ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الخميس 6 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير", وكأن شيئا لم يكن. فقط حضر رئيس الجمهورية إميل لحود، فترأس جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، مساء أمس، في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ونسي جميع الحاضرين أن الرأي العام لم يغب عن ذاكرته الكلام عن شخصيات مثل "عادل إمام" وحكايات "الفتفتة" وغيرها من عبارات التشويق، التي تخللت الجلسة الحكومية السابقة، على خلفية ما جرى قبلها من نشر للغسيل اللبناني في قمة الخرطوم. وهكذا ازدحم المقر الموقت بالحاضرين وابتساماتهم العريضة وبمصافحة الرئيس لحود لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومعظم وزراء الأكثرية، وبينهم وزير الداخلية احمد فتفت. وفوّت جدول الأعمال بموضوعه الاقتصادي "الاصلاحي" على الرأي العام اللبناني، فرصة الاستمتاع بـ"حفلة فتفتة" واتهامات جديدة، كادت تصبح مسلسلا دوريا، لولا المناخ الذي كرّسه المؤتمر الحواري في جلسته الأخيرة، سواء حول وصول الملف الرئاسي إلى شبه حائط مسدود وبدء الاستعداد النفسي لدى فريق الأكثرية إزاء احتمال المساكنة مع لحود في ما تبقى له من ولايته، أو حول وجوب التحلي بالهدوء وضبط النفس في المرحلة الفاصلة عن استئناف الحوار في الثامن والعشرين من الجاري. وإذا كانت جلسة مجلس الوزراء قد مرت بهدوء سياسي وحوّلها رئيس الحكومة إلى مؤشر لقياس ردة فعل رئيس الجمهورية وفريق الأقلية الوزارية إزاء العناوين الواردة في الورقة الإصلاحية، فإن اللافت للانتباه، أن طبيعة المناقشات التي شهدتها الجلسة، أظهرت اصطفافات ستكون عابرة على الأرجح، خاصة عندما عبّر عدد من وزراء "اللقاء الديموقراطي" عن ملاحظاتهم على المضامين الاجتماعية للورقة الإصلاحية ليلتقوا إلى حد كبير مع ملاحظات وزراء "حزب الله" و"أمل"!
وفي هذه الأثناء، بدا أن زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى دمشق دونها عقبات وحواجز كثيرة، حتى أن بعض المصادر اللبنانية المتابعة للاتصالات، استنتجت أن الزيارة "ستصبح أكثر واقعية بعد انتهاء المتحاورين من النقطة الأخيرة المطروحة على جدول الأعمال، أي موضوع سلاح المقاومة، خاصة ان أكثر من مسؤول سوري ردد في الآونة الأخيرة كلاما في هذا الاتجاه". وأوضحت المصادر ذاتها أنه يمكن التعويل على الاتصالات العربية، وتحديدا تلك التي تقوم بها القاهرة والرياض، وهي تنتظر معطيات ملموسة من العاصمتين اللبنانية والسورية من اجل ضمان أي خطوة عربية لاحقة وتجنب تكرار ما حصل في المرات السابقة. وشددت على أولوية اجراءت بناء الثقة بين البلدين قبل الخوض في جدول أعمال لا يحمل في مضامينه الأساسية نية التطبيع بين البلدين بقدر ما يمكن ان يؤدي الى الانزلاق نحو توترات جديدة. وفي هذا الإطار، نقل الزميل سامي كليب عن مسؤول سوري رفيع المستوى قوله إن المطلوب "معرفة أهداف ومقاصد زيارة الرئيس السنيورة الى سوريا". وعندما قيل للمسؤول السوري ان بين أهداف زيارة الرئيس السنيورة التوقيع السوري رسميا على خارطة تثبيت لبنانية مزارع شبعا، ثم الشروع بمناقشة ملف العلاقات الثنائية، أجاب "نحن قلنا أكثر من مرة إن مزارع شبعا لبنانية، وهناك أشياء رسمية حصلت مع الأمم المتحدة بشأن المزارع والعلاقات مع لبنان. وأما إذا كان الهدف، هو نزع سلاح المقاومة، فهذا يعني استهداف المقاومة واستهدافنا. أما العلاقات الثنائية، فمن الصعب بحثها في سوريا حاليا لأن الظروف القائمة حاليا لن تؤدي إلى بحث صحيح في هذه العلاقات وإنما قد تكون هناك أهداف أخرى ابعد من مصلحة لبنان وسوريا". وعند تكرار السؤال لماذا لن تحصل زيارة رئيس الحكومة اللبنانية إلى دمشق، يجيب المسؤول السوري الرفيع المستوى: "نحن نرحب بكل شقيق لبناني، ولكن يجب أن تكون الأمور واضحة قبل أي زيارة رسمية، كما يجب أن تكون النوايا صافية قبل البحث في هكذا أمور. أما إذا كان الهدف هو نزع سلاح المقاومة والضغط على سوريا وتمهيد الطريق لمشاريع الهيمنة الغربية، فهذا لم ولن نسير به". ويعترف المسؤول السوري نفسه بأن ملف التحقيق والمحكمة الدولية المقبلة
"قد يبقيان سيفين مصلتين على رقبة سوريا إذا ما كان مشروع الهيمنة الاميركية والغربية يقتضي ذلك" . واضافت "السفير" انه إلى ذلك، وفي موازاة الإضراب العام الذي تشهده المدارس الرسمية وفروع الجامعة اللبنانية والمؤسسات والإدارات العامة، اليوم، احتجاجا على تضمين الورقة الإصلاحية مشروع التعاقد الوظيفي، فان الاتصالات ستتواصل في الساعات المقبلة بين وزير التربية خالد قباني والهيئات النقابية المعنية التي كانت لوّحت بتصعيد تحركها وصولا إلى التظاهر والاعتصام في حال لم تسحب الحكومة مشروع التعاقد. وتوقف مجلس الوزراء في جلسة الأمس عند هذا الموضوع، واستمع إلى شرح قدمه وزير التربية الذي كان قد وجه نداء إلى الأساتذة للعودة عن الإضراب "السابق لأوانه"، فيما دافعت مصادر رئيس الحكومة عن مشروع التعاقد وقالت انه لا يمس ابدا بالمكتسبات لانه اذا لم يتحقق الاصلاح، فلن تبقى هناك مكتسبات لا للمعلمين ولا للاساتذة ولا لكل العاملين في القطاع العام. واستمع مجلس الوزراء، في جلسته الاستثنائية، إلى ملاحظات رئيس الجمهورية والوزراء على الخطة الإصلاحية للحكومة، بعد ان استمع الى شرح من خلال شاشة كبيرة قدمه وزيرا المال والاقتصاد جهاد أزعور وسامي حداد حددا فيه العناوين الاساسية للبرنامج الاصلاحي، وابرزها الوصول إلى معدل خمسة في المئة على الأقل من النمو في المرحلة المقبلة، استكمال شبكة الحماية الاجتماعية، معالجة المشكلة الاقتصادية الاجتماعية ووقف الهدر في المؤسسات والإدارات العامة. وقالت مصادر الرئيس السنيورة إن جلسة الأمس كانت جلسة هادئة وممتازة ونموذجية وهي كانت مجرد بداية وستليها جلسات أخرى في مجلس الوزراء أو على مستوى وزاري قطاعي من اجل استكمال المناقشات وجوجلة الأفكار المطروحة وبالتالي الأخذ بالمقترحات البديلة والمقنعة وتعديل ما أمكن تعديله. واكدت الانفتاح على ملاحظات الجميع وتشديده مجددا على وجوب تقديم البدائل. وقالت المصادر ان خطة جذرية وشمولية من هذا النوع تحتاج الى اجماع وطني كبير عليها وإلا فإنه من غير الممكن الذهاب بها الى المجتمع الدولي. وقالت مصادر رئيس الجمهورية انه شدد في الجلسة على اولوية دعم القطاعات الانتاجية مثل الصناعة والزراعة والسياحة مشددا على اولوية اصلاح الادارة ومواجهة الفساد عبر تطبيق قانون وسيط الجمهورية. ودعا الى ان يكون خيار الخصخصة مرتبطا بالقدرة على الاتيان باسعار توازي قيمة القطاعات الفعلية. وشدد على تطبيق قانون ضمان الشيخوخة وتأمين البطاقة الصحية. وركز وزراء "حزب الله" و"امل" على المضمون الاجتماعي للخطة الاصلاحية وضرورة توسيع قاعدة الحوار الاجتماعي والقطاعي حول الخيارات المطروحة اخذا بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي لاغلبية اللبنانيين وتدهور القدرة الشرائية لديهم.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة لمناقشة اوضاع الضمان يوم الثلاثاء المقبل، ثم جلسة لاحقة لمناقشة اوضاع قطاع الكهرباء. من جهة ثانية، وفي أول خرق في ملف العائلات والأشخاص الذين فروا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في أعقاب التحرير في الخامس والعشرين من أيار في العام ألفين، علمت "السفير" استنادا إلى مصادر متابعة، انه في ضوء وثيقة التفاهم التي تم توقيعها بين
"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" قبل شهرين، تم إنجاز المعاملات القانونية والإجراءات الإدارية الخاصة بعودة الدفعة الأولى من الأشخاص الذين لم تصدر بحقهم أي احكام غيابية، وهم بحدود الستين شخصا معظمهم من المسنين والنساء والأطفال. ومن المقرر أن تصل الدفعة الأولى وتقارب عشرة أشخاص، عبر بوابة الناقورة، قبل السادس عشر من الجاري، موعد عيد الفصح، على أن تصل الدفعة الثانية الأساسية في حدود منتصف شهر أيار المقبل، لتنطلق بعد ذلك عملية التحضير لعودة دفعة من الذين صدرت بحقهم احكام غيابية (جنايات) مثل دخول بلاد العدو والتعامل مع الاحتلال، أي ممن لم يرتكبوا أي جرائم بحق أبناء المناطق الجنوبية إبان فترة الاحتلال الإسرائيلي. ومن المقدر أن يصل عدد هؤلاء إلى حوالى المئتي حالة يفترض أن تنجز عملية عودتهم قبل نهاية حزيران المقبل. وأشارت المصادر إلى انه تم توكيل محامين عرب من أبناء مناطق الـ48 لمتابعة قضية هؤلاء، وذلك من اجل الاعتراض على الأحكام القضائية اللبنانية التي صدرت غيابيا بحقهم، على أن تبادر الدولة اللبنانية إلى تسهيل الإجراءات المتصلة بغير المرتكبين. وتابعت المصادر أن هناك اقل من مئة حالة من القياديين اللحديين والعناصر الذين تورطوا في ارتكابات كبيرة وهؤلاء ليس مطروحاً البحث بملفاتهم حالياً، علماً بأن أكثر من تسعين بالمئة منهم، حصلوا على لجوء سياسي وغادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ـ النهارـ
كتبت "النهار" تقول , انه بينما كان البلد يتخوف من ان تتكرر مهزلة "تبادل الفتفتة" في مجلس الوزراء الخميس الماضي، اذ بالجلسة التي انعقدت استثنائياً أمس برئاسة الرئيس اميل لحود وحراسة كثيفة من الجيش تنتهي الى "التصفيق وتبادل التهاني على العرض الموثّق" الذي قدمه وزيرا المال والاقتصاد جهاد أزعور وسامي حداد حول الورقة الاصلاحية. وكان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قال عشية الجلسة انه ينتظر "أفكاراً لا مزايدات"، فجاءت النتائج أمس بمثابة رد مباشر على المخاوف التي اطلقها مجلس المطارنة الموارنة الذي انعقد في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، فأسهب في ادانة "التجاذب القائم بين أهل الحكم (...) فيما الشعب يعاني الأمن". مضيفاً: "ان آلة الحكم تبدو معطلة"، محذراً من "ان مصلحة البلد تبدو كأنها سائبة". اثر انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي أوضح وزير الاعلام غازي العريضي انها عرضت "برنامج الاصلاح (...) وهو ورقة حوار المقصود منها اعادة الثقة بالاقتصاد ومعالجة المشاكل البنيوية"، تحدثت مصادر الرئيس السنيورة عما دار فيها فقالت ان اجواءها كانت "ممتازة ونموذجية". ولدى انتهاء وزيري المال والاقتصاد جهاد أزعور وسامي حدد من عرض المشروع على شاشة وضعت داخل قاعة بادر بعض الوزراء الى التصفيق. وقال وزير الصحة محمد خليفة: "أفتخر بأن أكون في حكومة تتمتع بهذا المستوى العلمي". أما وزير العمل طراد حماده فقال في نهاية عرض المشروع انه "جدي جدا ويتمتع بمستوى علمي رصين". واعتبرت اوساط الرئيس السنيورة ان الجلسة كانت أولى للمناقشة في المشروع "الذي هو على مستوى من الاهمية بحيث لا يمكن اقراره في جلسة واحدة. لذلك كان عرض للخطوط العامة على مستوى مجلس الوزراء لينتقل الى اللجان الوزارية ثم الى الهيئات القطاعية للوقوف على الملاحظات تمهيدا لجوجلتها لاحقا واعتماد ما يطرأ من افكار لادراجها في المشروع". واذ أشارت الى وجود بنود قاسية واخرى مفيدة، قالت "ان التوافق بعد المناقشة المستفيضة هو السبيل من اجل ان يتوجه لبنان لاحقا الى المجتمع الدولي بخطة داخلية يطلب على أساسها". ولاحظت ان الرئيس اميل لحود الذي كانت لديه ملاحظات، قد وصف المشروع بأنه "متقدم جداً ويحظى بالثقة". وابلغ السنيورة المجلس ان جلسة خاصة ستعقد الثلثاء المقبل لمناقشة اوضاع صندوق الضمان، تليها جلسة اخرى في وقت لاحق تخصص لمناقشة اوضاع قطاع الكهرباء. وقال وزير الاتصالات مروان حماده، بعد الجلسة، انه اورد "المعايير التي يجب ان ترافق الخصخصة وتواكبها في قطاع الخليوي (...) وانا اشترطت ان تقوم الهيئة الناظمة للاتصالات وان يكون المردود بمستوى المدخول الحالي". وابلغ "النهار" ان قطاع الاتصالات الذي سيكون الاول على لائحة الخصخصة يفترض ان تواكبه "ديموقراطية الخصخصة بما يتيح مساهمة اللبنانيين في هذا القطاع الذي يوفّر مردوداً كافياً للمساهمة في اطفاء الدين". واوضح ان اعتماد الديموقراطية في هذا القطاع تعني "ان لا احتكارات لاحد، وان يصل السهم الى البورصة ليكون بمتناول الجميع بعيداً عن منطق الاحتكار". واكد اهمية ان ينأى القطاع ومثله الكهرباء عن السجال السياسي و"الا فإن الامور ستبقى تدور في حلقة مفرغة". ووصف وزير المال اجواء الجلسة "بالايجابية" ونقل عن رئيس الجمهورية والوزراء "ثناءهم على الجدية التي اعد فيها البرنامج بعدما تبين انه لا يقتصر على شق مالي وضريبي فقط وانما يتضمن شقا اجتماعيا يأخذ في الاعتبار حاجات المواطنين واوضاعهم المعيشية. وقال ازعور لـ"النهار" ان الجلسة "شكلت مدخلا للحوار الذي اقترح اطلاقه على المستوى الوطني العام"، لافتا الى ان عدم توسيع دائرة الحوار مرده الى تريث رئيس الحكومة في طرح البرنامج على طاولة مجلس الوزراء من اجل التوافق على افكاره الرئيسية، وهو ما حصل في جلسة امس حيث لمسنا قبول المبادىء الاساسية". واكد ازعور ان العرض الذي قدمه ووزير الاقتصاد ركز، الى جانب شرح البرنامج ومحاوره الاساسية، على "التداعيات السلبية التي ستنجم عن اي تأخير في بت الاصلاحات المطلوبة والتي ستطيح الفرصة المتاحة امام لبنان للاستفادة من الدعم الدولي لعقد مؤتمر بيروت"، مؤكدا انه تم اطلاع رئيس الجمهورية والوزراء على حقيقية الاوضاع الاقتصادية والمستوى الذي وصل اليه حجم الدين العام والبالغ 180 في المئة الى الناتج فضلا عن استمرار وتيرة ارتفاع العجز، واضعين الجميع امام مسؤولياتهم جراء اي تأخير او عرقلة". واوضح "ان الايجابية والتفهم اللذين ابداهما مجلس الوزراء يشجعان على اطلاق ورشة الحوار الواسعة مع مختلف الهيئات وفئات المجتمع". وعن الزيادات الضريبية المقترحة وموقف مجلس الوزراء منها، قال ازعور "ان معظم الاسئلة ركزت على الانعكاسات السياسية للتكلفة الاجتماعية الناجمة عنها، كما ركزت على التقديمات والاصلاحات التي ستقدم في المقابل لئلا يتحمل المواطن وحده عبء تلك الضرائب من دون اي تقديمات اجتماعية
في المقابل". وعلم ان الوزير ازعور قال خلال الجلسة "ان معالجة العجز في الكهرباء، والبالغ نحو مليار دولار سنويا ستغني بعد 4 سنوات عن فرض ضرائب". وقالت مصادر وزارية ان عددا من الوزراء تقدموا باقتراحات حول زيادة الضرائب مفادها ان اي قرار بالزيادة لا بد ان يقابله ما يعزز وضع المواطن على صعيد الاستقرار الوظيفي والتقديمات الاجتماعية.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول انه كان اللافت امس ان جلسة مجلس الوزراء انعقدت في اجواء هادئة وطبيعية للغاية على عكس الجلسة العاصفة والمتفجرة السابقة، وكأن شيئا لم يكن، وقد اتسمت النقاشات داخلها بالموضوعية وبالاجواء الجيدة والايجابية. واستدركت الحكومة ردات الفعل وفضلت مراجعة الورقة في جلسات لاحقة، وفي اجتماعات وزارية، والاهم من ذلك مع القطاعات الاقتصادية والهيئات النقابية والعمالية. وعلق الرئيس لحود قبل الجلسة بالقول «يبدو اليوم رايقة " ، وعلم انه صافح فور دخوله قاعة مجلس الوزراء كل الوزراء الحاضرين ومنهم الوزير احمد فتفت الذي كان اكد قبل الجلسة انه سيتعاطى مع رئيس الجمهورية على اساس انه رئيس للجلسة. واستهل لحود الجلسة بالتأكيد على انها اكثر اهمية من الجلسات العادية لان اللبنانيين ينتظرون ماذا سنفعل على مستوى الاصلاح المالي والاقتصادي، ويريدون معرفة اين يذهبون، وعلينا ان نعطيهم شيئا لكي يكونوا مطمئنين، واتمنى ان نخرج بشيء للبنانيين فيدركون بان الدولة تفكر بهم وبمستقبلهم. اما الرئيس السنيورة فوصف «الورقة الاصلاحية" بانه مشروع وورقة «للحوار على هذه الطاولة وبين اللبنانيين وبين القطاعات ووصف الجلسة بانها «بداية للحوار والباب مفتوح امام الجميع وقال «ان الافكار المطروحة هي مدخل للحل لكنها ليست ملزمة او لا تتسع الى اقتراح او تعديل واكد ان جلسة خاصة ستعقد الاسبوع المقبل (الثلثاء) لمناقشة اوضاع الضمان الاجتماعي، وستخصص جلسة اخرى في وقت لاحق لمناقشة موضوع الكهرباء. وحرص على القول مرة اخرى ان الجلسة امس هي جلسة اولى لتبادل الافكار، وانه ستعقد جلسات اخرى للتوصل الى تصور شامل، وسيواكبها حوار بينه وبين الوزراء والقطاعات الاقتصادية والنقابية ليأتي التصور النهائي. تولى وزير المال جهاد ازعور شرح الورقة، واوضح ان ما نشر في الصحف هو ملخص عن الورقة وليس الورقة بكاملها التي تتضمن اربعة عناوين : النمو، والرعاية الاجتماعية، واستكمال شبكة الحماية الاجتماعية، ومعالجة المشكلة الاقتصادية. واوضح ان الضرائب هي احتمال من احتمالات اخرى واردة في الورقة، وقال انه يمكن التخلي عن الضرائب اذا اوقفنا الهدر، مضيفا اذا عالجنا مشكلة الكهرباء فلا نعود بحاجة على مدى اربع سنوات لزيادة ضرائب. وفي حديث لمحطة «المنار" سئل حاكم مصرف لبنان عن الورقة الاصلاحية فقال: «البرنامج الذي درس لاشهر والذي عرض من دون ان يوزع على فئات عديدة لها علاقة بهذا الموضوع أكانت فعاليات اقتصادية او عمالية، هذا البرنامج اليوم غير ممكن تطبيقه الا اذا كان هناك توافق ودعم من كل الجهات المسؤولة عن القرار السياسي في لبنان لأن هناك مؤتمراً سيعقد على اساس هذا البرنامج، ولبنان سيقدم تعهدات لتطبيقه. وهذا البرنامج هو مشروع وقابل للتعديلات في مجلس الوزراء وسئل عن الاستثمار في لبنان حاليا وماذا يتوقع فقال: الاستثمارات تتأثر بعدم الوضوح السياسي، فالمستثمر يبحث عن الاستقرار، ومن الضروري اذا اردنا ان نخلق استثمارات مباشرة، واليوم هناك امكانية لذلك بسبب الفوائض الموجودة في العالم العربي التي تبحث عن توظيف، من المصلحة لنا ان يكون لدينا رؤية واضحة وقيادة شفافة لكي يرتاح الذي يريد ان يستثمر على ان المعطيات التي هي امامه وتطوراتها غير قابلة لتعديلات قد تكون مضرة للاستثمارات. سئل: حسب ما سرب عن الورقة الاصلاحية هناك زيادة هامة للضرائب، هل هذه الزيادة عامل جذب للمستثمر ام عامل دفع للهرب؟ اجاب: اعتقد ان العملية هي عملية اكتساب ثقة المواطن والمستثمر، المشكلة هل هذه الضرائب ستكون لتسديد عجز وانهاء عملية تنامي الدين ام انها ستأتي لتمويل ادارات غير ناجحة من حيث انتاجها ومردودها للدولة اللبنانية؟ سئل: لم يشارك صندوق النقد الدولي في مؤتمر باريس 2 وكان لديه تحفظات، وحتى ان مشاركة البنك الدولي كانت غير فاعلة، فهل من شروط خاصة؟ اجاب: الشروط السياسية، في الاجتماعات التي شاركت فيها لم الاحظ دخولاً على شروط سياسية، واعتقد ان هناك ادراكاً كافياً في لبنان ومن قبل المسؤولين لكي لا يقوموا بأي شيء ضد مصلحة لبنان. سئل: جرى تداول اسمك كمرشح لرئاسة الجمهورية، فهل انت مرشح للرئاسة وماذا تقول لمن رأى في ترشيحك انه غير مقبول وقال بأنك موظف ومن الحقبة السابقة؟ اجاب: اولا بالنسبة الى موضوع رئاسة الجمهورية لم أدخل الى هذا الموضوع لانه يوجد اليوم رئيس جمهورية في لبنان. هناك فئة تطالب باخراجه من هذا الموقع ولا نعرف النتيجة ولذا فانه لا يوجد انتخابات ليقول الواحد انه مرشح ام غير مرشح. اما بالنسبة الى المواضيع الاخرى فعندما يجرى الحديث عن شخص هناك من تعجبه الفكرة، اما الذين لا تعجبهم هذه الفكرة فمن المؤكد انه اذا استعمل بعض الفئات وصفا من هذا النوع يكون هدفهم الاضرار بالشخص ولتحسين مواقفهم. انا عادة لا أحب ان أرد على هذه الامور لأن الغاية منها هي غاية سياسية. وفي كل الاحوا
ل انا فخور بعملي مهما وصفوه، وضميري مرتاح على انه من خلال عملي توصلت الى تأمين حياتي اولا بكل شفافية، وثانيا نلت تقدير الناس لدرجة انهم فكروا بي في هذا الموقع. وعلى وقع مناقشة «الورقة الاصلاحية" في مجلس الوزراء ارتفعت وتيرة الاحتجاجات على هذه الورقة والنتائج التي ستترتب عنها في حال سلكت طريقها الى الاقرار والتنفيذ، ويعتبر الاضراب العام التحذيري اليوم الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية اول الغيث. وقد اكدت الهيئة التي تضم روابط اساتذة الجامعة اللبنانية والمعلمين الرسميين في القطاعات كافة، وقطاع التعليم المهني الرسمي، وخريجي ومندوبي المعهد الوطني للادارة والانماء والمتقاعدين في القطاع العام على تنفيذ الاضراب اليوم في الكليات ومعاهد وفروع الجامعة اللبنانية كافة والثانويات والمدارس والهيئات الرسمية وفي المؤسسات والادارات العامة كافة تعبيرا عن رفضها مشاريع التعاقد الوظيفي وفرض رسوم وضرائب جديدة. وحملت الهيئة المسؤولية للذين استعجلوا طرح مشروع «الورقة الاصلاحية على طاولة مجلس الوزراء في الوقت الذي كان الاتفاق يقضي باجراء حوار حول هذا المشروع قبل طرحه. وحذرت من خطوات تصعيدية اخرى اذا ما اقر مجلس الوزراء هذه الورقة. واعتبرت مصادر رئيس الحكومة ان الداعين الى الاضراب تسرعوا لأن العناوين التي يحتجون عليها ليست موجودة على الورق. واوضحت ان مشروع التعاقد الوظيفي ليس مطروحا في الخطة الاصلاحية، وانه ليس هناك مساس بمكتسبات الاساتذة الابتدائيين والثانويين والجامعيين الحالية، او اي تغيير في الأسس الوظيفية التي يعملون على اساسها. وطمأنت المصادر قطاع التعليم بأن الخطة الاصلاحية للحكومة لا تستهدف مكتسباتهم بل في شكلها العام تستهدف المحافظة على هذه المكتسبات. وتابعت "الديار" قائلة انه بعد العرض الذي قدمه وزير المال الدكتور جهاد ازعور ووزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد، تحدث الرئيس لحود فشكر الوزيرين على الجهد المبذول لاعداد الورقة الاصلاحية معتبراً ان هذا العرض سيترك اثراً ايجابياً لدى الدول لانه اعدّ لتأمين النهوض الاقتصادي. واضاف: «ان اللبنانيين ينتظرون تعزيز الوضع الاقتصادي لكن العبرة تبقى في التنفيذ لانه سبق ان اتخذنا قرارات لاجراء اصلاح اداري وتحسين الوضعين الاقتصادي والمالي، لكن مع الاسف لم تجد هذه القرارات طريقها الى التنفيذ. لذلك اتمنى ان نأخذ في الاعتبار الافكار التي سأتحدث عنها واستهل كلامي بالاشارة الى موضوع الاصلاح لان هذا البرنامج اعدّ لراحة الناس. اللبنانيون يشعرون بضائقة اقتصادية كبيرة، ولا بد من اجراءات تؤمن لهم الراحة ومن بينها معالجة مسألة الروتين الاداري لان ثمة قوانين وقرارات متخذة في هذا الاطار لكن لم تنفذ، ولا بد للوزراء ان يتابعوا التنفيذ ويعودوا الى مجلس الوزراء في حال واجهوا اي صعوبات او ليشرحوا اسباب عدم تطبيق القوانين والقرارات المتخذة. واعطي مثلا امارة دبي حيث الاستثمار فيها سهل جدا من دون عراقيل ولا روتين اداري ولا صعوبات تُفتعل امام المستثمرين. تلقيت العديد من الرسائل والمراجعات من مستثمرين عرب شكوا الصعوبات التي يواجهونها عندما يقررون الاستثمار في لبنان، ومنهم من قرر وقف استثماراته ومغادرة لبنان. عراقيل كثيرة توضع امامهم، والروتين الاداري يؤذيهم فكيف نريد لهذا البلد ان يكون واحة استثمار وفرص عمل اضافية وهل علينا ان نضيّع الفرصة المتاحة من الطفرة المالية الحاصلة الآن، كما سبق ان اضعنا الفرصة في السابق. لذلك اتمنى ان تولوا موضوع الاصلاح الاداري الاهتمام الذي يستحق، وتطبيق القوانين الصادرة في هذا المجال وتابع الرئيس لحود: هناك موظفون يتقاضون رواتب وتعويضات ولا يحضرون الى العمل، طلبنا في الماضي وضع ساعات خاصة لضبط الدوامات فلم يتم ذلك رغم ان هذه المسألة بسيطة في الشكل لكنها ضرورية لضبط حضور الموظفين. ان الشعب ينتظر ان يواكب المشروع الاصلاحي المقترح بعض التدابير على الارض حتى يشعر بأن الامور ستستقر وتصبح افضل من السابق ثم عرض الرئيس لحود أبرز النقاط التي يرى ضرورة لمعالجتها، فقال انه بالنسبة الى المياه والكهرباء لا بد من اجراءات سريعة لاصلاح الوضع الكهربائي طارحاً فكرة وجود بطاقات موضوع فيها سلفاً ثمن الاستهلاك الكهربائي بحيث يستهلك المواطن قدر قيمة البطاقة الموضوعة سلفاً ويبرمج مصروفه تباعاً. وعن المياه شدد الرئيس لحود على وجوب تنفيذ مخطط العشر سنوات الذي تم وضعه قبل مدة لمواجهة الانقطاع الدائم للمياه. وبالنسبة الى الخصخصة جدد الرئيس لحود التأكيد على اهمية هذا الخيار لكنه شدد على وجوب ان يكون ثمن القطاع الذي سيخصخص موازياً للقيمة الحقيقية لهذا القطاع، اضافة الى ضرورة اعطاء اسهم للبنانيين في القطاعات المخصخصة لانها في النهاية ملك الوطن بأسره. ومن الافكار التي اعاد الرئيس لحود التأكيد عليها ضرورة تشييد ابنية حكومية على العقارات التي تملكها الدولة للتوفير من تكلفة الا
يجارات وضبط الانفاق، لافتا الى انه سبق لمجلس الوزراء ان اتخذ قرارات في هذا الصدد بقيت من دون تنفيذ. وعن الضريبة على القيمة المضافة اشار الرئيس لحود الى ضرورة ان تكون هناك تقديمات للمواطنين في مقابل اي زيادة يمكن ان تطرأ سواء بالنسبة الى " تي.في آ" او بالنسبة الى الضريبة على فوائد الودائع المصرفية ومراعاة اوضاع ذوي الدخل المحدود. واشار الى ان قانون الشيخوخة لم يطبق حتى الآن على رغم اقراره قبل مدة لافتا الى مراجعات عدة ترد اليه من اشخاص مسنين يطلبون مساعدات ليتمكنوا من مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشون فيها. واعتبر الرئيس لحود ان من اهم الاجراءات التي يمكن ان تقضي على الفساد، تطبيق قانون وسيط الجمهورية الذي يوفّر على الناس مشقة اللجوء الى الوساطات والرشاوى ويساعد في مكافحة الفساد لأن المواطن يصبح لديه جهة يلجأ اليها اذا ما تم عرقلة معاملاته او خضع لابتزاز. ولفت الى انه تم اعداد قانون وسيط الجمهورية خلال السنوات الماضية وتم الأخذ بالتجربة الفرنسية في هذا المجال ومن غير الجائز تجميد تنفيذه. وعن وضع الكهرباء لفت الرئيس لحود الى ضرورة معرفة متى سيبدأ انتاج الكهرباء في المعامل التي تشغّل على الغاز لا سيما وانه تم وضع الامدادات اللازمة وحددت تواريخ وفجأة توقف الحديث عن هذا الموضوع. وبعدما جدد رئيس الجمهورية مطالبته بتشجيع الاستثمارات ومنع الرشاوى وابتزاز المستثمرين وعرقلة اعمالهم، دعا الى اعطاء قطاع الزراعة الاهمية التي يستحق نظرا الى المردود الوطني الذي يوفره للبنانيين الذين تتاح امامهم فرص عمل اضافية، فضلا عن بقائهم في ارضهم وعدم هجرتهم الى المدن عموما والى العاصمة خصوصاً. كذلك دعا الى مساعدة الصناعة وتوفير العوامل التي تمكنها من الانطلاق اكثر، ومنها اسعار المازوت لا سيما وان الصناعة اللبنانية تضاهي بجودتها صناعات دول كثيرة. واشار الرئيس لحود الى اهمية تعزيز السياحة ووضع برامج لجلب السياح على مختلف انواعهم، والى تعميم البطاقة الصحية لتوفير العلاج الى المواطنين بانتظام وبكلفة اقل. وسأل الرئيس لحود عما يتردد عن وجود فكرة لالغاء رسم الانتقال، فأكد الرئيس السنيورة والوزير ازعور ان هذا الامر غير وارد مطلقا. وختم الرئيس لحود مداخلته بالقول: «اعتقد ان الافكار الاصلاحية الواردة في المشروع مادة مهمة للدرس والحوار حولها وليست للفرض. لذلك لا بد من التشاور في شأنها مع سائر القطاعات الشعبية والنقابية والهيئات الاقتصادية حتى يتوافر لها الدعم المطلوب ليكون تنفيذها سهلاً. صحيح ان هناك عجلة ومتابعة من الهيئات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما لكن لا شيء يمنع من ان يكون العمل موازياً بين الدرس والحوار والاسراع في التنفيذ. واهم شيء يجب الا يغيب عن بالنا هو ان نفكر جميعا ونعمل كرجال دولة ونتعاطى مع المسائل المطروحة من موقع المسؤولية الوطنية لئلا تتكرر الظروف التي حصلت سابقا في ما خص «باريس 1 و«باريس 2" ، فيتأخر مؤتمر بيروت. المهم توفير المناخات المناسبة حتى نستطيع تحقيق الاصلاح المنشود في المجالات كافة. - جهاد ازعور: (شرح بالتعاون مع الوزير سامي حداد على شاشة كبرى وضعت خصيصاً الخطوط العريضة للورقة). واضاف ازعور ان امام الحكومة خيارين لا ثالث لهما اما تخفيض الانفاق والمجالات معروفة مثل الكهرباء، او وضع ضرائب جديدة مثل ضريبة على الفوائد المصرفية وارفاق ذلك باصلاحات اجتماعية. وأكد أزعور ان الورقة شبه جواز سفر الى مؤتمر (بيروت1)، وفند محاور الورقة وهي اربعة : اجندة النمو، المحور الاجتماعي، المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي واعادة النظر بدور الدولة. ولفت الى ان كل ما ورد في الورقة مذكور بالبيان الوزاري، وقال :«ان طموحنا بهذا البرنامج ان نحوِّل الاقتصاد اللبناني الى مرحلة جديدة ونعطي ثقة اكبر للمجتمع الدولي الذي ينتظر اصلاحات وليس فقط ان نطلب دعماً واضاف: اذا كنا جديين في عملية التغيير فان المجتمع الدولي يساعدنا والمواطن ايضا يساعدنا... هذه عملية انتقال اساسية هدفها ان نحول المجتمع ليستفيد من فرصة تاريخية للبنان. وأكد انه اذا استفدنا من هذه الفرصة فان الاقتصاد يكون مخرجاً لحل مشاكلنا الاجتماعية والسياسية. - مروان حمادة: (تحدث عن خصخصة قطاع الاتصالات): ان اول قطاع من المفروض ان يخضع للخصخصة هو قطاع الخليوي. وهذا مهم جدا لان ينجح لانه سيحدد نجاح كل عملية الاصلاح الاقتصادي. ولكن خصخصة هذا القطاع لا يجب ان تحصل كيف ما كان. واكد حمادة انه يؤيد خصخصة قطاع الهاتف الخليوي والهاتف الثابت اذا توافرت شروط تجعل من هذه الخطوة مفيدة للدولة والمواطن. وقال: «لن اقدم على اية خصخصة لاي جزء من القطاعات الخليوية او الثابتة من دون قيام الهيئة الناظمة للاتصالات التي نص عليها القانون 431، وبالتالي يجب ان اتأكد بأن المدخول الذي سيأتينا من بيع اي جزء من قطاعاتنا سيكون كافيا لقط
ع دابر الدين العام واضاف: «اذا خصص هذا القطاع يجب ان يدر مزيدا من فرص العمل، ولي شرطان في ذلك الشرط الاول: ان نحافظ على العمل القائم اي ان لا تكون الخصخصة مذبحة للعمال والموظفين حاليا اكانوا في الخليوي او في الخطوط الثابتة، ثانيا ان تكون هناك فعلا فرصة لالاف الشباب الذين يتوزعون الآن بين الخليج والغرب وافريقيا ان يعودوا باختصاصاتهم الى هذا القطاع - ميشال فرعون: في ربيع العام 2000 حصلت اصلاحات ونفذنا الميدل ايست وتم . ال " تي.في. آ" وكانت هناك ايضا اصلاحات مالية وحصلت باريس -2- وعقدت القمة الفرنكوفونية. وهذا كله جعلنا نصل الى نمو 6% في العام 2004. وهذا ما سمح لنا بشيء من الاوكسيجين بعد الانقلاب الذي حصل على باريس 2. اليوم نحن بحاجة لاصلاحات ولا وجود لخيارات اخرى. لا نريد عملية تجميلية ولا يجب ان نستخف بعقول الناس، واذا كنا صادقين وشفافين فالناس سيؤيدون المشروع. هنالك خلافات بيننا ولكن لنكن مسؤولين فاذا لم نحقق الاصلاح فماذا سيحصل من الان وحتى خمس سنوات فاذا تجاوزنا خلافاتنا نكون حققنا نتائج والاغتراب يجب ان يكون شريكا في الاصلاح المالي. والمهم ان نعرف بالتفصيل موقف الجميع وبأقرب وقت. هنالك نقابات مسيَّسة عندنا واسهل شيء عرقلة المشروع لذلك المطلوب قناعة التزام. - محمد فنيش: هذا المشروع في حاجة الى تأمين مناخ سياسي ملائم ومواكب. وهذا ما يحتم اجراء المشاورات الكافية مع القوى السياسية قبل الدخول فيه. - غازي العريضي: اذا كان كل واحد سيدلي بملاحظاته فانا ايضاً لدي ملاحظات ولكن ومن اجل ان ندخل في شكل سليم وعملي الى هذا الاصلاح، فانني اقترح ان نأخذ علماً بهذه الورقة وان ندرسها وان ندلي بملاحظاتنا في مرحلة لاحقة. - طراد حمادة: ابدى اعتراضه على استبعاده عن المشاركة في وضع الورقة الاصلاحية خصوصاً وانه وزير معني مباشرة بهذا الموضوع.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد , لقد التأم الشمل الحكومي في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء واستمع برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود "بهدوء وجدية" الى مشروع الحكومة للورقة الاصلاحية التي على أساسها سينعقد مؤتمر بيروت ـ 1 بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي. وبينما أخذ الحوار اللبناني -اللبناني إجازة الى نهاية الشهر الجاري, كشف مصدر سوري ل"صدى البلد" ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سيرج براميرتس سيزور دمشق منتصف الأسبوع المقبل ويلتقي الرئيس السوري بشار الأسد بصفة زائر دولي". وفي معلومات ل"صدى البلد" انه بعد أن عرض وزير المال جهاد أزعور خطة الحكومة صفق الوزراء وعلق وزير الصحة محمد جواد خليفة قائلاً انه يفاخر بأنه "موجود في حكومة قادرة على انتاج مثل هذا العمل الجيد". لكن الوزير طراد حمادة قدم مداخلة قال فيها ان الخطة لا تقدم فرص عمل جديدة. وقال الوزير محمد فنيش "ليس هناك ترابط في المحاور التي يتشكل منها البرنامج" وأبدى ملاحظات على البنود الاجتماعية معتبراً انها مبهمة. وقال الوزير أزعور ل"صدى البلد" ان "الذي تم عرضه في مجلس الوزراء هو ملخص البرنامج التفصيلي وسيتم عرض هذا البرنامج في جلسة قد تعقد خلال أسبوعين". وأضاف: "بعد اطلاع مجلس الوزراء على البرنامج سيتم وضع آليات لاطلاق حوار شامل تشارك فيه القوى السياسية والنقابات والهيئات الاقتصادية والخبراء، من أجل ايجاد قاعدة للتوافق على الاجراءات التي يمكن تطبيقها لمعالجة الأزمة المالية والاقتصادية" وأضاف: "سيتم عقد جلسة في الأسبوع المقبل لمناقشة موضوع الضمان، وجلسة لاحقة لمناقشة موضوع الكهرباء". وقالت مصادر المجتمعين ل"صدى البلد" ان رئيس الجمهورية أبدى ملاحظات ايجابية فلم يعترض على خصخصة الخلوي، بخاصة ان الوزير مروان حمادة أوضح ان الآليات التي سيتم فيها تخصيص الخلوي ستؤمن مشاركة شعبية في شراء الأسهم فضلاً عن ان أي موظف لن يصرف من وظيفته. وشدد الرئيس لحود في مداخلته على اهمية تطبيق قانون وسيط الجمهورية الذي يقضي على الفساد ويوفر على الناس مشقة اللجوء الى الوساطات والرشاوى. ودعى الرئيس لحود الى "التعاطي مع المسائل المطروحة من موقع المسؤولية الوطنية لئلا تتكرر الظروف التي حصلت سابقاً في ما خص "باريس- 1" و"باريس- 2" فيتأخر مؤتمر بيروت، والمهم الآن هو توفير المناخات المناسبة حتى نستطيع تحقيق الاصلاح المنشود في المجالات كافة". وفي اتصال مع "صدى البلد" أشار وزير العمل طراد حمادة الى ان هناك ذهنية أكاديمية نظرية تتحكم بمنطق الورقة الاصلاحية وهي تفتقد المواءمة مع الأوضاع اللبنانية، وأشار الى ان هناك ذهنية متمادية في تغييب القطاع الزراعي كإحدى ركائز الاقتصاد الوطني. وأشار الى ان الأجواء التي أحاطت بالجلسة كانت ايجابية. وشدد على ان "حزب الله" يتجه الى مناقشة الورقة بنداً بنداً، لافتاً الى ان الحزب كان قد وافق على الفلسفة العامة لهذه الورقة المتضمنة في البيان الوزاري ورجح ان ينحو مجلس الوزراء الى إقرارها خلال الجلسات المقبلة بعد اغنائها بالنقاش واجراء بعض التعديلات عليها. وقالت مصادر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لـ"صدى البلد" انه يؤيد القضايا الايجابية الواردة في الورقة الاصلاحية وأهمها الضريبة على أرباح المصارف التي يعتبرها عنصراً حيوياً في انعاش الاقتصاد، لكنه يرفض بعض السلبيات التي انطوت عليها الورقة والتي يعتبر انها تشكل مساساً بالمكتسبات الاجتماعية وتحديداً موضوع التعاقد الوظيفي الذي يرفضه بشكل قاطع. وأكدت المصادر نفسها ان جنبلاط طرح وجهة نظره بصراحة كاملة مع حلفائه في "14 آذار" وتحديداً مع الرئيس السنيورة الذي أبدى "تجاوباً كبيراً" مع موقفه ما يؤشر الى وجود حلّ سريع لهذه القضية. وفيما قالت مصادر بعبدا ان الجلسة "كانت من أهدأ الجلسات في تاريخ لبنان المعاصر"، علق أحد الوزراء على هذا الهدوء قائلاً: "سبحان الذي يغير ولا يتغير". مشيراً الى ان جميع الوزراء وخصوصاً وزراء الأكثرية خاطبوا رئيس الجمهورية بلغة هادئة وبتعابير تعبر عن الاحترام له ولموقع الرئاسة. وفي الموازاة تنفذ هيئة تنسيق روابط الأستاذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين في القطاع العام اضراباً اليوم احتجاجاً على مشاريع التعاقد الوظيفي في الورقة الاصلاحية. وأكدت الهيئة ان الاضراب سينفذ في جميع كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية والثانويات والمدارس والمؤسسات والإدارات العامة. وتضم هيئة التنسيق الهيئات الآتية: رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية ورابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي والمجلس المركزي لروابط المعلمين في التعليم الابتدائي والمتوسط الرسمي ورابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي ورابطة خريجي ومتدربي المعهد الوطني للإدارة والإنماء والمجلس الوطني لقدامى موظفي الدولة. ورد رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غر
يب على دعوة وزير التربية خالد قباني الى وقف الاضراب باعتبار ان النقاش لم ينته في مجلس الوزراء، فقال: "ان الاضراب له اسبابه وقد أصبحت معروفة وهي ان هذه الحكومة خرقت اتفاقاً سبق وأعلن في المؤتمر الوطني والنقابي والتربوي وعلى لسان وزير التربية حين قال: "ان هذه المشاريع لن تطرح على طاولة مجلس الوزراء قبل ان تطرح مع هيئة التنسيق". وسأل غريب عن اللجنة التي شكلت قبل شهرين من الوزراء أحمد فتفت وخالد قباني وجهاد أزعور للمناقشة مع الهيئات النقابية وانتقد موضوع التقاعد الوظيفي "الذي لا يطال سوى المعلمين والقطاع الإداري(...) في حين ان القطاعات العسكرية التي تضم 95 ألف وظيفة هي خارج التعاقد وكذلك 35 الفا في المصالح المستقلة، و55 الف متقاعد اضافة الى القضاء وأجهزة الرقابة والسلك الخارجي". واعتبر المطارنة الموارنة ان آلة الحكم معطلة والحوار بين "بعض" اللبنانيين ما كان ليكون لو ان المؤسسات الدستورية تقوم بدورها. وبعد يوم على نشر تصريحات البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بشأن الوضع الرئاسي، رأى المطارنة في اجتماعهم الشهري امس "ان التجاذب القائم بين أهل الحكم والمتنقل بين الخرطوم ولبنان، ومن المجلس النيابي الى مجلس الوزراء، فيما الشعب يعاني الأمرين(...) يدخل اليأس الى القلوب..". وتابع: "ان آلة الحكم في لبنان تبدو معطلة (...) ومصلحة البلد تبدو وكأنها سائبة (..) وأصحاب القطاع العمالي يشكون حالة الأجور (...) فيما أرباب العمل يشكون كساد السوق (...) والافلاسات تتوالى". واشارت "صدى البلد" انه في دمشق ذكرت مصادر سورية رفيعة ان دمشق تسعى في الأيام المقبلة الى اثبات تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري وذلك "عبر رسالة الى المجتمع الدولي خلال زيارة رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس الى دمشق. وقالت مصادر متطابقة ل" صدى البلد" ان الزيارة ستكون منتصف الأسبوع المقبل ومن شبه المرجح ان يستقبله الأسد "كزائر دولي" ويبحث معه في قضية الحريري. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع، ان رأيين كانا يسودان المناقشات التي استمرت وتستمر في اوساط القيادة السورية, الأول يقول ان يلتقيه الرئيس الأسد لوقت قصير وضمن اطار مناقشات متفق على خطوطها العامة والعريضة مسبقاً. اما الرأي الآخر فيقول بأن يستقبله الأسد بحضور مجموعة صغيرة من المسؤولين السوريين والعاملين في اطار اللجنة الدولية ومعاوني براميرتس.
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان جبهة مجلس الوزراء كانت هادئة في جلسة مساء امس، وتميزت ببدء مناقشة الخطة الحكومية للاصلاح الاقتصادي، وبارجاء بتها بانتظار طرحها على النقاش العام. وفي حين لم تسجل في الجلسة اية تطورات سياسية، فان الموضوع الرئاسي ظل في الواجهة وقالت مصادر ان بعض (قوى 14 آذار) تميل جديا الى وقف مساعيها للتغيير الرئاسي في ظل تمسك البعض بفرض اثمان لتحقيق هذا الهدف. وقالت المصادر مساء امس: طالما ان الفترة المتبقية لولاية الرئيس لحود هي سنة وخمسة اشهر بعد حسم الشهرين اللذين يعتبران مهلة دستورية لانتخاب الرئيس، فان بالامكان الانتظار لانتخاب رئيس خارج معادلة الشروط والاثمان الباهظة. وليتحمل كل معرقل وكل طالب ثمن مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع من اهتراء وشلل. وقد كان الموضوع الرئاسي مدار بحث امس في لقاءات العماد ميشال عون مع النائبين السابقين طلال ارسلان وتمام سلام، كما تناوله النائب سعد الحريري في لقاء مع اتحاد العائلات البيروتية وأبدى تفاؤله بالتوصل الى حل له بالتفاهم مع كل الاطراف. على صعيد جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية الهادئة مساء امس فقد تخللها كلمة للرئيس اميل لحود قال فيها ان اللبنانيين ينتظرون ليروا ماذا سنفعل. يريدون معرفة الى اين ذاهبون. اما الرئيس فؤاد السنيورة فقال ان الافكار المطروحة في خطة الاصلاح الاقتصادي هي مدخل الى الحل ولكنها ليست منزلة، وهي امامنا في الحكومة والمجتمع لنتحمل جميعا المسؤولية. وقال رئيس الحكومة ان العملية الاصلاحية ستتطلب تغييرا، اي التخلي عن بعض الامور. ولم يستبعد السنيورة حصول مناقشات واسعة مؤكدا انفتاحه (لمناقشة اي بدائل من قبل اي طرف اتت) انما (دون التفريط بالفرصة المتاحة امامنا لاجراء العملية الاصلاحية التي يحتاج اليها لبنان للنهوض من ازمته المالية والاقتصادية). ونفى علمه بوجود (محاولات ظاهرة) للتعطيل السياسي. وأضاف (ان خطوات زيادة الايرادات وتقليص النفقات امر اساسي لتقليص العجز في الموازنة وتقليص كلفة الدين العام وان خطوة الخصخصة لا رجوع عنها كعملية اصلاحية وكمورد لتقليص كلفة وأساس المديونية العامة). وقال وزير الاعلام غازي العريضي بعد الجلسة (ان الخطة التي نوقشت والتي لا تزال مطروحة للنقاش، ليست الخطة النهائية وليست منزلة، بل مطروحة للنقاش، ويمكن ان تدخل عليها تعديلات. وأضاف: الهم الاساسي بالنسبة لنا ان نصل الى تصور شامل نتفق عليه كلبنانيين للخروج من هذه الازمة. ربما نضطر الى اتخاذ قرارات موجعة احيانا يجب ان نتحملها جميعا، لكن عندما نتفق تكون الرؤية واضحة امامنا الى اين نحن ذاهبون كلبنانيين، وبالتالي لا يعود ثمة مشكلة ونتحمل هذا الموضوع مجتمعين. وفند وزير المال جهاد ازعور في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال محاور الورقة الاقتصادية وقال انها اربعة محاور: اجندة النمو، المحور الاجتماعي، المحافظة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، واعادة النظر بدور الدولة. ولفت الى ان هذه الورقة الاقتصادية تحضر الى مؤتمر بيروت وكل ما ورد فيها مذكور في البيان الوزاري. وردا على سؤال حول تخوف المواطن من فرض ضرائب اضافية، اجاب: في البداية سنناقش امكانية تخفيض الانفاق. الهدف ان لا يحصل ارتفاع لاي معدل ضريبي، وهذا يعني اننا يجب ان نجهد في عملية خفض الانفاق وهي بحاجة الى دعم كل التيارات السياسية. وإذا استطعنا تخفيض العجز وخفضنا الانفاق وعالجنا مشكلة الكهرباء التي تكلف ألف مليار، لا نكون بحاجة الى ضرائب.
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" انه في ظل الاستراحة المديدة للحوار الوطني، وفي انتظار ما يمكن ان تؤول اليه المشاورات والاتصالات لإعادة فتح أفق جديد للملف الرئاسي الذي بدا وكأنه قد أقفل سلباً في الجولة الأخيرة، شكّلت جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية أمس "محاولة" لفتح الطريق أمام مؤتمر بيروت ـ 1 بالرغم من كل التعقيدات المعروفة. وبالفعل، وبخلاف جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، أجمع الوزراء على وصف جلسة الأمس بأنها ايجابية والنقاش فيها كان هادئاً وموضوعياً كما قال وزير الاعلام غازي العريضي الذي ذهب الى القول انه "بالرغم من الاختلافات والخلافات على الأفكار والبرامج السياسية كان ثمة تلاق على الكثير من الأفكار لمعالجة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية". فجأة اذاً، أدى النقاش في "الورقة الاصلاحية" الى "حوار اقتصادي" بدا حتى مساء أمس أن ثمّة محاولات ل " فصله" عن الصعيد السياسي، وأدى النقاش الى فتح مسار حواري مواز في الشأن المالي والاقتصادي والاجتماعي، وبدا أن هذا المسار يتلمّس خطواته بدقة. اذاً، كانت جلسة مجلس الوزراء "الهادئة والايجابية والموضوعية" بداية حوار في الورقة الاصلاحية التي حرص رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة على تقويمها بوصفها "حصيلة ما قام به الفريق الاقتصادي"، وعلى انها "ورقة للحوار" بين الوزراء وبين الحكومة وسائر القطاعات المعنية بها خارج الحكومة. وقد قرّر مجلس الوزراء عقد جلستين خاصتين الأسبوع المقبل لمناقشة موضوعي الضمان الاجتماعي والكهرباء. وأكد العريضي ان الحوار سيستمر الى ان يتمّ تكوين "تصور نهائي من خلال الحوار الشامل"، مضيفاً ان "مؤتمر بيروت 1 لن يعقد قبل ان تنجز الحكومة بنود الورقة (..)". وفي شرح لما جرى في الجلسة وصفت مصادر الرئيس السنيورة الجلسة الأولى لمناقشة الاصلاح الاقتصادي بأنها "ممتازة". ولفتت "المستقبل" الى انه "بعد انتهاء وزير المال جهاد أزعور من عرض الورقة أو الخطة عبر الشاشة التي وضعت في قاعة مجلس الوزراء، صفّق معظم الوزراء لتماسك العرض"، والى ان وزير الصحة محمد جواد خليفة عبّر عن "افتخاره بهذا المستوى من العمل"، وكذلك عبّر وزير العمل طراد حمادة الذي كان قبل الجلسة أبدى اعتراضات على الخطة وفلسفتها عن "تقديره لهذا العمل العلمي والمتقدم". وأوضحت مصادر السنيورة ان "توجه الحكومة هو الى عقد جلسات أخرى لمجلس الوزراء وخارج مجلس الوزراء"، وأكدت ان "الهدف هو اغناء الخطة والتعديل فيها باقتراح بدائل". واعتبرت ان "خطة بهذا الحجم والمستوى ستقتضي قرارات شجاعة وربما موجعة تحتاج الى أوسع توافق ممكن". وأشارت الى "أهمية اقتراح بدائل للبنود التي يتم الاعتراض عليها". وأبدت في الوقت نفسه استغرابها من "بعض التحريض على قيام حركات احتجاج فيما الحوار لا يزال في بداياته". وأعطت على ذلك مثالاً هو "تحرك المعلمين ضد مشروع التعاقد الوظيفي علماً ان هذا المشروع لا يطال القطاع التعليمي ومكتسباته فضلاً عن كونه يطرح خطة التوظيف مستقبلاً". على أي حال بين استراحة الحوار الوطني "السياسي" وبين مباشرة الحوار "الاقتصادي"، لم تخلُ المواقف السياسية أمس من اشارات ذات دلالة. فرئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري سعى الى اعادة تكوين "جوّ" متوازن حيال مؤتمر الحوار ونتائجه والى تبديد مناخات "التشاؤم المطلق"، فأعاد التذكير بما توصل اليه المؤتمر من "اتفاق بالاجماع على أمور مهمة"، وعدّدها بأنها "المحكمة الدولية، وتثبيت لبنانية مزارع شبعا، والعلاقات الديبلوماسية مع سوريا، وازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها، والاهتمام بالاحتياجات المعيشية والاجتماعية للاجئين". وأبدى الحريري "تفاؤله بالتوصل الى حل للملف الرئاسي بالتفاهم مع جميع الأطراف السياسية"، مكرراً "تأييد ما يراه البطريرك الماروني بالنسبة الى اختيار الرئيس المقبل"، معرباً في الوقت نفسه عن "الأمل في تذليل جميع العقبات التي تعترض انعقاد بيروت ـ 1 (..)". من جهة ثانية وغداة الموقف الذي أطلقه البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير من الرئيس اميل لحود، أصدر مجلس المطارنة الموارنة بيانه الشهري ولفت فيه الي ان "آلة الحكم في لبنان تبدو معطلة". وتطرق الى "الحوار المتقطع الذي ابتدأه بعض قادة الرأي في لبنان، والمتعثر أحياناً كثيرة والمتقدم بخطى بطيئة"، ورأى ان هذا الحوار "ما كان ليكون لو أن المؤسسات الدستورية والحكومية فاعلة وتقوم بدورها بنشاط (..)". وبرز موقف لافت لرئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أكد من خلاله ان "النائب العماد ميشال عون يستطيع ان يكون مرشحاً للرئاسة لكنه لا يزال عسكرياً مع انه لم يعد عسكرياً منذ عشرين سنة". وقال شمعون "أن يكون الرجل عسكرياً لمرة واحدة فهو عسكري دائماً"، مضيفاً ان "العقلية لا تزال هي نفسها وأسلوب العمل هو ذاته والعسكري ينتظر تلقي الأوامر أو يصدر الأوامر (..)". واشارت "المستقبل" انه في هذه الأثناء، أكد السفير الفرنسي برنار ايمييه بعد لقائه الن
ائب الحريري "دعم فرنسا للحوار الوطني" الذي قال انه "خرج لغاية الآن بعدد من النتائج المعبّرة". وأمل ايمييه "أن يقوم كل الأفرقاء الذين باستطاعتهم أن يساعدوا في جعل نتائج هذا الحوار عملية وأن يلعبوا دوراً بناء في هذا الاطار.
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول انه فجأة، وبحركة سريعة، تحولت الاهتمامات الرسمية والسياسية الى الملف الاقتصادي والمالي والمعيشي، في ضوء الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الوزراء، وخصصت لمناقشة الورقة الإصلاحية التي يفترض تقديمها الى مؤتمر بيروت-1، في حين تراجعت الملفات السياسية الأخرى، بما في ذلك البيان الشهري لمجلس المطارنة الموارنة الذي ركز على القضايا الاجتماعية والمعيشية، وان لامس "التجاذب القائم بين أهل الحكم"، و"الحوار المتقطع والمتعثر والمتقدم بخطى بطيئة والذي ما كان ليكون لو أن المؤسسات الدستورية والحكومية فاعلة وتقوم بدورها بنشاط وجدوى"، غافلاً عن ذكر موقف البطريرك الماروني نصر الله صفير الى صحيفة "لو بوان" الفرنسية، والذي أكد فيه ان الرئيس اميل لحود "لم يعد يملك الوسائل لممارسة صلاحياته، وقد فقد مكانته لأنه مقاطع من الداخل والخارج، وهو عسكري وليس لديه المزاج لكي يخضع ويقدّم استقالته بنفسه"· واكتفى البيان بالحديث عن "معاناة الشعب الذي يعاني الأمرّين"، وعن "آلة الحكم المعطلة والوظائف الشاغرة في المجلس الدستوري وفي المجلس الاقتصادي، ومجلس القضاء الأعلى"، مشيراً الى قضية تجنيس وتوطين الفلسطينيين التي تطرح خلافاً للدستور واتفاق الطائف بطريقة تارة سافرة وتارة مقنّعة فيما مسألة المجنسين لم تلقَ بعد الاهتمام الواجب"· كما تحدث عن شكوى أصحاب القطاع العمالي من حالة الأجور المقصورة، وشكوى أرباب العمل من كساد السوق، وإفلاسات صغار التجار والصناعيين، مما لا يحمل على الأمل في أن الوضع آخذ بالتحسّن· وسط هذه المؤشرات، انعقد مجلس الوزراء في مقره المؤقت في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي، برئاسة رئيس الجمهورية، وكأن شيئاً لم يكن أو لم يحصل في الجلسة السابقة، من اشتباك بين الرئيس لحود ووزراء الأغلبية، فدخل رئيس الجمهورية الى الجلسة، وصافح كل الوزراء الحاضرين بمن فيهم الوزير أحمد فتفت الذي كان قد أكد قبل حضور لحود أنه سيتعاطى معه على أساس أنه رئيس الجلسة وهو وزير على الطاولة· وحرصت مصادر وزارية على التأكيد بأن الجلسة كانت هادئة، وأن الحوار الذي تخللها حول الورقة الاصلاحية الاقتصادية للحكومة، كان بنّاء وموضوعياً، على أساس أنه بداية لحوار اقتصادي مفتوح بدأته الحكومة في موازاة الحوار السياسي حول الملفات المتبقية في جدول أعمال الحوار الوطني· وبطبيعة الحال، لم يكن هناك مجال لقرارات، باعتبار أن الورقة باتت مطروحة للنقاش، ليس فقط في مجلس الوزراء، بل مع سائر الهيئات والنقابات والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والعمالية، والتي يبدو أنها غير مرحّب بها، حيث ينفّذ القطاع التربوي الرسمي والمؤسسات العامة اضرابا تحذيريا اليوم بدعوة من هيئة التنسيق لروابط الاساتذة والمعلمين وموظفي القطاع العام، احتجاجا على ما وصفته "تمرير مشاريع التعاقد الوظيفي في الورقة الاصلاحية"، رغم مطالبة وزير التربية الدكتور خالد قباني لهذه الهيئة بالعودة عن الاضراب في انتظار ما ستسفر عنه النقاشات لهذه الورقة· كما اعلن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ل"اللواء" معارضته للبرنامج الاصلاحي، مؤكدا ان الهوة بين الناس والحكومة تستوجب معالجتها عبر الردم قبل "ردم الناس" خصوصا ان هناك ازمة معيشية حقيقية على كل المستويات، وشدد على ان الاصلاح الحقيقي يبدأ بإصلاح البنى الاجتماعية وتصويبها من خلال زيادة تقديمات الضمان الاجتماعي وتصحيح الاجور وليس التصويب عليهما· الا ان مصادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اوضحت ليلا ردا على اضراب الهيئات التعليمية، ان الخطة الاصلاحية لا تستهدف المساس بالمكتسبات التي يعمل في ظلها المعلمون، وبالتالي، فإن الدعوة الى الاضراب موجهة ضد استهدافات غير موجودة اساسا· ووصفت هذه المصادر لجلسة مجلس الوزراء بأنها كانت "ممتازة" مشيرة الى انه عندما انتهى وزيرا المال والاقتصاد جهاد ازعور وسامي حداد من عرض الخطة الاصلاحية بواسطة شاشة، صفق الوزراء ومعهم الرئيس لحود بالرغم من الملاحظات التي سجلها داعيا الى تطويرها، ولفتت الى ان هذه الجلسة هي اولى وستتبعها حلقات نقاش اخرى على مستوى مجلس الوزراء، وخارجه، فضلا عن حوارات ستتم مع مختلف هيئات المجتمع المدني والنقابات القطاعية لكي تدرس معهم الخطة والملاحظات عليها، تمهيدا لاعادة طرحها مجدداً على طاولة مجلس الوزراء· واعتبرت المصادر ان خطة بهذا التوسع والشمولية لا يمكن ان تقر في جلسة واحدة، بل هي في حاجة الى جلسات عدة، لأنه بدون موافقة الاطراف لا يمكن السير فيها، باعتبارها المدخل لعقد بيروت -1 · اما الرئيس السنيورة، فقد اكد على ضرورة ادراك الوضع الذي نحن فيه، وكيفية الخروج منه والتعاون لاخذ القرارات اللازمة، وشدد على ان الحكومة لن تتوجه الى المجتمع العربي والدولي الا عندما نتوصل في ما بيننا الى توافق حول الخطة، مشيراً الى أنه منفتح وسيدعو الى جلسات معمقة مع الجميع· ووصف الجلسة بأنها كانت في "منتهى المسؤولية"· ولفت الى ان
الورقة تشمل مجموعة من الامور والتوجهات ومشاريع القوانين، معتبراً ان عجز الموازنة يتطلب مواجهة لاعادة الاقتصاد الى حالة قابلة للنمو، وعندها يكون هناك امكانية لايجاد فرص عمل، وهذه تعالج اما بتخفيض الانفاق او زيادة الايرادات· وأكد ان الورقة ليست منزلة، وكل شيء قابل للحوار والتعديل، ومستعدون لتقبل اي اقتراح او فكرة جديد، داعياً الى التفكير جميعاً لنجد الحلول· واعلن ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل للضمان الاجتماعي، وستعقد جلسة ثانية في نهاية الاسبوع مخصصة للكهرباء، بالاضافة الى الجلسات العادية· ورفض السنيورة تسمية مؤتمر بيروت -1، مفضلاً تسمية "مؤتمر بيروت لدعم لبنان"، مؤكداً إما ان يحصل مرة واحدة أو لا يحصل· وقال: "هذه ورقة قابلة للتعديل، فإذا رفض أحدهم فكرة الدعم نبحثها معه، وكذلك إذا كان يملك بديلاً آخر"· ونفى السنيورة أن يكون قد تلقّى اي شيء في شأن زيارة دمشق، وقال أنه أبدى وجهة نظره في هذا الامر، وبناء على تكليف من مجلس الوزراء وهيئة الحوار، مؤكداً الرغبة في التحاور مع الاشقاء السوريين مما نعتبره مصلحة للبنان للوصول الى حل لكل المسائل العالقة· ووصفت مصادر وزارية الجلسة بأنها من أفضل الجلسات التي عقدتها الحكومة، وكشفت أن عدداً من الوزراء أثنى على الجهد الذي بذله الوزير أزعور في الخطة الاصلاحية· وقالت: إن تأكيداً برز خلال الجلسة على ضرورة مناقشة الخطة مع الفاعليات والهيئات الاقتصادية، لا سيما ان ثمة علامات استفهام لا تزال تحتاج الى استفسار· وأكدت هذه المصادر ان مجلس الوزراء الذي قرر استكمال مناقشة بنود الورقة الاصلاحية في جلسات خاصة، قد يعمد بعد مناقشة الافكار الواردة فيها الى اضافة وتعديل بعض الامور، فضلاً عن ان اقتراحات يتوقع لها ان تضاف على الورقة كتلك المتعلقة بسياسات القطاعات الصحية وغير الصحية والتقديمات الاجتماعية وكيفية حصولها ضمن احصاءات واقعية· وكشفت المصادر انه طلب من الوزير خلال الجلسة التقدم باقتراحات ورؤية لتخفيض الانفاق، وتقرر عقد جلسات خاصة لبعض البنود الواردة في الخطة، لا سيما في قطاعات الضمان والكهرباء والاتصالات· وتحدثت المصادر عن مبادرات تتصل بشؤون الناس للتخفيف من معاناتهم لا سيما إذا أقر مجلس الوزراء سلسلة الرسوم والضرائب في الخطة على ان تكون هذه الرسوم في "مستوياتها الدنيا" مع الحرص على تخفيض الإنفاق· وشددت هذه المصادر على ان كل الاقتراحات وكل هواجس المواطنين مطروحة للبحث، علماً ان جلسة مجلس الوزراء بالامس لم تأخذ اي قرارات بشأن بنود الورقة الاصلاحية"· وأشارت المصادر الى ان بعض الوزراء شدد على ان الهدف من النقاش على بنود الورقة هو تأمين الاستقرار الاجتماعي· وذهب بعض الوزراء الى التأكيد على انه ما لم يعالج الوضع الاقتصادي، فنحن متجهون نحو الانهيار· وعلم ان وزير المال جهاد ازعور شدد في العرض الذي قدمه على ان الورقة الاصلاحية لا تختلف عن البيان الوزاري· وقالت المصادر الوزارية ان عدداً من الوزراء تقدم باقتراحات حول زيادة الضرائب مفادها ان اي إقرار بالزيارة لا بد من ان يقابلها ما يعزز وضع المواطن على صعيد الاستقرار الوظيفي والتقديمات الاجتماعية· وعلم من مصادر رئيس الجمهورية ان الرئيس لحود تحدث بعد العرض الذي قدمه الوزيران ازعور وحداد، فشكرهما على الجهد المبذول لإعداد الورقة، معتبراً أنه سيترك اثراً ايجابياً لدى الدول لانه اعد لتأمين النهوض الاقتصادي· وشدد على ضرورة توفير اجراءات على صعيد الاصلاح تؤمن للناس الراحة، ومن بينها معالجة مسألة الروتين الاداري، مشيراً الى قوانين وقرارات متخذة في هذا الاطار ولم تنفذ· وتساءل كيف نريد لهذا البلد ان يكون واحة استثمار وفرص عمل اضافية في ظل عراقيل الروتين الاداري والصعوبات التي تفتعل امام المستثمرين· وقال ان الشعب ينتظر ان يواكب المشروع الاصلاحي المقترح بعض التدابير على الارض حتى يشعر بأن الامور ستستقر وتصبح افضل من السابق· لافتاً الى وجود موظفين يقبضون رواتب وتعويضات ولا يحضرون الى العمل· كما دعا الى اجراءات سريعة لاصلاح الوضع الكهربائي والمياه· مجدداً تأكيده على اهمية خيار الخصخصة، لكنه شدد على وجوب ان يكون ثمن القطاع الذي سيخصخص موازياً للقيمة الحقيقية لهذا القطاع، اضافة الى ضرورة اعطاء اسهم للبنانيين في القطاعات المخصخصة· واشار الى ضرورة ان يكون هناك تقديمات للمواطنين في مقابل أي زيادة قد تطرأ سواء بالنسبة الى الضريبة على القيمة المضافة او الضريبة على فوائد الودائع المصرفية ومراعاة اوضاع ذوي الدخل المحدود· واشار الى ان قانون الشيخوخة لم يطبق حتى الآن، وكذلك الى تطبيق قانون وسيط الجمهورية الذي يوفر على الناس مشقة اللجوء الى الوساطات والرشاوى، ويساعد على مكافحة الفساد· وسأل الرئيس لحود عما يتردد عن وجود فكرة لإلغاء رسم الانتقال، فأكد الرئيس السنيورة والوزير ازعور ان هذا الامر غير وارد مطلقاً· وختم لحود مداخلته بالقول: "اعتقد ان الافكار الاصلاحية الوار
دة في المشروع مادة مهمة للدرس والحوار حولها وليست للفرض· لذلك لا بد من التشاور في شأنها مع سائر القطاعات الشعبية والنقابية والهيئات الاقتصادية حتى يتوافر لها الدعم المطلوب ليكون تنفيذها سهلاً· صحيح ان هناك عجلة ورقابة من الهيئات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهما لكن لا شيء يمنع من ان يكون العمل موازياً بين الدرس والحوار والاسراع في التنفيذ· وأهم شيء يجب ان لا يغيب عن بالنا هو ان نفكر جميعاً ونعمل كرجال دولة ونتعاطى مع المسائل المطروحة من موقع المسؤولية الوطنية لئلاً تتكرر الظروف التي حصلت سابقاً في ما خص "باريس -1" و"باريس - 2"، فيتأخر مؤتمر بيروت· المهم توفير المناخات المناسبة حتى نستطيع تحقيق الاصلاح المنشود في المجالات كافة".
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول انه وسط تباين في المواقف والآراء حيال المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية ووسائل معالجتها، بدأ مجلس الوزراء مناقشة الورقة الاصلاحية التي ستقدم الى مؤتمر "بيروت - 1". وسيتابع المجلس مناقشة الورقة في جلسات اخرى وتترافق مع "حوار بين رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء المعنيين والقطاعات والهيئات والنقابات والمؤسسات والجمعيات والنوادي المعنية في البلاد لكي يأتي التصور النهائي نتاج هذا الحوار الشامل، حسب ما اعلن وزير الاعلام غازي العريضي عقب الجلسة التي ترأسها رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور الرئيس السنيورة والوزراء الذين غاب اربعة منهم. وأجمع الوزراء على ان اجواء الجلسة كانت هادئة واتسمت بالحوار الجدي، فيما أكد وزير الاتصالات مروان حمادة ان تعاطي الرئيس لحود كان "بناء". ووصفت مصادر وزارية الجلسة بأنها من افضل الجلسات التي عقدتها الحكومة، وكشفت ان عدداً من الوزراء اثنى على الجهد الذي بذله وزير المال جهاد ازعور في الخطة الاصلاحية. لكن المصادر لفتت الى "بروز تأكيد خلال الجلسة على ضرورة مناقشة الخطة مع الفاعليات والهيئات الاقتصادية، لا سيما ان ثمة علامات استفهام لا تزال تحتاج الى استفسار"، وألمحت الى امكان ادخال تعديلات على الورقة. وأشارت المصادر الى انه طلب من الوزراء خلال الجلسة التقدم باقتراحات ورؤية لتخفيض الانفاق، وتقرر عقد جلسات خاصة لبعض البنود الواردة في الخطة، لا سيما في قطاعات الضمان والكهرباء والاتصالات. وفي ما يتعلق بالرسوم والضرائب اوضحت المصادر انه اذا اقر المجلس ما هو وارد بشأنها في الخطة فستكون الرسوم في مستوياتها الدنيا مع الحرص على تخفيض الانفاق. وكان الرئيس السنيورة اكد ان المقصود من الورقة هو "اعادة الثقة بالاقتصاد ومعالجة المشاكل البنيوية وتخفيف نمو العجز وتحسين مستوى معيشة الناس"، وأعلن ان جلسة خاصة ستعقد الاسبوع المقبل (الثلاثاء) لمناقشة اوضاع الضمان وتليها جلسة اخرى نهاية الاسبوع لمناقشة اوضاع الكهرباء لافتاً الى انه "خلال هذا الوقت سيستمر النقاش حول البرنامج المطروح امامنا لكي نذهب الى المجتمع العربي والدولي باقتراحات عملية توافقنا عليها في لبنان". ثم شرح الوزير ازعور ووزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد مضمون المشروع كما عرض الوزير مروان حماده المعايير التي يجب ان ترافق وتواكب الخصخصة في قطاع الخلوي. وبعد ذلك، شكر لحود الوزيرين ازعور وحداد على الجهد المبذول لاعداد الورقة، لكنه اشار الى "ان العبرة تبقى في التنفيذ". واقترح لحود بعض الحلول لمشاكل الكهرباء والمياه مجدداً تأكيده اهمية خيار الخصخصة، لكنه شدد على وجوب ان يكون ثمن القطاع الذي سيخصص موازياً للقيمة الحقيقية لهذا القطاع، اضافة الى اعطاء اسهم للبنانيين في القطاعات المخصخصة. ولفت الى ضرورة ان تكون هناك تقديمات للمواطنين في مقابل اي زيادة يمكن ان تطرأ على الضرائب. وبعد الجلسة، دعا الرئيس السنيورة الى ادراك الوضع الذي نحن فيه، وكيفية الخروج منه والتعاون فيما بيننا لأخذ القرارات اللازمة، مؤكداً ان علاقته بالرئيس لحود كانت "في منتهى المسؤولية". وأوضح "ان لدينا عجزاً في الموازنة، وهذا يتطلب مواجهة لاعادة الاقتصاد الى حال قابلة للنمو" وتمنى تخفيض الانفاق. وعن مؤتمر بيروت - 1 رفض السنيورة هذه التسمية مؤكداً انه "سيكون مؤتمر بيروت لدعم لبنان واما ان يحصل مرة واحدة او لا يحصل". وسبقت الجلسة مواقف للوزراء من الورقة، حيث اكد ازعور انه لا يريد رفع الضرائب انما خفض الانفاق، مؤكداً انه "اذا عالجنا مشكلة الكهرباء، وفقط لأربع سنوات لسنا في حاجة لأية ضريبة"، مشيراً الى ان "ما يوقف الهدر هو التوافق السياسي". ولفت ازعور الى ان عناوين المشروع هي: النمو، الرعاية الاجتماعية ومعالجة المشكلة الاقتصادية. وأبدى وزير العمل طراد حمادة اعتراضه على الفلسفة الاقتصادية للورقة، معتبراً انها "تقرأ بكتاب النصائح الليبرالية الغربية، وهذه الفلسفة لاقت في اميركا واوروبا مشكلات مهمة نتيجة تصاعد النضال ضد العولمة والدعوة الى مزيد من الضمانات الاجتماعية للعمال والاصلاحات الاقتصادية ذات الطابع الوطني"، فيما اعتبر وزير الطاقة محمد فنيش ان الورقة تتضمن افكاراً ايجابية وافكاراً سلبية. ولفت وزير الصحة محمد جواد خليفة الى "ان الورقة لا تتضمن تفاصيل وأرقاماً ما، ولا خطة واضحة للدولة تجاه الشعب، انما الواضح فيها زيادة الضرائب". في غضون ذلك، يشهد القطاع التربوي الرسمي الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي اضراباً تحذيرياً اليوم تلبية لدعوة هيئة التنسيق النقابية لروابط الاساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين في القطاع العام احتجاجاً على مشاريع التعاقد الوظيفي في ورقة الحكومة الاصلاحية. وأصدرت رابطة العاملين في الجامعة اللبنانية، والمجلس المركزي لروابط المعلمين في المدارس الرسمية والابتدائية والمتوسطة، ولجنة المتابعة العليا للمدرسين المتعاقدين في التع
ليم الأساسي الرسمي، ورابطة المعلمين الرسميين في الجنوب بيانات اكدت فيها المشاركة في الاضراب، ولوحت بخطوات تصعيدية اخرى، اعتصاماً وتظاهراً في حال لم يتراجع المسؤولون عن "هذه المشاريع المهددة للأمن الاجتماعي للبنانيين جميعاً". وأكد رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور حميد حكم "ان التحرك نقابي بحت وبعيد كلياً عن التجاذبات السياسية في البلد (...) وهو لمواجهة عدد من المشاريع التي تضمها الورقة الاصلاحية". ولفت حكم بعد زيارة وفد من هيئة التنسيق النقابية وزير الاعلام غازي العريضي الى "ان هناك عدداً من هذه المشاريع له انعكاسات سلبية كبيرة على القطاعات الوظيفية بأنواعها وهي تطال، وأحياناً تقضي على الحقوق المكتسبة لهذه القطاعات التي ناضلت عشرات السنين في سبيل الحصول عليها، ومن جهة ثانية لها انعكاسات كبيرة على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلد "داعياً الى فتح ورشة حوار مع الحكومة حول هذه المشاريع". وكان وزير التربية خالد قباني وجه نداء الى الاساتذة للعودة عن الاضراب، معتبراً انه سابق لأوانه، واشار الى ان الورقة الاصلاحية مطروحة للنقاش والحوار، ولم يتقرر شيء في صددها. وأشار الى ان الرئيس السنيورة سيعرض موضوع الاساتذة في جلسة مجلس الوزراء اليوم. من ناحيتها، اكدت مصادر الرئيس السنيورة ان الخطة الاصلاحية لا تستهدف على الاطلاق المساس بالمكتسبات التي يعمل في ظلها الأساتذة في لبنان، وبالتالي اعتبرت المصادر ان الدعوة الى الاضراب موجهة ضد استهدافات غير موجودة اساساً. وطمأنت المصادر القطاع التعليمي بأن الخطة الاصلاحية لا تستهدف المساس بأوضاعه بل تسعى بكل جهدها للحفاظ على هذه المكتسبات وتدعيمها. كما اكد الوزير ازعور ان موضوع التعاقد الوظيفي والتقاعد المبكر للمعلمين غير موجودين في الورقة الاصلاحية، معتبراً ان كل ما اشيع حولهما غير صحيح. على صعيد آخر، فاجأ مجلس المطارنة الموارنة الأوساط السياسية بعدم تطرقه الى مسألة رئاسة الجمهورية كما كان مؤملاً بعد الموقف الذي اطلقه البطريرك الماروني نصر الله صفير اول امس حيال الرئيس لحود. وغمز المجلس في المقابل عقب اجتماعه الشهري امس برئاسة صفير في بكركي، من قناة كل المؤسسات الدستورية، معتبراً ان "الحوار المتقطع ما كان ليكون لو ان المؤسسات الدستورية والحكومية فاعلة وتقوم بدورها بنشاط وجدوى"، ملاحظاً "ان آلة الحكم تبدو معطلة، وهناك وظائف شاغرة سواء أكان في المجلس الدستوري ام المجلس الاقتصادي ام مجلس القضاء الأعلى، ولم يتوصل المعنيون الى التوافق على الأسماء، ولم تفصل السلطة المعنية حتى اليوم في قضية الطعون النيابية المقدمة". وبالرغم من الضبابية التي تكتنف مصير ولاية الرئيس لحود ابدى رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري تفاؤله بـ"التوصل الى حل للملف الرئاسي بالتفاهم مع كل الاطراف السياسية"، مكرراً تأييده لما يراه البطريرك صفير بالنسبة الى اختيار رئيس الجمهورية المقبل. وأمل الحريري في كلمة له خلال مأدبة عشاء اقامها مساء اول امس في قريطم تكريماً لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية "ان تذلل كل العقبات التي تعترض انعقاد مؤتمر بيروت -1" مشدداً على "ضرورة تأمين الأجواء السياسية الملائمة لانعقاده، لأنه يشكل فرصة ذهبية للبنان لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية ونقل البلاد من مرحلة الى اخرى.
ـ البيرق ـ
قالت "البيرق" ان جلسة " المشروع الاصلاحي الاقتصادي " التي انعقدت عصر امس في المقر المئقت لمجلس الوزراء لم تبت الورقة الاصلاحية لمؤتمر بيروت -1 , بانتظار اجراء المزيد من المشاورات بين الحكومة واهل الاختصاص من الاقتصاديين والنقابيين فضلا عن ضرورة تلمس حاجات المواطنين الذين لن يقبلوا بالمزيد من الرسوم والضرائب بعدما طفح الكيل معهم من وطأتها عليهم . ومجلس الوزراء عقد جلسته برئاسة الرئيس لحود على وقع اجواء هادئة مهدت لها اتصالات تدعو الى التوافق حول الورقة الاقتصادية وقرر تخصيص جلسات استثنائية لمناقشة بنود هذه الورقة التي كانت اولى ثمارها امس , وهي ستستكمل يوم الثلاثاء المقبل بجلسة مخصصة لمناقشة موضوع الضمان الاجتماعي . وفهم من مصادر وزارية ان الورقة الاقتصادية قابلة للتعديل ولاضافة بعض الاقتراحات التي تمس حاجات المواطنين مع الحرص على ترشيد الانفاق وتخفيضه . الى ذلك تواصلت امس التحضيرات لتنفيذ الاضراب التحذيري اليوم الذي دعت اليه هيئة التنسيق النقابية لروابط الاساتذة والمعلمين والموظفين والمتقاعدين في القطاع العام اعتراضا على مشاريع التعاقد الوظيفي في ورقة بيروت -1 الاصلاحية . على صعيد آخر رأى مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الشهري بعد اجتماعه برئاسة البطريرط صفير ان مصلحة لبنان تبدو وكانها سائبة وان آلة الحكم فيه تبدو معطلة . واعتبر ان الحوار المتقطع الذي بدأه بعض قادة الرأي العام في لبنان والمتعثر احيانا كثيرة والمتقدم بخطى بطيئة ما كان ليكون لو ان المؤسسات الدستورية والحكومية فاعلة وتقوم بدورها بنشاط وجدوى.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018