ارشيف من : 2005-2008

روبرتسون عندما يهذي

روبرتسون عندما يهذي

الكساندر كوكبيرن‏

السر الغامض الوحيد هو السبب الذي يجعل روبرتسون في ظل التوقعات الرؤيوية يهذي عن تهديد يمثله تشافيز ويطالب بأن تقتله وكالة الاستخبارات الامريكية‏

هذه لحظات مجيدة لبات روبرتسون، فموقفه باعتباره كبير القساوسة المسيحيين في أمريكا يتعزز مع تخلي بيلي جراهام وجيري فالويل عن منبر الوعظ والتبشير لمايسترو التحالف المسيحي ذي اللسان المعسول.‏

وقبل عقد من الآن كانت “سي.ان.ان” ستعطي زمن عرض على الهواء مدته نصف ساعة لزعيم كوريا الشمالية. ولكن، وفي الاسبوع الماضي، أومأ وولف بليتزر برأسه باحترام بينما كان روبرتسون يتحدث بحماسة عن زمن النهاية أو نهاية الوقت:‏

مرحباً بك في “ليت إديشن” ايها القس..‏

القس بات روبرتسون: اشكرك يا وولف.‏

بليتزر: اشكرك كثيرا على وجودك معنا.‏

انني اريد الحديث عن هارييت ميرز بعد قليل، ولكنك قس، وانت ترى ما يحدث في العالم الآن في باكستان والهند وافغانستان حدث زلزال ربما وصل عدد ضحاياه الى 20،000 قتيل وربما بلغ ضعف ذلك العدد إذ ليس لدينا احصائية دقيقة، وهناك اعاصير في الولايات المتحدة وحول العالم، وتسونامي قبل اقل من عام تقريبا في جنوب شرق آسيا. ما الذي يحدث؟‏

واستعد روبرتسون برفق للرد:‏

أعتقد يا وولف انك كنت حاد الملاحظة للغاية في ادراك المفتاح هنا. وإذا عدت لقراءة الكتاب المقدس، وطالعت خطاب الحواري بطرس لكنيسة تسالونيكا، تجد انه قال ان في الأيام اللاحقة قبل نهاية الوقت ستقع الأرض فريسة لما سماه بالآلام المفاجئة لولادة نظام جديد.‏

والحقيقة ان أي شخص يعرف ما تعانيه الزوجة من آلام الطلق، ويعرف كيف تبدأ هذه الآلام، يستطيع فهم ما أقول. وليست لدي أي كلمة تؤكد تطابق الحالتين، ولكن ربما يكون ما يجري شبيهاً بآلام الطلق. وقد بدأت هذه الأشياء تحدث بانتظام مدهش.‏

وهز بليتزر رأسه كمرافق في مستشفى عقلي يهدىء نزيلاً مزعجاً، وعاد يطرح عليه السؤال بصيغة أخرى: ولكن ما الذي يعنيه ذلك؟ اريد منك ان توضح ذلك بكلمات أكثر بساطة حتى استطيع ان أفهم ما تقصده.‏

روبرتسون: حسناً، إن ما يوصف بالأمل المبارك في الكتاب المقدس هو ان السيد المسيح (عليه السلام) سيعود يوماً ويبدأ عهداً جديداً تماماً، وان هذا النظام العالمي الذي نعرف سيتغير ليصبح شيئاً رائعاً نسميه الألفية. وقبل ان يجيء ذلك الوقت الجميل، ستكون هناك أيام عصيبة وسيشبه ذلك ما تعيشه المرأة عند المخاض وقبل ان تضع مولودها.‏

وصدر عن بليتزر المزيد من ايماءات الرأس:‏

بليتزر: إذن انت تعتقد أننا ربما وصلنا الى تلك اللحظة الآن؟‏

روبرتسون: هذا جائز يا وولف. ولا أتلقى وحياً خاصاً لأقول ان ذلك حدث، ولكن الكتاب المقدس يشير بالفعل الى ان وقتاً كهذا سيحل في نهاية الزمن، فهل يمكن ان يكون هذا الذي يحدث؟ ربما.‏

بليتزر: حسناً. دعنا ننتقل الى موضوع قد نستطيع فهمه بشكل أفضل قليلاً، وهذا الموضوع هو هارييت ميرز.‏

وبعد ان وبخ جيمس روبسون (التركيز على العائلة) بسبب لغته المغالى فيها، أنهى روبرتسون المقابلة بعد دقائق قليلة بالادعاء ان الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز ـ الذي طالب القس باغتياله مؤخراً ـ يبني ترسانة نووية وانه بعث بمليون دولار الى أسامة بن لادن بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر.‏

والجزء اللافت في كل هذا هو ان تلك الكلمات ذاتها كان يمكن ان تكون قد خرجت من فم الرئيس الذي ربما تكون علاقته بالمسيح وتوقعاته عن زمن النهاية أقوى على الأرجح من علاقة روبرتسون بالمسيح وتوقعاته عن زمن النهاية، بما ان الأخير مهني متمرس وليس هاوياً ملهماً.‏

وقد اعتاد ريغان التحدث عن زمن النهاية ايضاً، واشار في مرة من المرات الى انه ربما يحدث خلال “عمرنا”. وينبغي لصحافيين مثل بليتزر طرح الموضوع مرات اكثر على ذوي الرؤيا النبوئية من امثال روبرتسون وعلى الرئيس. وسوف يعطي ذلك المؤتمرات الصحافية حيوية كئيبة.‏

والسر الغامض الوحيد هو السبب الذي يجعل روبرتسون في ظل هذه التوقعات الرؤيوية ـ يهذي عن تهديد يمثله تشافيز وياطلب بأن تقتله وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه). ومن المؤكد انه لايعتقد ان الزعيم الفنزويلي سينجو من غضب الرب القادم عندما يصعد الناجون الى السماء، ويستقر الملعونون في جهنم. فلماذا اذن يطلب من ال”سي.آي.ايه” ان تفعل ما سيتولاه المولى عز وجل قريباً؟‏

المصدر: مركز دراسات أميركا والغرب‏

2006-10-30