ارشيف من : 2005-2008
تقرير لـ"هيومن رايتس فيرست" ينتقد تحقيقات الجيش الأميركي في مقتل سجناء
أظهر محامون يدافعون عن حقوق الانسان أوجه خلل عديدة في تحقيقات أجراها الجيش الامريكي في مقتل سجناء تحتجزهم الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان ومن ذلك التقاعس عن إجراء مقابلات مع شهود رئيسيين أو جمع والاحتفاظ بأدلة يمكن للمدعين استخدامها. وقالت وزارة الحرب الامريكية (البنتاجون) إن حوالى 108 محتجزاً لقوا حتفهم في أماكن حجز تابعة للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان منذ عام 2002 دون حساب أعداد الذين قتلوا في هجمات بقذائف المورتر شنها مسلحون على أماكن الحجز.
وانتقد تقرير لجماعة هيومان رايتس فيرست ومقرها نيويورك الجيش لتسجيله الوفيات بين السجناء "بطريقة عشوائية" ولتقاعس بعض القادة العسكريين كذلك في الابلاغ عن الوفيات في توقيت مناسب. وقالت ديبورا بيرلشتاين من هيومان رايتس فيرست "وجدنا في كل مكان أوجه خلل وقصور مذهلة في الطريقة التي أجريت بها التحقيقات في قضية تلو الاخرى." وأضافت أن أوجه القصور قوضت احتمالات ادانة موظفين أمريكيين قد يكونون انتهكوا القانون.
وقال تقرير هيومان رايتس فيرست ان محققي الجيش في كثير من الحالات لم يجروا مقابلات مع شهود رئيسيين على وفاة أو حوادث أفضت الى وفاة ولم يجر تشريح للجثث في بعض الحالات وعوملت الجثث بعدم اهتمام. واضاف أن الجيش بدأ في بعض الحالات تحقيقات جنائية وادارية منفصلة في وفاة أحد المحتجزين وأن تلك التحقيقات تعارضت احياناً بعضها مع بعض بما يضر باحتمالات المحاكمة. وقالت الجماعة ان التقرير استند الى تحليل لوثائق قيادة التحريات الجنائية بالجيش والروايات الصحفية والمقابلات التي أجرتها. وأشار التقرير الى حالة هادي عبد الحسين حسون الزبيدي قائلا ان معلومات الجيش أشارت الى أنه لقي حتفه في معسكر بوكا في العراق فيما بين نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر عام 2003. وقال ان محققي الجيش علموا بالوفاة بعد عام تقريباً وأغلقت القضية دون تحديد سبب الوفاة. كما أشار التقرير الى حالة المحتجز العراقي عبيد هيثر رداد الذي قتل بالرصاص في موقع حجز أمريكي في تكريت في أيلول/ سبتمبر 2003. ولم يتم الابلاغ عن وفاته لأربعة أيام وتقاعس الجيش عن الحصول على السلاح أو الرصاصة التي قتل بها ولم يجر تشريح للجثة. وأضاف التقرير أن قائد الجندي الامريكي المتهم باطلاق النار وافق على اعفائه من الجيش قبل أسبوع من عثور المحققين الجنائيين على سبب محتمل لاتهامه بالجريمة.
وقال التقرير ان الاهمال في التعامل مع الادلة وهي اجزاء الجثة في هذه الحالة أضعف الدعوى التي أقامها الادعاء على مشاة البحرية الامريكيين في قتل نجم سعدون حطب (52 عاما) خنقا في عام 2003 في حجز قرب الناصرية. وقال التقرير ان حقيبة تحتوي على اعضائه الداخلية تركت على مدرج في مطار وانفجرت من حرارة الجو في العراق وعثر على قفصه الصدري وحنجرته في معملين طبيين في قارتين مختلفتين ولم يعثر قط على عظام عنقه المهشمة.
وأشار التقرير الى وفاة ناصف ابراهيم (63 عاما) الذي اعتبرت وفاته في سجن أبو غريب في كانون الثاني/ يناير عام 2004 بسبب أزمة قلبية. ووجد تقرير للجيش صدر في وقت لاحق أن المحققين الاصليين لم يجروا مقابلات مع شهود رئيسيين أو ابن الرجل الذي كان مسجونا معه. وقال الابن أن حراسا أمريكيين ضربوه هو وأباه وعرضوهما بشكل متكرر لجرعات من الماء البارد وأجبروهما على الوقوف في أوضاع مؤلمة وحرموهما من الطعام وهددوهما بالكلاب.
وكالات ـ "رويترز"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018