ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم السبت 1 نيسان/ أبريل 2006
جولتنا الصباحية لهذا اليوم على تعليقات الصحف اللبنانية تنطلق مع صحيفة الديار التي عنوانت مانشيتها بالتالي:
"بري يلملم الوضع ويحضّر لجلسة حوار هادئة يوم الاثنين"
"سفراء الدول الكبرى والعربية دخلوا على الخط وطلبوا التهدئة"
"ما جرى في مجلس الوزراء لن يتكرر والا فالإنفجار الكبير قادم"
حصلت "الديار " على معلومات هامة، حيث تحرك سفراء الدول الكبرى، فرنسا واميركا وروسيا والدول العربية، خاصة مصر والسعودية بشكل كبير لمنع انفجار الازمة في لبنان. ولبى الجميع النداء، وابلغت الاكثرية الحاكمة الدول العربية والكبرى انها ستبقى تحت سقف الانتقاد الكلامي المقبول دون تكرار ما حصل في جلسة الخميس الماضي للحكومة اللبنانية. كما علمت "الديار " ايضاً ان ما حصل يوم الخميس لن يتكرر، لانه سيؤدي الى انفجار داخل قاعة مجلس الوزراء، وربما اذا تكررت الامور سيكون الاجتماع الاخير للحكومة وفق مصادر عديدة على مستوى كل الاطراف. وقد حصل السفراء في هذا الاطار على اجوبة من الجميع بعدم تكرار ما حصل.
الرئيس بري قام بنشاط كبير، واجرى اتصالات مع كافة القوى، وتلقى اتصالات عديدة من اعضاء هيئة الحوار، وحصل اتفاق على ان تكون جلسة يوم الاثنين للحوار جلسة هادئة. واذا نجحت هذه المساعي وكانت جلسة الاثنين هادئة، فان ذلك يمهد لجلسة للحكومة، ولكن ليس في الاسبوع ذاته انما في الاسبوع الذي يليه، حيث ينعقد مجلس الوزراء برئاسة لحود، وتكون الامور قد عادت الى بعض الاستقرار. الرئيس بري الذي تلقى اتصالات ايضاً من العماد عون وسعد الحريري، واجرى اتصالات مع باقي الاطراف، توصل الى تهدئة معقولة، حيث بات الحوار الداخلي قريباً من جو هادئ ومن بحث جدي للنقاط الاساسية. الا ان الحوار لن ينطلق بوتيرة سريعة، بل بصورة جدية وبهدوء ولكن في عمق الامور. كما رأى المراقبون، انه في اطار الصراع الحاصل، فقد لعب العماد عون دوراً بارزاً في التنبيه الى خطورة الوضع ، واظهر درجة عالية من التحلي بالمسؤولية والعمل على التهدئة.
واضاف المراقبون انه ضمن اكثرية 14 شباط، فان الدكتور سمير جعجع هو الاكثر انسجاماً مع موقفه، حيث يلتزم وزيره بعدم حضور جلسات مجلس الوزراء، فيما يحضر وزراء الاكثرية ويلجأون الى اساليب لتعطيل الجلسات دون ان يكون لذلك فائدة. الهزّة التي احدثتها مهزلة جلسة مجلس الوزراء بقيت ارتداداتها دون مستوى الانفجار الامر الذي يؤكد ان هناك اتجاهاً للململة الوضع قدر الامكان قبل العودة الى طاولة الحوار بعد غد الاثنين. وبدا واضحاً من خلال المواقف ان لا خيارات سوى العودة الى الحوار غير ان ذلك لا يعني ان جلسة الاثنين ستكون منتجة او ستسفر عن نتائج ملموسة وايجابية في ظل هذا التباعد في المواقف. واذا كان هناك مناخ خارجي وداخلي يميل الى التهدئة وعدم الذهاب في التصعيد الى التفجير، فان ما حصل في الخرطوم وفي مجلس النواب والوزراء يؤكد ان النقاش حول بند رئاسة الجمهورية على طاولة الحوار سيبقى في حلقة مفرغة، الامر الذي يعني تعليق هذا الحوار الى اواخر نيسان المقبل بعد عودة الرئيس نبيه بري من تركيا وايران حيث سيشارك في مؤتمرين برلمانيين. وحسب مصادر مطلعة فان الرئيس بري الذي تحرك مساء اول امس بعدما حصل في مجلس الوزراء للملمة الوضع اجرى مزيدا من الاتصالات والمساعي امس من اجل تحقيق هذا الامر استباقاً لجلسة الحوار.
وقالت المصادر ان الجميع يرغبون في الذهاب بعد غد الى طاولة الحوار، مشيرة الى ان هذه الرغبة نابعة من اسباب عديدة اهمها ان لا بديل عن الحوار لا سيما بعد كل ما حصل في مؤسسة مجلس الوزراء. وتباينت التوقعات فرأت مصادر سياسية ان جلسة الاثنين ستشهد سخونة في النقاش بينما رأت مصادر اخرى ان المشهد الحواري لن يختلف وان كل ما حصل ويحصل خارج الحوار سيتحول الى اجواء مشابهة لتلك التي سادت في الايام السابقة. وغداة ما حصل في مجلس الوزراء اسف الرئيس لحود بشدة للانحدار الحاصل في مستوى التعاطي والتصرف غير المسؤول من جانب ما يسمى بفريق الاكثرية الذي لا يفعل سوى الامعان في تقويض الاستقرار وتعطيل شؤون الحكم والدولة والتنكر للقضايا الوطنية وتغليب المصالح الخاصة والسياسات الضيقة.
وقد استقبل لحود امس الوزيرين محمد فنيش وطراد حماده اللذين جددا الاشادة بمواقف رئيس الجمهورية تجاه المقاومة واستغربا "بعض المواقف التي هي اقل من البيان الوزاري ورأى فنيش ان في ذلك خروجاً "على ما اتفقنا عليه في البيان الوزاري اضاف: ليس من مهمة الحوار الوطني ان يكلف رئيس الحكومة وهذا لم يحصل واذا شدد فنيش على انجاح عملية الحوار قال "الحوار الوطني لا يعني ابدا ان نتنكر لطبيعة صراعنا مع العدو الاسرائيلي ولا يعني ان نتخلى عن مقاومتنا وحول الخطوات بعد الذي حصل في مجلس الوزراء قال: لم يكن ما حصل لائقا، ولم يكن من داع لمثل هذه التصرفات. مجلس الوزراء هو المؤسسة التي ينبغي ان يلتقي حولها جميع المشاركين في الحكومة للنقاش حول مختلف القضايا، بعيدا عن وسائل الاعلام وعن هذا الاسلوب بالتجريح، مع استمرار احترام المواقع واتباع الاصول في التعاطي مع مؤسسات النظام الدستوري، لانه عندما يكون هناك مثل هذا الخطاب ومثل هذا الاسفاف في تناول هكذا مواقع، فانه لن يبقى موقع في نظامنا السياسي بمنأى عن مثل هذه المخاطر، وهذا ضرر كبير على مستوى البلد واستقراره.
وتابعت "الديار" تقول انه من جهته حاول رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس التخفيف من حدة الموقف وردود الافعال بعد الذي حصل في مجلس الوزراء وشددت مصادره على ضرورة التركيز على اعادة الامور الى نصابها، داعية الى الفصل بين المواقف السياسية ومصالح الناس، والعمل بكل الاتجاهات لتجاوز المشكلات الراهنة لان للحكومة مسؤوليات تجاه المواطنين اذ يجب الفصل بين المواقف السياسية ووجهات النظر المختلفة وبين مصالح الناس التي يجب الا تغيب عن اهتمامات المسؤولين. واملت المصادر ان يكون ما جرى حادثاً عابراً يعيد الجميع الى "جادة الصواب والتركيز على الشؤون الملحة.
ورأت مصادر رئيس الحكومة ان القضايا المطروحة يمكن الاتفاق عليها بالتفاهم والحوار واعتبار ان كل الاطراف يحظون بنفس الدرجة من الوطنية. ولفت امس كلام السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان بعد زيارته البطريرك صفير الذي كرر دعم بلاده للبنان وقال: "ستبقى الولايات المتحدة تلعب دوراً مسؤولاً وناشطاً بصفتها صديقة مخلصة للشعب اللبناني بخلاف ادعاءات البعض بالصداقة للبنان، علاقتنا بلبنان مبنية على الاحترام المتبادل ومعبر عنها من خلال الاعتراف الدبلوماسي بلبنان اضاف: "اننا متشجعون بقيام الحوار الوطني وبالعمل الذي كرسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحكومته لتطوير اصلاحات شاملة وذات مصداقية وقالت مصادر قريبة من حزب الله تعليقاً على ما حصل في مجلس الوزراء ان ليس امام الاكثرية خيارات كثيرة فهي متمسكة بالحكومة اكثر من اي وقت مضى بعد الانتكاسات التي تعرضت لها.. اضافت ان لا احد، بمقدوره الاستمرار في اللجوء الى مناخات السلبية وبالتالي اخذ البلاد الى توترات سياسية جديدة. وحول ما يمكن ان يحصل على طاولة الحوار قالت المصادر ان الجميع ذاهب للحوار، وما حصل في الساعات الماضية بعد تطيير جلسة مجلس الوزراء يشير الى تهيئة الاجواء ولملمتها تمهيداً لمعاودة الحوار. وقالت المصادر ان ما حصل في قمة الخرطوم يظهر ان البعض اراد تحقيق انتصارات وهمية وهذا ادى الى تخطي رئيس الحكومة عن موقعه كرئيس للحكومة، وهذا شيء خطير في كل المقاييس وبالتالي عدم توضيح الامور يعني ان رئيس الحكومة لم يعد يشكل سقفاً لجميع الاطراف. وعن دور الرئيس لحود بعد الذي حصل قالت المصادر عندما يواجه رئيس الجمهورية خصوماً يفتقدون للحكمة السياسية والنفس الطويل وتتحكم بهم الانفعالات فمن الاكيد انه في موقع مريح جداً وبالتالي فهو مطمئن الى المرحلة المقبلة.
وعلقت مصادر قصر بعبدا لـ"الديار" على كلام النائب وليد جنبلاط في مقابلته التلفزيونية بالقول بان النقاش السياسي هو مصان وخاضع للنقاش كوننا في بلد ديمقراطي، اما الشكل واستعمال النعوت والصفات الوقحة فانها تدخل في لحظات الهذيان. وحول اتهام الرئيس لحود بانه يعرقل تعيين العضو الماروني في مجلس القضاء الاعلى فان المصادر كشفت انه تم اقتراح اكثر من اسم على رئيس الجمهورية الذي وافق على احد هذه الاسماء ليكون عضوا في المجلس الا انه ومنذ اكثر من شهرين تاريخ حصول هذا الاتفاق لم يصل المرسوم الى رئاسة الجمهورية للتوقيع عليه. وذكرت مصادر بعبدا انها لا تعرف السبب الذي على اساسه لم يصل المرسوم الى بعبدا.
صحيفة السفير:
التعليق السياسي لصحيفة "السفير" جاء تحت عنوان: "حزب الله" يجدّد الإشادة بمواقف الحريري وبري يؤكد استئناف الحوار "في مكانه وزمانه وأشخاصه"
السنيورة : سأبادر في اتجاه دمشق وحماية المقاومة قناعتي
المفتي قباني يحمل على "المزايدين" ويحذر من "الانقضاض" على رئيس الحكومة
"الحوار في مكانه وزمانه وأشخاصه".
بهذه العبارة طمأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري المتخوفين من احتمال انفراط العقد الحواري، وقال لـ"السفير" إن المؤتمر سيعقد يوم الاثنين المقبل "بالتأكيد... بالتأكيد... بالتأكيد". وهذا الموقف عبّر عنه أيضا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بقوله ل"السفير" إن الحوار مستمر، وانه مصمم أيضا على العمل على إعادة فتح قناة اتصال مع سوريا، برغم كل ما حصل، لقناعته بأن لا خيار غير علاقات أخوية مع سوريا، وربما ستكون له مبادرة في هذا المجال خلال الأسبوع المقبل في ضوء ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار، وقال إن سوريا صاحبة مصلحة في لبنان العربي السيد المستقل المعافى وليس لبنان التابع، مؤكدا انه عندما يدافع عن حماية المقاومة ولبنان إنما يمارس قناعاته ولا يمالئ او يساير أحدا. هذا المناخ الحواري الايجابي، ترافق مع تأكيد أوساط كل من بري والسنيورة على مساع حثيثة تبذل من اجل اللملمة، ما يشير إلى اتصالات ولقاءات في غضون الساعات الثماني والأربعين التي ستسبق عودة المتحاورين إلى ساحة النجمة، وجاءت في هذا الاطار زيارة قام بها النائب علي حسن خليل الى النائب سعد الحريري موفدا من الرئيس بري، من دون أن تبرز معطيات جديدة تشير إلى إمكان إحداث اختراق سياسي في حالة التوازن السلبي التي تحاصر الملف الرئاسي المفتوح. وفيما قالت اوساط بري انه تلقى اتصالات من جميع قادة الحوار يؤكدون فيها مشاركتهم في الحوار بعد غد الاثنين، فإن التواصل ظل قائما بين قريطم وحارة حريك عبر "القنوات التقليدية" الدائمة، ولو ان المنابر الاعلامية للجانبين ظلت محافظة على وتيرة التسخين في الساعات الاخيرة.
وفي هذا الاطار، بدا ان ثمة رغبة بتقطيع الوقت، قبيل انطلاق الحوار، باستمرار المشهدية التي ميّزت جلستي مجلسي النواب والوزراء، فضلا عن استمرار تداعيات "اشتباك الخرطوم"، خاصة على خلفية ما أوردته الزميلة "المستقبل" أمس على لسان مصادر في "تيار المستقبل" لجهة استغرابها عدم إشادة ممثلي المقاومة بمواقف النائب سعد الحريري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من قضية المقاومة"، وذلك في معرض الاحتجاج على الزيارة التي قام بها وفد كبير من كتلة الوفاء للمقاومة إلى رئيس الجمهورية لشكره على مواقفه في قمة الخرطوم ومبادرة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إلى الاتصال بلحود للغاية نفسها. ولوحظ انه لليوم الثاني على التوالي، زار وفد ثان من "حزب الله" ضم الوزيرين محمد فنيش وطراد حمادة، القصر الجمهوري، وأشاد بمواقف لحود، آخذا على رئيس الحكومة انه لم يكلف من مؤتمر الحوار بطرح موضوع المقاومة في قمة الخرطوم، وان ما قام به هو خروج عن البيان الوزاري.
وفي هذا السياق، قالت أوساط رئيس الحكومة لـ"السفير" انه بدل صعود نواب ووزراء "حزب الله" إلى قصر بعبدا لـ"شكر" لحود على موقفه "ألم يكن من الحكمة الاتصال به (أي السنيورة) للوقوف مباشرة على حقيقة موقفه، الذي يعتبره الأجدى لبنانيا لأن "السمكة إذا نشفت المياه من حولها تموت؟".
وقد رد المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين خليل على ذلك بالقول لـ"السفير" إننا مختلفون مع رئيس الحكومة و"تيار المستقبل" حول الموقف من رئاسة الجمهورية، لكن ما قاله النائب سعد الحريري عن المقاومة مراراً لم يتغيّر ولم يتبدل وكانت مواقفه دائماً ممتازة ورؤيته واضحة وموضع تقدير دائم من قيادة "حزب الله" وجمهوره، وهو الأمر الذي عبّرنا عنه في أكثر من مناسبة.
وأضاف: "كل شيء كان يخطر ببالنا في ضوء قرار مشاركة رئيس الحكومة بقمة الخرطوم، لكن ما لم يخطر ببالنا للحظة واحدة انه ستكون هناك مشكلة بين رئيسي الجمهورية والحكومة على موضوع المقاومة، خاصة في ظل الإجماع العربي، لذلك اعتبرنا أن ما حصل كان مفاجئا للغاية لا بل لم نصدق ما سمعناه، والانكى انه عندما طولب رئيس الحكومة بتوضيح موقفه من قبل الصحافيين في الخرطوم تحدث عن معطيات مستجدة على البيان الوزاري لحكومته، ولذلك كان من المفترض برئيس الحكومة أن يعيد أمام المجلس النيابي التأكيد على مضمون البيان الوزاري الذي يحكم وحكومته باسمه وباسم الثقة الممنوحة له من غالبية المجلس النيابي، وهذا ما لم يحصل".
وتعليقا على عتب أوساط رئيس الحكومة، قالت مصادر قيادية بارزة في "حزب الله" لـ"السفير" انه بعد انفراط عقد جلسة مجلس الوزراء، بادر الوزراء الشيعة الاربعة الى طلب عقد خلوة مع رئيس الحكومة لاستيضاح موقفه مما حصل في الخرطوم، لكنه ظل متمسكا بأن ما اقدم عليه كان لمصلحة المقاومة، وذلك على الطريقة نفسها التي حصلت في مجلس النواب اذ "بدل ان يكحلها عماها"، داعية الى وضع الامور في نصابها الصحيح والى استكمال عملية الحوار. وعلمت "السفير" ان رئيس الحكومة تلقى مراجعات من عدد كبير من وزراء ونواب الطائفة السنية الحاليين والسابقين، على خلفية ما جرى في جلسة مجلس النواب، حيث اعتبروا ان ما جرى "كان مخالفا لكل الأصول في العلاقة بين رئيسي السلطتين التشريعية والتنفيذية، وبالتالي كان يفترض برئيس المجلس ان يعطي فرصة لرئيس الحكومة لتوضيح موقفه".
ومن ابرز المتصلين بالسنيورة، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الذي أسف لما حصل في جلستي مجلسي النواب والوزراء، معبرا عن ثقته وتقديره لمواقف السنيورة وحرصه في الخرطوم "على أن يعطي المقاومة بعدا لبنانيا ووطنيا عاما وشاملا"، وقال قبيل مغادرته الى السعودية، ان رئيس الحكومة "لم يخرج عن البيان الوزاري إطلاقا، بل أكد حق المقاومة ولا تجوز المزايدة أبدا على موقفه في هذا الشأن". وأكد ان من غير الجائز "أن ندع آثار الخلافات تطغى على هذا الموضوع، وتأخذ منه فرصة للانقضاض على رئيس مجلس الوزراء الأمين على المقاومة أيضا والحريص عليها حرص اللبنانيين جميعا".
من جهته، قال السفير الاميركي جيفري فيلتمان في بيان مكتوب وزعه بعد لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير، امس، "نحن متشجعون بقيام الحوار الوطني وبالعمل الذي كرسه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وحكومته لتطوير إصلاحات شاملة وذات مصداقية"، وأضاف: "قلت للبطريرك إن لدينا ملء الثقة بأن الشعب اللبناني لديه الحكمة الكافية للتمييز بين المشادات اللفظية الرخيصة والنقاش المسؤول، وفيما تقوم الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بمعالجة التحديات التي تمكنهم من الانطلاق قدما بدلا من التراجع، يمكنهم الاعتماد على الدعم القوي وغير القابل للتفاوض من قبل الولايات المتحدة وشعبها".
كتبت "البيرق" في تعليقها لهذا ليوم تقول:
ان عين التينة كانت امس محور اتصالات نشطت في مختلف الاتجاهات بين الرئيس بري والقيادات السياسية في البلاد لتأمين انعقاد مؤتمر الحوار في موعده المقرر بعد غد الاثنين , بعيدا عن المضاعفات التي نجمت عما حصل في جلسة مجلس الوزراء وقبلها في مجلس النواب , وقبلها في قمة الخرطوم . وقد تقاطعت هذه الاتصالات مع المساعي السعودية والمصرية الرامية الى لملت الاوضاع في لبنان بعد الذي حصل وجو الاحتقان الذي نتج عن ذلك بما يوحي بان البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من التشنج الذي ان استمر سيقضي على كل ما انجز حتى الآن وصب في خانة الايجابيات .
وعلمت "البيرق" ان الاتصالات الجارية الداخلية منها والعربية اثمرت اتفاقا على انعقاد الحوار في موعده , بمعزل عما حصل وان الرئيس بري سيواصل اتصالاته اليوم وغدا لتأمين حضور الجميع وكذلك لانهاء "القطيعة" التي نشأت . في ظل هذه التطورات اعرب رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عن اسفه الشديد للانحدار الحاصل في مستوى التعاطي والتصرف غير المسؤول من جانب ما يسمى بفريق الأكثرية الذي لا يفعل شيئا سوى الامعان في تقويض الاستقرار وتعطيل شؤون الحكم والدولة والتنكر للقضايا الوطنية وتغليب المصالح الخاصة والسياسات الضيقة . والرئيس لحود الذي كان يتحدث امام زواره ناقش تداعيات جلسة مجلس الوزراء مع الوزيرين فنيش وطراد حماده اللذين قاما بما يمكن وصفه بزيارة تضامن مع الرئيس لحود الذي اختصره الوزير فنيش بالموقع الاساس في نظامنا السياسي . الى ذلك كشفت مصادر مقربة من قصر بعبدا تفاصيل سيناريو ما حصل في مجلس الوزراء مؤكدة انه كان مخططا له ومبرمجا من قبل "الاكثرية الوهمية" ولم يكن بالتالي ابن ساعته , بل سبقه اجتماع استكمل على غداء تم خلاله توزيع الادوار .
من جهته اسف البطريرك صفير لما حصل في الجلسة واصفا الأمر ب "التعتير" وسأل في دردشة مع الاعلاميين من هو الرابح او الخاسر يا ترى ؟ كذلك اسف الوزير السابق سليمان فرنجية لما حصل وقال ان الرأي العام يميز بين الصادقين والمنافقين وان الرئيس الحريري كان يتصرف بطريقة ذكية . بموازاة ذلك زار وفد من مفوضية العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي النائب العماد ميشال عون وجرى بحث في الاوضاع السياسية والملفات المطروحة وابرزها المقاومة ومزارع شبعا ورئاسة الحمهورية . الى ذلك كشف الرئيس عمر كرامي بعد لقائه الوزير عبد الرحيم مراد عن الانتهاء بنسبة 95% من انشاء جبهة وطنية موسعة مهمتها مواجهة وتصويب السياسة المهزلة للحفاظ على وحدة البلد واقتصاده , وشدد على ان الذين يدعون الاكثرية لا يمكن ان يستمروا في هذه السياسة الضالة والمضللة الى ابد الآبدين , معتبرا انهم يريدون ان ينفثوا احقادهم وان يحققوا اهدافهم واحلامهم على حساب قوت الشعب . وانتقد كرامي تصرفات الرئيس السنيورة في الشكل والمضمون بالقمة العربية متهما اياه بمخالفة الدستور والبيان الوزاري وقرار مجلس الوزراء الذي وافق على الذهاب الى الخرطوم بوفد واحد برئاسة الرئيس اميل لحود وليس بوفدين , مؤكدا استمرار الرئيس لحود برئاسة البلاد حتى آخر يوم من ولايته الا اذا اتفق الجميع على اقرار قانون انتخابي جديد تجري على اساسه انتخابات مبكرة يتحمل من يفوز بها القرارات المصيرية للبلد .
صحيفة الشرق:
من جهتها قالت صحيفة "الشرق":
ان الاتصالات نشطت بعيداً عن الأضواء للملمة ذيول الوضع المتوتر واحتوائه ولمنع انعكاسه على جلسة الحوار الخامسة المقررة بعد غد الاثنين. وقد أكد هذا التوجه معظم أطراف الحوار الذي يسلم الجميع بأنه الخيار الوحيد المتاح في هذه المرحلة مع اقتناعهم بانه لن يؤدي الى تحقيق ما يسعى إليه كل فريق من مشاريع. وبدا ان مسألة رئاسة الجمهورية، عقب التطورات الاخيرة التي بدأت في قمة الخرطوم، وانتقلت تداعياتها الى جلستي مجلسي النواب والوزراء اول امس، ازدادت تعقيداً خصوصاً بعد التفاف "حزب الله" وكتلته النيابية حول رئيس الجمهورية اميل لحود وذلك فضلاً عن موقفي البطريرك الماروني نصرالله صفير و"كتلة التغيير والاصلاح" من موضوع الرئاسة. وتبعاً لهذا الواقع رأى عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيّب ان ليس هناك سوى طريقة واحدة لإنهاء ولاية لحود وهي استقالته مشيراً الى ان صفير يرفض النزول الى الشارع أو تعديل الدستور لإنهاء الولاية الممددة".
ورأى شهيّب ان "المخرج على طاولة الحوار، وهو ان يتوافق الجميع على الاتيان برئيس جديد وتعديل الدستور ضمن مجلس النواب لإنهاء الولاية "مستبعداً "انفجار الحوار". لكن البارز وسط هذه الأجواء تحرك سريع للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان باتجاه البطريرك صفير مبدياً إعجابه بقيادته في هذه الفترة المهمة والمليئة بالتغييرات والتحديات من تاريخ لبنان... وأكد ان بلاده "ومن خلال علاقتها الثنائية بلبنان ودورها في المؤسسات الدولية مثل الامم المتحدة ستبقى تلعب دوراً مسؤولاً وناشطاً بصفتها صديقة مخلصة للشعب اللبناني بخلاف ادعاءات البعض بالصداقة للبنان (...)". وشدد على الالتزام الدولي بلبنان.. معرباً عن اعتقاده "بان هذا الالتزام يجب ان يوفر التشجيع للشعب اللبناني الذي يدرك بان الحرية والديموقراطية لا يمكن ان تستعاد بين ليلة وضحاها" وطمأن الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ان بإمكانهم "الاعتماد على الدعم القوي وغير القابل للتفاوض من قبل الولايات المتحدة وشعبها".
في غضون ذلك، تلقى الرئيس لحود دعماً جديداً لمواقفه من جانب "حزب الله"، وعبرت عن ذلك زيارة وزير الطاقة والمياه محمد فنيش ووزير العمل طراد حمادة. بعد اللقاء، وصف فنيش لحود بانه "رمز وحدة البلاد والموقع الاساس في نظامنا السياسي" معرباً عن أسفه انه "في الوقت الذي يقدر العرب على المستوى الرسمي موقع المقاومة ودورها، مبدين حرصهم على لبنان من منطلق دعم المقاومة، فاننا نجد بعض المواقف التي فوجئنا بها واستغربنا ان تكون أقل مما ورد في البيان الوزاري.. وحذر فنيش من إدخال البلد "في مغامرات ورهانات وحسابات خاطئة لا تخدم في النهاية إلا مصلحة العدو المتربص بهذا البلد" مشدداً على "ان الحوار الوطني لا يعني أبداً ان نتنكر الى طبيعة صراعنا مع العدو الاسرائيلي ولا يعني ان نتخلى عن مقاومتنا خصوصاً بعدما أجمع المتحاورون على هوية مزارع شبعا". إلا ان هذا الالتفاف حول لحود جوبه بانتقاد من نواب "كتلة المستقبل" الذين ذكروا بما قدمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري للمقاومة ووقوف تياره الى جانبها. وشدد النائب محمد قباني في بيان له على "انه اذا كان تيار المستقبل لا يطلب مقابل قناعاته الوطنية جزاء ولا شكوراً، فان هذا لا يلغي التساؤل عما اذا كانت المواقف المزايدة لرئيس الجمهورية لا تستحق من الاخوة في المقاومة الشكر العلني المتكرر، في حين يغيب اي تقرير ايجابي واضح تجاه المواقف المستندة الى قناعات تيار المستقبل ورئيسه".
وتابعت "الشرق":انه من جهة اخرى، تقدم وزير الداخلية والبلديات بالوكالة بادعاء مباشر لدى قاضي التحقيق في بيروت عبد الرحيم حمود ضد الرئيس لحود "في جرم التهديد بالقتل" على خلفية قول لحود له في مجلس الوزراء اول امس "اسكت احلى ما فتفتك". إلا ان القاضي حمود رد الدعوى لعدم صلاحية القضاء العدلي المطلقة سنداً الى المادة 60 من الدستور. ورأت مصادر ان هذا الامر كان معروفاً من الوزير فتفت ومحاميه إلا ان الخطوة جاءت في اطار تسجيل موقف سياسي ضد لحود.
صحيفة اللواء:
اما صحيفة "اللواء" فكتبت تقول:
ان الاتصالات الداخلية والمساعي العربية نشطت على أكثر من صعيد للملمة الوضع اللبناني من جديد، وإيصاله الى طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل، مرمّماً ومضمّداً لجراح الاشتباك الذي بدأ في الخرطوم وامتدت شظاياه، أمس الأول في بيروت، وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أحد المحاور الرئيسية لحركة الاتصالات والمساعي، في يوم طويل من المشاورات مع فاعليات سياسية وروحية، بقيت بعيدة عن الأضواء، أكد خلالها مواقفه الثابتة بالحفاظ على التماسك الداخلي والالتزام بما تمّ التوافق عليه في جلسات الحوار الأولى، مع التشديد على أن ما طرحه في الخرطوم كان من باب تعميم الالتزام بالمقاومة على المستوى الشعبي اللبناني كله، وليس حصره بفئة أو مجموعة معينة·
وعلمت "اللواء" أن الرئيس السنيورة الذي أطفأ محركاته، قد يعمد الى تكليف وفد وزاري مؤلف من الوزراء خالد قباني وجهاد أزعور وطارق متري القيام بزيارات الى المراجع والقيادات الروحية لشرح موقفه من التطورات الأخيرة، وإبلاغها حقيقة ما جرى في الخرطوم ومحاولات المزايدة، بحجة الدفاع عن المقاومة· وفي المقابل، نشطت الاتصالات أيضاً مع الرئيس نبيه بري لتطويق ردود الفعل على الكلمة التي ألقاها في مجلس النواب، وإبقائها في إطار الحرص على إقفال باب السجالات والخلافات حول ما جرى في الخرطوم، والحؤول دون تعريض الحكومة والحوار الى اصابات مباشرة، وابعادها عن كل التفسيرات الاخرى التي تضمنت اشارات سلبية احاطت بموقع رئاسة الحكومة، حسب ما ألمح الى ذلك الرئيس عمر كرامي، ولو من باب الانتقاد للرئيس السنيورة· ومن المتوقع ان يقوم سفيرا المملكة العربية السعودية ومصر عبد العزيز خوجة وحسين ضرار بسلسلة جديدة من الاتصالات مع مختلف الاطراف الفاعلة إلى طاولة الحوار، لتدارك اي اهتزاز بالمسيرة الحوارية ونتائجه الخطيرة على الوضع اللبناني·
واشارت اوساط رئيس المجلس النيابي إلى ان الرئيس بري اجرى امس سلسلة اتصالات مع عدد من القيادات السياسية كما جرت اتصالات مماثلة بين عين التينة وقريطم اكدت على ضرورة تجاوز ما حصل والعودة سريعاً الى طاولة الحوار·
وشددت هذه الاوساط على ان "الحوار ما زال في مكانه وزمانه وأشخاصه، ولا صحة لما يقال ان هذا الحوار وصل الى طريق مسدود، وأملت بأن يكون ما حدث "عبرة للجميع حتى لا يتكرر في المستقبل وينعكس على الوضع العام"· ولم يستبعد مصدر نيابي مشارك في الحوار، من ان تعجل الاجواء التي تخيم على الساحة الداخلية، في بت موضوع رئاسة الجمهورية في الجولة الخامسة للحوار يوم الاثنين المقبل، عبر اختصار الطريق وطرح الاسماء والمواصفات دفعة واحدة، من اجل وضع البلد على سكة الحلحلة من جهة، وتأمين عودة اجتماعات مجلس الوزراء من جهة ثانية، لأنه لا يمكن استمرار حال الشلل والجمود على ما هي عليه· لكن مصادر مطلعة اخرى، قالت أن مجرد انعقاد جولة الاثنين، هو إنجاز في حد ذاته، ويمكن ان تسهم في إعادة اجواء الحوار والتلاقي مجدداً، إذا كان متعذراً التوصّل الى تفاهمات حيال البندين المتبقيين، وهما رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، في ظل الاجواء السائدة حالياً·
واشارت "اللواء" الى ان اللافت على هذا الصعيد، التحرك الذي قام به سفير روسيا في لبنان سيرغي بوكين، الى الرئيس بري، مشدداً على اهمية الحوار اللبناني كمخرج وحيد لحلّ المشكلات العالقة، معرباً عن تفاؤله بفرص نجاح هذا الحوار، في الوقت الذي كان فيه السفير الاميركي جيفري فيلتمان يزور البطريرك الماروني نصر الله صفير، مؤكداً تشجعه بقيام الحوار، وبالعمل الذي كرّسه رئيس الحكومة اللبنانية وحكومته لتطوير اصلاحات شاملة ذات صدقية، معرباً عن ثقته بأن الشعب اللبناني لديه الحكمة للتمييز بين الهجومات اللفظية الرخيصة والنقاش المسؤول، في إشارة واضحة الى ما جرى في مجلس الوزراء· وحدد السفير الأميركي دعم واشنطن القوي للشعب اللبناني وحكومته، وقال ان "الولايات المتحدة ستبقى تلعب دوراً مسؤولاً وناشطاً بصفتها صديقة مخلصة للبنان بخلاف ادعاءات البعض بالصداقة للبنان"· وكان البطريرك صفير قد أسف لما حصل في مجلس الوزراء، واصفاً الامر ب " التعتير" ، وتساءل عمن هو الرابح او الخاسر بما جرى؟
في حين اعتبر مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ما حدث بأنه "تعبير عن ارادة منع التغيير وجذب اللبنانيين الى الوراء"· وقال في تصريح له، قبيل مغادرته المطار، متوجها الى المملكة العربية السعودية ومن ثم الى مصر للمشاركة في خمسة مؤتمرات: "ان رئيس الحكومة حرص في قمة الخرطوم على ان يُعطي المقاومة بعدا لبنانيا ووطنيا عاما وشاملا، ولم يخرج عن البيان الوزاري اطلاقا، بل اكد على حق المقاومة وعلى دعم المقاومة، ولا يجوز المزايدة ابدا على موقفه في هذا الشأن·· ولا يجوز ان ندع آثار الخلافات تطٌغى على هذا الموضوع وتأخذ منه فرصة للانقضاض على الرئيس السنيورة الامين على المقاومة والحريص علىها حرص اللبنانيين جميعا"· ودعا المفتي قباني في تصريح آخر "الى استمرار الحوار الذي هو باب الخير للبنانيين جميعا"، ولا يجوز مطلقا ان يتوقف الحوار لحظة واحدة بسبب التجاذبات وتداعيات ما حصل في مجلسي الوزراء والنواب"· واجرى المفتي قباني اتصالات مع كل من الرئيس السنيورة ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ووزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت وعرض معهم التطورات· يشار الى ان الوزير فتفت كان قد ادعى امس على الرئيس لحود بجرم التهديد بقتله امام قاضي التحقيق الاول في بيروت عبد الرحيم حمود الذي رد الدعوى لعدم صلاحية القضاءالعدلي، سندا للمادة 60 من الدستور التي تمنع ملاحقة رئيس الجمهورية اثناء قيامه بمهامه· واوضح فتفت في مقابلة مع المؤسسة اللبنانية للارسال ان توضيح رئاسة الجمهورية لم يقنعه، لان شكل وعيون الرئيس لحود كانت توحي بوجود اكثر من تهديد· مشيراً الى ان وزراء الاكثرية كانوا يريدون تسجيل موقف سياسي فقط لا غير، لكن الرئيس لحود هو الذي احتد وحاول منع الوزير مروان حمادة من الكلام، حسب ما حصل امام الاعلام· وانتقد فتفت طريقة التصرف مع الرئيس السنيورة في الخرطوم وفي مجلس النواب، كما استغرب تهديدات الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله بقطع رأس ويد وانتزاع روح من يريد نزع سلاح المقاومة بالقوة، وتساءل لمن يوجه هذا الكلام؟·
وقال اذا كان يوجهه الى الداخل فهو خطير جداً، لان السيد حسن كان دائماً يقول ان سلاح المقاومة لن يوجه الى الداخل، فإذا كان ثمة تغيير في الاستراتيجية فمن المهم ان نعرف ذلك على طاولة الحوار، فهذه الامور يجب ان تناقش· وتساءل عن زيارات الشكر المتكررة لقيادات "حزب الله" الى رئيس الجمهورية، لافتاً "الى ان دفاع الرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري وتيار "المستقبل" عن المقاومة في المحافل الدولية لم يقابل بأي شكر من الحزب، مشيراً الى ان موقف سعد الحريري امام البيت الابيض كان اصعب بكثير من موقف لحود في الخرطوم وهو يستأهل التهنئة اكثر بكثير من تهنئة لحود، وتساءل لماذا هذه الطريقة بالتعاطي والتصرف على الساحة الداخلية·
وقد ردت "العلاقات الاعلامية" في "حزب الله" على هذا الانتقاد، ان امينه العام لم يوفر في اكثر من مناسبة مبادلة ذلك بالترحيب والتقدير، مشيرة الى ان ما ذكر "لا يمت الى الحقيقة بصلة"· تجدر الاشارة الى أن وزيري "حزب الله" في الحكومة محمد فنيش وطراد حمادة، زارا امس الرئيس لحود في قصر بعبدا في زيارة وصفت "بالتضامنية"· وأوضح فنيش ان مجلس الوزراء "هو المؤسسة التي ينبغي ان يلتقي حولها جميع المشاركين في الحكومة للنقاش حول مختلف القضايا بعيداً عن وسائل الاعلام، وعن هذا الاسلوب بالتجريح، مع استمرار احترام المواقع واتباع الاصول في التعاطي مع مؤسسات النظام الدستوري"، مشدداً على ان الحكومة موجودة ولا يجوز تعطيل عملها، داعياً الى "إعطاء الحوار فرصة"·
اما مصادر بعبدا، فقد دخلت مجدداً على الخط لصب الزيت على النار، واعادت رواية ما حصل في جلسة مجلس الوزراء، من وجهة نظرها، واتهمت الاكثرية الوزارية النيابية، التي وصفتها "بالوهمية" بالتخطيط المسبق والمبرمج لنسف الجلسة، للرد على تداعيات نقاش الخرطوم وجلسة مجلس النواب تحت ذريعة الاحتجاج على ما تعرض له رئيس الحكومة· كما اتهمت الرئيس السنيورة بالتواطؤ مع الاكثرية، "بدليل صمته خلال عرض فصول التمثيلية، ولم يتدخل ولو بكلمة واحدة لتهدئة الامور وترك اللعبة تأخذ مداها"· ونقل زوار لحود عنه اسفه لما وصفه ب "الانحدار الحاصل في مستوى التعاطي والتصرف غير المسؤول من جانب من ما يسمى "فريق الاكثرية" الذي لا يفعل شيئاً سوى الامعان في تقويض الاستقرار وتعطيل شؤون الحكم والدولة، والتنكر للقضايا الوطنية وتغليب المصالح الخاصة والسياسات الضيقة"·
صحيفة صدى البلد:
صحيفة "صدى البلد" تساءلت :اذا كان لبنان سيتمكن من الخروج من حالة "التعتير" التي يعيشها كما وصفها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير, وهل سيلتئم "مجمع" الحوار مجدداً الاثنين ولأي هدف؟ سؤالان طرحا عقب الاشتباك السياسي على خلفية ما جرى في الخرطوم وجاء الجواب عليهما قاطعاً من أوساط رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "الحوار سيجرى في مكانه وزمانه واشخاصه". في وقت ذهبت مصادر "المستقبل" و"14 آذار" الى التحذير من عودته الى البداية اذا لم يستكمل في بندي الرئاسة والسلاح. ونصحت "الفريق الآخر" بعدم اعتبار ما انجز نهائياً الا بعد الانتهاء من كل البنود.
وأضاف أحد نواب "14 آذار", "أرادوها سلة وكنا مترددين. نحن سنطرحها سلة هذه المرة". وحرصت أوساط بري على التكتم حيال الاتصالات التي أجراها طوال الساعات الماضية او تلك التي تلقاها في إطار الترتيب لجلسة الاثنين, وقالت ان هذه الاتصالات ستستكمل اليوم وغداً "والحوار مستمر لأن لا بديل عنه". ورجحت ان لا "يخرج حوار الاثنين بنتائج حاسمة باعتبار ان لا تطور يشير الى ذلك حتى الآن".
وقالت الأوساط إياها ان بري سعى خلال الاتصالات "الى عزل غرفة الحوار عما حصل خارجها فتشاور مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في المخارج وتباحث مع باقي المتحاورين تحت عنوان الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها". وعلم ان بري أجرى اتصالات بنصرالله ورئيس كتلة "الإصلاح والتغيير" العماد ميشال عون ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وتم خلال الاتصالات التأكيد على انعقاد الجولة الحوارية المقررة بعد غد الإثنين، على ان يتصل بري برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبقية أركان الحوار اليوم للغاية نفسها.
وفي موازاة هذه المساعي كانت مساع أخرى تبذل للملمة عتب "تيار المستقبل" على "حزب الله" بسبب مواقفه المؤيدة لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود و"المناهضة" لمواقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي فضلت مصادره الحديث عن اتصالات هادئة قائلة انه أطفأ المحركات بانتظار جلسة الاثنين. مصادر في "تيار المستقبل" أكدت على المشاركة في مؤتمر الحوار لكنها اشارت الى ان هناك "نكسة" تجب معالجتها. ولفتت الى ان "ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يجعل جلسة الاثنين امام مفترق العودة الى نقطة البداية لأن هناك انطباعاً بأن بعض الأطراف المشاركة اكتفت بما تحقق من بنود في المؤتمر ولا تريد استكمال ملف رئاسة الجمهورية".
وشددت هذه المصادر على ان "لا مبادرة عربية في المدى المنظور بين لبنان وسورية". وعلمت "صدى البلد" ان بري استقبل وفداً لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وتلقى اتصالات من عدد من الأقطاب والتيارات وكان منها اتصال تلقاه من رئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون. وتأخذ أوساط "حزب الله" على السنيورة والنائب الحريري ان ما قيل في الخرطوم لا ينسجم مع البيان الوزاري او ما قيل على طاولة الحوار. وفي الوقت نفسه تنفي هذه الأوساط ان تكون كلمة نصرالله في "البريستول" قد جاءت رداً على تطورات الخرطوم، وتقول ان ما صرح به في "البريستول" سبق وأعلنه في بنت جبيل وحينها صفق له النائب وليد جنبلاط خصوصاً عندما أعلن "ان اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى المقاومة سنقطعها". ونفى وزير الخارجية فوزي صلوخ وجود اي خلاف حول المسلمات اللبنانية وبينها "المقاومة التي تبقى حاجة وطنية طالما الحرب بين لبنان واسرائيل لا تزال قائمة وطالما بقيت بعض الأراضي اللبنانية تحت الاحتلال. ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أثار الموضوع في قمة الخرطوم لم يكن في نيته ازالة المقاومة او التعرض لها بل تعميم المقاومة على كل الشعب اللبناني. وجاءت مقررات القمة العربية المتعلقة بالمقاومة لتزيد من شرعيتها العربية والدولية".
وقال صلوخ في حديث لراديو "سوا" الأميركي ان لا وجود لأي مشكلة بينه وبين السنيورة وأضاف: "ان الرئيس السنيورة هو رئيس الحكومة وانا وزير فيها وكل المشكلة يمكن تلخيصها بأنها ناجمة عن خطأ تقني لكنني شخصياً قدمت لدولة الرئيس ما كان مطروحاً وما كان مرشحاً للتعديل في القمة العربية في الفقرة المتعلقة بالمقاومة والباقي من الفقرة لم ينل اي تعديل والقرار بنصه الكامل كان موجوداً لدى دولة رئيس الوزراء وما حصل لا يفسد للود قضية". وأوضح انه يجهد ليقوم "بدور كاسحة ألغام لتعبيد الطريق أمام زيارة الرئيس السنيورة الى دمشق".
في هذه الأثناء واصل رئيس الجمهورية حملته على "الأكثرية الوهمية"، وأملت مصادره في معرض سردها لما جرى في جلسة مجلس الوزراء "المنسوفة" عصر الخميس "ان يكون ما حصل انتهى بنهاية مسرحية وزراء هذه الأكثرية لينتظم العمل الحكومي لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين". وتوقع الوزير السابق سليمان فرنجية ان تعود "المياه الى مجراها الطبيعي في البلد في وقت قريب". وأسف للمتقلبين في السياسة "الذين كانوا بالأمس عند ضباط المخابرات يقيسون لهم قياس أحذيتهم لإهدائهم أحذية جديدة واليوم يتكلمون عن الحرية والسيادة والاستقلال". وأشاد فرنجية بالرئيس لحود قائلاً "انه مبدئي وثابت في كلامه" بينما الآخرون هم كمن "يصاحب" أربع نساء ووعد كل واحدة منهن بأنه سيتزوجها وفي النهاية اتفقن عليه". وأوضح: "هؤلاء وعدوا الجميع. وعدوا المقاومة بأنهم معها ووعدوا الأميركيين بأنهم معهم (...) وأعطوا التزامات عدة مجاناً ولو قبضوا ثمنها لا نزعل". وأمل فرنجية "ان يستمر الحوار ولو كنت أشك في التوصل الى نتيجة، ولكن بمجرد قيام حوار فهذا أمرٌ يهدئ بعض الشيء وواجباتهم الجلوس الى الطاولة والخروج بأقل أضرار ممكنة". وعن تصريحات النائب وليد جنبلاط والعلاقات مع سورية قال فرنجية: "ان سورية ليست أبداً ضد فتح سفارة في لبنان وهذا ما سمعته من الرئيس بشار الأسد، ولكن ضمن أجواء هادئة لا أجواء عدائية ضد سورية أكثر مما هي ضد "اسرائيل"... ولو كان عندهم سفارة لسحبوا السفير".
من جهة ثانية قالت مصادر قوى "8 آذار" ان اللقاءات والاتصالات الجارية بين أركانها قطعت مسافة 90 في المئة في اتجاه تشكيل عمل جبهوي مشترك سيتبلور قريباً بعد ان تستكمل المشاورات الجارية في شأنه. وكرر السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان من بكركي دعم بلاده القوي لشعب لبنان وحكومته. وقال للبطريرك صفير: "ان الولايات المتحدة ومن خلال علاقتها الثنائية بلبنان ودورها في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، ستبقى تلعب دوراً مسؤولاً وناشطاً بصفتها صديقة مخلصة للشعب اللبناني بخلاف ادعاءات البعض الصداقة مع لبنان". وأضاف: "لقد أشرت الى ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس كانت أمس في باريس حيث استقبلها الرئيس شيراك وناقش معها التطورات في لبنان ودور المجتمع الدولي في دعم الشعب اللبناني وحكومته، وقد جدد الرئيس بوش مرة أخرى التزامه بمساعدة لبنان خلال خطاب مهم في واشنطن هذا الأسبوع". وأبلغ فيلتمان صفير "اننا متشجعون بقيام الحوار الوطني وبالعمل الذي كرّسه الرئيس السنيورة وحكومته لتطوير إصلاحات شاملة وذات صدقية".
صحيفة الانوار:
تحت مانشيت " الخناقة" مستمرة،قالت صحيفة "الأنوار" : ان "الخناقة" استمرت بين الرئيس اميل لحود والاكثرية الوزارية والنيابية امس، وتبادل الطرفان الحملات، في وقت تولى الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون قيادة حملة تهدئة تمهيدا لاستئناف الحوار في جلسة يوم الاثنين المقبل. وقد كان لافتا امس ان مصادر قصر بعبدا التي شنت هجوما على وزراء الاكثرية، لم توفر الرئيس فؤاد السنيورة من حملتها. وقد تقدم الوزير احمد فتفت بشكوى قضائية ضد الرئيس اميل لحود متهما اياه بالتهديد بقتله، لكن قاضي التحقيق الاول في بيروت ردها لعدم الصلاحية.
واعرب الرئيس لحود امس عن اسفه الشديد للانحدار الحاصل في مستوى التعاطي والتصرف غير المسؤول من جانب ما يسمى فريق الاكثرية الذي لا يفعل سوى الامعان في تقويض الاستقرار وتعطيل شؤون الحكم والدولة والتنكر للقضايا الوطنية وتغليب المصالح الخاصة والسياسات الضيقة. وتابعت مصادر قصر بعبدا حملة لحود وقالت "ان ما حصل في مجلس الوزراء أمس الأول كان مخططا له ومبرمجا من قبل "الأكثرية الوهمية" ولم يكن بنت ساعته بل سبقه اجتماع استكمل على غداء تمّ خلاله توزيع الأدوار واتفق على اعتماد سيناريو يقضي بأن يلقي الوزير مروان حمادة كلمة فور دخول مصوّري التلفزة ليتم نقلها عبر وسائل الاعلام، ثم ينسحب وزراء "الأكثرية الوهمية" من القاعة. وعقد اجتماع في مكتب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبير قبل بدء الجلسة وضعت خلاله اللمسات الأخيرة على السيناريو واستبعد اقتراح بأن يتغيّب الوزراء عن الجلسة، وأبقي على السيناريو القاضي بحضورهم ثم انسحابهم تحت عدسات المصورين".
وأضافت المصادر "ان صمت الرئيس السنيورة خلال عرض فصول التمثيلية بأنه دليل على معرفة مسبقة بما كان سيحصل، بدليل انه لم يتدخّل ولو بكلمة واحدة لتهدئة الأمور، وترك اللعبة تأخذ مداها ولم يستثن أي من الوزراء من عدم الانسحاب".
وتابعت "الأنوار" قائلة , انه في المقابل شن نواب قوى 14 اذار وخاصة نواب كتلة المستقبل هجوما عنيفا على رئيس الجمهورية وقالوا ان "مزايداته لن تطيل عمر رئاسته"، و"ان تصرفه كان ديكتاتوريا ولا يليق بموقع رئيس الجمهورية". هذا، وقالت مصادر وزارية مساء امس ان اتصالات تجري لعقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاثنين المقبل بعد جلسة الحوار الوطني للبحث في جدول اعمال جلسة الخميس الماضي التي عطلت، او تخصيصها للاصلاحات المالية والاقتصادية التي سيعقد مؤتمر "بيروت - 1" على اساسها.
وذكرت المصادر ان الاتصالات قطعت شوطا ولكنها لم تحسم الموضوع بعد، وستستكمل خلال اليومين المقبلين. وكانت مصادر نيابية مقربة من الرئيس نبيه بري قالت ليل امس ان المساعي نجحت في وضع حد للفوضى التي سادت بعد جلسة مجلس الوزراء امس الاول وتركت انعكاساتها السلبية. وقالت ان الرئيس بري يحرص على تهدئة الاوضاع توصلا الى مناخ ايجابي يسبق انعقاد مؤتمر الحوار يوم الاثنين المقبل، ويرسي دعائم جديدة للحوار منعا لأي اهتزازات مستقبلية. وقد قال العماد ميشال عون مساء امس ان اتصالات التهدئة مستمرة، "وقد تواعدنا ان نستأنف الحوار يوم الاثنين، وتكون الجولة هادئة ومثمرة".
وقال عون في حديث الى محطة ال " ان.بي.ان." ان ما حصل في مجلس الوزراء خرج عن قواعد التعاطي بمسافة بعيدة، ولم يكن تجاوزا بسيطا بل كبيرا، وهذا مؤسف، خصوصا وان اظهار هذه الصورة امام الجمهور، شيء سيء جدا. لذلك نأمل ان لا يتكرر هذا الموضوع ويلتزم كل انسان الاداء والسلوك بانتظار حل الازمة. واضاف: نحن على طاولة الحوار بالاساس نبحث بهذه المواضيع لحلها. ولكن هذه المشاكل المعترضة لن توقف الحوار بالتأكيد لأن لا احد يستطيع ايقافه دون ان يتحمل مسؤولية كبيرة.
وردا على سؤال حول ان كانت القصة مركبة عن سابق تصور وتصميم واستغل وجود الاعلام، اجاب: بالتأكيد وهذا ما نقوله. لقد جرى الخروج عن قواعد التعاطي حتى لو كان هناك نقاط خلافية، ليس من التقليد ان يتم الحديث فيها في حضور الاعلام. وعما اذا كان المستهدف من ذلك موقع الرئاسة وليس شخص الرئيس، قال العماد عون: انها ليست المرة الاولى التي يستهدف فيها موقع الرئاسة. وموقفنا هو للدفاع عن موقع الرئاسة وليس عن الاشخاص، لأن الاشخاص يمكن ان يختلفوا لكن للموقع حرمة.
وردا على سؤال حول تأثير ما جرى بالامس على عمل مجلس الوزراء، اجاب: شعر اللبنانيون ان هناك فراغا في مراكز السلطة اذ كانوا بحاجة دائما لمصلح ولمن ينوب عنهم جسديا ليس معنويا بالتأكيد. لكن لا نرى ان نعظم الامر الآن، بل تهدئة الوضع لنرى ما هي الحلول المناسبة لهذه الحالة الاستثنائية التي يمر بها البلد. ولكن بالرغم من كل ما جرى، انا انسان متفائل بطبعي، وآمل ان نتخطاه ونعثر على الحل في اسرع وقت. وما اذا كان في اجواء اتصالات تجرى لتهدئة الوضع، قال: بالتأكيد نحن على اتصال وتواعدنا ان نستأنف الحوار يوم الاثنين، وتكون الجولة هادئة ومثمرة.
وسئل عما اذا كان سيطرح ما جرى على طاولة الحوار الاثنين فاجاب: يمكن ان يحصل عتاب، لكن لا يجب التوقف كثيرا لأن هذه امور يجب ان نتخطاها، وصفحة وتطوى، للكلام مجددا حيث توقفنا في الجلسة الاخيرة.
وردا على سؤال قال هناك عادات سلوكية يجب الخضوع لها حتى الوصول الى الحل. ولا يمكن ان تكون جلسات الحوار تعبيرا عن رغبات شخصية، بل رغبات عامة للشعب اللبناني وعن حلول يقبل بها وعندها الحل يكون سهلا. ولكن اذا كنا نريد ان نعاود الانطلاق من خلفيات او نوايا فقط لمصالح فردية او السيطرة على الدولة، فلن نصل ابدا الى حلول.
صحيفة المستقبل:
كتبت صحيفة "المستقبل" تقول ان مؤتمر الحوار الوطنيّ يعود الى الانعقاد في جولة خامسة بعد غد الإثنين، لكن مسبوقاً هذه المرة ببلوغ الأزمة والحدّة السياسيتين ذروة ليس لها ما يشبهها منذ بداية الحوار في الثاني من آذار الماضي. وبما ان البندين المطروحين على طاولة الحوار وهما رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، هما الموضوعان اللذان دار الاشتباك السياسي حولهما في الأيام الأخيرة انطلاقا مما جرى في قمة الخرطوم، فإن انتقال أجواء الاشتباك السياسي الى طاولة الحوار يهدد هذا الحوار بالذات، ولذلك كانت المشاورات جارية على قدم وساق خلال الساعات الماضية ويتوقع أن تستمر في اليومين المقبلين، بهدف استعادة لون من التهدئة. غير انّ ثمة مؤشرات بالغة الأهمية برزت في اليومين الماضيين، ستنعكس على الجولة الخامسة من الحوار، في وقت كان البطريرك الماروني نصرالله صفير يصف الحالة القائمة بأنها "تعتير" ويتساءل أمام الاعلاميين في بكركي "لمصلحة من ما يجري؟".
فمن جهتها، تعتبر قوى 14 آذار المطالبة بإنهاء ولاية الرئيس اميل لحود وبحسم مسألة رئاسة الجمهورية سريعاً، ان تطورات الأيام الأخيرة ولا سيما منها مواقف لحود المزايدة في موضوع المقاومة، ومحاولاته الانقضاض مع حلفاء سوريا على الأكثرية، تستدعي تسريع وتيرة الاتفاق على التغيير الرئاسي وتحقيق هذا التغيير تالياً، وترى ان ثمة هجوماً مضاداً على الحوار لمنعه من التوصل الى نتائج في بنديه "الأخيرين". ولذلك، أعطت قوى 14 آذار اشارتين سياسيتين لافتتين خلال الساعات الماضية. الأولى تمثّلت في الاستعداد للطلب بأن تكون ثمّة مهلة محددة أي غير مفتوحة لبتّ مسألة رئاسة الجمهورية في اطار الحوار، وهذا ما ألمح اليه رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري في مقابلته على شاشة "الجزيرة" مساء الأربعاء الماضي عندما تحدّث عن آخر نيسان. والثانية تمثّلت في ما أعلنه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من شاشة "ال.بي.سي" مساء أول من أمس لجهة غياب امكانية "الاجماع" في مؤتمر الحوار وقوله "نعلن ما نتفق عليه وما نختلف عليه أيضاً".
في المقابل، أعلن "حزب الله" اشارات معاكسة. فبالاضافة الى "الاحتضان" الاستثنائي الذي أظهره الحزب للحود، لفتَ أمس قول عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله ان "ما جرى من الخرطوم الى مجلس الوزراء سيفرض نفسه على طاولة الحوار"، ثمّ قوله ان "طريقة الرد في مجلس الوزراء بالهروب الى الأمام أظهرت اننا أمام أزمة حكم حقيقية تتمثل بالوضع الحكومي الذي يدار بعقلية الثأر السياسي"، قبل أن يُضيف ان "هذا السلوك أثبت لنا ان الأزمة لا تتصل بموقع الرئاسة انما بكل الادارة السياسية للحكم، معلناً ان "ثمة طريقة وحيدة (لمعالجة مسألة الرئاسة) تكمن في التوافق مع رئيس الجمهورية (..)".
واضافت "المستقبل" الى انه ، سجّلت أمس، زيارة هي الثانية في 24 ساعة لحزب الله الى بعبدا، كانت زيارة قام بها وزيرا الحزب محمد فنيش وطراد حمادة، وأعلن بعدها فنيش انّه "لولا ثبات لحود على موقفه في موضوع المقاومة لما كان لبنان ليشهد أعظم انجاز في تاريخ الصراع مع اسرائيل وهو تحرير الأرض"، ملاحظاً في الوقت نفسه انه "عندما يكون هناك مثل هذا الخطاب ومثل هذا الإسفاف في تناول بعض المواقع فلن يبقى موقع في نظامنا السياسي بمنأى عن مثل هذه المخاطر (..)".
ومن خارج قوى 14 آذار ايضاً، يبقى موقف "تكتل التغيير والإصلاح" ورئيسه النائب العماد ميشال عون على حاله في الموضوع الرئاسي، وقد بادر "التكتل" في بيانه الأخير إلى اعتبار التغيير الرئاسي عملية تلي انتخابات نيابية جديدة على أساس قانون انتخاب جديد، حيث تكون هذه الانتخابات مدخلاً إلى إعادة تكوين المؤسسات الدستورية. وسط هذه المعطيات حول مسألة رئاسة الجمهورية، ووسط المواقف من البند الآخر المتعلق بسلاح المقاومة، في وقت لا يزال موضوع مزارع شبعا بالرغم من إعلان اتفاق فرقاء الحوار بشأنه، مجالاً لقراءات متفاوتة، يبدو واضحاً ان مؤتمر الحوار بعد غدٍ سيكون أمام مفترق. فبين الإلحاح على إنهاء المسألة الرئاسية من جانب قوى 14 آذار وبين "العودة" إلى "تعميم" أزمة الحكم ومحاولة "رفع سعر" لحود من جانب الفرقاء الآخرين، يظهر ان التعقيد لا يزال قائماً إلى الآن، حتى لو انتجت المشاورات الجارية تهدئة سياسية.
في غضون ذلك، سجّل انفراج في العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية، بعد تبرئة المحكمة العسكرية لأمين سر حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان أبو العينين أول من أمس من تهم تشكيل مجموعات مسلّحة. وفي هذا الإطار سجّل أمس اتصال هاتفي أجراه أبو العينين برئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تناول معه فيه "شعور الفلسطينيين بأن ثمة نهجاً جديداً ومختلفاً في التعاطي مع الشعب الفلسطيني في لبنان". وإذ يتوقع أن ينعكس هذا الانفراج ايجاباً على "الملف الفلسطيني"، أكد السنيورة للمسؤول الفلسطيني ان الحكومة ستبذل "كل المستطاع" لمعالجة القضايا المتعلقة بالفلسطينيين في لبنان. على صعيد آخر، علمت "المستقبل" من مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان المبعوث الدولي للقرار 1559 سيقدّم تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في 19 نيسان الجاري. وذكرت المصادر نفسها ان مجلس الأمن سيناقش تقرير لارسن بعد ذلك، وانه أمام أحد احتمالين: إما قرار جديد أو بيان رئاسي.
في هذا الوقت، وفي إشارة إلى استمرار الدعم الأميركي للبنان بالمستوى نفسه، لفت السفير الأميركي جيفري فيلتمان بعد لقائه صفير إلى ان "عدد قرارات مجلس الأمن حول لبنان خلال السنتين الماضيتين والتي صدر معظمها بالإجماع يشير إلى قوة الالتزام الدولي بلبنان". وقال "نعتقد ان هذا الالتزام يجب أن يوفّر التشجيع للشعب اللبناني الذي يدرك ان الحرية والديموقراطية لا يمكن أن تستعادا بين ليلة وضحاها". وشدّد على "الدعم القوي غير القابل للتفاوض من قبل الولايات المتحدة للبنان (..)".
صحيفة النهار:
أما صحيفة "النهار"فكتبت تقول: في انتظار عودة أفرقاء الحوار الى الجولة الخامسة من مؤتمرهم الاثنين المقبل في مجلس النواب، فأن الساعات الاخيرة اتسمت بطابع الترقب وتبريد التشنج من غير ان يتخلى احد عن تصلبه. وهذا ما حمل قطبا بارزا في مؤتمر الحوار على القول لـ"النهار" ان الافرقاء يعبّرون عن حاجتهم الى الحوار وفي الوقت نفسه يتمترس كل منهم بين كل جولة وراء شروطه ومطالبه، الامر الذي يحمل على الخشية من ايصال هذا الحوار الى المأزق. لكن البارز الذي كشفته مصارد ديبلوماسية واسعة الاطلاع، في موازاة نصائح ديبلوماسية عربية بضرورة العودة الى طاولة الحوار، توقع مسعى عربي جدي في مدة قريبة، بعض ملامحها جولة عربية سيقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك ستشمل سوريا ايضا، تسبق زيارة للرئيس الفرنسي جاك شيراك للقاهرة في ال 20 من نيسان الجاري في اطار تحريك جهود عربية لاطلاق حوار لبناني – سوري.
وبحسب معلومات موثوقة لـ"النهار" فان المسعى العربي الذي يبعث الروح في المبادرة السعودية – المصرية التي كانت قد طرحت في كانون الاول الفائت وتحفظت عنها الغالبية النيابية، هذا المسعى يُنتظر ان يشق طريقه في اطار تبن عربي للقرارات التي اصدرتها الجولات الثلاث من الحوار الوطني ولا سيما منها ما يتصل بالعلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا على مستوى السفارة، وترسيم الحدود، ولبنانية مزارع شبعا، والسلاح الفلسطيني، كون أياً من هذه القرارات يتطلب تعاونا سورياً لتطبيقه، نظرا الى فاعلية الدور السوري وتأثيره المباشر في الملفات الثلاثة هذه. ومن دون ضغط عربي على سوريا فان قرارات كهذه تبقى حبرا على ورق.
وفي انتظار بلورة التحرك العربي، فان طرفي النزاع، وهما الغالبية والفريق الشيعي والرئيس ميشال عون، يؤكدون العودة الى طاولة الحوار الاثنين ويتوقعون ألا يسفر عنها شيء ملموس حيال البند العالق منذ الجولة الرابعة، وهو مصير الرئيس اميل لحود. وفيما لا تستبعد أوساط مطلعة في الفريق الشيعي عودة الحوار الى موضوع سلاح المقاومة، مع اصرار هذا الفريق على التأكيد، في ضوء تطورات قمة الخرطوم، انه لن يتخلى عن رئيس الجمهورية ويتمسك ببقائه في منصبه الى حين انتهاء ولايته الدستورية المحددة، فان جهات بارزة في الغالبية اكدت بدورها تمسكها بحصر الجولة الخامسة بالموضوع الرئاسي، معتبرة ان التحرك العربي المرتقب من شأنه تعزيز الحوار في مسألة لحود استنادا الى معطيات متوافرة لديها تتحدث عن ان الملف غير المعلن في الحوار العربي – السوري هو انهاء ولاية رئيس الجمهورية باعتبار ان هذا الموضوع جزء لا يتجزأ من جدول اعمال طاولة الحوار التي ينبغي ان تقود الى تسوية سياسية متكاملة.
وتشير المعطيات المتوافرة لدى الغالبية الى امتعاض عربي من الطريقة التي قابلت بها سوريا مبادرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في قمة الخرطوم والتي كانت بناء على تمن مصري وسعودي من اجل فتح ثغرة في جدار الخلاف اللبناني – السوري، وان دمشق ردت على لقاء السنيورة بالرئيس بشار الاسد بما يعكس تقليلا من اهمية اتصالهما. وقبل 48 ساعة عن العودة الى طاولة الحوار، جيش كل من رئيس الجمهورية والغالبية مؤيديهما للدفاع عن موقف كل منهما مما كان حدث في جلسة مجلس الوزراء الخميس، فاستقبل الرئيس اميل لحود وزراء ونوابا وسياسيين تضامنوا معه، وكان ابرزهم وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وطراد حمادة اللذان اثنيا على مواقف لحود من المقاومة في اشارة اضافية الى رغبة الحزب في تأكيد دعمه للحود والوقوف بجانبه ضد فريق الغالبية استكمالا لسلسلة اشارات ايجابية مماثلة ارسلها الحزب منذ الاربعاء الفائت. واكد الوزيران مشروعية سلاح المقاومة والحاجة الى استراتيجيا دفاعية عن لبنان، وان المقاومة لم تكن مرة "مشروعا فئويا خاصا". على ان موقفا بارزاً اعلنه امس وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي نفى وجود خلاف على المسلمات اللبنانية ومنها المقاومة، واكد ان السنيورة بموقفه في قمة الخرطوم "لم يكن في نيته ازالة المقاومة او التعرض لها، وانما تعميمها على جميع الشعب اللبناني". وقلل اهمية ما حدث في الخرطوم اذ اعتبره "خطأً تقنياً"، مشدداً على ان الحكومة "فريق واحد وحكومتنا واحدة وموحدة"، فاتحاً بذلك باب الانفراج على الوضع الحكومي وتجاوز اي كلام على ازمة حكومية سعياً الى دفع الحوار مجدداً في طريقه السليم.
من جهة اخرى كانت سلسلة مواقف لنواب في الغالبية ومرجعيات دينية كالمفتي محمد رشيد قباني عبّرت عن استيائها مما حدث في جلسة مجلس الوزراء واكدت التضامن مع السنيورة ورئيس الغالبية النائب سعد الحريري، رافضة العودة بالبلاد الى الوراء. وفيما التجاذب يسيطر على المواقف المحلية ترجمة لحجم التباعد الذي بات يتحكم بمواقف افرقاء الحوار، فإن الطاولة المستديرة تلقت امس جرعتي تأييد ودعم من السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي زار بكركي ومن السفير الروسي سيرغي بوكين الذي زار عين التينة.
وشجع فيلتمان، بعد اجتماعه بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، استمرار "الحوار الوطني والعمل الذي كرسه رئيس الحكومة وحكومته لتطوير اصلاحات شاملة وذات صدقية"، مؤكدا ان في وسع الحكومة والشعب اللبناني" الاعتماد على الدعم القوي وغير القابل للتفاوض من الولايات المتحدة"، اما بوكين فعبّر لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن تأييد حكومته "الكامل لمواصلة الحوار الوطني"، متمنياً "كل النجاح والتوفيق في ايجاد حلول للمشاكل المتبقية الواردة في جدول اعمال مؤتمر الحوار".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018