ارشيف من : 2005-2008
الشيخ قاسم لـ"السفير": طرح السنيورة حول ترسيم الحدود ليست في وقته/ ما دامت مزارع شبعا محتلة وما دام هناك معتقلون فإن المقاومة ضرورة ملحة
قال نائب الأمين العام لحزب الله رداً على كلام تيري رود لارسن الأخير بأنه لم تعد هناك من ذرائع لاستمرار المقاومة، "نحن لا نحتاج الى شهادة او إفادة من لارسن الذي لا يعبر في النتيجة عن تطلعات اللبنانيين، ونحن كنا نؤكد من اليوم الأول ان الخط الأزرق لا يعبر عن حقيقة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهذا يعني من وجهة نظرنا ان القرار 425 لم ينفذ، وأن مجلس الامن كان منحازاً في إعطاء إفادة بأن "اسرائيل" لم تعد محتلة" وتابع قاسم في حيث لصحيفة "السفير" "ما دامت مزارع شبعا محتلة والتهديدات الاسرائيلية مستمرة وما دام لدى العدو الإسرائيلي معتقلون فإن المقاومة تبقى ضرورة ملحة وهي تكتسب شرعيتها من حقها وشعبها وليس من تصريحات لارسن المنحازة". وتعليقاً على ما صدر عن رئيس الحكومة بشان ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، اكد الشيخ قاسم "أن هوية مزارع شبعا محسومة من جهة لبنان وسوريا لناحية أنها مزارع لبنانية، أما مطلب ترسيم الحدود فقد يجر الى مجال آخر له علاقة بالازمة القائمة في المنطقة، تمهيداً للنفاذ الى المطالب الاسرائيلية في تحديد حدود الكيان المفترض، مع ما سيواكب ذلك من ضغط على سوريا لتسلك هذا المسار، وبالتالي نحن لا نريد ان نحوّل لبنان الى أداة ضغط في هذا السياق، علماً انه لا توجد أصلا أزمة تستلزم ان نفتح هذا الملف في هذه المرحلة، إذ ليست هناك مشكلة إلا حول مزارع شبعا حسب المنطوق الدولي، ولكنها ليست كذلك وفق الرؤية اللبنانية والسورية، واعتبر قاسم " أن مسألة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا غير ملحة وإثارتها الآن تؤذي البلدين بينما تؤدي خدمة مجانية لمن هم خارج دائرتهما. وقال في هذا الصدد "حسب معلوماتنا، لم يُتفق على طرح قضية ترسيم الحدود من قبل الجانبين المعنيين بها، ونحن نعتبر انه ليس من المناسب ان يطرحها طرف واحد، بل إن ملفاً كهذا يحتاج الى تنسيق بين لبنان وسوريا لاختيار التوقيت المناسب لفتحه، إذا كانت هناك حاجة فعلية للخوض فيه". مضيفاً "لا أدري ما الذي يقصده رئيس الحكومة من هذه الفكرة، ولكن ما أستطيع تأكيده انها فكرة غير متفق عليها من قبل البلدين، ثم إن إثارة مسألة حساسة كهذه تحتاج أولا الى ان تُطرح داخل مجلس الوزراء حتى تتم مناقشتها بكل أبعادها، لأنها ليست موضوعاً عرضياً او بسيطاً، وطالما ان هناك شبهة حول ترسيم الحدود، علينا ان نبتعد عنها، تجنباً لقضايا متفجرة تخدم الآخرين، بصرف النظر عن النوايا".
ولفت قاسم الانتباه الى ان عدم الحماسة لترسيم الحدود، سابقاً وحالياً، ينطلق من وجوب عدم الانزلاق الى أي آلية غير مضمونة للتحكم بطبيعة الحدود بين لبنان وفلسطين، ولبنان وسوريا، وسوريا وفلسطين وهي جميعها مترابطة عملياً محذراً من ان التحكيم او الإشراف الدولي في هذا المجال، وسط الظروف الراهنة، سيفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول نقاط أخرى لا تتعلق بلبنان وسوريا بل تتناول سوريا وفلسطين، الأمر الذي يمكن ان يؤدي الى إضعاف المطالب السورية، عدا عن الانعكاسات المحتملة على حقوقنا نحن.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018