ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 28 شباط/فبراير 2006
مقر مؤقت جديد لمجلس الوزراء شكل بعض حل للأزمة الحكومية التي تصر قوى الموالاة على خلقها في الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة ولبنان.
الوفود العربية التي تحاول المساعدة في إيجاد مخارج للوضع الحالي بين لبنان وسوريا، رد رئيس الجمهورية على قوى الموالاة وتذكيرهم ببعض الاحداث والتواريخ، واعلان الرئيس بري عن عقده لقاء اعلامي لفضح البواطن فيما بدأت الاعدادت للقاء الوطني في مجلس النواب.
كل هذه المواضيع وغيرها كانت محط تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم:
صحيفة البيرق :
كتبت "البيرق" تقول انه قبل يومين على انعقاد مؤتمر الحوار في المجلس النيابي بدعوة من الرئيس بري , لاحت في الافق مؤشرات على ازمة تمثيل يرجح ان تواجه هذا الحوار او تعيقه , الى جانب الشروط المسبقة التي يرفعها بعض اركان قوى 14 آذار . وقد جاء الاعتراض على التمثيل عبر موقف لكتلة المستقبل انتقد حصر تمثيل الطائفة الارثوذكسية بالنائبين ميشال المر وغسان تويني مطالبا بان تكون الافضلية لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري كونه يتبوأ ارفع منصب رسمي في الطائفة .
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ "البيرق" ان بري الذي ابلغ بهذا الاعتراض ابدى استياء , لكنه تمنى ان يتحلى الجميع بالواقعية ولا سيما المعترضين , اذا كانوا فعلا حريصين على نجاح الحوار . واضافت هذه المصادر ان الاتصالات اليوم وغدا ستحسم كل المواقف وستكشف حقيقة كل النيات , مشيرة الى ان الرئيس بري , وفي حال عدم انعقاد المؤتمر سوف يبادر الى عقد مؤتمر صحفي في القاعة المخصصة للحوار يحوله حوارا مفتوحا بينه وبين رجال الاعلام , ويتحدث فيه عن كل شيء , ويكشف المستور . في هذه الاثناء بدأ الرئيس لحود يشن ما يشبه الهجوم على الحملات التي تستهدفه وتستهدف مقام الرئاسة . وينظر الرئيس لحود لمؤتمر الحوار الوطني , على رغم كل شيء , نظرة ايجابية آملا ان يكون بداية لعملية توافقية شاملة على مستوى كل لبنان . الى ذلك كشفت مصادر قريبة من قصر بعبدا ان توافقا تم على عقد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بعد ظهر غد الاربعاء في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي . وذكرت المصادر القريبة من بعبدا ان بامكان الرئيس لحود حضور الجلسة وترؤسها ساعة يشاء , لا سيما عندما يرى ضرورة في ذلك , متوقعة ان يترأس الجلسة غدا .
وامس دعا " تكتل التغيير والاصلاح " الى طرح كل الامور على طاولة الحوار العتيد ومناقشتها بصراحة وشفافية وحذر من التأسيس لوضع غير مستقر ومتفجر اذا لم يؤخذ ببعض المعايير في استحقاق رئاسة الجمهورية . بدوره اعلن الدكتور سمير جعجع مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني , داعيا الى ان يكون موضوع الرئاسة بندا اول على طاولة الحوار قبل الانتقال الى جدول الاعمال الذي طرحه الرئيس بري . وامس اوتيت الوساطة التي قام بها البطريرك صفير عبر موفده المطران رولان ابو جودة ثمارها . فعقد لقاء للمصالحة بين الوزير السابق سليمان فرنجية والوزيرة نايلة معوض وبحضور المطران ابو جودة وميشال معوض في منزل الوزير السابق هنري طربيه وبحضوره بالاشرفية . وتم التوافق على ان الاختلاف السياسي هو امر ديموقراطي وطبيعي ويجب الا يتسبب بتشنجات لا تخدم احدا , لا مصلحة الشمال عموما ولا زغرتا الزاوية تحديدا .
صحيفة اللواء:
كتبت "اللواء" تقول انه قبل 48 ساعة من انطلاق ورشة الحوار الوطني في مجلس النواب، بدا سقف المواقف مرتفعاً بين فريق قوى 14 آذار والقوى السياسية الأخرى المواجهة له، خصوصاً من ضرورة حسم ملف رئاسة الجمهورية، خارج هذا الحوار، في وقت أخذت فيه عقدة التمثيل الأرثوذكسي تتفاعل وتهدد بتداعيات قد تؤثر على الحوار نفسه، وخصوصاً أن أي أفق لحلحلة هذه العقدة، وما يمكن أن يتوالد عنها، لم تظهر بعد، في انتظار عودة الرئيس نبيه بري من الأردن المرتقبة غداً· فيما تتخوف مصادر أن يكون انعقاد مجلس الوزراء غداً في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت، الذي تقرر اعتماده كمقر مؤقت لعقد جلسات مجلس الوزراء، مناسبة لانفجار الخلافات مع رئيس الجمهورية اميل لحود، اذا ما حضر قصر بعبدا، وخصوصاً أن مصادر وزارية في قوى 14 آذار، المحت إلى إمكان طرح مواضيع الخلاف معه، وصولاً إلى حد المطالبة باستقالته مواجهة·
وكانت هذه القوى قد استبقت موعد الحوار، واستطراداً جلسة مجلس الوزراء، بخطوة استكمالية لعملية المطالبة باقالة الرئيس لحود، من خلال تسريع تقديم العريضة النيابية التي تطالب بملء شغور الرئاسة، بالاستناد الى المادة 74 من الدستور وانتخاب الخلف فوراً، وستقوم هيئة التنسيق والحوار النيابية بتسليم نص العريضة بتواقيعها الى 71 نائباً غداً إلى الرئيس بري بعد عودته من الأردن· وعلى نفس الخط، اجتمعت هيئة التنسيق أمس في مكتب النائب أكرم شهيّب وبحثت المواضيع التي ستدرج على جدول أعمال المؤتمر، فأكد المجتمعون أن موضوع الرئاسة وإقالة لحود خارج الحوار، كما هو الأمر بالنسبة الى التحقيق الدولي في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية وقرارات مجلس الوزراء، ولا سيّما في ما يتصل بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات· وبحثت الهيئة أيضاً في عقدتي التمثيل الأرثوذكسي والأرمني، فطالبت بتمثيل النائب غسان تويني باسم النواب الأرثوذكس، متسائلة عن تغييب موقع نيابة رئاسة مجلس النواب· وأكد المجتمعون أنه إذا كان مؤتمر الحوار سينطلق من تمثيل الطوائف، فيجب أن تتمثل كل الطوائف، وإلا فإن الكتل النيابية ستختصر الحوار·
ولفتت مداولات المجتمعين الى سؤال كبير، وهو من يُدير الحوار؟ ثم من ينفّذ القرارات إذا لم يكن هناك رئيس، ولم يكن لدى أحد جواب· واتخذت كتلة "المستقبل" النيابية موقفاً داعماً لموقف هيئة التنسيق والحوار النيابية، فعبّرت عن استغرابها لمحاولة تخطي حقائق التمثيل السياسي والطائفي عن طريق الزج بأسماء لا تتوافق مع القواعد التي اعتمدت في الدعوة الى الحوار· وركزت الكتلة بشكل خاص على مسألة التمثيل الأرثوذكسي، مؤكدة تبنيها في هذا السياق لرفض الأكثرية الساحقة من النواب الأرثوذكس تغييب موقع نيابة رئاسة المجلس النيابي عن الحوار، مع ترحيبها الكامل باختيار النائب غسان تويني ممثلاً طبيعياً لهذه المهمة· ونبهت الكتلة من أن أي إخلال بالمبادئ المعتمدة لطاولة الحوار على المستويين الطائفي والسياسي من شأنه أن يضع علامات استفهام حول صدقية وجدوى هذا الحوار لدى الرأي العام اللبناني· لكن مصادر في الكتلة توقعت ان تؤدي الاتصالات التي يتولاها النائب سعد الحريري الى حلحلة لهذا الموضوع غداً، مع عودة بري إلى بيروت·
واضافت "اللواء" ان نواب الطائفة الارثوذكسية كانوا قد عبروا في كتاب وجهوه الى الرئيس بري عن رفضهم النائب ميشال المر ممثلاً للطائفة في الحوار، وطالبوا بإشراك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بدلاً منه، فيما زار النائب علي حسن خليل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة لمعالجة هذه المسألة، لكن الزيارة لم تثمر عن اي نتائج ايجابية، فترك أمر معالجة الموضوع إلى رئيس المجلس· ولم تصدر عن الرئيس بري الموجود في الاردن للمشاركة في اجتماعات اتحاد البرلمانيين العرب، اي اشارة الى هذا الموضوع، لكنه اكد للوفد الاعلامي المرافق له، في خصوص مسألة استقالة رئيس الجمهورية ان هناك فقرة في القرار 1559 تتعلق برئاسة الجمهورية وغيرها، وكلها ستكون موضع نقاش، اذ لا شيء إلا وسيكون خاضعاً للنقاش من المواضيع الثلاثة المطروحة في الحوار·
وقال: "نحن لسنا تحت الصفر، فعندنا دستور واتفاق الطائف، والنقاش وموضوعه حول الشيء الذي لا يوجد لدينا حوله نص"· من جهة ثانية، أكدت مصادر مقربة من رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، انه سيذهب الى الحوار، لكنه اشترط لذلك حسم مسألة استقالة رئيس الجمهورية، وتنفيذ القرار 1559 لجهة سحب سلاح "حزب الله" وانتشار الجيش في الجنوب، وانهاء مسألة مزارع شبعا· وشددت على ان التعبئة الشعبية مستمرة، لكن لا نريد استفزاز أحد، بل تهدئة الاجواء· وكشفت مصادر مطلعة، انه من الافكار المتداولة او المخارج المطروحة للخروج من مأزق الرئاسة، اكمال المدة المتبقية من ولاية الرئيس لحود بشخصية اخرى يتفق عليها· وتردد في هذا المجال، بين شخصيات المرحلة الانتقالية، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس الرابطة المارونية ميشال اده، بالاضافة الى النائب ميشال عون الذي قالت مصادره انه يقبل بالعرض مقابل شروط بينها اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وفق قانون انتخابي جديد·
وفي هذا السياق، افادت معلومات ان الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب انتهت من وضع مشروع القانون بصيغته النهائية· وقد يقوم رئيس الهيئة الوزير والنائب السابق فؤاد بطرس بتسليمه الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم او غداً على ابعد تقدير، وقد يتضمن اعتماد الدوائر الوسطى مع اعتماد النسبية مع الصوت المرجح·
وكان تكتل "الاصلاح والتغيير" الذي يتزعمه العماد عون قد حذر مما قد تؤول اليه الامور وعدم استقرار، حيال الموضوع الرئاسي، وقال في بيان اصدره امس، ان التكتل ينظر الى استحقاق رئاسة الجمهورية من منطلق التوازن والاستقرار والعدالة في اختيار رئيس جديد كونه حامي الدستور ويمثل كل اللبنانيين من جهة وحصيلة الخيار التمثيلي الاقوى والاوسع للطوائف المسيحية من جهة ثانية، محذراً من ان كل اخلال او تجاوز او نقص لهذا الموقع الشعبي والقانوني والدستوري انما يؤسس لوضع غير مستقر ومتفجر كونه قائماً على قهر الشريحة الاكبر من الطوائف المسيحية كافة"· ولفت عضو التكتل النائب ابراهيم كنعان الى ان رئاسة الجمهورية ليست جزيرة معزولة وليست خارج اطار الحوار هي جزء من كل، وعلينا ان ننظر الى هذه الامور بشكل متكامل وليس بشكل مجتزأ· وقال ان "مشروع سلطة من دون تفاهم سياسي هو أمر خطير ويهدد الاستقرار والوفاق في البلد"·
ومن جهته، اكد رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع ان موضوع رئاسة الجمهورية اصبح مطروحاً على كل المستويات لبنانياً وعربياً ودولياً، متسائلاً كيف يمكن يمكن الذهاب الى الحوار والمشكلة مطروحة، مؤكــداً مشاركته في الحوار· وتمنى جعجع أن يكون موضوع الرئاسة هو الموضوع الأول على جدول الأعمال، ان لم يحسم الأمر قبل الحوار، داعياً الى التفاهم على الاجراءات اللازمة لإنقاذ بعبدا مما هي عليه الآن· وجدد اقتراحه تأجيل الحوار لوقت قليل لحين إنهاء موضوع الرئاسة أو أن يكون هذا الموضوع هو البند الأول على طاولة الحوار، ملاحظاً تطوراً في مواقف كل الفرقاء بالنسبة الى انهاء ولاية رئيس الجمهورية·
وأكد جعجع ان ممثل "القوات" في الحكومة سيقاطع جلسة مجلس الوزراء اذا حضرها لحود· تجدر الاشارة الى انه تقرر اعتماد مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي الكائن وسط بيروت كمكان مؤقت لعقد جلسات مجلس الوزراء· وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي مساء امس، ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة دعا مجلس الوزراء الى الانعقاد عند الخامسة من بعد ظهر غد الاربعاء في المقر المؤقت الجديد، بدلاً من مقره المؤقت السابق في مبنى الجامعة اللبنانية في المتحف· وتوقعت مصادر قصر بعبدا ان يحضر الرئيس لحود ويترأس الجلسة، مشيرة الى ان المكان حظي بموافقته، وان مسحاً أمنياً جرى للكشف على مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي يقع في منطقة حساسة· وعلم أنه تمّ صرف النظر عن مقر المجلس الدستوري في الحدث الذي كان من بين الاقتراحات المطروحة لعقد الجلسة فيه، وذلك باعتبار انه مكشوف أمنياً، عدا عن أنه مؤلف من طابق واحد·
وذكرت المصادر ان الرئيس لحود لم يضع عائقاً أمام مكان انعقاد الجلسة، موضحة أنه كان أول من وافق على طلب الرئيس السنيورة عقد جلسات المداورة بين بعبدا والسراي الكبير، كما انه لم يبد اي اعتراض على قرار مجلس الوزراء بعودة الجلسات الى المتحف، حتى أنه لم يعترض عندما طلبت الأمانة العامة لمجلس الوزراء نقل الجلسة الاخيرة الى قصر بعبدا· ووزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء مساء، ملحقاً لجدول اعمال الجلسة الماضية، تضمن 49 بنداً جديداً أضيفت الى البنود ل41 السابقة، بحيث ارتفع عدد هذه البنود الى 90، من بينها مشروع قانون يتعلق بالاسواق المالية، وتعديل تسمية وزارة الشؤون الاجتماعية، وتنظيم وتحديد ملاك وزارة الشباب والرياضة· الى ذلك اثار المقال الذي نشره الرئيس لحود في صحيفة "لوريان لوجور" الصادرة باللغة الفرنسية ردا على الكتاب المفتوح الذي وجهه اليه رئيس تحرير الصحيفة الزميل عيسى غريب في عدد السبت الماضي، ردود فعل سياسية عنيفة، وخصوصا ان المقال تضمن هجوما عنيفا على الاكثرية النيابية الجديدة التي قال انها "تعمل بدعم اجنبي اسرائيلي"، وروج للحرب الاهلية، مهددا بأنه من يسمح بأن يتم استعباد الشعب اللبناني، ومن اراد ذلك لن ينجح الا بالحرب الاهلية، ووصف الحكومة بأنها "مسودة حكومة" وانها "حكومة معارضة تدعو لتظاهرات شعبية ضد نفسها وتوجهها ضد الرئاسة الاولى"، وقال انه "يزعج هؤلاء لأنه يتولى رئاسة المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن"، مشيرا الى ان هؤلاء لا يريدون معرفة نتيجة التحقيق باغتيال الرئيس الحريري بل يسعون خصوصا الى اعدام خصومهم السياسيين"· وتضمن المقال هجوما عنيفا على الرئيس امين الجميل وعلى جعجع، في مقابل تودد واضح للعماد عون ولحزب الله· وردت كتلة "المستقبل" على المقال، الذي زيل بتوقيع لحود، مؤكدة انه تضمن تزويرا فاضحا لحقائق سياسية وتاريخية، وهو محاولة مكشوفة للتحريض الطائفي والمذهبي·
وقالت الكتلة في بيانها، انها لم تستغرب جنوح اميل لحود نحو استخدام كل اشكال التضليل السياسي والاعلامي مهما كانت رخيصة، في سبيل التشبث بموقع الرئاسة الاولى خلافا لارادة اكثرية اللبنانيين· ولاحظت ان احتماء اميل لحود خلف بعض الجهات السياسية للنيل من قيادات وطنية ومن الاعلام اللبناني عموما، وكذلك لاتهام الحكومة بتنظيم "الاحد الاسود" في الاشرفية، هو دليل جديد على الحالة العشوائية التي تدار من خلالها رئاسة الجمهورية في البلاد، وسبب اضافي للاصرار على التمسك برحيل اميل لحود عن الرئاسة ودعوة جميع اللبنانيين الى مواصلة التعبير الديمقراطي عن هذا المطلب حتى تحقيقه، لما يمثله اميل لحود من خطر متزايد على الوحدة الوطنية ومصالح لبنان العليا وعلاقاته الخارجية"· واستهجن المكتب السياسي الكتائبي خلال اجتماعه مع المجلس المركزي برئاسة الرئيس امين الجميل المقال والذي تضمن عن غير حق حزب الكتائب، من خلال ما عبر عنه من مواقف سلبية غير مألوفة من رئاسة الجمهورية ضد آل الجميل والرئيس امين الجميل، مؤكدا انه سيكون للحزب الموقف المناسب بهذا الشأن"·
صحيفة صدى البلد:
قالت "صدى البلد" ان الساعة الخامسة مساء غد يجتمع مجلس الوزراء في مبنى المجلس الاقتصادي قرب البرلمان. وفي الحادية عشرة صباحاً من اليوم التالي يستضيف البرلمان مؤتمر الحوار الوطني النيابي الذي سيبحث موضوع رئاسة الجمهورية انطلاقاً من القرار 1559 وفق ما أكده الرئيس نبيه بري من عمان. وتنفيذ هذا القرار كان موضع بحث في دمشق أمس بين مساعد وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية السورية في وقت تزدحم فيه الأجواء بحديث عن مبادرات عربية إلا انه "حتى الآن لا يوجد شيء اسمه مبادرة بالمعنى المتكامل" كما قال بري اثر اجتماعه بأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في الأردن.
ومع ابداء جميع الأطراف الاستعداد للمشاركة في الحوار النيابي, برزت عقدة التمثيل الأرثوذكسي حيث رفض نواب "14 آذار" من ابناء الطائفة وهيئة متابعة 14 آذار وكتلة المستقبل تغييب نائب رئيس المجلس فريد مكاري واستغربوا حضور النائب ميشال المر مؤكدين تمسكهم بحضور النائب غسان تويني. وفيما كانت مساعي بكركي تترجم في مصالحات مسيحية - مسيحية عاد لحود الى الهجوم على "سياديي الساعة الأخيرة" مسمياً "آل الجميّل وكافة أعضاء الجبهة اللبنانية (...)" ومشيداً "بالمساعدة السورية" منذ عام 1989 "على استعادة الأمن في البلاد".
وترجمت اتصالات بكركي أمس لقاء مصالحة بين الوزيرة نايلة معوض والوزير السابق سليمان فرنجية الذي دعا من بكركي الى وضع استراتيجية مسيحية معتبراً ان لا خلاف شخصياً مع الدكتور سمير جعجع. ورفضت أوساط رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التعليق على هجوم الرئيس لحود على الأكثرية النيابية واتهامها بأنها "تعمل بدعم من القوى الأجنبية المتحالفة مع إسرائيل" إلا ان "كتلة المستقبل" ردت على تصريحات لحود واعتبرتها "محاولة مكشوفة للتحريض الطائفي والمذهبي". واضافت "صدى البلد" ان الرئيس بري اعلن من عمان ان رئاسة الجمهورية ستكون مطروحة للحوار.
وقال: "هناك فقرة في القرار 1559 تتعلق برئاسة الجمهورية وغيرها, وكلها ستكون موضع نقاش (...) وعن لقائه عمرو موسى قال: "حتى الآن لا يوجد شيء اسمه مبادرة, والأمين العام يؤيد الحوار وكذلك الاتحاد البرلماني.فرنجية وطرح الوزير السابق سليمان فرنجية مسألة الرئاسة مع البطريرك صفير داعياً الى "وحدة استراتيجية مسيحية" وعدم المس بموقعي الرئاسة وبكركي بوصفهما "مقدسين". وتساءل فرنجية "بتنا لا نعرف ماذا تخدم هذه الكرسي هذه الطائفة", معتبراً ان عدم طرح البديل "يشكل هروباً من الموضوع". واعتبر ان "عريضة المليون ليست عملاً ديمقراطياً (...) ويمكن ان تقابله تواقيع ملايين الأشخاص".
على صعيد آخر قال مساعد وزير الخارجية القطري محمد عبد الله الرميحي اثر اجتماعه بوزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس في دمشق ان المباحثات تناولت قرار مجلس الأمن 1559 والملفين العراقي والإيراني. أضاف: "بحثنا مسائل تخص تطبيق القرارات الدولية" وقال ان "الحكومة السورية متعاونة بشكل كبير في هذا الخصوص". وعلمت "صدى البلد" ان الاتصالات التي جرت عبر موفدين بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري قد أدت الى كسر الجليد الذي ساد العلاقة بينهما، وتوقعت ان ينعقد لقاء بينهما قبيل انعقاد مؤتمر الحوار.
صحيفة الانوار:
كتبت "الأنوار" تقول ان الدخان الابيض عن انعقاد جلسة مجلس الوزراء الذي توقعه الرئيس فؤاد السنيورة خلال 24 ساعة، صعد مساء امس، باختيار مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت، مقرا موقتا لمجلس الوزراء وتحديد الساعة الخامسة من عصر غد الاربعاء موعدا لجلسة ينتظر ان يقاطعها وزراء (قوى 14 اذار) اذا حضرها رئيس الجمهورية. ولكن هذا الدخان الابيض، قابله ضباب كثيف على اثر الحملة العنيفة التي شنها الرئيس اميل لحود على الحكومة والاكثرية والتي استتبعت ردا من كتلة المستقبل النيابية. فبعد اجتماع للقيادات الروحية السنية والشيعية في دار الفتوى امس، حضره الرئيس السنيورة، قال رئيس الحكومة ردا على سؤال حول انعقاد مجلس الوزراء (خلال الـ 24 ساعة المقبلة، سوف يصعد الدخان الابيض ويصار الى عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع). وعن صحة المعلومات عن انعقاد مجلس الوزراء في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي، قال: (يا خبر اليوم بفلوس، بكرة يبقى ببلاش). لم ينتبنا شعور بأن هناك مقاطعة لجلسات مجلس الوزراء، فالمقاطعة غير موجودة وكلنا سوف نجتمع ونتلاقى ونتعاون. علينا ان ننتزع ذهنية الانقسام من تفكيرنا واستبدالها بذهنية التلاقي. وسئل السنيورة ان كان سيوقع عريضة المطالبة باستقالة الرئيس اميل لحود فاجاب: لم تصلني هذه العريضة بعد، وقد صرحت المرة الماضية برأيي صراحة، ولا زلت عند هذا الرأي، وانا اعتقد ان الاستقالة هي امر مفيد جدا للبنان.
وعلمت "الأنوار" من مصادر وزارية مساء امس انه تقرر اعتماد مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي مكانا لانعقاد مجلس الوزراء، وستعقد الجلسة الخامسة عصر غد الاربعاء عشية بدء الحوار الوطني في مجلس النواب. وقد اكد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مشاركته في الحوار، متمنيا ان يكون موضوع الرئاسة الموضوع الاول على جدول الاعمال ان لم يحسم الموضوع قبل الحوار. واشار الى ان هناك سعيا يقوم به الرئيس فؤاد السنيورة لعقد جلسة لمجلس الوزراء من اجل تأمين مصالح الناس مؤكدا ان قوى 14 اذار ستعتذر عن المشاركة في حال ترأس رئيس الجمهورية الجلسة معتبرا ان التعطيل بوقت قصير حافز لاعادة الانطلاق بزخم افضل.
على صعيد اخر انشغلت الاوساط السياسية امس برسالة تحمل توقيع الرئيس اميل لحود نشرت امس وتضمنت هجوما عنيفا على الحكومة والاكثرية النيابية. وقد ردت كتلة المستقبل النيابية بعنف على هذه الرسالة واتهمت لحود بتزوير فاضح للحقائق. وكان لحود قال في رسالته: وبهدف اطلاق الدكتور جعجع من السجن، فرض تيارالمستقبل عفوا لمتطرفين متشددين قاموا بقتل جنود في الجيش، ربما تبختر بعض منهم في شوارع الاشرفية ذات احد من شباط. ما هي الوعود الاخرى المتبادلة بين الدكتور جعجع، ونواب 14 آذار والنائب سعد الحريري? هل موضوع الرئاسة، ضمن سلة الوعود هذه? وتحدث عن الحكومة في رسالته وقال انها حكومة معارضة تدعو لتظاهرات شعبية ضد نفسها، وتوجهها ضد رئاسة الجمهورية. هكذا، فالتظاهرات الاخيرة المنددة بالرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، قد تم تنظيمها تحت لوائها، وتم تحويلها عن هدفها الاساس للانقضاض على الاشرفية وعلى الكنائس، وقد تم توجيه التهمة الى سوريا، كما لو ان الحكومة لا تتحمل أي مسؤولية. تراهم اتوا ليوحدوا او ليوجدوا الانقسامات? تراه ذلك هو الدور الذي كلفوا به من رعاتهم الدوليين? ترى لهذه الغاية تم استقبال زعيم تيار المستقبل وزعماء الأكثرية الآخرين في السفارات ومواقع القرار الغربية? وتابع الرئيس لحود ان رئيس الجمهورية يزعج هؤلاء لان في يده المؤسسة الوحيدة التي لم يتم الاستيلاء عليها حتى الان، ويحد تاليا من دكتاتوريتهم الهادفة الى التنعم بالسلطة والانتفاع من مغانمها، بهدوء. وقد ردت كتلة المستقبل النيابية على الرسالة .
وقالت: انها استعرضت المواقف الاخيرة الصادرة عن اميل لحود وخصوصا المقال المنشور في صحيفة (لوريان لوجور) بتوقيعه والذي تضمن تزويرا فاضحا لحقائق سياسية وتاريخية ومحاولة مكشوفة للتحريض الطائفي والمذهبي في غير فقرة من فقراته. ولم تستغرب الكتلة جنوح اميل لحود نحو استخدام كل اشكال التضليل السياسي والاعلامي مهما كانت رخيصة، في سبيل التشبث بموقع الرئاسة الاولى خلافا لارادة اكثرية اللبنانيين التي تنادي بكل مستويات التمثيل والتعبير بوجوب تنحيه عن الرئاسة. واضافت الكتلة في بيانها ان احتماء اميل لحود خلف بعض الجهات السياسية للنيل من قيادات وطنية ومن الاعلام اللبناني عموما، وكذلك لاتهام الحكومة بتنظيم الاحد الاسود في الاشرفية، هو دليل جديد الى الحالة العشوائية التي تدار من خلالها رئاسة الجمهورية في البلاد، وسبب اضافي للاصرار على التمسك برحيل اميل لحود عن الرئاسة ودعوة جميع اللبنانيين الى مواصلة التعبير الديمقراطي عن هذا المطلب حتى تحقيقه، لما يمثله اميل لحود من خطر متزايد على الوحدة الوطنية ومصالح لبنان العليا وعلاقاته الخارجية.
من ناحية اخرى تم امس لقاء بين الوزير السابق سليمان فرنجيه والوزيرة نايلة معوض في منزل السيد حبيب طربيه في بيروت وبحضور المطران رولان ابو جودة، وجاء اللقاء تلبية لرغبة البطريرك صفير وبعد وساطة من بكركي التي زارها امس الوزير السابق فرنجيه والتقى البطريرك. وعلى صعيد مشروع قانون الانتخابات الجديد، قال الوزير السابق فؤاد بطرس رئيس اللجنة الوطنية لوضع القانون، ان المشروع في طور الانجاز، واللجنة مدعوة غدا وبعد غد وطوال الايام المقبلة لمتابعة درس بنوده. اضاف: ان كل ما يقال ويحكى وينشر عن هذا المشروع هو محض اجتهادات، لأن المشروع لم يستقر بعد على صيغ نهائية. وهناك افكار معروضة للتداول والبحث. وفي دمشق، اجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس مباحثات مع مساعد وزير الخارجية القطري محمد عبد الله الرميحي حول العلاقات اللبنانية السورية والملفين العراقي والايراني. وقال الرميحي الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الامن الدولي ان المباحثات تناولت الوضع في الشرق الاوسط وقرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 المتعلق بلبنان والملفين العراقي والايراني والعلاقات الثنائية.
صحيفة المستقبل:
رأت "المستقبل" ان لبنان دخل اعتباراً من يوم أمس أسبوعاً سياسياً مفصلياً وحاسماً بالنسبة الى مستقبله لمرحلة ما بعد الوصاية السورية، والعنوان الأبرز لهذا الأسبوع السياسي الحاسم هو مؤتمر الحوار الوطني الذي ينعقدُ بعدَ غد الخميس في المجلس النيابي، في وقت بدا انّ الفرقاء جميعاً حسموا مبدأ المشاركة في هذا المؤتمر. ومع اقتراب الموعد، سجّلت مواقف تحاول الايحاء بأن مؤتمر الحوار يمكن أن يكون المكان المؤاتي لبتّ مسألة رئاسة الجمهورية، بحيثُ يشكّل ذلك محاولة تطمين لقوى 14 آذار من انّ المؤتمر لن يكونَ فخاً منصوباً لها لفرملة اندفاعة المطالبة بتنحيةالرئيس اميل لحود، وذلك فيما ترافقت الاستعدادات للمؤتمر بحديث عن تحرّك عربيّ موازٍ وإن كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي الداعي الى الحوار لفت من عمان أمس الى انه "حتى الآن لا يوجد شيء اسمه مبادرة عربية بالمعنى المتكامل".
كذلك، بدا أمس انّ الانتقادات الموجهة الى طريقة التمثيل السياسي والطائفي في المؤتمر، والى نواقص في آلياته، انما تقع "تحت سقف" الاستعداد للمشاركة، في مسعى لتذليل العقبات من أمام انعقاده. في هذا المناخ الاجمالي، أكد الرئيس برّي ان "لا شيء الا وسيكون خاضعاُ للنقاش في المواضيع الثلاثة للحوار"، لافتاً الى ان "ثمة فقرة في القرار 1559 تتعلق برئاسة الجمهورية ستكون موضوع نقاش". وواكب برّي في موقفه هذا، عضو لجنة المتابعة النائب علي حسن خليل الذي أشار بدوره الى انّ "موضوع رئاسة الجمهورية بند من بنود القرار 1559". ولفت الى انه "في الجلسة الأولى يتم تحديد الأولويات".
وقال في تصريح لوكالة "ا ف ب" ان "ادارة الجلسات ستتقرر عند أول اجتماع وسيتم اختيار من يدير الجلسات على أن يكون هو نفسه أو يتغيّر مع كل جلسة (..)". ولاقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، موقف برّي ب "نسبة"لافتة. فقد أعلن جعجع "سنذهب بالتأكيد للمشاركة في الحوار"، وأضاف "اذا لم يبتّ موضوع رئاسة الجمهورية قبله فمن المؤكد انه يجب أن يكون البند الأول المطروح على طاولة الحوار للتفاهم على الاجراءات اللازمة لانقاذ بعبدا".
وقال تعليقاً على تأكيد برّي انّ رئاسة الجمهورية مطروحة للحوار من ضمن القرار 1559 "اذاً، يجب أن يكون موضوع الرئاسة قبلَ أي موضوع آخر (..)". وبينَ تأكيدات برّي بأن موضوع الرئاسة على طاولة الحوار ومطالبة فرقاء 14 آذار بأن يكون البند الأول، أعلنت كتلة "المستقبل" النيابية بعد اجتماعها أمس برئاسة النائب سعد الحريري "ترحيبها بمبدأ الحوار ورهانها على أن يترجم هذا الحوار الاجماع الوطني حول القضايا المطروحة". غير أن الكتلة عبّرت في الوقت نفسه عن "استغرابها لمحاولة تخطي حقائق التمثيل السياسي والطائفي عن طريق الزجّ بأسماء لا تتوافق مع القواعد التي اعتمدت في الدعوة الى الحوار"، وأكدت "تبني رفض الأكثرية الساحقة من النواب الأرثوذكس تغييب موقع نيابة رئاسة المجلس النيابي عن الحوار".
وشدّدت على انّ "أيّ اخلال بالمبادئ المعتمدة من شأنه أن يضع علامات استفهام حول صدقية وجدوى هذا الحوار لدى الرأي العام". في هذا الوقت، وقّع سبعة نواب من الطائفة الأرثوذكسية عريضة وجّهت الى رئيس مجلس النواب تستغرب فيه "ورود اسم النائب ميشال المر" في الدعوة الى مؤتمر الحوار، وتلفت الى انّ "المرّ لا يمثل إلا نفسه، علماً انه ينضوي في كتلة ممثلة برئيسها". واعتبرت ان "نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري يتبوّأ أرفع منصب سياسي أرثوذكسي حالياً وله أحقية التمثيل"، وأكدت "تأييد مشاركة النائب غسان تويني كمناضل وطني وسياسي حكيم تفخر به الطائفة الأرثوذكسية ويفخر به الوطن (..)".
في هذه الأثناء، وفيما يتواصل التوقيع على العريضة الشعبية المطالبة برحيل لحود من بعبدا، أعلنت "هيئة التنسيق والحوار" المنبثقة من قوى 14 اذار ان العريضة النيابية الثانية المؤسسة على عريضة توثيق الإكراه على التمديد للحود، والتي تعتبر ان موقع الرئاسة في حال شغور وتطالب بالخطوات الدستورية لانتخاب رئيس جديد، ستقدّم الى رئاسة المجلس غداً.
صحيفة الديار:
قالت "الديار" ان الثاني من آذار هو الموعد المحدد للحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وفيما وجهت الدعوات الى المعنيين برزت مشاكل عدة كانت في البداية تردداً في حضور بعض القوى السياسية، وثانية برزت اشكالية التمثيل الأرثوذكسي. أما الأمر الثالث فهو أن الحوار بدا وكأنه بمثابة رفع عتب لناحية إجرائه، وهو سيجري كمضيعة للوقت، لأن بعض الأطراف التي ستجلس الى الطاولة المستديرة التي أوصى عليها رئيس المجلس قد لبت الدعوة لعدم وضعها في موقع الرافض للحوار وليس من أجل وضع حلول لكل المشاكل المطروحة على طاولة البحث، وبالتالي فإن هكذا حوار سيكون مصيره الفشل.
من جهة ثانية، فإن قوى 14 آذار الداعية الى استقالة الرئيس اميل لحود وتتكلم بإسم الذين نزلوا الى الشارع، لا ترى ما يعانيه الشعب اللبناني من الفقر والعوز، بل تعمد الى تعطيل جلسة مجلس الوزراء السابقة بحجة عدم الحضور الى قصر بعبدا، وبالتالي فهي لا تقدم الحلول للشعب اللبناني الذي يعاني الهموم المعيشية بل تزيد الى همومه تعطيلاً في عجلة الدولة والأمور الاجتماعية التي يطمح الشعب الى تحقيق الحد الادنى منها. الأكثرية الحاكمة تقود المواطن الى المجهول من خلال السياسة التي تتحكم بها في مفاصل الدولة، والشعب غارق في الأوهام التي تطلق يومياً على شاشات التلفزة ولا يعرف ماذا يخبئه المستقبل له.
وتابعت "الديار" تقول ان وزير العدل شارل رزق ينتظر تسلمه من السلطات الفرنسية تفاصيل وظروف القرار القضائي الفرنسي والقاضي باطلاق سراح الشاهد السوري زهير الصديق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي من المفترض أن يخرج من السجن يوم الخميس المقبل. ويتجه الوزير رزق بعد تسلمه التوضيح الفرنسي الى الطلب خطياً من السلطات الفرنسية ابقاء الصديق موقوفاً، أو على الأقل وضعه تحت المراقبة الدائمة للسلطات الفرنسية بحيث تبقى سلامته الشخصية من مسؤولية الدولة الفرنسية كاملة، بانتظار بدء المحكمة الدولية اعمالها وبالتالي سماع افادته امام القضاة. وربطت مصادر ديبلوماسية في بيروت بين ما حصل على صعيد الشاهد الصديق وزيارة شيراك المرتقبة الى السعودية غداً، بأن شيئاً ما يجري طبخه على المستوى الدولي حول لبنان. في هذا الوقت اجتاز لبنان قطوع تعطل اعمال مجلس الوزراء، وذلك بعد أن تم الاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة على تحديد مبنى المجلس الاقتصادي ـ الاجتماعي كمقر موقت لمجلس الوزراء عوض المقر القديم والذي كان في مبنى الجامعة اللبنانية في المتحف لأسباب امنية.
وتمت الدعوة لعقد جلسة عادية عند الخامسة من مساء يوم غد الاربعاء. ورجحت مصادر مطلعة حضور رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الجلسة. وحول احتمال مقاطعة وزراء «14 آذار " للجلسة في حال ترؤس الرئيس لحود الجلسة لفتت مصادر قريبة من قصر بعبدا انه اذا قاطع وزراء «14 آذار" الجلسة فانهم سيتحملون بأنفسهم مسؤولية تعطيل المؤسسات الدستورية، وبالتالي عمل السلطة الاجرائية.
وكان لافتاً ابداء هذه المصادر ارتياحها للتعاون القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء على ادارة البلد في جو من التفاهم، كما وصفته المصادر القريبة من قصر بعبدا. في هذا الوقت طغى موضوع رئاسة الجمهورية منذ الآن على مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في وقت بدأت فيه التحضيرات النهائية لاستقبال المدعوين الى الحوار رغم الاتصالات الجارية لحسم مسألة التمثيل.
وكشفت مصادر مطلعة ان رئيس المجلس النيابي لا يرى لزوماً لطرح موضوع رئاسة الجمهورية على الحوار والانطلاق تالياً من العناوين الثلاثة التي طرحها رئيس المجلس وهي القرار 1559 ومن ضمنه رئاسة الجمهورية وسلاح حزب الله والمحكمة الدولية والعلاقات مع سوريا. الا ان مجموعة 14 آذار أصرت على طرح موضوع رئاسة الجمهورية كبند اول في الحوار في وقت سألت المجموعة الثانية عن ضرورة التوافق على البديل قبل طرحه. وقد اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع انه اذا لم يتم بت موضوع رئاسة الجمهورية قبل 14 آذار فمن المؤكد انه يجب ان يكون البند الأول المطروح على طاولة الحوار لنتفاهم على الاجراءات اللازمة لإنقاذ بعبدا مما هي عليه في الوقت الحاضر وللولوج تبعاً للمهل الدستورية لانتخابات رئاسية جديدة. اذاً، إما التأجيل لوقت قليل لحين انهاء موضوع الرئاسة او ان يكون موضوع الرئاسة هو الاول على طاولة الحوار.
وبرزت في هذا الاطار ايضاً مشكلة اضافية حول المشاركة الارثوذكسية في المؤتمر من جراء اعتراض نواب لقاء 14 اذار على حضور النائب ميشال المر، طالبين استبداله بنائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري. وقالت مصادر مطلعة على تحضيرات الحوار، بانه لا يوجد في مجلس النواب حالياً نائباً ارثوذكسيا يترأس كتلة، وان طرح اسمي ميشال المر وغسان تويني، اتى من موقعهما السياسي داخل الطائفة، ثم ان النائب المر حاز ما يقارب خمسين الف صوت ناخب مسيحي في دائرته الانتخابية، وهو ما لم يحصل مع اي من النواب المعترضين على مشاركته، اذ ان قرار هؤلاء من مواقعهم في كتلتي المستقبل واللقاء الديموقراطي يهدفون لتقليص الحضور المسيحي المستقل عنهم، بحيث سيكون النائب المر كمحاور عن الطائفة له رأيه وقراره في هذه الحركة، في حين ان المسألة لا ترتبط بالمواقع التي يشغلها ابناء الطائفة الارثوذكسية في السلطة وان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي يريدون اشراكه في الحوار، كان الاجدى بالنائب سعد الحريري، ان لا يسقط اسمه عن لائحة الزوار المرافقين له الى وزارة الخارجية الاميركية، حيث منع من الدخول.
واضافت المصادر، بان داخل مجلس النواب يوجد اربعة نواب فقط ينطلقون من قواعد وتأييد ودعم روحي مسيحي، هم النواب المر، تويني، مخيبر وعراجي. في وقت ان النائبين انطون سعد وانطوان اندراوس هما في اللقاء الديموقراطي، وعاطف مجدلاني في تيار المستقبل، وفريد حبيب في كتلة القوات اللبنانية، ونواب عكار داخل تيار المستقبل. اذ ان ستة نواب من اصل اربعة عشر نائبا سجلوا اعتراضاتهم نتيجة طلب من قبل النائبين الحريري وجنبلاط، في خطوة هدفها الانتقام من النائب المر لتحالفه مع النائب ميشال عون.
وابدت المصادر ذاتها تحفظها على محاولات استبعاد اقطاب الطائفة الارثوذكسية عن حوار قد يؤدي دوراً في رسم مستقبل البلاد لصالح اهداف وحسابات صغيرة وخاصة، وان تسمية النائب المر اتت من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الحريص على انجاح هذا الحوار وتمثيل الطوائف كافة لا سيما المسيحية منها تمثيلا صحيحا. اذ تأتي محاولات ابعاد النائب المر بهدف تطويق النائب ميشال عون الذي سيكون الى جانبه الى طاولة الحوار، الدكتور سمير جعجع الذي تضم كتلته خمسة اعضاء والرئيس الأعلى للكتائب امين الجميل الذي تضم كتلته نائبين عمليا. وفي هذا الاطار فان اجتماعا تنسيقيا سيعقد بين المر والتويني في غضون 24 ساعة للتشاور حول الموضوع في هذا الوقت اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال القاء كلمته في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في الاردن ان لبنان ينتظر انطلاق حوار وطني تمت الدعوة اليه باسم المؤسسة الاكثر استقرارا في النظام السياسي اللبناني اي مجلس النواب.
واضاف بري ان هذا الحوار سيغطي كل العناوين التي استجدت بعد اتفاق الطائف الذي يؤكد الجميع في لبنان التزامهم الدستوري بمندرجاته. وتابع: ان هذا الحوار سيركز على الحقيقة واستتباعاتها في ما يختص بجريمة اغتيال دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وما سبقها وما تلاها وحيث ان جميع اللبنانيين يعتبرون ان الحقيقة تشكل جامعا مشتركا لهم. كما ان هذا الحوار سيركز على القرار 1559 وملحقاته وعلى عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا.
صحيفة السفير:
كتبت "السفير" تقول ان المواعيد والمواقف ازدحمت وتداخلت ، لكن صورة القلق تبقى شبحا يطارد اللبنانيين في يومياتهم، على الرغم من أنهم على موعد مع اجتماع المتحكمين بمصائرهم، على طاولة واحدة، يوم الخميس المقبل، إلا أن قرار الأكثرية فتح معركة رئاسة الجمهورية دستوريا وسياسيا وشعبيا، بصورة لا تحتمل خط رجعة، يجعل الحوار، كما مصير الحكومة، رهن حرب الاولويات والشروط والشروط المضادة وتحسين موازين القوى الداخلية تبعا لما يتحرك على الصعيد الإقليمي. ولعل اخطر ما يواجه لبنان في الأيام المقبلة، ان يجتمع قادته حول طاولة واحدة للإعلان عن عدم قدرتهم على انتاج حل توافقي للقضايا التي يختلفون عليها أو إحالتها الى لجنة متابعة تمييعية، الأمر الذي يعني إسقاط آخر فرصة وآخر مكان متاح للحوار الداخلي في ظل الموقع المأزوم لرئيس الجمهورية والمخاطر التي تهدد الحكومة الحالية بالانفراط وحتى في امكان تشكيل حكومة جديدة او انتاج بيان وزاري جديد كالذي يحكم عمل الحكومة الحالية.
وفيما يصر قادة الاكثرية على جعل مطلب اقالة رئيس الجمهورية عنوانا افتتاحيا للمؤتمر الحواري، فان ما رشح من مناخات من اكثر من اتجاه يشي بان قضايا التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وموضوع العلاقات اللبنانية السورية لن يأخذا حيزا كبيرا من الجدل، حيث سيدور جزء كبير من النقاش حول القرار 1559، في ظل تمسك الاكثرية بمطالبها ولا سيما مطلب اقالة لحود ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ونزع سلاح المقاومة الا اذا قرر "الثنائي الشيعي" الانضمام "الى معركة الاكثرية المفتوحة ضد النظام السوري" وهو الامر الذي اشار اليه عدد من نواب الاكثرية في الايام الاخيرة.
فيما يملك المشاركون من خارج الاكثرية عددا من التصورات ومشاريع التفاهمات كان الجزء الاكبر منها محور نقاش في الجلستين اللتين عقدتا مؤخرا بين رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وبين كل من الرئيس نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله" الحاج حسين الخليل.
وعلمت "السفير" ان مجلس المطارنة الموارنة سيصدر بعد اجتماعه الشهري يوم غد الاربعاء في بكركي بيانا شديد اللهجة في الموضوع الرئاسي، استكمالا للمناخ الذي كان قد ظهّره البطريرك الماروني نصرالله صفير عبر "السفير" يوم الثلاثاء الماضي، فضلا عن التاكيد على دعم الحوار وضرورة عدم الاحتكام الى الشارع والالتفات الى قضايا الناس الاجتماعية الآخذة بالتفاقم. ونقل الوزير السابق سليمان فرنجية عن صفير، امس، تخوفه من اضعاف وتهشيم موقع رئاسة الجمهورية الى الحد الذي لا يبشر بالخير.
في هذه الاثناء، لم يكد رئيس الجمهورية إميل لحود يرفع سقف خطابه السياسي ضد "الأكثرية" والحكومة، حتى صعد "الدخان الأبيض" من السراي الكبير، وتمثل في دعوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجلس الوزراء للانعقاد في مقره المؤقت الجديد في مبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت بدلا من مقره السابق في المتحف. وفيما علمت "السفير" أن لحود ابلغ الرئيس السنيورة قراره حضور جلسة الغد، فان فريق الأكثرية قرر بصورة أولية المشاركة في الجلسة حسب بعض وزراء "تيار المستقبل" والوزيرة نايلة معوض، باستثناء "القوات اللبنانية" التي ظلّت متمسكة بموقفها المقاطع في حال ترؤس لحود. وحسب توقعات أكثر من وزير، فان هذه الجلسة ستكون من اصخب الجلسات في عهد لحود، إذ أن عددا من الوزراء قرروا الرد على ما صدر عن لسانه بحق الأكثرية والحكومة، في معرض الرسالة التي نشرتها صحيفة "لوريان لوجور"، أمس، باسمه ردا على مقال لرئيس تحريرها دعاه فيه إلى الاستقالة. وقال احد الوزراء ان كلام لحود يعتبر "امرا بالغ الخطورة وغير مسبوق في تاريخ الجمهورية وهو عبارة عن دعوة الى التحريض على الفتنة بين اللبنانيين". وردا على سؤال حول تعليقه على كلام رئيس الجمهورية ضد حكومته، قال الرئيس السنيورة ل"السفير" إن غداً الأربعاء "لناظره قريب".
وكان لحود قد شنّ اعنف هجوم سياسي ضد "الأكثرية"، واتهمها بأنها تعمل "بدعم من القوى الأجنبية المتحالفة مع إسرائيل"، وقال أن الحكومة الجديدة المنبثقة عن الأكثرية النيابية "فشلت في مبادراتها كافة وهي بدلاً من أن تتحمل مسؤولياتها كانت في كل مرة تلقي التبعة على الآخرين، وأنا لن ادع لا الدستور، ولا الحريات ولا الأمن تحت رحمة حكومة، هي في أحسن الأحوال غير مسؤولة ومسودة حكومة، وفي أقصى الاحتمالات مرتبطة بالمصالح الخارجية".
وحمّل الحكومة مسؤولية تنظيم مظاهرة "الأحد الأسود" في الاشرفية، وقال "إنها حكومة معارضة تدعو لتظاهرات شعبية ضد نفسها، وتوجهها ضد رئاسة الجمهورية". إلى ذلك، تبدأ صباح يوم الخميس المقبل في مجلس النواب، أعمال مؤتمر الحوار الوطني، بجدول أعمال يتضمن ثلاث قضايا هي القرار 1559 والعلاقات اللبنانية السورية والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم تكن قد حسمت بعد قضية تمثيل الأرمن والارثوذكس وكذلك من يمثل نواب القومي والبعث والتنظيم الشعبي الناصري.
وقالت الوزيرة نايلة معوض ل"السفير" إن نواب "قرنة شهوان" سابقا (وهم أربعة) قرروا أن يمثلهم بطرس حرب على طاولة الحوار يشاركه زميله جواد بولس. وان هذا ما ستبلغه اليوم إلى الوفد الذي يقوم بدعوة الكتل السياسية الى الحوار. وقال الوزير جان اوغاسبيان ل"السفير" إن النواب والوزراء الأرمن سيجتمعون اليوم بحضور قيادات الأحزاب الارمنية الثلاثة "الطاشناق" و"الهنشاك" و"الرامغفار" وفي ضوء الاجتماع يتخذ القرار المناسب. وعلى الصعيد الارثوذكسي، بدا ان هناك اكثر من عقدة مستعصية، وحتى يوم امس، لم يكن قد حسم امر من يجلس على الطاولة الرئيسية من بين الاسمين المتداولين وهما غسان تويني وميشال المر. وتردد ان هناك توجها لدى الاكثرية الى رفع عريضة موقعة من معظم النواب الارثوذكس تطالب بحصرية تمثيل تويني وبحضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وهو الامر الذي اشار اليه صراحة، امس، بيان كتلة تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري.
وقالت مصادر مقربة من رئيس المجلس النيابي ان معالجة هذه القضية متروكة الى ما بعد عودة بري في الساعات المقبلة، فضلا عن قضايا اخرى مثل ادارة الحوار، حيث يقترح البعض ان يترأس الرئيس السنيورة كل جلسات الحوار، فيما طرح البعض الآخر، ان يتم الاتفاق في كل جلسة على رئيس يدير الحوار. وقال قائد "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع انه "إما التأجيل لوقت قليل إلى حين إنهاء موضوع الرئاسة أو أن يكون موضوع الرئاسة هو البند الأول على طاولة الحوار".
واصدرت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها في قريطم برئاسة النائب سعد الحريري، بيانا نبّهت فيه من أي اخلال بالتركيبة الطائفية والسياسية للمؤتمر، وشددت على ترجمة الحوار إجماعا وطنيا حول القضايا المطروحة، "وفي مقدمتها قضية التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ومحاكمة المجرمين المتورطين في هذا العمل الإرهابي أمام محكمة دولية تنزل بهم العقاب الذي يستحقونه". بدوره، "التيار الوطني الحر" الذي قرر شن هجوم سياسي ايجابي باتجاه المختارة، حيث سيقوم وفد منه اليوم بلقاء النائب وليد جنبلاط، عشية مؤتمر الحوار، اعلن بلسان تكتل التغيير والاصلاح ترحيبه بالمؤتمر، لكنه أعرب عن "أسفه الشديد لما يلجأ اليه البعض من مناورات ووضع شروط مسبقة ومواقف تصعيدية"، داعيا كل الفرقاء الى "التحرر من كل الرهانات والضغوط والمصالح الخارجية، اقليمية كانت أو دولية".
وعلم ان رئاسة المجلس النيابي قد طلبت حجز اكثر من فندق في وسط العاصمة، كما تقرر قطع بعض الطرق المؤدية الى "المربع الامني" الممتد من مبنى الامم المتحدة في رياض الصلح الى ساحة الشهداء شرقا ومن الصيفي حتى الفينيسيا غربا، على ان تتخذ اجراءات امنية مشددة على مدى اثني عشر يوما (من الثاني حتى الرابع عشر من آذار). وطلب من قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي وضع خطة بالتنسيق مع شرطة مجلس النواب التي ستشرف على المحيط المباشر لمقر المجلس. من جهة ثانية، جمع أمس منزل الوزير السابق هنري طربيه، في الأشرفية، الوزيرة نائلة معوض والوزير السابق سليمان فرنجيه، استكمالا لمساعي التهدئة بين الطرفين التي كان بدأها البطريرك الماروني نصرالله صفير، الذي أولج الأمر لنائبه المطران رولان أبو جوده الذي كان حاضرا في اللقاء. وعلم ان الجانبين اتفقا على ان الخلاف في السياسة "لا يمنع بل يفرض ضرورة تغليب التعقل والبعد عن جو التشنج والحرب الكلامية والاحتكام الى الشارع. وتم التوافق على أهمية التواصل المباشر لتطويق أي اشكال ممكن ان يحصل، كما ان الاختلاف يجب ألا يمنع التواصل في أمور زغرتاوية أو عامة". وقد أكد كل من معوض وفرنجية ان لكل منهما تحالفاته السياسية والوطنية وان الأساس هو تحييد زغرتا عن اي تشنج سياسي.
في هذه الأثناء، شارفت الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس على إنجاز مهمتها، على أن تسلم المحصلة النهائية إلى الرئيس السنيورة وسط تجاذب بين فريقين، الأول يدعو إلى تسليم خلاصاتها قبيل انطلاق مؤتمر الحوار، والثاني، يدعو إلى التريث إلى ما بعد انتهاء أعمال المؤتمر، خشية أن تكون له أية مفاعيل سلبية على مناخات الحوار.
وأشارت تسريبات بعض أعضاء اللجنة إلى وجود ثلاث صيغ انتخابية، أولى تقسم بموجبها الدوائر الى تسع (بيروت دائرة واحدة وكل محافظة من المحافظات الاربع الى دائرتين)، والثانية تقترح 13 دائرة (بيروت دائرة واحدة وكل محافظة تصبح ثلاث دوائر) والثالثة تقترح 14 دائرة (تختلف عن الثانية بجعلها بيروت دائرتين بدلا من دائرة واحدة)، على ان تعتمد النسبية في الصيغ الثلاث او الابقاء على النظام الاكثري، فضلا عن اقتراح صيغ مركبة مثل الانتخاب في آن واحد في القضاء والمحافظة. وذكرت مصادر في اللجنة ان المشروع يقترح جعل سن الانتخاب 18 سنة ويحدد سقف الانفاق الانتخابي واستخدام وسائل الاعلام. وقالت المصادر ان اللجنة تراعي في اقتراحاتها عامل تحصين وحماية العيش المشترك، وهي ستعقد اجتماعا اخيرا اليوم تضع فيه اللمسات الاخيرة على تصورها ثم ترفعه الى السلطة السياسية صاحبة الكلمة الفصل في اعتماد أي من الصيغ المقترحة.
صحيفة النهار:
تساءلت "النهار" اذا كانت قوى 14 آذار تقبل على "تجربة تعايش" قسرية جديدة مع رئيس الجمهورية اميل لحود ومن خلال مقر جديد بديل وموقت لمجلس الوزراء أم ستمضي بمقاطعته مع ما يتسبب به ذلك من تعليق جديد لجلسات مجلس الوزراء؟ الجواب منوط بما سيحصل مساء غد، وهو الموعد الذي حدد لعقد جلسة مجلس الوزراء في المقر الجديد الموقت في مبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت الذي تبين انه يشكل حلا معقولا نظرا الى امكان حمايته أمنيا وعزله خلال انعقاد الجلسة، وكذلك نظرا الى انه يشكل نقطة وسطية بين القصر الجمهوري والسرايا بدلا من المتحف. وقد تم التوصل الى اتفاق على اعتماد هذا الحل الموقت لمكان انعقاد الجلسة بعد ظهر امس.
وأعلن الامين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة دعا مجلس الوزراء الى الانعقاد في الخامسة عصر الاربعاء المقبل (غدا) في المقر الموقت الجديد لمجلس الوزراء في مبنى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت، بدلا من مقره الموقت السابق في مبنى الجامعة اللبنانية في المتحف. وقد وزع في وقت لاحق على الوزراء ملحق بجدول أعمال الجلسة التي لم تنعقد الاسبوع الماضي، وتضمن الملحق 49 بندا أضيفت الى الجدول الاصلي وأصبح مجموع عدد البنود 90. لكن حل عقدة المكان الموقت الجديد لمجلس الوزراء لم تلغ احتمالات مقاطعة وزراء الغالبية، او بعضهم على الاقل، الجلسة في حال حضرها رئيس الجمهورية اميل لحود لترؤسها. وقد أفادت المعلومات ان لحود ينوي الحضور فعلا فيما لم تتضح بعد نهائيا مواقف كل وزراء الغالبية من الحضور او المقاطعة. ويتزامن موعد الجلسة مع استكمال التحضيرات الامنية واللوجستية لبدء مؤتمر الحوار في مجلس النواب غداة هذه الجلسة، اي صباح الخميس.
وعلم ان التدابير الامنية الخاصة بحماية مجلس النواب والزعماء والسياسيين المدعوين الى الحوار ستبلغ ذروتها مساء الاربعاء، بحيث تقام منطقة أمنية واسعة ومحكمة الاغلاق تمتد على نطاق واسع يبدأ بمحيط السرايا الحكومية وصولاً الى وسط بيروت وكل الشوارع المتفرعة منه.
واضافت "النهار" قائلة انه على مرمى ايام ثلاثة فقط من بدء الحوار تصاعدت امس حرارة "العقدة الارثوذكسية" المتصلة بتمثيل الطائفة الارثوذكسية في الحوار. ووجه سبعة نواب ارثوذكس امس كتاباً الى رئيس المجلس نبيه بري اعترضوا فيه على دعوة النائب ميشال المر كممثل للطائفة وطالبوا باشراك نائب رئيس المجلس فريد مكاري كما ايدوا مشاركة النائب غسان تويني "كمناضل وطني وسياسي حكيم تفخر به الطائفة الارثوذكسية ويفخر به الوطن".
كذلك اتخذت كتلة "المستقبل" موقفاً مماثلاً فرحبت باختيار تويني "ممثلاً طبيعياً لهذه المهمة وتبنت رفض تغييب نيابة رئاسة المجلس. ورجحت اوساط مطلعة على الاتصالات الجارية لاستكمال التحضيرات للحوار ان يتم في الساعات المقبلة حل عقدة التمثيل من كل جوانبها، واكدت ان كل الاجواء والترتيبات تشير الى ان لا عودة الى الوراء وان الحوار ماض كما هو مرسوم له. وقد اعلن بري من عمان امس حيث يشارك في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، ان "لا شيء الا وسيكون خاضعاً للنقاش في المواضيع الثلاثة المطروحة للحوار".
وعن موضوع رئاسة الجمهورية قال: "هناك فقرة في القرار 1559 تتعلق برئاسة الجمهورية وغيرها وكلها ستكون موضوع نقاش". غير ان بري الذي التقى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال: "حتى الآن لا يوجد شيء اسمه مبادرة (عربية) بالمعنى المتكامل، فالامين العام يؤيد الحوار وكذلك الاتحاد البرلماني ودائماً يد من الله ويد من العبد".
في سياق آخر نقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني عن مصدر فرنسي مسؤول امس ان ليس هناك اي جدل بين فرنسا والرئيس اللبناني اميل لحود. واعتبر ان هناك "مزاعم" لن تعلق عليها الخارجية الفرنسية. وقد استدعيت السفيرة في باريس سيلفي فضل الله الى الخارجية الفرنسية الاثنين والجمعة الماضيين لتعرب لها فرنسا عن "دهشتها للمزاعم" التي لا تتوافق مع العادات والتقاليد الديبلوماسية.
واضاف المصدر الفرنسي ان الموضوع الاساسي هو ان مجلس الامن قد اصدر قراراً يحدد مطالب كاحترام الانظمة العامة والاستقلال والديموقراطية والسيادة وعدم التدخل وازالة السلاح، وفرنسا ليست البلد الوحيد الذي يطالب بتنفيذ هذا القرار، وممثل الامين العام للامم المتحدة تيري رود – لارسن يقدم تقارير دورية عن الوضع، وصدر آخر تقرير له في 23 كانون الثاني الماضي، وطالب بانتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وبعدم التدخل الخارجي في لبنان، وبوقف نقل السلاح عبر الحدود اللبنانية الخ...
واشار المصدر الى ان ردة الفعل هي ردة فعل الاسرة الدولية وهي موحّدة. وقد صدر التقرير الرئاسي عن مجلس الامن بالاجماع وشدد على تنفيذ القرارات الدولية. ورأى المصدر الفرنسي ان العلاقات اللبنانية – السورية مضطربة وهذا يعود الى التدخل السوري في الشؤون اللبنانية. واشار الى ان العلاقات بين البلدين هي "علاقات تاريخية"، ولكن يجب تطبيعها لتقوم على احترام السيادة واقامة علاقات ديبلوماسية وعدم التدخل بعد عملية ترسيم الحدود بين البلدين. وشجع المبادرة من اجل اجراء محادثات بين البلدين بمساعدة الاطراف المهتمين بالقضية اللبنانية من اجل الوصول الى تحقيق الاحترام المتبادل بينهما. واعتبر ان المبادرة العربية يجب ان تقوم ضمن الجهود للمساعدة على تنفيذ القرارات الدولية، مؤكداً ان كل مبادرة لا تأخذ في الاعتبار القرار 1559 ستفشل لان هناك اجماعا من الاسرة الدولية على تنفيذ هذا القرار. وقال ان التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والقرار 1559 منفصلان. ولاحظ ان سوريا لا تتقيد لا بالقرار الدولي ولا بالتحقيق.
اما في موضوع افراج القضاء الفرنسي عن الشاهد السوري محمد زهير الصديق فذكر المصدر الفرنسي المسؤول ان القضاء في فرنسا هو سلطة حرة والسلطة التنفيذية لا تتدخل قطعا في صلاحية القضاء، وقد طلب القاضي بعض الضمانات من القضاء اللبناني لانه لا يمكن تسليم متهم الى بلد ينفذ حكم الاعدام في حال ثبوت الجرم عليه. واوضح ان القاضي الفرنسي لم يحصل على هذه الضمانات القانونية. واشار الى انه لم يتخذ حتى الآن اي قرار رسمي في مجلس الامن في شأن المحكمة الدولية وليس هناك سوى ترتيب للنظر في امكان مساعدة لبنان لانشاء هذه المحكمة. وان الامم المتحدة هي في مرحلة انشاء هذه المحكمة وقد جرت محادثات بين ممثل الامين العام والقضاء اللبناني.
وفي بيروت، علمت "النهار" ان وزارة العدل شهدت امس سلسلة اجتماعات بعيداً من الاضواء امتدت حتى المساء. وعقد اجتماع ضم وزير العدل شارل رزق، ورئيس مجلس القضاء الاعلى انطوان خير، والنائب العام التمييزي سعيد ميرزا، والمحامية العامة التمييزية جوسلين ثابت، على خلفية متابعة موضوع اطلاق الشاهد السوري محمد زهير الصديق في فرنسا، ورفض تسليمه الى السلطات اللبنانية الا بتعهد منها بعدم حكمه بالاعدام الامر الذي واجهه وزير العدل بالتأكيد ان نتائج التحقيقات ستكون امام محكمة دولية التي لا تحكم بالاعدام وبالتالي فإن الموضوع ليس ثنائياً بين القضاءين اللبناني والفرنسي بل بين لبنان وفرنسا والمجتمع الدولي، على حد تعبير مصادر وزارة العدل.
كما علمت "النهار" ان السفيرة سيلفي فضل الله افادت وزارتي الخارجية والعدل انها اجتمعت امس بمستشار وزير الخارجية الفرنسي نيقولا دالي المكلف متابعة ملف استرداد الشاهد الصديق وطلبت منه نسخة عن القرار الصادر عن محكمة الاستئناف في مدينة فرساي، ويتوقع ان تتسلمه منه خلال 24 ساعة. وقد افادها ان قرار اطلاق الصديق جاء تطبيقاً للقانون الفرنسي الذي لا يسمح باستمرار توقيفه بعد رفض طلب استرداده المقدم من لبنان. ومعلوم ان لبنان يتجه الى الطلب من فرنسا التحفظ على محمد زهير الصديق، بعد اطلاقه ريثما تتبلور الجهود لتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018