ارشيف من : 2005-2008
دروس خصوصية في الصبر .. بقلم بسام القنطار
كتب بسام القنطار
السيدة كوندليسا رايس، لم يتسن لي أن ألتقي معك كما جرت العادة منذ فترة مع عائلات الأسرى بأن يلتقوا كل المسؤولين الدوليين الذين يزورون لبنان، بمبادرة من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة.
لكني آمل أن يكون مساعدك لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ولش قد أوصل إليك بعض "التحيات" التي أرسلتها مع شباب وطلاب لبنان الرافض لوصاية دولتك على بلادنا أثناء زيارته الشهر الفائت.
ما أود أن أقوله لك في هذه العجالة، إني ابحث في كلمات الرئيس السنيورة عن أي إشارة لصبر والدتي وأخوتي وأخواتي نتيجة حرماننا من رؤية شقيقي الأكبر عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي يدخل بعد 56 يوماً عامه ال 28 من الاعتقال في سجون ولاية دولتك ال53 في الشرق الأوسط "إسرائيل". يقبع هناك محروماً من تنشق هواء وطنه والاستمتاع ببحره وثلجه وربيعه وشتائه، يقبع هناك في مخالفة واضحة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان الذي انتهكت كرامته على أيدي رئيسك في كل بقاع الأرض، ومآثر أبو غريب وغوانتانامو دليل قاطع على ما أقول.
يقبع هناك لأنه اختار درب الحرية والسيادة والاستقلال، وهي الشعارات التي تدعين ترويجها ونشرها في بقاع الأرض. يقبع هناك لأنه اختار مقاومة الاحتلال ودفع أجمل سنوات عمره في سبيل هذا الخيار. يقبع هناك لأنه رجل في زمن كثر فيه أشباه الرجال.
لم يكن على جدول اعمالك أي من الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل، ولماذا تكون على الجدول الدولي ما دام هناك من يصر على إسقاطها من الجدول الوطني. فالمقاومة "انتهت مهمتها" وسمير القنطار المقاوم الأول لم يتبق له سوى 514 عاماً من أصل ال542 عاماً من حكم "العدالة الإسرائيلية"، أو أن عليه أن يتعفن في زنزانته بانتظار الجهود الدبلوماسية التي يحاول البعض أن يسخر منّا ومن نفسه عبر إقناعنا بجدواها في تحرير ما بقي من الأرض المحتلة وفي إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال.
لم يتسنّ لك أن تزوري مخيمات البؤس التي تحرصين على نزع سلاح أحرارها الراغبين بالعودة الى أرضهم التي تأكل محتليها وتقترع لثوارها ومقاوميها، وعلى نزع حصة الطحين التي توزع على فقرائها من اللاجئين منذ العام 1948 جرّاء رفض دولتك الدائم دفع ديون منظمة غوث اللاجئين وغيرها من وكالات المنظمة الدولية التي تروجين لاحترام بعض من قراراتها.
السيدة رايس، هل لديك بعض من الوقت لإعطائنا دروساً خصوصية في الصبر، إلى جانب الدروس اليومية التي يلقنها سفيرك لطبقتنا السياسية في رياضيات قلب أنظمة الحكم وكيمياء الديموقراطية التي يتقلب شكلها ولونها بين دولة وأخرى.
السيدة رايس، عليّ ان اعترف لك أنني كلما أرى وجهك الضحوك اعشق "هوغو تشافيز" أكثر فأكثر.
المصدر: صحافة لبنانية ـ صحيفة السفير
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018