ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 4 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 4 آذار/ مارس 2006

صحيفة الديار‏

كتبت "الديار" تقول ان جلسات الحوار استمرت في المجلس النيابي امس، وقد ناقش المتحاورون القرار 1559 ومتفرعاته ‏من التمديد لرئيس الجمهورية الى سلاح المقاومة، الى لبنانية مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني، ‏ولم يتوصل المتحاورون في بحث هذه المواضيع بعد الى اي اتفاق، حيث أعلن الرئيس بري عند ‏انتهاء الجلسة المسائية بأن هذا النقاش يتطلب وقتا اكثر.‏ الغريب في الأمر ان المتحاورين يناقشون حدود وطنهم، واذا ما كانت مزارع شبعا لبنانية ‏أم غير لبنانية، مع العلم ان وزارة الدخلية الاسرائيلية أعلنت في بيانات سابقة لها بأن ‏المزارع هي لبنانية، في الوقت الذي يشكك لبنانيون بلبنانيتها.‏ ولقد حقق الحوار الوطني المنعقد في مجلس النواب لليوم الثاني على التوالي امس مزيدا من التقدم ‏في ظل مناقشات موضوعية صريحة خيمت عليها اجواء ايجابية فاجأت المتحاورين انفسهم.‏ واذا كان اليوم الاول قد عكس تفاؤلا من حيث انعقاد الحوار بحد ذاته، فان اليوم الثاني ‏حمل ايجابيات جديدة لجهة الدخول في تفاصيل المواضيع الحساسة المطروحة في اجواء هادئة وحصول ‏توافق على السير في النقاش بكل النقاط المطروحة في اطار سلة واحدة، لا بل ان المداخلات من ‏قبل المتحاورين الى الطاولة المستديرة أفرزت تقريبا تفاهما على موضوعين: السلاح الفلسطيني ‏حيث اكد الجميع على العودة الى قرارات مجلس الوزراء في هذا الشأن. وثانيا مزارع شبعا ‏لجهة لبنانيتها والعمل على تأكيد ذلك مع استمرار النقاش في هذا الشأن.‏ والى جانب هذا التفاهم الذي يحتاج الى ما يشبه «اللمسات الاخيرة " لتحويله الى اتفاق، فان ‏المتحاورين تبلورت لديهم قناعة بأن موضوع الرئاسة متعلق بباقي المواضيع وانه ليس ‏موضوعا منفصلا بحد ذاته.‏ ولا شك ان الرئيس نبيه بري صاحب المبادرة ومدير جلسات الحوار قد كان نجم اليوم الثاني في ‏الحوار لا سيما من خلال المداخلة المطولة التي تخطت الساعة حول مزارع شبعا والتي عززها ‏بوثائق وخرائط تثبت لبنانية هذه المزارع من دون أدنى شك.‏ وبينما كان الرئيس بري منهمكا في شرح كل التفاصيل مستعينا بخرائط تظهر لأول مرة، كانت ‏الحلوق مفتوحة والآذان مشدودة لهذا الشرح التفصيلي الذي وصفه احد المشاركين بأنه الاول من ‏نوعه وقد شكل مرافعة قوية لتأكيد مزارع شبعا من دون جدل او نقاش.‏ وقد كرر الرئيس بري ما كان قاله عن المزارع في هذا الصدد مؤكدا «ان مزارع شبعا ‏لبنانية كما بيروت وغيرها من المدن والقرى اللبنانية، وانه لا حاجة للتفاوض مع سوريا ‏بشأنها ‏ وخلال مداخلته المعززة بالوثائق والخرائط استند الرئيس بري الى عدد من العناصر المهمة ‏التي تؤكد لبنانية مزارع شبعا اهمها:‏ أ- وثائق الملكية لهذه المزارع من قبل ابناء شبعا والمواطنين في المنطقة.‏ ب- الخرائط القديمة والجديدة التي حصل عليها الرئيس بري.‏ ج- الترسيم السابق بعد الانتداب الفرنسي.‏ د- المحاضر المشتركة بين الحكومتين اللبنانية والسورية.‏ هـ الاحكام القضائية المتعلقة باثبات ملكية الاراضي في مزارع شبعا.‏ وجاءت مداخلة الرئيس بري المطوّلة تكملة لما قاله اول من امس بأنه لا يجوز المجيء الى الحوار ‏بأفكار ومواقف مسبقة حول هذا الموضوع او ذاك، وانه علينا ان نستمع الى بعضنا البعض لا ‏سيما في تلك المواضيع التي يمكن ان نؤكدها بوقائع ووثائق مثل موضوع مزارع شبعا.‏ والمعلوم ان النائب جنبلاط كان اعتبر اول من امس في مداخلة له ان موضوع مزارع شبعا يشبه ‏الكذبة لكنه أبقى كلامه في الاطار العام.‏ وبعد المداخلة المطولة أمس للرئيس بري وما عرضه من وثائق وخرائط لم ينكر المتناوبون على ‏الكلام لبنانية مزارع شبعا لكن بعضهم مثل النائب غازي العريضي كرر الموقف حول وجوب ‏اعتراف سوريا بلبنانية هذه المزارع وترسيم الحدود.‏ وسبق ذلك مداخلة للدكتور سمير جعجع اكدت على العناصر نفسها التي تحدث عنها العريضي. ‏وكان للمشاركين الاخرين مداخلات حول الموضوع لكنها كانت اقرب الى التفاهم مع وجهة نظر ‏الرئيس بري، غير ان الامر لم يحسم نهائيا باتفاق بانتظار مزيد من النقاش.‏ وفي مناقشة كيفية تحرير مزارع شبعا اكد السيد حسن نصرالله على خيار المقاومة وما حققه ‏هذا الخيار في تحرير معظم الاراضي اللبنانية.‏ وكانت مداخلة بارزة للجنرال ميشال عون اشاد فيها بحزب الله وبدوره في هذا المجال وقال ان ‏الحزب لم يكن له اخطاء خلال الحرب الداخلية او خلال السنوات الماضية.‏ وادلى عدد من المتحاورين بدلوهم في موضوع سلاح حزب الله، وكرر العريضي ما كان قاله جنبلاط ‏في اليوم الاول من النقاش، وقال احد المشاركين في الحوار ان المداخلات لم تكن تختلف كثيرا في ‏هذا الشأن عن مواقف الاطراف المعلنة خارج قاعة الحوار.‏ ولوحظ ان النائب سعد الحريري لم يدخل في تفاصيل هذا الموضوع وبقي يلامسه ملامسة، لكنه ‏تكلم عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل خاص ووجوب معالجة هذا الموضوع معتبرا ان لا ‏مبرر له.‏ ووفق المعلومات الضئيلة التي تسربت بسبب تنبيه الرئيس بري للمتحاو

رين من التسريب لكي ‏لا ينقلب سلبا على الحوار، وبسبب الالتزام بشكل كبير في هذا الامر فان ما تسرب من مداخلات ‏حول موضوع السلاح الفلسطيني كان قليلا لكن البارز في هذا الشأن على حد قول احد المشاركين ‏البارزين في الحوار ل "الديار" «اننا بتنا اقرب ما يكون الى الالتزام بقرار مجلس الوزراء ‏في هذا الصدد وبالتالي فان اطار التعاطي مع هذا الموضوع بات واضحا ما يشكل برنامجا ‏للمرحلة المقبلة.‏ مع العلم هنا ان السيد نصرالله حذر من التعاطي في هذا الشأن من خلال استخدام القوة او ‏العنف، داعيا الى معالجة الامر بآلية الحوار التي تمثلت بما قام به الرئيس السنيورة خلال ‏لقاءاته مع الاطراف الفلسطينية.‏ وفي شأن رئاسة الجمهورية قالت المعلومات ان الجميع عاد وتكلم بالموضوع امس وكرر ‏المتحاورون مواقفهم، لكن المهم ان الجميع بدا مقرا بحله بالتوافق اولا وثانيا الى حد ما ‏بأن يكون في سلة واحدة مع المواضيع الاخرى.‏ وكان للنائب الحريري مداخلة جدد فيها وجوب تنحي رئيس الجمهورية معتبرا انه لم يعد من ‏الجائز الاستمرار على هذه الحال.‏ اما سمير جعجع فكرر ان هذا الموضوع يعتبر من الأولويات، وعلينا الاتفاق على حسمه لانه اشبع ‏نقاشا ويحتاج منّا الى حلول.‏ وجدد السيد نصرالله موقفه لجهة التوافق على البديل وعلى المسائل الاخرى لانه لا يجب القول ‏انه يجب تغيير الرئيس من دون الكلام في المسائل الاخرى الاساسية وانه علينا ان لا نبقى ندور ‏في الموضوع.‏ وكان الرئيس بري ذكر الجميع بأن مثل هذا الامر يحتاج الى توافق لان الالية الدستورية ‏لانتخاب رئيس جديد تحتاج اساسا لثلثي عدد النواب من اجل عقد مثل هذه الجلسة اي ان نصاب ‏جلسة انتخاب رئيس جديد هو ثلثا عدد مجلس النواب وهذا يفترض من وجهة نظر دستورية بحتة ‏التوافق في هذا الشأن.‏ ولخص مصدر بارز مشارك في الحوار الاجواء التي سادت حتى مساء امس الحوار بأنها «كانت ايجابية ‏بشكل عام رغم حصول هبّات باردة وهبات ساخنة خلال النقاش، وان الجميع تجنب لغة الاستفزاز ‏التي سادت في السجالات الاعلامية ‏ وقال ان الجو جيد وهناك تقدم في كل المواضيع لكن الامر يحتاج الى مزيد من النقاش، واعتقد ‏اننا بحاجة بعد لثلاثة واربعة ايام ‏ واضاف «انه خلال النقاش لم يتم البت نهائيا امس بنقطة معينة لكنه ايضا لم يسجل تعثر في ‏اي نقطة، وبقي الامر مفتوحا لمزيد من الحوار ‏ واكد ان الامور ايجابية حتى الآن «ومش كل يوم، هناك طاولة مستديرة لكي يتحاور ‏اللبنانيون حولها ‏ ولا شك ان الاجواء الايجابية التي خيمت على البلاد والتي رافقت الحوار خلقت مناخا مهماً بين ‏جميع الاطراف ولعل ابرز ما يسجل في هذا المجال زيارة السيد نصرالله والنائب سعد الحريري ‏لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومغزى هذه الزيارة التي تساهم في مواجهة محاولات ‏الفتنة. كذلك فقد عقد لقاء استمر حوالى الساعة بين الرئيس بري والنائب الحريري بعد ‏جلسة الحوار امس.‏ وبعد الجلسة عقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا باسم المجتمعين قال فيه: طبعا ستتساءلون اذا لم ‏اقدم شيئا نهائيا ومنجزا من خلال الاجتماع الذي حصل اليوم. تعلمون ان الاجتماعات بدأت ‏الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر وكانت هناك جلسة واحدة مطولة. وعطفا على الكلام ‏الذي قلته لكم البارحة عندما سألتموني عن بعض الاشياء لماذا لم يحصل شيء في الجلسة ‏المسائية، وقلت لكم ان المواضيع التي شملها البند الثاني من الحوار، فانه يحصل من الاخوة ‏المتحاورين خروج من موضوع الى موضوع وكل من يتكلم يتكلم بعدة مواضيع وبالتالي تأخذ ‏وقتا اكثر.‏ اضاف: الحقيقة اليوم جرت صيغة بأن تناقش المواضيع كلها مع بعضها البعض، رئاسة ‏الجمهورية، السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وموضوع الحقوق الانسانية للاخوة ‏الفلسطينيين، وموضوع سلاح المقاومة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، تحرير الاسرى والمعتقلين، ‏الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، الموضوع المتعلق بتحرير مزارع شبعا وترسيمها بعد ذلك. ‏الحوار كان شاملا ومسؤولا وجديا وصريحا والمنحى الوطني هو الذي سيكون سائدا على عقول ‏الجميع من دون اي تحفّظ وبالتالي رفعنا الجلسة الى الغد (اليوم) الساعة الحادية عشرة قبل ‏الظهر على أن تكون جلسة صباحية وجلسة مسائية.‏ لاستكمال هذا الموضوع المتعلق بالبند الثاني اقول لكم قبل ان تسألوني نعم الأمر يتطلب ‏وقتا لأن كل نقطة من هذه النقاط بحاجة الى جلسة وجلسات.‏ سئل: هل صحيح انه تم الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا؟ اجاب: لا اريد اخذ اي قرار قبل ان يكون رسميا، ولكن الخرائط والامور الثبوتية التي قدمت، ‏يعني كل الاخوة يؤكدون على هذا الامر، لكن لن يصدر عني كلام قبل ان يكون هناك قرار من ‏الهيئة الحوارية للكتل.‏ سئل: اين وصل النقاش بموضوع رئاسة الجمهورية؟ اجاب: لا تستطيع القول اين وصل النقاش بالضبط في نقطة معينة، مثلا سألتموني عن مزارع ‏شبعا بالرغم من تأكيد جميع المتحاورين على لبنانية مزارع شبعا، ولكن لا استطيع القول ‏انه اتخذ قرار كيفية المعالجة لموضوع

مزارع شبعا قبل ان يصدر قرار نهائي بهذا الموضوع.‏ وعن الموقف السوري بخصوص المزارع قال: انا عندي رأي خاص ان هذا الموضوع لا يتعلق بسوريا ‏لا من قريب ولا من بعيد وعندما تحرر اغلب ارض الجنوب الخط الازرق رسم بعد التحرير وليس ‏قبل التحرير.‏ سئل: هل اثر غياب النائب جنبلاط على الحوار؟ ‏- اجاب: اشكرك على السؤال، الاخ الاستاذ وليد جنبلاط والاستاذ مروان حمادة كانا مرتبطين ‏بمواعيد قبل الحوار وحرصا على حضور الافتتاح، وهما ممثلان بالاستاذ غازي العريضي وأخوة ‏آخرين، وبالتالي اذا استمر الحوار حتى عودتهما سيعودان ويلتحقان بالحوار لا يوجد اي ‏مقاطعة بهذا الموضوع.‏ سئل: هل الوزير العريضي مخول في اتخاذ القرار:‏ اجاب: نعم.. نعم مخول في هذا الامر وابلغنا به من الاستاذ وليد جنبلاط.‏ سئل: تحدث احد المشاركين من النواب انه تم التطرق الى الموضوع الرئاسي ضمن موضوع خط ‏تغييري، يعني هل تم التطرق الى اسماء او اشخاص؟ اجاب: أبداً هذا الامر غير دقيق على الاطلاق الشيء المؤكد الذي اقوله انا، كل كلام آخر هو ‏غير دقيق.‏ وردا على سؤال اخر يتعلق بمزارع شبعا قال: الاخوة السوريون والرئيس بشار الأسد نفسه ‏قالها وكررها واخر تصريح كان له انه لماذا يطلب منا ان نثبت ملكية لشيء لا نملكه.‏ فنحن هذا الموضوع حسم عنا، الامم المتحدة، الحكومة اللبنانية تراجعها اذا كان هناك شيء ‏بهذا الامر، لكن موضوع المقاومة هو الذي نعول عليه اكثر ما يكون.‏ سئل: ماذا عن سلاح المقاومة؟ اجاب : من ضمن الاشياء قلنا هناك سلاح المقاومة، قصة المزارع، الاسرى والمعتقلين، وقف ‏الاعتداءات، كل هذه الامور تتطلب حوارات، لانه لأول مرة يحصل حوار بالعمق وبصراحة ‏متناهية من جميع الاطراف واعتقد ان النتائج ستكون جيدة.‏ سئل: بالأمس كسر الجليد ماذا حصل اليوم؟ اجاب: اصبحت المياه هادئة.‏‏

صحيفة السفير‏

قالت "السفير" انه في اليوم الحواري الثاني، خرج الدخان رماديا من القبة البرلمانية في ساحة النجمة. السبب هو البند الثاني، أي القرار 1559. طرح ببنوده الثلاثة: الرئاسة الأولى، السلاح الفلسطيني وسلاح المقاومة. تشعب البحث وطال على مدى ست ساعات. كان المناخ ايجابيا بالمقارنة مع الأجواء المتشنجة ما قبل المؤتمر. لكن المحصلة ظلت ملك المتحاورين بعدما اقسموا اليمين ان لا يسربوا شيئا من النقاشات... إلا أن المعلومات التي تجمعت من أكثر من مصدر مشارك في المؤتمر، أظهرت بما لا يقبل الشك، أن فريق الرابع عشر من شباط، يحاول الخروج من المأزق الذي زج نفسه، عبر مقايضة واضحة: "أعطيكم ما تشاؤون في ملف سلاح المقاومة وأعطونا رأس إميل لحود"، وذلك وفق سلة أو رزمة واحدة وإلا فان الأمور تبقى كلها معلقة. وبدا من خلال مجريات، الأمس، أن موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، تحوّل إلى عنوان سهل، إذ إن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، كما الرئيس نبيه بري، كانا قد ابلغا بعض قياديي فريق الأكثرية، أنهما يؤيدان حسم موضوع السلاح خارج المخيمات ولكن وفق مقاربة سياسية إنسانية تحمي حقوق الفلسطينيين في لبنان من جهة، وحقهم في العودة إلى ديارهم من جهة ثانية، وبما لا يتعارض وسيادة الدولة اللبنانية على أراضيها من جهة ثالثة. وفي موضوع مزارع شبعا وقضية الأسرى وحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية، تحوّلت ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الى محور اساسي في المناقشات على الطاولة الحوارية نظرا للمقاربات التي كانت قد قدمتها وفي طليعتها اعتبار ان حماية لبنان وصون استقلاله وسيادته مسؤولية وواجب وطني عام تكفلهما المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان في مواجهة أية تهديدات ومخاطر محتملة من أي جهة أتت. كما ان المطالعة السياسية والقانونية والتاريخية الموثقة بالصكوك والخرائط والأوراق الثبوتية، التي قدمها الرئيس بري، حول لبنانية مزارع شبعا، أظهرت بما لا يقبل الشك أن هذه المزارع لبنانية، وتبنى جميع المشاركين ذلك، لكن جرت نقاشات متصلة بمسؤولية كل من لبنان وسوريا في تثبيت ذلك أمام الأمم المتحدة. وجرت مطالعات من معظم المشاركين حول موضوع المقاومة ربطا بقضية الأسرى وحماية لبنان وصيانة سيادته في مواجهة أية اعتداءات إسرائيلية. وأظهرت المناقشات في هذا الصدد، تمايزا واضحا في خطاب النائب سعد الحريري، حيث تبنى قضية تحرير المزارع والأسرى، متخطيا في سقف مواقفه كل مندرجات القرار الدولي 1559، بالرغم من الزحف الدبلوماسي العربي والأجنبي إلى ساحة النجمة طيلة يومي الحوار الماضيين، سواء من اجل التزخيم كما هي حال بعض السفراء العرب أو "توجيه النصائح" أو "رفع البطاقات الصفراء والحمراء" من قبل بعض سفراء وقناصل دول الوصاية الأجنبية الجديدة. ولوحظ أن مداخلات بعض افرقاء الرابع عشر من شباط ظلت أسيرة بعض السقوف المرسومة مسبقا بانتظار صدور الكلمة السحرية من الثلاثي ميشال عون وحسن نصر الله ونبيه بري في الموضوع الرئاسي، وهي مسألة بدت مفتوحة على مشاورات سبقت الحوار ورافقته، خاصة بين "الثنائي الشيعي" والنائب سعد الحريري. كما رصدت حركة اتصالات عربية عربية وعربية لبنانية، بعيدة عن الأضواء، على خط الحوار اللبناني حول القرار 1559، حيث تردد أن بعض الموفدين العرب زاروا لبنان سراً في الآونة الأخيرة، وأحدهم مساعد وزير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان ويدعى اللواء محمد مصر الذي التقى في بيروت قبل أكثر من عشرة أيام عددا من القيادات اللبنانية والفلسطينية في إطار تجميع المعطيات التي تساعد أية مبادرة عربية مستقبلية في اتجاه لبنان وسوريا.‏

وعلمت "السفير" انه حسب بعض المشاركين من فريق الاكثرية، فإن المؤتمرين استفاضوا في عرض هواجسهم ومخاوفهم على الطاولة بمنطق عقلاني وهادئ وغير انفعالي، وعدا عن مداخلات سعد الحريري المتمايزة عن بقية حلفائه الاكثريين، فإن رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع كان مستمعا بإنصات وإعجاب كبيرين إلى مداخلة نصر الله وذلك في معرض الرد على سؤال وجهه إليه حول الضمانات بأن لا يوجه سلاحه الى الداخل وتحديداً ضد المسيحيين، ورد نصر الله بأن سلاح المقاومة لديه وظيفة واحدة هي حماية لبنان من الخطر الاسرائيلي ولا وظيفة له في الداخل او على الصعيد الإقليمي. وشدد على وجوب مقاربة موضوع السلاح وفق منطق حماية لبنان بقواه الذاتية، وقال مخاطبا جعجع والحاضرين: "نحن قدمنا وسنقدم الغالي والثمين في سبيل حماية إنجاز التحرير وصيانة وحماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان". كما قدم العماد ميشال عون مطالعة دفاعية عن "حزب الله" وسلاحه وكيف استخدم منذ العام 1982 بوجه المحتل الإسرائيلي وصولا إلى إنجاز التحرير في العام 2000 والذي حصل من دون ضربة كف واحدة أو نقطة دماء، بما في ذلك التساهل مع بعض عناصر "جيش لبنان الجنوبي" من الذين تعاونوا مع إسرائيل وكيف شكل الحزب بسلوكه قدوة في التعامل الوطني مع قضية المحتل من دون أن يهدد بسلاحه أحداً في الداخل اللبناني. ودعا عون الى الاقتداء بتجربة التفاهم بينه وبين نصر الله لناحية مضمونها الحواري، برغم الملاحظات التي وضعها البعض عليها. كما تداخل النائب ميشال المر مدافعا عن بطولات المقاومين وتضحياتهم الكبيرة في سبيل تحرير لبنان. وقالت المصادر نفسها ان جعجع سيدلي بدلوه في موضوع سلاح المقاومة وقضية المزارع في الجلسة الخامسة قبل ظهر اليوم. وأضافت المصادر نفسها انه في موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، جرى التأكيد على قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بشأن نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وكل المظاهر العسكرية من دون استخدام العنف بل بالحوار مع القيادات الفلسطينية وبما يكفل منح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية والإنسانية وكذلك رفض التوطين الفلسطيني في لبنان. وأشارت المصادر إلى أن ممثل النائب وليد جنبلاط، الوزير غازي العريضي، قدم أكثر من مداخلة بدا في معظمها، محاولا التوفيق بين قناعاته المبدئية وموجبات الموقع الذي احتله على الطاولة الحوارية، مشددا على أولوية إنهاء الموضوع الرئاسي. وقالت المصادر ان المحصلة هي ان فريق الاكثرية ربط بين أي تقدم في موضوعي السلاح الفلسطيني وسلاح المقاومة (المزارع) وبين الحصول على كلمة حاسمة في الموضوع الرئاسي، في ما بدا انه محاولة لوضع كل عناوين القرار 1559 ضمن سلة واحدة، وإلا فإنهم لن يلتزموا بالتقاطعات التي تم التوصل إليها في موضوع لبنانية مزارع شبعا وغيرها، لا بل سيرفضون اية محاولة لتجزئة عناوين القرار الدولي. وبدا من خلال مجريات الحوار في يومه الثاني، ومن خلال بعض اللقاءات التي رافقته وابرزها اللقاء الثلاثي الذي جمع في مجلس النواب، في ختام جلسات الامس، كلا من الرئيس بري والنائب الحريري والسيد نصر الله، وجود نافذة صغيرة جدا، ربما ستبقى معطوفة على كيفية مقاربة المشاركين للملف الثالث على جدول الأعمال أي العلاقات اللبنانية السورية، علما ان بعض المشاركين من فريق الأكثرية حاولوا الإيحاء بان ثمة تقدما حقيقيا في الموضوع الرئاسي وان النتائج ستظهر في خلال الساعات المقبلة، إلا أن مصادر "حزب الله" و"أمل" رفضت التعقيب على ذلك،‏

"التزاما بالقسم الذي قطعناه على أنفسنا جميعا في مستهل جلسة الأمس". وأكدت مصادر فريق الأكثرية ان مداخلات فريق الرابع عشر من شباط شددت على انه لم يعد من الممكن الحديث عن بناء الدولة والمؤسسات والإصلاح والتغيير في ظل العطب الذي أصاب موقع الرئاسة الأولى، وبالتالي فإن كل الملفات صارت مرتبطة ببعضها البعض ولا يجوز التأخير في حسم الملف الرئاسي. ووصف الرئيس بري في مؤتمر صحافي مسائي الحوار بأنه كان شاملا ومسؤولا وجديا للغاية وكان المنحى الوطني هو السائد على عقول وألسنة الجميع ومن دون أي تحفظ. وقال انه بالرغم من تأكيد الجميع على لبنانية المزارع فان الهيئة الحوارية لم تتوصل الى أي قرار نهائي. واعرب عن اعتقاده بان نتائج الحوار في الجلسات المقبلة ستكون جيدة. يذكر انه قبيل بدء الجلسة الحوارية الثالثة، زار النائب الحريري والسيد نصر الله، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرآ الفاتحة، يرافقهما المعاون السياسي للسيد نصر الله الحاج حسين الخليل. وغاب عن اليوم الحواري الثاني النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة بداعي السفر. ومن المقرر ان يستأنف الحوار اعماله اليوم في جلستين صباحية ومسائية. واضافت "السفير" تقول انه من جهته، أعرب البطريرك الماروني نصر الله صفير أمام زواره، امس، عن ارتياحه لما آلت إليه الأمور الحوارية و"إن شاء الله أن يستمروا هكذا لأنه كان من الضروري أن يتحدثوا مع بعضهم البعض". وكرر ما ورد في بيان مجلس المطارنة الموارنة الأخيرة حول وجوب أن يتحمل الرئيس إميل لحود "مسؤوليته أمام الله والتاريخ". خارجيا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن روسيا ترحب بانطلاق مؤتمر الحوار "وتتوقع ان يبدي المشاركون فيه استعدادهم للوصول إلى قرارات تتيح الفرصة لتعزيز السلام الاجتماعي والوفاق في لبنان وتوطيد سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه". وأشارت في بيان صحافي إلى ان تطورات الأحداث هذه ستدعم الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر في المنطقة وتأمين استقرارها وازدهارها. وأشارت إلى أن روسيا حريصة على استقلال واستقرار لبنان، وهي تدعو إلى الوصول إلى حل جميع مشاكل البلاد عن طريق تكوين إجماع وطني حول اتجاهات أساسية للسياسة الداخلية والخارجية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية على ضرورة ان يحدد اللبنانيون بأنفسهم مستقبل بلادهم. ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالحوار الجاري، وأكد تشجيع جامعة الدول العربية على هذا المسار، لافتا الانتباه خلال اجتماعه، أمس، في القاهرة بوزير الخارجية فوزي صلوخ، إلى انه سوف يصدر بيانا باسم الجامعة للترحيب بالحوار والتشجيع عليه.‏

صحيفة النهار‏

كتبت "النهار" تقول , لقد استمرت الاندفاعة في اليوم الثاني لمؤتمر الحوار الوطني، كما في اليوم الاول، ولكن على جبهة واسعة من العناوين تبدأ بالرئاسة الاولى وتنتهي بمزارع شبعا وما بينهما من سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات، كل ذلك ضمن قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559. ولأن البحث هو بهذا الاتساع فان اعمال المؤتمر مفتوحة على الايام المقبلة بما يسقط احتمال انتهاء المؤتمر قريبا، كما كان سائدا امس. "النهار" التي امتنعت امس عن نشر تفاصيل ما دار في الحوار التزاما منها للسرية التي طلبها رئيس مجلس النواب نبيه بري وتعهد المشاركون بالحفاظ عليها اكتفت غير آسفة بايراد الخطوط العريضة وعكست الاجواء وهي تتقيد اليوم بهذا التوجه. الا انها ترى ضرورة ايضاح ما قاله الرئيس بري ضمنا وهو ان الوفاق شمل طريقة التصرف في قضية شبعا ومزارعها انطلاقا من الاقتناع الجماعي بأن شبعا ومزارعها لبنانية بكل البراهين، وان الطريقة الاسلم هي عدم اضاعة الوقت في انتظار "شهادات" من هنا و"ثوابت" من هناك، والسير الى طرح الموضوع امام الهيئات المختصة في الامم المتحدة، استنادا الى سوابق في مواضيع مماثلة من غير ان يعني ذلك اسقاط خيار المقاومة، وفق ما اشار اليه الرئيس بري الذي استعان بخرائط لتبيان لبنانية المزارع. وكانت جولتا الحوار امس، بعد الظهر ومساء، استهلتا بمداخلة لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اشار فيها الى اجواء الارتياح الذي اشاعه اليوم الاول من المؤتمر وانعكاس ذلك على كل المستويات وفي مقدمها المستوى الاقتصادي، واعطت اشارة الى ان اللبنانيين قادرون على التوجه الى حلول للبنود المطروحة على جدول الاعمال من دون "وصاية" او "اشراف". كذلك تميزت الجولتان بمواقف مطولة وشاملة لكل المواضيع المطروحة انطلاقا من البحث في موضوع الرئاسة من حيث انتهى اول امس. وكانت ابرزها مداخلة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي شدد على وجوب استعجال الوصول الى نتيجة لحسم قضية رئيس الجمهورية بغية طمأنة الناس الى ان الحوار جدي وان المتحاورين مصممون على الوصول الى نتائج عملية. وقال: "كيف نطمئن الناس والرئيس لحود مستمر في التمديد؟". اما بقية الذين تكلموا فهم: رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وقد تحدث في موضوع المقاومة وطرح بصراحة كل "المخاوف" و"الهواجس"، ثم الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تناول اوضاع المقاومة وآفاقها مشدداً على انها لبنانية موجهة ضد اسرائيل وليس ضد اي طرف في السياسة الداخلية، "فسلاح المقاومة موجه ضد "اسرائيل" دون سواها". وناب وزير الاعلام غازي العريضي عن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي غادر ليل اول امس بيروت مع وزير الاتصالات مروان حماده الى الولايات المتحدة الاميركية، فقدم عرضا كاملاً عن ضرورة حسم موضوع الرئاسة في اسرع وقت. وكانت مداخلات اخرى لرئيس كتلة "الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون، والرئيس امين الجميل، والنائب بطرس حرب الذي اختتم مداخلات اليوم الثاني. وتابعت "النهار" بقولها انه في ختام اليوم الثاني اعلن الرئيس بري التوصل الى "صيغة لمناقشة المواضيع كلها دفعة واحدة". واكد ان الحوار "مسؤول وجدي وصريح للغاية، والمنحى الوطني هو السائد في عقول الجميع وعلى السنتهم".ولفت الى "ان الامر يتطلب وقتاً، فكل نقطة في حاجة الى جلسة او جلسات". وحول موضوع مزارع شبعا قال بري انه الى جانب "تأكيد جميع المحاورين على لبنانيتها فان قراراً نهائياً لم يتخذ بعد". لكنه أوضح رأيه الشخصي في الموضوع وهو "ان تراجع الحكومة اللبنانية الامم المتحدة، ونعوّل على موضوع المقاومة". ونفى ان تكون مغادرة جنبلاط بيروت بمثابة "مقاطعة"، مشيرا الى احتمال التحاقه بالمؤتمر مجددا اذا استمرت اعماله الى ما بعد انتهاء زيارته للولايات المتحدة. وخلص بري الى القول "ان الحوارات كانت للمرة الاولى في العمق وتمت بصراحة متناهية، واعتقد ان النتائج ان شاء الله ستكون جيدة". وافاد ان المؤتمر سيعاود اعماله الحادية عشرة قبل ظهر اليوم وستكون هناك جلسة مسائية. على صعيد آخر، بدا النائب الحريري مرتاحا الى الاجواء التي تسود جلسات الحوار نظرا الى ما فيها من "عمق وجدية وطرح للامور بشكل مباشر". ونقل عنه زواره تفاؤله بالنتائج الايجابية للجلسات. وكان لافتاً، قبل انطلاق اعمال اليوم الثاني، الزيارة المشتركة التي قام بها الحريري ونصرالله الى ضريح الرئيس رفيق الحريري، وهي زيارة، الى كونها الاولى للامين العام ل"حزب الله" للمكان، فانها تمثل في رأي المراقبين، الصورة الحدث والاهم في مشهد الحوار الوطني. وكالة "رويترز" اوردت في تقرير لها حول اعمال اليوم الثاني من المؤتمر، ان المجتمعين "اخفقوا" في التوصل الى اتفاق حول مصير الرئيس لحود ونزع سلاح "حزب الله". ونسبت الى مصادر سياسية قولها "أن مناقشات ساخنة دارت بين القادة المسلمين والمسيحيين المؤيدين لسوريا و

المعارضين لها". واشار الى احتمال استمرار اعمال المؤتمر اسبوعا، وقالت ان مناقشات حامية جرت بين نصرالله وجعجع حول نزع سلاح حزب الله. واشادت رئيسة اللجنة البرلمانية الاوروبية للعلاقات مع دول الشرق بياتريس باتري من بيروت بالحوار الوطني في هذا الجو "المستقل" الذي هو تعبير عن "نضج سياسي وديموقراطي"، مشيرة الى ان الرهان هو على "اتخاذ الخيارات التي تعزز السيادة والاستقلال".‏

صحيفة المستقبل‏

قالت "المستقبل" ان مؤتمر الحوار الوطني استأنف جلساته أمس، في غياب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي غادر بيروت يرافقه وزير الاتصالات مروان حمادة ليبدأ في اليومين المقبلين زيارة إلى الولايات المتحدة، وحلّ مكانه على "الطاولة" وزير الإعلام غازي العريضي. وكما كان معلناً، فإن الحوار الذي أنجز إجماعاً حول "الحقيقة ومتفرعاتها" أول من أمس، تابع أمس مناقشة القرار 1559 وما يتضمنّه من بنود بدءاً من بند رئاسة الجمهورية، فيما عرض الرئيس نبيه برّي الخرائط الثبوتيّة للبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وبعد انتهاء الجلستين الثالثة والرابعة عند التاسعة من مساء أمس، أوضح الرئيس برّي أنّ اتفاقاً حصل داخل المؤتمر على أن يتناول المتحاورون كافة بنود القرار الدوليّ بعضها مع بعض، لا أن يتم تناولها بنداً في اثر بند. وذكّر برّي أنّ البنود هي رئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني خارج المخيّمات وداخلها وسلاح المقاومة ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتحرير الأسرى في السجون الإسرائيليّة ووقف الاعتداءات الإسرائيليّة. غير أنّ برّي أكّد أنّه بالرغم من تأكيد جميع المتحاورين على لبنانيّة المزارع فإنّني لا أستطيع أن أعلن عن كيفيّة معالجة هذه المسألة إلاّ بعد صدور موقف نهائي من مؤتمر الحوار". وإذ يؤشّر قوله هذا على أنّ اتفاقاً حصل بالفعل على هذا الموضوع، لفت في كلامه أيضاً قوله "ترسيم مزارع شبعا بعد تحريرها" مذكّراً بأنّ "الخط الأزرق رسّم بعد التحرير عام 2000". كذلك أشار الرئيس برّي إلى أنّ "مناقشة البنود كافّة تتطلّب وقتاً لأن كل نقطة ربّما تكون بحاجة إلى جلسة وجلسات" .على أنّ "المستقبل" علمت أنّ ثمّة إجماعاً تبلور داخل مؤتمر الحوار حول ضرورة رحيل رئيس الجمهوريّة اميل لحّود، حيث لم يتبنَّ أيّ من الأطراف الدفاع عن بقائه في سدّة الرئاسة. وبدا واضحاً أنّ "ثمّة تسليماً لدى الجميع بأنّ بقاء لحود في بعبدا يشكّل المصدر الرئيسي للأزمة"، كما قالت مصادر مشاركة في الحوار. وأوضحت مصادر متابعة أنّ برّي كان اقترح السير في نقاش القرار 1559 بنداً بنداً بدءاً من بند الرئاسة "لكن بعد أن بات مسلماً بضرورة رحيل لحود، بادرت أطراف في الحوار إلى السؤال عن المواقف التي يجب أن تكون للرئيس المقبل، ومن هنا فُتح النقاش في البنود على نحو متكامل". وقالت إنه "البحث في رئاسة الجمهوريّة يسير في اتجاه البحث في البرنامج". وإذ أكّدت أنّ "النقاش صريح وواضح وهادئ"، ملتقية بذلك مع ما قاله برّي وصفاً للحوار بأنّه "مسؤول وجدّي وصريح للغاية والمنحى الوطني هو السائد"، أشارت المصادر إلى أن "ثمّة إجماعاً برز على تأييد موقف الحكومة من مسألة السلاح الفلسطيني". والمعروف أنّ موقف الحكومة يدعو إلى سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيّمات وإلى الحوار لمعالجة السلاح داخل المخيّمات، ويؤكّد الموقف الحكومي على إجراءات لتحسين أوضاع المخيّمات، إضافة إلى التمثيل السياسيّ الفلسطيني في لبنان. ولم تستطع المصادر نفسها تحديد موعد انتهاء أعمال مؤتمر الحوار. وكان حدث بارز سبق انعقاد الجلسة الثالثة، تمثّل في قيام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بصحبة رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري بزيارة إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث قرأا الفاتحة عن روحه. وعكست هذه الخطوة الأجواء الإيجابيّة التي تخيّم على أعمال المؤتمر. وفيما ولّد انعقاد مؤتمر الحوار مناخاً من الارتياح لدى اللبنانيين جميعاً، نقل زوّار البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير أمس عنه، ارتياحه إلى الحوار وقوله "كان من الضروري أن يجلسوا مع بعضهم ويتكلموا". في هذه الأثناء، وعشية زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى المملكة العربية السعودية حيث يجري اليوم محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتركز في جزئها الأكبر على الموضوع اللبناني، أشاد مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية دوني سيمونو بما سمّاه "حُسن سير المناقشات التي تبشّر باتفاق قريب بين مختلف القوى السياسية المشاركة حول المسائل الأساسية في إطار المصلحة الوطنية‏

صحيفة صدى البلد‏

كتبت "صدى البلد" تقول , لقد أنهى مؤتمر الحوار الوطني جلسته الرابعة مساء أمس ويعود للانعقاد في جلسة خامسة عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم تليها جلسة مسائية, وحسب سير النقاش سيمتد الحوار أياماً إضافية لأن كل نقطة تحتاج الى جلسة بل جلسات. وواصل المتحاورون أمس تناول المسائل المطروحة في البند الثاني (القرار 1559) في صيغة نقاش مفتوحة وغير محصورة في عنوان محدد, الأمر الذي قلب الاولويات وحول مطلب استقالة رئيس الجمهورية الى حصيلة للنقاش الدائر في مختلف العناوين. والتزم المشاركون بحد أدنى من “التسريب” بعد تأكيد الرئيس نبيه بري على منع التسريب, الا ان ما رشح أشار الى “أجواء ايجابية وجدية” والى “جو موضوعي ووطني” بل ذهب البعض الى وصف المباحثات بال ”سوبر ايجابية”. لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر سياسية لبنانية قولها ان المشاركين اخفقوا في التوصل الى أي اتفاق بشأن مصير الرئيس اميل لحود او نزع سلاح المقاومة. وأضافت الوكالة ان نقاشاً ساخناً دار بين قادة الأطراف المشاركة في الحوار. وأوضح مصدر مطلع ان أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله أظهر تشدداً حاداً في مسألة رئاسة الجمهورية وان تشدده فاجأ الحاضرين, خصوصاً رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري. وخلال الاستراحة التي فصلت جولتي بعد الظهر والمساء خرج سعد الحريري الى الفندق المجاور, ثم صافح الصحافيين في “مقرهم” من دون ان يدلي بأي تصريح. وكان زار قبيل الثالثة بعد ظهر أمس مع نصرالله ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأجمع أكثر من مصدر على ان النقطة الأساسية التي بلغها المتحاورون من دون ان يتخذوا قراراً بشأنها خلال “بحث من دون قفازات” هي الإقرار بلبنانية مزارع شبعا, الأمر الذي سمح للرئيس بري الذي اظهر خرائط ووثائق في هذا الخصوص بتوجيه رسالة الى “الأخوة السوريين” تعفيهم من المطالبة بترسيم الحدود في هذه المنطقة. وتوقّع بري ان يطول النقاش لأن “كل نقطة تحتاج الى جلسة بل وجلسات” وقال: “لا يمكن القول اننا وصلنا الى قرارات. وسنتخذ هذه القرارات في نهاية النقاش”. أضاف: “في رأيي الخاص ان موضوع المزارع لا يتعلق بسورية والخط الأزرق رسم بعد التحرير”, مشيراً الى تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن المزارع والتي قال فيها: “لماذا يطلب منا تثبيت ملكية شيء لا نملكه؟”. وقال بري: “ان الحكومة ستراجع الأمم المتحدة ونحن نعوّل أساساً على المقاومة”. وقال النائب ابراهيم كنعان عضو الوفد المشارك برئاسة النائب ميشال عون: “ان أجواء الحوار ايجابية" مشيراً الى ان “المشاركين اقتنعوا بما كنا قد طرحناه أمس”, بأن “الحلول سياسية وليست تقنية فموضوع رئاسة الجمهورية هو في صلب المواضيع السياسية المختلف عليها, وبالتالي لا يمكن معالجته في معزل عن الوجهة التي سيسلكها البلد”. وأضاف: "ان الحوار سيمتد الى مدة زمنية ليست قصيرة مؤكداً على ان ذلك دليل على عمق الحوار”. وعلمت "صدى البلد" من مصدر قريب في “التيار” انه تم تبني ورقة التفاهم بين “التيار” و”حزب الله”, أوضح مصدر مشارك ان الورقة وزعت ولم يتم تبنيها مضيفاً ان أي اتفاق بشأن لبنانية المزارع لم يحصل. وقالت مصادر أخرى ان المتحاورين اتفقوا على تبني ما ورد في البيان الوزاري حول مزارع شبعا وملكيتها اللبنانية. وأضافت ان النقاش كان مستفيضاً في موضوع المقاومة وان المؤتمرين يتجهون الى التأكيد على الآتي: أولاً - استمرار المقاومة لتحرير مزارع شبعا وعودة الأسرى, وفق استراتيجية دفاعية لبنانية. ثانياً - التأكيد على قرار مجلس الوزراء في شأن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها. وأشار المصدر الى ان موضوع رئاسة الجمهورية ليس منفصلا عن القضايا التي يتناولها الحوار وان هناك اقتراحا توافق عليه الجميع وهو ان تأتي الرئاسة تجسيدا لمشروع حل. وقال النائب عباس هاشم ل “صدى البلد” ان ما شهدته جلستا الحوار امس “كان خياليا” مشيرا الى ان “المتحاورين اجروا مقاربات في العمق” حيال المواضيع المطروحة. وقال: “كان الحوار عميقا وكبيرا وعظيما، واذا اكمل على هذا المنوال فسنرى لبنان الجديد القوي والعظيم بوحدة ابنائه وقوتهم والعظيم بمقاومته وبسيادته والعظيم بتوازنه وبشراكته وبديمقراطيته التوافقية”. على صعيد آخر متصل بموضوع الرئاسة انطلقت الرابطة المارونية في موقف لافت من بيان مجلس المطارنة الموارنة لتطالب برحيل رئيس الجمهورية.وقالت في بيان امس انه “في قلب الظروف والتطورات الراهنة، لا يسع الرابطة المارونية الا ان تشدد على ان الوضع الحالي لهذا الموقع الدستوري الاول في البلاد يستحيل ان يستمر على ما هو عليه بكل ما راح يترتب عليه من تداعيات سلبية على البلد وان تداول السلطة هو من صلب الممارسة الديمقراطية”.‏

صحيفة الأنوار‏

كتبت "الأنوار" تقول انه لليوم الثاني على التوالي، ظلت اجواء التفاؤل مخيمة على مؤتمر الحوار الوطني رغم تشعب مواضيع البحث. وبرز اتجاه لدى المتحاورين لايجاد حلول لجميع القضايا المطروحة عن طريق التوافق. وفي حين امل الرئيس نبيه بري بأن تكون النتائج جيدة، قال الرئيس امين الجميل (ان الجو ممتاز وايجابي واتخذنا قرارا بالوصول الى حل لكل القضايا). وقال الدكتور سمير جعجع ان هناك رغبة في الوصول الى حل وهناك مساحات مشتركة لذلك. الجلسة الثالثة من الحوار بدأت عند الثالثة والربع بعد ظهر امس واستمرت حتى السادسة، وتبعتها بعد نصف ساعة جلسة رابعة. وقالت مصادر المتحاورين ان جلستي الامس اخذتا طابع عرض المواقف وليس اتخاذ قرارات، واضافت ان مداخلة الرئيس بري حول مزارع شبعا كانت الاطول، في حين ان العماد ميشال عون كان الاقل كلاما وكانت مداخلاته مقتضبة. مواضيع البحث امس كانت وفق ما اعلنه الرئيس نبيه بري رئاسة الجمهورية، السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، موضوع الحقوق الانسانية للاخوة الفلسطينيين وموضوع سلاح المقاومة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وملكيتها اللبنانية، تحرير الاسرى والمعتقلين وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. وعلمت "الأنوار" من مصادر مطلعة انه في موضوع رئاسة الجمهورية تحدث النائب سعد الحريري مشددا على ضرورة تنحي الرئيس اميل لحود لأنه من غير المقبول ان يستمر الوضع كما هو الآن. واعتبر الدكتور سمير جعجع ان هذا الموضوع من الاولويات وعلينا الاتفاق على حسمه. بدوره اكد الامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصر الله (ان حسم الموضوع يفترض التوافق على البديل والا سنبقى ندور في حلقة مفرغة)، مجددا القول ان هذه المسألة يجب ان تكون ضمن سلة واحدة تشمل كل بنود البحث. وتحدث الرئيس بري فأكد على حل الموضوع بالتوافق لأن الآلية الدستورية صعبة. وقالت المصادر انه في نهاية المناقشة كان هناك تأكيد على اهمية حسم قضية الرئاسة بالتوافق بين جميع الاطراف. كما كان هناك توافق على لبنانية مزارع شبعا، وبقي العمل على اثبات ذلك لمجلس الامن. وشمل التوافق ايضا موضوع السلاح الفلسطيني على ان يحل وفق قرار مجلس الوزراء القاضي بمنع السلاح خارج المخيمات وبضبطه بداخلها. وفي موضوع مزارع شبعا، كان للرئيس نبيه بري مداخلة مطولة قدم معها خرائط ووثائق تثبت لبنانية المزارع. ورأى ان لا حاجة لاجراء اتصالات مع سوريا بشأنها، وكان للوزير العريضي الذي اخذ مقعد النائب وليد جنبلاط الذي غادر امس الى الولايات المتحدة، مداخلة شدد فيها على ضرورة اعتراف سوريا بلبنانية المزارع، ووافقه في ذلك جعجع. ولامس سعد الحريري الموضوع باقتضاب وتحدث عن السلاح الفلسطيني وضرورة معالجته، فيما تحدث السيد حسن نصر الله بموضوع سلاح المقاومة وحذر من معالجة موضوع السلاح الفلسطيني بالقوة. وبعد الجلسة عقد الرئيس بري مؤتمرا صحافيا قال فيه ان الحوار كان شاملا لكل مناحي المواضيع. وايضا اؤكد بأن الحوار كان مسؤولا وجديا وصريحا للغاية، وان المنحى الوطني هو السائد على عقول وألسنة الجميع من دون اي تحفظ. وبالتالي رفعنا الجلسة الى الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد (اليوم) السبت، حيث تعقد جلسة صباحية واخرى مسائية لاستكمال البحث. فالامر نعم يتطلب وقتا، لأن كل نقطة من هذه النقاط بحاجة الى جلسات. وبعد الجلسة كان لعدد من المتحاورين مواقف، فقد قال الرئيس امين الجميل لدى مغادرته ساحة النجمة: الجو ممتاز وايجابي، اخذنا قرارا بالوصول الى حل لكل القضايا، الجميع مصمم على الوصول الى حل. وقال جعجع: هذه اول مرة هناك مبادرة صنع في لبنان بشكل جدي وان الجو ايجابي وجدي، كل المشاركين لمست منهم النية في الوصول الى حل... لا مساومات ولا تنازلات، ولكن الرغبة في الوصول الى حل قائمة، هناك مساحات مشتركة للوصول الى حل. وقال النائب ابراهيم كنعان في حديث الى محطة ال " ان.بي.ان. " مساء امس ان استراتيجية الحوار وثقافة الحوار قد اثبتت لأنها هي الطريق للوصول على الاقل الى فهم مشترك لكل المسائل الخلافية السياسية. وان ذلك قد تجلى بشكل واضح، اذ ان جميع الاطراف قد وافقوا واجمعوا ان هناك ايجابية وعمقا، وهناك امكانية جدية للتوصل الى كثير من التفاهم ان جاز التعبير، او الى الكثير من القواسم المشتركة في العديد من الامور المطروحة. وقال: نعم لقد كان هذا النهار مهما، ويمكن ان يتحول هذا الحوار الى حوار تاريخي، لكننا لا نريد ان نستبق الامور. هناك الكثير من المسائل التي ما زالت تحتاج الى البحث والتعمق وهذا ما جعلنا غدا (اليوم) ايضا نباشر ونستكمل هذا الحوار. وحول موضوع رئاسة الجمهورية قال: انها ليست جزيرة معزولة. رئاسة الجمهورية يجب ان تكون حصيلة تجسد دورا، حلا، تغييرا نحو الافضل اذا كان هذا التغيير يتم التفاهم عليه، يجب ان يكون نحو الافضل وليس لتثبيت حال المراوحة او العودة الى الوراء. التوافق هو الاساس. التفاهم حول المسائل الخلافية هو الاساس في هذا الحوا

ر.‏

صحيفة اللواء‏

قالت "اللواء" ان اليوم الثاني لمؤتمر الحوار الوطني، أمس، توصل الى نتيجتين أساسيتين، لم يتم الاعلان عنهما لاعتبارات تتعلق باستمرار المناقشات ضمن البند الثاني المطروح وهو القرار 1559 · والنتيجتان هما: - التأكيد على لبنانية مزارع شبعا، وبالتالي إعطاء المقاومة شرعية متجددة، لكن من دون حسم مسألة الاشكال حول وسائل استعادة هذه المزارع ضمن القرار 425، هل بالسلاح أو بالوسائل القانونية والدبلوماسية· - بت الوضع الرئاسي، في اتجاه التغيير في منصب الرئاسة باجماع كل المشاركين في الحوار، فيما يتركز البحث عن الآلية الدستورية والتوقيت وأيضاً البديل· واذا ما تمكن المتحاورون من التوصل الى اتفاقات محددة من كل المسائل المتعلقة بالقرار 1559 · خلال اليومين أو الأيام المقبلة، فإنه سوف يصار الى الانتقال مباشرة الى موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، وهو البند الثالث والأخير من "أجندة" الحوار، إلا أن الاعتقاد السائد، أن هذا الموضوع لن يأخذ وقتاً، باعتبار أنه سبق التفاهم على معظم النقاط المتعلقة به، ابتداء من ضرورة تطبيع هذه العلاقات، الى عملية ترسيم الحدود، وتبادل التمثيل الدبلوماسي، وصولاً الى وقف التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين، بما يعني ضمناً وقف الحملات الإعلامية· وفي انتظار النتائج التي يمكن أن تسفر عنها الجلسات اللاحقة للحوار، فإن الثابت، حسب ما أجمع المتحاورون، أن الأجواء ما تزال إيجابية، وأن النقاش يتم بعمق وبهدوء وبموضوعية وصرامة· وصحيح أنهم لم يتفقوا على شيء محدد ونهائي، لكن كل المواضيع هي قيد البحث، وهناك إحاطة كاملة بمجمل العناوين· إلا انه لا يجب الاغفال عن ملاحظات سجلها عدد من المراقبين، وهي أن الحوار يدور في دوامة التنقل من موضوع الى اخر، بمعنى أن النقاش بدأ بمسألة رئاسة الجمهورية، ثم انتقل الى سلاح "حزب الله" والسلاح الفلسطيني، ثم تشعب الى مزارع شبعا، والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية واللبنانية - السورية، ليعود مجدداً الى الملف الرئاسي، من دون الالتزام بنقطة محددة، يفترض أن ينتهي النقاش فيها باتفاق أو خلاف، الأمر الذي من شأنه أن يعيد خلط الأوراق من جديد، عند كل نقطة بحث، وبالتالي يعيدها الى نقطة الصفر· ولعل لهذا السبب، حرص الرئيس نبيه بري في ختام الجلسة الرابعة المسائية على الإشارة الى أن كل المواضيع التي يشملها البند الثاني للحوار، تستولد نفسها، بمعنى الخروج من موضوع الى آخر، الامر الذي يأخذ وقتا اطول، لافتا الى ان كل الامور باتت في سلة واحدة، من رئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، والحقوق الانسانية للفلسطينيين، وموضوع سلاح المقاومة، ومزارع شبعا، وتحرير الاسرى والمعتقلين ووقف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، مشيرا الى ان الحوار شمل كل هذه المواضيع مجتمعة، وهو مسؤول وجدي وصريح للغاية· وشدد على ان هذا البند يتطلب وقتا، لان كل موضوع من هذه الموضوعات بحاجة ليس الى جلسة بل الى جلسات· ورفض الرئيس بري ان يقول ان المؤتمر اتخذ قرارا رسميا في شأن تثبيت لبنانية مزارع شبعا، لكنه لفت الى اجماع من الحاضرين على تأكيد هذا الامر، الا انه عزا عدم اتخاذ قرار في هذا الشأن الى "كيفية المعالجة لموضوع مزارع شبعا"· واوضح وجهة نظره من هذا الموضوع بأنه لا يتعلق بسوريا لا من قريب ولا من بعيد، مشيرا الى ان الخط الازرق رسم بعد تحرير الجنوب وليس قبله، مذكرا بكلام للرئيس السوري بشار الاسد عندما تساءل "لماذا يطلب منا ان نثبت ملكية شيء لا نملكه"· وابدى بري اعتقاده بأن نتائج الحوار ستكون جيدة، لافتا الى ان "المياه اصبحت هادئة" بين المتحاورين بعدما تم كسر الجليد بينهم في الجلسة الاولى· وكان المؤتمر الذي استأنف اعماله امس قد عقد جلستين تواصلتا من الثالثة والربع من بعد الظهر حتى التاسعة والنصف مساء تخللتهما استراحة، وتميزتا بغياب رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط والوزير مروان حمادة اللذين سافرا ليلا الى واشنطن، وناب عنه الوزير غازي العريضي، يشاركه النائبان انطوان سعد وايلي عون· واعلن بري ان العريضي مخول اتخاذ قرارات، وقد تبلغنا ذلك من جنبلاط، مشيراً الى ان الاخير كان مرتبطاً بمواعيد قبل الحوار، وقد حرص على حضور الافتتاح مع الوزير حمادة، لافتاً الى انه اذا استمر الحوار حتى عودتهما فإنهما سيلتحقان به، نافياً وجود مقاطعة· واشارت "اللواء" الى انه سبق انعقاد الجلسة الثالثة، خطوة لافتة اشاعت اجواء ارتياح، تمثلت بقيام الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله، بزيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الكائن بجوار مسجد محمد الامين في ساحة الشهداء، بصحبة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري حيث قرآ الفاتحة على روحه، كما زارا أضرحة الشهداء من رفاق الرئيس الحريري الذين قضوا معه في جريمة الاغتيال الارهابية· وجاءت هذه الزيارة للضريح، وهي الاولى التي يقوم بها نصر الله، في اعقاب اللقاء المطول الذي جمع الاث

نين في قريطم قبل ايام، واستغرق سبع ساعات، والذي انعكست اجواؤه الايجابية على مناقشات الحوار· واستتبعت الجلستان بخلوة بين الرئيس بري والنائب الحريري"· وفي بداية الجلسة الثالثة، ابدى بري استياء الحاضرين من بعض التسريبات في الصحف وبعض وسائل الاعلام الى مناقشات اليوم الاول"، رغم اننا اقسمنا يمين التحفظ"، مؤكداً ادراكه لحساسية المواضيع المطروحة، سواء في ما يتعلق بموضوع الرئاسة او سلاح المقاومة، او السلاح الفلسطيني، مشيراً الى انه لا مجال الا للحوار للوصول الى حل توافقي لكل هذه الملفات· وحسب مصادر المجتمعين، فإنه جرى مجدداً استعراض للآلية القانونية والدستورية المطلوبة لتغيير موقع الرئاسة، في ظل الاجماع على ان التغيير بات ضرورياً، إلا انه برز رأي آخر بضرورة الاتفاق على البديل، قبل الدخول في العملية الدستورية، باعتبار ان هذه العملية سهلة، حيث يمكن ان يصار الى تحديد جلسة لانتخاب رئيس جديد، انما المهم هو الاتفاق على اسم توافقي· وذكرت المصادر، ان النائب سعد الحريري أصر في احدى مداخلاته على ضرورة حسم ملف رئيس الجمهورية، وقال: "إن هذا الموضوع يجب ان يحسم"· وأشارت الى ان فرقاء 14 آذار حملوا اكثر من وجهة نظر قانونية ودستورية تؤكد عدم شرعية التمديد للرئيس اميل لحود وكيفية التغيير، لافتين الى ان البديل يتم التداول به ويمكن طرح الاسماء في المشاورات التي تلي الاتفاق على تنحية الرئيس لحود، فإذا حصل اتفاق كان الامر مقضياً، واذا لم يحصل فلتأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها، ولتجرى الانتخابات الرئاسية في مجلس النواب بين من يريد الترشح وينتخب النواب رئيس البلاد· وأوضحت المصادر ان الحوار انتقل الى موضوع سلاح المقاومة، والسلاح الفلسطيني، ومزارع شبعا، حيث اصر نواب "اللقاء الديمقراطي على ضرورة الحصول على اعتراف سوري بلبنانية هذه المزارع· وهنا أكد الامين العام لحزب الله ان الامر يقع على عاتق الحكومة اللبنانية، وعلى رئيس الحكومة بالذات، فإذا قال باسم الحكومة ان المزارع هي لبنانية، فهذا دليل نتمسك به، وإذا قال أنها ليست لبنانية "فسنقول لهم ما بدنا ياها"، فأكد الرئيس فؤاد السنيورة ان البيان الوزاري للحكومة يؤكد لبنانية المزارع· ولفت الى انه كانت لرئيس بري مداخلة مطولة عن المزارع، من النواحي السياسية والقانونية والحقوقية، وأبرز ملفاً موثقاً بمستندات وخرائط وشهادات لمواطنين لبنانيين تثبت ملكية هؤلاء لاراض داخل المزارع، وذلك رداً على ما قاله جنبلاط في اليوم الاول من ان هذه المزارع "كذبة كبيرة"· ثم تطرق النقاش في ضوء الاجماع على لبنانية هذه المزارع الى وظيفة ودور سلاح "حزب الله" وقال بعض الحاضرين، أنه إذا تم الاتفاق على لبنانية المزارع، فإن المهم ان نتفق على كيفية تحريرها بالسلاح أم بالدبلوماسية· وكشف الرئيس امين الجميل في هذا السياق عن وثيقة تناولت كيفية حلّ الخلاف الحدودي بين العراق والكويت، لافتاً الى انه تشكلت لجنة دولية لمعالجة هذا الموضوع، واخذت الهيئة الحوارية علماً بما كشف عنه الجميل، وما زال الموضوع قيد النقاش· وقالت المصادر ان رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع طرح مسألة سلاح "حزب الله"، مركزاً على هواجس المسيحيين من هذا الموضوع، فرد عليه النائب ميشال المر انطلاقاً من تجربته كوزير دفاع سابق، مؤكداً ان هذا السلاح لم يتوجه يوماً الى الداخل اللبناني، بل دائماً كان يتوجه الى العدو الاسرائيلي، لكن المر حمل على موضوع السلاح الفلسطيني، معتبراً انه غير مبرر، وهو يحتاج الى وقفة وطنية موحدة، لكي تفرض الدولة الصيغة التي تريدها هي لمصحلة لبنان، وليس ان يفرض الطرف الآخر كيفية استعمال هذا السلاح· ولاحظت المصادر انه في هذا الموضوع تقاطعت كل المداخلات والمناقشات عند ضرورة ان توضع قرارات مجلس الوزراء بما يتعلق بالسلاح الفلسطيني موضع التنفيذ، وان تكون هي وجهة الحل، وجرى نقاش حول دور القوى والشخصيات التي تربطها علاقات جيدة مع الفلسطينيين على السعي لانهاء مسألة السلاح خارج المخيمات حبيا· ولاحظت المصادر ان العماد عون كان خلال الجلستين اقل كلاما، وبدا كأنه مستمع، فيما كان جعجع قد حضّر ملفاته بشكل جيد، وجرى حوار مباشر اكثر من مرة بينه وبين السيد نصر الله.‏

صحيفة البيرق‏

كتبت "البيرق" تقول انه خلافا للاجواء التي شاعت وتحدثت عن تباينات بين المتحاورين , اجمعت المعلومات التي رشحت من جلسات الحوار في يومها الثاني ان المتحاورين خاضوا نقاشا جديا وعميقا في البند الثاني من عناوين الحوار , وهو المتعلق بالقرار 1559 ومتفرعاته . وجاءت النتائج حسب المعلومات التي توافرت ل "البيرق" كما يلي :‏

1- الاتفاق على ان مزارع شبعا لبنانية , وينبغي استعادتها من الاحتلال الاسرائيلي وذلك وفق منطق البيان الوزاري للحكومة .‏

2- الاتفاق على ان تستثمر المقاومة لتحرير مزارع شبعا , وعلى مصير المقاومة وفق ما نص عليه البيان الوزاري 3- التشديد على قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبط السلاح الذي هو في داخلها‏

4- ان يكون موضوع رئاسة الجمهورية تتويجا لحل شامل يتفق عليه المتحاورون في ختام الحوار وقالت مصادر شاركت في الحوار ل "البيرق" ان المتحاورين توافقوا على الاستمرار في الحوار حتى يتم التفاهم على كل القضايا وان جلسات اليوم قد تشكل مفصلا في هذا الاتجاه .‏

واضافت المصادر ان المتحاورين استأنسوا بوثيقة التفاهم الموقعة بين حزب الله والتيار الوطني الحر التي وزعت عليهم , وقد استلهموا منها ما نصت عليه بشأن المقاومة ومزارع شيعا . واكد الرئيس بري ان الحوار كان مسؤولا وجديا وصريحا للغاية وان المنحى الوطني هو السائد على عقول والسنة الجميع من دون تحفظ . في غضون ذلك نقل زوار الرئيس لحود عنه تجديد تمنيه النجاح للحوار في التوصل الى توافق بين جميع اطرافه حول القضايا الوطنية التي يناقشونها , داعيا القوى الدولية الى وقف تدخلها السافر في الشؤون اللبنانية لانها بذلك تعيق التوافق بين اللبنانيين , خدمة لمصالحها . على صعيد آخر , وقبيل انطلاق الجولة الثالثة من مؤتمر الحوار , زار النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله ضريح الرئيس الحريري وقرآا الفاتحة , ورافق نصرالله معاونه السياسي حسين خليل . ورحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالحوار الجاري في مجلس النواب واكد تشجيع الجامعة على هذا النهج لافتا الى انه سوف يصدر بيانا باسم الجامعة للترحيب بالحوار والتشجيع عليه . لمس زوار الصرح البطريركي امس ارتياح البطريرك صفير للحوار الدائر في مجلس النواب وقد عبر عن ذلك بالقول امام زواره : كان من الضروري ان يتكلموا بعضهم مع بعض . واعلن وزير الاعلام غازي العريضي ان قوى 14 آذار دخلت باتفاق تام كفريق سياسي موسع على ورقة عمل تجمعها حول كل القضايا التي ستطرح , واعتبر في حديث صحافي ان بداية التغيير هي بتنحية الرئيس اميل لحود , واكد العريضي الموافقة على كل ما يطلبه البطريرك صفير من ضمانات للرئيس لحود . واعلن العريضي عن حوار قريب جدا مع العماد ميشال عون بمعزل عن الحوار الجاري في مجلس النواب.‏

صحيفة الشرق‏

كتبت "الشرق" تقول انه لم يحسم اليوم الثاني من الحوار الوطني في المجلس النيابي أياً من النقاط العديدة والمتشعبة المتعلقة بالقرار 1559، مع احراز تقدم حول تثبيت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لكن لم يتخذ قرار نهائي في هذا الشأن. وبالرغم من عدم بت هذه المسائل، فقد أجمع المتحاورون لدى خروجهم من الجلسة الثالثة للحوار التي امتدت من الثالثة بعد الظهر وحتى التاسعة والنصف ليلاً وتخللتها استراحة قصيرة من السادسة حتى السادسة والنصف، على الأجواء الايجابية للمناقشات التي وصفوها بأنها "عميقة وجدية ويسودها التفهم والتفاهم". وحضرت الجلسة جميع القيادات التي حضرت اول امس باستثناء رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي غادر الى واشنطن عن طريق باريس يرافقه وزير الاتصالات مروان حماده للقاء عدد من المسؤولين الاميركيين والقاء محاضرات عن الأوضاع في لبنان والمنطقة. وقد حل مكان جنبلاط على طاولة الحوار وزير الاعلام غازي العريضي والنائبان انطوان سعد وايلي عون، ولوحظ ان العريضي كان مستمعاً خلال الجلسة وبدون ملاحظات. وقد بدأ النقاش بموضوع مزارع شبعا، حيث وزعت الامانة العامة للمجلس النيابي وثائق ومستندات تثبت لبنانية المزارع التي شرح بري اهميتها وأطماع اسرائيل فيها منذ زمن بعيد. وذكرت المعلومات ان الرئيس بري استند الى عدد من الامور التي تؤكد لبنانية مزارع شبعا اهمها: - وثائق ملكية لهذه المزارع من قبل ابناء شبعا. - الخرائط القديمة والجديدة التي حصل عليها الرئيس بري ومنها خريطة تعود للعام 1903. - الترسيم السابق بعد الانتداب الفرنسي. - المحاضر المشتركة بين لبنان وسورية. - الاحكام القضائية المتعلقة باثبات ملكية الاراضي في المزارع. واقترح البعض ان يتوجه وفد الى الأمم المتحدة لتقديم هذه المستندات وطلب الضغط على اسرائيل للانسحاب من المزارع، لكن النقاش انتهى من دون صدور قرار نهائي حول هوية المزارع، وقد ردت مصادر ذلك الى غياب جنبلاط الذي شكك مراراً بلبنانية المزارع، وحتى لا يفسر القرار بأنه ضده، لكن مصادر اخرى نفت ان يكون عدم صدور القرار مرتبط بجنبلاط. وتابعت "الشرق" تقول انه بعد ذلك، انتقل البحث الى موضوع سلاح المقاومة، وهنا تحدث رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع مخاطباً الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالقول "انا اريد ان اتحدث بكل صراحة بخصوص سلاح المقاومة، انا انقل لك هواجس اكثرية المسيحيين وبعض اللبنانيين الآخرين، وهي ان سلاح "حزب الله" انتقل من الجنوب الى الداخل، واضاف "اذا كان كلامي يضايقك سأسكت". فأجابه نصر الله "كلا تابع كلامك الى الآخر" فتابع جعجع كلامه، ولما انتهى كانت الساعة تشير الى السادسة، عندها رفع بري الجلسة الى السادسة والنصف، وبعد العودة الى طاولة الحوار، اخذ نصر الله الكلام للرد على جعجع، فعرض للمقاومة وأهميتها في الدفاع عن لبنان، وقال لجعجع "اؤكد لك يا دكتور ان سلاح المقاومة وجد لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، واؤكد لك ولكل اللبنانيين ان هذا السلاح لم ولن يتوجه الى الداخل مهما كلف الأمر". وفي هذا السياق، طرح بعض الأفرقاء صيغاً لحل موضوع المقاومة، مقترحين انخراط عناصرها بعد التحرير في الجيش اللبناني، لكن النقاش لم يحسم في هذا الأمر. وقدم النائب ميشال عون مداخلة اكد فيها دور "حزب الله" الذي لم يكن له اخطاء خلال الحرب. أما النائب سعد الحريري فلم يدخل في تفاصيل موضوع سلاح المقاومة، لكنه تناول موضوع السلاح الفلسطيني. ودعا نصر الله الى معالجة موضوع السلاح الفلسطيني بالحوار، كما كرر العريضي ما كان قاله جنبلاط، فيما لم تختلف المداخلات الأخرى عن مواقف الأطراف المعلنة خارج قاعة الحوار. وأفادت المعلومات ان المتحاورين توافقوا على العودة الى قرارات مجلس الوزراء بشأن السلاح الفلسطيني. وفي الموضوع الرئاسي، جدد النائب سعد الحريري وجوب تنحي رئيس الجمهورية، ودعا جعجع لايجاد حل لموضوع رئاسة الجمهورية قائلاً: علينا الاتفاق على حسمه. وجدد نصر الله موقفه لجهة التوافق على البديل لأنه يجب عدم تغيير الرئيس من دون الكلام في المسائل الأخرى الأساسية، وشرح الرئيس بري الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس. واتفق الجميع على ضرورة ايجاد حل لائق لمقام الرئاسة والرئيس، واعتبروا ان موضوع الرئاسة يتعلق بباقي المواضيع وانه ليس موضوعاً منفصلاً بحد ذاته. وعند التاسعة والنصف رفع بري الجلسة الى الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم على ان تعقد ايضاً جلسة مسائية، ولخص بري المواضيع التي طرحت مشيراً الى وضع صيغة تجيز طرح كل المواضيع اي رئاسة الجمهورية، السلاح داخل المخيمات وخارجها والحقوق الانسانية للفلسطينيين، سلاح المقاومة ومزارع شبعا وكفرشوبا وملكيتها اللبنانية وتحرير الأسرى في السجون الاسرائيلية ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان. واذ اكد بري ان المتحاورين اتفقوا على لبنانية المزارع الا انه لم يصدر قرار نهائي بهذا الشأن. ووصف

بري الحوار بأنه "مسؤول وجدي وصريح للغاية"، مؤكداً "ان المنحى الوطني هو السائد في عقول وألسنة الجميع ومن دون اي تحفظ" متوقعاً ان تكون النتائج ايجابية. وعلم ان الحوار سيتابع ايضاً يوم غد الأحد. وكان سجل على هامش الحوار خطوة لا تخلو من دلالات سياسية، وتركت ارتياحاً في اوساط "تيار المستقبل" وهي زيارة الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأضرحة رفاقه، برفقة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والمعاون السياسي لنصر الله حسين خليل وقرأوا سورة الفاتحة. في غضون ذلك، نقل زوار البطريرك الماروني نصر الله صفير ارتياحه للحوار، واعلن النائب روبير غانم استعداده للتراجع عن ترشحه لرئاسة الجمهورية اذا تم التوافق على "رئيس قوي يجمع عليه اكثر شركاء الوطن"، معتبراً ان النائب ميشال عون يصبح "الأقوى" اذا تم التوافق عليه.‏

2006-10-30