ارشيف من : 2005-2008

من أوراق الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

من أوراق الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005

استحوذت الأحداث في فرنسا على اهتمام الصحف البريطانية التي وصفتها تارة بـ"الإنتفاضة" وتارة بـ"الثورة" وتارة بـ"صرخة المحرومين".‏

صحيفة "الاندبندنت"‏

تناولت صحيفة "الإندبندنت" الموضوع الفرنسي بإخراج مميز إذ وضعت الشعار القومي الفرنسي عنواناً على الصفحة الأولى وهو "الحرية والمساواة والإخاء"، وذلك بألوان العلم الفرنسي (الأزرق والأبيض والأحمر).‏

وأمام كل كلمة في الشعار صورة وتعليق. فمع كلمة "الحرية" صورة لفرنسيات متحجبات في مظاهرة ضد قانون منع الحجاب في المؤسسات العمومية وتعليق يقول: المسلمات في فرنسا يمنعن من ارتداء الحجاب.‏

وأمام "المساواة" علامات الحسرة في وجه فرنسي أسود وتعليق يقول: الفرنسيون من غير البيض يعانون مرتين أكثر من البطالة.‏

وأمام "الإخاء" فرنسيون مهاجرون أمام بعض عناصر الأمن وعنوان يقول: الحكومة الفرنسية تقر بفشل سياسة الإدماج.‏

وبعد ذلك عنوان رابع بالأسود أمام صورة لسيارات محترقة يقول: الواقع، شيراك يتعهد بإعادة استتباب الأمن بعد أن غرقت فرنسا في أوحال المظاهرات.‏

وتقول الصحيفة إن أحداث السبت شكلت منعطفا خطيرا نحو مزيد من التصعيد بعد مرور أسبوعين على بدء أعمال العنف.‏

صحيفة "الفاينانشال تايمز"‏

تحت عنوان "الحرية والمساواة والإخاء للبعض فقط" نقلت صحيفة "الفاينانشال تايمز" فقرات من كتاب كان قد صدر قبل عشر سنوات للرئيس الفرنسي جاك شيراك بعنوان فرنسا للجميع، من بين ما جاء فيها: نصف الفرنسيين لا يسمع صوتهم ولا يتلقون أية حماية. لقد فقد الناس الثقة. ولعل يأسهم يدعونا إلى التفكير مليا. نحن نعيش الآن تحت رحمة تمزق اجتماعي".‏

وتقول الصحيفة إن هذه العبارات التي كتبت قبل عشرة أعوام تعبر بصدق عن الوضع الحالي في فرنسا. وتقول إن كلمات شيراك التي تعهدت في كتاب صدر قبيل فوزه بالمعركة الرئاسية بالقضاء على الفوارق الطبقية وتقليص البطالة، أصبحت الآن فارغة المحتوى كما هي كلمات العديد ممن يشكلون النخبة السياسية في فرنسا.‏

صحيفة "الدايلي تلغراف"‏

صحيفة الديلي تيليغراف اعتبرت أن أحداث الضاحية الباريسية تحمل في طياتها تذكيرا بأحداث 1968 الطلابية التي كانت إيذانا بانتهاء عهد الجنرال دوغول، لكنها جاءت هذه المرة من المهاجرين وقد تنقلب، برأي الصحيفة، من عنف فوضوي لا معنى له إلى عنف سياسي. وتنقل الديلي تيلغراف عن عالم الإجتماع فابيان جوبار قوله لصحيفة فرنسية: " إن احداث الشغب تكون بمثابة تعبير عن تعبئة سياسية عندما لا يكون هنالك زعيم أو منظمة سياسية أو أيديولوجية معينة." وتضيف الصحيفة أنه خلال ثورة 1968 الطلابية كان دوغول هو الملك الهرم المتربع على العرش. أما الآن فهو شيراك وخصمه الرجل ذي القبضة الحديدية المكلف بالأمن، نيكولا ساركوزي.‏

صحيفة "التايمز"‏

صحيفة "التايمز" اعتبرت في زاوية خاصة للتعليق على هذه الأحداث أن المصير السياسي لوزير الداخلية نيكولا ساركوزي مرتبط بإيجاد حل للأزمة. وحسب الصحيفة فإن أولئك‏

"الأوباش الصغار" في الضواحي ومن يقفون خلفهم من الكبار لن يهدأ لهم روع إلى أن يسقطوا هذا الزعيم السياسي الذي كان الحظ مبتسما له إلى حدود الصيف الماضي.‏

فقد دفعته تصريحاته "غير اللبقة" بشأن تطهير الضواحي من "حثالة الأرض" لأن يصبح عدوا لهم ورمزا للعداء تجاه سلطة البيض. وذكرت التايمز بالانتقادات التي وجهها له بهذا الشأن فرانسوا هولاند، زعيم المعارضة الإشتراكية ووسائل الإعلام التي وصفته بـ"رجل الإطفاء مشعل النيران" في إشارة إلى تصريحاته المثيرة. وتضيف الصحيفة أنه من غريب المفارقات أن ساركوزي المنحدر من عائلة مهاجر مجري يعتبر من أشد المعارضين لمحاولات تدارك فرنسا لفشلها في إدماج الأقليات العرقية في بوتقة المجتمع الفرنسي.‏

صحيفة "الغارديان"‏

في إحدى الصفحات الداخلية لصحيفة "الغارديان" مقال تحت عنوان "عالمان متباعدان: ضواحي باريس والقطيعة بين الأمل واليأس" يصف هدوء بعض الأحياء الراقية في باريس وما تتمتع به من ثروات وخدمات وما يقابل ذلك من بؤس في الضفة الأخرى التي لا تبعد عنها سوى بمسافة تقطعها السيارة في أقل من نصف ساعة.‏

ويقول كاتب المقال من منطقة أولني سوبوا "إنها فرنسا واحدة هادئة ومريحة ومتمتعة بملذات الحياة. وعلى مسافة نصف ميل تقبع فرنسا ثانية، حيث مساكن الفقر والحرمان التي تأوي نفوساً تحلم في أحسن الأحوال بوظيفة بسيطة لحمل الحقائب في مطار شارل دوغول الدولي تمنحهم أجرة متوسطة".‏

وفي صحيفة "الغارديان" أيضاً موضوع تحت عنوان "هزيمة أخرى لبلير في العراق". ويتعلق الأمر بما كشف عنه السفير البريطاني السابق لدى واشنطن كريستوفر ماير في كتاب صدر حديثا من تصريحات يتحدث فيها عن فشل رئيس الوزراء في ممارسة أي ضغط على بوش وعن كونه قد سقط في فخ الإفتتان بالقوة الأمريكية.‏

ومن بين ما قاله الدبلوماسي السابق أن بلير فاتته فرص عديدة لوقف الوتيرة التي كانت تهيأ بها الحرب في العراق وأن ذلك الفشل هو سبب الفوضى التي تعيشها بريطانيا في الوقت الراهن. ويقول ماير الذي كان من أشد المناوئين لموقف توني بلير من الحرب إن هذا الأخير وفريقه كانوا معجبين بالقوة الأمريكية وفشلوا في التفاوض حول الدعم البريطاني للحرب. ويضيف أن هذه التبعية تضع مصير المرء بيد الحليف الأقوى، متهماً بلير بالضعف والفشل في الجلوس مع بوش ومقارعة أفكاره مقارعة الند للند وإبلاغه أن بريطانيا لا يمكنها أن تكون حليفة في الحرب إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها.‏

2006-10-30