ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 28 نيسان/ أبريل 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان الغيوم الداكنة عادت تتلبد بكثافة، مجدداً، في سماء العلاقات السورية الأميركية، منذرة بعواصف قد تنعكس سلباً على الوضع اللبناني وعلى مؤتمر الحوار الوطني الذي يستأنف بعد ظهر اليوم في ساحة النجمة، تظلله "حرب أميركية" معلنة على سوريا، كانت لها محطتان بارزتان امس، واحدة من بكركي عبّر عنها السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان، واخرى من واشنطن عكسها مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش. جاءت هذه المواقف بعد يوم واحد على قرار الرئيس الاميركي جورج بوش تجميد أرصدة كل من يثبت تورطهم في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد أضافت "فرانس برس" الى هذا الملف تهمة جديدة نسبتها الى دبلوماسي غربي في دمشق قال فيها انه "ليس صدفة ان تأتي العقوبات الاميركية، بعد اتهام الاردن حركة "حماس" بالتحضير لاعتداء على المملكة، بناء على أوامر أحد قادة الحركة في دمشق". وفيما يستمر القصف السياسي الاميركي بعنف على دمشق، تواصل فرنسا ضغوطها الدبلوماسية لاستصدار قرار أو بيان رئاسي من مجلس الامن يطالب سوريا بترسيم حدودها مع لبنان، وهي تأمل بتحقيق ذلك الاسبوع المقبل وفق ما قال مندوبها لدى الامم المتحدة. في ظل هذه الاجواء يسأل المراقبون ماذا بقي من الحوار اللبناني؟ الواضح أن الحوار اليوم، وبعد أربعة أسابيع من الاستراحة القسرية، ينعقد من باب
"رفع العتب" في ظل التسليم المسبق من جانب الاطراف كافة، باستحالة التوصل الى أي نتائج، سواء على صعيد الملف الرئاسي أو على مستوى البند الثاني المتعلق بسلاح المقاومة. وأمام هذا الواقع بدا المتحاورون امس في حالة من الارتباك حيال مستقبل الحوار، وما اذا سيتم تعليقه أو تأجيله ايضا لفترة طويلة. وتعتقد مصادر المتحاورين أنه سيتم تجاوز الملف الرئاسي بسرعة، والاعلان عن فشل المساعي التي جرت منذ أوائل الشهر الجاري لمعالجة هذا الملف، حتى ان رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع توقع الدخول مباشرة في ملف "حزب الله". لكن رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون بدا امس عازماً على الوقوف أمام الملف الرئاسي وإعلان ترشيح نفسه أمام المؤتمرين طالباً منهم اتخاذ موقف واضح من هذا الموضوع. وهو أبلغ "السفير" الليلة الماضية،
"ان جلسة الحوار اليوم ستكون جلسة إصدار الحُكم. فقد ضبطنا الناس كفاية وآن الأوان لنعلن عن الحُكم، لأنه لا يجوز أن يستمر البلد على هذا المنوال من السوء". وحذر من انه سيشارك اليوم للمرة الاخيرة في الحوار
"إذا شعرت بأن الامور غير قابلة للتطور نحو الافضل". وقال "كفى تضييعاً للوقت وتبذيراً للفرص، وعلى كل حال فإن حزب الله موجود وأنا أقبل بما يقبل به". واعتبر عون "ان إخفاق الاكثرية في إزاحة لحود، يجب أن يقود الى تغيير الحكومة، إذ من غير المنطقي أن يمعن وزراء الاكثرية في الاساءة الى رئيس الجمهورية على مدى أشهر طويلة، مع ما سببه ذلك من توتر وتشنج، ثم يقررون العودة الى التعايش معه وكأن شيئاً لم يكن"). وعلم أن اتصالات جرت الليلة الماضية بين عدد من أقطاب الحوار، ركزت على ضرورة التهدئة وعدم تفجير الامور، وشارك فيها الرئيس نبيه بري، في ضوء المعلومات التي ترددت عن نية البعض في إثارة مواضيع حساسة تتعلق بالملفين المطروحين على الطاولة. وينتظر في هذا المجال أن يشهد ملف سلاح المقاومة نقاشاً ساخناً، بعد الجدل الذي دار هذا الاسبوع، بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ونواب من الطرفين، حول القرار الذي اتخذه المتحاورون سابقاً بشأن ترسيم الحدود مع سوريا ومسألة مزارع شبعا. وقد أعلن الوزير مروان حمادة مساء امس أن جلسة اليوم "ستبين مدى ارتباط الآخرين والتزامهم بالموقف السوري، وما اذا كانوا قد تحرروا من الاوامر السورية". وكان اجتماع عقد ليل امس الاول بين قيادتي "أمل" و"حزب الله" في حارة حريك، وضم رئيس مجلس النواب نبيه بري والسيد نصر الله، الى النائبين ايوب حميد وعلي حسن خليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد والمعاون السياسي حسين خليل. وبحسب بيان وزعه الحزب "ناقش المجتمعون البنود المتبقية على جدول أعمال طاولة الحوار الوطني وخصوصاً المتمثلة ببندي رئاسة الجمهورية واستراتيجية الدفاع الوطني". وفي حين اعتصم الرئيس بري امس بالصمت المطبق حيال آفاق جلسة الحوار اليوم، أشارت مصادر المجتمعين الى أن "الملف الرئاسي يبدو مقفلاً، وان البحث في استراتيجية الدفاع يتطلب وقتا طويلا، ما يعني أن الامور آيلة الى التأجيل أو التعليق، من دون أن يعني ذلك القطيعة بين أطراف الحوار". إلا ان هذه المصادر فضلت الانتظار لمعرفة ما يحمله الطرف الآخر الى الجلسة. لكن مصادر في قوى 14 آذار قالت الليلة الماضية ان لا أحد يريد أن يلبس "قبعة الشيطان" على الرغم من ان الآفاق تبدو مسدودة امام الحلول. وتوقعت ان تشهد الجلسة نقاشاً ومعاتبات ،لكنها استبعدت إغلاق أبواب الحوار، لأن الجميع يعرفون جيدا الانعكاسات السلبية لهذا الامر. واشارت "السفير" انه في ظل هذه الاجواء برز موقف أميركي لافت للانتباه ومتزامن من بيروت وواشنطن، اعتبر بمثابة حرب معلنة على سوريا، واتصف بحدة غير مسبوقة، خصوصا من جانب السفير الاميركي في بيروت جفري فيلتمان الذي زار البطريرك الماروني نصر الله صفير واستأذنه في إذاعة بيان مكتوب من بكركي جاء فيه ان "بلدي يتطلع بشوق الى دعوة رئيس جمهورية لبناني الى واشنطن، يكون منتخباً بحرية وفقاً للدستور اللبناني، وممثلاً لمستقبل لبنان وليس لماضيه. وبالرغم من أهمية الحوار الوطني في معالجة هذه المسألة، نتمنى ان يأتي هذا اليوم قريبا". وأضاف بيان فيلتمان انه أشار الى البطريرك ان اجتماعه به "يأتي بعد يوم واحد من ذكرى رحيل القوات السورية من لبنان، بعد ما يقارب 30 سنة من الاستعمار. لقد شاركته ايضا في أملنا أن ينتهي التدخل السوري في لبنان، أكان مباشرا ام عبر وكلائهم، كي يستطيع اللبنانيون ان يحققوا فعلا أحلامهم بالحرية والاستقلال والاتحاد والازدهار". في هذه الأثناء، أعربت الإدارة الأميركية أمس عن عدم رضاها عن التعاون السوري مع التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، معتبرة أن علاقاتها مع دمشق تسير من سيئ إلى أسوأ، ومعلنة استعدادها لدعم أية محاولة لتغيير نظام الرئيس بشار الأسد، وإن كانت لا تميل إلى هذا الخيار. واستبعد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش، الموجود في لندن، في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشيونال"، إعادة السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي إلى مركزها في دمشق. وقال رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة راضية عن التعاون السوري مع التحقيق الدولي بعد مقابلة المحقق سيرج برامرتز الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع في دمشق أمس الأول، "بالطبع ليست راضية، لأن الاتفاق على استجواب الرئيس الأسد استغرق فترة طويلة، وكان من المفترض، في اعتقادي، أن تكون سوريا أول المتحدثين في القضية". ووصف ولش علاقات بلاده مع سوريا بأنها "غير جيدة وتسير من سيئ إلى أسوأ. نحن نحترم سوريا كبلد ونحترم شعبها. فأنا عشت وعملت هناك وأعرف أن هناك اختلافاً كبيراً بين الشعب والنظام، الذي ولسوء الحظ لا يستمع إلى شعبه بل على الشعب أن يصغي إلى النظام لأنه مُجبر على ذلك". وأضاف ولش "نحن نفضّل لو أن سوريا غيّرت سلوكها وقد حاولنا إيصال هذه الرسالة إلى النظام، ولكن من دون جدوى، وآثر أن يختار بدلاً من ذلك دعم بعض الجماعات الإرهابية واتخاذ القر
ارات بالنيابة عن اللبنانيين حول ما ينبغي أن يكون عليه مستقبل بلادهم، والذي أثار استياء جميع اللبنانيين، كما فشل هذا النظام في تحصين حدوده مع العراق لمنع تسلل المقاتلين إلى هناك". وعما إذا كانت الولايات المتحدة تميل الآن إلى تغيير النظام في دمشق، أجاب ولش: "إذا كان هذا ما يريده الشعب السوري فسيكون لديه خيار حقيقي وسنقوم بدعمه في هذا التوجه، لكننا لا نميل إلى هذا الخيار وكل ما نطلبه من النظام السوري، هو أن يغيّر سلوكه لكن هذا لا يعني أننا مرتاحون إلى هذا النظام ونقبل به". وتابع ولش "إن النظام السوري استمر أيضا في التعاون مع النظام الإيراني، وهذا التعاون يُعد أحد أكثر التحالفات غرابة في العالم العربي، وكانت إحدى نتائج هذه الممارسات تعميق عزلته الدولية ولا أعتقد ان المجتمع الدولي مرتاح لهذا الوضع لكن ذلك لم يكن خيارنا المطلوب". ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن أجرت اتصالات بالنائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، قال ولش "لم نجر أي اتصالات بخدام لكننا مهتمون بالأفكار التي عبّر عنها من خلال المقابلات الكثيرة التي أجراها". غير أنه أضاف: "لا أستطيع إغفال حقيقة أننا نتحدث إلى المعارضة السورية لأنها تضم الكثير من الناس، بعضهم يأتي لزيارتنا في الولايات المتحدة ونتحدث إلى آخرين منهم في دمشق أيضا، وهناك الكثير من الأصوات المعارضة التي قد لا نتفق بالضرورة مع ما يطرحه أيٌ منها، لكننا نرى وجوب الاستماع إلى آرائها واحترامها أيضا". وأوضح "أن خدام على حد علمي لم يطلب أي لقاء معنا، كما أننا لم نطلب لقاءه ولكننا مهتمون بآرائه ومسرورون بتصريحاته لأنه يملك معرفة استثنائية". ونفى ولش أن تكون بلاده قد أبرمت "صفقة" مع دمشق حول مسار التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، واعتبر ما يتردد من تقارير بهذا الشأن "هراء محض" ورواية مصداقيتها "تحت الزفت"، كما لفظها بالعربية. وقال ولش إن بلاده "لا تمارس أي تأثير" على التحقيق الدولي "سواء لتعجيل مساره أو تأخيره، والحقيقة أن ليس للولايات المتحدة أي ضلوع بهذا التحقيق ولا تعرف أين يتجه، كما أن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتز ومن قبله القاضي الألماني ديتليف ميليس، هما موظفان مدنيان يتمتعان بمصداقية عالية، تعاطيا مع تحقيق جدي لا يعني دولة واحدة أو اثنتين، بل دولاً عديدة، ولا وجود لأي تأثير ممكن للولايات المتحدة بهذا التحقيق". وأضاف "أن التحقيق سيمضي إلى أن ينقضي، فإذا سار باتجاه سوريا فستكون هذه النتيجة التي سينتهي عندها، فإن كان هناك اعتقاد بأن سير التحقيق تباطأ خلال فترة القاضي برامرتز، أعتقد عندها أن علينا أن ننظر نظرة متأنية إلى طبيعة الجريمة لأنها معقدة جداً، فقد أورد تقرير ميليس تفاصيل كثيرة حول هذه النقطة وخاصة ما يتعلق بالعبوات الناسفة وطريقة تجميعها بأساليب محنكة ومعقدة جداً من خلال استخدام تقنيات متطورة، وحين قرأت التقرير وصلت إلى قناعة بأن لدى الأشخاص الذين نفذوا عملية الاغتيال المعرفة والخبرة والمصادر". وذكّر ولش بما ذكره ميليس في تقريره عندما قال "إن هذه الجوانب تدفع إلى الاعتقاد بأن هناك تورطاً كبيراً لجهاز استخبارات في عملية الاغتيال"، معرباً عن اعتقاده بأن التحقيق "سيقدم نتائج في وقت ما، لكنني لا أعرف متى، ونأمل أن تكون كافية لمقاضاة المسؤولين عن الجريمة، وعندما يحدث ذلك سنتمكن من معرفة الحقيقة". وحول المحكمة الدولية التي ستقوم بمحاكمة المسؤولين عن اغتيال الحريري، قال ولش
"إن الولايات المتحدة ساندت قرار مجلس الأمن حول التأييد الدولي لمحاكمة من كان مسؤولاً عن جريمة اغتيال الحريري <وتدعم بقوة أيضا إنشاء المحكمة الدولية وستدعم أيضا أي اتفاق يتوصل إليه لبنان مع الأمم المتحدة بشأن المحكمة الدولية". وشدد ولش على "أن الولايات المتحدة تدعم أيضاً النتائج التي خلص إليها تقرير المبعوث الدولي تيري رود لارسن، والذي وصفه بأنه "تقرير شامل وجيد، مع أننا قد نختلف على بعض النقاط الواردة ونتفق على أخرى، لأنه من المتعذر أن يصل أي طرف إلى الرضى الكامل حول أي قرار للأمم المتحدة، لكننا نعتقد أن التقرير هو تحليل موضوعي وخاصة في إشارته إلى موضوع، أعتقد أن الكثير من الناس يتغاضون عنه وحتى في العالم العربي، وهو أن سوريا ولبنان لا يقيمان علاقات دبلوماسية مع أنهما عضوان في الجامعة العربية وهذا بحد ذاته يمثل حقيقة غريبة". وتابعت "السفير" قائلة , لقد وصف مصدر سوري مطلع في دمشق تصريحات ولش بأنها "حلقة في مسلسل الضغوط الذي تنتهجه الولايات المتحدة الأميركية حيال سوريا" وقد بدأت وتيرتها بالارتفاع منذ سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال في آذار العام .2003 وقال المصدر: "يبدو أن أميركا اغتاظت من الأجواء الإيجابية التي سادت العاصمة السورية بعد زيارة المحقق الدولي سيرج برامرتز الأخيرة إليها"، متهماً واشنطن "بالسعي إلى إحاطة عمل برامرتز والأمم المتحدة بما يتناسب مع المتطلبات الأميركية وكأنها شرطي دولي يتدخل في كل الشؤون العالمية". وأكد المصدر نفسه أن سوريا "تواجه هذا المسلسل بكثير من الهدوء والتعقل، لا سيما أن البلد شفاف ونظيف وواضح ولا يخشى من أي شيء". كذلك، انتقدت مصادر رسمية سورية قرار الرئيس الأميركي جورج بوش الأخير القاضي بفرض عقوبات على كل من له علاقة بجريمة اغتيال الحريري، واعتبرت أنه يستبق نتائج التحقيق ويؤكد المخاوف السورية السابقة من تسييسه. وقال مصدر رسمي سوري، لـ"السفير" أمس، إن هذا "الأمر التنفيذي يدل على تصعيد الضغوط السياسية من خلال المزيد من استخدام جريمة اغتيال الحريري استخداماً سياسياً". وأضاف أن هذا القرار "يستبق نتائج التحقيق ويلجأ إلى تقرير ميليس في حين أن كثيرين في سوريا وخارجها يعتقدون أن استنتاجات ميليس لم تتصف بالموضوعية أو بالمصداقية". وأوضح المصدر أن "هذا يشير إلى تسييس التحقيق"، معبراً عن اعتقاده بأن "واشنطن تبحث عن سبل الاستخدام السياسي للتحقيق من دون أي اهتمام بنتائج التحقيق أو بالحقيقة نفسها". ورأى المصدر مجدداً أن هذا القرار يؤكد "ابتعاد الولايات المتحدة عن الموضوعية"، مشيراً إلى مواقف أميركية كثيرة تصب في هذا الاتجاه. كما اعتبر أن ذلك يصب في إطار "حملة تصعيد سياسي تقوم بها أميركا تجاه سوريا" على مختلف الأصعدة. وأضاف أن وزارة الخارجية السورية "تقوم باتصالاتها مع الدول الحليفة والصديقة لمواجهة هذه الحملة" من دون الخوض في التفاصيل. ويأتي هذا التصريح بعد أيام فقط على إبلاغ الخارجية السورية السفارة الأميركية في دمشق بضرورة التزام دبلوماسييها بالحركة ضمن دائرة قطرها 40 كيلومترا من محيط العاصمة السورية، إلا في حال حصولهم على إذن مسبق بغير ذلك، إضافة إلى اقتصار العلاقة بين رئيس بعثتها في الوقت الراهن على مدير المراسم في الخارجية، وذلك اسوة بالمعاملة التي "يتعرض لها السفير السوري في واشنطن"، حسبما أوضحت المصادر نفسها. يشار أيضا إلى أن وزارة الخارجية الأميركية اختارت بديلا للقائم بأعمال سفارتها في دمشق، ستيف سيش، وهو الدبلوماسي مايكل كوربن مسؤول القسم السياسي في السفارة الأميركية في القاهرة.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه بين حبس انفاس في انتظار معاودة جلسات الحوار الخامسة عصر اليوم في مجلس النواب، واحتدام دولي – سوري متجدد حول الوضع في لبنان وعلاقته بسوريا، مرّت جلسة مجلس الوزراء مساء امس بحد اقصى من الهدوء غير المرتقب كان اطراف الحكم والحكومة مرروا هدنة سريعة توفيرا لما هو آت. وسارع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى وضع حد فوري للاجتهادات التي اثارها قرار الرئيس الاميركي جورج بوش بتجميد اصول المشتبه فيهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل التفجيرات التي سبقتها واعقبتها، موضحا ان لا ارتباط اطلاقا بين زيارته لواشنطن ونيويورك وهذا القرار. وبعدما اطلع المجلس تفصيليا على نتائج الزيارة اوضح ان "رغبتنا في زيارة سوريا لا تزال قائمة ولم تتغير لان موقفنا لم يتغير شعرة واحدة". في غضون ذلك برزت مواقف اميركية ودولية جديدة من موضوع الرئاسة في لبنان اضفت على جلسة الحوار السادسة التي ستعقد اليوم مزيدا من الظلال. وقد استوقف المراقبين بيان معد سلفا تلاه السفير الاميركي جيفري فيلتمان اثر زيارته للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير امس. واعلن فيه ان بلاده "تتطلع بشوق الى دعوة رئيس جمهورية لبناني الى واشنطن يكون منتخبا بحرية وفقا للدستور اللبناني ويكون ممثلا لمستقبل لبنان وليس لماضيه". واضاف: "رغم اهمية الحوار الوطني في معالجة هذه المسألة نتمنى ان يأتي هذا اليوم قريبا". وليس بعيدا من هذا الموقف، قال موفد الامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن: "شهدنا بالامس شيئا مهما هو ذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان تنفيذا للقرار 1559 وغدا (اليوم) سنشهد شيئا مهما آخر هو الحوار الوطني". واضاف رود – لارسن الذي كان يتحدث مساء امس الى برنامج "كلام الناس" من محطة تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" الذي يعده الزميل مرسال غانم ان "الحوار الوطني يجب ان يكون متابعة لاتفاق الطائف الذي وافق عليه الجميع". واشار الى "تمسك الامين العام (للامم المتحدة) كوفي انان بموقفه من انه يجب الا يمدد لأي رئيس وهذا ينطبق على لبنان". وقال: "علينا الانتظار لنرى المداولات والاجتماعات. ان القرار 1559 واضح من ناحية التمديد لرئيس الجمهورية. وهناك قرار صادر عن مجلس الامن يدعو الى اجراء انتخابات جديدة وحرة في لبنان لذا اتخذ الامين العام موقفا يدعو الى تنفيذ هذا القرار. ان هذه المواضيع يجب ان يحلها اللبنانيون". وكشف انه اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري صباح امس و"شجعته على الحوار الوطني". واكد ان "هناك علاقة وثيقة بين ايران وسوريا و"حزب الله" لذلك ندعو ايران وسوريا على المساعدة لحل الميليشيات". وقال: "تاريخيا كل الميليشيات الاخرى دمجت بالجيش اللبناني وهذا ما قام به قائد الجيش آنذاك اميل لحود، ولم يبق سوى "حزب الله" وآمل في ان يندمج بالجيش وتفكيك الميليشيا". واضافت "النهار" , لقد جاءت مواقف رود – لارسن غداة الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الامن لمناقشة تقريره الثالث عن تنفيذ القرار 1559. وعقب هذه الجلسة اعلن السفير الفرنسي في الامم المتحدة جان مارك دولاسابلير ان فرنسا تعد مشروع قرار ستعرضه على مجلس الامن حول ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتبادل التمثيل الديبلوماسي بين بيروت ودمشق. واوضح ان باريس تجري مشاورات مع الاعضاء الآخرين في مجلس الامن وتأمل ان يكون النص جاهزا "مطلع الاسبوع المقبل". مذكرا بان لبنان نفسه طلب مساعدة مجلس الامن من اجل ترسيم حدوده. واشار الى ان الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الى سوريا الجمعة في مجلس الامن "مهمة جدا لسيادة لبنان واستقلاله"، مؤكدا ان "من المهم ان تلبي سوريا هذه المطالب". ورأى ان "نشاطات الميليشيات والتدخل في شؤون بلد آخر امر مقلق" واضاف: "يبقى الآن على سوريا مساعدة لبنان على تطبيق ما تبقى من القرار 1559 وان تظهر انها على استعداد لاحترام سيادة جارها". ونقلت وكالة "انباء الشرق الاوسط" المصرية تصريحا له ادلى به الى قناة "العربية" ان الحل الامثل لمسألة ترسيم الحدود السورية – اللبنانية هو المحادثات الثنائية المباشرة بين البلدين. وقال ان سوريا ولبنان اتفقتا في ايار الماضي على تشكيل لجنة مشتركة للبحث في مسألة الحدود بينهما، مشيرا الى انه لن تكون هناك ضرورة لوضع هذه المسألة على جدول الاعمال الدولي اذا تم تفعيل عمل هذه اللجنة.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" : يعود المتحاورون الى الطاولة المستديرة مساء اليوم في مجلس النواب لحسم النقاش في موضوع رئاسة الجمهورية الذي طوي لصالح بقاء الرئيس اميل لحود حتى اشعار آخر باعتراف اركان فريق الاكثرية الذين اقروا بفشل محاولاتهم الرامية الى تنحية الرئيس او استقالته. ورغم هذا الاعتراف والاقرار من قبل فريق 14 شباط بالامر الواقع الذي تجلّى مؤخرا في انتظام جلسات مجلس الوزراء من دون مشاكل، فان اللافت امس دخول السفير الاميركي جيفري فيلتمان من جديد على خط موضوع الرئاسة عشية جلسات الحوار، وتصريحه التحريضي ضد الرئيس لحود بعد زيارته للبطريرك الماروني مار نصر الله صفير امس حيث قال «ان بلدي يتطلع بشوق لدعوة رئيس جمهورية لبناني الى واشنطن يكون منتخبا بحرية وفقا للدستور اللبناني ويكون ممثلا لمستقبل لبنان وليس ماضيه، وبالرغم من اهمية الحوار الوطني في معالجة هذه المسألة نتمنى ان يأتي هذا اليوم قريباً وعشية جلسة الحوار ايضا توصلت اللقاءات والاتصالات بين عدد من اركان الحوار فعقد مساء اول امس اللقاء الدوري بين الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وناقشا البندين المتبقيين على جدول الاعمال: رئاسة الجمهورية، واستراتيجية الدفاع الوطني، واكد ايضا على ايلاء الوضعين الاجتماعي والمعيشي الاهمية القصوى. وترافق ذلك مع اتصالات اجراها الرئيس بري مع بعض الاطراف الحوار،كما التقى رئيس كتلة تيار المستقبل النائب علي حسن خليل في الاطار نفسه. وقال مصدر مطلع يشارك في الحوار ل«الديار " مساء امس ان موضوع رئاسة الجمهورية لم يستجد عليه اي تطور يذكر وانه لا يتوقع ان تكون هناك نتائج «انقلابية " في هذا الموضوع، بمعنى انه ينتظر ان ينتهي البحث في هذا الملف باعلان عدم التوافق عليه بين اطراف الحوار. واوضح المصدر انه لا يتوقع ان تختلف جلسة اليوم عن الجلسات السابقة من حيث الاجواء والمناخات، ملاحظا ان هناك اجواء سبقت الجلسة لتكون في اطار الابقاء على مستوى «لملمة " الموقف قدر الامكان واستمرار المناخ الحواري الذي يضبط المشهد السياسي العام في البلاد. واستبعد المصدر ان ينتهي النقاش في موضوع سلاح المقاومة او استراتيجية الدفاع عن لبنان في جلسة اليوم، موضحا ان هذا الموضوع دقيق وعميق وسيكون النقاش حوله مفتوحا، باعتبار ان هناك صيغا عديدة سيطرحها المتحاورون عدا عن ان النقاش سيتناول ايضا وجهات نظر الافرقاء من «فلسفة " الدفاع عن الوطن. واضاف : لذلك لا ينتظر ان يكون حسم الموضوع في جلسة اليوم، وبالتالي يتوقع ان يصار الى رفع الجلسة الى جلسة اخرى تعقد بعد وقت غير قصير ربما بعد اسبوعين او شهر. ومساء امس انعقدت جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في اجواء «هادئة وعادية "، على حد تعبير مصادر وزارية أشارت ايضا الى ان دعوة رئيس الجمهورية الى فتح صفحة جديدة قبل الجلسة بساعات ساهم ايضا في اضفاء هذه الاجواء الهادئة. وكرر الرئيس لحود ما قاله امام زواره نهاراً بالدعوة الى القانون وقال للصحافيين لدى دخوله مقر مجلس الوزراء الموقت «أتينا لمعالجة امور الناس وكيفية مساعدتهم ولا مصلحة لأحد بحصول خلافات واليد الواحدة لا تصفق وحدها، والامر يحتاج الى تعاون وسبق الرئيس لحود الجلسة بدعوة القيادات اللبنانية الى «فتح صفحة جديدة من التعاون والتضامن يكون هدفها العمل يدا واحدة من اجل مصلحة اللبنانيين والاهتمام بحاجاتهم الاجتماعية والانسانية والصحية والتربوية، بالتزامن مع متابعة الشؤون الوطنية والسياسية ورأى «ان امام القيادات اللبنانية اليوم فرصة ذهبية للتلاقي على ما يضمن مستقبلا آمنا ومستقرا للبنان واللبنانيين وجدد دعوته الى عدم تسييس التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، كما دعا الى «عدم الاستقواء بالخارج او المراهنة عليه لان التاريخ الحديث علمنا ان قوة اللبنانيين كانت وستبقى من خلال وحدتهم، وان الخارج يعمل لمصلحة طروحاته ومخططاته واضاف لحود «ان الرهان على قوى خارجية مهما كان حجمها يبقى رهانا على مجهول لأن السياسات الدولية تتبدل وفق المصالح والاهواء فيما الوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لانقاذ لبنان وعلق عدد من وزراء 14 شباط قبل الجلسة على دعوة لحود بشكل ايجابي، ووصف الوزير غازي العريضي الدعوة الى فتح صفحة جديدة «بالامر الجيد " لكنه قال «اننا لا نطوي الصفحة الماضية بل نفتح صفحة جديدة وقد وضع الرئيس السنيورة مجلس الوزراء في اجواء ونتائج لقاءاته في الولايات المتحدة وكشف عن لقائه مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بأنه سأله عن المعايير المطلوبة لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وان رد انان بأنه سيشكل لجنة دولية خاصة من مستشارين وقانونيين تدرس الموضوع وتزود الامم المتحدة بكل المستندات المطلوبة وتساعد لبنان في هذا الموضوع. وعلمت «الديار " ان وزير الاتصالات مروان حماده سحب في اللحظة الاخيرة البند
المتعلق بموضوع تسوية ملف الخليوي مع شركة «ليبانسيل " وذلك بعد ان طلب ذلك من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على ان يجرى بحثه في جلسة لاحقة وعلم ايضا ان الاتصالات حصلت خلف الكواليس بين الوزير حماده والقائمين على شركة ليبانسيل بهدف اجراء تسوية حول الخلاف الحاصل بين الدولة والشركة وطال جوانب مختلفة، الا ان هذه الاتصالات لم تصل الى نتيجة. وذكرت مصادر وزارية ان النقاش الاساسي الذي حصل في الجلسة حول بند تسوية المخالفات على الاملاك البحرية لم يؤد الى تغييرات اساسية على مشروع القانون الذي اعدته وزارة الاشغال حول هذا الملف. وبالتالي جرى اقرار المشروع بصيغته التي اعدتها الوزارة من دون تعديلات اساسية. وخلال الجلسة تحدث وزير البيئة يعقوب الصراف عن المخالفات التي تحصل بالنسبة الى التنظيم المدني والتي تطال مراكز حساسة ومهمة، واعطى مثالاً على ذلك بين المحترف اللبناني التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والموجود في عين المريسة حيث منحت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض اذناً باستثماره تم بموجبه تحويل قسم منه الى ناد ليلي عندها سأل الوزراء الوزيرة معوض عن الشخص الذي حصل على الاستثمار فأجابت معوض لم أذكر لمن اعطيت الاستثمار فأبدى وزير البيئة اعتراضه على ما حصل وأيده في ذلك الوزير غازي العريضي.
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأ،وار" تقول , انه يلتئم شمل المتحاورين حول الطاولة المستديرة في مجلس النواب اليوم لبحث مسألة رئاسة الجمهورية، وسط توقعات تستبعد ايجاد حل لها. وقد عبرت قوى 14 اذار عبر الوزير مروان حمادة والنائب بطرس حرب امس عن تمسكها بابقاء باب الحوار مفتوحا (من اجل لبنان)، وهو ما يعتبر تجاوبا مع الداعين الى الاستمرار بالحوار مهما طال الزمن. في هذا الوقت بدأت الحكومة عبر وزيري المال والاقتصاد امس حوارا مع العماد ميشال عون حول برنامجها للاصلاح الاقتصادي. وقال الوزير جهاد ازعور: زيارتنا للعماد عون تأتي ضمن جولة نقوم بها على القوى السياسية غير الممثلة في الحكومة، لعرض الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة الاقتصادي. هدفنا توسيع حلقة التشاور وحلقة الحوار حول مواضيع تهم جميع المواطنين وجميع التيارات السياسية كي نتوصل الى قواسم مشتركة اوسع، كي نستطيع الانطلاق بالاقتصاد اللبناني وحتى عنوان المرحلة المقبلة (النهوض واعادة اطلاق الاقتصاد اللبناني). واضاف: لمسنا اهتماما من العماد عون بالمواضيع الاقتصادية، والتيار الوطني هو من التيارات التي لديها برامج، لهذا سوف يكون هناك مشاورات مستقبلية متخصصة حول هذه المواضيع. واستعدادا لجلسة الحوار اليوم، عقدت قيادتا (امل) و(حزب الله) اجتماعا برئاسة الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله واجرتا عرضا شاملا لاخر التطورات والمستجدات المحلية والاقليمية، وناقش المجتمعون البنود المتبقية على جدول اعمال طاولة الحوار الوطني وخصوصا المتمثلة ببندي رئاسة الجمهورية واستراتيجية الدفاع الوطني. بدوره قال الوزير مروان حمادة امس: غدا (اليوم) محطة جديدة في الحوار، وليس المحطة الاخيرة. ولا اظن ان احدا من الاطراف سيأتي الى الحوار غدا (اليوم) وفي ذهنه اقفال الباب امام التعاطي مع الافرقاء اللبنانيين الاخرين، حتى لو تناول هذا التعاطي قضايا شائكة او اخرى تبيّن ان هناك اما تراجعا من البعض عما التزموه، او ان هناك تقاعسا من البعض عن الاقدام في حسم مواقفهم من نقاط عالقة وموجودة على جدول الاعمال الذي سبق للرئيس نبيه بري ووضعه. ولكن لا اتوقع ان تكون الجلسة هي الاخيرة، فالحوار مفتوح ولا بد، من اجل لبنان، ان يبقى هذا الحوار مفتوحا. وقال النائب بطرس حرب ايضا: نأمل ان تكون جلسة الحوار غدا (اليوم)، مناسبة لتأكيد تمسك اللبنانيين باستمرار الحوار في ما بينهم، واعتماد الوسائل الديمقراطية الحضارية لحل كل المشاكل. واضافت "الأنوار" انه في هذا الوقت قال مصدر في الامم المتحدة ان فرنسا تعد مشروع قرار ستعرضه على مجلس الامن الدولي حول ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق. وقال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير الاربعاء ان باريس تجري مشاورات مع الاعضاء الاخرين في مجلس الامن وتأمل ان يكون النص جاهزا مطلع الاسبوع المقبل، مذكرا بأن لبنان نفسه طلب مساعدة مجلس الامن من اجل ترسيم حدوده. واضاف (يبقى الآن على سوريا مساعدة لبنان على تطبيق ما تبقى من القرار 1559 (الذي ينص خصوصا على نزع سلاح الميليشيات في لبنان) وان تظهر انها على استعداد لاحترام سيادة جارها). وكان المندوب الفرنسي يتحدث بعد عرض قدمه الى اعضاء مجلس الامن الدولي، تيري رود لارسن الموفد الخاص للامم المتحدة كوفي عنان المكلف متابعة تطبيق القرار .1559 وقبل الجلسة صرح المندوب الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون (نعتقد ان قرارا جديدا لمجلس الامن الدولي مضمون للتركيز على استمرار فشل سوريا في تطبيق بنود القرار 1559). لكن السفير الصيني لدى الامم المتحدة وانغ جيانغوا الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن في الشهر الجاري ادلى بتصريحات اتسمت بالحذر قال فيها (المنطقة معقدة بالفعل ولا نريد ان نزيدها تعقيدا. لسنا متحمسين لمزيد من القرارات). وقالت سوريا في خطاب ان تقرير عنان يتجاوز حدود التفويض المنصوص عليه في قرار مجلس الامن الصادر في ايلول عام .2004 وذكرت ان رسم الحدود واقامة علاقات دبلوماسية يقعان ضمن اختصاص السلطات المحلية في البلدين. واضافت ان محاولة بعض الاطراف لدفع مجلس الامن الى اصدار قرارات او بيانات جديدة لن يؤدي الى تهدئة الوضع في لبنان ولا في المنطقة بل الى تصعيد وضع عدم الاستقرار والتوتر. كما جاء في الرسالة التي وجهها الى عنان نائب السفير السوري لدى المنظمة الدولية ميلاد عطية ان سوريا تؤكد مرة اخرى ان جميع قواتها وعتادها العسكري واجهزتها الامنية سحبت من لبنان في 26 نيسان عام .2005 وامس قال المبعوث الدولي لارسن: امل ان تجد كل المواضيع المتعلقة بالقرار 1559 والتي تنبثق من اتفاق الطائف، حلاً لها في اطار مؤتمر الحوار الوطني في لبنان، ونحن متحمسون جدا لمتابعة هذا الحدث في الايام الآتية. وردا على سؤال عما اذا لم ينجح الحوار حول النقاط المطروحة، ما هي الامكانيات الاخرى لتطبيق 1559، اجاب: الحوار الوطني يجب ان يكون موجها باتجاه الطائف الذي يد
عمه جميع الافرقاء في لبنان. والقرار 1559 هو في الواقع الاداة الداعمة للتطبيق الكامل والنهائي لاتفاق الطائف. ويجب ان تكون هذه التوجيهات الرئيسية للحوار والمبادئ المشتركة في الطائف والقرار .1559 واعتقد ان هذا سيلقى دعما كبيرا من جميع اعضاء مجلس الامن. حاليا ان الامين العام قد قدم تقريره الى مجلس الامن ويعود الآن الى اعضاء مجلس الامن انفسهم دون مشاركة الامين العام ومساعديه ان يقرروا ما يريدون فعله. هذه العملية هي الآن في ايدي مجلس الامن. وردا على سؤال حول موقفه من بقاء الرئيس لحود في الرئاسة وكيف سيتعاملون مع بقائه في سدة الرئاسة، اجاب: ان الامين العام يتمسك بمبدأ عبّر عنه لسنوات طويلة وهو انه ما من رئيس يجب ان يمدد له بعض ولايته، وذلك ينطلق على كل البلدان بما فيها لبنان، وموقفه قد نقله الى مجلس الامن. اما الآن فيعود الى مجلس الامن ان يقرر ما سيفعله. فهم سيناقشون هذا الموضوع ويجرون مباحثات ويقررون ما الذي يريدون ان يصفوه اما في بيان رئاسي يجب ان يحظى بالاجماع، او في قرار صادر عن مجلس الامن. لذلك علينا ان ننتظر. ولكن بالطبع ان نص القرار 1559 واضح بشأن هذا الموضوع فالقرار يدعو الى انتخابات حرة ونزيهة لرئاسة الجمهورية. وآمل ان تحل هذه المسألة من خلال الحوار الوطني في لبنان. واعتقد ان ذلك سيفرح مجلس الامن ويفرح القادة في المنطقة مهما كانت النتيجة.
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول انه وسط متابعة دولية، عبّر عنها اتصال الموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلّف بمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود - لارسن برئيس المجلس النيابي نبيه بري، يعود قادة الحوار اللبناني الى الجلوس مجدداً الى الطاولة المستديرة في الخامسة من عصر اليوم، في جولة وُصفت بأنها "مفصلية"، قياساً للمواضيع التي سيتم بحثها والمحصورة في موضوعين على مستوى عالٍ من الأهمية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، أو الإقليمي، الأول يتعلق بحسم مصير الرئيس إميل لحود من خلال البحث بملف رئاسة الجمهورية، والثاني بسلاح "حزب الله" والذي سيتم الدخول إليه من باب استراتيجية الدفاع عن لبنان، ووضع منظومة دفاعية يتعاون فيها الجيش اللبناني والمقاومة· وإذا كان اتصال رود - لارسن بالرئيس بري، حسب ما تسرّب من معلومات، جاء لتشجيع رئيس المجلس على الاستمرار في الحوار، وعدم حسم هاتين المسألتين سلباً، فإن كل المؤشرات والاتصالات التي جرت قبل ساعات من موعد الانطلاق المتجدد للحوار، ولو بتعثّر، أشارت الى أن الأفق بقي مسدوداً تجاه إمكانية إحداث أي خرق في الموضوع الرئاسي، وبالتالي، فإن الاتجاه يميل الى تعليق البحث في هذا البند، وترك متابعته عبر اتصالات ولقاءات بعيدة عن الأضواء، من دون أن يعني ذلك طيّه نهائياً· وهذا من شأنه أن يرضي فريق الرابع عشر من آذار، خصوصاً إذا عاد هذا الملف وارتبط مجدداً بملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في ضوء تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس المتوقع صدوره في 15 حزيران المقبل· وفي هذا الإطار توقعت مصادر عليمة إمكانية أن يُعلن النائب العماد ميشال عون اليوم مفاجأة على طاولة الحوار بخصوص الملف الرئاسي، إلا أن هذه المصادر لم تشأ الإفصاح عن ماهية هذه المفاجأة، وما إذا كانت تتعلق بمسألة ترشيحه للرئاسة الاولى ام لا، علما ان نصائح وجهت اليه بالامتناع عن ترشيحه لتمرير الجلسة بهدوء· واكدت المصادر ان كل طرف سيبقى على موقفه من هذا الموضوع حتى ولو اعلن عون ترشيحه، وهو ما يؤكد تأجيل البحث به الى وقت لن يحدد له اي سقف زمني، طالما ان هناك مرشحين آخرين، وطالما ان هناك فريقا مسيحيا يمثله الرئيس امين الجميل يرفض البحث في الملف الرئاسي بوجود الرئيس لحود· واوضحت المصادر ان الرئيس بري الذي بقي على تواصل مع كل الاطراف سواء عبر الاتصالات او موفدين، تلقى تطمينات بأن لا تخرج المناقشات عن الاطار الطبيعي، من دون ان يمنع ذلك تبادل العتاب حيال مواقف متبادلة اطلقت في الايام الماضية، مع التشدد على الاتفاق على تنظيم الخلافات وادارتها بشكل لا يؤذي الوضع الداخلي وتحديدا الوضع الاقتصادي· اما بخصوص سلاح المقاومة، فقد كشفت هذه المصادر عن ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يحمل معه الى طاولة الحوار دراسات ووثائق مطبوعة على حوالى 280 صفحة فولسكاب تتعلق بسلاح المقاومة، وان هذا الموضوع سيتطلب عدة جلسات لكي يتمكن قادة الحوار من دراسة هذه الاوراق، وهو ما يمكن ان يستدعي الاستعانة بخبراء استراتيجيين لوضع دراسة حول استراتيجية الدفاع لحماية لبنان ودور الجيش اللبناني ولزوم السلاح· ولفتت هذه المصادر الى ان الرئيس بري سيعلن في نهاية جلسة اليوم رفع الجلسات الى وقت لاحق وربما لا يحدد اي موعد محدد· ولم تستبعد ان يطرح في الجلسة، موضوع التزام المتحاورين بالقرارات التي اتخذت، سواء ما يتعلق بتحديد مزارع شبعا، او بالعلاقات اللبنانية - السورية، او بالسلاح الفلسطيني، في ضوء الملابسات التي تعرض لها طلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة زيارة دمشق لبحث هذه المواضيع مع المسؤولين السوريين بناء لطلب الحوار، ونتائج زيارته الاخيرة الى كل من واشنطن ونيويورك· ويلاحظ ان هذه الجولة من الحوار تتزامن مع تطورين بارزين: الاول: يتعلق بقرار الرئيس الاميركي جورج بوش بتجميد ارصدة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري وسائر الاغتيالات الاخرى التي حصلت منذ الاول من تشرين الاول 2004، وهو القرار الذي علق عليه الرئيس السنيورة بان لبنان غير معني به· والثاني: المداولات الجارية في مجلس الامن حول مشروع قرار تعده فرنسا يدعو سوريا الى ترسيم حدودها مع لبنان وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، بالرغم من تشكيك دبلوماسيين غربيين في دمشق بامكانية صدوره· واضافت "اللواء" ان اللافت، هو ما اعلنه رود - لارسن، في مقابلة مع برنامج "كلام الناس" الذي يقدمه الزميل مارسيل غانم من تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال من انه اتصل امس بالرئيس بري لكي "يشجعه ويهنئه على قيادته الحكيمة للحوار الوطني في لبنان، والتوصل الى اجماع بين اللبنانيين في شأن كيفية التعامل مع موضوع التمديد للرئيس اللبناني"· ولفت لارسن الى ان القرار 1559 يدعو الى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في لبنان، مشيراً الى ان الامين العام كوفي انان اتخذ منذ سنوات موقفاً وقال انه يجب الا تمدد ولاية اي رئيس جمهوري
ة بعد انتهاء ولايته الاولى، وهذه العبارة تطبق بالنسبة الى كل البلدان بما فيها لبنان، آملاً ان تكون كل المواضيع المتعلقة بالقرار 1559 والتي تنبثق من اتفاق الطائف ستحل في اطار الحوار الوطني في لبنان، وقال: "نحن متحمسون جداً لمتابعة هذا الحدث (استئناف الحوار اليوم) في الايام الآتية"· وقال ان الحوار يجب ان يكون موجهاً باتفاق الطائف الذي يدعمه جميع الافرقاء في لبنان، لافتاً الى ان القرار 1559 هو الاداة الداعمة للتطبيق الكامل والنهائي لاتفاق الطائف· وعن دعوته كلٍ من سوريا وايران لتنفيذ القرار 1559 بما يتعلق بتسليم سلاح "حزب الله"، لفت لارسن الى العلاقة الوثيقة بين سوريا و"حزب الله" وكذلك بين ايران والحزب، وقال ان ما نطلبه بلطف من البلدين هو ان يمارسا تأثيراتهما بالاستناد الى مبادئ الطائف الذي يدعو الى نزع سلاح كافة الميليشيات اللبنانية وغيرها، وهو ما يدعمه القرار 1559، نافياً ان يكون في ذلك اي اتهام ضمني· وأعاد لارسن الى الاذهان ان كل الميليشيات الاخرى قد دمجت في الجيش اللبناني اثناء قيادة قائده السابق الرئيس اميل لحود التي وصفها بأنها كانت قيادة "حكيمة وشجاعة"· مشيرا الى ان لحود قام "بعمل ممتاز آنذاك"، آملاً ان يتكرر ذلك مع "حزب الله"، بحيث تستتب الديمقراطية في لبنان بشكل كامل حتى في صفوف القوى المسلحة، ليكون هناك جيش لبناني واحد ومقاومة لبنانية واحدة تحت الادارة الديمقراطية لحكومة منتخبة حرة· وبالنسبة لمسألة مزارع شبعا، كرر لارسن وجهة نظره بأن هذه المسألة لا يمكن حلها الا ان يجلس الطرفان معاً ويقومان بترسيم الحدود من خلال خارطة، مشيراً الى انه يمكن القيام بذلك بسهولة وسرعة اذا ما توفر الاستعداد من قبل الطرفين للجلوس الى الطاولة· وقال انه اذا ما حصل ذلك، سيكون على مجلس الامن ان يأخذ علماً بهذا القرار السيادي، لافتاً الى ان المزارع تقع حالياً تحت مضمون القرار 242 ، لكنه أعاد الى الاذهان ان هذا القرار يطلب من اسرائيل ان تغادر الاراضي المحتلة من دون ان يحدد جنسية هذه الاراضي، قائلاً انه لا يرى اهمية للقرار الذي يطبق على هذه الاراضي اذا ما قرر لبنان وسوريا هوية الأراضي"· السنيورة وفي مداخلة له مع البرنامج التلفزيوني نفسه، اسف الرئيس فؤاد السنيورة القول بأنه يدافع عن اميركا او انه ذهب الى واشنطن للاستقواء بها، وقال "نحن نستقوي بحقنا في لبنان وبحقنا العربي، وأوضح ان هيئة الحوار تمنت على رئيس الحكومة ان يحاول إثبات لبنانية مزارع شبعا، وعن طريق تحديدها وبشتى الطرق التي تراها الامم المتحدة، وان نذهب الى اي مكان، سواء الى سوريا او الى الامم المتحدة حتى نثبت لبنانية المزارع· وقال انه ذهب الى الامم المتحدة وطلب رسمياً من امينها العام ان يقول لنا ماذا تريد الامم المتحدة حتى يصار الى تثبيت هذا الامر، وان يصار الى الضغط على اسرائيل كي تنسحب من المزارع، وهذا ما طلبناه من الرئيس بوش وقلنا ان ذلك يتزامن مع توافق اللبنانيين على استراتيجية للدفاع عن لبنان، لافتاً الى ان هذا الموقف يتلازم تماماً مع ما قاله "حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصر الله· ونفى السنيورة ان يكون قد اتهم سوريا يوماً باغتيال الرئيس الحريري، لكنه اكد انه استشهد بما سمعه شخصياً من الرئيس الحريري حول التهديد الذي تلقاه، وأنا سمعته، ولم اسمعه بالواسطة، وبعد ساعتين من عودته، فبالتالي هذا الامر هو حقيقة وليس وهماً وليس خيالاً· وقال: نحن نريد ان يكون واضحاً وكموقف كرئيس مكلف وقبل ذلك بصفتي الشخصية، وبعد ذلك كرئيس للحكومة مازلت عند الموقف لم اتزحزح عنه شعرة واحدة، انا اقول انه ينبغي ان ننسج علاقات جيدة مبنية على الثقة بيننا وبين سوريا ولكن يجب ان تكون مبنية على الاحترام المتبادل وعلى الندية، وأذكر انه عندما كنت في زيارة الاشقاء في سوريا تمنوا عليّ ان استبدل عبارة الندية - بالتكافؤ قلت والله تكافؤ، نحن نريد ان تكون بيننا وبينهم علاقة وانا اقول ذلك انه مهما تغيرت الاحوال يذهب زيد ويأتي عمر هنا او هناك ويبقى البلدان جارين وعليهما ان ينسجا علاقات جيدة فيما بينهما، ولكن لا يمكن ان تكون هذه العلاقات مبنية على علاقة تابع ومتبوع وأنا اقول في هذا الصدد بأن لبنان السيد العربي الحر المستقل قادر على ان يكون في خدمة قضاياه وقضايا العرب وقضايا سوريا اكثر بكثير من لبنان التابع، نحن موقفنا لم يتزحزح شعرة واحدة· اضاف: ذهبنا الى هناك (واشنطن) وقلنا بأننا سنعود عندما نعود سنطلع اللبنانيين عما جرى ونطلع لجنة الحوار على الموقف عندما نسمعه من الامين العام للامم المتحدة سيقول لنا ماذا تريد الامم المتحدة هل يريد ان يصار الى اثبات لبنانية مزارع شبعا مباشرة أم ان هناك ضرورة ان يجتمع لبنان وسوريا ويوقعان الخرائط وترسل للامم المتحدة وكيف يتم ذلك، طبيعي اختلفنا عن التحديد او الترسيم كلاهما يعنيان شيئاً واحداً، هناك فرق بين التحديد او التعليم التحديد يكون بالغرف وبنسبة دقة بعدة سنتيمترات ومع كل التقنيات الحدي
ثة"· وبخصوص مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن، كان سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير قال أمس الأول ان باريس تجري مشاورات مع الاعضاء الاخرين في مجلس الامن وتأمل ان يكون النص جاهزا "مطلع الاسبوع المقبل"، مذكرا بأن لبنان نفسه طلب مساعدة مجلس الامن من اجل ترسيم حدوده· واشار الى ان الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى سوريا الجمعة في مجلس الامن "مهمة جدا لسيادة واستقلال لبنان"، مؤكدا انه "من المهم ان تلبي سوريا هذه المطالب"· ورأى دو لا سابليير ان "نشاطات الميليشيات والتدخل في شؤون بلد آخر (لبنان) أمر مقلق"· واضاف "يبقى الآن على سوريا مساعدة لبنان على تطبيق ما تبقى من القرار 1559 (الذي ينص خصوصا على نزع سلاح الميليشيات في لبنان) وان تظهر انها على استعداد لاحترام سيادة جارها"· وكان المندوب الفرنسي يتحدث بعد عرض قدمه الى اعضاء مجلس الامن الدولي، تيري رود لارسن الموفد الخاص للامم المتحدة كوفي انان المكلف متابعة تطبيق القرار 1559· وقبل الجلسة صرح المندوب الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون "نعتقد ان قرارا جديدا لمجلس الامن الدولي مضمون للتركيز على استمرار فشل سوريا في تطبيق بنود القرار 1559"· وقال لارسن ان تقريرا للامين العام للامم المتحدة كوفي انان اكد الحاجة الى نزع اسلحة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من اجل تنفيذ كل بنود هذا القرار· واضاف "نشجع ايران وسوريا والدول الاخرى والفاعلة في المنطقة التي تملك نفوذا مرتبطا بالتنفيذ الكامل للقرار 1559، على تقديم المساعدة"· وفي واشنطن اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان "نزع اسلحة الميليشيات وبسط السيادة اللبنانية الفعلية على كل الاراضي يبقيان اولويتين"· وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية آدم ايريلي ان "سوريا يجب ان توقف تدفق الاسلحة الى الميليشات داخل لبنان وان تتعاون مع الحكومة اللبنانية بشأن امن الحدود"· واضاف انه على العالم مواصلة محاسبة سوريا الى ان "تستجيب بالكامل" للمطالب المتعلقة بالتدخل في لبنان و"تحركاتها غير الكافية" في ما يتعلق بالحدود العراقية، ورعايتها "للمجموعات الفلسطينية الارهابية" وكذلك تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري· وقال مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس ان الامر التنفيذي الذي وقعه بوش ليل الثلاثاء الاربعاء يسمح للولايات المتحدة بتطبيق عقوبات ضد اي شخص يحدده التحقيق بوصفه مشتبها به بموجب القرار 1636 · واضاف ان الاجراء "لا يجمد فورا الارصدة والممتلكات"، موضحا ان "الاشخاص الذين يفترض ان يستهدفهم اجراء التجميد لم يحددوا بعد"· وتابعت "اللواء" قائلة ان اجواء التهدئة، انسحبت على جلسة مجلس الوزراء العادية التي انعقدت مساء امس، وحضرها الرئيس لحود فترأسها، واقتصرت المداولات فيها على مناقشة جدول الاعمال الذي يتألف من 70 بنداً، ونتج عنها قرارات وصفت بالاهمية وتعكس التوافق المسبق حولها،، وهي تتعلق بالاملاك البحرية وتعديل قانون مجلس الخدمة المدنية الذي اقر مع بعض التعديلات بعد اخذ رأي عدد من الوزراء ورئيس مجلس الخدمة منذر الخطيب الذي شارك في جزء من الجلسة· وكان سبق هذه الجلسة دعوة من الرئيس لحود الى فتح صفحة جديدة من التعاون، لم يشأ وزراء الاكثرية التعليق عليها، واشار بعضهم الى استمرار لحود في عرقلة بعض التعيينات· وقال وزراء آخرون، انه بعد جولة الحوار اليوم يمكن ان نتوقع مرحلة جديدة على صعيد الحكم، بمعنى انه يمكن ان يحصل تكيف بعد كل الصخب السياسي الذي ساد المرحلة السابقة، لكنهم حذروا م انه في السياسة هناك دائما متغيرات· ووصف الرئيس السنيورة الجلسة بأنها "جيدة" ودعا الى عدم خلط شعبان برمضان، في تعليقه على موقف لحود من طي صفحة الماضي، واوضح انه طلب خلال زيارته الولايات المتحدة ثلاثة امور: المساعدة في الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا وفي تزويد لبنان بمعدات لقوى الامن الداخلي ودعم مؤتمر بيروت -1 · ولفت الى ان لا عائق لديه لزيارة دمشق، نافياً وجود اي علاقة بين هذه الزيارة وزيارته الى واشنطن، نافيا ان يكون قد توقف عن زيارة بعبدا، مؤكدا انه اجرى اتصالا بالرئيس لحود بعد عودته من واشنطن.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان مؤتمر الحوار يعود الى الالتئام اليوم بعد 25 يوما على عقده جلسته الأخيرة ليبحث في نقطتين متبقيتين على جدول اعماله: أزمة الرئاسة واستراتيجية لبنان الدفاعية. وحفلت الأيام الفاصلة بين جلستي الحوار بمواقف لا تشجع على امكانية البت في البند الاول وبتصريحات ادلى بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله توحي بامكان اعادة النظر في ما تم الاتفاق عليه خصوصا في مسألة العلاقة مع سورية والحدود بين البلدين، الا ان الاصرار على الحوار وهو ما يتمسك به الجميع يتيح القول ان جلسة اليوم ستمدد البحث في العنوانين المطروحين ولن تكون الاخيرة علما ان بري يطمح الى جعل مؤتمر الحوار مؤسسة دائمة. ولفتت في الساعات الأخيرة قبيل انعقاد الجلسة سلسلة لقاءات واتصالات بارزة شارك فيها عدد من الاركان، ففيما اعلن عن لقاء بين بري ونصرالله في مقر حزب الله ليل امس الاول تحدثت معلومات عن لقاء مماثل قبل يومين جمع رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري والسيد نصرالله، وتخللت ذلك ايضا اتصالات بين "التيار الوطني الحر" وحزب الله والرئيس بري وجولة قام بها عضو مؤتمر الحوار النائب بطرس حرب على بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة وتأكيد من لجنة متابعة "14 آذار" على التمسك بما حققه الحوار ومواصلته حتى النهاية. وفي هذه الاثناء كان لبنان يحتل مكان الصدارة في اهتمامات مجلس الأمن والادارة الاميركية ولوحظ عشية الجلسة الحوارية موقف مكتوب للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان يدعو ضمنا الى تغيير رئاسي ويعلن "ان بلدي يتطلع بشوق لدعوة رئيس جمهورية لبناني الى واشنطن يكون منتخبا بحرية وفقا للدستور اللبناني ويكون ممثلا لمستقبل لبنان وليس لماضيه، ورغم اهمية الحوار الوطني في معالجة هذه المسألة، نتمنى ان يأتي هذا اليوم قريبا". وجاء كلام فيلتمان هذا في ذروة ما اعتبر ضغوطا اميركية ودولية جديدة على سورية انطلاقا من نقاشات مجلس الأمن بشأن تقرير تيري رود لارسن عن تنفيذ القرار 1559 وقرار الرئيس الاميركي جورج بوش تجميد اصول المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري وارتكاب مختلف الجرائم منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة. واعلن مصدر في الامم المتحدة ان فرنسا تعد مشروع قرار ستعرضه على مجلس الامن الدولي حول ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وتبادل التمثيل الدبلوماسي بين بيروت ودمشق. وقال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير الاربعاء ان باريس تجري مشاورات مع الاعضاء الآخرين في مجلس الامن وتأمل ان يكون النص جاهزا "مطلع الاسبوع المقبل"، مذكرا بان لبنان نفسه طلب مساعدة مجلس الامن من اجل ترسيم حدوده. واشار الى ان الدعوة التي وجهها رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الى سورية الجمعة في مجلس الامن "مهمة جدا لسيادة واستقلال لبنان"، مؤكدا انه "من المهم ان تلبي سورية هذه المطالب". ورأى دو لا سابليير ان "نشاطات الميليشيات والتدخل في شؤون بلد آخر امر مقلق". واضاف: "يبقى الآن على سورية مساعدة لبنان على تطبيق ما تبقى من القرار 1559 وان تظهر انها على استعداد لاحترام سيادة جارها". وفي واشنطن اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان "نزع اسلحة الميليشيات وبسط السيادة اللبنانية الفعلية على كل الاراضي يبقيان اولويتين". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية آدم ايريلي ان "سورية يجب ان توقف تدفق الاسلحة الى الميليشيات داخل لبنان وان تتعاون مع الحكومة اللبنانية بشأن امن الحدود". وقال مسؤول اميركي ان الامر التنفيذي الذي وقعه بوش ليل الثلثاء - الاربعاء يسمح للولايات المتحدة بتطبيق عقوبات ضد اي شخص يحدده التحقيق بوصفه مشتبها فيه بموجب القرار 1636 . وفي دمشق قال مصدر سوري مطلع أمس: "ان الاتهامات الاميركية لسورية بعدم التعاون مع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري حلقة في مسلسل الضغوط التي تمارسها واشنطن على دمشق". وقال المصدر معلقاً على ما صرح به مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد وولش أمس ان بلاده غير راضية عن التعاون السوري مع التحقيق الدولي في قضية اغتيال الحريري وان العلاقات بين الدولتين تسير من سيئ الى أسوأ، ان "الأمر يشكل حلقة جديدة في مسلسل الضغوط الذي تنتهجه الولايات المتحدة الاميركية حيال سورية". وكان وولش أكد ان العلاقات بين بلاده وسورية تسير من سيئ الى أسوأ، مستبعداً عودة السفيرة الاميركية مارغريت سكوبي الى دمشق، التي استدعيت الى واشنطن عقب اغتيال الحريري في شباط من العام الماضي. وذكر وولش ان بلاده غير راضية عن التعاون السوري في قضية اغتيال الحريري لان الاتفاق على استجواب الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع استغرق فترة طويلة وكان من المفترض ان تكون سورية أول المتحدثين. ومن المتوقع ان يغادر المكلف بتسيير شؤون السفارة الاميركية في دمشق ورئيس المركز الثقافي الاميركي ستيف سش دمشق قريباً، لكن مصدراً دبلوماسياً رفض ربط الأمر بالتدهور الحاصل في العلاقات الأم
يركية السورية مشدداً على ان "مدة عمله المحددة قد انتهت". وكان وولش قال ان بلاده "ستدعم خيار الشعب السوري إذا كان يريد تغيير النظام وان كانت لا تميل الى هذا الخيار وكل ما نطلبه من النظام السوري تغيير سلوكه ولكن هذا لا يعني اننا مرتاحون لهذا النظام أو نقبل به". وعشية العودة الى طاولة الحوار في الخامسة عصر اليوم تمنى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "ان تكون تلاوين خطاب السيد حسن نصرالله تلاوين لفظية وليست تعبيراً عن تحولات "اقليمية" مبديا تخوفه "من نزعة لدى البعض في العودة بالحوار الى بداياته". وقال في اتصال مع "صدى البلد": "سنستمع غداً (اليوم) الى النتيجة النهائية في ما يتعلق بالتغيير الرئاسي وهذا ما اتفقنا عليه مع الرئيس نبيه بري". وقال رداً على سؤال: "المسألة ليست اني متفائل أو متشائم باستمرار جلسات الحوار، ولكن هناك أسئلة نريد ان نفهم إجابتها من السيد حسن نصرالله وخصوصاً في مسألتي "الترسيم" و"التحديد"، علماً ان هناك إجماعا على تحديد مزارع شبعا بين لبنان وسورية".
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" : يعود المتحاورون إلى الطاولة اليوم وسط مقدّمات تفيد أنّ الاتفاق على التغيير الرئاسي متعذّر، لكن في ظلّ حرص على مواصلة الحوار بشأن سلاح "حزب الله" مقرون من جانب فريق 14 آذار بحرص على تثبيت ما تمّ الاتفاق عليه بالإجماع في جولات سابقة. ولوحظ أمس كما خلال الأيّام الماضية، أنّ فريقي الحوار يعلنان أنّ جلسة اليوم لن تكون الأخيرة وأنّ الحوار سيستمرّ في صيغة من الصيغ، ويبدو أن "إخراج" الاختلاف سيكون مسألة في حدّ ذاتها مطروحة للتفاهم، بعد أن تتمّ إعادة تثبيت بنود الإجماع السابقة. على أنّ البارز هو أنّ مؤتمر الحوار الوطنيّ يعقد جلسته "الحاسمة" اليوم على إيقاع التزام دوليّ متجدّد في قوّته بدعم لبنان والمطالب اللبنانيّة التي أقرّت على الطاولة وتبنّاها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى مجلس الأمن، وهو التقرير المبني على تقرير موفده لمراقبة تنفيذ القرار 1559. ففي نيويورك، دعا أنان سوريّا إلى "قبول عرض اليد اللبنانيّة الممدودة"، وطالبها بالعمل مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من أجل "بناء علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود". ورأى أنان أنّ "العديد من متطلبات القرار 1559 لم ينفذ بعد مثل حلّ كلّ الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وبسط سلطة الحكومة على أراضيها والاحترام الصارم لاستقلال البلاد". في هذا الوقت، واصلت الولايات المتحدة وفرنسا سعيهما في مجلس الأمن إلى إصدار قرار دوليّ جديد لمساعدة لبنان في "استعادة استقلاله عن سوريا"، وأكّد المندوب الأميركي جون بولتون أن قراراً جديداً عن مجلس الأمن "ضروري من أجل التركيز على الفشل السوريّ في الالتزام بالقرار 1559". أمّا المندوب الفرنسي جان مارك دو لا سابيليير فأمل أن يكون نصّ القرار جاهزاً مطلع الأسبوع المقبل، واعتبر أنّ "نشاطات الميليشيات والتدخّل في شؤون بلد آخر، أمور مقلقة"، مشدّداً على أنّ "على سوريا مساعدة لبنان في تطبيق ما بقيَ من القرار 1559". وفيما أوضح مصدر في المنظمة الدولية أن مشروع القرار الذي تعدّه فرنسا يتعلّق ب"ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وتبادل التمثيل الديبلوماسي"، قال الناطق باسم الخارجيّة الأميركية آدم إيرلي إنّ "على العالم مواصلة محاسبة سوريا إلى أن تستجيب بالكامل للمطالب المتعلقة بتدخلها في لبنان". وتابعت "المستقبل" تقول , لقد أكّد المبعوث الدولي لمراقبة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، أنّ هذا القرار الدولي "هو في الواقع الأداة الداعمة للتطبيق الكامل والنهائي لاتفاق الطائف". وفي حديث إلى برنامج "كلام الناس" على شاشة ال"ال.بي.سي"، لفت لارسن إلى أنّ "أعضاء مجلس الأمن يقرّرون ما الذي يريدون أن يضعوه، إمّا في بيان رئاسي يجب أن يحظى بالإجماع، أو في قرار صادر عن مجلس الأمن". وإذ أوضح أنّ "القرار 1559 واضح ويدعو إلى انتخابات رئاسيّة حرّة"، رأى أن الطريقة الوحيدة بالنسبة إلى بند "الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية" تكمن في "دمج مقاتلي "حزب الله" في الجيش فيغدو هناك جيش واحد ومقاومة واحدة تحت إدارة ديموقراطية لحكومة منتخبة". وفي ما يتعلّق بمزارع شبعا قال إنّ "المهمّ أن يكون لدى الأمم المتحدة موقف موحّد من حكومتي البلدين حول هذا الموضوع. ونحن بحاجة إلى خارطة تحدّد لنا بالضبط عمّا نتكلّم وإلاّ حتى الآن فإنّ المزارع تحت القرار 242(..)". وفي تصريحات لقناة "العربية" قال لارسن في معرض التعليق على اعتزام فرنسا تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن حول ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، ان "مجلس الأمن لم يتخذ قراره بعد تجاه المقترح، وإنه تجرى حالياً مناقشة بين أعضاء المجلس"، لافتاً إلى أن أعضاء المجلس أبدوا ترحيباً ودعماً كبيرين للمشروع. وفي وقت بدا أن الحوار اللبناني على سباق بين التعطيل السوري والمباركة الدولية، برز أمس موقف لافت للسفير الأميركي جيفري فيلتمان الذي زار البطريرك المارونيّ نصرالله بطرس صفير لإطلاعه على نتائج زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى واشنطن. وقال فيلتمان إنّ "بلدي يتطلّع بشوق لدعوة رئيس جمهورية لبناني إلى واشنطن يكون منتخباً وفقاً للدستور اللبناني وممثلاً لمستقبل لبنان وليس ماضيه"، وأضاف أنّه "بعد ثلاثين سنة من الاستعمار، نأمل أن ينتهي التدخّل السوريّ المتوالي في لبنان(..)". وفي موضوع مزارع شبعا، أوضح رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أنه طلب من كوفي أنان "أن يبلغنا كيف يمكن للأمم المتحدة أن تبيّن لنا الطريقة لتثبيت لبنانيّة مزارع شبعا وتحديدها بحسب ما تقتضيه قوانين الأمم المتحدة، أي كيف يمكن للمزارع أن تكون لبنانيّة لدى أمين السجل الدولي أي الأمم المتحدة؟"، ودعا إلى "الكفّ عن اللفّ والدوران"، لافتاً إلى أنّ "أنان وعدنا بجواب بعد أن يستشير الجهات القانونية التابعة له(..)". واشارت "المستقبل" الى انه عشية جلسة الحوار، وفيما أعلن حصول لقاء جمع رئيس مجلس النواب رئيس "حركة أمل" نبيه برّي والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر
الله في حضور معاونيهما تمّ خلاله تناول جدول أعمال طاولة الحوار "ولا سيما بندَي رئاسة الجمهورية واستراتيجية الدفاع الوطني"، قال وزير العمل طراد حمادة إنه "في ظل الوضع السياسي الراهن لا يمكن المغامرة بالقطيعة أو وقف الحوار قبل الوصول إلى النتائج المتوخاة(..)". أما عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن فأكد من ناحيته أن "ملف الرئاسة صعب وشائك(..)، والمطلوب من فرقاء 14 شباط التعايش مع الرئيس إميل لحود". وإذ لفت إلى أن التفاهم على الخلف كان يجب أن يسبق البحث بالتغيير الرئاسي، أشار إلى أنّ "التفاهم على الخلف سيكون مطلوباً بعد عام ونصف لأنه ليس لدى أيّ من الأطراف نسبة الثلثين من أعضاء مجلس النواب لتأمين النصاب لانتخاب الرئيس(..)". من جهة أخرى، اعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة أن "غداً (اليوم) محطة جديدة في الحوار وليس المحطة الأخيرة"، وقال "لا أظن أن أحداً من الأطراف سيأتي وفي ذهنه اقفال الباب"، مضيفاً أنه "لا بد من أجل لبنان أن يبقى الحوار مفتوحاً". ورداً على سؤال أوضح حمادة أنه "سيظهر غداً ما إذا كان التراجع (الذي أبداه بعض الأطراف حيال عدد من المطالب) لفظياً أو تكتيكياً أو آنياً(..)". ورأى أن "ملف سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية سيفتح غداً (اليوم) للمرة الأولى"، وقال "ما دام التحقيق الدولي مستمراً، أنصح جميع الذين عادوا إلى الظهور بالبقاء في مخابئهم السابقة(..)". وفي السياق نفسه، توقّع النائب فارس سعيد "استمرار حلقات الحوار لبحث البند الثاني حول سلاح المقاومة".
ـ الشرق ـ
قالت "الشرق" ان عشية انعقاد جلسة الحوار الوطني اليوم في المجلس النيابي للبحث في موضوعي رئاسة الجمهورية واستراتيجية الدفاع عن لبنان، برزت معطيات رسخت الاقتناع ببقاء رئيس الجمهورية اميل لحود مدة الولاية المتبقية له، الا اذا حصلت مفاجآت تعيد خلط الأوراق. وفي هذا السياق، رجحت مصادر مطلعة الا يستغرق البحث في موضوع الرئاسة وقتاً طويلاً ليتسنى الانتقال الى موضوع سلاح المقاومة، الا في حال اعلان رئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ترشيحه الى رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار، والطلب من "قوى 14 آذار" تسمية مرشحها، وذلك في محاولة لحشر هذه القوى التي لم تتفق بعد على مرشح واحد، فضلاً عن ان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لن يسير بأي مرشح قبل تنفيذ ما اتفق عليه في جلسات الحوار السابقة بشأن ترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية مع سورية، واخراج السلاح الفلسطيني الموجود خارج المخيمات من لبنان، وحل مسألة المقاومة عبر دمج عناصرها بالجيش ليكون الرئيس المقبل قوياً حسب رأيه. الا ان المشكلة في هذا الملف لا تكمن فقط في من يخلف لحود، بل تتعدى هذه المسألة برأي الفريق المقابل ل"قوى 14 آذار" الى ما هو ابعد والذي اصطلح على تسميته بأزمة الحكم، ما يعني ان المشكلة تشمل الى رئاسة الجمهورية، الموضوع الحكومي وعمل المؤسسات الدستورية ككل، الأمر الذي سيجعل النقاش شائكاً ومعقداً. وكان عقد مساء اول امس لقاء بين قيادتي حركة "امل" و"حزب الله" في مقر الامانة العامة للحزب بحارة حريك حضره رئيس مجلس النواب نبيه بري يرافقه النائبان ايوب حميد وعلي حسن خليل، وعن حزب الله امينه العام السيد حسن نصر الله والمعاون السياسي الحاج حسين الخليل ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وجرى عرض شامل للتطورات والمستجدات المحلية والاقليمية، وناقش المجتمعون البنود المتبقية على جدول اعمال طاولة الحوار الوطني وخصوصاً المتمثلة ببندي رئاسة الجمهورية واستراتيجية الدفاع الوطني. وأكد الطرفان بحسب بيان صادر عنهما على "ايلاء الوضعين الاجتماعي والمعيشي الأهمية القصوى على رغم كل التجاذبات السياسية، وعلى ان تضطلع الحكومة كما بقية المؤسسات العامة بدورها الكامل للوقوف على متطلبات ومصالح الناس". وعشية الجلسة، دخل ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن على الخط معلناً انه اجرى اتصالاً هاتفياً صباح امس بالرئيس بري وهنأه "على مبادرته وعلى العمل الكبير الذي انجز حتى الآن من خلال الحوار". ورأى رود لارسن في مقابلة مع محطة ال"ال.بي.سي" ضمن برنامج "كلام الناس" "ان الحوار يجب ان يكون موجهاً من خلال اتفاق الطائف والقرار 1559 الذي هو الأداة التنفيذية لتطبيق الاتفاق المذكور". وعن موضوع رئاسة الجمهورية ذكّر رود لارسن بموقفه بأنه "ما من رئيس يجب ان يمدد له بعد ولايته"، وقد نقل هذا الموقف الى مجلس الامن الذي يعود له ان يقرر، إما في بيان رئاسي يحظي بالاجماع او عبر قرار يصدر في هذا الشأن، "لافتاً الى ان القرار 1559 واضح في هذا الموضوع، وهو يدعو الى انتخابات حرة ونزيهة، لكنه أمل في ان يعالج هذا الموضوع من قبل اللبنانيين انفسهم من خلال الحوار". وعن مسألة سلاح المقاومة اشار رود لارسن الى "ان جميع الميليشيات اللبنانية دمجت في الجيش اللبناني من خلال القيادة الحكيمة لقائد الجيش آنذاك الرئيس اميل لحود" آملاً في ان يتكرر هذا الامر مع "حزب الله" معتبراً ان هذه هي الطريقة الوحيدة لحل هذه المسألة. وجدد رود لارسن دعوته الى لبنان وسورية لترسيم الحدود بينهما، ولا سيما في مزارع شبعا التي اعتبر انها تخضع للقرار 242. كذلك كان للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان موقف من رئاسة الجمهورية يندرج في جانب منه ضمن موقف واشنطن المعروف من لحود، وفي جانب اخر جاء كتطمين للطائفة المارونية خصوصاً وللمسيحيين عموماً بعد تجاوزهم لمصلحة طوائف لبنانية أخرى. فقد اعلن فيلتمان عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير في بيان مكتوب ان الوفد الذي رافق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى الولايات المتحدة "والمؤلف من مسيحيين ومسلمين ترك انطباعاً ممتازاً لدى الرئيس جورج بوش وآخرين"، معتبراً انه "عكس غنى طوائف لبنان وتنوعها والتزام لبنان اتفاق الطائف". وقال فيلتمان انه "بالاضافة الى زيارة رئيس الوزراء، فان بلدي يتطلع بشوق الى دعوة رئيس جمهورية لبنان الى واشنطن يكون منتخباً بحرية وفقاً للدستور اللبناني وممثلاً لمستقبل لبنان وليس لماضيه" متمنياً ان يأتي هذا اليوم قريباً. ووسط هذا التجاذب حول رئاسة الجمهورية، دعا لحود في موقف مفاجىء "القيادات اللبنانية الى فتح صفحة جديدة من التعاون والتضامن يكون هدفها العمل يداً واحدة من اجل مصلحة اللبنانيين". واعتبر لحود قبل دخوله الى جلسة مجلس الوزراء "ان لا مصلحة لأحد في حصول خلافات، واليد الواحدة لا تصفق لوحدها، الأمر يحتاج الى التعاون". وفي حين لم يعلق الرئيس السنيورة على هذه ال
دعوة وصف وزير الاعلام غازي العريضي موقف لحود بـ"الأمر الجيد"، ولفتت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض الى "ان موضوعنا مع رئيس الجمهورية ليس له اي طابع شخصي وهو مرتبط باكتمال استقلالنا وسيادتنا وليبرهن لنا العكس". وانعكست هذه المواقف على جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها لحود، حيث شهدت نقاشات هادئة ولم يجر فيها البحث بالشؤون السياسية باستثناء اطلاع السنيورة المجلس على اجواء لقاءاته في واشنطن ونيويورك. واوضح السنيورة انه طلب من الادارة الأميركية الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا، وتقديم معدات وتجهيزات للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وتدريب العناصر، والمشاركة في المؤتمر الداعم للبنان. ولفت السنيورة الى انه بالنسبة للأمر الأول "كان استماع جدي وتفهم كامل للقضية اللبنانية ولم يكن هناك التزام بالانسحاب من قبل الولايات المتحدة، فالأرض بالنسبة اليهم غير لبنانية". وبعد الجلسة اكد السنيورة ان زيارته لواشنطن ليست استبدالاً لزيارة دمشق، مؤكداً ان رغبته بالذهاب الى سورية ما زالت قائمة ولم تتغير، لأن موقفنا لم يتغير شعرة واحدة. وكان مجلس الوزراء درس جدول اعمال عادياً، وأقر مشروع قانون يرمي الى تسوية المخالفات على الأملاك البحرية. على صعيد آخر، رد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على محاولة بعض السياسيين تحميل المصارف الجزء الكبير من الدين العام، موضحاً ان "الدين الناتج هو قرار من الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها". ولفت سلامة خلال مؤتمر صحافي عقده رئيس مجلس ادارة شركة "كونفكس انترناشونال" رفيق زنتوت للاعلان عن ملتقى رجال الأعمال اللبناني - العماني الى "ان حصة المصارف من الدين العام انخفضت من 70 في المائة الى 45 في المائة في خلال السنوات الماضية، ومن ناحية اخرى فان الفوائد التي تقبضها المصارف جزء منها تبقى معها وتدفعها الى المودعين، كما ان عملية السندات هي عملية شفافة بمعنى ان كل المصارف قادرة على شراء هذه السندات وحجم كل مصرف هو من حجم ودائعه بالليرة اللبنانية". واعتبر انه "لا يمكن للدولة اللبنانية الاستدانة ثم تعود الى معاقبة المصارف التي اقرضتها"، واعلن انه طلب من مديرية العمليات المالية في مصرف لبنان جدولاً بحصة المصارف من الدين العام وارباحها من الفوائد بهدف اخراج هذا الموضوع من الجدل القائم حالياً.
ـ البيرق ـ
قالت "البيرق" ان اليوم هو يوم الفصل في تحديد مستقبل الحوار . وعشية عودة المتحاورين الى طاولة الحوار , بدا واضحا من مواقفهم انهم باتوا مسلمين بان لا مجال لتنحية رئيس الجمهورية , وانه سيكمل ولايته حتى نهايتها , على رغم الموقف الذي عبر عنه السفير الاميركي جيفري فيلتمان امس لدى زيارته البطريرك صفير من ان بلاده تدعو الى انتخاب رئيس لبناني للمستقبل . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" انه في حال توقف الحوار فان الوضع الحكومي سيكون محور نزاع بين قوى 14 شباط وقوى 8 آذار وحلفائها . وتوقعت المصادر ان تكون مقدمة هذا النزاع تحركات عمالية في الشارع تنطلق بدعم قوى سياسية اساسية لها مصلحة في حصول تغيير حكومي يفضي الى تشكل حكومة تشارك فيها جميع القوى السياسية , وتعمل لاجراء انتخابات جديدة . لكن هذه المصادر اكدت ان اللجوء الى الشارع لفرض التغيير سيكون في حال لم تتجاوب الاكثرية مع الراغبين في التغيير . في اي حال , فان الاجواء الهادئة التي سادت جلسة مجلس الوزراء عصر امس قد تنسحب على جو الحوار اليوم في حين اكد الرئيس لحود وجود فرصة ذهبية للقيادات للتلاقي على ما يضمن مستقبلا آمنا ومستقرا للبنانيين . وعلمت "البيرق" ان لقاء انعقد بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله , وقد كشف النقاب عن لقاء انعقد ليل اول من امس بين الرئيس بري والسيد حسن نصرالله جرى خلاله تنسيق المواقف استعدادا للحوار . الى ذلك فان االبارز في جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت امس برئاسة الرئيس لحود كان مشروع قانون الاملاك البحرية الذي اخذ حيزا واسعا من النقاش قبل اقراره واحالته الى مجلس النواب الذي سيضع يده على المشروع ويشبعه نقاشا لاقرار صيغة مصيره . واخيرا اعلن وزير العدل شارل رزق ان لبنان سيطلب تمديد عمل لجنة التحقيق الدولية لمدة سنة اضافية نظرا لصعوبة المهمة ودقتها.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018