنا في لبنان بعد هذا الكلام"... إلا أن الرئيس السنيورة لم يأخذ بهذا الكلام وأصرّ على طلب التعديل. وعلّق وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ على القرار الذي اتخذته القمة العربية في الخرطوم حول بند "التضامن مع الجمهورية اللبنانية" في جلستها الأولى المغلقة فقال: إن القمة أقرت هذا البند بحرفيته، كما ورد من اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، الذي عقد في الخرطوم يومي السبت والأحد الماضيين. سئل: ما حقيقة الخلاف الذي نشأ بين الرئيس إميل لحود والرئيس فؤاد السنيورة حول الفقرة الخامسة من بند "التضامن مع الجمهورية اللبنانية"، فقال: كان لكل منهما رأيه. ونفى صلوخ أن تكون القمة قد تطرقت الى موضوع العلاقات اللبنانية السورية، وقال: ان البند المتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية لم يكن مدرجاً على جدول أعمال القمة، وليس هناك من مشكلة، وليس هناك من حرب ضروس بين لبنان وسوريا. أضاف: لبنان وسوريا بلدان شقيقان يربطهما تاريخ طويل، وجغرافيا واسعة ومصالحة مشتركة، وكذلك تناسب وزواج بين العائلات اللبنانية والسورية. واشارت "السفير" الى ان وصول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "المفاجئ" الى الخرطوم، ليل أمس الأول، شكل تحدياً برأي المراقبين والمتابعين لكل من الرئيسين لحود والأسد، بعدما تسرّبت معلومات، قبيل وصوله، بأنه يأتي لينقل التباينات اللبنانية اللبنانية، حول استقالة الرئيس لحود، ووجوب مغادرته قصر بعبدا، الى القمة العربية، وأيضا ليطرح بصفته رئيساً للحكومة، على جدول أعمال القمة، موضوع العلاقات اللبنانية السورية، استناداً الى الأسس التي تفاهم عليها المتحاورون اللبنانيون في ساحة النجمة، وبناء على طلب منهم بعدما كلّفوه نقل هذا الملف مرفقاً "بقناعاتهم" الى قمة الملوك والرؤساء والقادة العرب. إلا أن عمرو موسى نجح في احتضان الموقف المتفجّر، وسارع الى زيارة السنيورة في مقر إقامته بعيد وصوله الى الخرطوم وعقد معه اجتماعا بدأ عند العاشرة والنصف من ليل أمس الأول، واستمر الى الأولى والنصف من فجر أمس، وأسفر هذا الاجتماع عن مخرج بأن يشارك رئيس الحكومة في حفل الاستقبال، والذي يُقام عادة في صالون مجاور لقاعة الاجتماعات، قبيل افتتاح القمة، وهذا من شأنه أن يوفر فرصة للقاءات سريعة مع غالبية الملوك والرؤساء، ورؤساء الوفود. وهذا ما حصل فعلاً صباح أمس، حيث التقى السنيورة الرئيس الأسد. وقالت مصادر السنيورة إن لقاءً سريعاً قد تمّ مع الأسد، تمنى خلاله رئيس الحكومة زيارة الرئيس السوري في دمشق، على أن يُصار الى إجراء اتصال لتحديد الموعد في غضون الأيام المقبلة. تضيف المصادر أن الأسد رحّب، ووافق على أن يقوم السنيورة بزيارة دمشق، إلا أنه تمنى أن يُصار الى التفاهم على تحديد جدول الأعمال، والمواضيع التي ستطرح على بساط البحث ليصار في ضوئها الى تحديد الموعد. وتابعت المصادر أن السنيورة التقى أيضاً العديد من القادة العرب بصورة سريعة. وما إن شاع نبأ لقائه الرئيس الأسد، مع المعلومات حول الحوار الذي جرى، واحتمال ترتيب زيارة الى دمشق، حتى صدر بيان عن ناطق سوري ينفي كل ما سرّبته أوساط السنيورة عن الحوار. ويؤكد البيان ان جلّ ما حصل هو مجرد مصافحة بينه وبين الأسد! وبحسب معلومات
"السفير"، فإن موسى كان قد توسط لدى السنيورة، بأن يشارك الى جانب الوفد اللبناني، وأن يحاول من خلال مشاركته، توفير المزيد من عناصر التهدئة، والحكمة والواقعية بعدما أبلغه (أي موسى) بأن الأسد ولحود قد اتفقا خلال لقائهما أمس الأول على عدم إدراج بند العلاقات الثنائية على بساط البحث في القمة لا من قريب، ولا من بعيد، وان لدى السوريين حساسية مفرطة تجاه تدخل أي طرف خارجي سواء أكان شقيقاً، أو صديقاً في ملف يعتبره السوريون بأنه يخصهم وحدهم مع اللبنانيين. وتضيف المصادر أن موسى أكد للسنيورة بأنه سيسعى الى "تطرية" الأجواء قدر المستطاع، لكن الجامعة العربية، ومؤسسة القمة لا تعترفان بوفدين لبنانيين الى القمة، بل بوفد لبناني واحد، هو الذي شكله مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية إميل لحود وعضوية رئيس الحكومة، ووزير الخارجية والمغتربين، وسفير لبنان في السودان، وسفير لبنان في القاهرة، وهذا يعني أن أي اقتراح أو أي طرح يتعلق بلبنان، أو بالشأن اللبناني يفترض أن يكون صادراً عن رئيس الوفد أو يحظى بموافقته. وبالتالي، فإن أياً من الدول العربية غير مستعد للتورط في الخلافات اللبنانية اللبنانية، بل ان جميع الدول العربية والجامعة العربية قد رحبت بالحوار اللبناني اللبناني للحصول على تفاهمات حول كل المواضيع الخلافية المطروحة على بساط البحث. إلا أن أياً من الدول العربية لا يوافق على نقل غسيل الخلافات اللبنانية الى سطوح الجامعة العربية. وفي حين قاطع السنيورة جلسة الافتتاح، فقد حضر في الجلسات المغلقة، وجلس الى جانب الأمين العام للجامعة عمرو موسى، ولم يلتحق بالوفد اللبناني برئاسة الرئيس لحود.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول ان مشهد الامس في الخرطوم كان عربياً وعربياً بامتياز، وكان معيباً ان يحصل خلاف مع رئيس الجمهورية الذي تحدث عن حق المقاومة في تحرير الارض، وكان معيباً ان يقف رئيس الحكومة ويعترض على موقف رئيس الجمهورية، ولكن الخلافات اللبنانية الداخلية الصغيرة ارادوا نقلها الى القمة العربية. والمؤذي في الموضوع، انهم نقلوا الخلاف في شأن المقاومة، وهو الامر الذي يجب ان لا يختلف عليه احد، فبين عبارة حق الشعب بتحرير ارضه وبين حق المقاومة بالتحرير ليس هناك فرق كبير الا ان الاكثرية الحاكمة ارادت اضعاف رئيس الجمهورية امام القمة العربية، فكان موقف صلب للرئيس لحود لم يتراجع عنه بشأن المقاومة، وكان انتصار للقمة العربية لتأييدها موقف لحود، فسقط اقتراح السنيورة وايد الملوك والرؤساء العرب موقف الرئيس لحود. واما المنتصر، فكان لبنان العربي، واما المنتصر، فكانت المقاومة التي قدمت الدماء. ما هي علاقة القمة العربية بالخلافات اللبنانية لا ندري، وما علاقة الخلافات بين رئيس الجمهورية والاكثرية الحاكمة وجدول اعمال القمة فلا ندري؟ هناك الاكثرية التي اقام بعض نوابها انفسهم مسؤولين عن مواصفات رئيس الجمهورية القادم او غيره، فمنهم من يقول ان الرئيس القادم يجب ان تكون مواصفاته كذلك، وآخرون يضعون مواصفات وبعضهم من النواب لا يهمهم الا مهاجمة مرشح قوي ليس بعضلاته بل مرشح قوي بانجازاته، وقوي باحترامه لنفسه، ومع ذلك هؤلاء النواب يقومون بتنصيب انفسهم عمداء لتحديد الرئيس القادم، وهم لا يقررون شيئاً بالنتيجة، حتى انهم لا يملكون قرارهم المستقل. المهم ان القمة العربية سجلت موقفاً بارزا، والرئيس لحود سجل ذلك الموقف، واما الحوار الداخلي فقد انتهى، وبات الحوار جسما ميتاً سريرياً، ولم يعد ينقص الا الاعلان عن الوفاة وكي لا يحصل اعلان الوفاة يتم تأجيل الحوار من اسبوع الى آخر. ولولا القدرة الفائقة للرئيس بري من اجل جمع الاطراف على الطاولة بدل ان تكون الخلافات في الشارع لكان لبنان ممزقاً، الا ان مبادرة بري واصراره على الحوار أديا الى جلوس الاطراف على الطاولة، اضافة الى الدعم العربي لمبدأ الحوار، ومن ثم انضمام الدعم الدولي للحوار ايضاً. اا , لقد فجّر البند المتعلق بالمقاومة والذي نوقش في الجلسة المقفلة في قمة الخرطوم الاوضاع بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على خلفية اصرار الاخير على حذف كلمة المقاومة اللبنانية من البيان الختامي بحجة ان هذا الموضوع لا يزال نقطة عالقة بالحوار اللبناني، لكن الرئيس لحود رفض بشّدة موقف السنيورة وتضامن معه الرؤساء العرب واقر البند كما هو، اي مع تبني القمة قراراً بالتأكيد على حق المقاومة بتحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي. وحسب المعلومات فان الرؤساء وبعد اقرار عدد من البنود وكانت الجلسة تسير بشكلها الطبيعي فجأة طلب الرئيس السنيورة الكلام وقال: هناك مشروع قرار للبنان في الفقرة 5 يجب تعديله لان هذا الموضوع هو موضع دراسة من قبل هيئة الحوار في لبنان والفقرة تقول: «التأكيد على دعم لبنان أ- في سعيه لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة من قبل اسرائيل كما يقضي قرار مجلس الامن 425 عام 1978 ودعم اتصالات الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية مزاع شبعا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المتبعة لدى الامم المتحدة مع التأكيد ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية. طلب الرئيس السنيورة «حذف عبارة " مع التأكيد ان المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب وابدالها بالعبارة الآتية «مع التأكيد على حق الشعب اللبناني بتحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية فسأل الرئيس لحود: انت تريد ان تحذف كلمة المقاومة اللبنانية؟ فرد السنيورة ان هذا الموضوع لا يزال قيد البحث في الحوار فقال الرئيس لحود: طالما ان هذا الامر لا يزال موضع بحث فمن حق لبنان ان يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامتنا الوطنية الى ان يقول مؤتمر الحوار عكس ذلك. الا ان الرئيس السنيورة قال: ان الصيغة التي يقترحها مناسبة اكثر، فطلب الرئيس لحود الكلام وقال: لماذا نريد ان نختبئ وراء اصبعنا لولا المقاومة اللبنانية لما كان هناك تحرير من اسرائيل، انا خلال الحديث عن حماس لم اشأ ان اتدخل لانه كان هناك موقف واضح وصريح من قبل القمة. في لبنان لا يزال قسم من اراضينا محتلة ومن حقنا ان نقاوم لاسترجاعها والحقيقة التي يجب ان تذكر هي ان لبنان هو الدولة الوحيدة التي حررت اراضيها بفعل المقاومة وللاسف هناك من يريد ان يدفّع لبنان حقا نتيجة تحرير اراضيه واسرائيل لن تنسى ما فعله اللبنانيون بها. واقول لكم انه عندما اتخذ قرار بازالة سلاح المقاومة كنت انا قائدا للجيش وادركت ان اكثرية اللبنانيي
ن لا تريد ضرب المقاومة فرفضت تنفيذ امر صدر الي لتنفيذ هذه المهمة فاكملت المقاومة دورها والجيش كان داعماً لها وعلى هذا الاساس غير القيمون آنذاك على السلطة في لبنان قرارهم وحصل التحرير وتبقى مزارع شبعا. وتساءل الرئيس لماذا نريد اليوم ان نلغي عبارة المقاومة اللبنانية من بيان يصدر عن القمة طالما ان الشعب اللبناني لم يبت بالموضوع وهو امر لا يزال في طور البحث على طاولة الحوار. اما القول اضاف الرئيس بان بقاء عبارة المقاومة اللبنانية يحدث شرخاً في الرأي العام اللبناني كما قال الرئيس السنيورة فلا اظن اننا في وارد اجراء اي شرخ. المسألة تبحث داخل لبنان في الحوار والى ان يبت بالموضوع تبقى عبارة المقاومة اللبنانية لان بهذه المقاومة استرجعنا الارض. وتابع الرئيس لحود هنا اعترض على الكلام الذي سمعناه والنص يجب ان يبقى كما هو ولا نريد ان يلعب احد على الكلام. فرد الرئيس السنيورة بان هذا الموضوع مطروح امام هيئتة الحوار وهو يدرس درساً مستفيضاً ولم يحسم بعد من قبل اللبنانيين وان موضوع المقاومة شغّال في لجنة الحوار وبالتالي يجب ازالة كلمة المقاومة اللبنانية لانها موضع بحث ولا يجوز ان تلزم القمة العربية مؤتمر الحوار باي موقف. فرد الرئيس لحود قائلا: هناك قرار اتخذته الدولة اللبنانية يعطي حقاً مشروعاً للمقاومة باسترجاع الاراضي المحتلة اذا جاء قرار مؤتمر الحوار غير ذلك يتغير القرار اذ ذاك الا انه حتى الآن فالمقاومة هي التي استرجعت الارض ولن اساوم عليها لان اللبنانيين يرفضون هذه المساومة. الا ان الرئيس السنيورة عاد ليؤكد على عبارة «حق الشعب اللبناني في الدفاع عن ارضه تعني ضمنا ذلك. فرد الرئيس لحود ان هذا الموضوع يبحث داخل لبنان وليس في القمة والوفد اللبناني وفد واحد وليس وفدين انا رئيس الوفد وانا اتحدث باسم لبنان وهذا شأن لبناني. فقال السنيورة هذا رأي الحكومة اللبنانية فلفته رئيس القمة السوداني الى اننا في قمة يحضرها الرؤساء والمقاومة صورة عن صور التحرير وهنا تابع الرئيس لحود قائلا: «هناك فرق بين ان نبقي على عبارة المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه " والعبارة التي يقترحها الرئيس السنيورة فالاختلاف كبير فالذي حرر الارض هي المقاومة، ويريدون ان تدفع الثمن هي وكل من ساهم في الوقوف معها في وجه اسرائيل وتساءل الرئيس لحود لماذا يريد الغاء كلمة المقاومة حتى لا نقول ان الشعب اللبناني لم يعد يقاوم؟ نحن هنا قادة الدول العربية وانا اصر على ان تبقى العبارة نفسها دون اي تعديل، ثم تساءل ايضا لماذا الاصرار على الغاء هذه العبارة اليوم طالما انها كانت دائما ترد في البيانات الرسمية للقمم العربية وطالما انها تعبر عن حقيقة قائمة، وعوضا ان يفتشوا عن حقيقة جريمة اغتيال الرئيس الحريري نراهم يفكرون بقضايا اخرى علما اننا مع عمل لجنة التحقيق الدولية ويجب ان تسرع في انهاء مهمتها لتبدأ المحكمة، لكن من غير المقبول ان يأخذوا اليوم ما فشلوا في اخذه سابقا وهو حق لبنان في استرجاع ارضه المحتلة وروى الرئيس لحود للمؤتمرين ما دار بينه وبين وزير الخارجية السابق كولن باول عندما جاءه بعد ايام من سقوط بغداد يطلب نزع سلاح المقاومة ونشر الجيش على الشريط الحدودي وانهاء الوضع القائم في الجنوب وكيف انه قال له انه عندما تكون القوى غير متعادلة بين جيشين فان المقاومة هي الحل الامثل للتحرير، الآن اسرائيل تفكر مرتين قبل ان تعتدي على لبنان بسبب وجود المقاومة، لماذا تريدون ان نخسر هذا الامر ولمصلحة من؟ جميل جدا ان نستعمل عبارات خاضعة لتفسيرات واجتهادات بينما الموقف اللبناني واضح ولا لبس فيه. بصفتي رئيس لبنان اصر امام القمة العربية على ان تبقى العبارة كما هي. فرد السنيورة رغم هذه قمة رؤساء والقرار للرؤساء ولكن احذّر بان هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية في لبنان، حتى لا يقال ان القمة تدخلت لصالح فريق من اللبنانيين وكانت طرفاً. وهنا تحدث عدد من رؤساء الوفود مقترحين ايجاد صيغة وسطية الا ان الرئيس البشير قال «عندما يتفق اللبنانيون على صيغة نهائية، فان قرار الجامعة العربية لا يمكن ان يشكل نقضا له فتدخل الرئيس السنيورة مجددا لافتا الى ان مؤتمر الحوار يدرس هذا الامر مكررا التنبيه الى تداعيات بقاء عبارة «المقاومة اللبنانية فاكد الرئيس لحود مجددا عندما يتخذ القرار في لبنان نعمل من وحيه الا انه حتى ذلك الوقت لا يجوز نزع حق لبنان في مقاومة الاحتلال وأنا اصر على ابقاء العبارة كما هي. لافتا الى انه في لبنان دستور ويجب التقيد به والموقف الذي اعبر عنه هو الموقف الرسمي. وهنا تحدث الرئيس بوتفليقة فقال: «ان النص كما ورد يجب ان يبقى في الاتجاه نفسه ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، واذا اردنا ان نفتح ملف لبنان فيجب ان يكون جميع الاطراف حاضرين وهذا ليس شأن القمة، نعم المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبنان
ي واذا توصلت هيئة الحوار في لبنان الى غير ذلك فلن نعارضها ونتخلى عن النص الذي بين ايدينا. فتدخل السنيورة لافتا الى ان هذا الامر قد يؤدي الى وقف الحوار لانه يظهر القمة وكأنها مع فئة من اللبنانيين فرد الرئيس بوتفليقة قائلا «نحن لا نتحاور في قضية لبنان لان هناك واجباً ان نسمع جميع الاطراف وثمة غائبون، اننا في الجزائر فخورون بالمقاومة الوطنية. وبعد نقاش قال الرئيس البشير القرار يبقى كما هو واذا غيّر الشعب اللبناني رأيه، نغيره وما نعبر عنه هو رأي القمة العربية وليس الحكومة اللبنانية. فقال الرئيس لحود ان النص المعتمد هو نفسه كما ورد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس السنيورة التي نالت الثقة على اساسها. فقال السنيورة «لكن تغيرت الاحوال وهناك حوار فرد الرئيس لحود الحوار لم يحسم بعد هذه المسألة ولم يغيرها بعد. فطرح الرئيس البشير مشروع القرار سائلا اذا كانت ثمة من يعترض فأقرت بالاجماع وقال البشير «اختتم النقاش وتبقى صيغة القرار كما وردت في بيان وزراء الخارجية الذي هو امامكم فحاول السنيورة التدخل لكن الرئيس البشير نقل البحث الى الموضوع التالي ملاحظة: هذا الحوار جرى في غياب الرئيس الاسد وتابعت "الديار" قائلة ان المشهد اللبناني بكل تفاصيله الداخلية انتقل الى قمة الخرطوم بالشكل والمضمون، ففي حين ترأس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الوفد الرسمي اللبناني في كل اعمال القمة، حرص رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على حصر مهمته بعقد لقاءات على هامش القمة تنفيذاً لقرارات مؤتمر الحوار الوطني، وتجنب الجلوس خلف الرئيس لحود. ازدواجية الحضور اللبناني في القمة العربية كانت امس احدى العلامات اللافتة فيها، لكن الابرز هو ان المسعى العربي لدفع العلاقات اللبنانية - السورية خارج دائرة التوتر لم تتضح نتائجه بعد بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الجارية من اجل زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق بناء لقرارات مؤتمر الحوار ونصيحة المملكة العربية السعودية. وفيما اجرى الرئيس لحود خلال الساعات الماضية سلسلة لقاءات مع عدد من القادة العرب بعد ان استهل هذه اللقاءات باجتماع اول امس مع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد، ابلغ الرئيس السنيورة الرئيس الاسد على الواقف قبل جلسة افتتاح القمة رغبته في زيارة دمشق. وقال بيان مقتضب لمكتبه الاعلامي ان الرئيس السوري «رحب بفكرة الزيارة متمنيا ان يجرى اعداد جيد لجدول اعمالها لكن مصدرا مقربا من الوفد السوري قال في وقت لاحق لوكالة الصحافة الفرنسية انه لم يحصل لقاء بين الرئيس الاسد ورئيس الحكومة اللبنانية، وان ما جرى هو «مصافحة بالايدي قبل دخول الوفود الى القاعة الرئيسة للقمة التي عقدت فيها جلسة الافتتاح والمعلوم ان الرئيس السنيورة اكتفى بهذا اللقاء على الواقف ولم يحضر جلسة افتتاح القمة لكي لا يجلس خلف الرئيس لحود في عداد الوفد الرسمي الذي ضم وزير الخارجية فوزي صلوخ وسفير لبنان في السودان شربل اسطفان وسفير لبنان في الجامعة العربية والسفير عبد اللطيف مملوك. وحسب المعلومات فان الرئيس السنيورة ابدى رغبته في زيارة دمشق في اسرع وقت ممكن وان الرئيس الاسد حرص على تحضير جدول الاعمال في المواضيع التي سيصار بحثها للاتفاق عليه قبل تحديد موعد الزيارة. وحرص السنيورة في دردشة مع الوفد الاعلامي المرافق على القول ان الرئيس لحود يمثل لبنان في القمة وان مهمته غير مهمة رئيس الجمهورية. وقال انه مكلف من مؤتمر الحوار لمتابعة قضايا العلاقات اللبنانية - السورية وترسيم الحدود والموضوع الفلسطيني. وقال «اتفقت مع الرئيس السوري على تحديد موعد لزيارة سوريا وكان صرح في وقت سابق بعد لقائه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اول امس «نحن نسعى لان نحقق مساراً ثانياً عن طريق الحوار بيننا وبين الاخوة السوريين، ونعتقد بانه الطريق الصحيح لحل المسائل العالقة بيننا وبين سوريا. وقد عبرنا في اكثر من مناسبة عن رغبتنا الشديدة في ان تكون بيننا وبين سوريا علاقات صحيحة وممتازة، ولا يكون هناك مسائل عالقة، وهذه المسائل التي حسم بعضها الذين شاركوا في الحوار في لبنان، لا سيما قضايا اساسية تتعلق بالعلاقات بين البلدين، وايضا في الموضوع الفلسطيني، وفي تحديد الحدود، وتحديدا في موضوع مزارع شبعا التي ينبغي ان يصار الى البحث في شأنها بين اللبنانيين والسوريين، لكي نصل الى توافق في هذا الشأن لان هذه القضية عمرها سنوات وسنوات، ولم يجر حسمها، وهي مسألة تعقد العلاقة بين لبنان وسوريا، ونحن حريصون على ان نزيل كل عوامل التوتر بين البلدين. وحسب مصادر مطلعة فان الغاية الاساسية من انتقال الرئيس السنيورة الى الخرطوم كانت السعي للبحث مع القيادة السورية في شأن رغبته بزيارة دمشق في اسرع وقت، وان هذه الرغبة الناجمة عن قرار مؤتمر الحوار الوطني اللبناني تعززت اكثر بعد النصيحة المتكررة التي تلقاها رئيس الحكومة من السعودية بوجوب ترطيب الاجواء مع دمشق كما كانت ذكرت
«الديار " امس. واضافت المصادر ان الرياض تسعى الى تحقيق هذه المسألة لوضع العلاقات اللبنانية -السورية في مسارها الطبيعي، وان هذا الامر سيمهد الى معالجة الملفات العالقة بين البلدين. اذن اخذ لبنان مساحة من الحوار في الخرطوم على هامش القمة العربية، وقد اجرى الرئيس لحود سلسلة لقاءات مع القادة العرب شملت بعد الرئيس الاسد وامير الكويت والرئيس الفلسطيني كلاً من: امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، ورئيس وفد الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وعددا من الوفود المشاركة. وترأس لحود الوفد اللبناني في جلسة الافتتاح وفي جلسات العمل، ولوحظ انه في جلسة العمل مساء أمس حضر الرئيس السنيورة وجلس الى جانب الأمين العام للجامعة العربية ولم يجلس في عداد الوفد الرسمي اللبناني ليتجنب الجلوس خلف الرئيس لحود، بينما فضل صباحا التغيب عن جلسة الافتتاح لنفس الغاية. الى جانب ذلك فان تعاطي القمة مع الملف اللبناني ترجم في بند بالبيان الختامي اكد على لبنانية مزارع شبعا، واعرب عن تضامنه مع لبنان في وجه الاحتلال الاسرائيلي. من جهة اخرى شن النائب وليد جنبلاط هجوما على ما وصفهم «بالفريق المدافع عن المصالح السورية " واعتبر في حديث الى محطة ال «بي.بي.سي " ان عدم احراز تقدم على طاولة الحوار يعود الى وجود هذا الفريق وقال «ان الموضوع الاساس هو ان يستبدل الرئيس الحالي برئيس جديد، لكننا نريد ان يكون الرئيس الجديد محررا من القيود. القيد الاول هو في قضية مزارع شبعا التي اذا بقيت دون تحديد او ترسيم يبقى ما يسمى في لبنان المقاومة الى ابد الآبدين، ويأتي الرئيس الجديد على هذه القاعدة ويبقى النفوذ السوري ممتدا في لبنان الى ابد الآبدين واتهم حزب الله بأنه «يدافع عن النظام السوري ومصالح سوريا في لبنان تحت شعار تحرير مزارع شبعا وذكرت مصادر مطلعة ان هذا التصعيد الجنبلاطي أثار ردود فعل في الكواليس السياسية لا سيما انه يأتي في ظل استمرار الحوار الذي من المقرر ان يستأنف الاثنين المقبل، وان اتصالات جرت لتفادي حصول تصعيد اكبر قد يؤثر في اجواء الحوار القائم.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان الخلاف اللبناني على قاعدة ان رئيس الجمهورية اميل لحود فاقد الشرعية، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صوت الاكثرية، فلش امس على مسرح الجلسة المغلقة في قمة الخرطوم. فبعد الجلسة الافتتاحية العلنية التي غاب عن صورتها الرئيس السنيورة وظهر فيها الرئيس لحود مترئسا وفدا يضم وزير الخارجية فوزي صلوخ، جاءت المبارزة بين الجانبين على موضوع المقاومة. فرئيس الحكومة طالب بأن تكون العبارة البديلة الواردة في مشروع القرار المتعلق بلبنان في البيان الختامي "التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة (...)" فتشبث رئيس الجمهورية بالعبارة الآتية من مشروع وزراء الخارجية والتي تقول: "التأكيد ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني (...)". لتنتهي هذه المواجهة التي اتت في الثلاثة ارباع الساعة الاخيرة من الجلسة المغلقة بعبارة الفقرة كما وردت. واذا كان الموضوع على هذا النحو فان مصادر لحود استعدت ب "محضر" يعرض فيه الاخير مواقفه "دفاعا عن المقاومة" وتحتاج تلاوته الى ساعات وفيه استعادة لما مر في شريط لحود الى قناة "الجزيرة" سابقا، فيما اكتفى المكتب الاعلامي للسنيورة باظهار اهمية ان تكون الكلمة ل"الشعب" بكل مكوناته وليس ل"المقاومة" ببعدها الفئوي الذي يرمي اليه لحود. وحصلت المواجهة بعد ساعات من جدل حول حقيقة اللقاء الذي جمع الرئيس فؤاد السنيورة صباحا مع الرئيس السوري بشار الاسد. ففيما وصف رئيس الحكومة الامر بأنه تمهيد لزيارة يعتزم القيام بها الى دمشق لاحقا في اطار مهمة الحوار، سارع الوفد السوري الى نفي هذه الصفة عن اللقاء والقول انه "مصافحة عابرة". ولوحظ ان الوفد السوري برئاسة الاسد انسحب قبل طرح بند القرار اللبناني في الجلسة المغلقة من دون توضيح الاسباب. وفي اتصال هاتفي ل"النهار" ليلا مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وسؤاله رأيه في ما جرى في الخرطوم امس، قال: "اننا نستغرب ان يقوم الرئيس لحود بنقل مزايداته المعهودة الى الساحة العربية. ان الرئيس السنيورة رجل وطني وقومي لا يحتاج الى شهادة من احد. وهو على رأس حكومة لم توفر وسيلة لدعم المقاومة بدءا ببيانها الوزاري، كما ان موقف تيار المستقبل هو موقفي الشخصي من اعتبار المقاومة حقا للشعب اللبناني في وجه الاحتلال ومن احترام تضحياتها وانجازاتها ودماء شهدائها. وهو موقف معروف. وهذا الموقف جرى التعبير عنه في كل عواصم العالم. ولسنا في وارد انتظار شهادات في الوطنية من رجل لا يتورع عن استغلال اي قضية، مهما تكن نبيلة من اجل هدف وحيد هو البقاء على الكرسي رغم فقدانه الشرعية الدستورية والشعيبة منذ مددت ولايته رغم ارادة اللبنانيين". وخلص الحريري الى القول: "على كل حال، ومن حسن الحظ، ان جميع الاخوة العرب سمعوا من الرئيس السنيورة ومني شخصيا في جميع المناسبات وفي كل المحافل حقيقة موقفنا من المقاومة الوطنية البطلة. وان مزايدات لحود الكلامية الرخيصة لن تغير من الحقيقة بشيء". اما في الخرطوم فقد أذاع المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة البيان الآتي: "يهم المكتب الاعلامي للرئيس فؤاد السنيورة ان يوضح خلفية النقاش الذي تمحور على الفقرة "أ" من مشروع قرار التضامع مع لبنان، حيث جاء في نص القرار: "ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته، في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية". ولقد كانت وجهة نظر الرئيس فؤاد السنيورة ان تحرير الارض والدفاع عن كرامة الوطن هما حق وواجب الدولة اللبنانية كما هو واجب وحق للشعب اللبناني بمجموعه. وانطلاقا من هذا الاعتبار المبدئي فضل الرئيس السنيورة ان يجري "التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية". ان الرئيس السنيورة يهمه في هذا المجال تأكيد تقديره لانجازات المقاومة الوطنية اللبنانية في النضال من اجل تحرير الارض، وهو لم يتحفظ عنه من قبل، بل أكده مرارا في مجلس النواب، وأعاد تأكيده اليوم (أمس) في القمة العربية في شأن المقاومة ودورها. ان من يزايد ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم، يهدف في حقيقة الامر الى تعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه، وبث التفرقة والانقسام، بما يؤدي الى اضعاف المقاومة ولبنان". ومن الخرطوم ايضا نقلت مندوبة "النهار" المرافقة للرئيس اميل لحود عن مصادر الوفد الرئاسي ان السجال بدأ عندما علق الرئيس السنيورة على عبارة واردة في الفقرة الخامسة من مشروع القرار المتعلق بلبنان في البيان الختامي. وأوردت مداخلات مطولة لرئيس الجمهورية نقتطف منها: "سأل لحود السنيورة: "انت تريد ان تحذف كلمة المقاومة اللبنانية، فرد السنيورة: "ان هذا الموضوع لا يزال قيد البحث في الحوار". فقال لحود: "ما دام هذا الامر لا يزال موضع بحث فمن حق لبنان ان يتمسك بالمقاومة لاسترجاع كرامتنا الوطنية الى ان يقول
مؤتمر الحوار عكس ذلك". وأوضح لحود "ان هذا الموضوع يبحث داخل لبنان وليس في القمة. والوفد اللبناني وفد واحد وليس وفدين. أنا رئيس الوفد وأنا اتحدث باسم لبنان وهذا شأن لبناني". وذكرت مصادر لحود ان الرئيس السوداني (رئيس القمة) قال: "اننا في قمة يحضرها الرؤساء، والمقاومة صورة من صور التحرير". وأفادت المصادر ذاتها ان عدداً من رؤساء الوفود اقترح صيغة وسط، الا ان الرئيس البشير قال: "عندما يتفق اللبنانيون على صيغة نهائية، فان قرار الجامعة العربية لا يمكن ان يشكل نقضاً لهم". وتحدث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بحسب مصادر لحود، فقال: "ان النص كما ورد يجب ان يبقى في الاتجاه نفسه، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، واذا اردنا ان نفتح ملف لبنان فيجب ان يكون جميع الاطراف حاضرين وهذا ليس شأن القمة. نعم المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني واذا توصلت هيئة الحوار في لبنان الى غير ذلك فلن نعارضها ونتخلى عن النص الذي بين ايدينا". وأضاف: "نحن لا نتحاور في قضية لبنان لان هناك واجباً في ان نسمع جميع الاطراف. وهناك غائبون، اننا في الجزائر فخورون بالمقاومة الوطنية". وبعد نقاش قال الرئيس البشير: "القرار يبقى كما هو واذا غيّر الشعب اللبناني رأيه نغيره وما نعبّر عنه هو رأي القمة العربية وليس الحكومة اللبنانية". ثم طرح مشروع القرار سائلاً: "اذا ما كان ثمة من يعترض"، فأقر بالاجماع. وقال البشير: "اختم النقاش وتبقى صيغة القرار كما وردت في بيان وزراء الخارجية الذي هو امامكم". وكتب خليل فليحان مندوب "النهار" المرافق لوزير الخارجية فوزي صلوخ ان الاخير "نصح" الرئيس السنيورة بان يعدل عن اقتراح التعديل لكنه لم يقتنع. وكانت لرئيس الوفد الاردني في الجلسة المغلقة عبد الله الخطيب مداخلة في الاطار نفسه. وعلق صلوخ لاحقا فقال ان لكل من الرئيسين لحود والسنيورة "رأيه". ومن الخلاف بين الرئيسين لحود والسنيورة الى الاختلاف بين الرئيس السنيورة والوفد السوري في تفسير ابعاد اللقاء او المصافحة التي تمت بين رئيس الحكومة والرئيس السوري على هامش القمة. اوساط السنيورة قالت انه بادر الى ابلاغ الاسد انه سيتصل به "لتحديد موعد ملائم" في اقرب فرصة ممكنة لزيارة دمشق"، مضيفة ان الرئيس السوري أبدى ترحيبا متمنيا "ان يصير اعداد جدول اعمال في الموضوعات التي سيتم بحثها في هذا اللقاء". وصرح رئيس مجلس الوزراء ان جدول اعمال زيارته لدمشق "سنضعه بكل ترو (...) وسيصير ترتيب اللقاء في وقت قريب". في المقابل، نفى مصدر قريب من الوفد السوري لوكالة "فرانس برس" حصول لقاء بين الرئيس الاسد والرئيس السنيورة، مؤكداً ان الرجلين "تصافحا فقط". وقال المصدر: "لم يحدث لقاء وانما مجرد مصافحة بالايدي بين الرئيس الاسد ورئيس الوزراء اللبناني اثناء وقوف الوفود وتجمعها لدخول القاعة الرئيسية التي عقدت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة". وفي تصريح لوكالة "يونايتد برس انترناشونال" قال مسؤول سوري رفيع ان لقاء الاسد والسنيورة "كان لقاء عابراً جرت فيه مصافحة فقط، ولم يدر أي حوار بينهما". ونفى ان يكون الرئيس السوري وجّه دعوة للسنيورة لزيارة دمشق والتباحث في شأن القضايا العالقة بين البلدين". وأضاف ان "لقاء مطولاً" جرى امس (أول أمس) بين الرئيس بشار الأسد والرئيس اميل لحود "بحثت فيه العلاقات بين البلدين". وأوضح ان القمة العربية لم تشهد أي نقاش في شأن الملف السوري – اللبناني. ورداً على اعلان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الملف السوري اللبناني ستتم مناقشته، قال المسؤول السوري الرفيع "ليس عمرو موسى هو من يحدد أجندة القمة". وفي باريس، افادت وزارة الخارجية ان العلاقات اللبنانية – السورية وايران والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، ستطرح خلال المحادثات بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد ظهر اليوم في باريس. ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتاي "ان وزير الخارجية فيليب دوست بلازي سيشارك في الاجتماع الذي سيعقد في قصر الاليزيه". كما نقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية، طلب عدم كشف اسمه، ان رايس ستبحث مع شيراك في وضع الشرق الأوسط ولا سيما منها العلاقات اللبنانية – السورية، "وهو موضوع عزيز على الرئيس شيراك".
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول ان القمة العربية التي بدأت امس في الخرطوم أجلت اعمالها الى اليوم، واتفق القادة العرب، الذين لم ينتهوا من بحث كل الملفات المطروحة على جدول الاعمال، على عقد اجتماع صباحي يسبق اعلان البيان الختامي للقمة العربية الثامنة عشرة. وتعرض لبنان خلال مناقشات القمة الى "شرشحة" سياسية اساءت الى حضوره العربي، اذ شهدت القمة التي حضرها الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي لم ينضم الى الوفد في الجلسة الافتتاحية، مشادة كلامية بين الرئيسين حول فقرة في مشروع القرارالعربي المتعلق بلبنان. وافادت مصادر شاركت في الجلسة المغلقة التي عقدها القادة العرب ان السنيورة طلب ان تحذف عبارة متعلقة بالدعم غير المحدود لحزب الله من بند قرار ال"تضامن مع لبنان"، رافضا ايراد كلمة "مقاومة" في مشروع القرار، الامر الذي استدعى تدخلا من لحود الذي وقف ضد طلب السنيورة وعلا صوته. ثم تبادل الرجلان كلمات حادة، بحسب ما افاد احد المجتمعين رافضا الكشف عن هويته. واضافت "صدى البلد" انه لم تنعكس علاقات الود بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ونظيره السوري بشار الأسد على العلاقة بين الأسد ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة, وفيما غاب السنيورة عن الجلوس وراء لحود في افتتاح قمة الخرطوم انتهت القمة لبنانياً الى جولة "علاقات عامة" والى صدام كلامي في الجلسة المغلقة بين لحود والسنيورة, حول فقرة في مشروع القرار العربي حول لبنان والتي تنص على دعم غير محدود لــ"حزب الله" والمقاومة. وذكر المجتمعون ان السنيورة اصر على ان يتضمن مشروع القرار عبارة "دعم حق الشعب اللبناني بتحرير كافة اراضيه المحتلة" بدلا من عبارة "مع التأكيد ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته..." التي اصر الرئيس لحود على اقرارها كما وردت في مشروع القرار الذي اقره وزراء الخارجية العرب. واذ برر السنيورة موقفه بأن موضوع المقاومة هو موضع نقاش في مؤتمر الحوار الوطني، رد لحود قائلا: "طالما ان هذا الامر لا يزال موضع بحث فإن من حق لبنان ان يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامتنا الوطنية". وكان انتهى النقاش بتبني وجهة نظر الرئيس لحود فاقرت القمة بالاجماع المشروع كما ورد من وزراء الخارجية العرب. وسيكون على "مجلس الحوار" الذي سيلتئم الاثنين المقبل الاستماع الى تقرير من السنيورة عن مشاركته في القمة بطلب من المتحاورين أنفسهم الذين يعرفون ضمناً ان المراوحة القائمة ستستمر بسبب من تركيبة المتحاورين أنفسهم ولضرورات انتظار بلورة الموقف العربي والدولي, خصوصاً مع التطورات المرتقبة في شأن تحقيقات القاضي الدولي سيرج براميرتس والتقدم في تشكيل المحكمة الدولية وكذلك تقديم الموفد الدولي تيري رود لارسن تقريره الى مجلس الأمن في 19 نيسان. وعلمت "صدى البلد" من مصادر فرنسية مسؤولة أن لارسن طلب من باريس التحضير لمسودة مشروع قرار جديد في مجلس الأمن بغية طرحه في التداول في 19 نيسان. ولعل اللبنة الأولى ستشارك فيها أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الخميس حين تلتقي الرئيس جاك شيراك. وأبلغ لارسن الى مسؤولين فرنسيين "بأنه يأمل في محصلة جولته الدولية والعربية الأخيرة" أن يحظى التقرير الذي سيرفعه الى الأمين العام بتأييد قوي من قبل أعضاء مجلس الأمن". ويرغب لارسن في أن يترجم ذلك عبر "قرار قوي" ولا يكتفى باعلان أو بيان من رئاسة مجلس الأمن كما جرى الأمر في 23 كانون الثاني. ويقترح لارسن أن تتضمن مسودة المشروع الجديد ثلاث نقاط أساسية تتمحور حول رسم الحدود بين لبنان وسورية واقامة علاقات دبلوماسية بينهما ونزع أسلحة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. أما موضوع رئاسة الجمهورية وتقصير ولاية الرئيس لحود فيجب "غض الطرف عنها الآن بسبب معارضة روسيا والصين وقطر والسعودية ومصر". أما في ما يتعلق بمزارع شبعا فعرض لارسن ثلاثة احتمالات: 1 ـ اتفاق لبناني ـ سوري يتم ايداعه الأمم المتحدة. 2 ـ رفع هذه المسألة للتحكيم الدولي. 3 ـ انسحاب اسرائيلي من جانب واحد. وأبلغ لارسن الى الوزير دوست ـ بلازي ومعاونيه "بأن الرياض والقاهرة والدوحة لا تريد السير الى الأمام باتجاه اسقاط لحود أو تنحيته"، وكذلك "ترفض كل من موسكو وبكين بحث موضوع رئاسة لحود فيما تبديان استعدادهما لبحث كل القضايا الأخرى المتعلقة بلبنان". وحظي الرئيس لحود بتمييز خاص من جانب الرئيس السوري الأسد في مقابل ما بدا وكأنه تخفيف سوري لمعنى لقاء الأسد بالسنيورة, هذا في وقت حرص فيه الرئيسان السابق واللاحق للقمة عبد العزيز بوتفليقة وعمر البشير على الدعوة الى علاقات جيدة بين لبنان وسورية. وأكد البشير وبوتفليقة في كلمتيهما في الجلسة الافتتاحية للقمة على ضرورة إزالة التوتر في العلاقات بين البلدين. وطالب بوتفليقة قادة البلدين العمل ب"ضرورة تفويت الفرصة على أعداء الأمة للنيل من الوحدة العربية". وقال الرئيس السوداني عمر
البشير في كلمته عقب تسلمه رئاسة القمة "ان واجب التضامن يحتم علينا أن نتوجه بأعيننا إلى سورية ولبنان، نقف معهما وقفة رجل واحد". وأشار البشير إلى ضرورة الوقوف مع سورية ومساندتها "في وجه الضغوط التي تتعرض لها من خلال قوانين جائرة مفتعلة مثل ما يسمى بقانون محاسبة سورية". وقال البشير: "ونتضامن مع كليهما تضامناً كاملاً في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وفي دعم استقرارهما السياسي والاقتصادي والأمني". ونفى مصدر مقرب من الوفد السوري لوكالة "فرانس برس" حصول لقاء بين الرئيس السوري والسنيورة قبيل افتتاح اعمال القمة العربية أمس في الخرطوم مؤكدا ان الرجلين "تصافحا فقط". وقال المصدر: "لم يحدث لقاء وانما مجرد مصافحة بالايدي بين الرئيس الاسد ورئيس الوزراء اللبناني اثناء وقوف الوفود وتجمعها لدخول القاعة الرئيسية التي عقدت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة". وكان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اللبناني اكد في وقت سابق ان السنيورة التقى الاسد على هامش القمة وبحث معه في زيارة لدمشق. واوضح مكتب السنيورة الاعلامي ان "رئيس الوزراء اللبناني ابلغ الرئيس الاسد انه يريد اجراء اتصالات للقيام بزيارة لدمشق في اسرع وقت ممكن". وقال المصدر ذاته ان الاسد "رحب بفكرة الزيارة متمنيا ان يجري اعداد جيد لجدول اعمالها". وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ لوكالة الانباء الالمانية ان قضية التبادل الدبلوماسي مع سورية لم تطرح بعد.
ـ الأنوار ـ
ققالت "الأنوار" ان الوفد اللبناني الى الخرطوم الذي علقت عليه وكالة (فرانس برس) انه برأسين، شهد مشادة حامية خلال الجلسة المغلقة للقمة العربية مساء امس، بين (رئيسيه) اميل لحود وفؤاد السنيورة حول موضوع المقاومة، تدخل فيها عدد من القادة العرب. وختمت المشادة يوما آخر من الانقسام بين رئيسي الجمهورية والحكومة، بدأ بتغيب الرئيس السنيورة عن جلسة الافتتاح العلنية، واستمر بلقاءات منفردة لكل منهما مع رؤساء الوفود. والخلاف بين الرئيسين اندلع عند مناقشة القمة مشروع قرار حول لبنان وردت فيه عبارة (مع التأكيد على ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية). ووفق مصادر الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، فان الرئيس السنيورة طلب من القمة حذف تلك العبارة الواردة في مشروع القرار واستبدالها بعبارة تقول (مع التأكيد على حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه). وتدخل لحود سائلا السنيورة: انت تريد ان تحذف كلمة المقاومة اللبنانية? فأجاب: هذا الموضوع لا يزال قيد البحث في الحوار. ورد لحود: طالما انه كذلك فمن حق لبنان ان يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامتنا الوطنية الى حين يقول مؤتمر الحوار عكس ذلك. السنيورة: الصيغة التي اقترحها مناسبة اكثر. لحود: لماذا تريد ان نختبئ وراء اصبعنا. لولا المقاومة لما كان هناك تحرير من اسرائيل. لا يزال قسم من اراضينا محتلا، ومن حقنا ان نقاوم لاسترجاعه. لماذا نريد اليوم ان نلغي عبارة (المقاومة اللبنانية) من بيان يصدر عن القمة طالما ان الشعب اللبناني لم يبت بالموضوع وهو امر لا يزال في طور البحث على طاولة الحوار? اما القول بأن بقاء عبارة المقاومة اللبنانية يحدث شرخا في الرأي العام اللبناني كما قال الرئيس السنيورة، فلا اظن اننا في وارد اجراء اي شرخ. المسألة تبحث داخل لبنان في الحوار، والى ان يبت بالموضوع تبقى عبارة (المقاومة اللبنانية) لاننا بهذه المقاومة استرجعنا الارض، والنص يجب ان يبقى كما هو، ولا نريد ان يلعب احد على الكلام. السنيورة: الموضوع مطروح امام هيئة الحوار، ويدرس درسا مستفيضا ولم يحسم بعد من قبل اللبنانيين، وموضوع المقاومة (شغّال) في لجنة الحوار، وبالتالي لا يجوز ان تلزم القمة العربية مؤتمر الحوار بأي موقف. لحود: هناك قرار اتخذته الدولة اللبنانية يعطي حقا مشروعا للمقاومة باسترجاع الاراضي المحتلة. وإذا جاء قرار مؤتمر الحوار غير ذلك، يتغير القرار إذ ذاك. وتابعت مصادر الوفد المرافق للحود قائلة ان الرئيس السنيورة عاد ليقول: ان عبارة (حق الشعب اللبناني في الدفاع عن ارضه) تعني ضمنا ذلك.هذا رأي الحكومة اللبنانية. وهنا تدخل رئيس القمة الرئيس السوداني البشير قائلا: اننا في قمة يحضرها الرؤساء والمقاومة صورة من صور التحرير. وعاد الرئيس لحود الى الكلام قائلا: هناك فرق بين ان نبقي على عبارة (المقاومة اللبنانية)، وهي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه، والعبارة التي يقترحها الرئيس السنيورة. فالاختلاف كبير. والذي حرر الارض هي المقاومة، ويريدون ان تدفع هي الثمن مع كل من ساهم في الوقوف معها في وجه اسرائيل. وقال: نحن هنا قادة الدول العربية، وأنا اصر على ان تبقى العبارة نفسها دون اي تعديل. ثم تساءل: لماذا الاصرار على إلغاء هذه العبارة اليوم طالما انها كانت دائما ترد في البيانات الرسمية للقمم العربية وطالما انها تعبّر عن حقيقة قائمة? وقال لحود: بصفتي رئيس لبنان اصّر امام القمة العربية على ان تبقى العبارة كما هي. وردّ السنيورة: نعم هذه قمة رؤساء، والقرار للرؤساء، ولكن احذّر بأن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية في لبنان، حتى لا يقال ان القمة تدخلت لصالح فريق من اللبنانيين وكانت طرفاً. وهنا تحدث عدد من رؤساء الوفود مقترحين ايجاد صيغة وسطية. الا ان الرئيس البشير قال (عندما يتفق اللبنانيون على صيغة نهائية، فان قرار الجامعة العربية لا يمكن ان يشكل نقضا له). وتدخل الرئيس السنيورة مجددا وقال: ان مؤتمر الحوار يدرس هذا الامر، مكررا التنبيه الى تداعيات بقاء عبارة (المقاومة اللبنانية). وتحدث الرئيس بوتفليقة فقال: ان النص كما ورد يجب ان يبقى في الاتجاه نفسه. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. وإذا اردنا ان نفتح ملف لبنان فيجب ان يكون جميع الاطراف حاضرين وهذا ليس شأن القمة. نعم المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني، وإذا توصلت هيئة الحوار في لبنان الى غير ذلك فلن نعارضها. وعاد الرئيس السنيورة ليقول: ان هذا الامر قد يؤدي الى وقف الحوار لانه يظهر القمة وكأنها مع فئة من اللبنانيين. وبعد نقاش قال الرئيس البشير: القرار يبقى كما هو، وإذا غيّر الشعب اللبناني رأيه، نغيّره، وما نعبّر عنه هو رأي القمة العربية وليس الحكومة اللبنانية. وكان المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة قد قال انه التقى امس بالرئيس بشار الاسد وطرح معه موضوع
زيارته الى دمشق. ولكن مصدرا مقربا من الوفد السوري نفى حصول لقاء، وقال ان الرجلين تصافحا فقط. وكان المكتب الاعلامي للسنيورة قال ان (رئيس الوزراء اللبناني ابلغ الرئيس الاسد انه يريد اجراء اتصالات للقيام بزيارة لدمشق في اسرع وقت ممكن). وقال المصدر ذاته ان الاسد (رحّب بفكرة الزيارة متمنيا ان يجري اعداد جيد لجدول اعمالها). وكانت القمة قررت عقد جلسة صباح اليوم لاعلان البيان الختامي. وأعلن الرئيس اليمني انه تم بالإجماع التمديد للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى خمس سنوات اخرى، كما تم الاتفاق على تمويل القوات الافريقية في دارفور وارسال قوات عربية-افريقية الى الاقليم السوداني.
ـ المستقبل ـ
كتبت "المستقبل" تقول انه لم يكن مفاجئا ان تنتهي القمة العربية التي انعقدت امس في الخرطوم بمزايدة من الرئيس اميل لحود في موضوع المقاومة، وكأنه ذهب الى الخرطوم بهدف توظيف هذا الموقف بالذات لاجل البقاء في موقعه، في وقت يناقش مؤتمر الحوار اللبناني مصير رئاسته ويجري التحرك اللبناني على غير صعيد، وخصوصا على الصعيد العربي، لدعم المطالب اللبنانية التي اقرت في جولات الحوار السابقة. وبدلا من دعم ما توصل اليه مؤتمر الحوار، خصوصا لجهة تثبيت لبنانية مزارع شبعا وتحديدها، اختار لحود اقتناص اقتراح تقدم به رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة يقضي بأن يجري التأكيد على حق الشعب اللبناني في مقاومة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية. وفيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن "احد المشاركين في جلسة مغلقة للقمة" رفض الكشف عن هويته القول "اراد السنيورة ان تحذف العبارة المتعلقة بالدعم غير المحدود لحزب الله من بند القرار بعنوان تضامن مع لبنان، ووقف لحود ضد طلب السنيورة وعلا صوته، ثم تبادل الرجلان كلمات حادة"، قال المكتب الاعلامي للسنيورة ان "وجهة نظر رئيس مجلس الوزراء كانت ان تحرير الارض والدفاع عن كرامة الوطن هما حق وواجب للدولة اللبنانية، كما هما حق وواجب للشعب اللبناني". واوضح البيان انه "انطلاقا من هذا الاعتبار المبدئي فضل الرئيس السنيورة ان يجري التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية". وتابع ان "من يزايد ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم، يهدف في حقيقة الامر الى تعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه، وبث التفرقة والانقسام، بما يؤدي الى اضعاف المقاومة ولبنان". واتصلت "المستقبل" برئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري لطلب التعليق على الانباء الواردة من الخرطوم، فقال "اننا نستغرب ان يقوم الرئيس لحود بنقل مزايداته المعهودة الى الساحة العربية. ان الرئيس السنيورة رجل قومي ووطني لا يحتاج الى شهادة من احد وهو على رأس حكومة لم توفر وسيلة لدعم المقاومة بدءاً من بيانها الوزاري". واوضح سعد الحريري "كما ان موقف تيار المستقبل وموقفي الشخصي في اعتبار المقاومة حقا للشعب اللبناني في وجه الاحتلال وفي احترام تضحياتها وانجازاتها ودماء شهدائها، موقف معروف"، مشيرا الى ان "هذا الموقف جرى التعبير عنه في كل عواصم العالم ولسنا في وارد انتظار شهادات وطنية من رجل لا يتورع عن استخدام اي قضية مهما كانت نبيلة لاجل هدف وحيد هو البقاء في السلطة على الرغم من فقدان الشرعية الدستورية والشعبية منذ مددت ولايته رغما عن ارادة اللبنانيين". وختم بالقول: "من حسن الحظ ان جميع الاخوة العرب سمعوا من الرئيس السنيورة ومني شخصياً في جميع المناسبات حقيقة موقفنا من المقاومة اللبنانية البطلة، وان مزايدات لحود الكلامية لن تغير في الحقيقة شيئاً". وكان حضور السنيورة القمة قد دفع الملف اللبناني الى واجهة الحدث، الذي كان بخلاف هذا الحضور، باهتا بسبب تغيب نحو نصف القادة العرب وابرزهم عن القمة. والتقى السنيورة الرئيس السوري بشار الاسد وبحث معه في زيارة لدمشق لبحث المسائل العالقة بين البلدين، الا ان الجانب السوري حاول لاحقاً التنصل من اللقاء وبالتالي من مترتبات هذه المسائل، قائلاً ان الرجلين "تصافحا فقط". واعلن المكتب الاعلامي للسنيورة انه التقى الاسد وبحث معه في زيارة لدمشق. واوضح ان "رئيس الوزراء اللبناني ابلغ الرئيس الاسد انه يريد اجراء اتصالات للقيام بزيارة دمشق في اسرع وقت ممكن". وقال المصدر ذاته ان الاسد "رحب بفكرة الزيارة متمنيا ان يجري اعداد جيد لجدول اعمالها". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مقرب من الوفد السوري نفيه حصول لقاء بين الاسد والسنيورة قبيل افتتاح اعمال القمة مؤكدا ان الرجلين "تصافحا فقط". وقال المصدر "لم يحدث لقاء وانما مجرد مصافحة بالايدي بين الرئيس الاسد ورئيس الوزراء اللبناني اثناء وقوف الوفود وتجمعهم لدخول القاعة الرئيسية التي عقدت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة". الا ان رئيس الوفد المصري رئيس الوزراء احمد نظيف الذي اجتمع بالسنيورة اكد ان "السنيورة التقى الاسد في اطار المشاورات التي نحاول من خلالها ان نصل الى توافق سوري لبناني". والتقى السنيورة غالبية رؤساء الوفود الذين اكدوا له "سرورهم بالنتيجة التي توصل اليها الحوار في لبنان، وضرورة استكمال هذا الحوار للوصول الى نتائجه الايجابية المرجوة والمنتظرة ليستعيد لبنان دوره وتألقه". وأبدوا استعدادهم لـ"مساعدة لبنان في اي شيء يطلبه". وعن زيارته لدمشق قال "سنضع خلال الايام المقبلة جدول اعمال، وسنتحدث عن كيفية تحديد موعد لذلك"، مضيفا ان جدول الاعمال سيوضع "بكل ترو، وهو معروف". وتابع "عبرنا منذ فترة طويلة عن رغبتنا الشديدة في لبنان بأن نبني والشقيقة سوريا علاقات جيدة وصحية، لان العلاقات التاريخية التي تربطنا ومصالحنا المشتركة تحتم ا
ن نعمل معا بكل إخلاص لنبني هذه العلاقة على الاحترام المتبادل، وان تعالج كل المسائل التي تجعل هذه العلاقة متوترة. هناك قضايا نريد ان نبحثها في كل هدوء وحكمة ونية صافية، توصلا الى هذا الاتفاق". وعن سبب عدم مشاركته في الجلسة الافتتاحية قال السنيورة "كنت مشغولا في اعداد لقاءات ثنائية، وهذا كان همي الاساسي منذ البداية، لأنقل وجهة نظر لبنان الى جميع الرؤساء". وردا على سؤال عن وجود مبادرة عربية متجددة حيال لبنان قال موسى "هناك دائما استعداد عربي لخدمة اي موقف عربي يحيط بأي مشكلة قائمة، وهذا عمل الجامعة العربية"، موضحا "الان هناك حوار لبناني وتترك له مساحة كافية ونحن نبارك هذا ونرحب به". وعن اجواء السوريين في شأن العلاقات مع لبنان قال موسى "بصرف النظر عن الفكرة المتكونة، لا بد ان يكون هناك علاج لهذا الملف وان نرعى هذا الملف وان ندفع به الى الامام"، موضحا ان "هذا يحتاج الى تفصيل". وافاد مصدر ديبلوماسي سوداني ان القادة اتفقوا على عقد اجتماع اخر صباح اليوم قبل اعلان البيان الختامي للقمة. والقمة التي كان مقررا اصلا ان تستغرق يومين، تم تقصيرها لتكون ليوم واحد فقط هو امس كما كان اعلن المصدر نفسه. لكن في نهاية الجلسة المغلقة، قرر القادة الذين لم ينتهوا من بحث كل المسائل المطروحة على جدول الاعمال، العودة الى الاجتماع صباح اليوم. وحضر 12 رئيس دولة وملكا واميرا، بينما تمثلت الدول الاخرى بمسؤولين فيها. وترأس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وفد بلاده فى اجتماعات القمة. ورافق الامير الفيصل وفد رسمي سعودي يضم وزراء العمل والمالية والثقافة والاعلام. والى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، غاب الرئيس المصري حسني مبارك عن القمة، ولكنه اكد في كلمة تليت بالنيابة عنه "انني على ثقة بان العلاقات السورية اللبنانية تحظى باهتمام خاص منا جميعا، اقتناعا بضرورة تنقية العلاقات بين الدولتين الشقيقتين من كل شائبة، بما يؤدي الى استجلاء الحقيقة في مصرع الشهيد رفيق الحريري، ويحافظ في ذات الوقت على سيادة واستقرار كل من سوريا ولبنان". واقر القادة بالاجماع التجديد لعمرو موسى امينا عاما للجامعة لمدة خمس سنوات. ودعا "اعلان الخرطوم" الصادر عن القمة لكشف ومعاقبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه واكد تأييده الحوار الوطني في لبنان وحقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية، وطالب المجتمع الدولي باحترام ارادة الشعب الفلسطيني في اختيار قيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ورفض الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب واكد الالتزام بمواصلة تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وجدد التضامن مع الشعب العراقي، مطالبا باحترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وحريته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام ارادته في تقرير مستقبله وخياراته الديموقراطية. وفي الجلسة الافتتاحية العلنية دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الطرفين السوري واللبناني، الى "الحفاظ على وشائج الاخوة والقربى التي تؤلف بين الشعبين الشقيقين"، مشددا على "ضرورة تفويت الفرصة على اعداء الامة للنيل من الوحدة العربية"، على تعبيره، فيما قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تسلم رئاسة القمة العربية من بوتفليقة ان "واجب التضامن يحتم علينا ان نتوجه باعيننا الى سوريا ولبنان، نقف معهما وقفة رجل واحد في وجه الضغوط التي تتعرض لها سوريا من خلال قوانين جائرة مفتعلة مثل ما يسمى بقانون محاسبة سوريا، ونقف مع لبنان محافظا على فسيفسائه السياسية والدينية البديعة، وحرا في ارادته، ومستقلا في قراره، ونتضامن مع كليهما تضامنا كاملا في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وفي دعم استقرارهما السياسي والاقتصادي والامني". غير ان ما تسرب من وراء الكواليس كشف عن خلافات لبنانية سورية ولبنانية ـ لبنانية عميقة ازاء ذلك الموضوع. واكدت القمة استمرار الدعم المالي للسلطة الفلسطينية خصوصا وان انعقادها تزامن مع الانتخابات الاسرائيلية التي جرت في ظل تعهد رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت المرشح للفوز بـ"رسم حدود اسرائيل من جانب واحد"، وكذلك مع نيل حكومة حركة "حماس" الثقة وسط تهديد عدد من الجهات المانحة بحجب المساعدات عن الفلسطينيين بعد فوز الحركة في الانتخابات. والتقى عباس مع الاسد. وقال مصدر في الوفد الفلسطيني ان اللقاء، الذي حضره نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، "استغرق قرابة 45 دقيقة وشهد نقاشا ساخنا"، من دون مزيد من التفاصيل. وكذلك تطرقت القمة الى الموضوع العراقي، فدعا القادة في خطبهم العراقيين الى نبذ الطائفية والحوار.
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" ان الأوساط اللبنانية والعربية والدولية تابعت باهتمام بالغ المعلومات التي تواترت عن المشادة الكلامية العالية النبرة بين الرئيس اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، في الجلسة المغلقة للقمة العربية في الخرطوم، والتي كانت مخصّصة لمناقشة بند في القرارات العربية المتعلقة بلبنان تحت عنوان "التضامن مع لبنان"· وتعدّدت الروايات حول حقيقة ما حصل، وما انتهت اليه الجلسة المسائية، باستثناء التأكيد على رفعها الى جلسة علنية ستعقد صباح اليوم، فيما تكثفت اتصالات عاجلة لاحتواء انعكاسات المشادة، - ولا سيما انها تتعلق بالمقاومة - على مؤتمر الحوار العالق بين بندي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، في وقت كشفت فيه المعلومات، أن لا تحرك سريعاً قريباً على خط بيروت - دمشق، بالرغم من اللقاء والمصافحة التي جرت صباحاً، بين الرئيس السنيورة والرئيس السوري بشار الأسد قبل الجلسة الافتتاحية العلنية للقمة، والتي امتنع رئيس الحكومة اللبنانية عن حضورها، مفضّلاً إجراء لقاءات مع معظم القادة والمسؤولين العرب الذين يشاركون في القمة· وأعلن وزير الخارجية فوزي صلوخ ليلاً، بأن القمة اقرّت بند التضامن مع لبنان بحرفيته، كما ورد في مشروع القرار الذي اعدّه وزراء الخارجية العرب، ونفى ان تكون قد تطرقت الى موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، مشيراً الى ان هذا البند لم يكن مدرجاً على جدول أعمال القمة، وليس هناك من مشكلة، وليس هناك من حرب ضروس بين لبنان وسوريا، وهما بلدان شقيقان يربطهم تاريخ طويل وجغرافيا واسعة ومصالح مشتركة"· وفيما لم يشأ صلوخ الكشف عن حقيقة الخلاف الذي حصل في القمة بين الرئيسين لحود والسنيورة، مشيراً الى انه كانت لكل منهما رأيه، أوضحت مصادر مطلعة ان الرئيس السنيورة طالب القمة بدعم لبنان حتى تحرير كامل اراضيه، فيما طالب الرئيس لحود بدعم المقاومة وحدها· وليلاً، أوضح رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة خلفية النقاش الذي تمحور حول الفقرة (أ) من مشروع قرار "التضامن مع لبنان"، مزيلاً اللغط الذي اثارته بعض الجهات· وقال بيان للمكتب الإعلامي للرئيس السنيورة "ان الفقرة المذكورة أوردت الآتي: إن المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الاسرائيلية"· وأضاف البيان: "لقد كانت وجهة نظر الرئيس فؤاد السنيورة أن تحرير الأرض والدفاع عن كرامة الوطن هما حق وواجب للدولة اللبنانية، كما هو واجب وحق للشعب اللبناني بمجموعه· وإنطلاقاً من هذا الاعتبار المبدئي فضّل الرئيس السنيورة أن يجري التأكيد على حق الشعب اللبناني في المقاومة وفي تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية· وقال البيان: ان الرئيس السنيورة يهمه في هذا المجال تأكيد تقديره لإنجازات المقاومة الوطنية اللبنانية في النضال من اجل تحرير الارض وهو لم يتحفّظ عنه من قبل، بل هو ما أكّد عليه مراراً في المجلس النيابي وأعاد التأكيد عليه اليوم في القمة العربية بشأن المقاومة ودورها· وختم البيان "ان مَنْ يزايد ويحاول تسجيل النقاط على حساب وحدة اللبنانيين وتضامنهم يهدف في حقيقة الامر لتعطيل الحوار الجاري بمعزل عنه وبثّ التفرقة والانقسام بما يؤدي الى إضعاف المقاومة ولبنان"· أما مصادر الوفد المرافق للرئيس لحود، فقد روت وقائع السجال الذي قالت انه بدأ بطلب الرئيس السنيورة الكلام وقوله ان هناك مشروع قرار للبنان في الفقرة (5) التي تقول "التأكيد على دعم لبنان" وتلا الفقرة التي تقول: أ - في سعيه لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة من قبل اسرائيل، كما يقضي القرار 425 الصادر عن الامم المتحدة في العام 1979 ودعم اتصالات الحكومة اللبنانية لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وتحديدها وفق الاجراءات والاصول المتبعة والمقبولة لدى الامم المتحدة مع التأكيد ان المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية· وقال الرئيس السنيورة: "اطلب حذف عبارة "مع التأكيد ان المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني··" وابدالها بالعبارة الآتية: "مع التأكيد على حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية"، واكد السنيورة على وجوب تعديل هذه الفقرة لأن موضوع المقاومة هو موضع دراسة من قبل هيئة الحوار الوطني في لبنان· فيسأل الرئيس لحود: "انت تريد ان تحذف كلمة المقاومة اللبنانية"· فرد السنيورة: "ان هذا الموضوع لايزال قيد البحث في الحوار"· فقال الرئيس لحود: "طالما ان هذا الامر لايزال موضع بحث فمن حق لبنان ان يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامتنا الوطنية الى ان يقول مؤتمر الحوار عكس ذلك"· الا ان الرئيس السنيورة قال إن الصيغة التي يقترحها مناسبة اكثر· فطلب الرئيس لحود الكلام وقال: "لماذا ن
ريد ان نختبئ وراء اصبعنا، لولا المقاومة الوطنية لما كان هناك تحرير من الاحتلال الاسرائيلي· انا خلال الحديث عن موضوع حماس، لم أشأ ان اتدخل لأنه كان هناك موقف واضح وصريح من قبل القمة· في لبنان لا يزال قسم من ارضنا محتلاً ومن حقنا ان نقاوم لاسترجاعها والحقيقة التي يجب ان تذكر هي ان لبنان هو الدولة الوحيدة التي حررت اراضيها بفعل المقاومة· وللأسف، هناك من يريد ان يدفّع لبنان حقاً نتيجة تحرير أراضيه واسرائيل لن تنسى ما فعله اللبنانيون بها· واقول لكم انه عندما اتخذ القرار بإزالة سلاح المقاومة كنت انا قائداً للجيش وادركت ان اكثرية اللبنانيين لا تريد ضرب المقاومة فرفضت تنفيذ امر صدر إليّ لتنفيذ هذه المهمة فأكملت المقاومة دورها والجيش كان داعماً لها· وعلى هذا الاساس غيّر القيمون آنذاك على السلطة في لبنان قرارهم وحصل التحرير وتبقى مزارع شبعا· اليوم لماذا نريد ان نلغي عبارة المقاومة اللبنانية من بيان يصدر عن القمة، طالما ان الشعب اللبناني لم يبت بالموضوع، وهو امر لا يزال في طور البحث على طاولة الحوار· اما القول بأن بقاء عبارة المقاومة اللبنانية يحدث شرخاً في الرأي العام اللبناني كما قال الرئيس السنيورة، فلا اظن اننا في وارد اجراء اي شرخ، المسألة تبحث داخل لبنان في الحوار، والى ان يبت بالموضوع، تبقى عبارة المقاومة اللبنانية لاننا بهذه المقاومة استرجعنا الارض، وهنا اعترض على الكلام الذي سمعناه والنص يجب ان يبقى كما هو، ولا نريد ان يلعب احد على الكلام· فرد الرئيس السنيورة ان هذا الموضوع مطروح امام هيئة الحوار وهو يدرس درسا مستفيضا ولم يحسم بعد من قبل اللبنانيين وان موضوع المقاومة "شغال" في لجنة الحوار، وبالتالي يجب ازالة كلمة "المقاومة اللبنانية" لانها موضع بحث ولا يجوز ان تلزم القمة العربية مؤتمر الحوار بأي موقف· ورد الرئيس لحود قائلا: "هناك قرار اتخذته الدولة اللبنانية يعطي حقا مشروعا للمقاومة باسترجاع الاراضي المحتلة، اذا جاء قرار مؤتمر الحوار غير ذلك يتغير القرار اذ ذاك، الا انه حتى الآن المقاومة هي التي استرجعت الارض ولن اساوم عليها لان اللبنانيين يرفضون هذه المساومة"· ولكن الرئيس السنيورة عاد واكد ان عبارة "حق الشعب اللبناني في الدفاع عن ارضه تعني ضمنا ذلك"· فرد الرئيس لحود بالقول ان هذا الموضوع يبحث داخل لبنان وليس في القمة، والوفد اللبناني وفد واحد وليس وفدين، انا رئيس الوفد وانا اتحدث باسم لبنان وهذا شأن لبناني· فقال السنيورة: "هذا رأي الحكومة اللبنانية"· فلفته الرئيس السوداني (رئيس القمة) الى "اننا في قمة يحضرها الرؤساء والمقاومة صورة من صور التحرير"· وتابع الرئيس لحود قائلا: "هناك فرق بين ان نبقى على عبارة "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه"، والعبارة التي يقترحها الرئيس السنيورة، والذي حرر الارض هي المقاومة ويريدون ان تدفع الثمن هي وكل من ساهم في الوقوف معها في وجه اسرائيل· لماذا يريد الغاء كلمة المقاومة حتى لا نقول ان الشعب اللبناني لم يعد يقاوم؟ نحن هنا قادة الدول العربية وانا اصر على ان تبقى العبارة نفسها دون اي تعديل، ثم لماذا الاصرار على الغاء هذه العبارة اليوم طالما أنها كانت دائماً ترد في البيانات الرسمية للقمم العربية وطالما أنها تعبّر عن حقيقة قائمة، وعوضاً عن أن يفتشوا عن الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري نراهم يفكرون في قضايا أخرى، علماً أننا مع عمل لجنة التحقيق الدولية، ويجب أن تسرع في إنهاء مهمتها لتبدأ المحاكمة، لكن من غير المقبول أن يأخذوا اليوم ما فشلوا في أخذه سابقاً وهو حق لبنان في استرجاع أرضه المحتلة· وروى لحود للمؤتمر ما دار بينه وبين وزير الخارجية الأميركية السابق كولن باول عندما جاءه بعد أيام من سقوط بغداد يطلب نزع سلاح المقاومة ونشر الجيش على الشريط الحدودي وإنهاء الوضع القائم في الجنوب، وكيف أنه قال له أنه عندما تكون القوى غير متعادلة بين جيشين فإن المقاومة هي الحل الأمثل للتحرير· الآن اسرائيل تفكّر مرتين قبل أن تعتدي على لبنان بسبب وجود المقاومة، لماذا تريدوننا أن نخسر هذا الأمر؟ ولمصلحة من؟ جميل جداً أن نستعمل عبارات خاضعة لتفسيرات واجتهادات بينما الموقف اللبناني واضح ولا لبس فيه، مني بصفتي رئيساً للبنان أمام القمة العربية على أن تبقى العبارة كما هي"· ولكن الرئيس السنيورة قال: "نعم، هذه قمة رؤساء والقرار للرؤساء، ولكن أحذّر بأن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية في لبنان حتى لا يُقال أن القمة تدخلت لصالح فريق من اللبنانيين وكانت طرفاً وفريقاً"· وهنا تحدث عدد من رؤساء الوفود فاقترح أحدهم صيغة وسط، إلا أن الرئيس البشير قال: "عندما يتفق اللبنانيون على صيغة نهائية، فإن قرار الجامعة العربية لا يمكن أن يشكل نقضاً لهم"· وتدخل الرئيس السنيورة مجدداً لافتاً الى أن مؤتمر الحوار يدرس هذا الأمر، مكرراً التنبيه من تداعيات بقاء عبارة "المقاومة اللبنانية"· فأكد الرئيس لحود
مجدداً أنه عندما يتخذ القرار في لبنان نعمل بوحيه، إلا أنه حتى ذلك الوقت لا يجوز نزع حق لبنان في مقاومة الاحتلال، وأنا أصرّ على إبقاء العبارة كما هي، لافتاً الى أن في لبنان دستوراً ويجب التقيّد به، والموقف الذي أعبّر عنه هو الموقف الرسمي· وتحدث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فقال: "إن النص كما ورد يجب أن يبقى في الاتجاه نفسه، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وإذا أردنا أن نفتح ملف لبنان فيجب أن يكون جميع الأطراف حاضرين وهذا ليس شأن القمة· نعم المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني وإذا توصّلت هيئة الحوار في لبنان الى غير ذلك فلن نعارضها ونتخلى عن النصر الذي بين أيدينا· فتدخل الرئيس السنيورة لافتاً الى ان هذا الامر قد يؤدي الى وقف الحوار لأنه يظهر القمة وكأنها مع فئة من اللبنانيين· فرد الرئيس الجزائري قائلاً: "نحن لا نتحاور في قضية لبنان لان هناك واجباً في ان نسمع جميع الاطراف· وهناك غائبون، اننا في الجزائر فخورون بالمقاومة الوطنية"· وبعد نقاش قال الرئيس البشير: "القرار يبقى كما هو وإذا غير الشعب اللبناني رأيه نغيره، وما نعبّر عنه هو رأي القمة العربية وليس الحكومة اللبنانية"· فقال الرئيس لحود: "إن النص المعتمد هو نفسه كما ورد في البيان الوزاري لحكومة الرئيس السنيورة الذي نالت الثقة على اساسه"· فقال السنيورة: "لكن تغيّرت الاحوال، وهناك حوار"· فرد الرئيس لحود: "الحوار لم يحسم بعد هذه المسألة ولم يغيرها"· فطرح الرئيس السوداني مشروع القرار سائلاً اذا ما كان ثمة من يعترض فأقر بالإجماع· فقال البشير: "اختم النقاش وتبقى صيغة القرار كما وردت في بيان وزراء الخارجية الذي هو امامكم"· فحاول الرئيس السنيورة التدخل ولكن الرئيس البشير نقل البحث الى الموضوع التالي· واضافت "اللواء" ان الرئيس السنيورة كان قد امتنع عن حضور الجلسة الافتتاحية للقمة، وشارك في اعمال الجلسة المغلقة المسائية، معظم القادة العرب الذين شاركوا في الجلسة الصباحية، وبينهم الرئيس السوري بشار الاسد· وأكد رؤساء الوفود العربية للرئيس السنيورة سرورهم بالنتيجة التي توصل اليها الحوار في لبنان وضرورة استكمال هذا الحوار للوصول الى نتائجه الايجابية المرجوة والمنتظرة ليستعيد لبنان دوره وتألقه، مبدين "استعدادهم لمساعدة لبنان في أي شيء يطلبه"· أما بالنسبة الى لقاء الرئيس الاسد، فقد بادر الرئيس السنيورة، حسب مكتبه الاعلامي، الى ابلاغه بأنه سيتصل به "لتحديد موعد ملائم في اقرب فرصة ممكنة، تمهيداً لزيارة دمشق فأبدى الاسد ترحيبه، متمنياً ان يصار الى "اعداد جدول اعمال في الموضوعات التي سيصار الى بحثها في هذا اللقاء"· لكن مصدراً مقرباً من الوفد السوري الى الخرطوم، نفى لوكالة "فرانس برس" حصول لقاء بين الاسد والسنيورة قبيل افتتاح اعمال القمة، مؤكداً بأن الرجلين "تصافحا فقط" اثناء وقوف الوفود وتجمعهم لدخول القاعة الرئيسية التي عقدت فيها الجلسة الافتتاحية للقمة· واوضح مصدر في الوفد المرافق للرئيس السنيورة، انه لم يحضر الجلسة الافتتاحية لان "اهتمامه يتركز على ان يكون حاضراً ومشاركاً في جلسات العمل التي تلي الجلسة الافتتاحية وقد يبحث فيها موضوع لبنان، اضافة الى انتهاء الفرصة للقاءات مع رؤساء الوفود للتشاور في الاوضاع العربية· اما الرئيس السنيورة فقد اوضح انه سيكلف خلال الايام المقبلة جدول اعمال زيارة دمشق، وسنتحدث عن كيفية تحديد موعد لذلك، مشيراً الى انه "سيضع الجدول بكل تروٍ وهو معروف" لافتاً الى انه سيصار الى ترتيب اللقاء في وقت قريب"· وكرر رغبة لبنان الشديدة في ان يبني مع الشقيقة سوريا علاقات جيدة وصحية"· وقال: "ان العلاقات التاريخية التي تربطنا ومصالحنا المشتركة تحتم ان نعمل معاً وبكل اخلاص نبني هذه العلاقة على الاحترام المتبادل، وان تعالج كل المسائل التي تجعل هذه العلاقة متوترة"· وسبق للرئيس السنيورة ان اعلن فجر امس، انه سيبحث في دمشق موضوع تحديد الحدود في مزارع شبعا مع الجانب السوري لانه يجب الاتفاق بين لبنان وسوريا لتثبيت لبنانيتها تحت اشراف الامم المتحدة· واشار الى ان الاسد اعلن في حزيران من العام 2001 ومن أمام قصر الاليزيه ان مزارع شبعا لبنانية، وقال ان هذه القضية تحسم من خلال العلاقة بين البلدين وما يتوافق عليه لبنان وسوريا ويودعان الوثائق الامم المتحدة· وتابع السنيورة الذي كان يرد على وزير الخارجية السورية وليد المعلم: "ان كل كلام غير كلام الاسد ليس له معنى بالحقيقة"· وكانت الاتصالات والمشاورات في شأن الحوار على الطاولة المستديرة قد غابت امس حيث انشغل قادة هذا الحوار بمتابعة اخبار قمة الخرطوم· وتوقعت مصادر سياسية ان تشهد الساحة السياسية ابتداء من اليوم وحتى نهاية الاسبوع اتصالات بعيدة عن الاضواء في محاولة لانتاج مادة جديدة بخصوص الملف الرئاسي توضع علي طاولة الحوار الاثنين بعد ان فشل المتحاورون في احداث اي خرق على هذا الصعيد في الجولتين الثالثة والرابعة من
الحوار اللتين انحصر فيهما النقاش في الموضوع الرئاسي· وينتظر ان ترخي مقررات قمة الخرطوم بظلالها على هذه الاتصالات كون ان المقررات المتعلقة بلبنان والاتصالات الجانبية التي حصلت على هامش القمة ستكون بمثابة "البوصلة" التي ستوجه الحوار في مرحلته المقبلة· ومن جهته، عزا رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عدم احراز تقدم على طاولة الجولة الرابعة الى وجود فريق يدافع عن المصالح السورية· ورأى في حديث مع محطة ال"بي·بي·سي" ان عدم التوصل الى نتائج سيبقي البلد في حال شلل· وقال: "ان الموضوع الاساس هو ان يستبدل الرئيس الحالي برئيس جديد يكون محررا من القيود والقيد الاول هو في قضية مزارع شبعا التي اذا بقيت دون تحديد او ترسيم يبقى ما يسمى في لبنان المقاومة الى ابد الابدين· ولفت الى ان هناك فريقا في الحوار غالبه سوري، مشيرا الى ان "حزب الله" هو حزب يدافع عن النظام السوري ومصالح سوريا في لبنان تحت شعار تحرير مزارع شبعا، فيما هناك فريق لبناني هو الذي نجح في الانتخابات ويرفض الهيمنة السورية· وهنا الاشكال"· ورد الحزب التقدمي الاشتراكي امس على وزير الخارجية السوري وليد المعلم على خلفية حديثه الى احدى الصحف اللبنانية، وسأل ما اذا كان يحق للوزير السوري ان يسأل لبنان عن تحرير ارضه في الوقت الذي لم تمارس دولته او حزبه الحاكم اي شكل من اشكال المقاومة العسكرية ضد احتلال الجولان من قبل العدو نفسه؟؟ معتبرا ان استمرار السلاح خارج اطار الشرعية هو مطلب سوري لانه يساهم في جعل الساحة اللبنانية مستباحة ومفتوحة لكل الاحتمالات التي يستطيع النظام السوري توظيفها لصالحه· وسأل عن سبب رفض سوريا تسليم لبنان والامم المتحدة الوثائق العائدة لمزارع شبعا· ودعا "التقدمي" المعلم الى العودة للتاريخ وقراءة كل معطياته قبل اصدار الاحكام واطلاق التهم.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول ان مشاركة لبنان في القمة العربية المنعقدة في الخرطوم، برأسين وفريقين مثلهما رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، انعكست خلافا حادا بين الطرفين على خلفية دعم المقاومة وذلك على مرأى ومسمع من القادة العرب والوفود الاجنبية الحاضرة في الجلسة المغلقة المسائية. فعندما وصل القادة الى البند الخامس من مشروع البيان الختامي والذي يتعلق بحق المقاومة اللبنانية باسترجاع كامل الاراضي اللبنانية التي مازالت محتلة ابدى الرئيس السنيورة تحفظه قائلا: "ان هذا الموضوع هو موضع دراسة في الحوار الجاري في لبنان.." وطلب حذف عبارة: "مع التأكيد على ان المقاومة هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني باسترجاع اراضيه المحتلة" واستبدالها بالعبارة التالية: "مع التأكيد على حق الشعب اللبناني في تحرير ارضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والاطماع الاسرائيلية". وهنا سأل لحود السنيورة: "انت تريد ان تحذف كلمة المقاومة اللبنانية؟" فرد السنيورة قائلا: "ان هذا الموضوع مازال قيد البحث في الحوار"، عندها قال لحود: "طالما ان هذا الامر مايزال موضع بحث في الحوار فمن حق لبنان ان يتمسك بمقاومته لاسترجاع كرامته الوطنية الى ان يقول مؤتمر الحوار عكس ذلك". لكن الرئيس السنيورة قال ان الصيغة التي يقترحها مناسبة اكثر.. فعاد لحود وطلب الكلام ثانية قائلا: "لماذا نريد ان نختبىء وراء اصابعنا.. لولا المقاومة الوطنية لما كان هناك تحرير من الاحتلال الاسرائيلي ومن حقنا ان نقاوم لاسترجاع اراضينا التي مازالت تحت الاحتلال.." مذكرا بأن لبنان هو الدولة الوحيدة التي حررت اراضيها بفعل المقاومة.." وابدى لحود اصرارا على موقفه فتبنت القمة بالاجماع النص الوارد في الفقرة الخامسة الذي ينص على "حق لبنان بالمقاومة المشروعة لاسترجاع ما تبقى من اراضيه".. ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصادر المجتمعين في الجلسة المغلقة ان لحود علا صوته اثناء رده على السنيورة، ثم تبادل الرجلان كلمات حادة. وتجدر الاشارة الى ان الرئيس بشار الأسد لم يكن حاضراً الجلسة حيث عاد الى دمشق قبل انتهاء اعمال القمة. وكان المشهد اللبناني في اروقة مكان انعقاد القمة، حيث قام كلا من لحود والسنيورة باجراء لقاءات منفصلة مع رؤساء الوفود المشاركة، من دون ان يلتقي المسؤولين اللبنانيين سوياً. وبرز في هذا السياق تضارب في المعلومات حول شكل ومضمون اللقاء العابر بين الرئيس الأسد والرئيس السنيورة. فقد اكدت مصادر السنيورة ان الاخير التقى قبل افتتاح القمة الاسد وبادر الى ابلاغه بأنه سيتصل به لتحديد موعد ملائم في اقرب فرصة ممكنة تمهيدا لزيارة دمشق. واضافت المصادر ان الرئيس الاسد ابدى ترحيبا متمنيا ان يصار الى اعداد جدول اعمال في الموضوعات التي سيصار الى بحثها في هذا اللقاء. لكن مصدرا قريبا من الوفد السوري نفى حصول اللقاء مؤكدا ان الاسد والسنيورة تصافحا فقط. الا ان السنيورة اكد انه سيصار الى ترتيب لقاء قريب مع الرئيس الاسد وقال "عبرنا منذ فترة طويلة عن رغبتنا الشديدة في لبنان بأن نبني والشقيقة سورية علاقات جيدة وصحية لان العلاقات التاريخية التي تربطنا ومصالحنا المشتركة تحتم ان نعمل معا بكل اخلاص لنبني هذه العلاقة على الاحترام المتبادل، وان تعالج كل المسائل التي تجعل هذه العلاقة متوترة" سيصار "خلال الايام المقبلة وضع جدول اعمال". وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي التقى السنيورة مساء اول امس، نفى ان تكون هناك وساطة لترتيب اللقاء بين الاسد والسنيورة وقال: "الرئيس السنيورة نفسه يقول انه سيعمل على هذا اللقاء، واذا احتاج الى مساعدة يقول لنا ولكن لا اعتقد انه يحتاج الى مساعدة". وتفرغ السنيورة الذي يحضر الجلسة العلنية لاجراء لقاءات ثنائية مع رؤساء الوفود العربية، لشرح تطورات الاوضاع في لبنان وما تحقق من خطوات على صعيد الحوار الوطني. واوضح مصدر في الوفد اللبناني "ان اهتمام رئيس مجلس الوزراء يتركز على ان يكون حاضرا ومشاركا في جلسات العمل التي تلي الجلسة الافتتاحية، وقد بحث فيها موضوع لبنان اضافة الى انتهاز الفرصة للقاءات مع رؤساء الوفود للتشاور في الاوضاع العربية". وتمثل لبنان في الجلسة الافتتاحية بالرئيس لحود والوفد المرافق له، لكنه لم يلق كلمة كما كان مقرّراً. والتقى لحود لليوم الثاني على التوالي عدداً من رؤساء الوفود وأبرزهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوفد السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. ومن المقرر أن يعود لحود اليوم إلى بيروت بعد اختتام اعمال القمة. على الصعيد الداخلي، وبانتظار مواصلة الحوار يوم الإثنين المقبل، نشطت اللقاءات والمشاورات المتصلة بموضوع رئاسة الجمهورية. وفي هذا السياق، زار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الرابية. وأعلن عد
وان أن الاجتماع "تناول مواضيع عدة منها استكمال المواضيع على طاولة الحوار" معتبراً اننا "اليوم امام خيارين، إما نحن كلبنانيين نستطيع ان نتوصل إلى أن نختار رئيس جمهورية وإما ان نفسح مجالاً لمبادرات خارجية تؤمن او تساعد في هذا الموضوع" منبّهاً الى "ان الاشخاص الذين يأتون بتسوية من الصعب ان يتصفوا بالمواصفات كما لو اختارهم اللبنانيون". وكشف عدوان عن ان لدى القوات لائحة مرشحين تتضمن اسم عون، لافتاً الى انه عرضها على البطريرك الماروني نصر الله صفير. من جهته، رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان بقاء لحود في ولايته هو "خيار" لكنه حذر من ان البلد سيبقى مشلولاً سنة ونصفاً. واتهم "حزب الله" بالدفاع عن مصالح سورية في لبنان تحت شعار تحرير مزارع شبعا. من ناحيته، رأى السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان "ان القرار 1559 كان واضحاً لناحية حصول لبنان على قوات مسلحة موحدة وان تحتكر الحكومة والشعب اللبناني قرار السلم والحرب" وتوقع "من خلال الحوار الوطني في هذا الوقت ان يتم التطرق الى موضوع سلاح حزب الله كما وعد الرئيس (نبيه) بري وغيره". وربط فيلتمان تحديد موعد عقد مؤتمر "بيروت 1" "بشعور الحكومة اللبنانية بأنها مستعدة لتقديم برنامج الاصلاحات الى المجتمع الدولي لتنال دعمه". في غضون ذلك لا تزال مسألة تقسيم الدوائر الانتخابية تحول دون ابصار قانون الانتخاب النور. وشدد رئيس الهيئة الوطنية لصياغة قانون الانتخاب الوزير الاسبق فؤاد بطرس على وجوب بحث هذه القضية "في جو من الهدوء والتجرد وليس التشنج". واوضح بطرس بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة "ان الهيئة مستمدة صلاحياتها من قرار مجلس الوزراء وليس من القانون ولا من الدستور" مشيراً الى ان هذا القرار "يتكلم من جهة عن المحافظة كدائرة انتخابية، ومن جهة اخرى على ان تأخذ الطوائف حقوقها، وعلينا ايجاد حل لا يكون فيه تناقض بين النظرتين.
ـ البيرق ـ
قالت "البيرق" ان الانقسام اللبناني في قمة الخرطوم كاد ينسحب على القرارات التي صدرت او ستصدر عنها بشأن لبنان اولا مسارعة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الى تثبيت حق لبنان في المقاومة لتحرير ما تبقى من ارضه الذي كان وزراء الخارجية العرب قد اقروه في مشروع قرار رفعوه الى القمة , قاطعا الطريق على وجهة نظر ابداها الرئيس السنيورة تقول بعدم الاتيان على ذكر المقاومة لان هذا الموضوع مطروح على بساط البحث في مؤتمر الحوار الوطني ولم يتخذ المؤتمر بعد قراره النهائي بشأنه . على ان هذا الانقسام اللبناني في القمة كان محور الاهتمام الداخلي امس الى درجة انه حجب الاهتمام عن مداولات القمة , اذ انه بدل ان يلتحق السنيورة بالوفد ويجلس خلف الرئيس لحود على طاولة القمة جلس في مقاعد الضيوف ليغتنم الفرصة ويعقد لقاءات هامشية مع الملوك والرؤساء العرب ومع نظراء له . واذ وزع مكتب رئيس الحكومة الاعلامي بيانا عن لقاء تم بينه وبين الرئيس الأسد , اذاع مصدر سوري ان اللقاء لم يحصل وان ما حصل كان مصافحة بالايدي فقط . ورجح مصدر واسع الاطلاع ل "البيرق" ان تكون لهذه التطورات انعكاساتها على مستقبل الاوضاع الداخلية لان ما حصل في الخرطوم كان بمثابة اعلان " قطيعة" بين الرئيسين لحود والسنيورة يخشى ان تنعكس على الوضع الحكومي واجتماعات مجلس الوزراء . كذلك يخشى ان ينعكس موقف السنيورة من المقاومة على علاقته بحزب الله واطراف اخرى. ولا يستبعد ان تنعكس هذه التطورات ايضا على الجولة الحوارية المقبلة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018