ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 3 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الجمعة 3 آذار/ مارس 2006

العنوان الرئيسي في صحيفة الديار جاء على الشكل التالي:‏

ـ بري نجح في جمع الصف الأول للحوار حول الوفاق‏

ـ عون : منطق الشراكة‏

ـ نصرالله : تغيير الرئيس يطرح البديل 14 آذار : الأولوية تغيير ‏لحود‏

ـ المر يقترح هدنة لشهرين‏

وتحته كتبت "الديار" تقول , لقد نجح رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة الى حوار على مستوى قيادات الصف الاول حول ‏الوفاق.‏ وكان تخوف كبير ان لا تأتي قيادات الصف الاول الى الحوار نظراً للأوضاع السياسية والأمنية في ‏البلاد.‏ وهذه الدعوة إلى الحوار حول الوفاق بين القيادات اللبنانية شكلت الآتي :‏ ‏1ـ نجاح لمشروع الوفاق الوطني.‏

‏2ـ نجاح للرئيس نبيه بري الذي يبدو أنه مدعوم من سوريا والسعودية.‏

‏3ـ نجاح للمبادرة السعودية المصرية التي يدعمها الاتحاد الاوروبي.‏‏

وتابعت "الديار" تقول ان ‏2آذار 2006 قد يكون يوم تلاقي اللبنانيين بعد أن كان 14و8 آذار قد شكلا علامة انقسام في ‏الحياة السياسية اللبنانية.. فالاجواء التي سادت أول يوم من الحوار الوطني اللبناني الذي ‏انطلق امس بمبادرة من الرئيس نبيه بري عكست مناخا ايجابياً لم يكن متوقعا أو على الأقل لم ‏يكن متلائماً مع المخاوف التي سادت المناخ العام من قبل نصف ساعة من بدء الحوار الذي تأخر ‏ساعة كاملة عن موعده. ‏ وفي ظل اجراءات أمنية غير مسبوقة التأم عقد المتحاورين الى الطاولة المستديرة بعد اتصالات ‏ومساع حثيثة بذلت لتذليل العقبات التي كادت تطيح بالحوار رغم انها لم تكن جوهرية.‏‏

وقد استطاع الرئيس بري مستعيناً باتصالات ولقاءات مباشرة عقدها في مجلس النواب وبالنائب ‏علي حسن خليل أن ينجح في معالجة التحفظات التي ابداها فريق 14 آذار حول التمثيل ‏الارثوذكسي، مع العلم أن هذا الفريق اعترض ايضاً على كتلة الاحزاب المستحدثة التي لم يتسن ‏لها المشاركة في الحوار بسبب تأخرها عن تسمية رئيسها الذي يجب أن يجلس في الصف الأمامي.‏ وقبل عشر دقائق من بدء الحوار (الثانية عشرة ظهراً) نجح الرئيس بري في جمع كل المدعوين الى ‏الطاولة المستديرة في الطابق الثالث من المجلس النيابي بعد أن قرّ الرأي على أن يتمثل ‏الارثوذكس بالنائبين ميشال المر وغسان تويني كل على كرسي أمامية. اما كتلة الأحزاب فلم ‏تشارك في الحوار واصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي موقفا في وقت لاحق جدد تأييده ‏للحوار وثقته بحركة «أمل " وحزب الله.‏‏

وشارك في الحوار الى الطاولة المستديرة في الصف الاول 14 رئيس كتلة أو رئيس حزب له كتلة ‏نيابية في المجلس ومن ضمنهم ممثلو الارثوذكس، وجلس وراء كل منهم نائبان ما عدا بطرس حرب ‏جلس وراءه في وقت لاحق النائب جواد بولس، ولم يجلس وراء المر وتويني أحد.‏ اما في الخارج فكانت وسائل الاعلام تبث رسائل يغلب عليها طابع التكهن باعتبار ان الحوار ‏عقد وراء ابواب مغلقة ووسط تدابير امنية مشددة للغاية.‏ بعد وقوف الجميع للنشيد الوطني اللبناني، رحب الرئيس بري بالمشاركين مؤكدا على المسؤولية ‏الكبيرة التي تقع على الجميع، ومجددا التأكيد على الحوار.‏ وايد الجميع ان يدير الرئيس بري الحوار وقال القياديون والنواب المشاركون بعد الجلسة ‏الاولى التي استمرت نحو ثلاث ساعات ان رئيس المجلس نجح في ادارة الحوار في شكل متقن فكان ‏الاطفائي قبل نشوب الحريق وكان المتدخل دائما لتصويب النقاش بطريقة سلسلة لاقت استحسان ‏الجميع.‏ ووافق الجميع على ان يتكلم الرئيس بري باسمهم الى وسائل الاعلام حول سير اعمال الحوار.‏‏

وتجنب المشاركون في هذا الحوار تسريب معلومات حول ما دار من نقاش داخل القاعة المغلقة ‏لكن ما تسرب في شكل متفرق من معظم الاطراف يؤشر الى ان الاجواء كانت جيدة ولم تكن متشنجة ‏كما كان متوقعا.‏ وعلمت "الديار" انه في بداية الجلسة، حسب ما تسرب، حاول الدكتور سمير جعجع اثارة موضوع رئاسة الجمهورية، ‏لكن معظم المتداخلين فضلوا البدء بجدول الاولويات اي موضوع حقيقة جريمة اغتيال الرئيس ‏الشهيد رفيق الحريري وكان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري من اصحاب هذا الرأي.‏ وبالفعل فقد بدأ المتحاورون ببند الحقيقة وابدى كل رأيه المعروف في هذا الموضوع. وقالت ‏المعلومات انه لم يكن هناك خلاف اولا على تأكيد الجميع حول وجوب الوصول الى الحقيقة كاملة ‏وكشف المجرمين ومعاقبتهم، وثانيا استمرار التحقيق الدولي للوصول الى النتائج النهائية، ‏وثالثا مواصلة الحكومة متابعة موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي.‏ وقال احد النواب الذين شاركوا في الحوار ان هذا البند لم يكن من الصعب الوصول حوله الى ‏موقف بالاجماع كما اعلن الرئيس بري حيث اوضح بعد الجلسة الاولى «ان قرارات الحكومة لهذه ‏المتفرعات لموضوع الحقيقة سيتابع من قبل الحكومة اللبنانية، والاجواء ليست فقط جدية بل ‏استطيع ان اقول اجواء ايجابية رغم المواقف المتنوعة من اطراف الحوار ‏ وبعد الانتهاء من موضوع الحقيقة عاد الدكتور جعجع واثار موضوع رئاسة الجمهورية معتبرا ‏ان هذا المركز اصبح في فراغ، وانه من غير المقبول الاستمرار على هذا المنوال داعيا الى ‏التوافق لتنحية الرئيس وانتخاب رئيس جديد.‏‏

وقدم النائب وليد جنبلاط مداخلة مفصلة كرر فيها موقفه من رئيس الجمهورية داعيا الى ‏اقالته بالطرق السلمية والدستورية، وشن مرة اخرى هجوما عنيفا على سوريا، وكرر ‏مواقفه ايضا من موضوع سلاح المقاومة وتأييده للقرار 1559 الداعي الى نزع سلاح ‏الميليشيات، وكذلك بالنسبة الى مزارع شبعا وما اعلنه في صددها في وقت لاحق.‏‏

وقالت مصادر نيابية ان لهجة جنبلاط كانت مرتفعة نسبيا لكنها بقيت تحت سقف التصريحات التي ‏ادلى بها مؤخرا.‏‏

اما الرئيس امين الجميل فأكد على موقع الرئاسة والحفاظ على هذا الموقع، لكنه طالب في نفس ‏الوقت بتنحية الرئيس لحود بالتوافق.‏ ودافع الجميل عن نفسه مؤكداً انه لم يسع الى التمديد اثناء ولايته كما يتهمه البعض وانه ‏لم يثر ذلك خلال زيارته الى دمشق.‏

وهنا تدخل النائب غسان تويني مؤيدا قول الرئيس الجميل ‏ومذكرا بانه كان معه خلال ذلك.‏‏

وطالب النائب سعد الحريري ايضا برحيل لحود مشيرا الى علاقة الاخير وتعاونه مع الرئيس ‏السوري بشار الاسد.‏‏

وقدم السيد نصرالله مداخلة هادئة ومعبرة في الوقت نفسه فتحدث عن العلاقة مع سوريا مشيرا ‏الى ان حزب الله لم يكن يستفيد من سوريا مثل غيره، واعطى امثلة عديدة، مشيرا الى ما تعرض ‏له شباب الحزب في الغبيري من اطلاق النار عليهم.‏ وتحدث عن الرئيس لحود مشيدا بموقفه الداعم للمقاومة منذ 93 وحتى الآن، و"نحن نقدر هذا ‏الموقف ولا يمكن التنكر له" .‏

وجدد الرئيس بري موقفه حول الوقوف وراء البطريرك صفير في هذا الموضوع، وسأل الذين ‏يطالبون باقالة الرئيس لحود عن الآلية الدستورية التي يطرحونها لذلك.‏‏

وقدم الرئيس بري، الذي يحمل ملفا كاملا حول مزارع شبعا يتضمن بعض الخرائط، مداخلة قصيرة ‏كان موقفه حاسما فيها لجهة لبنانية هذه المزارع.‏ وذكرت المعلومات ان الرئيس بري قدم مداخلات قصيرة عديدة لتصويب النقاش في بعض المواضيع ‏وكما استطاع ان يستوعب الموقف و«القنبلة الصوتية " التي القيت قبل بدء الحوار، واستطاع ‏مرة اخرى داخل قاعة الحوار في ابقاء النقاش في مناخ ايجابي لم يكن متوقعاً.‏‏

وخلال النقاش في الجلسة الاولى اثار الدكتور جعجع موضوع الاغتيالات والمح الى طلب المساعدة من ‏‏"حزب الله " في موضوع تعاون سوريا مع التحقيق.‏‏

ورد نصرالله مشيرا الى ان التحقيق الجاري لم يتوصل بعد الى قرينة واحدة تدين سوريا وان هذا ‏التحقيق مستمر ونحن معه وقلنا ذلك منذ اليوم الاول ونكرره دائما.‏‏

الجلسة الاولى انتهت من البند الاول حول الحقيقة في شأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق ‏الحريري بتوافق المتحاورين، الذين تناولوا موضوع رئاسة الجمهورية من ضمن بند القرار ‏‏1559 بطريقة اقل حدة عن تلك الخطابات التي ألقيت في الخارج حول هذا الموضوع في الايام ‏الماضية.‏‏

الرئيس بري وصف بعد الجلسة الاولى الاجواء بأنها «جدية وايجابية والرئيس فؤاد السنيورة ‏اعرب عن ارتياحه للأجواء ووصفها بأنها جيدة.‏

وقال النائب سعد الحريري «ان الامور ‏ماشية وان شاء الله خير اما العماد عون فقال «اننا جئنا لكي نتوافق‏ وحسب المعلومات فقد كانت مداخلات عون قصيرة وعامة كأنه اراد بذلك استكشاف كل الاراء.‏‏

وقالت مصادر نيابية قريبة منه ان جميع المتحاورين اقروا بمرحلة ما قبل الجنرال عون وما ‏بعد والحد الفاصل في 13 تشرين يوم اطيح بالجنرال وان ذلك يعني الاقرار بسقوط الدولة ‏ومنطقها منذ ذلك التاريخ وبالتالي وجوب عودة منطق الدولة.‏ واستأنف المتحاورون النقاش في الجلسة المسائية بوتيرة مقبولة، على حد تعبير احد المشاركين في ‏الحوار، الذي اضاف ان الحوار بدا انه بين فريقين فريق يشدد على منطق الشراكة والتوافق ‏والتشاور في التعاطي مع الامور المطروحة، وفريق يغلب لغة منطق البحث في التقنيات ‏والتفتيش عن السبل المتاحة لإقامة الرئيس لحود من دون رؤية شاملة للوضع.‏‏

وقال المصدر ان الفريق الاول ينظر الى الشراكة والتوافق على انهما يحميان البلد ولا ينظر ‏الى الامور من خلال نقطة منفصلة عن النقاط الاخرى، بينما يرى الفريق الثاني الاولوية ‏لمطلب تغيير الرئيس لحود.‏‏

وحسب المعلومات المتوافرة لـ "الديار" فان النائب وليد جنبلاط قدم مساء مداخلة ثانية هي تكملة ‏للمداخلة الاولى مكررا موقفه من ضرورة نزع سلاح المقاومة وفق القرار 1559، وجدد الدعوة ‏الى اقالة الرئيس لحود، مشيرا الى ان هذا هو مطلب اكثرية اللبنانيين.‏ ولم يدخل العماد عون بالتفاصيل حول موضوع الرئاسة لكنه تحدث عن كيفية حفظ البلد من ‏الاخطار وذلك من خلال صياغة شراكة بين كل الاطراف اللبنانية.‏ وتناول السيد حسن نصرالله في مداخلة له موضوع رئاسة الجمهورية موضحا انه عندما نطالب ‏بتغيير رئيس الجمهورية علينا ان نقول لماذا نطالب بذلك وما هو البديل وهل هناك توافق ‏على رئيس لديه تمثيل شعبي وخاصة لدى المسيحيين.‏‏

وقالت المعلومات ان الرئيس بري تابع المنهج نفسه في ادارة الجلسة فتدخل اكثر من مرة ‏لابقاء النقاش في اطار غير متشنج وكان في كل مداخلة يبدي موقفه المعروف من موضوع رئاسة ‏الجمهورية والمقاومة ومزارع شبعا.‏‏

وفي المعلومات ان الجلسة المسائية بدأت بمداخلة للنائب بطرس حرب الذي رأى ان هناك اجماعا ‏من اللبنانيين وعلينا ان نجد الطريقة، والافضل ان نتفق على آلية تنحيته وعلى البديل.‏‏

النائب ميشال المر: علينا ان نتفق ويجب ان نتفق، واريد هنا ان اوضح ان فخامة الرئيس لا ‏يرحل تحت الضغط ولغة الشارع. فليكن هناك هدنة لشهر او شهرين من اجل تقديم برهان حسن ‏نية وبالتالي فإن الامور يمكن ان تسفر عن نتائج ايجابية ولائقة.‏‏

ايلي سكاف: يجب التوافق على آلية لتنحية رئيس الجمهورية ولقد عانيت اكثر من غيري من ‏السوريين.‏‏

وقدم السيد نصرالله مداخلة اخرى. شدد على ان موضوع رئاسة الجمهورية يجب ان يكون من ضمن ‏سلة متكاملة، وانه لا يمكن ان تتم تنحية الرئيس ثم يأتي رئيس «بالاكثرية النيابية ‏ويقول اريد ان ارسل الجيش الى الجنوب وانزع سلاح المقاومة واجمع السلاح وغير ذلك. اننا نريد ‏ضمانات. ان السلاح ليس للهواية وليس هوايتنا ان نأتي بالسلاح ولكن السلاح للدفاع عن ‏الوطن من الاعتداءات والعدوان الاسرائيلي المستمر ومن الاخطار الاسرائيلية ولتحرير باقي ‏الارض اللبنانية المحتلة.‏‏

وشدد الدكتور سمير جعجع مرة اخرى على الاتيان برئيس قوي يحافظ على الدولة.‏ واشترك جعجع والرئيس امين الجميل في الرأي القائل بوجوب الاتيان برئيس بتوافق وليس بمنطق ‏الاكثرية، وقالا انهما يريدان توافقا اسلاميا ومسيحيا.‏ واقترح المر تعديل الدستور بحيث لا يمكن التمديد لرئيس الجمهورية الا من خلال اجماع النواب.‏ ووصف مصدر مشارك في الحوار بان الجو كان ايجابيا وصريحا وتخلله تبادل المزاح مستذكرا بعضهم ‏حوادث ضد البعض الاخر.‏‏

وفي نهاية الجلسة المسائية التي انتهت عند التاسعة والربع ليلا ادلى الرئيس بري بالتصريح ‏الآتي: طبعاً كانت جلسة بعد الظهر تتناول الموضوع الثاني من المواضيع الثلاثة المطروحة في ‏ما يتعلق بالحوار عنيت بذلك القرار الدولي رقم 1559 ومتفرعاته وتناول النقاش فيها ‏بشكل عام معه انه كان يفترض ان نناقشه بندا بندا، رئاسة الجمهورية السلاح الفلسطيني ‏سواء كان داخل المخيمات او خارجها، سلاح المقاومة، الشيء المتعلق بمزارع شبعا وتلال ‏كفرشوبا وتحرير الاسرى والمعتقلين، وقف الاعتداءات وترسيم حدود مزارع شبعا مع الكيان ‏الاسرائيلي بعد التحرير، هذه البنود كان يفترض ان نناقشها بنداً بنداً. ‏‏

بدأنا بموضوع رئاسة الجمهورية وتفرع الكلام الذي كان يتناول المواضيع الاخرى، لذلك لا يمكن ‏القول انه اتخذ موقف نهائي بأي بند من البنود، ورفعت الجلسة الى تمام الساعة الثالثة من ‏بعد ظهر غد (اليوم) باعتبار ان الغد هو يوم الجمعة وصلاة الجمعة.‏ الحوار بالعمق، وهو جدي كما قلت ظهرا وبمنتهى الصراحة والوضوح والايجابية، وهذا الكلام لا ‏اقوله من باب المجاملة لانه لا مجاملة بالقضايا الوطنية على الاطلاق، ولكن هذا هو الواقع. ‏جميع المسؤولين يتمتعون بالصراحة والمسؤولية وبالجدية.‏ ‏‏

سؤال:اين وصلتم بموضوع رئاسة الجمهورية؟ ‏‏

اجاب: الحوار لم يتوقف لأن كل زميل من الزملاء يشارك في البحث ولكن البحث لا يتناول فقط ‏نقطة معينة بل يجري الاستطراد خلال الكلام، ويأخذ البحث وقتا اكثر.‏ سئل: هل نستطيع القول ان الحوار كسر الجليد بين الاقطاب المتحاورة؟ اجاب: مئة بالمئة، وهذا أحد أهم الانجازات.‏‏

صحيفة السفير :‏

العنوان الرئيسي :جنبلاط يصدّع "النقاش" ونصر الله يرفض المجهول وعون يتهم "الأكثرية" بتذويب دور المسيحيين‏

ـ لبنان يجتمع على الحوار ويفترق على القرار 1559‏

ت مبارك يتلقى اتصالاً من السنيورة ويدعم مبادرة بري وأنان يتمنى لها "النجاح التام".‏

انطلقت صحيفة السفير من هذه العناوين لتقول:‏

ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري نجح في حجز صفحة لمبادرته السياسية الأولى من نوعها في التاريخ اللبناني الحديث، وتمثلت في جمع 14 شخصية لبنانية في صورة واحدة وحول طاولة حوارية واحدة تحت القبة البرلمانية في محاولة للتوصل إلى إيجاد أكبر قدر ممكن من التفاهمات حول القضايا الخلافية وأبرزها القرار 1559 بتشعباته المختلفة. وفيما بدت نسبة التفاؤل عالية في ضوء الجلسة الحوارية الصباحية الأولى، فإنها سجلت تراجعا في ضوء مداخلات ومجريات الجلسة الثانية في المساء، حيث تبين أن هناك بونا شاسعا في الآراء في مواضيع الأزمة الرئاسية وسلاح المقاومة والمخارج المحتملة لكليهما. وهذا الأمر جعل الكثير من المشاركين، أكثر حذرا في إطلاق التقديرات بشأن مصير المتبقي من قضايا حوارية، إلا إذا ساد المؤتمرين تخوف من الفشل المحتمل، قد يدفع باتجاه إحداث اختراق نوعي ينهي الأزمة السياسية المفتوحة، بالاتكاء على منطلقات "المبادرة العربية" لعلها تطرقه من أبواب مختلفة. وقد تحوّل نجاح الرئيس بري، نجاحا لكل من لبّى الدعوة إلى المؤتمر الحواري، ولكل من شجّعها وأعطاها دفعا، خاصة السعودية ومصر، فضلا عن الرأي العام اللبناني الذي تواضع حيال النتائج المرجوة، فجاءت تباشير اليوم الأول، مشجعة، وبات الرهان معقودا على اليوم الثاني وما سيفضي إليه على صعيد القرار 1559 عموما وبنده الرئاسي خصوصا، بوصفه النقطة الأكثر تعقيدا في جدول الأعمال الحواري. وقد أظهرت ردود الفعل الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والرئيس المصري حسني مبارك، وعدد من السفراء العرب والأجانب في بيروت، أن المناخ العربي والدولي هو مناخ داعم للحوار، وأن المبادرة العربية كانت موجودة بشكل أو بآخر، في القاعة الحوارية، سواء من خلال الاتصالات المعلنة أو غير المعلنة، التي تولاها السفيران السعودي عبد العزيز الخوجة والمصري حسين ضرار، وحثّا فيها الأطراف اللبنانيين على إنجاح المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس المجلس النيابي والتوصل إلى تفاهم حول الأطر والقضايا السياسية التي تتضمنها.‏

وإذا كان رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري قد نجح، بالفوز في قضية التحقيق الدولي في جريمة اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر تبني جميع المشاركين بالإجماع قرارات الحكومة في مواضيع لجنة التحقيق الدولية وتوسيع مهماتها وإنشاء المحكمة الدولية، فإن مسار النقاش في القرار 1559 سيحسم المادتين الأكثر تفجيرا وترابطا وهما سلاح المقاومة والملف الرئاسي، فيما يبدو أن مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات شبه محسومة، على أن تعالج بالحوار وبالتزامن مع إيجاد حلول للمسائل الإنسانية والسياسية والمدنية. واضافت "السفير" انه حسب أجواء المشاركين، فإن مقدمات الجلسة الأولى تميزت بمصافحات ثنائية أبرزها بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبين نصر الله والنائب وليد جنبلاط. وأعقب الجلسة أيضا عدد من اللقاءات الثنائية أبرزها بين سعد الحريري والنائب ميشال عون.‏

وعلى عكس أجواء الجلسة الأولى التي كانت هادئة (تأخرت خمسا وستين دقيقة بسبب الشكليات)، فإن الجلسة الثانية، اتسمت بالتشنج فور طرح الموضوع الرئاسي حيث تناوب على الكلام نصف المشاركين وبينهم الحريري وجنبلاط وجعجع الذين حملوا سوريا وإميل لحود مسؤولية التأزم السياسي الذي بدأ مع قرار التمديد، واعتبروا لحود "أداة سورية" و"بقية مرحلة سابقة" وحمّلوه مسؤولية تعطيل دور المؤسسات الأمنية والقضائية، وتناوب كل من جنبلاط وجعجع بالهجوم على سلاح المقاومة، حيث شدد الأول على اننا معنيون بتنفيذ القرار 1559 ببنوده كافة ولا أستطيع أن أبقي السلاح مع المقاومة وأرفض ترك لبنان ساحة مفتوحة للآخرين، فيما اكتفى الحريري بالتركيز في هجومه على لحود، داعيا الى ترحيله.‏

وطالب "الثلاثي الأكثري" كلاً من العماد ميشال عون و"الثنائي الشيعي" بالسير مع قوى الرابع عشر من شباط في موضوع تقليص ولاية لحود عبر تعديل الدستور أو دفعه إلى الاستقالة. وتولى الرد من "المقلب الآخر" العماد ميشال عون رافضا تحميل لحود وحده مسؤولية ما حصل معتبرا أن الآخرين كانوا طيلة المرحلة الماضية أدوات لسوريا في لبنان، واعتبر عون أن المخرج الوحيد للأزمة السياسية المفتوحة يكمن في وضع قانون انتخابي عادل وإجراء انتخابات نيابية مبكرة يبادر بعدها المجلس النيابي الجديد إلى تشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات رئاسية "وإلا لن نمشي معكم في هذا الطريق".‏

وعرض السيد نصر الله لمواقف لحود من المقاومة، سائلا الأكثرية عن مشروعها السياسي المستقبلي وأي دولة تريد وما هو تصنيفها لإسرائيل وهل هناك خطر يتأتي من احتلالها، داعيا إلى مقاربة شاملة في ضوء الوضع الخطير الذي تشهده المنطقة، وشدد على أن المقاومة كانت وستبقى عنصر القوة الاستراتيجية في البلد لردع التهديد والعدوان الإسرائيلي المستمر استنادا إلى ما ورد في اتفاق الطائف والبيان الوزاري للحكومة والوقائع التي يدركها ويلمسها يوميا معظم اللبنانيين. وقال نصرالله: "إذا جئت وقلت كما تقول الاكثرية إن العلاج هو في إقالة رئيس الجمهورية. هناك من يقول إن هناك مسدسا موضوعا في رأسها، أيضا أنا المقاومة أقول ان هناك مسدسات مصوبة الى رأسي. الاسرائيلي يصوب مسدسا، والاميركي يصوب مسدسا، وغيرهم. أنا المقاومة لا استطيع أن افتح مصيري على المجهول وأسلم بأن إقالة رئيس الجمهورية تحل أزمة البلد. انا اسأل اذا لم يبق اميل لحود في رئاسة الجمهورية، لسبب او لآخر.. القرار 1559 رئيس الجمهورية المقبل، كيف سيتعاطى معه. هل سيتعاطى معه على شكل أن يأخذ اول قرار رئاسي بإرسال الجيش الى الجنوب لمصادرة سلاح المقاومة، ونزع السلاح الفلسطيني بالقوة من خارج المخيمات او من داخلها.‏

كيف سيتعاطى الرئيس المقبل مع الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا. ومن المقرر أن يدلي باقي المشاركين بدلوهم في موضوع القرار 1559، في الجلسة الثالثة، التي ستستأنف، عند الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، وإذا سارت الأمور بالاتجاه الإيجابي، فإن النقاش سينتقل تلقائيا إلى النقطة الثالثة في جدول الأعمال وهي العلاقات اللبنانية السورية، في ظل رغبة بإنهاء أعمال المؤتمر يوم السبت المقبل على ابعد تقدير بسبب ارتباط النائب جنبلاط بمواعيد أميركية بدءا من الأحد المقبل. وعلم أن الرئيس نبيه بري سيؤكد في مداخلته اليوم، على وقوفه في الموضوع الرئاسي خلف البطريرك صفير.‏

الى ذلك، أجرى الرئيس السنيورة، امس، اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري حسني مبارك، لمناسبة عودته الى مصر بعد جولته الخليجية، وقد نقل مبارك للسنيورة، "ان المواضيع التي تتصل بلبنان كانت موضع اهتمام ونقاش في اجتماعاته التي اجراها مع قادة الدول الخليجية ومع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وأن كل الاطراف العربية تتمنى للبنان الهدوء والتماسك لمواجهة المرحلة الراهنة". وقد وضع السنيورة الرئيس مبارك، في الاجواء الإيجابية لانطلاقة الحوار الداخلي، وتمنى الرئيس المصري نجاح هذه الخطوة الحوارية حيث أثنى عليها، وأعرب عن دعمه لها وللوصول الى نتائج إيجابية. وكان اتفاق على استمرار التواصل في المستقبل القريب، حسب بيان المكتب الاعلامي في رئاسة الحكومة.‏

بدوره، أشاد الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان بانطلاق الحوار، وقال في بيان له "أتمنى أن يساهم هذا في تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد عن طريق تناول القضايا الخطيرة ذات الاهتمام الوطني". كما هنأ الرئيس نبيه بري على إطلاقه "هذه المبادرة الحاسمة والمناسبة"، معربا عن تمنياته له بالنجاح التام. في هذه الأثناء، أعرب رئيس كتلة "الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون، عن تفاؤله بنجاح الحوار، وقال إن وجود الرئيس اميل لحود يشكل مشكلة في الوقت الحالي "وصعب حل الأمور بوجوده".‏

وإذ اكد عون في حديث مع الزميل مرسيل غانم ضمن برنامج "كلام الناس" على شاشة "إل. بي. سي"، مساء أمس، أنه مرشح لرئاسة الجمهورية لأنه الأكثر تمثيلا بين المسيحيين، أعلن انه يؤيد استقالة لحود من الرئاسة، رافضا في الوقت عينه إقالته بالقوة من منصبه "ما قد يشكل سابقة تاريخية وانقلابا على الدستور". ولفت الى انه يجب إيجاد الظروف الملائمة لإقناع لحود بالاستقالة وذلك في سبيل الاتفاق على البديل، مشيرا الى ان الموضوع لا يزال قيد البحث لحلّه في اطار وجهة نظر شاملة.‏

وقال عون انه لا يمانع من ان يشكل جزءا من قوة ضاغطة لإجبار لحود على الاستقالة في مقابل طمأنة القوى الأخرى التي في إمكانها القيام بذلك، مؤكدا ان لحود لا يريد ضمانة شخصية من احد. وكان عون قد هاجم في وقت سابق في حديث ل"فرانس برس" موقف الأكثرية النيابية الرافضة لانتخابه رئيسا، وقال "يوم انتخاب رئيس لمجلس النواب في الصيف الماضي قالت الأكثرية النيابية إنها لا تريد ان تغضب الطائفة الشيعية وصوتت لنبيه بري فوضعنا نحن ورقة بيضاء ثم وجهنا له التهنئة بعدها".‏

وأضاف "بعدها اختارت الاكثرية النيابية فؤاد السنيورة لمركز رئيس الوزراء الخاص بالسنّة فأيدنا، والآن عندما طرحت نفسي للرئاسة كممثل للمسيحيين تراجعوا عن المبدأ". واعتبر عون أن "هناك عند الاكثرية نوعا من النزعة للسيطرة على المجموعات الطائفية والسياسية ومحاولة تهميش وتذويب للوزن السياسي للمسيحيين" معتبرا ان هذا يعني "استمرار التهميش الذي بدأ مع عهد الوصاية السورية".‏

صحيفة النهار:‏

ـ وقائع من مداخلات السنيورة والجميل وعون ونصرالله وجنبلاط وحرب وجعجع‏

ـ أول حوار لبناني بلا وصاية: صراحة تامة وسقف هادئ‏

ـ رئاسة الجمهورية على الطاولة وبحث في آلية لإنهاء المأزق‏

تحت هذا المانشيت كتبت "النهار" تقول:‏

من دون مغالاة في التفاؤل، كما من دون إغراق في التشاؤم، جاءت حصيلة اليوم الأول لمؤتمر الحوار اللبناني المنعقد منذ البارحة في مجلس النواب، مشجّعة وسط زحمة التعقيدات الهائلة التي تغلف الوضع في لبنان وتراكم أزماته. ويمكن اجمال العناصر المشجعة المستخلصة أقله من نتائج اليوم الأول، بالآتي:‏

أولاً: شكل المؤتمر واقعياً أول حوار لبناني – لبناني يعقد بلا وساطات وبلا وصايات خارجية، وبمبادرة لبنانية صرفة.‏

ثانياً: اتسمت مناقشات الأقطاب المؤتمرين ال 14 مع طواقم عملهم ومعاونيهم ومساعديهم بالكثير من المصارحة، اذ طرحت كل الأوراق على الطاولة بلا مواربة وبلا مجاملات، وبمسؤولية عكسها التزام الجميع الامتناع عن تسريب محضر جلستي الحوار والاكتفاء بالحديث عن المناخات العامة التي طغت عليه. ثالثاً: بدا واضحاً ان البحث دار على خلفية الأزمة المتفاقمة في البلاد، ووسط اجماع المتحاورين على الادراك انه اذا لم يؤد هذا الحوار الى نتائج معقولة وملموسة فان حالة السأم الشعبي، وربما اليأس، سترتب نتائج خطيرة اكثر من أي وقت مضى.‏

وبدا هذا الشعور جلياً على وجوه الوفود المتحاورة التي خرج أصحابها ليلاً من جلستي الحوار متعبين ومرتاحين في آن واحد.‏

رابعاً: فعلت المصالحات الشخصية فعلها في توجيه دفة الحوار، وكان أبرزها مصافحة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بحرارة لافتة وتبادلهما "النكات"، كما حصلت مصافحة دافئة بين نصرالله ورئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع اللذين "تعارفا" والتقيا أمس للمرة الأولى، فضلاً عن اللقاءات الاخرى بين سائر الأقطاب.‏

خامساً: يمكن الاعتبار ان "الانجاز" السياسي الأهم الذي تحقق أمس هو كسر المحظورات في تناول موضوع رئاسة الجمهورية، مع الأطراف الذين كانوا يرفضون حتى البارحة الخوض في هذا الموضوع، وتحديداً "حزب الله".‏

وتابعت "النهار" بقولها انه وفقاً للقليل من المعلومات المتوافرة في هذا المجال فان ثمة "عملاً" تجري بلورته على أساس اقتراح اعده النائب بطرس حرب يقضي بتعديل دستوري "يحظّر" التمديد لرئيس الجمهورية. ويلحظ هذا المخرج ان تم التوافق على مختلف التفاصيل الشائكة المرتبطة بهذا الموضوع، مبادرة حكومية في هذا الشأن وفق آلية قد تكون على جانب من التعقيد لكن التوصل الى تفاهم سياسي من شأنه ان يساعد على اطلاقها.‏

الجلسة الاولى من الحوار خلصت الى "اجماع" المتحاورين على تبني قرارات الحكومة في شأن بند "الحقيقة" ومتفرعاتها أي لجنة التحقيق الدولية والمحكمة الدولية وتوسيع مهمات لجنة التحقيق، كما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف الاجواء بأنها "ليست فقط جدية بل استطيع القول انها أجواء ايجابية رغم المواقف المتنوعة لأطراف الحوار".‏

البند الثاني المتعلق بالقرار 1559 بدأ طرحه قبل انتهاء الجلسة الاولى، وكان من اولى متفرعاته موضوع رئاسة الجمهورية. وطرح رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع بادىء الامر موقفه القائل بوجوب عدم طرح هذا الموضوع على الحوار مشددا على ان التمديد للرئيس اميل لحود باطل. ثم تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مشددا على وجوب الحديث عن القرار 1559 ضمن سلة واحدة، ولكنه رفض البحث في الموضوع الرئاسي من ضمن القرار 1559، مشددا على حصر الموضوع بالجانب السياسي والدستوري وبعيدا من الاحتكام الى الشارع.‏

وقد اعتبرت مداخلة نصرالله على جانب كبير من الدلالات، اذ عكست "رفع الحظر" عن البحث في موضوع رئاسة الجمهورية وموافقة واضحة على خوض النقاش فيه. وطرح النائب بطرس حرب اقتراحا بتعديل دستوري لجعل التمديد لرئيس الجمهورية شبه مستحيل باضافة فقرة دستورية الى المادة 49 لا تجيز بأي حال من الاحوال التمديد او التجديد للولاية الرئاسية. وتحدث رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فتبنى اقتراح حرب وشدد على اقرار آلية تحظر التمديد، لافتا الى ان رئيسا واحدا او رئيسين فقط في تاريخ لبنان لم يسعيا الى التمديد.‏

وأيد النائب غسان تويني كلام السنيورة مشيرا الى ان الرئيس الياس سركيس لم يسع الى تمديد ولايته وكذلك الرئيس أمين الجميل. وكشف ان الجميل كان قد وقع مرسوم تكليف العماد ميشال عون رئاسة الحكومة الانتقالية قبل ان يتوجه الى دمشق في آخر قمة عقدها مع الرئيس حافظ الاسد قبيل انتهاء ولاية الجميل عام 1988 وأودع مرسوم التكليف الامين العام لرئاسة الجمهورية تحسبا لاصابته بأي مكروه محتمل من جراء أي حادث ولئلا تقع البلاد في فراغ دستوري، وليس صحيحا ان الجميل سعى الى التمديد.‏

وتحدث الرئيس الجميل فقدم مطالعة قانونية عن عدم دستورية التمديد للرئيس لحود وقال: "اننا جميعا نعرف بالدستور اللبناني ونريد الحفاظ على موقع الرئاسة وسمعتها وهيبتها وبما ان المجلس النيابي تعرض لضغوط من أجل التمديد فذلك يؤدي الى ابطال العمل بالقانون من جراء العيب في الرضى ويكون التعديل من أجل التمديد غير دستوري وما بني على باطل فهو باطل".‏

ثم كانت مداخلة للعماد ميشال عون فقال انه اذا تم اعتبار التمديد باطلا فذلك يؤدي الى اعتبار كل ما نتج عنه باطلا"، بما فيها القوانين والمراسيم التي صدرت والانتخابات النيابية وتشكيل الحكومات وغيرها". لكن الجميل اشار الى ان هناك مبدأ استمرارية الحكم والادارة العامة، وانه في حالات القوة القاهرة يبقى استمرار الدولة كمبدأ قانوني واعطى مثالا تاريخياً على ذلك تشكيل حكومة بيتان في فرنسا تحت الاحتلال التي لم تبطل مفاعيل قراراتها بعد زوال الاحتلال. وطرح مخرجا للازمة بان يعتمد مجلس النواب "التصويت ذا الهدف الاعلاني" اي الذي يصوب الانتخاب الذي جرى في الماضي باعتباره باطلا.‏

وتحدث رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فاقترح مازحاً ان يكون التعديل الدستوري الذي اقترحه حرب لمنع التمديد" ذا مفعول رجعي". وتوسّع في الحديث فتناول موضوع النظام السوري وضغوطه على لبنان، وموضوع مزارع شبعا وموقفه المعروف منه. وعقب نصرالله على كلام جنبلاط فقال ان كل شيء يمكن ان يطرح للنقاش ولكن لا نقبل بما يؤدي الى اسقاط النظام السوري واشاعة الفوضى في المنطقة. وتحدث عن ضرورة فصل التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن موضوع النظام السوري. الجولة المسائية الثانية غاصت مداولاتها في العمق اكثر فاكثر ليس، في موضوع الرئاسة فحسب، بل تشعبت الى كل القضايا ذات الصلة.‏

وابرز المتكلمين كان جنبلاط ونصرالله والنائب سعد الحريري والعماد عون وجعجع كما قدم الرئيس السنيورة عرضاً مفصلا بالكلفة المالية للتمديد للرئيس الياس الهراوي واميل لحود وما تركه من انعكاسات اقتصادية.‏

المعلومات المتوافرة اجمعت على وصف النقاش بانه كان هادئاً ومسؤولاً وتحت سقف الصراحة المطلقة في الوقت نفسه. واكد الرئيس بري انه كان يفترض مناقشة القرار 1559 ومتفرعاته بنداً بنداً "فبدأنا بموضوع رئاسة الجمهورية وتفرع الكلام الى مواضيع اخرى ولذلك لا نستطيع القول انه اتخذ موقف نهائي من اي بند من البنود". واذ اعلن رفع الجلسة الى الثالثة بعد ظهر اليوم باعتبار ان اليوم هناك صلاة الجمعة، وصف الحوار بانه "كان في العمق وجدياً وبمنتهى الصراحة والوضوح وبمنتهى الايجابية"، مؤكدا "ان ليست هناك مجاملة في القضايا الوطنية على الاطلاق".‏

واكد "كسر الجليد مئة في المئة" بين الاقطاب السياسيين "وهذا من احد اهم الانجازات". وعلم ان واحدة من ابرز المداخلات في الجلسة المسائية كانت للنائب جنبلاط الذي اسهب في شرح وجهة نظره من موضوع "الاسترهان السوري" للبنان. ولم يستبعد بعض المعلومات ان تنتهي اعمال الحوار غدا، لكن ذلك سيكون مرتبطا بمدى تقدم المتحاورين في انجاز مناقشة البندين المتبقيين امامهم وهما القرار 1559 والعلاقات اللبنانية – السورية.‏

وسألت "النهار" ليلا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تقويمه لليوم الاول، فوصف الاجواء بأنها كانت "جيدة" واعتبر ان "الجميع جاؤوا بأجواء وعقليات مختلفة، وجلسوا مع بعضهم البعض بروحية جيدة، وهذه خطوة متقدمة جدا لأن اللبنانيين لم يسمح لهم منذ سنوات عديدة بأن يجلسوا مع بعضهم". وقال ان "الامور تبحث في جو من الصراحة" لكنه اشار الى انه "لم يتم التوصل حتى الان الى توافق في موضوع رئاسة الجمهورية والامور لا تزال قيد البحث وفي مرحلة ابداء وجهات النظر". كذلك وصف العماد ميشال عون اليوم الاول من الحوار بأنه كان ايجابيا "ومارسنا ارقى درجات الديموقراطية". وابدى تفاؤله بجو الحوار "لأننا شعرنا انطلاقا من مسؤولياتنا" بأن هناك مشكلة تحتاج الى حل".‏

وبدا النائب سعد الحريري مرتاحا الى اجواء اليوم الاول. ونقل عنه وصفه لجو الحوار بأنه كان "ممتازا وجديا وصريحا" كما نقل عنه ارتياحه الشديد الى ان اللبنانيين يجلسون للمرة الأولى منذ عام 1976 الى الحوار من دون رعاية عربية او اجنبية، وان مشهد الحوار شكل ردا مباشرا على من حاول الايحاء او التسويق ان اللبنانيين اذا تركوا من دون وصاية، فانهم عاجزون عن الحوار وذاهبون الى حرب اهلية و"المشهد امس يؤكد العكس تماما ويدحض مقولات كهذه". وحظي الحوار اللبناني للتو باشادتين دولية وعربية، الاولى من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والثانية للرئيس المصري حسني مبارك. وقد اشاد انان بالحوار الوطني في لبنان واعرب عن امله في ان "يساهم هذا الحوار بالاستقرار السياسي في البلاد". وقال المتحدث باسمه ستيفان دو جاريك في بيان ان الامين العام يهنىء رئيس البرلمان (نبيه بري) على هذه المبادرة الحاسمة والمناسبة ويتمنى له النجاح التام". اما الرئيس مبارك فاطلع من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عبر اتصال هاتفي اجراه به، على "الاجواء الايجابية لانطلاق الحوار الوطني اللبناني"، وتمنى مبارك نجاح هذه الخطوة" واثنى عليها معربا عن "دعمه لها للوصول الى نتائج ايجابية".‏

صحيفة المستقبل :‏

عناوين المستقبل الرئيسية:‏

ـ المؤتمر ينطلق بإجماع حول الحقيقة ويستكمل الرئاسة وال 1559 اليوم‏

ـ عون "يعترف" بأنّ لحود مشكلة ولا يمانع تسمية البطريرك رئيساً غيره‏

ـ مكاري ينقذ الحوار من "العقدة الأرثوذكسية" وقوى 14 آذار تحبط محاولة "تسلّل قومي بعثي ناصري"‏

كتبت "المستقبل" تقول , لقد أنهى مؤتمر الحوار الوطني يومه الأوّل أمس بإنجاز البند الأوّل المطروح على جدول الأعمال أي "الحقيقة ومتفرعّاتها" وبالشروع في نقاش البند الثاني المتعلّق بالقرار 1559 من كلّ جوانبه وفي مقدّمها رئاسة الجمهورية، وذلك في أجواء وصفها رئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي الذي فوّض إليه المتحاورون إدارة جلساتهم، بأنّها "جدّية وإيجابيّة وبمنتهى الصراحة والوضوح وفي مناخ حوار عميق".‏

وبالفعل، تجلّت المناخات الإيجابيّة بالإجماع على أن تتابع الحكومة كلّ القرارات المتعلّقة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي متابعة التحقيق الدولي وإنشاء المحكمة ذات الطابع الدوليّ وتوسيع مهام لجنة التحقيق الدوليّة لتشمل المساعدة في كشف حقيقة سائر الجرائم الأخرى. وواقع الأمر، أن الإجماع حول الحقيقة لم يكن مفاجئاً، ولم يكن متوقعاً في الأصل أن يستغرق هذا البند وقتاً طويلاً، لا بل إن تأكيد الإجماع في هذا المجال ومع افتتاح مؤتمر الحوار كان لإشاعة مناخات مؤاتية لمتابعة البنود الأخرى وأهمها رئاسة الجمهورية التي تأتي في البند الثاني من جدول الأعمال كونها متضمنة في القرار 1559. على أنّ المؤتمر بدأ الدخول في "الجدّ" في جلسته الثانية مساء أمس، حيث باشر نقاش القرار الدوليّ.‏

ولفت الرئيس برّي أنّ المتحاورين تطرّقوا إلى بنود القرار كافّة، من رئاسة الجمهوريّة والسلاح الفلسطيني داخل المخيّمات وخارجها وسلاح المقاومة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، موضحاً "بدأنا برئاسة الجمهوريّة وتفرّع النقاش"، مشيراً إلى أنّ "أيّ موقف نهائي لم يتخذ في أيّ بند". وإذ فهم أنّ الحوار في القرار 1559 كان متكاملاً بمعنى أنّ بعض المشاركين ربطوا البند الأوّل من القرار بالبنود الأخرى، يستكمل المؤتمر جلساته بعد ظهر اليوم. وهو تميّز في بداياته بمصافحات لافتة بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعد الأزمة في العلاقات بينهما خلال الشهور الأربعة الماضية من ناحية وبين نصرالله ورئيس الهيئة التنفيذيّة في "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهي أوّل مصافحة وأوّل لقاء بين الرجلين من ناحية ثانية، وبخلوات بين برّي ورئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب العماد ميشال عون، وبين برّي وجعجع، وبين أركان قوى 14 آذار..‏

من ناحية ثانية. إلاّ أن اللافت في المقابل، كان إعلان العماد عون بعد انفضاض جلسة الحوار المسائيّة أنّه "مع استقالة الرئيس اميل لحّود عبر إيجاد الظروف الملائمة وليس إقالته". وفي ما يبدو أنّه الموقف الذي أدلى به داخل المؤتمر، قال عون في حديث إلى برنامج "كلام الناس" على شاشة "ال.بي.سي" إنّه "يعترف بأنّ بقاء لحود في الرئاسة هو مشكلة"، مستدركاً بالإشارة إلى أنّ "رفع الغطاء عن لحود مرتبط بوفاق وتفاهم" حول البديل و"النهج". ورداً على سؤال أعلن عون موافقته على أن تأتي "تسمية الرئيس من البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير حتّى لو لم يسمّني أنا"، لكنه امل ب" الروح القدس" أن يلهم البطريرك. وأضاف عون "أعتقد أنّه إذا كان مطلوباً أن تكون للرئيس صفة تمثيليّة أكون عندئذٍ الأوفر حظاً"، لافتاً في المقابل إلى أنّ عدم اختياره "يعني أن يفقد التوازن الوطني في البلاد"، نافياً وجود أزمة بينه وبين الولايات المتحدة، معلناً "أتوخّى صداقة أميركا".‏

واشارت "المستقبل" الى ان مؤتمر الحوار كان قد بدأ متأخراً نحو ساعة عن موعده، بسبب عقدة التمثيل الأرثوذكسي، وبسبب محاولة "تحالف القومي والبعث والتنظيم الشعبي الناصري" التسلل إلى المؤتمر عبر افتعال كتلة نيابية في اللحظة الأخيرة. وإذا كان اعتراض قوى 14 آذار على مشاركة هذا "التحالف" نجح في إجهاض محاولة التسلل، فإن تمسك نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بانعقاد الحوار ورفضه أن يكون حجر عثرة أمام الحوار ونجاحه، أنقذ المؤتمر من إشكالية محتمة. ففي مؤتمر صحافي عقده في "البريستول" حمل مكاري على "تجاهل بري التمثيل الأرثوذكسي الأول في الندوة النيابية"، ووصف ذلك بأنه "سلوك لا مسؤول تميزت به الجهة الداعية إلى الحوار". ورأى أن "استبعاد نائب رئيس المجلس يهدف إلى ضرب هذا الموقع وتهميشه".‏

وإذ أكد أنه "نائب لرئيس مجلس النواب وليس نائباً لرئيس حركة أمل"، اتهم مكاري "جهة خارجية تكبس الزرّ عادة للرئيس بري". بيد أن مكاري وإزاء تضامن قادة 14 آذار معه وتلويحهم بعدم المشاركة في الحوار، طالبهم ب"عدم التغيب عن الحوار"، مؤكداً أن "حقوقي المتعلقة بتمثيل المركز الأول للطائفة الأرثوذكسية في الدولة فأنا احتفظ بها وسأعلن موقفي في مؤتمر صحافي لاحقاً(..)".‏

صحيفة الأنوار:‏

ـ اليوم الاول للحوار : نتيجة ايجابية والبحث بقضية رئاسة الجمهورية‏

ـ برّي : لا اجامل اذا قلت ان المحاورين تحدثوا بصراحة ومسؤولية عون يؤكد انه المرشح الاقوى للرئاسة‏

قالت "الأنوار" ان اليوم الاول من الحوار وما تخلله من نقاشات عكس انطباعا ايجابيا عبّر عنه معظم قادة الحوار. وفي حين رأى الرئيس نبيه بري ان الحوار كسر الجليد مئة بالمئة وان الاجواء ليست جيدة فحسب بل ايجابية، فقد أكد العماد ميشال عون ان جو المحادثات كان ديمقراطيا هادئا. واعتبرت مصادر نيابية ان مجرد اجتماع هذه القيادات واستعدادها للحوار من دون تحفظ، ورمي القضايا الخلافية على الطاولة لمناقشتها بشفافية ومن دون انفعالات يشكل نصف الطريق للوصول الى الخواتيم المأمولة.‏

كما ان هذا الجو اعطى شحنة ايجابية للحوار لم تكن متوقعة. مؤتمر الحوار بدأ الساعة الثانية عشرة ظهر امس متأخرا ساعة بسبب سلسلة اتصالات ولقاءات جانبية، ابرزها لـ (قوى 14 آذار) التي اعترضت على مشاركة ممثلين للحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي و(التنظيم الشعبي الناصري)، واتفق على عدم مشاركتها.‏

واستهل اللقاء بالنشيد الوطني، ثم ألقى الرئيس بري كلمة ترحيبية اكد فيها اهمية الحوار لمواجهة المخاطر التي تتهدد لبنان. وقال: (المطلوب ان نتفق على كل شيء، وإذا حصل الاتفاق فيكون من حظنا جميعا. اما الامور التي هي محل خلاف فسنتفق على تنظيم اختلافنا حولها). ودعا الى تغليب المصلحة الوطنية ولغة الحوار على المصالح الشخصية والمزايدات. ثم بدأ البحث في البند الاول من جدول الاعمال ويتناول: لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الحريري، المحكمة الدولية وتوسيع مهمات لجنة التحقيق الدولية. ولدى انتهاء الجلسة عند الثالثة بعد الظهر، قال الرئيس بري (بعد المناقشات اعتبر بالإجماع ان قرارات الحكومة حول هذه المتفرعات من البنود الثلاثة ستتابع من الحكومة اللبنانية، والاجواء ليست فقط جدية، بل استطيع القول انها ايجابية رغم المواقف المتنوعة من اطراف الحوار).‏

اما الرئيس فؤاد السنيورة فقال ان اول جلسة للحوار (كتير كويسه). وأضاف انه مرتاح والجو جيد. وعند السادسة والنصف مساء، بدأت الجلسة الثانية واستمرت حتى التاسعة مساء، وقال على اثرها رئيس المجلس (تناولت الجلسة المواضيع الثلاثة للحوار عنيت بذلك القرار الدولي 1559 ومتفرعاته رئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني سواء كان داخل المخيمات او خارجها وسلاح المقاومة). وأضاف (بدأنا بموضوع رئاسة الجمهورية وتفرع الكلام لمواضيع اخرى. لذلك لا نستطيع ان نقول انه اتخذ موقف نهائي في اي بند من البنود، ورفعت الجلسة الى الثالثة بعد ظهر غد (اليوم).‏

ومضى الرئيس بري قائلا: يمكن القول ان الحوار كان في العمق وجديا وبمنتهى الصراحة والوضوح، وبمنتهى الايجابية، وليس من باب المجاملة لان لا مجاملة في القضايا الوطنية على الاطلاق، ولكن هذا هو الواقع. وقد تمتع جميع الاخوة المتحاورين بالصراحة وبالجدية وبالايجابية والمسؤولية بالنسبة لهذا الموضوع. وتحدثت مصادر المتحاورين عن النقاشات في هذه الجلسة وقالت ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اقترح مناقشة الموضوع الرئاسي في سلة واحدة مع كل متفرعات القرار 1559، لكن قوى 14 آذار رفضت هذا الاقتراح متمسكة بعدم شرعية التمديد.‏

وطالب د. سمير جعجع ان تكون المناقشة بندا بندا بدءا من عدم شرعية التمديد. فيما اعتبر الرئيس امين الجميل ان المجلس النيابي تعرض الى ضغوطات من اجل التمديد. وهنا تدخل العماد ميشال عون معتبرا ان إبطال التمديد من شأنه ان يؤدي الى إبطال كل ما صدر عنه من قوانين ومراسيم وانتخابات نيابية وتشكيل حكومات. وقال الرئيس الجميل ان هناك مبدأ استمرارية الحكم والادارة العامة وفي حالة القوة القاهرة، فان الحياة الديمقراطية لا تقف. اما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فقد طالب بضرورة اعتماد آلية تحظر في المستقبل على اي رئيس جمهورية ان يسعى للتمديد.‏

وقد تحدث العماد ميشال عون مساء امس الى برنامج (كلام الناس) على محطة LBC عن اليوم الاول للحوار وقال (تداولنا بآراء لجهة الرئاسة، المقاومة والفلسطينيين. لكن ما زلنا في خضم المناقشة، وما زال كل فرد بدوره يقوم بمداخلات وايضاحات، والجو هادئ جدا). وسئل ان كان متفائلا، فأجاب: طبعا انا متفائل، لاننا كلنا نشعر ان هناك مشكلة، وهذه المشكلة اذا بقيت كما هي ستتفاقم. اذن يجب ايجاد حل لها. وأشار عون الى انه لن يتم رفع الغطاء عن رئيس الجمهورية قبل الوصول الى تفاهم معيّن، وقال: نحن في بداية حوار وتفاهم وان الاكثرية عاجزة عن تغيير الرئيس دون حصولها على رضاه ورضى الفريق الثاني الذي هو الى جانبه. كما انهم لا يستطيعون اسقاط الرئيس في الشارع. وأضاف العماد عون: ان استطلاعات الرأي التي تنشر في الصحف تشير الى ان لديه اعلى نسبة ليكون رئيسا للجمهورية حيث رشحه 46% من الشارع المسيحي و80% من الشارع الشيعي. وسئل: انت مرشح لرئاسة الجمهورية وتقول انك تملك الشارع الشيعي والمسيحي، وأنت الاقوى بين كل المرشحين? فأجاب: يبدو ذلك. حتى بين السنّة لدي 21% والذي هو اكثر مني لديه 23% والبقية اقل. اعتقد انه اذا كانوا يريدون رئيسا لديه صفة تمثيلية، سأكون الاوفر حظا وإذا كانوا يريدون رئيسا ليس لديه احد، فيختارون غيري. وقال انه مع استقالة الرئيس اميل لحود وليس مع اقالته.‏

صحيفة صدى البلد :‏

ـ نجوم ساحة النجمة كسروا الجليد في "مؤتمر الحوار"‏

ـ التحقيق حُسم والرئاسة على المشرحة‏

ـ مؤتمر الحوار عقد جلستين ويستأنف أعماله بعد ظهر اليوم‏

ـ توافق تام على التحقيق ورئاسة الجمهورية على نار حامية‏

تحت هذه العناوين:‏

كتبت "صدى البلد" تقول , لقد أجمع مشاركون في "مؤتمر الحوار الوطني" اثر انتهاء الجلسة الثانية للمؤتمر بعيد التاسعة ليل امس على وصف المباحثات بالايجابية والقول ان النتائج قد تفوق التوقعات. فيما كان المؤتمر يحظى باهتمام ودعم عربي ودولي عبر عنه الرئيس حسني مبارك في اتصال مع الرئيس فؤاد السنيورة والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي تمنى "ان يساهم المؤتمر في تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد عن طريق تناول القضايا الخطيرة ذات الاهتمام الوطني". وهنأ انان الرئيس نبيه بري متمنيا له "التوفيق الكامل". وقبل ان يستأنف المؤتمرون جلساتهم عند الثالثة بعد ظهر اليوم، نقلت اوساطهم ل "صدى البلد" ان موضوع رئاسة الجمهورية استحوذ على الاهتمام في الجلسة المسائية بعد ان بتت قضية التحقيق والمحاكمة ذات الطابع الدولي في الجلسة الصباحية.‏

وقال وزير الطاقة محمد فنيش عضو الوفد المشارك الى جانب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان "الحوار ساهم في تجاوز المسافات التي تفصل بين بعض القوى المشاركة". ونقل مصدر نيابي مشارك في جلسات الحوار، ان الاجواء كانت ايجابية. وذكر مصدر مطلع على اجواء الحوار ان رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط تصرف بصورة حادة في بداية الجلسة الاولى لكن الارتياح بدى عليه في وقت لاحق. وفي ما يتعلق بموضوع رئاسة الجمهورية، اشار المصدر الى "نظريتين طرحتا على طاولة الحوار، الاولى تقنية، وتقول بفصل موضوع الرئاسة عن المواضيع السياسية الاخرى المطروحة، وهذا ما طرحه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والثانية والتي طرحها آخرون وتقول بعكس هذا الطرح، اي ان المسألة ليست تقنية، لان الاهم من ذلك هو ما يؤسس لحل سياسي أعم واشمل".‏

وقال المصدر: "ان السيد حسن نصرالله تحدث في هذا الموضوع" وقال "ليتفق المسيحيون على رئيس قوي, وعندها تكون البداية للبحث في موضوع الرئاسة، واوضح ان نصر الله طالب "بالبحث بموضوع الرئاسة من ضمن سلة متكاملة للحوار". وقال مصدر آخر مشارك في المؤتمر ل"صدى البلد" ان الأهم هو "ان الجليد انكسر". واوضح ان الجلسة الثانية مساء أمس خصصت للرئاسة "في حوار منفتح" وما قاله العماد ميشال عون ل"المؤسسة اللبنانية للإرسال" مساء "يعكس الجو". وكان مؤتمر الحوار الوطني بدأ أعماله ظهر أمس في مبنى مجلس النواب وسط تدابير أمنية مشددة.‏

صحيفة اللواء:‏

ـ رفيق الحريري الحاضر الأكبر ..وإجماع على المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق وسعد يعطي الأولوية لإقالة لحود‏

ـ إنطلاقة ناجحة للحوار والرئاسة والسلاح سلة واحدة‏

جنبلاط وجعجع: لا يجوز أن يبقى قرار الحرب والسلم بيد حزب الله .. ونصر الله يشدّد على العقيدة القتالية للجيش‏

قالت "اللواء" , لقد التأم المؤتمر الوطني لقادة لبنان بحثاً عن مخارج وحلول للمشكلات السياسية والأمنية التي تفجرت بفعل الجريمة الارهابية البشعة التي أودت بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 · وهذا المؤتمر الأول من نوعه، والذي يحظى بدعم دولي وعربي ويواكبه بقوة من خلف الكواليس، يشكل اختباراً جدياً للبنانيين حول قدرتهم على إدارة أمورهم وتجاوز خلافاتهم بعيداً من التدخلات والوصايات، وانسجاماً مع متطلبات المجتمع الدولي الذي يرغب بنقل لبنان الى شاطئ الأمان·‏

ورغم التأخير ساعة لانطلاقة أعمال المؤتمر، والذي أدى الى حلحلة عقد التمثيل، ولا سيما الأرثوذكسي والأحزاب الوطنية، فإن الأجواء الصباحية، خاصة مع قرار الاجماع على البند الأول من الحوار، وهو كشف حقيقة جريمة الاغتيال، والتحقيق الدولي والمحكمة الدولية وتوسيع التحقيق في الجرائم الأخرى، ضمن للحوار ارتياحاً وتفاؤلاً، لكن الجدية في البحث كانت في الجلسة الثانية المسائية، عند فتح باب البند الثاني المتعلق بالقرار 1559 ومتفرعاته·‏

وحسب "اللواء" انه كشفت المعلومات القليلة التي تسرّبت عن هذه الجلسة، عن نقاش واضح ومقاربة صريحة وجريئة لمواضيع الخلاف، ولا سيما من موضوعي رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة، وقال أحد المشاركين أن نجوم هذه الجلسة كانوا ثلاثة وهم النائب وليد جنبلاط والسيّد حسن نصر الله والدكتور سمير جعجع· لكن بالرغم من الهدوء الذي اتسمت بها مداخلات الأقطاب المتحاورين ال 14 فإن وجهات النظر بقيت متباعدة جداً، بل متضاربة، في ظل عدم وجود قواسم مشتركة في ما بينها، تعيد تصويب مسارات القرار 1559 ووصف أحد المشاركين هذا البند باللغم الذي يمكن أن يؤدي الى فشل الحوار، إلا إذا كانت هناك تسوية في مكان ما تعدّ تحت الطاولة ووراء الكواليس الدولية والإقليمية، من دون أن يستبعد هذا القطب وجود دور سوري ما مع الجهود الدولية والعربية التي بذلت لتهيئة المناخات الإيجابية للحوار· ولاحظت أوساط نيابية شاركت في الحوار، أن هناك إجماعاً على ضرورة التغيير وإقرار عام بوجود مشكل كبير على مستوى الرئاسة الأولى، إلا أن المأزق يتمثل في الأسلوب أولاً وفي الآلية ثانياً، وأكد الفريق الثاني الذي لم يعد معارضاً لاسقاط الرئيس اميل لحود، على الضرورة المبدئية للبحث في البدائل والاتفاق على المطلوب من الرئاسة أولا، وهذا مطلب ملح واستراتيجي، يطرح السؤال الاكبر، هل يكون لبنان داخل الصراع العربي - الاسرائيلي ام خارجه؟ على اعتبار ان الاجابة على هذا السؤال كفيلة بحلحلة الاشكاليات المتعلقة ليس فقط على مستوى الرئاسة الاولى، بل الاشكاليات المطروحة على مستوى القرار 1559، فإذا كان لبنان ضمن الصراع العربي - الاسرائيلي، فالمطلوب رئيس هو مواجهة، واذا كان خارج الصراع أسوة بالدول العربية، فقد يمكن ان يأتي أي رئيس، بمواصفات يمكن التفاهم عليها، والبحث عن هويته السياسية، ثم الاسم والهوية الشخصية، وهذا يعني باختصار وجوب التفاهم على ضمانات لتأمين مستلزمات المواجهة مع اسرائيل، ومن ضمنها سلاح المقاومة·‏

ولعل هذا المنطق هو الذي ميز مداخلات امين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله ومعه العماد ميشال عون وميشال المر وايلي سكاف والفريق المؤيد لوجهة نظرهم، في مقابل فريق قوى 14 آذار الذي شدد على ضرورة ازاحة الرئيس لحود دستوريا قبل الحديث في أي موضوع آخر، داعيا الى الاتفاق على طريقة او آلية تنحية الرئيس والاتفاق على بديل، الا ان هذا الطرح قوبل بتهديد من الفريق الآخر بتعطيل النصاب القانوني لانتخاب رئيس جديد حتى ولو استقال الرئيس لحود من تلقاء نفسه، او بفعل ضغوط خارجية·‏

وعلمت "اللواء" ان جنبلاط قدم في الجلسة المسائية مداخلة ثانية، كانت بمثابة تكملة لما قاله في الجلسة الصباحية، مجددا موقفه الداعي الى نزع سلاح المقاومة وفق القرار 1559 وكذلك اقالة رئيس الجمهورية، موضحاً ان هذا هو مطلب اكثرية اللبنانيين، وخاطب نصر الله قائلاً: قرار السلم والحرب بأيديكم وهذا لا يجوز"، وشدد على ضرورة البحث في موضوع السلاح ضمن صيغة معينة، مع الاصرار على ارسال الجيش الى الجنوب·‏

وأبدى نصر الله استعداده للبحث بكل المسائل المطروحة، مفسراً ما كان قد طرحه صباحاً من ضرورة ان تكون كل الامور المطروحة في القرار 1559 ضمن سلة واحدة، مشيراً الى ان التفاهم على رئيس هو من ضمن التفاهم على طبيعة النظرة الى اسرائيل واستراتيجية الدفاع عن لبنان وقال: عندما نطالب بتغيير الرئيس علينا ان نقول لماذا نطالب بهذا الامر ونضع البديل، وهل هناك توافق على رئيس لديه تمثيل شعبي عن الطائفة المسيحية· اما العماد عون، فلم يدخل في التفاصيل حول الرئاسة الاولى، لكنه دعا الى التفاهم على البديل قبل البت بالاقالة، وتطرق الى طعون في المجلس الدستوري، مشيراً الى انه بإمكان هذه الطعون ان تزيد عدد اعضاء كتلته عشرة نواب آخرين، فرد عليه سعد الحريري مازحاً: "اعطيك عشرة من عندي"·‏

وأشارت المصادر الى انه بعد مداخلات للنواب بطرس حرب وميشال المر وايلي سكاف، عاد نصرالله الى الحديث فأكد على ضرورة وجود ضمانات، وعلى ان يكون موضوع رئاسة الجمهورية من ضمن اطار متكامل كي لا يأتي رئيس ويقول انه يريد نزع سلاح المقاومة، وتساءل كيف يمكن نزع السلاح وهناك ارض محتلة ويوجد اسرى في السجون الاسرائيلية ونتعرض يوميا للضغوط والتهديدات والعدوان·‏

ورد جعجع طارحاً موضوع سلاح المقاومة، مقترحاً دمجه بالجيش اللبناني، مؤكداً ان وجود لحود هو غير دستوري وهو فاشل ويجب ازاحته· فرد نصر الله موافقاً ولكن على جيش عقيدته التصدي لإسرائيل· وتدخل غسان تويني طارحاً مبدأ المشاركة وتوفير ضمانات لـ"حزب الله" فوافقه الرئيس امين الجميل على هذا الرأي· وأشارت المصادر الى ان الرئيس فؤاد السنيورة تحدث ايضاً، داعياً الى الجرأة في مواجهة الامور لكي نبني دولة بكل معنى الكلمة، ونستطيع ان نتخذ قرارات، مشيراً الى ان الحل هو بناء دولة قادرة وقوية·‏

ولفت الى ان كلفة التمديد للرئيس لحود اكبر بكثير من كلفة التمديد للرئيس الياس الهراوي، مشيراً بذلك الى الثمن الكبير الذي دفعه لبنان من دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء الآخرين، فضلاً عن جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال الكثيرة· وفي اعتقاد مصادر رئيس المجلس نبيه بري وآخرين، أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان حاضراً بقوة في جلسات الحوار، باعتبار انه كان اساساً داعية حوار ووحدة، ويشكل فرصة لاعتراف كل المتواجدين ببعضهم البعض، معتبرة ان الحوار فرصة لكي يعرفوا كيف يديروا خلافاتهم وكيف يديروا اتفاقاتهم بكل ديمقراطية وتفاهم· وحسب هذه المصادر، فإن رئيس المجلس استطاع خلال انعقاد اللقاء الحواري ان ينفذ شعاره بتزويج 8 آذار مع 14 آذار عن إكراه او عن حب، لأن هذا الزواج هو زواج الضرورة لمصلحة لبنان، وإلا من دون هذا الزواج سنظل نواجه ارتدادات زلزال اغتيال الرئيس الحريري·‏

ويأمل الرئيس بري وفق هذه المصادر ان يتمكن الحوار من اعادة الطمأنينة الى الناس، وان يلغي شبح المخاوف والهواجس لدى الجميع· ووصفت مصادر شاركت في جلسات الحوار الاجواء بأنها كانت ايجابية ومشجعة، وان الخطاب السياسي لن يلامس سقف التصعيد او التشنج، على عكس الصخب السياسي في وسائل الاعلام، حيث استمع كل فريق الى الفريق الآخر من دون ان ينتظر احد احداً وهو يصوب عليه رصاص مسدسه· وكانت الجلسة الصباحية قد انعقدت متأخرة لمدة ساعة، بسبب اعتراض قوى 14 آذار على التمثيل الارثوذكسي وكذلك على إشراك كتلة الاحزاب الوطنية، لكن الاتصالات والخلوات الجانبية، انتهت الى إشراك النائبين ميشال المر وغسان تويني على نفس المستوى، واستبعاد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، مقابل إبعاد كتلة الاحزاب الممثلة بالقومي والبعث والتنظيم الناصري، مع ان الرئيس بري عزا ذلك الى عدم ارسال الكتلة الى الامانة العامة للمجلس اسم الذي سيمثلها على طاولة الحوار·‏

وانتهت هذه الجلسة التي اتسمت بالمجاملات الى قرارات اتخذت بالاجماع بالنسبة الى البند الاول من الحوار وقضت بتبني قرارات الحكومة المتعلقة بالتحقيق الدولي والمحكمة الدولية وتوسيع التحقيق في الجرائم الاخرى· الا ان جعجع كان قد طرح موضوع الرئاسة الاولى، فور انتهاء الرئيس بري من كلمته الترحيبية، مشدداً على ضرورة ان يكون هذا الموضوع له الاولوية على طاولة النقاش، وايده جنبلاط في هذا الطرح، حاملاً بشدة على الرئيس لحود، وطلب النائب سعد الحريري الكلام فأكمل ما بدأه جعجع وجنبلاط بخصوص الرئيس لحود الذي قال عنه انه يخدم الرئيس السوري بشار الاسد· ورد نصر الله فتناول موضوع سلاح المقاومة بمرونة، ودافع عن الرئيس لحود "الذي وقف الى جانبنا منذ العام 1993"، داعياً الى طرح موضوع الرئاسة بشكل توافقي وليس في الشارع·‏

ثم كانت مداخلة صغيرة للرئيس بري فخاطب المطالبين باقالة رئيس الجمهورية بالقول انكم الى الآن لم تطرحوا الآلية المطلوبة، مجدداً موقفه لجهة الوقوف خلف رأي البطريرك الماروني نصر الله صفير في هذا الامر· وحسب مصادر المجتمعين ، فإن الحوار ربما لن يخرج باتفاق مائة في المائة، لان المتحاورين لا يمثلون فريقاً واحداً، والخلافات بينهم جوهرية، وربما يحتاج فيها النقاش الى سنة، لكن مجرد الحوار يعني تقريب وجهات النظر وادارة الخلافات بشكل حضاري· واعتبرت ان مشاركة قيادة الصف الاول هي بمثابة نصف الطريق الى نجاح الفريق، كما ان المصافحات والخلوات الجانبية التي عقدت على هامش جلستي الحوار بددت اجواء التشاؤوم ساعدات على اشاعة اجواء تفاؤلية·‏

تجدر الاشارة الى ان الجلسة الثالثة ستعقد في الثالثة بعد ظهر اليوم لافساح المجال امام القادة المسلمين لاداء صلاة الجمعة· ووصف الرئيس بري الذي كلفه المجتمعون بادارة الجلسات في ختام الجلسة المسائية الحوار بانه اتسم بالعمق وهو جدي ويتم بمنتهى الصراحة والوضوح والايجابية، لافتا الى ان جميع المسؤولين يتمتعون بالصراحة والمسؤولية وبالجدية، الا انه اعلن انه لم يتخذ اي موقف نهائي في شأن اي بند من بنود القرار 1559، مشيراً الى ان البحث بدأ بموضوع رئاسة الجمهورية، وهو لا يتناول نقطة معينة، بل يجري الاستطراد الى قضايا ثانية، وهذا من شأنه ان يأخذ البحث وقتاً اكثر· واعتبر ان اهم انجازات الحوار هو انه كسر الجليد بين الاقطاب المتحاورين·‏

صحيفة الشرق :‏

ـ بري: المؤتمر كسر الجليد مائة في المائة‏

ـ سعد الحريري: لا مقايضة بين سلاح المقاومة وموقع الرئاسة‏

ـ الحوار اللبناني - اللبناني انطلق تحت شعار "زواج الضرورة"‏

ـ اتفاق على بند التحقيق وإرجاء الـ1559 والرئاسة الى اليوم‏

كتبت "الشرق" تقول انه وسط حسابات محلية واقليمية ودولية معقدة ومتشعبة، ومراقبة عربية من خلف الكواليس، وترقب أميركي - اوروبي دقيق، انطلق الحوار الوطني اللبناني - اللبناني حول طاولة مستديرة في محاولة لانتاج "زواج الضرورة" بين فريقي 8 اذار و14 آذار بحسب توصيف رئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر.‏

وقد حضر الحوار، وهو الاول من نوعه، من مؤتمرات لوزان وجنيف والطائف، 14 شخصية "باب اول" كل واحد منهم مع اثنين من مساعديه، والقادة هم: الرئيس امين الجميل، الرئيس بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون، رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، عن "التكتل الطرابلسي" النائب محمد الصفدي، رئيس "الكتلة الشعبية" النائب الياس سكاف، النائب ميشال المر، النائب غسان تويني، النائب اغوب بقرادونيان (الأرمن)، النائب بطرس حرب (قرنة شهوان)، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع.‏

ومن الصعوبة التكهن منذ الآن بالنتائج التي سيسفر عنها حوار الشخصيات الاربع عشرة التي جلست حول الطاولة المستديرة في الطبقة الثالثة من المجلس، بعد مصافحات بروتوكولية بينها فرضتها المناسبة، خصوصاً بين الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله وكل من النائب جنبلاط وجعجع. فبالرغم من تمرير البند الاول من جدول الحوار المتعلق بالحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومتفرعاتها بشأن المحكمة ذات الطابع الدولي وتوسيع صلاحيات لجنة التحقيق الدولية، بسهولة وبأقل نقاش ممكن، فان البندين الباقيين وهما القرار 1559 والعلاقات اللبنانية - السورية مرشحان لنقاش طويل ومتشعب، للاختلاف الحاد في وجهات النظر حيال هذين الموضوعين لتجاوزهما الاطار المحلي الى النطاق الاقليمي والدولي.‏

لذلك اقتصرت الجولة المسائية التي استمرت من السادسة والنصف حتى التاسعة، على عرض وجهات نظر الأطراف من هذين الموضوعين ومتفرعاتهما التي تشمل، بحسب ما اوضح بري عقب الجلسة، على رئاسة الجمهورية، السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، سلاح المقاومة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تحرير الأسرى والمعتقلين، وقف الاعتداءات الاسرائيلية وترسيم حدود مزارع شبعا مع الكيان الاسرائيلي بعد التحرير. وقال بري "بدأنا بموضوع رئاسة الجمهورية وتفرع الكلام الى مواضيع اخرى، لذلك لا نستطيع ان نقول انه اتخذ موقف نهائي في اي بند من البنود" بانتظار جلسة اليوم.‏

ورأى بري ان احد اهم انجازات المؤتمر هو كسر الجليد بين الأقطاب السياسية "مائة في المائة". وقالت مصادر المؤتمرين ان جنبلاط اعاد طرح كل ما كان قد اعلنه في مواقفه السابقة، بدءاً من الاطاحة برئيس الجمهورية اميل لحود وانتهاء بمسألة لبنانية مزارع شبعا. وأشارت المصادر الى ان جنبلاط بقي متحفظاً مع الآخرين، وكان حاداً في لهجته، الا ان بري لعب دور الاطفائي قبل ان يشتعل الموقف. أما نصر الله فقد شرح اهمية دور المقاومة، فيما كان عون قليل الكلام، في حين كرر بري موقفه بأنه وراء البطريرك الماروني نصر الله صفير في موضوع رئاسة الجمهورية.‏

وطالب فريق 14 آذار باستقالة لحود، فيما كان الجواب من الفريق المقابل هو ضرورة ايجاد البديل قبل طرح هذا الموضوع لكي لا يحصل اي فراغ في السلطة. وأشارت المصادر الى ان السنيورة شدد على ان اي رئيس جمهورية يأتي يجب الا يشكل التمديد هاجساً لديه بمعنى ان يكتفي بالولاية المحددة بالدستور، وهي ست سنوات فقط، كما قدم الجميل مطالعة قانونية حول رئاسة الجمهورية اعتبر فيها ان التمديد كان باطلاً وتم بالاكراه. ووصفت المصادر الاجواء بأنها كانت ايجابية، وان المهم هو جلوس كل هذه الاقطاب إلى طاولة واحدة. ولدى مغادرته الجلسة رفض الحريري التصريح، مؤكداً ان لا مقايضة بين سلاح المقاومة وموقع رئيس الجمهورية.‏

وتابعت "الشرق" تقول ان هذه الايجابية سادت ايضاً اجواء الجلسة الأولى من الحوار التي انطلقت الثانية عشرة ظهراً، أي بتأخير ساعة عن موعدها المحدد في الدعوات، وذلك بعد تذليل عقدة تمثل الطائفة الارثوذكسية حيث رسا الاختيار في اللحظات الأخيرة على النائبين ميشال المر وغسان تويني، واستبعاد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الذي شن هجوماً عنيفاً على بري ووصف موقفه بأنه "غير مسؤول".‏

وقد حلت هذه العقدة اثر اجتماعات كثيفة بين جنبلاط وجعجع ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، وذلك اثر بروز عقدة اخرى، تمثلت بمطالبة كتلة احزاب "القومي" و"البعث" و"التنظيم الشعبي الناصري" بحضورها الحوار. وبنهاية هذه الاجتماعات، وافق فريق "14 آذار" على جلوس المر في الصف الأمامي فيما استبعدت كتلة الاحزاب، ورد بري سبب هذا الاستبعاد الى عدم تسمية الكتلة ممثليها. وافتتح بري الجلسة بكلمة ترحيبية بالحضور اكد فيها "ان الرئيس الحريري حاضر في هذا الاجتماع، باعتباره كان داعية حوار ووحدة". وبعد الجلسة عقد بري مؤتمراً صحافياً وصف فيه الأجواء بأنها "ليست فقط جدية بل ايجابية بالرغم من المواقف المتنوعة لأطراف الحوار". واعلن انه تم بالاجماع الاتفاق على متابعة الحكومة قراراتها بشأن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ومتفرعاتها بالنسبة للجنة التحقيق الدولية وتوسيع مهامها والمحكمة الدولية.‏

صحيفة البيرق:‏

ـ لحود : مؤتمن على الدستور ولن افرط بخيارات لبنان تحت اي تهويل‏

ـ اليوم الاول من الحوار : مصافحات حميمة بين نصرالله وكل من جنبلاط والحريري وجعجع‏

ـ تحقيق الاجماع على الحقيقة ومتفرعاتها والمباشرة بالملف الرئاسي‏

ـ بري : استطعت تزويج 14 و 8 آذار بالحب او الاكراه لمصلحة لبنان‏

ـ الجميل وجعجع طعنا بالتمديد وآخرون طالبوا بانتخابات مبكرة مقدمة لكل تغيير‏

ـ مبارك اكد للسنيورة دعمه للخطوة الحوارية للوصول الى نتائج ايجابية‏

كتبت "البيرق" تقول , لقد نجح الحوار بيومه الاول في تحقيق اجماع المتحاورين على الحقيقة ومتفرعاتها ليشرع في جلسته المسائية بالبحث بموضوع رئاسة الجمهورية من العنوان الثاني للحوار , وهو القرار 1559 ومتفرعاته , على ان يتابع اليوم البحث فيه الى جانب مواضيع المقاومة وسلاحها وما يتفرع عن هذه المواضيع , وهو ما يتعلق بمزارع شبعا وغيرها , وربما يطاول موضوع رسم الحدود .‏

وعلى رغم ضآلة المعلومات عن المناقشات لاعتصام الجميع بالتكتم عليها , فقد علمت "البيرق" ان جلسة المساء اقتصر البحث فيها على موضوع رئاسة الجمهورية , ولم يتسن للجميع ان يتكلموا فيه لان الرئيس بري رفع الجلسة الى الثالثة من بعد ظهر اليوم لتستكمل الطروحات في هذا الموضوع والانتقال منه , اذا تم التوافق عليه , الى بقية العناوين المندرجة في اطاره . لكن المعلومات التي رشحت من بعض المشاركين في الحوار كشفت ان مداخلات الامس راوحت بين مطالبين بتغيير رئاسي على قاعدة التمديد لولاية الرئيس لحود لم يكن شرعيا ولا قانونيا ( الرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع ) وآخرين لم يؤيدوا هذا التغيير وبعضهم اشترط حصول انتخابات نيابية مبكرة مقدمة لهذا التغيير .‏

كذلك في المعلومات ان النائب ميشال عون والسيد حسن نصرالله ردا على الجميل وجعجع ثم كان طرح بان يناقش الموضوع نقطة نقطة , ثم طلب نصرالله ان تكون النتيجة النهائية ضمن سلة واحدة . واذ رجحت المصادر اقدام قوى 14 آذار على طرح مقايضة بين الموضوع الرئاسي ومواضيع المقاومة وسلاحها , استبعدت مصادر اخرى دخول حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة امل في مقايضة من هذا النوع , الاكثرية , اصلا , لا تستطيع تقديم تعهد بهذا المعنى نظرا للابعاد الاقليمية والدولية للقرار 1559 والموقفين الاميركي والفرنسي المصرين على تنفيذه لان اميركا وفرنسا تتعاطيان مع حزب الله على اساس انه ميليشيا .‏

وكانت لافتة في جلسة افتتاح الحوار , المصافحات التي حصلت وخصوصا تلك التي جرت بين نصرالله وسعد الحريري , وكذلك المصافحتان بين نصرالله من جهة وكل من النائب وليد جنبلاط والدكنور سمير جعجع من جهة اخرى . وقالت المصادر ان نتائج اللقاء الاخير بين نصرالله والحريري اسهمت الى حد كبير في نجاح اليوم الاول من الحوار , ويعّول المعنيون على ان تنعكس اجواء امس ايجابا على بقية الايام . وبحسب المصادر قال الرئيس بري انه استطاع تنفيذ شعاره القائل بتزويج 8 آذار و14 آذار عن اكراه او حب , ان هذا الزواج هو زواج الضرورة لمصلحة لبنان .‏

في محاذاة ذلك , اعلن الرئيس لحود انه مؤتمن على الدستور ولن يفرط بالوحدة الوطنية ودور لبنان الوطني وخياراته في بنيته تحت اي ضغط او تهويل . الى ذلك , اجرى الرئيس السنيورة عصر امس اتصالا هاتفيا بالرئيس حسني مبارك , وكان الاتصال مناسبة لعرض الاوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة .‏

وقد نقل الرئيس مبارك للرئيس السنيورة ان المواضيع التي تتصل بلبنان كانت موضع اهتمام ونقاش في اجتماعاته التي اجراها مع قادة الدول الخليجية ومع الرئيس الفرنسي جاك شيراك وان كل الاطراف العربية تتمنى للبنان الهدوء والتماسك لمواجهة المرحلة الراهنة . الى ذلك شن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري هجوما عنيفا على الرئيس بري مهتبرا انه يتعامل مع المجلس كمؤسسة تابعة لحركة امل , رد عليه النائب علي حسن خليل منتقدا .‏

2006-10-30