ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 22 نيسان/ أبريل 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 22 نيسان/ أبريل 2006

ـ السفير ـ‏

قالت "السفير", لقد سجلت زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوفد المرافق للولايات المتحدة "مفاجأة ثانية" أمس، بعد الاستقبال "الودي والحميم" في واشنطن، فحضر جلسة لمجلس الامن الدولي كان مقررا ان تعقد في السادس والعشرين من الجاري لمناقشة تقرير تيري رود لارسن، وألقى كلمة امام المجلس كرر فيها مطالبة سوريا بإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود المشتركة بين البلدين. وقد رد المندوب السوري في مجلس الامن ميلاد عطية على الرئيس السنيورة مؤكدا رغبة سوريا في ترسيم الحدود باستثناء مزارع شبعا التي لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي، وان موضوع التبادل الدبلوماسي مسألة سيادية تتعلق بتوفر الرغبة في ذلك لدى البلدين. وقد فوجئ اللبنانيون برئيس حكومتهم يلقي كلمة امام مجلس الامن في جلسة لم يعلن عنها سابقا، ونقلت مباشرة على الهواء، وقال فيها "إن رداً إيجابياً من دمشق بشأن ترسيم الحدود واقامة العلاقات الدبلوماسية، يمكن ان يشكل مؤشرا الى ان سوريا بدأت تتقبل فكرة ان اقامة علاقات جيدة هي امر ممكن". وشدد السنيورة على ضرورة "ارساء الثقة مجددا بين البلدين، وان تقبل الحكومة السورية بصدق بلبنان كبلد مستقل فعلا". وكرر رئيس الوزراء اللبناني مطالبته بانسحاب اسرائيلي من مزارع شبعا، وهو ما تعتبره بيروت "اولوية وطنية". وقال: "ننتظر من الامم المتحدة ان تؤدي دورا نشطا لمساعدتنا على تلبية هذه المطالب". وطلب من سوريا إبداء‏

"اعتراف حقيقي بأنه يمكن للبنان الحر المستقل ذي السيادة إقامة علاقات طيبة مع سوريا، ويمكنه أن يفيد المصالح السورية والعربية بشكل أفضل". وطالب السنيورة في كلمته، بصورة غير مباشرة، بتمديد مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي سيرج برامرتز لفترة كافية، حيث قال "ان لبنان يدعم بقوة تمديد مهمة برامرتز من اجل ضمان استمرار التحقيق والمساهمة في انجاحه". ورد القائم بأعمال المندوب السوري في الامم المتحدة ميلاد عطية بأن دمشق ترغب بدورها في ترسيم حدودها. لكنه تدارك ان هذا الامر لا يمكن ان يتم بالنسبة الى مزارع شبعا "لأنها لا تزال تحت الاحتلال الاسرائيلي". واضاف عطية ان "على "اسرائيل" ان تنسحب من الاراضي المحتلة قبل ان يقوم بلدانا بترسيم حدودهما". وفي ما يتصل بالعلاقات الدبلوماسية قال ان "هذا الموضوع يمكن اعادة النظر فيه في حال توافر رغبة متبادلة"، مشيراً الى أن المسألة سيادية وتتعلق بالبلدين. وعبر عن أسفه "لمحاولة بعض الاطراف على الساحة اللبنانية الاساءة الى العلاقات بين سوريا ولبنان بهدف اشاعة ان هناك توترات بين البلدين". واعرب عطية في الوقت نفسه عن استغرابه "محاولة بعض الاطراف إقحام مسألتي التبادل الدبلوماسي وترسيم الحدود بين البلدين في اطار بنود القرار 1559" الذي اكد ان سوريا "نفذت كامل الاحكام المرتبطة بها فيه عندما سحبت كامل قواتها" من لبنان. وفي مؤتمر صحافي عقده في مبنى الامم المتحدة اشار السنيورة الى ان "السوريين بعثوا لي برسالة بقبول ترسيم الحدود "بدءاً من الشمال" باستثناء مزارع شبعا المحتلة"، وقال ان ذلك خيب آمالي. واضاف "إن المندوب السوري حكى نصف الرواية... صحيح هم بعثوا لي برسالة لكنه لم يتحدث عن جوابي على هذه الرسالة. وصحيح ان سوريا تقول ان مزارع شبعا لبنانية، ولكنها لا تفعل شيئا عمليا يترجم اقوالها". واوضح السنيورة ان "وضع العلاقات اللبنانية السورية على المسار الصحيح يشكل تحدياً كبيراً" مضيفاً أن‏

"الندوب التي تركتها الاحداث الدراماتيكية التي حدثت في الاشهر ال19 الماضية، والتدخل القوي في الشؤون اللبنانية الداخلية من قبل الجهاز الامني السوري طيلة سنوات، لا يمكن مداواتها بسهولة". وسئل السنيورة حول الاسلحة التي تصل الى حزب الله من ايران، فلم يجب، مكتفيا بالقول ان ثمة "علاقة قوية" بين حزب الله وطهران ومشدداً على "اننا نرغب بقوة في الحفاظ على علاقات جيدة جدا مع ايران". واشار السنيورة الى انه طالب اعضاء مجلس الامن بأن يقوموا بكل ما أوتوا من قوة بـ"مساعدة الحكومة اللبنانية سياسيا واقتصاديا بهدف مقاومة الضغوط" التي تثيرها عقود من الوجود السوري في لبنان بحيث يبقى مستقلا وحراً وذا سيادة. وقال ان كل دولة عضو في المجلس اعربت عن "دعم قوي" لطلبه هذا. ورحب المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة جان مارك دولاسابليير، من جهته، بمداخلة السنيورة امام مجلس الامن، مشيرا الى ان بلاده تتوقع من سوريا ان "تستجيب" لمطالبة لبنان بترسيم الحدود وبإقامة علاقات دبلوماسية، وبأن "تظهر التزاماً حقيقياً باستقلال لبنان". وتابعت "السفير" تقول ان الرئيس السنيورة اجتمع بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان بحضور وزيري الخارجية والعدل فوزي صلوخ وشارل رزق، ومبعوث انان تيري رود لارسن والامين العام المساعد للشؤون القانونية نيقولا ميشال، وجرى عرض لمواضيع المحكمة الدولية وتثبيت مزارع شبعا والقرار .1559 وقبيل منتصف الليل بتوقيت بيروت التقى السنيورة بحضور رزق وصلوخ، السفراء العرب في الامم المتحدة، وتركز البحث على موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي. على خط آخر، احتدمت "الحرب الكلامية" أمس وبلغت أشدها بين‏

"التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" على خلفية الكلام الذي اطلقه النائب العماد ميشال عون قبل ايام، وقال فيه "ان النائب سعد الحريري غير ناضج سياسيا وانه يتصرف كديكتاتور"، ما دفع تيار "المستقبل" الى الرد بعنف عليه امس الاول. واستمرت الحملات المتبادلة بين الطرفين امس، وكان آخرها الهجوم الذي شنه العماد عون من بكركي مساء امس، حيث كرر كلامه القائل بأن سعد الحريري ديكتاتور، وسأل "بماذا ضحى الحريري ليعمل من نفسه ديكتاتوراً". واضاف عون "ان نهج رستم غزالي لا يزال مستمرا في البلد، وانا لا اثق بهذا التيار الذي يقود البلد، وسبق له ان ورطنا بأربعين مليار دولار من الديون، وهو يكرر نفسه اليوم". وحذر عون من انه اذا لم يتغير هذا النهج فإننا واصلون الى الكارثة. فالمطلوب مشاركة حقيقية وتوازن في السلطات وإلا فالنزول الى الشارع. وكان تيار المستقبل اصدر بيانا امس حمل فيه بشدة على التيار العوني والعماد عون، وقال "ان البلاد لا تدار بنوبات عصبية مصدرها الوحيد عدم قدرة العماد عون على تقبل فكرة وجود مرشحين غيره من القيادات المارونية المحترمة والحكيمة لرئاسة الجمهورية". واضاف "إن التوازن المطلوب في الحياة السياسية اللبنانية" لا يمكنه أن يأتي ممن يعيش حالة انعدام وزن في كلامه وتصرفاته، لا مثيل لها سوى الحالة التي عاشها ودفع البلاد اليها خلال ترؤسه الحكومة الموقتة "في بعبدا" وطالب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط "البعض" بالكف عن مهاجمة الحريري بهذه الطريقة، متمنياً "على هذا البعض ان ينكفئ عن هذا الهجوم غير المبرر، لأنه في النهاية كلنا فريق واحد، فريق 14 آذار، من اجل صيغة جديدة للبنان، سياسية، اقتصادية واجتماعية".‏

ـ النهار ـ‏

كتبت "النهار" تقول انه على غرار ما كانت بداية زيارته للولايات المتحدة الاميركية مشهودة، عندما اغدق الرئيس الاميركي جورج بوش على ضيفه اهتماماً نادراً ما حظي به رئيس حكومة في البيت الابيض الثلثاء الماضي، كان ختامها امس ممثلاً في نيويورك حيث انعقد مجلس الامن الدولي لأجل لبنان وليستمع الى رئيس مجلس وزرائه فؤاد السنيورة يطرح القضية اللبنانية بكل ابعادها، ويعرض ما تحقق على صعيد استعادة الاستقلال والسيادة وما يتصل بالتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد توج اليوم اللبناني في نيويورك بمحادثات اجراها الرئيس السنيورة مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، ومع مبعوثه المكلف متابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود – لارسن. وكتبت من نيويورك روزانا ابو منصف التي ترافق رئيس الحكومة: تميزت زيارة السنيورة الى الامم المتحدة بمشاركته في جلسة لمجلس الامن تمحورت على الوضع في لبنان بجزئين احدهما كان معلناً وألقى في مستهله رئيس الحكومة خطاباً حدد فيه موقف لبنان من جملة القضايا الداخلية المطروحة، وآخر مغلقاً تنشر "النهار" محضراً حرفياً لما ورد فيه من مداخلات. وكان بارزاً اعطاء الكلام في الجزء المعلن من الجلسة لمندوب سوريا القائم بالاعمال ميلاد عطية الذي ادلى ببيان رد فيه على السنيورة من حيث اعتباره ان تحديد الحدود في مزارع شبعا ومسألة التمثيل الديبلوماسي بين البلدين مسألتان لا علاقة للامم المتحدة بهما. وقال ان التحديد غير ممكن ما دامت الارض محتلة، واما العلاقات الديبلوماسية فتخضع لرغبة مشتركة من البلدين، الامر الذي فسّره مراقبون ديبلوماسيون في الامم المتحدة بأنه اقفال لاحتمال زيارة السنيورة الى دمشق بجدول اعمال يتركز على هذين البندين الرئيسيين. في حين ان كلام المندوب السوري أثار ردا من المندوبين الفرنسي والبريطاني اللذين تحدثا في الجلسة المغلقة. فلم ير المندوب الفرنسي جديدا في كلام مندوب سوريا وقال: "ان لبنان يمد يده الى سوريا ويطالب بالتمثيل الديبلوماسي وترسيم الحدود وعلى مجلس الامن ان يدعمه لأن لبنان لا يستطيع ان يفعل كل شيء بمفرده". في حين ايد المندوب البريطاني موقف زميله الفرنسي مضيفا انه "بما ان المندوب السوري اشار الى ان البند السابع من ميثاق الامم المتحدة لا يجيز التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، وهذا صحيح، لكن هذا ينطبق على سوريا اولا من اجل وقف تدخلها في لبنان". واجتمع السنيورة بعد الظهر الى رود – لارسن، كما اجتمع الى المسؤول القانوني المكلف البحث في المحكمة ذات الطابع الدولي نيقولا ميشال. وتجدر الاشارة الى ان اعضاء مجلس الامن الدائمين منهم وغير الدائمين شددوا على اهمية الحوار الوطني ومتابعة نتائجه، وعلى دعم التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك على دعم جهود الرئيس السنيورة على كل الصعد. وتابعت "النهار" تقول :وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس السنيورة بعد لقائه انان، قال انه طلب من اعضاء مجلس الامن القيام ما في وسعهم ل"تقوية الحكومة اللبنانية سياسيا واقتصاديا لمواجهة الضغوط". مضيفا ان الاعضاء كانوا "متجاوبين جدا" مع طلبه. واوضح انه طلب من الامين العام "افادتنا بكل وضوح بما هو مطلوب لاعلان لبنانية مزارع شبعا عبر الامم المتحدة". واضاف: "لقد اخبرنا (انان) انه سيقوم بدراسة وافية مع مستشاريه القانونيين، وسيعود الينا بشيء ملموس حول ذلك"، الامر الذي اعتبره المراقبون انه سيكون "خريطة طريق" للتعامل مع قضية مزارع شبعا. وحول الرفض الذي ابداه المندوب السوري لمطلبي الترسيم في شبعا واقامة العلاقات الديبلوماسية قال ان لبنان "لن يستفز". ووصف ما ذكره عطية حول رسالة من رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري حول قبول الترسيم مع لبنان بانه "نصف الرواية". وكانت لوزير العدل شارل رزق في المؤتمر الصحافي مداخلة تتعلق بموضوع انشاء محكمة ذات طابع دولي فقال انه جرى "الاتفاق على تحرير الاتفاق في شأن وضع نظام للمحكمة (...) وهذا الامر سيأخذ بعضاً من الوقت نرجو ان يكون قصيراً جداً". ورداً على سؤال ابدى رزق امله في ان ينهي المحقق الدولي سيرج برامرتس عمله قبل 15 حزيران المقبل موعد انتهاء مهمته "واذا اقتضى الامر (...) سوف يمدد له".‏

ـ الديار ـ‏

تساءلت "الديار" : هو زلزال آتٍ أم صخب البحر، أم هدير مشكل كبير آتٍ على لبنان؟ من يسمع تصريحات السنيورة في واشنطن يتأكد ان رئيس مجلس الوزراء اللبناني ذهب الى ‏العاصمة الأميركية يستقوي على العروبة، وعلى اللبنانيين، وعلى المقاومة، من دون ان يحصل ‏على شيء عملي لدعم الاقتصاد اللبناني.‏ ومَن تكون واشنطن؟ انها التي احتلت افغانستان وهي التي قامت بتقسيم العراق وضرب شعبه وقتله، وهي التي تقف ‏ضد الشعب الفلسطيني للحصول على دولة فلسطينية، وهي التي لا تساعد لبنان بأي شيء، بل ‏تدعم إسرائيل بشكل مطلق.‏ انها واشنطن التي تعتقل المسلمين والعرب، وتنقلهم بالسجون الطائرة وتقيم الذرائع ‏لاعتقالهم، ومع ذلك يذهب السنيورة ليستنجد بواشنطن ضد عروبة لبنان.‏ انه زمن نسيان دماء الشهداء في الجنوب، انه زمن تسهيل إعادة الإحتلال الإسرائيلي للجنوب ‏اللبناني، إنه زمن المخطط الإسرائيلي بامتياز، انه زمن خروج رئيس الحكومة عن البيان ‏الوزاري، انه زمن المطالبة بتجريد الشعب اللبناني من سلاحه، على ان تبقى اسرائيل ‏متخمة بكل انواع الأسلحة بما فيها السلاح النووي.‏ انتهى زمن الحوار في 28 نيسان، ولم يترك السنيورة مجالاً للحوار وذهب يستقوي في واشنطن على ‏العرب بالسلاح الاميركي التابع لاسرائيل، وذهب يهدد كل لبناني يرفض السياسة الأميركية لأنه ‏يطالب بالعدالة في الصراع العربي الإسرائيلي، ومع ذلك فإن السنيورة ذهب يستجدي الدعم ‏الأميركي، وبذلك يكون الخطر آتٍ على لبنان بشكل كبير.‏ عندما دقت ساعة الحل ورأى اللبنانيون ان العماد عون يمكن أن يكون رئيساً للجمهورية ‏ويعيد المؤسسات للبلاد، قاموا باتهامه بصفقة مع سوريا ومع حزب الله ومع الرئيس لحود، ولم ‏تكن تلك اتهامات حقيقية، لأن تاريخ العماد عون يشهد له بأنه رجل لبناني مستقل، وتلك ‏الإتهامات هي ميزة للعماد عون.‏ منعوا وصول العماد عون للرئاسة، وتحت عنوان أنهم لا يريدون الا مرشح منهم اتهموا العماد ‏عون بأنه لا يريد أحداً غيره،وهم لا يريدون انتخابات مبكرة، وباتت اكثريتهم وهمية، ‏والحكومة لا تحكم، والبيان الوزاري غير موجود، والشعب يعيش ضائقة اقتصادية كبيرة.‏ اذا كان العماد عون يريد اتخاذ موقف، فلا بد من ان يقول في الحوار ما يجب ان يقوله ‏وينسحب منه، لأن الحوار بات كذبة كبيرة.‏ وأما حركة أمل وحزب الله خاصة، فلا يمكن أن يستمرا في الحوار طالما ان أطرافاً في الحوار تذهب ‏الى واشنطن للإستقواء على عروبة لبنان. ‏ وقال "الديار" , لقد توزع الاهتمام امس بين نيويورك وبيروت، وفيما ركز رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في لقائه ‏مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان وفي اجتماع مجلس الامن الدولي على ترسيم الحدود ‏اللبنانية - السورية في مزارع شبعا معتبراً ان لا عوائق تحول دون ذلك في ظل الاحتلال ‏الاسرائيلي، اندلعت الحرب الكلامية بقوة بين تياري الوطني الحر والمستقبل ما ترك علامات ‏استفهام حول مصير جولة الحوار الوطني في 28 الجاري والاجواء التي ستسودها.‏ وفي ظل هذا السجال العنيف الذي تخطى الحدود العادية زار العماد ميشال عون مساء امس ‏بكركي والتقى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وحذر بعد اللقاء من النزول الى ‏الشارع في حال استمر الوضع على ما هو عليه.‏ ورأى عون ان الفريق الذي طالب بتنحية رئيس الجمهورية تراجع عن طلبه لتعذر التفاهم ‏حول ذلك، واعتبر ان السجال بينه وبين تيار المستقبل يعود الى «انهم فشلوا في اسقاط رئيس ‏الجمهورية ويريدون توجيه الرأي العام باتجاه احد آخر لتغطية هذا الفشل ‏ وتساءل لماذا فضلت الاكثرية النيابية بقاء لحود على اي مرشح آخر، واعتبر ان النائب سعد ‏الحريري لم يضحِّ اكثر من اي احد منا في الدفاع عن لبنان.‏ وحمل عون مرة اخرى تيار المستقبل ونهجه مسؤولية تراكم الدين والافلاس، وقال انه يطالب ‏بتحقيق مالي وليس بتدقيق حسابات.‏ واضاف: على الجميع ان يتحملوا تجاه الشعب اللبناني مسؤولية الفساد والهدر الذي حصل، ‏وانا اطالب بتحقيق مالي وليس بتدقيق حسابات، بمعنى نريد ان نعرف اين ذهب الخارج واين ‏صرفت الاموال.‏ وسئل: هل ستطالب باستقالة الحكومة؟ اجاب: يجب تغيير كل النهج السياسي والا سنصل الى شيء غير جيد ابدا.‏ سئل: هل في 28 الجاري هي اخر خرطوشة؟‏ اجاب: انا ذاهب الى الحوار، ونحن نطالب منذ زمن بالحوار فاذا كانوا مستعدين للبحث بجدية ‏في اي موضوع وفي وضع تفاهم وطني فنحن مستعدون الى آخر لحظة، ولكن اذا ارادوا ان نستمر في ‏الدوران كما على طريقة المصارعة لمعرفة من يكسب، فنحن نستطيع ايضا المصارعة. الذي يريد ‏ان يقيم تفاهما وطنيا عليه ان يقيم مشاركة حقيقية وتوازنا في السلطات وان يحترم الدستور ‏والقوانين والا نحن والشعب سننزل في لحظة لتغيير هذا الوضع.‏ وكان تيار المستقبل اصدر بيانا امس رد فيه على كلام العماد عون الى قناة «الجزيرة ‏الفضائية حيث اكد انه لن يسمح لمن لا يحركه سوى مشروعه السلطوي بأن يزور الحقائق ‏التاريخية معتبراً انه يتر

ك للشعب اللبناني وللتاريخ الحكم على الصفقة المشبوهة التي اعادت ‏عون الى لبنان.‏ واضاف البيان ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان اول من تصدى لقمع الشباب اللبناني في ‏‏7 آب 2001، بل كان اكبر ضحية سياسية لهذا القمع الذي يظهر النظام الامني - المخابراتي ‏اللبناني - السوري بادارة مباشرة من العماد اميل لحود الذي بات يفاخر بأنه من المدرسة ‏نفسها التي ينتمي اليها العماد عون، في اوضح اشارة امتنان منه الى من خطف الارادة ‏الصادقة لشباب التيار الوطني الحر ليحولها متراساً لبقاء رمز الوصاية السورية على لبنان ‏في سدة الرئاسة، ويتحول شريكا له في الدفاع عن الضباط الامنيين الذين نفذوا عملية 7 آب ‏المخابراتية، والمطالبة باطلاق سراحهم قبل ان تنعقد المحاكمة الدولية في جريمة 14 شباط ‏‏2005 الارهابية التي يشتبه التحقيق الدولي في ضلوعهم بها.‏ واذ اعتبر تيار المستقبل انه يترك للشعب اللبناني وللتاريخ ان يحكم على الصفقة المشبوهة ‏التي اعادت العماد عون الى لبنان فانه وصف اصرار العماد عون على مغالاته في كلامه غير ‏العاقل وتصرفاته غير المسؤولة لا يمكن سوى ان يزيد الشعب اللبناني قناعة بأن البلاد لا ‏تدار بنوبات عصبية مصدرها الوحيد عدم قدرة العماد عون على تقبّل فكرة وجود مرشحين غيره ‏من القيادات المارونية المحترمة والحكيمة لرئاسة الجمهورية.‏ وتابع البيان ان التوازن المطلوب في الحياة السياسية اللبنانية لا يمكنه ان يأتي ممن يعيش ‏حالة انعدام وزن في كلامه وتصرفاته.‏ وختم البيان بعبارة: «يا عيب الشوم وكان اعلن التيار الوطني الحر انه طرح ورئيسه العماد عون جملة اسئلة بسيطة وما زالا ‏ينتظران من تيار المستقبل وغيره اجوبة عنها ومنها: من الذي حمّل لبنان دينا يفوق الاربعين ‏ملياردولار، ومن الذي يقف وراء تعطيل الحياة الدستورية في البلاد بعدما استعادت حريتها ‏وسيادتها واستقلالها سواء بالغاء المجلس الدستوري او بالبدع المعتمدة في عمل الحكومة، او ‏بقوانين الانتخاب المفصلة على قياس اشخاص، ومن الذي سرق وغطى السرقات والسمسرات واهدر ‏وشرعن الاهدار؟ ورأى ان تيار المستقبل «لم يعد يميز بين الموقف القانوني للعماد عون من استمرار توقيف ‏الضباط الاربعة ورغبة التيار المذكور في ان يكون هؤلاء الضباط هم من ارتكبوا جريمة ‏اغتيال الرئيس الحريري النكراء، مع الاشارة الى ان اشخاصا اخرين رسم المستقبل من حولهم ‏شبهات في تلك الجريمة حلوا على الرحب والسعة في دياره وتحرك النائب وليد جنبلاط من المختارة ليؤازر حليفه الحريري وقال «كفى للبعض مع كل ‏احترامي له التهجم على سعد الحريري بهذه الطريقة " ، معتبرا اياه «انه يضحي من اجل وحدة ‏لبنان وعلاقات نقية بين لبنان وسوريا ومن اجل حماية المقاومة في اطارها اللبناني ومن اجل ‏بناء الدولة وفق اسس الطائف ‏ وتمنى «ان ينكفئ هذا البعض عن هذا الهجوم غير المبرر لأنه في النهاية كلنا فريق واحد، فريق ‏‏14 آذار واضافت "الديار" انه على صعيد آخر، كان للرئيس السنيورة امس يوم طويل في نيويورك حيث عقد اجتماعا مع الامين ‏العام للامم المتحدة كوفي انان بعد ان كان حضر اجتماع مجلس الامن الدولي مساء أمس الذي بحث ‏الوضع في لبنان وركز على ترسيم الحدود في مزارع شبعا.‏ ورد القائم بالاعمال السوري ميلاد عطية مشددا على انهاء الاحتلال الاسرائيلي لترسيم الحدود ‏لانه لا يمكن رسم الحدود في شبعا الا بعد تحريرها من الاحتلال.‏ واذ شدد السنيورة امام اعضاء مجلس الامن على ترسيم الحدود في شبع،. تحدث عن ان مسألة سلاح ‏حزب الله خاضعة للحوار بين اللبنانيين.‏ وشدد على ان كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري يشكل رادعا لمن يفكر بمثل هذه ‏الجرائم، واكد تأييد لبنان الشديد للتمديد لرئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج ‏براميرتس.‏ ورد القائم بالاعمال السوري في الامم المتحدة فقال: ان اقامة العلاقات الدبلوماسية ‏وترسيم الحدود بيننا وبين لبنان هما مسألتان تقعان في صميم السيادة الوطنية لكلا ‏البلدين، وانه لا يجوز لمجلس الامن التدخل في هاتين المسألتين انسجاما مع الفقرة السابقة من ‏المادة الثانية من ميثاق الامم المتحدة.‏ واكد عطية ان سوريا لا ترى وجود مشكلة حدودية بين البلدين وانها اعلنت استعدادها لترسيم ‏الحدود مع لبنان. وقال انه لا بد من انهاء الاحتلال الاسرائيلي حتى يتمكن الجانبان من ترسيم ‏الحدود بينهما لانه لا يمكن رسم الحدود في مزارع شبعا الا بعد تحريرها من الاحتلال.‏ وفيما يتعلق بمسألة التمثيل الدبلوماسي بين سوريا ولبنان قال عطية ان ما بين سوريا ‏ولبنان منذ عام 1990 من اتفاقيات ومؤسسات قائمة وهامة تفوق كثيرا في مكانتها مسألة ‏تبادل السفارات، وان سوريا تؤكد دائما احترامها الكامل لسيادة واستقلال لبنان، وان ‏مسألة اقامة سفارات هي مسألة سيادية ومع ذلك فانه يمكن النظر في ذلك، مؤكدا ان ‏العلاقات الثنائية بين البلدين علاقات مميزة تحكمها عوامل التاريخ والجغرافيا التي لا يمكن ‏لاي عوامل خارجية ان تفصلها ع

ن بعض، وعبر عطية عن اسفه لمحاولة بعض الاطراف على الساحة ‏اللبنانية الاساءة الى هذه العلاقات بهدف اشاعة ان هناك توترا بين البلدين.‏ واوضح ان سوريا ساهمت في تحقيق الاستقرار وانهاء الحرب الاهلية المدمرة في لبنان كما بذلت ‏دماء عدد كبير من خيرة ابنائها لضمان سيادة واستقلال لبنان وساهمت في انهاء الاحتلال ‏الاسرائيلي لجنوب لبنان.‏ واكد المسؤول السوري دعم سوريا للحوار الوطني اللبناني بين الاشقاء اللبنانيين وقال نتمنى ‏له النجاح بما يحقق مصلحة الشعب اللبناني.‏ وتحدث السيد عطية عن القرار 1559 فقال ان سوريا نفذت كامل الاحكام المرتبطة بها في هذا ‏القرار عندما سحبت قواتها من لبنان، واعرب عن استغرابه من محاولة بعض الاطراف اقحام ‏مسألتي التبادل الدبلوماسي وترسيم الحدود بين البلدين في اطار بنود القرار المذكور.‏ وختم عطية بالقول ان السلام في الشرق الاوسط لا يمكن ان يتحقق الا بانسحاب اسرائيل الكامل ‏من الاراضي العربية المحتلة في الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية والاراضي الفلسطينية ‏الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وان استغلال بعض الاطراف لموقعها في مجلس الامن لتنفيذ ‏بعض القرارات بصورة انتقائية لن يخدم هدف تحقيق السلام والامن في المنطقة، وتمنى من اعضاء ‏مجلس الامن اظهار ذات الحماسة لتنفيذ القرارات المتعلقة بالنزاع العربي الاسرائيلي وخاصة ‏القرارين 242 و388.‏ ثم اجتمع السنيورة مع الامين العام للامم المتحدة.‏ وبعد الاجتماع عقد مؤتمرا صحافيا بحضور وزيري الخارجية والعدل تحدث فيه عن ترسيم الحدود في ‏مزارع شبعا وقال «ان اشقاءنا السوريين يقولون انه لا يمكننا ترسيم الحدود طالما ان هذه ‏الاراضي المحتلة، اما وجهة نظرنا فهي انه لكي نقوم بعملية ترسيم الحدود لسنا مضطرين ‏للذهاب ميدانيا، لدينا كل التقنيات حاليا لنتمكن من ترسيم الحدود. يمكننا ان نرسم ‏الخرائط والجميع يوقع على هذه الخرائط،. وبعد ذلك حين نذهب لترسيم الحدود ميدانيا يمكننا ‏ان نفعل ذلك في اي وقت حين تنسحب اسرائيل، اذ انهما امران مختلفان كليا، مسألة الترسيم ‏يمكن ان تحصل وصولا الى اخر مليمتر من الاراضي. اذا كنا نستطيع ارسال صاروخ الى القمر ‏فنستطيع ارساله الى النقطة المحددة التي تريدها من دون ان نكون هناك، وبالتالي لا يمكننا ‏ان نربط ترسيم الخرائط بالوجود الميداني، لذلك نطلب من الامين العام ان يقول لنا ما ‏الذي يمكننا ان نقوم به لحل هذه المسألة.‏ وسئل: تعرفون جيدا ان هذا الامر في القانون الدولي متروك للبلدين، ولا بد من توقيع ‏البلدين على وثيقة رسم هذه الحدود وتحددها وبالتالي ترفع الى الامم المتحدة، وكان جواب ‏سوريا على لسان القائم بالاعمال ميلاد عطية ان لا ترسيم للحدود الا بعد انتهاء الاحتلال.‏ فاجاب: نحن نعلم بان عمليات ترسيم الحدود تقوم بها دولتان متجاورتان وهذا امر طبيعي، ‏واعتقد ان هناك مئات الحالات في العالم التي تمت وجرى ترسيم الحودد بشأنها ونحن نعتقد ان اي ‏امر أكان بين دولتين او كان بين جارين او شقيقين، اهم شيء يعمل هو ان تزال كل نقاط ‏التوتر التي يمكن ان تحدث، ولذلك سعينا ان يصار الى تحديد تلك الحدود ولذلك اتينا، والامم ‏المتحدة في هذا الخصوص بما يتعلق بالعلاقة بين الدول هي المكان الذي تودع فيه الاتفاقات بين ‏دولتين. واعتقد ان هذا الامر ضروري لبناء العلاقات بشكل سليم بين بلدين، وعندما يأتي ‏الجواب من سعادة الامين العام للامم المتحدة بما يخص هذا الشأن سأنقله الى اللبنانيين والى ‏طاولة الحوار الذين كانوا طلبوا مني ان ابحث كل طريقة تؤدي الى تحديد الحدود بين لبنان ‏وسوريا وتحديدا في منطقة مزارع شبعا بالطريقة او الشروط التي تضعها الامم المتحدة.‏ وكان الرئيس السنيورة اعتبر «ان وضع العلاقات اللبنانية -السورية على المسار الصحيح ‏يشكل تحديا كبيرا. واضاف «ليس بالامر السهل شفاء الندوب التي خلفتها التطورات ‏الدراماتيكية في الاشهر الثمانية عشر الماضية وتدخل اجهزة الامن السورية الضاغطة في ‏الشؤون اللبنانية الداخلية لعدة اعوام ‏ وقال في خطاب القاه في مركز «ولسن " للدراسات في واشنطن قبل انتقاله الى نيويورك «لقد تم ‏الاتفاق بالاجماع في الحوار الوطني على ضرورة بناء علاقات قوية وايجابية بين البلدين الشقيقين ‏على اساس الاحترام المتبادل والندية وعدم التدخل، وان هذا النوع من العلاقات يتطلب اولا ‏وقبل كل شيء قبول الحكومة السورية الفعلي بلبنان دولة مستقلة، واعتبر فيها بانه يمكن ‏للبنان الحر المستقل ان يبني علاقات جيدة مع سوريا، وسيشكل الرد الايجابي من قبل سوريا ‏على الخطوات التي توافقت عليها جميع الاطراف اللبنانية المشاركة في الحوار دلالة على الحكومة ‏السورية بدأت تتقبل امكان علاقات جيدة بين سوريا ولبنان المستقل. ومهما طال الامر سيتم ‏بناء علاقات جيدة بين لبنان وسوريا على أساس الاحترام المتبادل كونها تخدم مصلحة كلا ‏البلدين ‏ وردا على سؤال في حوار جرى بعد الخطاب قال السنيورة «ان حزب الله هو اليوم ح

زب لبناني ‏ممثل في مجلس النواب اللبناني والحكومة وهو يحرص دائما على القول إنه حزب لبناني ولا أهدف ‏أخرى لديه غير الاهداف اللبنانية. لذلك أعتقد انه في حال حصول اي شيء فإن العبرة ستكون ‏في السلوك الذي سيعتمده «حزب الله " وسنراقب هذا السلوك ‏ وأشار ردا على سؤال انه تلقى ردا أميركيا ايجابيا بشأن تزويد لبنان بالتجهيزات ‏العسكرية والتدريبات.‏ وفي المؤتمر الصحافي، كانت مداخلة لوزير العدل الدكتور شارل رزق ردا على اسئلة الصحافيين ‏حول موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي وإمكانية تمديد عمل رئيس لجنة التحقيق الدولية ‏السيد سيرج برامرتز.‏ قال الوزير رزق: «إن موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي هو من أول المواضيع التي حازَت على ‏إجماع مؤتمر الحوار الوطني والذي اتفق عليه بشكل كامل من كل المراوحة السياسية اللبنانية ‏التي أجمعت على الطلب من الامم المتحدة الاتفاق مع لبنان لإنشاء محكمة ذات طابع دولي ‏ وأضاف: «عندما نقوم بذلك إننا نحقق خطوة من الخطوات التي قامت على إجماع لبناني وأوضح وزير العدل قائلا: عندما طلب لبنان إنشاء محكمة ذات طابع دولي هذا لا يعني ان هناك ‏نقصا في لبنان في الخبرات او في الثقافة القانونية. ففي لبنان يوجد قضاة وأساتذة على ‏مستوى عال جدا فعندما جاء الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون القانونية السيد ‏نيقولا ميشال الى لبنان كان مسرورا جدا حيث التقى بقضاة وتبين له ان بعضهم كان معه في ‏المدارس والمعاهد نفسها، وهذا يعني ان لبنان عندما يطالب بالمحكمة الدولية فهو لا يعاني ‏نقصا في الخبرات والكفاءات او في الثقافة القانونية بل للاسباب الثلاثة التالية:‏ ثلاثة اسباب للمحكمة الدولية ‏- الاول: ان جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي جريمة إرهابية وبالتالي دولية ‏بطبيعتها.‏ ‏- الثاني: يمكن ان يكون بين المتهمين من ينتمي الى اكثر من جنسية وبالتالي يقتضي تجنب وجود ‏عدة محاكمات لقضية واحدة عملا بالمبدأ القانوني المعروف ليس مرتين في قضية واحدة اي قضية ‏واحدة ومحاكمة واحدة لجريمة واحدة.‏ ‏- الثالث: الوضع الامني نظرا لخصوصية هذه الجريمة الكبرى التي اودت بالرئيس الحريري ورفاقه.‏ وشرح الوزير رزق في مداخلته المراحل المنتظرة لانشاء المحكمة ذات الطاب الدولي اي محكمة ‏مختلطة والتي شهدها لبنان ايام الانتداب كما شهدتها عدة دول عربية والتي تشمل العناصر ‏الاجنبية والمحلية، وقال: اننا نتمسك بالطابع اللبناني القوي في هذه المحاكمة اي ان يطبق ‏القانون اللبناني مع بعض التعديلات. اما بشأن تأليف المحكمة فينتظر ان يكون هناك قضاة ‏غير لبنانيين وعندما اقول غير لبنانيين اعني قد يكون هنالك قضاة عرب حيث يوجد والحمدلله في ‏العالم العربي كفاءات قانونية كبيرة جدا الى جانب القضاة اللبنانيين. اما كيف ستتوزع ‏النسب فسوف تحدد هذه في التفاصيل التي سنضعها مع الامانة العامة للامم المتحدة على ان ‏يكون المدعي العام الدولي منتدبا من الامم المتحدة.‏ وردا على سؤال حول القرارات الدولية التي صدرت بشأن انشاء محكمة ذات طابع دولي، قال ‏الوزير رزق:‏ ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1595 انشأ لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي تساعد ‏القضاء اللبناني في التحقيق ثم جاء القرار 1636 ليمدد عمل هذه اللجنة فالقرار 1644 ‏الذي وافق على مبدأ المحاكمة ذات الطابع الدولي الى ان جاء القرار 1664 منذ اقل من شهر ‏الذي كلف الامين العام للامم المتحدة التفاوض مع الدولة اللبنانية ليضع نظام هذه المحكمة ‏اي التفاصيل لهذا الهيكل العظمي الذي وافق عليه مجلس الامن الدولي بموجب القرار 1644.‏ وقال وزير العدل: لقد جئنا الى نيويورك لكي نتحدث مع الامين العام للامم المتحدة في حضور ‏السيد نيقولا ميشال وكبار مساعديهما وتم الاتفاق على تحرير وكتابة الاتفاقية اي وضع نظام ‏المحكمة ذات الطابع الدولي بالتفاصيل، وهذا الامر سوف يأخذ بعضا من الوقت نرجو ان يكون ‏قصيرا جدا، واوضح انه سوف يلتقي السيد ميشال في اجتماع عمل بعد الظهر ثم يلتقي السيد ‏ميشال مع دولة الرئيس السنيورة وقال: نأمل ان نكون قد وضعنا المنهجية لكي نتوصل الى ‏هذه الاتفاقية ونحن في الحقيقة لسنا متسرعين: فالسرعة شيء والتسرع شيء آخر، ونحن نصر على ‏انجاز السلة القانونية مع الامين العام للامم المتحدة على ان يتم التنفيذ على مراحل علما ‏ان المرحلة الاولى تكون بتعيين المدعي العام الدولي لهذه القضية.‏ وسئل الوزير رزق عن مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية السيد براميرتز وموعد انتهائها ‏فاجاب:‏ نرجو ان ينهي السيد براميرتز عمله قبل الخامس عشر من حزيران المقبل موعد انتهاء مهمته، ‏واذا اقتضى الامر وقد يقتضي ذلك ان نمدد له سوف يمدد له. وقد طلب لبنان ان يمدد للسيد ‏براميرتز وان يبقى الى ان نصل الى تعيين المدعي العام الدولي الذي سوف يجمع حصيلة عمل ‏السيد براميرتز بعد السيد ميلس وعمل القضاء اللبناني معا وننتقل عندئذ من التحقيق الى ‏القرار الاتهامي.‏‏

ـ صدى البلد ـ‏

قالت "صدى البلد" انه في انتظار موعد انطلاق جولة جديدة للحوار الوطني في 28 الجاري، وعلى وقع زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى واشنطن ونيويورك, انفتح المشهد السياسي الداخلي على سجالات سياسية حادة لم تقتصر تداعياتها على "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" بل تجاوزتها الى بعض فرقاء 14 آذار حيث أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض انها لا تدعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة الأولى. وكرر الرئيس فؤاد السنيورة مطالبة سورية امام مجلس الامن الدولي باقامة علاقات دبلوماسية ثنائية رسمية مع بلاده وترسيم حدودهما المشتركة. وقال السنيورة ان ردا ايجابيا من دمشق على هذه المسائل يمكن ان يشكل مؤشرا الى ان سورية "بدأت تتقبل فكرة ان علاقات (ثنائية) جيدة هي امر ممكن". وكان موفد الامم المتحدة في المنطقة تيري رود-لارسن دعا سورية اخيرا الى "اتخاذ اجراءات تهدف الى اقامة سفارتين وترسيم الحدود بينها وبين لبنان". وشدد السنيورة على ضرورة "ارساء الثقة مجددا بين البلدين وان تقبل الحكومة السورية بصدق بلبنان كبلد مستقل فعلا". وكرر السنيورة مطالبته بالانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا باعتباره "اولوية وطنية". وقال: "ننتظر من الامم المتحدة ان تؤدي دورا نشطا لمساعدتنا على تلبية هذه المطالب". وقال السفير السوري في الامم المتحدة ميلاد عطية ان دمشق ترغب بدورها في ترسيم حدودها، لكنه تدارك ان هذا الامر لا يمكن ان يتم بالنسبة الى مزارع شبعا لانها لا تزال "تحت الاحتلال الاسرائيلي". واضاف عطية: "على اسرائيل ان تنسحب من الاراضي المحتلة قبل ان يقوم بلدانا بترسيم حدودهما". وفي ما يتصل بالعلاقات الدبلوماسية قال ان "هذا الموضوع يمكن اعادة النظر فيه في حال توافر رغبة متبادلة". واجتمع السنيورة والوفد المرافق الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بحضور موفده تيري رود لارسن. وأعلن السنيورة في تصريحات له ان "بناء علاقات مع سورية يتطلب قبل كل شيء, قبول الحكومة السورية الفعلي بلبنان دولة مستقلة فعلاً, واعترافها بأنه يمكن للبنان الحر المستقل ان يبني علاقات جيدة مع سورية". ولفت الى ان "الرد الايجابي السوري على الخطوات التي توافقت عليها جميع الأطراف المشاركة في الحوار الوطني يشكل دلالة ان الحكومة السورية بدأت بتقبل إمكان إقامة علاقات جيدة بين سورية ولبنان المستقل". وأكد انه "مهما طال الأمر, سيتم بناء علاقات جيدة بين لبنان وسورية على أساس الاحترام المتبادل كونها تخدم مصلحة كلا البلدين". ولفت الى ان "لبنان اليوم يحتاج ويستحق رئيساً يتطلع للمستقبل, رئيساً ينتخب بحرية ووفقاً للدستور, رئيسا يستطيع المساعدة في ادارة هذه المرحلة الانتقالية التاريخية بينما يحافظ على الوحدة الوطنية, رئيسا يحترم الدستور ويعمل وفقاً لما ينص عليه". واوضح انه "ثبت حتى الآن ان تحقيق اجماع في الحوار في هذا الشأن أمر بغاية الصعوبة". واضاف ان "احراز تقدم في خطتنا للاصلاح المؤسساتي والاقتصادي يشكل تحدياً اضافياً", لافتاً الى "انه تم احراز تقدم مهم في وضع برنامج اصلاح اقتصادي شامل. ويتم حاليا بحث خطة الاصلاح وتخفيض عبء خدمة الدين في مجلس الوزراء ومع مختلف الاطراف المحليين المعنيين لتأمين أوسع قبول ودعم لها". وأكد ان "للبرنامج الاقتصادي هدفين رئيسيين, يقضي الأول بتحرير الاقتصاد اللبناني وتخفيف عبء خدمة الدين الذي تراكم على مر السنين". ورداً على سؤال حول الأفكار الأميركية عن لبنان, لفت الى ان "خلال زيارتي الى الولايات المتحدة تلقيت ملاحظات مشجعة والتزامات من قبل الولايات المتحدة تجاه مستقبل لبنان وسيادته وحريته واستقلاله. انه التزام حقيقي من قبل الادارة الأميركية والرئيس بوش. وقد كانت الأفكار واضحة ومتعاطفة على الأقل لما قدمناه بهدف تمكين الحكومة اللبنانية سياسياً وأمنياً واقتصادياً". وتابع: "في ما يتعلق بالأمور الأمنية تحدثنا عن مزارع شبعا وحول تفكيرنا في هذا الشأن وكيفية مساهمة هذا البند في التوصل الى وضع استراتيجية لحماية لبنان وهذا يؤدي بنا الى مكان تكون فيه السيطرة الكاملة للدولة على كامل الأراضي اللبنانية. اما عن تزويد لبنان بالتجهيزات العسكرية والتدريبات, فقد تلقينا رداً ايجابياً من الإدارة الأميركية". ورداً على سؤال عن الشروط النهائية لتحديد موعد مؤتمر الدول المانحة, أجاب: "نريد التحضير لمؤتمر ناجح وأول شروط ذلك انه علينا ان نتفق في ما بيننا على اعتماد برنامج يعتبر كل فرد فينا انه برنامجه الخاص بما يضع اقتصادنا في المسار الصحيح نحو الاستقرار والازدهار. ويتطلب ان تقسم كلفة هذا الاصلاح بشكل متساو بين جميع فئات المجتمع وفقاً لقدرة كل منها". وبالعودة الى السجال المحلي قالت النائب نايلة معوض في هجوم قاسِ على الجنرال ميشال عون: "بيننا وبينه خلاف سيادي، فهو مرشح 8 آذار أي رموز الوصاية السورية على لبنان". وأضافت: "نحن نتمسك بترشيح ووصول أي رمز من رموز 14 آذار وقد أصبحت أسماؤهم معروفة". ووصف

ت معوض جلسات مؤتمر الحوار بانها تتحول تدريجياً الى "مفاوضة لبنانية ــ سورية بأدوات لبنانية". وأيدت فكرة "دمج مقاتلي حزب الله في مؤسسة الجيش" وقالت: "من الخطأ الجسيم وضع التحرير في مواجهة السيادة". وفي خضم الردود والردود المتبادلة بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر" برز موقف النائب وليد جنبلاط، الذي دعا الى الكف عن مهاجمة النائب سعد الحريري, "لانه يضحي من أجل وحدة لبنان ومن أجل علاقات نقية بين لبنان وسورية ومن أجل حتى حماية المقاومة في إطارها اللبناني". متمنياً على هذا البعض "ان ينكفئ عن هذا الهجوم غير المبرر لانه في النهاية كلنا فريق واحد فريق 14 آذار". وفي موازاة ذلك برزت مواقف شككت بأهداف أو نتائج زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى الولايات المتحدة الأميركية, وفيما تناول خطباء الجمعة هذه الزيارة ومضمونها من باب التشكيك بالنوايا الأميركية, وضع النائب علي عمار زيارة السنيورة "في إطار الحاجة الى جرعة انعاش لفريق 14 آذار". وكانت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي قد شنت هجوماً على الرئيس اميل لحود تناولت حديثه للإعلاميين وقالت: "يبدو ان المنشطات التي وزعها النظام السوري على أدواته بدأت تفعل فعلها على الساحة اللبنانية فمن انبعاث لوجوه كانت اختفت واندثرت الى مشاريع جبهات سياسية سورية المنحى والاتجاه الى استدعاء للإعلاميين في القصر الجمهوري لتكرار مواقف لم يعد يصدقها حتى مطلقها". واشارت "صدى البلد" الى استقبال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر الذي جاء حاملاً دلالات سياسية لافتة. فقد جاءت زيارة المر اثر المواقف التي اطلقها رئيس الجمهورية حيال المقاومة ورفض ما تضمنه تقرير لارسن لجهة دمج المقاومة بالمؤسسة العسكرية. وما تسرب من اللقاء انه كان مهماً جداً باعتباره "قد جمع في هذه الظروف المسؤول السياسي عن المؤسسة العسكرية وقائد المقاومة", وأكدت مصادر "حزب الله" ان الاجتماع "كان ايجابياً جداً وعكس تفاهماً على العديد من القضايا الوطنية, واستمر اللقاء لمدة 4 ساعات وتخلله عشاء, وخرج المجتمعون بأجواء ايجابية ستبرز آثارها في المدى القريب وخصوصاً لجهة عناوين الحوار المتبقية على طاولة المؤتمر يوم الجمعة وموضوع الاستراتيجية الدفاعية". يجري الرئيس فؤاد السنيورة اليوم عددا من المقابلات الصحافية ويلتقي رجال أعمال لبنانيين وأجانب قبل ان يعود في وقت لاحق الى بيروت.‏

ـ الأنوار ـ‏

قالت "الأنوار" , لقد استمرت الحملات العنيفة المتبادلة بين (تيار المستقبل) و(التيار الوطني الحر) امس، في وقت اجتمع فيه الرئيس فؤاد السنيورة في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان واثار في جلسة لمجلس الامن موضوع مزارع شبعا. كذلك واصل العماد ميشال عون حملته على سعد الحريري والاكثرية ولوّح بتحرك شعبي لتغيير الوضع في حال استمرت الامور دون تفاهم وطني او توازن سياسي. فقد تحدث الرئيس السنيورة في مجلس الامن الدولي خلال جلسة عقدت لمناقشة الاوضاع في الشرق الاوسط امس بحضور عنان، وعرض لتطور الاوضاع في لبنان وتطور التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، كما تناول موضوع الحوار الوطني قبل ان ينتقل الى الحديث بشكل مفصل عن قضية مزارع شبعا مشددا على دور الامم المتحدة، ومؤكدا ان ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وفصل مزارع شبعا عن مرتفعات الجولان يشكل خطوة في الطريق الى الانسحاب الاسرائيلي الكامل من لبنان حتى الحدود المعترف بها دوليا وتكون عندها مزارع شبعا قد اندرجت ضمن قرار .425 وقال: وفي ما يتعلق بشبعا، ان التوصل الى حل يقع على عاتق سوريا ولبنان وحدهما. على هذا الاساس، وبضوء الاجماع اللبناني حول هذه المسألة، تواصلنا مع الحكومة السورية لتحديد الحدود في هذه المنطقة لكي تتمكن كلتا الحكومتين من رفع اتفاقية الحدود الى منظمة الامم المتحدة التي ستنظر في النتائج الملائمة. وما زلنا في انتظار رد ايجابي من سوريا. في كل الاحوال، سنطلب من الامين العام تأكيد الخطوات التي تحددها الامم المتحدة للاعتراف بسيادة لبنان على اراضي مزارع شبعا. محليا رد (تيار المستقبل) قبل ظهر امس بعنف على العماد عون وقال (انه يترك للشعب اللبناني وللتاريخ ان يحكم على الصفقة المشبوهة التي اعادت العماد ميشال عون الى لبنان، وعلى انقلاب هذا الرجل على نفسه قبل الآخرين). وتابع رد (تيار المستقبل): ان اصرار العماد ميشال عون على مغالاته في كلامه غير العاقل وتصرفاته غير المسؤولة، لا يمكنه سوى ان يزيد الشعب اللبناني قناعة بان البلاد لا تدار بنوبات عصبية مصدرها الوحيد عدم قدرة العماد عون على تقبل فكرة وجود مرشحين غيره من القيادات المارونية المحترمة والحكيمة لرئاسة الجمهورية. وبعد الظهر رد (التيار الوطني الحر) على رد (تيار المستقبل)، وقال في بيان: في ما يتعلق باتهام العماد عون بانقلابه على مواقفه، يبدو ان تيار المستقبل شاء توصيف نفسه، لكن تركيزه على شخص العماد عون، جعله يورد اسمه في هذا السياق. وقد فات تيار المستقبل ان الدول التي تتحرر، تحتاج الى قادة يجمعون لا يفرقون، ويطوون صفحات الماضي، ولا ينكأون الجراح... اما تكرار اتهام العماد عون بعدم تقبل وجود مرشحين الى الرئاسة غيره، فيدعونا الى تكرار الجواب: اين هم هؤلاء المرشحون? ليسمِّ لنا تيار المستقبل واحدا منهم، او على الاقل مرشحه هو. ومساء امس، وبعد زيارته بكركي ولقائه البطريرك حمل العماد عون على الحريري وتيار المستقبل وقال (ان الاهانة بالتصرف وبالكلام، اصبحت وكأنها جزء من الخطاب السياسي. كل واحد يجب ان يقف عند حده). وردا على سؤال عما اذا كانت علاقته بالنائب الحريري متوترة وظهرت اليوم الى العلن، اجاب: لم يكن هناك شيء متوترا. الجماعة فشلوا في محاولة اسقاط رئيس الجمهورية ويريدون الآن العثور على احد يوجهون الرأي العام باتجاهه لتضييع الموضوع. وعما اذا كان الاتصال مقطوعا مع سعد الحريري، قال: هم قطعوا الاتصال. ثم كلامهم من بعد المعركة ضد الرئاسة، كان كلاما مهينا. وقال: يجب القيام بتفاهم وطني، ومشاركة حقيقية. يجب ان يكون هناك توازن بالسلطات ويحترم الدستور والقوانين، وإلا نحن والشعب سننزل في لحظة لتغيير هذا الوضع.‏

ـ اللواء ـ‏

كتبت "اللواء" تقول ان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة طرح ملف مزارع شبعا، والعلاقات اللبنانية - السورية، وغيرها من التحديات التي يواجهها لبنان، أمام مجلس الأمن الدولي، لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، انطلاقاً من الاجماع الوطني في مؤتمر الحوار، وصولاً الى تأكيده على أهمية دور "حزب الله" والمقاومة طالما بقي الاحتلال لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مسجلاً بذلك دعماً جديدا ل "حزب الله" ًودوره السياسي لمرحلة ما بعد المقاومة أمام أعلى مرجع دولي· وشكل حضور الرئيس السنيورة جلسة لم تكن مقررة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الوضع في لبنان، الحدث السياسي الأبرز لزيارة رئيس الحكومة اللبنانية إلى نيويورك، آمس، بالإضافة الى اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وكبار مساعديه، حيث جرى التركيز في المحادثات على ثلاث مسائل هي: قضية مزارع شبعا، والمحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والقرار 9551· لكن المفاجأة حتى بالنسبة الى الرئيس السنيورة نفسه، جاءت في عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في لبنان، بدأت علنية، للاستماع الى كلمة من الرئيس السنيورة، لكن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة ميلاد عطية شاء الرد عليه، مما أعطى الجلسة طابعاً سجالياً، قبل أن تتحول الي جلسة مغلقة تحدث فيها سائر أعضاء مجلس الأمن، الذين أشادوا بخطاب السنيورة وركزوا على أهمية الحوار الجاري في لبنان وأهمية تنفيذ القرارات التي توصل إليها، ولا سيما بند العلاقات اللبنانية - السورية وترسيم مزارع شبعا، كما شددوا على دور الحكومة اللبنانية ورعايتها للحوار· وحسب معلومات الوفد اللبناني في نيويورك، فقد انتقد المندوب الفرنسي، في الجلسة المغلقة، كلام المندوب السوري، معتبراً أنه لم يأتِ بجديد، وأيّده في ذلك المندوبان البريطاني والأميركي، وكان إجماع من المتحدثين داخل الجلسة على الإشادة بالخطوات التي حققتها الحكومة اللبنانية وكذلك الخطوات التي تتحضر لإنجازها، سواء على مستوى الاصلاحات الاقتصادية، أو الخطط التي تضعها، كما كان تأكيد على دعم حرية واستقلال لبنان بمنأى عن التدخل الخارجي· وأوضحت مصادر الرئيس السنيورة، أنه لم يكن يعلم بموضوع الجلسة، إلا عند وصوله الى نيويورك، ويبدو أنها تقررت أمس الأول، ولعب الأميركيون في تأمين عقدها دوراً لافتاً في هذا المجال لإفساح المجال أمام رئيس الحكومة اللبنانية لمخاطبة المجتمع الدولي، الى جانب بحث قضاياه مع الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مساعديه، حيث اجتمع السنيورة ليلاً بموفده الخاص المكلّف متابعة تطبيق القرار 1559، ثم بالمستشار القانوني نيكولا ميشال، قبل أن يعقدا اجتماعاً موسعاً مع السفراء المعتمدين في نيويورك· ولاحظ الرئيس السنيورة في خطابه أمام مجلس الأمن أن الاجتماع ينعقد غداة صدور تقرير الأمين العام الثالث حول قرار مجلس الامن 1559 الذي وصفه بأنه "موضوعي ودقيق"، ثم عدد التحديات التي يواجهها لبنان بمجموعة من النقاط ابرزها: وضع العلاقات اللبنانية - السورية على المسار الصحيح، لافتاً الى ان الرد الايجابي من قبل سوريا على الخطوات التي توافقت عليها الاطراف المشاركة في الحوار الوطني، بما في ذلك اقامة علاقات دبلوماسية وتحديد الحدود بين البلدين بما فيها منطقة مزارع شبعا، سيشكل دلالة على ان الحكومة السورية بدأت بتقبل امكانية اقامة علاقات جيدة بين سوريا ولبنان المستقل· وبالنسبة الى مزارع شبعا، اعتبر السنيورة ان موافقة سوريا على خط الحدود الذي يفصل المزارع عن مرتفعات الجولان السورية خطوة مهمة في تحقيق انسحاب اسرائيلي كامل من لبنان الى خارج الحدود المعترف بها دولياً وفقاً لقرار مجلس الامن 425، لافتاً الى انه سبق للسوريين ان اعلنوا شفهياً ان منطقة المزارع تشكل جزءاً من الارضي اللبنانية· وقال انه سيطلب من انان تأكيد الخطوات التي تحددها الامم المتحدة للاعتراف بسيادة لبنان على الاراضي المزارع· الوضع الفلسطيني، حيث لفت السنيورة الى المحادثات التي بدأت مع الجانب الفلسطيني لوضع حد لأي تواجد مسلح خارج مخيمات اللاجئين خلال مهلة ستة اشهر، وفقاً لقرارات الحوار الوطني، مشيراً الى الجهد الذي بدأته الحكومة لتحسين ظروف اللاجئين الفلسطينيين الحياتية بالتعاون مع الاونروا، داعياً الدول المانحة الى تأمين المساعدة الضرورية لتحسين هذه الظروف· واشارالى ان الاكثرية النيابية الحالية تعتبر ان تمديد ولاية الرئيس اميل لحود في ايلول 2004 تمت نتيجة تدخل واصرار سوريا التي اثرت في ذلك الوقت تأثيراً كبيراً على مجلس النواب اللبناني وخالفت كل النصائح بعدم التدخل بهذه الطريقة الضاغطة، الا انه لاحظ ان الاكثرية لا تستطيع عددياً تقصير ولاية الرئيس لحود بالطرق الدستورية تمهيداً لانتخاب رئيس جديد، ولذلك وضعت هذه القضية على طاولة الحوار، على امل تحقيق اجماع في هذا الشأن، لكن ثبت ان الامر حتى الآن بغاية الصعوبة· وقضية سلاح "حزب الله"، وه

نا لفت السنيورة الى الاجماع على الدور المهم الذي اضطلعت به المقاومة وعلى رأسها "حزب الله" في اجبار اسرائيل على الانسحاب من الجنوب اللبناني، مشيراً الى ان الدور المستقبلي لسلاح الحزب سيوضع على طاولة النقاش في سياق استراتيجية سيتم التوافق عليها بين اللبنانيين حول الطريقة الفضلى للدفاع عن لبنان، في ضوء اتفاق الطائف وقرارات الامم المتحدة المتعلقة بلبنان والاحتلال المستمر لمزارع شبعا، بالاضافة الى التاريخ الطويل من الهجمات الاسرائيلية وانتهاكها للاراضي اللبنانية· المحكمة ذات الطابع الدولي، مؤكداً ان كشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتحقيق العدالة في حق المذنبين سيشكلان رادعاً اساسياً لمن يخطط لجرائم مماثلة في لبنان أو في اي مكان آخر· وأعلن السنيورة انه يدعم بقوة تمديد مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس لفترة ضرورية لضمان استمرار التحقيق والمساهمة في إنجاحه، مؤكداً استعداده لاستكمال المحادثات مع الفريق القانوني للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن لتأمين الانتقال من مرحلة التحقيق الى المحاكمة بطريقة سلسة· وكان وزير العدل شارل رزق الذي شارك في اجتماعات الرئيس السنيورة في الأمم المتحدة مع وزير الخارجية فوزي صلوخ، قد أوضح في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس الحكومة بعد اجتماعه مع أنان، ان موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي هو من أول المواضيع التي حازت على إجماع مؤتمر الحوار الوطني، مذكراً تمسكه بالطابع اللبناني القوي في هذه المحاكمة، اي ان يطبق القانون اللبناني مع بعض التعديلات، كاشفاً عن إمكانية ان تشكل المحكمة من قضاة لبنانيين وغير لبنانيين بينهم عرب، لافتاً الى اتفاق مع أنان على صياغة وضع نظام المحكمة بالتفصيل، مشيراً الى ان هذا الامر سوف يأخذ بعضاً من الوقت، لكننا مصرّون على انجاز السلة القانونية مع أنان على أن يتم التنفيذ على مراحل، علماً أن المرحلة الاولى تكون بتعيين المدعي العام الدولي لهذه القضية· وكشف رزق ان لبنان قد طلب التمديد لبراميرتس، وأن يبقى في مهمته الى ان يتم تعيين المدعي العام الدولي الذي سوف يجمع حصيلة عمل براميرتس بعد ديتليف ميليس وعمل القضاء اللبناني معاً، وننتقل عندئذ من التحقيق الى القرار الاتهامي· وفي المؤتمر الصحافي ذاته، اعلن السنيورة انه حالما تعتبر الامم المتحدة ان مزارع شبعا هي لبنانية، ستخضع هذه الاراضي للقرار 425 وسيكون على اسرائيل ان تنسحب· وقال انه طلب من الامم المتحدة ان تقول لنا بوضوح ما هو المطلوب لكي يتم الاعتراف بلبنانية هذه الاراضي، ورد على وجهة النظر السورية التي ترفض القيام بترسيم الحدود طالما ان هذه الاراضي محتلة، بأنه يمكن القيام بذلك بواسطة التقنيات المتوافرة، ولسنا مضطرين للذهاب ميدانياً· وقال إذا كنا نرسل صاروخاً الى القمر، فيمكن ان نقوم بإرساله الى النقطة المحددة التي نريد ان نرسله اليها من دون ان نكون هناك، وبالتالي لا يمكننا ان نربط ترسيم الخرائط بالوجود الميداني، لذلك طلبت من الامين العام ان يقول لنا ما الذي يمكننا القيام به لحل هذه المسألة· ولفت الى ان هذا الامر ضروري من اجل تعزيز العلاقات مع سوريا وبنائها بشكل سليم، مشيراً الى انه حينما يأتيه الجواب من الامين العام في هذا الشأن سينقله الى اللبنانيين والى طاولة الحوار الذين كانوا تمنوا عليه البحث عن كل طريقة تؤدي الى تحديد الحدود بين لبنان وسوريا، وتحديداً في منطقة مزارع شبعا بالشروط التي تفهمها الامم المتحدة· وتابعت "اللواء" تقول انه في هذا الوقت تواصل التراشق الاعلامي بين العماد ميشال عون و"تيار المستقبل"، على خلفية اتهام عون لرئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري بالدكتاتور· وقد كرر عون هذا الاتهام مساء امس، بعد زيارته للبطريرك الماروني نصر الله صفير ل بكركي، ملوحاً بالنزول الى الشارع لتغيير الوضع القائم، واتهم التيار بأنه فشل في محاول اسقاط رئيس الجمهورية، وتورط بخطاب وسخ بما يتعلق برئيس الجمهورية، ووصف الرد عليه بأنه "وقح" خرج عن سلوك وآداب المخاطبة"· وقال انه لا يؤمن بهذا التيار الذي يدير شؤون البلاد بطريقة دكتاتورية، وهو المسؤول عن تدمير الحياة الاقتصادية بعدما بات العجز 40 مليار دولار · لكنه اقر بأن الجميع يتحمل مسؤولية الفساد والهدر الذي جرى، مكرراً مطالبته بتحقيق مالي وليس تدقيق حسابات· مشيراً الى ان موضوع المطالبة باستقالة الحكومة سيطرح من حلفائه· وفي المقابل طالب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "البعض" من دون ان يسمى عون بالكف عن مهاجمة النائب سعد الحريري بهذه الطريقة· وقال بعد لقائه السفير المصري حسين ضرار في المختارة امس: "ان سعد الحريري يضحي من اجل وحدة لبنان، ومن اجل علاقات نقية بين لبنان وسوريا وحتى حماية المقاومة في اطارها اللبناني، متمنياً على هذا البعض ان ينكفئ في هذا الهجوم غير المبرر، لانه في النهاية كلنا فريق واحد، فريق 14 آذار من اجل صيغة جديدة للبنان· وكان "تيار المستقبل" ق

د رد امس على النائب عون تاركاً للشعب اللبناني وللتاريخ ان يحكما على الصفقة المشبوهة التي اعادت عون الى لبنان وعلى انقلاب هذا الرجل على نفسه قبل الآخرين· ورأى ان اصرار عون على مغالاته في كلامه غير العاقل وتصرفاته غير المسؤولة، لا يمكنه سوى ان يزيد الشعب اللبناني قناعة بأن البلاد لا تدار بنوبات عصبية مصدرها الوحيد عدم قدرة عون على تقبل فكرة وجود مرشحين غيره من القيادات المارونية لرئاسة الجمهورية، وأن من لا يستطيع ان يضبط لسانه امام كاميرا تلفزيونية او ميكرفون في مؤتمر صحافي لا يمكنه ان يرفع من مستوى الترشيح لسدة الرئاسة الاولى وأن التوازن المطلوب في الحياة السياسية اللبنانية لا يمكنه أن يأتي ممن يعيش حالة انعدام وزن في كلامه وتصرفاته لا ميثل لها سوى الحالة التي عاشها ودفع البلاد اليها خلال ترؤسه الحكومة المؤقتة في بعبدا قبل ان يفر منها الى المنفى الذهبي تاركا جنوده اضحية على قربان مشروعه السلطوي.‏

ـ المستقبل ـ‏

كتبت "المستقبل" تقول انه تنفيذاً للقرار الذي اتّخذه النائب سعد الحريري بعدم السكوت عن حملات التضليل والتزوير والتجنّي، ردّ "تيار المستقبل" أمس على تهجّمات رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب العماد ميشال عون، ووضع الأمور في نصابها السياسي الحقيقي في إشاراته إلى "الصفقة المشبوهة التي أعادت العماد عون إلى لبنان"، وإلى "انقلاب هذا الرجل"، و"انتقاله إلى موقع حليف سوريا الموضوعي ومرشّحها الأول"، والى "خطفه الارادة الصادقة لشباب التيار ليحولها متراساً لبقاء رمز الوصاية السورية في سدّة الرئاسة". تزامن ذلك مع مواصلة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة زيارته الناجحة الى الولايات المتحدة وقد انتقل امس الى نيويورك حيث التقى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان. وأوضح السنيورة في مؤتمر صحافي بعد اللقاء انه طلب من الامم المتحدة "ان تقول لنا بوضوح ما هو مطلوب لكي يتم الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا وبخضوعها للسلطة اللبنانية". وقال "ان السوريين يقولون لا يمكننا ترسيم حدود المزارع طالما انها محتلة لكننا نرى انه يمكن ترسيم الخرائط والتوقيع عليها، فلا يمكننا ربط ترسيم الخرائط بالتواجد الميداني". واضاف ان "الامم المتحدة هي المكان الذي تودع فيه الاتفاقات بين دولتين"، ولفت الى انه "عندما يأتيني الجواب من الأمين العام سأنقله الى اللبنانيين والى طاولة الحوار". واشار رئيس الحكومة الى ان العلاقات الندية والقائمة على الاحترام المتبادل "تتطلب قبولاً سورياً حقيقياً بلبنان مستقل بحق". واعتبر ان "إقامة علاقات ديبلوماسية وتحديد الحدود سيكونان مؤشراً الى ان سوريا بدأت بقبول فكرة ان العلاقات الطيبة ممكنة بين سوريا ولبنان مستقل". وكان السنيورة أبلغ اجتماعاً علنياً لمجلس الامن ان لبنان سيطلب من انان "تأكيد الخطوات المحددة التي تطلبها الامم المتحدة للاعتراف بسيادة لبنان على اراضي مزارع شبعا". وقال السنيورة امام مندوبي الدول الخمس عشرة "ما زلنا ننتظر رداً ايجابياً من سوريا". واشار السنيورة الى ان دور "حزب الله" "في الدفاع عن لبنان هو قضية نقاش وطني"، الا انه اوضح ان "التوفيق بين وجود حزب الله المسلح والتزام الحكومة بأن تكون لديها حصرية للسلاح وان تمارس سلطة كاملة في كل انحاء البلاد، هو تحد رئيسي يجب معالجته في المرحلة المقبلة". ورد نائب المندوب السوري في الامم المتحدة ميلاد عطية بالقول انه على الرغم من ان سوريا توافق على لبنانية مزارع شبعا، فان سوريا لا ترغب في مناقشة هذه القضية حالياً. وقال ان "ذلك يمكن ان يحصل فقط بعد تحرير المنطقة من الاحتلال الاسرائيلي"، مضيفاً "لا يمكننا الذهاب بالمظلات وترسيم الحدود والمنطقة تحت الاحتلال الاسرائيلي". داخلياً إذاً، أكد تيار "المستقبل" في بيانه أنه "لن يسمح لمن لا يحرّكه سوى مشروعه السلطوي بأن يزوّر الحقائق التاريخية"، وذكّر بأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري "كان أول من تصدّى لقمع الشباب اللبناني في 7 آب 2001، بل كان أكبر ضحية سياسية لهذا القمع الذي نظمه النظام الأمني المخابراتي اللبناني السوري بإدارة مباشرة من إميل لحود". ولفت إلى أن مفاخرة لحود بانتمائه إلى المدرسة نفسها مع عون هي "أوضح إشارة امتنان إلى من خطف الإرادة الصادقة لشباب التيار ليحوّلها متراساً لبقاء رمز الوصاية السورية على لبنان في سدة الرئاسة". وأضاف أن "تيار المستقبل يترك للشعب اللبناني وللتاريخ أن يحكما على الصفقة المشبوهة التي أعادت العماد عون إلى لبنان وعلى انقلاب هذا الرجل". وأشار إلى "محاربة عون لاتفاق الطائف قبل أن يزعم انضمامه إليه"، وإلى "مفاخرته بأبوّة القرار 1559 قبل الانتقال إلى موقع حليف سوريا الموضوعي ومرشحها الأول". وأكد أن "البلاد لا تدار بنوبات عصبية مصدرها الوحيد عدم قدرة العماد عون على تقبّل وجود مرشحين غيره"، وأن "التوازن في الحياة السياسية لا يمكنه أن يأتي لمن يعيش حالة انعدام وزن في كلامه (..)". في هذه الأجواء، وفيما علمت "المستقبل" أن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يكثّف لقاءاته واتصالاته داخل فريق 14 آذار لرصّ الصفوف ومواجهة المرحلة المقبلة، وذلك قبل أسبوع من العودة إلى طاولة الحوار في 28 نيسان الجاري، أشاد رئيس "اللقاء الديموقراطي" بزيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة إلى الولايات المتحدة، ونوّه بتقرير المبعوث الدولي تيري رود لارسن "الذي يصبّ في تأييد النقاط المتفق عليها بالإجماع في الحوار". وفي مجال الحملات العونية على الحريري، قال جنبلاط "كفى للبعض التهجّم على سعد الحريري"، وأضاف "سعد الحريري يضحّي من أجل وحدة لبنان ومن أجل علاقات نقيّة بين لبنان وسوريا وحتى من أجل حماية المقاومة في إطارها اللبناني"، ودعا "هذا البعض إلى أن ينكفئ عن التهجّم غير المبرّر". من جهة ثانية، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ان "عون اصبح بكل وضوح يساند بل يحمي كل تركيبة الوصاية السورية في لبنان". واضافت ان "عون اخرج

نفسه من الحلف السيادي والتحق عملياً 8 آذار ومن الطبيعي الا ندعم ترشيحه"، واوضحت ان "الخلاف معه سياسي بل سيادي وهو مرشح 8 آذار اي رموز الوصاية السورية (..)". في هذه الأثناء، وإذ استقطبت "الرسالة الأمنية" المعدّة للتنفيذ الموجّهة إلى أمين سرّ حركة "اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطاالله، اهتمام الوسط السياسي، وفي وقت ربط المتابعون بين استهداف عطاالله والهجوم الذي شنّه الرئيس إميل لحود دفاعاً عن الأمنيين الأربعة المشتَبه بضلوعهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من جهة وتعويق دمشق للتحقيق الدولي ما اقتضى إلغاء المحقق الدولي سيرج براميرتس مواعيده مع الرئيس السوري بشّار الأسد ونائبه فاروق الشرع من جهة ثانية، في هذا الوقت عقد عطاالله مؤتمراً صحافياً أكد خلاله أن "هذا العمل الإرهابي لا يأتي من دون سياق سياسي". وأوضح أنه "مع المراوحة في الحوار والانتكاسة التي حصلت بسبب التراجع من قبل فريق معيّن فضّل الارتباط بمصالح خارجية على استكمال التسوية الداخلية اعتقد أن الهجمة العدوانية بدأت تتنامى داخل الحلف المرتبط بالمحور المخابراتي السوري والمحور الإيراني". ورأى أن "هذه الهجمة العدوانية التي تتنامى تترجم نفسها مجدّداً بالعودة إلى الإلغاء الجسدي". واعتبر أن المعطيات القائمة "ستقابل من قبلهم بإرهاب وبمجموعات قتل وموت". وأعلن عطاالله عن "قرار حاسم داخل 14 آذار ببلورة تصوّر لمعركة صمود مستمرة". وفي مجال آخر سأل "هل يعقل أن بعض الأطراف تبثّ خطابات حاقدة تخلق عصبيات حولها لأغراض ذاتية كالخطاب ضدّ سعد الحريري والرئيس الشهيد رفيق الحريري (..)". أبو العينين على صعيد آخر، كشف أمين سرّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين "جهوزية المنظمة لافتتاح مكتبها الذي سيباشر عمله في نهاية الشهر الجاري"، وكشف أيضاً أن "الوفد الفلسطيني الموحّد سيبدأ مهمّته في نهاية هذا الشهر"، وأن "هذا الوفد سيكون برئاسة عضو اللجنة التنفيذية عبّاس زكي" الذي يصل إلى بيروت قريباً.‏

ـ الشرق ـ‏

كتبت "الشرق" تقول , لقد انتقلت امس الملفات اللبنانية من مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والامنية الى الأمم المتحدة وعرضها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة دفعة واحدة أمام مجلس الامن الذي عقد جلسة خاصة للبحث في التقرير الثالث لناظر القرار 1559 تيري رود لارسن، وخلال لقائه مع الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان. وكان البارز في جلسة مجلس الأمن الاجابة السورية المباشرة على الطلبات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود واقامة سفارات بين البلدين، والتي اعتبرت ان لا مشكلة في ذلك لكنهما مسألتان سياديتان فضلاً عن استحالة الترسيم في مزارع شبعا بسبب وجود الاحتلال الاسرائيلي. وقد عرض الرئيس السنيورة في الجلسة العلنية للمجلس الاوضاع في لبنان، مشيراً الى ان "المرحلة الانتقالية التاريخية التي اطلقها الشعب اللبناني منذ نحو سنة لم تنته" مؤكداً انه "ما زال امامنا عدد من التحديات الجدية". وشدد على "ان تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة تشكل اولوية وطنية، وعلى اسرائيل الانسحاب منها، واطلاق المعتقلين اللبنانيين في سجونها وتقديم الخرائط الخاصة بالألغام الارضية في الجنوب، ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية" معلناً "اننا نتطلع في هذا الصدد لدور فاعل تضطلع به الأمم المتحدة لمساعدتنا على تحقيق هذه الأهداف المحقة"، ووصف تقرير رود لارسن بأنه "موضوعي ودقيق". واشار السنيورة الى "الدور الفعال والبناء الذي اضطلعت به سورية خلال مرحلة طويلة من الثلاثين سنة الماضية، في وضع حد لمحاولات تقسيم لبنان ومساعدته على تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من معظم الأراضي الجنوبية في العام 2000"، مؤكداً انه "مهما طال الأمر سيتم بناء علاقات جيدة بين لبنان وسورية على اساس الاحترام المتبادل كونها تخدم مصلحة كلا البلدين". وتطرق الى مسألتي رئاسة الجمهورية وسلاح "حزب الله" الموضوعين على طاولة الحوار، كما طلب تمديد مهمة رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتس للفترة الضرورية. بعد ذلك، تحدث القائم بأعمال مندوب سورية لدى الأمم المتحدة ميلاد عطية الذي اعلن ان بلاده لا ترى وجود مشكلة حدودية مع لبنان، وقد اعلنت استعدادها لترسيم الحدود، لافتاً الى رسالة من رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري الى الرئيس السنيورة بهذا الخصوص. ورأى عطية انه "لا بد من انهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا حتى يتمكن الجانبان (لبنان وسورية) من ترسيمها".‏

ـ البيرق ـ‏

كتبت البيرق تقول دخلت البلاد في عطلة الفصح الشرقي لتعيش ما يشبه حبس الانفاس بانتظار ما ستشهده الجولة الحوارية يوم الجمعة المقبل والتي يبدو ان المتحاورين او بعضهم ذاهبون اليه على وقع السجالات الحامية لا سيما منها ذلك السجال الدائر بين " تيار المستقبل" والتيار الوطني الحر" والذي دخل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على خطه امس مدافعا عن النائب سعد الحريري وداعيا الى الكف عن التعرض له على قاعة التنازل الذي قدمه بقبوله الفصل بين العلاقات اللبنانية - السورية والتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري حسبما قال جنبلاط امس . لكن الواضح للمراقبين ان المتحاوربن ومن خلال مواقفهم ذاهبون الى الحوار وفي قرارة نفوسهم ان الجولة المنتظرة ستفضي الى احد امرين . اما وقف الحوار ، مادام التغيير الرئاسي متعذرا وكذلك سلاح المقاومة متعذرا نزعه واما الاتفاق على الاستمرار في الحوار بهذين الملفين مهما طال امده لعل تطورات ما تحصل لاحقا فتساعد على معالجتهما وذلك انطلاقا من قاعدة ان الحوار لايضر ، وان لم يتوصل سريعا الى نتائج . وفي اي حال فان المتحاورين في جولتهم المقبلة سيبتون سلبا او ايجابا بالملف الرئاسي والغالب سيكون اقفال لهذا الملف ليتم الانتقال بعده الى سماع تقرير رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول نتائج محادثاته في الامم المتحدة مع الامين العام كوفي انان ، فيما يتعلق بتحديد مزارع شبعا وموضوع المحكمة الدولية باعتبار ان المتحاورين كانوا قد كلفوه بحث هذين الملفين مع المسؤولين في المنظمة الدولية . وتوقعت المصادر الوثيقة الاطلاع ان يفاتح بعض اقطاب الحوار للسنيورة ببعض مضامين محادثاته ومواقفه التي اعلنها بعد لقا ئه الرئيس الاميركي جورج بوش. في اي حال قبل اسبوع من الاستحقاق الجديد لانطلاق الجولة الجديدة من الحوار الوطني وفي انتظار عودة الوفد الوزاري برئاسة السنيورة من واشنطن ونيويورك وما سيحمله من نتائج سياسية واقتصادية وقضائية وسيادة السجالات السياسية الحادة على الساحة ، نشطت المساعي من اجل حصر ذيول هذه المواجهات وابقائها خارج قاعة الحوار في الثامن والعشرين من نيسان الحالي ذلك ان هذه الجلسة وكما اعلن مدير جلسات الحوار للرئيس نبيه بري ، ستشهد حسما نهائيا لملف رئاسة الجمهورية العماد اميل لحود في سدة الرئاسة الاولى حتى نهاية ولايته الدستورية تمهيدا للانتقال الى ملف سلاح المقاومة كبند اخير في جدول اعمال مؤتمر الحوار . وفي هذا السياق كشفت مصادر مجلسية لـ" البيرق" ان الرئيس بري باشر اتصالات مكثفة مع كل من الرئيس العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري لوقف الحملات المتبادلة واشاعة مناخ من الهدوء كما كانت الحال دائما على طاولة الحوار خصوصا ان المواضيع المتبقية تحتاج الى هدوء وروية من اجل البحث في سبل اعادة تطبيع العلاقات مع سوريا التي يعترف اركان الحوار انفسهم سواء من الاكثرية او الاقلية بوجوب تصحيحها كي يكون لسوريا دورها المساعد في تحديد وتثبيت لبنانية مزارع شبعا وفي معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وكذلك في موضوع سلاح المقاومة . وذكرت المصادر ان المسعى العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ومصر يتواصل مع دمشق من اجل ترتيب العلاقة مع لبنان في وقت تتريث دمشق بانتظار قراءة مضمون تقرير موفد الامين العام للامم المتحدة المكلف بمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن وبانتظار سبر غور توجهات رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج براميرتس . وفي موازة ذلك وعلى اثر المواقف التي اعلنها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود خلال لقائه اول من امس مع الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري علمت " البيرق" من مراجع مطلعة ان خطوات عملية سيحركها الرئيس لحود في مجالين : الاول : في اطار الاصلاحات سيدعو الرئيس لحود الى التركيز على مكافحة الفساد تطبيقا لقرار مجلس الوزراء الخاص بالتحقيق في حسابات المؤسسات العامة وهو امر كان الرئيس لحود قد دعا اليه مرارا وسيدعو مجددا الى اجراء متابعة دقيقة لمعالجة مسألة الفساد بعدما تفشت ظاهرة الفساد على نطاق واسع في الفترة الاخيرة بصورة مقلقة . وكان الرئيس لحود والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير قد تناولاه في خلوتها الاحد الماضي بكثير من الاسهاب وبالتالي ستطبق خطوات عملية لمواجهة عودة ظاهرة الفساد . الثاني : العمل على تسريع التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وانجاز التقرير الخاص بها قبل انقضاء فترة ستة اشهر المعطاة للجنة التحقيق الدولية ورئيسها القاضي سيرج براميرتس خصوصا وان هذا الاخير قد ابلغ الامم المتحدة انه يتجه الى عدم رغبته في التجديد لمهمته التي تنتهي في منتصف حزيران المقبل ، لذلك فان رئيس الجمهورية سيوعز بقيام تحرك سريع على مستوى لجنة التحقيق الدولية من اجل انجاز تحقيقاتها وتقريرها تمهيدا للمباشرة بالمحكمة ذات الطابع الدولي . اذ ان عدم انجاز التحقيق ووضع التقرير قبل انتهاء فتر

ة الستة اشهر يعني النظر بضرورة تعيين محقق جديد لابد من ان يعيد التحقيق من نقطة الصفر مما يؤدي الى تمييع لكشف حقيقة جريمة اغتيال الحريري . وقالت المراجع المطلعة ان الرئيس لحود سيحرك لجنة التحقيق الدولية وسيزخم عملها في القريب العاجل بعدما تخلت المراجع المختصة بهذه القضية عن دورها والتلهي بالامور السياسية والقضايا الهامشية . وفي هذا السياق سيجرى الضغط على لجنة التحقيق الدولية لانجاز مهمتها قبل تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي التي لايجوز ان تباشر عملها قبل صدور للقرار الظني.‏

2006-10-30