ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 9 آذار/ مارس 2006
صحيفة السفير
قالت "السفير" ان الحوار انتقل فعليا من مجلس النواب في ساحة النجمة إلى ساحات ومجالس أخرى في الداخل والخارج، سعيا إلى إيجاد مخرج سياسي يعيد النصاب للمؤتمر وللآمال الكبيرة التي علّقها اللبنانيون ولا يزالون عليه. إلا أن العودة إلى الطاولة المستديرة، يوم الاثنين المقبل، لن تكون محكومة بما أنجز من جدول الأعمال حتى الآن، باستثناء قضية التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن المواضيع تشابكت إلى حد صار يصعب معه ترتيب الاولويات السياسية والزمنية، من دون استبعاد مفاجآت من نوع التأجيل مجدداً أو قرار بعض القيادات السياسية الأساسية بعدم الحضور إذا تكرر مشهد تفويض بعض قيادات "الصف الثاني" بالحضور. وظلّ السؤال المطروح لليوم الثاني على التوالي: من يستطيع أن يضمن النتائج مسبقاً ومن يستطيع أن يتحمل مسؤولية الفشل، خاصة في ظل استمرار تمسك البعض بمواقفه و"لاءاته"، وعدم قدرة البعض الآخر على التوفيق بين التزاماته إزاء حلفائه والآخرين في آن معا؟ وحسب المواقف التي أطلقت من قريطم وعين التينة والرابية وحارة حريك وعدد من رموز "الأكثرية"، فإن الأجواء العلنية ايجابية والكل ذاهب إلى طاولة الحوار ويأمل في الوصول إلى نتائج، لكن المناخات الضمنية الآتية من "المطابخ السياسية الفعلية" تشي بغير المعلن. إذ ثمة حديث عن محاولة من جانب بعض فريق الرابع عشر من شباط لقلب جدول الأعمال والعودة مجددا إلى "الرزمة"، شرط أن تبدأ من عند الملف الرئاسي حيث بدأت تطرح الأسماء في مزاد الترويج أو الحرق، فإذا افلح "الانقلاب" كما تشتهي هذه القوى، اكتملت "السلة"، وإذا لم تفلح، فلن تكون هناك فرصة لا للبيع ولا للشراء والمقايضة، وربما تصبح المبادرة كلها في مهب الريح. وفي المقابل، فإن "الثنائي الشيعي" والعماد ميشال عون، رتبوا اولوياتهم بصورة جيدة: الحصول على "كفالة شاملة" من سعد الحريري أولاً، استكمال جدول الأعمال وإذا رغب البعض بتعديله، في ظل التشابك الحاصل، فلن تكون هناك ممانعة، لكن "ليجلس المشاركون الموارنة في الحوار، في إحدى الغرف الجانبية، ويتفقوا بالإجماع على البديل الرئاسي ونبحث معهم في البرنامج ثم نناقش الصيغة الدستورية وبقية جدول الأعمال". وإذا كانت أوساط النائب سعد الحريري، قد فسّرت دعوة النائب وليد جنبلاط من نيويورك، مساء أمس، لاتخاذ القرارات بالأغلبية وليس بالإجماع وقوله إن المزارع "قد تكون ملكيتها لبنانية ولكنها ليست تحت السيادة اللبنانية"، بأنها مؤشرات ايجابية وتفتح الباب امام ايجابيات اكبر في الساعات المقبلة، فان الأوساط المقربة من كل من الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله تحفظت في التفسير، وقال قيادي شيعي مشارك في الحوار إن الحديث الجنبلاطي عن قرارات تتخذ بالأغلبية "مؤشر غير مشجع على الإطلاق كما الموقف من عدم وقوع "المزارع" تحت السيادة اللبنانية". وكان لافتا للانتباه، أن الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، ناشد جنبلاط خلال استقباله له امس في مقره في نيويورك، ان يقوم بدوره في مؤتمر الحوار، وقال متحدث باسم انان ان الامين العام سلم جنبلاط رسالة دعم للحوار الوطني وللعب دور قيادي فيه. فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ"السفير" مجددا ان الرهان معقود على حكمة اللبنانيين بان يعودوا الى الطاولة ويستأنفوا نقاشهم من النقاط التي كانوا قد توصلوا إليها. في هذه الأثناء، ظلت ماكينة "اللقاء الديموقراطي" تصوّب اتهاماتها في اتجاه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير وموقف بعض الفصائل الفلسطينية، فيما نقل بعض زوار قريطم عن الحريري تعبيره للمرة الأولى عن انزعاجه من بعض مواقف حلفائه. وعبّر خلال ترؤسه اجتماع كتلة "المستقبل" النيابية عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني، بالرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الأعمال التي تطرح للمرة الأولى بصراحة وشجاعة وروح وطنية مسؤولة. وأكد على ثقته التامة بقدرة المتحاورين على التوصل إلى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون، لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك والتأسيس لمرحلة متقدمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني، يعود من خلالها لبنان إلى دوره العربي الرائد، وإلى مكانته في المنطقة والعالم. ودعت كتلة "المستقبل" جميع المشاركين إلى ترجمة الإرادة الصادقة التي يعبر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، "لأن الفشل ممنوع". وامل الرئيس نبيه بري خلال ترؤسه اجتماع كتلة التحرير والتنمية "ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل". وعلمت "السفير" ان حركة المشاورات التي شملت، امس، البطريرك صفير والرئيس بري والعماد عون وبعض القوى الاخرى المشاركة في الحوار، تركزت على إيجاد المخارج للبنود المستعصية. وقالت مصادر متابعة إن الرئيس امين الجميل قدم للرئيس بري امس مقترحات معينة تحفظت المصادر عن كشفها يمكن ان تشكل قاعدة للبحث
في الحل، ولكن التركيز ما زال حتى الآن يدور حول التفاهم على سلة واحدة لحل كل البنود، بمعنى ربط موضوع السلاح اللبناني والفلسطيني ومزارع شبعا، بالتفاهم أيضا على موضوعي الرئاسة والعلاقات مع سوريا. بدوره، تحدث رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون عن اتصالات ومساع يقوم بها "من اجل تقريب وجهات النظر"، وقال لـ"السفير" تعليقا على تحميل البعض مسؤولية فشل المؤتمر للرئيس السوري بشار الاسد، "ما هي علاقة الاسد بالموضوع؟ هل هو جالس معنا الى الطاولة؟ الجالسون مسؤولون لبنانيون عليهم تحمل مسؤولياتهم. نحن من نجلس الى الطاولة، وإلا فنعود الى عريضة الاكراه اياها، والكلام عن الغصب والائتمار "بالريموت كونترول". وسأل عون
"ما البديل؟ الرحيل من لبنان؟ أنا لست مستعدا للتصعيد، وسأتجاوز كل من يهاجمني وحتى من يسرب أخبارا مغلوطة وأحيانا مشبوهة"، معتبراً ان
"لا بديل عن الحوار" وان الفشل "سيطيل الأزمة ويصعّدها، وعندها سيعلن كل شيء على العلن ليتحمل كل طرف مسؤوليته" إلى ذلك، طغت استقالة عضوي "الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية" الدكتور ميشال ثابت والمحامي زياد بارود، على اجتماع عقدته الهيئة في السراي الحكومي برئاسة الوزير الأسبق فؤاد بطرس، وتقرر في ضوئه الطلب من رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تعيين عضوين جديدين يمثلان الطائفة المارونية بدلا من ثابت وبارود، فضلا عن تمديد المهلة المعطاة للهيئة لانجاز تصورها الانتخابي. وعلمت "السفير" أن وفدا من المجتمعين اجتمع بالسنيورة وتشاور معه في مسألة تمديد عمل الهيئة بين شهر وثلاثة اشهر. وقالت مصادر الهيئة إن المبادئ العامة التي تم التوصل اليها صارت من الثوابت لأنها أقرت بالإجماع، وبالتالي فان المناقشات ستستأنف من حيث انتهت، بعد اكتمال الهيئة وإطلاع المندوبين الجديدين على المداولات السابقة.
صحيفة "النهار"
كتبت "النهار" تقول انه غداة تعليق جلسات الحوار بين الاقطاب السياسيين وتأجيلها الى الاثنين المقبل بدت الجهود والمشاورات الكثيفة المبذولة لاحتواء تداعيات هذا التعليق في سباق مرير مع العقدة المباشرة التي تسببت بالتأجيل وهي عقدة المواجهة التصعيدية الدائرة بين "حزب الله" ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط. وبين كلام علني لجنبلاط الذي التقى امس في نيويورك الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، وبعض الكلام العلني لنواب في "حزب الله" وآخر غير علني لأوساط الحزب، بدا الطرفان كأنهما ذهبا بأجواء الحوار الى مكان آخر مما جعل سائر المتحاورين الآخرين في "جبهة" ثالثة وسيطة بينهما يسعون عبرها بقوة الى منع انهيار الحوار والعودة به الى النقطة التي انتهى عندها، وخصوصا ان الاقطاب في معظمهم اجمعوا على ان تقدما جديا كان قد تحقق في البحث في بنود عدة حساسة من بينها موضوع مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والاطلالة الاولى على بند العلاقات اللبنانية – السورية. واذ تميز "يوم الاستراحة" الاول للمتحاورين امس بانعقاد اجتماعات للكتل النيابية مثل "كتلة التنمية والتحرير" وكتلة "المستقبل" ويعقد اليوم اجتماع لكتلة "التغيير والاصلاح"، فان الاتصالات والمشاورات جرت على مستويين علني ومكتوم. رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قالت الاوساط القريبة منه بنبرة جازمة ان الحوار سيعاود الاثنين المقبل بحضور الاقطاب جميعا، ومن ضمنهم جنبلاط اعرب عن امله في اجتماع كتلة التحرير والتنمية في "ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل تماما كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار عند اعلان بري التوافق الاجماعي على بند الحقيقة". اما كتلة "المستقبل" فلفتت الى "المسؤوليات التاريخية، للمشاركين في الحوار حيال الشعب اللبناني والرأي العام العربي والعالمي لاثبات قدرة اللبنانيين على ادارة شؤونهم بانفسهم". ودعت الى "سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي لان الفشل ممنوع". وقالت اوساط الكتلة ان ثمة مؤشرات ايجابية كافية لعودة جميع الاقطاب الى الحوار الاثنين المقبل، وان تكتمت على طبيعة الاتصالات التي يجريها رئيسها النائب سعد الحريري بالاطراف المعنيين، ولاسيما منهم جنبلاط لمعالجة العقدة التي تسببت بتأجيل الجلسات. لكن اوساط "حزب الله" ابرزت جوا متصلبا حيال جنبلاط، مشيرة الى ان الحزب ينظر الى تصريحاته على انها "اثبات خطي لما كان الحزب يحذر منه من "اجندة" اميركية تقرر وتنفذ بواسطة اصدقاء واشنطن في لبنان، وها هي تصريحات جنبلاط فور وصوله الى واشنطن اكبر دليل على ان ما كان الحزب يحذر منه صار حقيقة وبات الخطاب الجنبلاطي معبرا عن النيات الاميركية حيال لبنان". واذ تبدي هذه الاوساط اجواء متشائمة حيال الحوار تؤكد ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لن يقبل الا توضيحات شخصية من جنبلاط لمرة نهائية. في المقابل اكد جنبلاط امس من نيويورك انه سيعود الى مؤتمر الحوار الاثنين المقبل، لكنه اطلق مواقف جديدة لا تحتمل اي تأويل حيال عدم تراجعه عن مواقفه المعروفة وخصوصاً من قضية مزارع شبعا، وقال في حديث ادلى به عبر الهاتف الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان "نقطة الخلاف الاساسية" في الحوار هي مزارع شبعا و"سبق ان ذكرت موقفي من مزارع شبعا قبل الحوار اضافة الى الخرائط المزورة، ولا علاقة لهذا الامر بتصريحاتي من واشنطن". واضاف: "سأعود وأشدد على هذه النقطة الخلافية ولتتخذ القرارات بالغالبية وليس بالاجماع. واكرر لا علاقة للقاءاتي في واشنطن بموضوع شبعا. لقد اتخذت موقفاً من هذا الموضوع منذ اشهر ولا اعتقد ان شبعا هي تحت السيادة اللبنانية. قد تكون ملكيتها لبنانية ولكنها ليست تحت السيادة اللبنانية" واذ اكد: "اننا سنعود ونجتمع نهار الاثنين ونشل الحركة في وسط بيروت"، كرر المطالبة باتخاذ القرارات بالغالبية وليس بالاجماع وقال: "هذا هو موقفي، لا نريد "فتح – لا لاند" جديدة او "ايران – لاند" جديدة او "سوريا – لاند" جديدة في مزارع شبعا، وانني اتخذ الموقف المشابه للموقف الذي اتخذه العميد ريمون اده عندما رفض اتفاق القاهرة لا اكثر ولا أقل. هذا أمر للتاريخ". اضافت "النهار" قائلة انه على صعيد داخلي آخر، تفاعلت امس قضية استقالة العضوين المارونيين في الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية ميشال تابت وزياد بارود وانسحابهما منها. وكان هذا التطور محور اجتماع عقدته الهيئة بعد الظهر برئاسة رئيسها الوزير السابق فؤاد بطرس. ونظراً الى كون الهيئة مؤلفة من كل الطوائف، فقد قررت الطلب من الحكومة تسمية عضوين مارونيين بديلين من تابت وبارود. وانتدبت وفدا منها زار الرئيس فؤاد السنيورة وسلمه كتاباً من الوزير السابق بطرس يطلب فيه تعيين البديلين، ولوحظ ان الكتاب لفت الى اعلان تابت وبارود انسحابهما من الهيئة بموجب بيان ادرج في الصحف "قبل ان يرسلا اي كتاب رسمي بهذا الخصوص لا الى مجلس الوزراء ولا الى
الهيئة" وعكست هذه العبارة استياء رئيس الهيئة من التطور الحاصل. وعلم ان السنيورة اثنى امام الوفد على عمل الهيئة، فيما عكست اوساطها استغرابها خطوة تابت وبارود قائلة ان نظام الهيئة يسمح لكل عضو فيها بان يكون له راي مغاير بتسجيل مخالفته وتحفظه وينشر هذا التحفظ او المخالفة ضمن تقرير الهيئة. ونفت الاوساط ما تردد عن وجود خمس صيغ لتقسيم الدوائر الانتخابية ضمن المشروع الانتخابي الجديد مؤكدة ان ثمة صيغتين مقترحتين فقط احداهما تشتمل على 9 دوائر، والاخرى 13 دائرة. وقالت ان الهيئة لا تريد اللجوء الى منطق الاكثرية والاقلية، كما لا يمكنها بت التقسيم الانتخابي لانه قرار سياسي، ولذلك قرنت نظام الاقتراع المتكامل الذي وضعته، بصيغتين لتقسيم الدوائر. وكشفت ان التقرير الذي تنكب الهيئة على وضعه قد يلحظ، الى الصيغتين المقترحتين لتقسيم الدوائر، امكان اقتراح "على حافة الطائف" ضمن تفسير موسع له يطرح فكرة النظام المختلط الذي يأخذ بصيغة النظام المختلط على اساس انتخاب 64 نائبا في الاقضية ضمن النظام الاكثري، و64 نائبا في المحافظات ضمن النظام النسبي. ووصفت المشروع الذي وضعته الهيئة بانه مصدر غنى بلحظه صيغتين تقدمان الى الحكومة مع نظام الاقتراع والتقرير الذي لم ينجز بعد، والذي لن تقدمه الهيئة الى الحكومة الا بعد تعيين عضوين مارونيين بديلين من ثابت وبارود.
صحيفة "الديار"
كتبت "الديار" تقول ان الاتصالات تكثفت في الساعات الماضية لتأمين الأجواء الايجابية المناسبة من اجل استئناف الحوار يوم الاثنين المقبل، ولتفادي حصول إنتكاسة أخرى بعد تلك التي سببتها تصريحات النائب وليد جنبلاط من واشنطن وادت الى تعليق الحوار لبضعة أيام. وحسب المعلومات المتوافرة لـ"الديار" مساء أمس فان هذه الاتصالات ما تزال تحتاج الى مزيد من الجهود والمساعي لبلورة الصورة قبل التكهن بمصير الحوار والجلسة المرتقبة يوم الإثنين. وقالت المعلومات نقلا عن مصدر مطلع ان اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في هذا المجال، مشيراً الى أن اتصالات سعودية ومصرية دخلت على الخط ايضاً من اجل تعزيز الجهود الحوارية اللبنانية الداخلية. ولم يكشف المصدر عن هذه الاتصالات لكن المعلومات المتوافرة اشارت الى تحرك سعودي داعم لاستئناف الحوار تمثل باتصالات ولقاءات اجراها السفير السعودي عبد العزيز خوجه مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب علي حسن خليل ومسؤولين لبنانيين آخرين. من جهته أمل الرئيس بري في «ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار بالتوافق على بند الحقيقة ومتفرعاتها وقال «ان الحوار كان في قسم كبير منه على المستوى المطلوب من المسؤولية والوضوح والشفافية وكشفت مصادر مطلعة ل«الديار " ايضاً انه قبل قنبلة جنبلاط التي فجرها من واشنطن كان المتحاورون قد حققوا شوطا كبيرا من التقدم في بند السلاح الفلسطيني على اساس قرارات مجلس الوزراء، وان الصيغة التي اعدت لاعلان التوافق حول هذا البند كانت جاهزة لكن تصريحات جنبلاط حول مزارع شبعا والمقاومة اطاحت بكل هذه الجهود. وقالت المصادر ايضا انه في موضوع العلاقات اللبنانية ـ السورية تم احراز تقدم ملحوظ وان الموضوع نوقش في اجواء جيدة، لكن اللافت ان موقف جنبلاط من مزارع شبعا كان متصلبا للغاية وان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لم يكن موقفه واضحا في هذا الشأن بل كان اقرب ومسايراً للنائب جنبلاط. وحسب المعلومات ايضاً فان الاتفاق على موضوع السلاح الفلسطيني أحد النقاط المندرجة في اطار البند المتعلق بالقرار 1559 لا يمكن ان يصدر منفصلا عن النقاط الاخرى لاسيما عن نقطة مزارع شبعا. وأضافت المعلومات ان هذه النقطة بالذات كانت أقرب الى الإقرار لولا تعنت جنبلاط وفريقه وان صيغة كانت اعدت تؤكد على أن مزارع شبعا لبنانية وعلى وقوف المتحاورين وراء الحكومة ودعمها للوصول الى كل الآليات لتأكيد وتثبيت لبنانية هذه المزارع في الامم المتحدة، والتمني على الحكومة السورية مساعدة لبنان في اثبات حقه هذا. وحسب المعلومات ايضا انه لولا المواقف الانقلابية الجنبلاطية لكان المتحاورون توصلوا يوم الثلاثاء الماضي بل يوم الاثنين الى اتفاق على النقطتين: اي موضوع مزارع شبعا، والسلاح الفلسطيني. وان الصيغة المتعلقة بالسلاح الفلسطيني كانت تستند الى قرارات مجلس الوزراء والى اعطاء مهلة محددة لمعالجة السلاح خارج المخيمات تصل الى ستة أشهر. وكشفت المعلومات ل«الديار " ايضا ان موضوع المقاومة وسلاحها وموضوع رئاسة الجمهورية كانا النقطتين اللتين تحتاجان الى مزيد من النقاش، وربما الى حوارات باشكال اخرى، لا سيما ان المقاومة ليست عامل تحرير فحسب بل ايضا عامل ردع، وان رئاسة الجمهورية لا يمكن التعاطي معها بكل جوانبها من دون التوافق على البديل، وان التوافق على البديل لا يتم على طاولة تضم اليها اربعة مرشحين كما انه لا يتحقّق من دون الاتفاق على نهج الرئيس. وفي المعلومات ايضا ان الاتصالات التي جرت في الساعات الماضية تركزت على تأمين الظروف المناسبة لعقد جلسة الحوار يوم الاثنين ولنجاح هذه الجلسة والخروج بقرارات على الاقل في نقطتين او اكثر، مع العلم ان هناك اتجاها لتكون كل النقاط في حزمة واحدة. وتقول مصادر مطلعة انه في حال عدم صدور قرارات بشأن كل النقاط، فانه من الممكن اتخاذ قرارات بنقطتين على الاقل هما: مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني، على ان يجري الاتفاق على منهجية حوارية لمتابعة النقاط الاخرى، مع العلم ان البلد لا يتحمل فشل الحوار، وانه جرى خلال الاتصالات امس الاخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية التي قد تنجم عن الفشل. وقد ترأس الرئيس بري امس اجتماعين الاول لكتلة التحرير والتنمية والثاني للهيئات القيادية في حركة «أمل " حيث شرح لهم التطورات المتعلقة بالحوار وما توصل اليه، وجرت مناقشة الخطوات اللاحقة في هذا المجال. وأمل بري في «ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار بالتوافق على بند الحقيقة ومتفرعاتها وقال «ان الحوار كان في قسم كبير منه على المستوى المطلوب من المسؤولية والوضوح والشفافية واكدت كتلة التحرير على ضرورة تحمّل جميع الاطراف المشاركة في الحوار مسؤولياتهم الوطنية وصولا الى وحدة الموقف المطلوبة
من المواضيع المطروحة على طاولة الحوار. وذكرت مصادر مطلعة ان كل شيء متوقف على الاتصالات في اليومين المقبلين، مشيرة الى ان المشاورات لا تقتصر على عقد جلسة الحوار الاثنين، بل تتناول ايضا حلولا مقترحة لبعض النقاط المطروحة على الطاولة المستديرة. من جهتها قالت اوساط قريبة من النائب سعد الحريري انه مرتاح للاجواء اكثر من اول امس، وانه اجرى اتصالات شملت النائب جنبلاط وقيادة حزب الله. وعبر النائب الحريري خلال اجتماع الكتلة امس عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار على الرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر، مؤكدا على ثقته التامة في قدرة المتحاورين على التوصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون. اما كتلة «المستقبل " فدعت جميع المشاركين في الحوار الى ترجمة الارادة الصادقة التي يعبر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لان الفشل ممنوع ولان القرارات المصيرية التي ينتظرها الشعب من القيادات السياسية المجتمعة على طاولة الحوار تتطلب من هذه القيادات ان تكون على مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الانتقال بلبنان الى مرحلة سياسية ووطنية جديدة. واكد النائب وليد جنبلاط من نيويورك للمؤسسة اللبنانية للارسال امس ان موقفه من مزارع شبعا لم ولن يتغير قبل او بعد زيارته للولايات المتحدة. وهو سيكرره على طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل. وتساءل جنبلاط ردا على سؤال لماذا هناك جولات الحوار لان هناك مسائل خلافية، قد نتفق على بعضها، على مجملها، او قد نختلف على بعضها او مجملها. النقطة الاساس الخلافية هي مزارع شبعا، اتفقنا على موضوع المحكمة الدولية اتفقنا على موضوع توسيع التحقيق، العلاقات اللبنانية السورية لم تحل بعد وبحثت بشكل جانبي، يبقى موضوع مزارع شبعا وهذا هو رأيي. وردا على سؤال قال سبق وذكرت قبل طاولة الحوار موقفي حول موضوع مزارع شبعا والخرائط المزورة. ولا علاقة لهذا الامر بتصريحاتي من واشنطن وساعود واشدد على هذه النقطة الخلافية، وقد تكون نقطة خلافية ولتتخذ قرارات بالاغلبية وليس بالاجماع. وعما اذا كان لمواقفه علاقة لما سمعه في واشنطن قال « لا علاقة للقاءاتي في واشنطن بموضوع شبعا اتخذت الموقف منذ اشهر حول قضية شبعا، ولا اعتقد ان شبعا تحت السيادة اللبنانية، قد تكون ملكيتها لبنانية لكن ليس تحت السيادة اللبنانية. ورداً على سؤال «سأعود يوم الاثنين ونجتمع مجدداً ونشل الحركة لكن هذه نقطة خلافية اقول فلتكن القرارات بالاغلبية، وليس بالاجماع اضاف هذا موقف ثابت ولا نريد «فتح لاند " جديد «ايران لاند " جديد و«سوريا لاند جديد في مزارع شبعا اني اتخذ الموقف المشابه للموقف الذي اتخذه العميد ريمون اده عندما رفض اتفاق القاهرة هذا امر للتاريخ وعن سبب تأجيل الحوار قال «هذا هو موقفي اسألوا غيري وامس جال الرئيس امين الجميل على بكركي وعين التينة حيث التقى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. واشار الرئيس الجميل الى ان مؤتمر الحوار توصل الى الكثير من النقاط الايجابية لافتا الى ان الحوار سيستأنف جلساته الاثنين المقبل وبمشاركة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. واعتبر ان الجميع اخرج كل ما في داخله وفي فكره ومشاعره واحيانا في شكل فج انطلاقا من ان العتاب غسيل القلوب. واشار الى ان غياب جنبلاط لم يكن ديبلوماسيا او سياسيا وانه سيأتي الى اجتماع الاثنين. وكان لافتا الكلام الذي اطلقه الرئيس الجميّل من بكركي حول رئاسة الجمهورية حيث اعتبر ان مركز الرئاسة ليس شاغرا بعد وان المحطة الاولى هي كيفية الوصول الى استقالة رئيس الجمهورية بحسب آلية دستورية معينة، الاولوية ان تصبح الرئاسة شاغرة وبعدها يُصار البحث عن بديل. وتعتبر مصادر مقربة من بعبدا استئناف مؤتمر الحوار ضرورة لان اي تعثر ممكن ان يتعرض له يؤثر سلباً في الوضع العام في البلاد لذلك فإن الرئيس لحود يتطلع الى معاودة مؤتمر الحوار الاسبوع المقبل، كما يأمل تذليل العقبات التي يمكن ان تعرقل انطلاقته من جديد. ورأت المصادر ان المواضيع الاكثر حساسية ودقة هي موضوع سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني ومزارع شبعا وهي التي تحتاج الى توافق حقيقي تشكل ثوابت المرحلة المقبلة. واي تغيير لا يأخذ في الاعتبار معالجة الاسباب الحقيقية للخلاف سيبقي هذه المواضيع بمثابة الغام قادرة على ان تنفجر في اي لحظة. اما الموضوع الرئاسي الذي وضع على طاولة مؤتمر الحوار فرأت المصادر بأن المداولات اظهرت ان لا اجماع لبنانياً على احداث التغيير الذي تسعى بعض الجهات الى تسويقه مدعومة من جهات خارجية تتطلع بدورها الى تغيير في سدة الرئاسة يؤمن وصول رئيس غير متشدد في الثوابت الوطنية والقومية. وتؤكد المصادر ان لجوء بعض المشاركين في مؤتمر الحوار وغيرهم من السياسيين والمسترئسين الى التركيز على ان المشكلة هي في بقاء الرئيس لحود في قصر بعب
دا هو في الواقع هروب من تحديد الصعوبات الحقيقية في مؤتمر الحوار ومحاولة مكشوفة لتوجيه الانظار الى مكان آخر.
صحيفة "المستقبل"
قالت "المستقبل" انه في اليوم الأول بعد تعليق جلسات الحوار الوطنيّ أمس، وتأكيداً لكون التأجيل جاء بمثابة فرصة للمتحاورين لمراجعة ما جرى حتّى الآن ولحسم التوجّهات بحيث يكون الإثنين المقبل محطّة فاصلة باتجاه مرحلة سياسيّة ووطنيّة جديدة، وفيما كانت المشاورات بين أطراف الحوار تجري بوتيرة عالية، حضّت "كتلة المستقبل" بعد اجتماع أمس برئاسة النائب سعد الحريري على "سحب مصير الحوار الوطنيّ من التجاذب السياسيّ لأنّ الفشل ممنوع"، وأكد بيانها انّ الحريري "مطمئن للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطنيّ بالرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الأعمال". ورأت الكتلة انّ كون الحوار هو المناسبة الأولى منذ ثلاثين عاماً لتجتمع القيادات تحت سقف الطائف ومن دون تدخّل خارجي، "يضع المشاركين أمام مسؤوليّات تاريخيّة لإثبات قدرة اللبنانيين على إدارة شؤونهم بأنفسهم". ولفتت إلى انّ "القرارات المصيريّة المنتظرة تتطلّب من القيادات أن تكون في مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة يعاد من خلالها الاعتبار للدولة ولموقع رئاسة الجمهوريّة". وأعرب الحريري خلال الاجتماع عن "ثقته التامّة في قدرة المتحاورين على التوصّل إلى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات ترسيخاً للوحدة الوطنيّة والعيش المشترك والتأسيس لمرحلة متقدّمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني(..)". وفيما بدا الحريري مستنفراً على خطّ إنجاح الحوار، وفي الاطار نفسه، دعا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي "كتلة التنمية والتحرير" إلى اجتماع أمس أطلعها خلاله على الأجواء العامة التي رافقت الحوار، كما ترأس اجتماعاً مشتركاً لهيئة الرئاسة والمكتب السياسيّ والهيئة التنفيذيّة لحركة "أمل". وأعلن برّي انّ "الحوار كان في قسمٍ كبير منه على المستوى المطلوب من المسؤوليّة والوضوح والشفافيّة"، آملاً "أن يسمع اللبنانيّون قرارات جديدة يوم الإثنين(..)". في هذا الوقت، وصل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط إلى نيويورك حيث يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ويبحث معه موضوع المحكمة الدوليّة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والقرارات الدوليّة المتعلّقة بلبنان. وقال جنبلاط في اتصال مع محطة "ال.بي.سي"، إن "رأيي في مسألة مزارع شبعا أعلنته قبل أن أذهب إلى الولايات المتحدة وسأكرّره بعد عودتي منها". أضاف "اتخذت موقفاً منذ اشهر حول قضية (مزارع) شبعا. لا اعتقد ان شبعا تحت السيادة اللبنانية، قد تكون ملكيتها لبنانية ولكن ليست تحت السيادة اللبنانية". وأكّد جنبلاط انّ "الحوار قائم لأن ثمّة مسائل خلافيّة"، ونفى أيّ علاقة لتصريحاته في واشنطن بلقاءاته مع المسؤولين في الإدارة الأميركية. ودعا جنبلاط إلى أن تتخذ القرارات في مؤتمر الحوار "بالغالبيّة وليس بالإجماع"، معلناً انّه لا يريد "ايران لاند أو سوريا لاند في مزارع شبعا(..)". من ناحيته، أعلن الوزير غازي العريضي انّه كان "ضد تعليق الحوار ومع استمراره"، ولفت إلى انّه "بالرغم من الخلافات والقصف الذي تعرّض له الحوار سواء من الرئيس الأسد أو من بعض المواقف الفلسطينية، كنّا نحقق تقدّماً في القضايا الشائكة"، مؤكداً انّه "إذا عدنا إلى الحوار سنصل إلى اتفاق". وقال "علينا الاستفادة من الأيام المقبلة لندرس كلّ ملفّاتنا ونستكمل المشاورات". وأضاف انّ "ليس بالضرورة ان نخرج متفقين على كلّ المسائل بالإجماع ودفعة واحدة"، وقال "نبني على ما نتفق عليه أساساً من الثقة ما يسّهل لنا الوصول إلى اتفاق حول الأمور التي نختلف عليها(..)". واضافت "المستقبل" تقول انه من جهة أخرى، وإذ لم يسجّل "حزب الله" إطلالات إعلاميّة كثيرة في اليومين الماضيين، رأى عضو المجلس السياسيّ غالب أبو زينب انّ "الخيارات السياسيّة الحاليّة لدى البعض ما زالت تتكئ بشكل أساس على رهانات خارجيّة وتطمح إلى تحقيق ذاتها من خلال التماهي مع توجّهات الإدارة الأميركية"، واعتبر انّ "هذا ما يعمّق الأزمة الداخليّة ويجعلها مشرّعة على مخاطر جدّية". وأشار إلى انّ "عقليّة الاستقواء والزحف على أعتاب الإدارة الأميركية لاستجداء المساعدة بوجه أفرقاء من الوطن، أمور لا يمكن أن تصنّف في خانة الوطنيّة والمصلحة اللبنانية". وفي إشارات متتالية إلى جنبلاط من دون أن يسمّيه قال "إننا أمام من لا يرى مصلحة في الحوار فيسعى إلى توتير الأجواء لتفجيره من الداخل(..)". من جهته، لفت الرئيس أمين الجميل إلى ان المتحاورين توصلوا إلى "مجموعة من الأمور لا ينقصها إلا لمسات أخيرة". وقال انه "بعد التوافق على معظم الأمور ستتضح أكثر صورة الرئيس". وأشار إلى ان "موضوع الرئاسة يتحمّل مسؤوليته الموارنة"، مضيفاً ان "الحل يكون برعاية غبطة البطريرك ويتم التوصل إلى اختيار اسمين أو ثلاثة(..)".
صحيفة "الانوار"
كتبت "الأنوار" تقول ان الكتل النيابية بدأت امس (حوارا) داخليا يمهد لاستئناف اجتماعات الطاولة المستديرة وسط تصريحات متفائلة باصدار القرارات اعتبارا من الاثنين المقبل. وقد اكد النائب وليد جنبلاط الذي التقى الامين العام للامم المتحدة مساء امس كوفي عنان، انه سينضم الى المتحاورين الاثنين، واقترح ان تتخذ القرارات بالاكثرية وليس بالإجماع. فقد عقدت (كتلة التحرير والتنمية) اجتماعا برئاسة الرئيس نبيه بري عرضت خلاله اجواء الحوار. وقال بيان صدر بعد الاجتماع ان رئيس الكتلة امل ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل، تماما كما حصل في اليومين الاولين لبدء الطاولة المستديرة. وأكدت الكتلة على اهمية وضرورة تحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية، وصولا الى وحدة الموقف المطلوبة في المواضيع المطروحة على طاولة الحوار. ومساء امس ترأس الرئيس نبيه بري اجتماعا لقيادة حركة (امل) حول الموضوع ذاته. كتلة المستقبل بدورها عقدت (كتلة المستقبل) النيابية اجتماعا في قريطم برئاسة سعد الحريري واطلعت على اجواء الجولة الاولى من الحوار. ودعت الكتلة المشاركين الى ترجمة الارادة الصادقة التي يعبّر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لان الفشل ممنوع ولان الشعب ينتظر القرارات المصيرية. وعبّر الحريري خلال الاجتماع عن اطمئنانه الى الاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني، وأكد ثقته التامة بقدرة المتحاورين على التوصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون. وكانت معلومات من مصادر (تيار المستقبل) تحدثت امس عن اتصالات يقوم بها الحريري مع جنبلاط والامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله بهدف ترطيب الاجواء والعودة الهادئة الى طاولة الحوار. وتوقعت المعلومات ان يعقد لقاء بين الحريري وجنبلاط وممثل عن (حزب الله) لدى عودة رئيس اللقاء الديمقراطي من واشنطن. وقد سجل امس تحرك للرئيس امين الجميل باتجاه بكركي وعين التينة وقال بعد لقائه كلاً من البطريرك الماروني صفير والرئيس نبيه بري: لقد تلقينا تطمينات ان النائب جنبلاط عائد من السفر وسيكون معنا حول طاولة الحوار يوم الاثنين، ولم يعتذر احد من رفاقنا على الطاولة عن عدم المشاركة. وأضاف يقول (لقد توصلنا الى كثير من النقاط خلال الحوار، وكان يجب التفاهم مع الرئيس بري على اعلان ما توصلنا اليه. هناك الكثير من النقاط الاساسية التي توصلنا اليها وحلها يسهّل الامور في المستقبل. توصلنا الى امور كثيرة ولم يبق الا القليل. وقال النائب وليد جنبلاط في حديث الى محطة ال " ال.بي.سي. " مساء امس، ان موقفه من مزارع شبعا لم يتغير قبل زيارته واشنطن واثناءها وسيكرره يوم الاثنين المقبل على طاولة الحوار. وطالب بان تتخذ القرارات بالاكثرية وليس بالإجماع. وأضاف: هناك حوار لان هناك مسائل خلافية قد نتفق على بعضها او على مجملها او قد نختلف على بعضها او مجملها. والنقطة الخلافية الاساس هي مزارع شبعا. لقد اتفقنا على موضوع المحكمة الدولية واتفقنا على موضوع توسيع التحقيق، والعلاقات اللبنانية - السورية لم تبحث بعد، او بحثت بشكل جانبي. يبقى موضوع مزارع شبعا. وهذا هو رأيي قبل زيارتي الى اميركا، وبعد ان اعود من اميركا. وسئل: الا تعتبر انه كان من الافضل بحث هذه المواضيع على طاولة الحوار، وليس اطلاقها من واشنطن? اجاب: سبق وذكرت موقفي قبل طاولة الحوار. اطلقت موقفي حول موضوع مزارع شبعا عندما عرضت الخرائط المزورة، ولا علاقة لهذا الامر بتصريحاتي من واشنطن. وسأعود وأشدد على هذه النقطة الخلافية. فلتكن نقطة خلافية، وتتخذ قرارات بالاغلبية وليس بالإجماع. وردا على سؤال عما اذا كان لمواقفه علاقة مع ما سمعه في واشنطن، اجاب: لا علاقة للقاءاتي في واشنطن مع موضوع شبعا. اتخذت موقفا منذ اشهر حول قضية شبعا. لا اعتقد ان شبعا هي تحت السيادة اللبنانية قد تكون ملكيتها لبنانية، لكن ليست تحت السيادة اللبنانية. وردا على سؤال حول ان كلامه اتخذ مبررا لتأجيل جلسات الحوار الى يوم الاثنين، قال: استفاد التجار والمطاعم في وسط بيروت، وعادوا الى الحياة الطبيعية وسنعود اليهم نهار الاثنين ونجتمع مجددا ونشل الحركة. هذه نقطة خلافية اقول. فلتكن القرارات بالاغلبية وليس بالإجماع. يوم الاثنين هل ستشارك في جلسة الحوار متسلحا بهذا الموقف? - هذا موقف سابق لزيارتي الى واشنطن. لا نريد (فتح لاند) جديدة، (ايران لاند) جديدة، (سوريا لاند) جديدة في مزارع شبعا. انني اتخذ الموقف المشابه للموقف الذي اتخذه العميد ريمون اده عندما رفض اتفاق القاهرة لا اكثر ولا اقل. هذا امر للتاريخ. وحول رأيه في سبب تأجيل الحوار ولمن يحمّل مسؤولية هذا التأجيل، قال: هذا هو موقفي، اسألي غيري. واشارت "الأنوار" الى انه مساء امس، اعلن الرئيس فؤاد السنيورة في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء اقامها تكريما لمؤتمر المهندسين المعماريين في السراي، ان الحوار عمل جاد، ونجاحه يتطلب جهدا وتضحيا
ت وانفتاحا على بعضنا البعض. وأشار الى ان الحوار يجري لأول مرة دون رعاية او وصاية، وهو عمل جاد على طريق بناء الدولة. وقال الرئيس السنيورة: بالحوار الجاري ينفتح بعضنا على بعض في هذه الصيغة الرائعة والفريدة للعيش المشترك والتي سماها قداسة البابا السابق رسالة، وهي رسالة فعلا نحن اللبنانيين مؤتمنون عليها ولا شك في تصميمنا على النجاح من اجل شعبنا ومن اجل وطننا ومن اجل الامل الانساني. وأضاف: هناك فرصة حقيقية لنهوض لبنان على غير صعيد وكي يثبت اللبنانيون انهم قادرون على ادارة شأنهم العام بأنفسهم ويترتب علينا ان لا نضيّع هذه الفرصة. وان لا نسمح للتجاذبات السياسية بهدر الفرصة كما اضعنا فرصا كثيرة غيرها في الماضي. ان اتفاقنا على جملة من المسائل الوطنية او حتى على معظمها وكذلك على جملة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والادارية هو ايضا المقدمة للافادة من دعم اشقائنا والعالم من حولنا. وكان السنيورة استقبل مساء امس وفدا من اعضاء الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية، ضم امين سر الهيئة الدكتور نواف سلام، البروفسور فايز الحاج شاهين، الدكتور غالب محمصاني والدكتور عبد السلام شعيب، وسلم الوفد الرئيس السنيورة رسالة من رئيس الهيئة الوزير السابق فؤاد بطرس، طالب فيها بتعيين عضوين يمثلان الطائفة المارونية بديلين للعضوين اللذين اعلنا عن استقالتهما من الهيئة، وهما الدكتور ميشال تابت والسيد زياد بارود. وترأس السنيورة مساء اجتماعا ضم وزير المال جهاد ازعور، وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، بحضور امين عام مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي، خصص لمناقشة مسألة تطويع عناصر جديدة في قوى الامن الداخلي.
صحيفة "صدى البلد"
قالت "صدى البلد" ان الثامن من آذار مرّ كيوم مخصص لتقويم مراحل الحوار السابقة ولتأكيد مواقف الكتل النيابية على تمسكها بالوصول الى نتائج يوم الاثنين المقبل. ويوم الاثنين الذي يصادف عشية ذكرى "14 آذار" سيكون على المتحاورين ان يجتمعوا وعلى جدول اعمالهم اضافة جديدة يقترحها النائب وليد جنبلاط وهي ان "القرارات تتخذ بالغالبية وليس بالاجماع". وكرر جنبلاط الذي يلتقي في نيويورك امين عام الأمم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الذي يعرف الكثير عن اسرار لبنان والمنطقة، رفضه لصيغة "فتح لاند" في مزارع شبعا، الأمر الذي سيجعل من هذه النقطة محورا للجدال في الأيام المقبلة. واكد مصدر مقرب من النائب جنبلاط ل "صدى البلد" الاصرار على متابعة الحوار حتى نهايته مشيرا الى ان جنبلاط وفريق "14 آذار" لم ولن يتعاطيا مع الحوار على سبيل المناورة. ولفت الى ان لجنة متابعة 14 آذار ستؤكد في اجتماعها اليوم نيتها وعزمها على الاستمرار في الحوار بجدية وذهنية منفتحة على الفريق الآخر. وفي هذه الاثناء نفى السفير المصري في بيروت حسين ضرار وجود تحرك مصري او سعودي باتجاه لبنان وسورية. وتابعت "صدى البلد" تقول ان استراحة "مؤتمر الحوار" فتحت المجال امام حوارات رديفة وتوضيحات اضافية للمواقف المحلية والعربية والدولية ما يجعل المتحاورين يصلون الى موعدهم يوم الاثنين وهم على بينة من المواقف المطلوب اتخاذها اذا ارادوا لنقاشاتهم ان تصل الى نتيجة. وفيما اكد الأقطاب اصرارهم على استمرار الحوار بدءاً من الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل الى آخرين، أضاف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى موقفه نقطة جديدة اذ طالب بأن "تتخذ قرارات الحوار بالغالبية وليس بالإجماع" وأكد من نيويورك حيث التقى امين عام الأمم المتحدة كوفي أنان: "لا نريد فتح لاند ولا ايران لاند او سورية لاند... وموقفي هذا يشبه موقف العميد ريمون اده عندما رفض اتفاق القاهرة". وجاءت مواقف جنبلاط هذه في وقت نفت فيه اوساط دبلوماسية اميركية في بيروت علمها بوجود اي تحرك عربي حالي باتجاه لبنان وجددت تمسكها بدعم سيادة واستقلال لبنان بشكل حاسم، وفي وقت استغربت فيه الأوساط الدبلوماسية العربية الأنباء عن مبادرة عربية. واستغرب السفير المصري في لبنان حسين ضرار في حديث الى "صدى البلد" كيف تمّ التداول في بيروت بأخبار عن زيارة المسؤول المصري او وزير الخارجية السعودي، وسأل: "من اين جئتم بهذه الأخبار؟". وأكد السفير ضرار انه "لا يمكن ان يكون هناك اي تحرك عربي الا بعد انتظار ما سيجري على صعيد الحوار الداخلي"، وقال: "ان الحوار هنا دائر بين اهل البيت فهل يمكن لأحد ان "يخش" والبيت يتحاور، "ما ينفعش". وعندما قيل للسفير المصري ان لبنان بحاجة الى الشقيقة مصر، اجاب: "ونحن بحاجة الى لبنان". وقال مصدر في "8 آذار" شارك في الحوار ل"صدى البلد" ان امكانية معاودة الجلسات الحوارية يوم الاثنين المقبل مرهونة بإزالة الأسباب التي ادت الى تعليقها حتى ذلك التاريخ. واشار الى ان الاتصالات الجارية لهذه الغاية هي التي ستحدد مصير الحوار وتالياً المستوى الذي سيعاود على أساسه، فإما ينعقد على مستوى الباب الأول وفي حضور جنبلاط، واما على مستوى الباب الثاني. وقال الرئيس امين الجميل الذي قام بجولة مشاورات شملت خصوصاً الرئيس نبيه بري والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير والعماد ميشال عون ورئيس الأحرار دوري شمعون ان "هناك حرصاً لدى الجميع على ان يستمر الحوار وينجح (...) والمهم ان نقوم بالاتصالات اللازمة لغاية الاثنين المقبل كي نتوصل الى قاسم مشترك". وأمل الجميل ان يتم اختيار الرئيس المقبل للجمهورية على طاولة الحوار الا أنه اوضح ان "قبل الوصول الى مرحلة التسميات فان مركز الرئاسة ليس شاغراً بعد، والمحطة الأولى هي كيفية الوصول الى استقالة رئيس الجمهورية بحسب آلية دستورية معينة، والأولوية اليوم ان تصبح الرئاسة شاغرة ويصار بعدها الى البحث عن بديل". وأشار الجميل الى ان "المشكلة ان بعض الاخوان السوريين لم يستوعبوا بعد ما يحصل على الساحة اللبنانية والرئيس الاسد دخل في بعض البنود كما لو كان جالسا معنا الى الطاولة وكأنه يعطينا التوجيهات". وعقد الرئيس نبيه بري سلسلة اجتماعات نيابية و"حركية" وأمل، كما نقل عنه بيان لكتلة التحرير والتنمية، في ان "يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل تماما كما حصل في اليومين الأولين لبدء الحوار". ودعت "كتلة المستقبل" النيابية اثر اجتماعها برئاسة النائب سعد الحريري "جميع المشاركين (في الحوار) الى ترجمة الارادة الصادقة التي يعبر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي لأن الفشل ممنوع". وعبّر الحريري عن "اطمئنانه الى الاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني رغم الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول عدد من بنود جدول الاعمال التي تطرح للمرة الاولى بصراحة وش
جاعة وروح وطنية مسؤولة". على صعيد آخر، نقلت مصادر لبنانية مطلعة على اجواء دمشق ان رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس توصل مع المسؤولين السوريين الى اتفاق يقوم على التمييز بين الأفراد والدولة في التحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى ولو كان هؤلاء الاشخاص يشغلون مناصب رسمية في الدولة. وحسب معلومات هذه المصادر فان رئيس لجنة التحقيق الذي يتوقع ان يزور دمشق اليوم او غدا، اجتمع مع عدد من القيادات السورية البارزة وناقش معهم تفاصيل تقريري سلفه ميليس وعمله المقبل في التحقيق بشقه المتعلق بسورية. وتضيف معلومات المصادر نفسها ان المسؤولين السوريين ابلغوا براميرتس استعداد سورية للتعاون الى اقصى الحدود لا سيما من خلال لجنة التحقيق السورية، وبالنسبة للمسؤولية الجزائية فاذا كان ثمة سوريون اتهموا بشكل او بآخر فيجب الفصل بين مسؤولية الفرد ومسؤولية الدولة.
صحيفة "البيرق"
كتبت "البيرق" تقول ان المتحاورين استراحوا امس من عناء الجلسات الحوارية , وانصرف كل فريق الى تقييم محصلة الجولات التسع والاسباب التي املت وقف الحوار حتى الاثنين المقبل . وفي معلومات ل"البيرق" ان تقييم غالبية الفرقاء صب في خط التشاؤم ازاء امكانية استئناف الحوار يوم الاثنين المقبل . وفي ضوء هذه التقييمات السلبية , بدأت اتصالات بعيدا عن الاضواء بما يشبه جس النبض لاجراء مقاربات حول الاسباب التي ادت الى تعثر الحوار وتأمين المناخات التي توفر له انطلاقة جديدة منتجة . وكشفت مصادر واسعة الاطلاع ل "البيرق" ان هناك محاولات تبذل لاقناع النائب وليد جنبلاط بالالتحاق مجددا بالمتحاورين , خصوصا في ضوء ما رشح منه للمتصلين به , من انه لم يقل في واشنطن جديدا وان ما قاله هو نفسه الذي قاله في اليوم الاول من مؤتمر الحوار . وفي المعلومات ان النائب سعد الحريري يجري اتصالات مكثفة مع جنبلاط من اجل اقناعه بالعودة نظرا الى الحراجة التي يتعرض لها امام السيد حسن نصرالله وكذلك الرئيس بري , بعدما كان قد تعهد لهما بانه سيعالج الموقف المستجد مع جنبلاط . لكنه لم يفلح في ذلك حتى الآن . وترددت معلومات ليلا عن ان حركة موفدين داخليا , بعيدا عن الاضواء من اجل توفير مناخات مناسبة لاستئناف الحوار يوم الاثنين . وتتواكب هذه الحركة مع حركة سفراء عرب ومنهم السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي التقى امس الرئيس السنيورة بعدما كان له اول من امس لقاء مع السيد حسن نصرالله . واوضحت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية يعتبر ان استئناف مؤتمر الحوار الوطني ضرورة وان اي تعثر يمكن ان يتعرض له قد يؤثر سلبا في الوضع العام بالبلاد . وامس ابدى الرئيس بري تفاؤله بتطورات الامور , وامل خلال ترؤسه اجتماعا ل " كتلة التحرير والتنمية " ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار . وذكرت معلومات صحافية ان السيد حسن نصرالله يشترط حضور النائب وليد جنبلاط ليعاود حضوره هو , ويشترط ايضا توضيحا في بداية جلسة الحوار الاثنين , اذا حضرها جنبلاط , عن المواقف الاخيرة لرئيس الحزب التقدمي في واشنطن , والموقف من النقاط التي تم التوصل اليها في جلسات الحوار التسع التي انعقدت لغاية رفع الجلسة الاخيرة . وعبر النائب سعد الحريري عن ثقته التامة بقدرة المتحاورين على التواصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون , كذلك عبر عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني بالرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الاعمال.
صحيفة "اللواء"
كتبت "اللواء" تقول انه على طريقته المعهودة فاجأ رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أطراف الحوار الوطني، أمس، بموقف جديد من شأنه أن يفتح أبواب التسوية على طاولة الحوار، بالنسبة الى موضوعي لبنانية مزارع شبعا ومصير سلاح المقاومة وغيرهما من المواضيع الخلافية· واعتبرت اوساط سياسية أن كلام جنبلاط، قبيل لقائه الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، ظاهره تصعيدي، لكن مضمونه يجنح الى الاعتدال، ويُفسح في المجال واسعاً أمام التوصل الى نتائج مرضية عند استئناف مؤتمر الحوار يوم الاثنين المقبل، وذلك من خلال طرحه التصويت بالأغلبية وليس بالإجماع، وكذلك الإعلان عن رغبته بالبقاء في موقع المعارضة لما يتم التوافق عليه في مؤتمر الحوار، بالنسبة الى المزارع والسلاح، مستعيناً بموقف عميد حزب "الكتلة الوطنية" الراحل ريمون إده، في معارضته الشهيرة لاتفاق القاهرة، والذي أقرّه يومذاك مجلس النواب بالأغلبية التي كانت تضم حلفاء إده، وليس بالإجماع· وتوقعت هذه الأوساط، حصول انفراجات ملحوظة في أجواء الحوار من شأنها أن تعيد مناخات الثقة بين المتحاورين من جهة، وبينهم وبين الرأي العام اللبناني والعربي، وتفتح الطريق أمام المبادرة العربية المنتظرة من جديد لمعالجة توتر العلاقات اللبنانية - السورية· أما بالنسبة لموضوع الرئاسة الأولى، فقد كان لافتاً دعوة الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميّل، الموارنة، من بكركي، وبعد لقائه البطريرك نصر الله صفير الى تحمّل مسؤولياتهم في بتّ الملف الرئاسي، بعدما اقترب البحث من تسمية المرشحين، الأمر الذي اعتبرته أوساط مراقبة بأنها إشارة واضحة، الى التقدّم الذي أحرزه مؤتمر الحوار بالنسبة الى هذا الملف وتقصير ولاية رئيس الجمهورية، أو دفعه الى الاستقالة طوعا· ولوحظ أن الرئيس الجميّل حرص على نقل وجهة نظر بكركي الى الرئيس نبيه بري الذي يردد دائماً أنه يقف خلف بكركي بالنسبة الى الملف الرئاسي· وكانت الخطوط الهاتفية بقيت مفتوحة، أمس، بين مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبين العديد من الأقطاب والقيادات السياسية، وكذلك كانت الحال في قريطم، حيث بقي رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري على تواصل دائم مع النائب جنبلاط الذي انتقل أمس من واشنطن الى نيويورك للقاء أنان، فيما بدأت قوى 14آذار سلسلة اجتماعات مفتوحة خارج العاصمة، وبعيداً عن الأضواء، لتقييم الموقف، وهدفت هذه الاتصالات والمشاورات، وفق مصادر مطلعة، الى الوصول الى قواسم مشتركة حيال الملفات المطروحة على طاولة الحوار قبل يوم الاثنين، تمهيداً لطرحها على بساط البحث ومساعدة الحوار في الخروج بقرارات منتجة· وفهم من مصادر عدة ان احدا الى الآن لم يعتذر عن المشاركة في الحوار يوم الاثنين، بل ان اغلب المشاركين اكدوا ان لا خيار الا الحوار· واذ رجحت المصادر ان يستمر الحوار ربما الى يوم الاربعاء المقبل، لفتت الى ان الاتصالات الجارية في اكثر من اتجاه لم تثمر بعد عن نتائج بارزة، الا ان المشاورات لم تنته، وهي ستتواصل في اليومين المقبلين، حيث يتوقع ان تحدد هذه الاتصالات مسار الاحداث ليس فقط على صعيد جلسة الحوار العاشرة، بل على نتائجها· وعلمت "اللواء" ان الرئيس بري الذي يقوم بسلسلة اتصالات، اسوة بغيره من اقطاب الحوار، كلف النائب علي حسن خليل لقاء عدد من القيادات في الاطار ذاته· وامل الرئيس بري، خلال ترؤسه اجتماع كتلة "التحرير والتنمية" وكذلك اجتماع هيئة الرئاسة والمكتب السياسي لحركة "امل" ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة حول الحوار يوم الاثنين المقبل، تماما كما حصل في اليومين الاولين لبدء الحوار· واكدت الكتلة في بيان لها على "اهمية وضرورة تحمل جميع الاطراف المشاركة في الحوار الوطني مسؤولياتهم الوطنية، وصولا الى وحدة المواقف المطلوبة في المواضيع المطروح على طاولة الحوار"· اعلن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان الحوار الجاري في مجلس النواب يجري لاول مرة من دون رعاية او وساطة، وهو عمل جاد على طريق بناء الدولة التي تحمي المواطن في يومه وغده· وقال: "ان نجاح الحوار يتطلب جهدا وتضحيات ولن نقبل بالتطلع الى الوراء الا للاتعاظ من الدرس"· واضاف خلال مأدبة عشاء على شرف نقابة المهندسين في السراي الكبير: "انه في الحوار الجاري ينفتح بعضنا على بعض، في هذه الصيغة الرائعة والفريدة للعيش المشترك، والتي سماها البابا السابق رسالة، وهي رسالة فعلا، نحن اللبنانيين مؤتمنون عليها، ولا شك في تصميمنا على النجاح من اجل شعبنا ووطننا، ومن اجل الامل الانساني هناك فرصة حقيقية لنهوض لبنان، على غير صعيد، لكي يثبت اللبنانيون بأنهم قادرون على ادارة شأنهم العام بأنفسهم، ويترتب علينا الا نضيع هذه الفرصة وان لا نسمح للتجاذبات السياسية بهدر هذه الفرصة كما اضعنا فرصاً كثيرة غيرها في الماضي· ان اتفاقنا على جملة من المسائل الوطنية او حتى على معظمها، وكذلك على جملة الاصلاحات السياسية والا
قتصادية والاجتماعية والادارية، هو ايضاً المقدمة للافادة من دعم اشقائنا والعالم من حولنا، وعلى هذا الاساس سوف نعمل مهما كانت الصعوبات، وانا مؤمن بأننا سننجح بإذن الله"· ومن جهتها، دعت كتلة "المستقبل" النيابية في بيان اصدرته بعد اجتماعها امس برئاسة النائب سعد الحريري "جميع المشاركين الى ترجمة الارادة الصادقة التي يعبر عنها اللبنانيون كافة بوجوب سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لأن الفشل ممنوع، ولأن القرارات المصيرية، التي ينتظرها الشعب من القيادات السياسية المجتمعة على طاولة الحوار تتطلب من هذه القيادات ان تكون في مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الانتقال بلبنان الى مرحلة سياسية ووطنية جديدة، تؤسس لقيام دولة متماسكة، يعاد من خلالها الاعتبار لموقع رئاسة الجمهورية تحديداً، وللنظام الديمقراطي الذي يحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى لتضامن اللبنانيين ولثقة الاشقاء العرب والعالم بمؤسساته"· وعبر النائب الحريري خلال الاجتماع عن اطمئنانه للاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني، بالرغم من الاختلاف الطبيعي في وجهات النظر حول العديد من بنود جدول الاعمال التي تطرح للمرة الاولى بصراحة وشجاعة وروح وطنية مسؤولة· واكد على ثقته التامة في قدرة المتحاورين على التوصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك والتأسيس لمرحلة متقدمة من السيادة والاستقلال والوفاق الوطني، يعود من خلالها لبنان الى دوره العربي الرائد والى مكانته في المنطقة والعالم"· وعلمت "اللواء" من مصادر المجتمعين ان النائب الحريري عكس اجواء ايجابية حول العودة الى طاولة الحوار الاثنين، متحدثاً عن اشارات ايجابية، مؤكداً ان الجلسات "علقت"، وان الحوار مستمر ولم ينقطع او يفشل· واكدت المصادر ان الحوار توصل الى التوافق على نقاط مقابل المزيد من النقاش لنقاط اخرى، ولم تستبعد ان يكون موضوع الرئاسة الاولى غير بعيد عن البحث في ظل اجواء ايجابية عن هذا المحور· وقالت ان ما نشر في بعض الصحف غير دقيق، ونقلت عن النائب الحريري ارتياحه للاجواء، وانه اكد ان الصورة ايجابية وليست قاتمة، وان الحوار سيصل الى نتائج ايجابية· وكان من المقرر ان يتحدث النائب الحريري الى تلفزيون "الجزيرة" مساء أمس، الا انه ارجأ الموعد لالتزامه بالقسم وعدم التسريب الإعلامي عن جلسات طاولة الحوار وذلك الى الاسبوع المقبل او الذي يليه اذا امتد الحوار وتجاوز الاسبوع المقبل· وفي إطار حركة الاتصالات التي جرت امس، زار الرئيس الجميل البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، ثم انتقل الى عين التينة ووضع الرئيس بري في صورة اجتماعه مع صفير· وأكد الجميل ان لا خيار إلا الحوار، مشدداً على ان لا احد منا يسمح لنفسه تحمل مسؤولية فشل الحوار، ودعا الموارنة الى تحمل المسؤولية في موضوع رئاسة الجمهورية والتشاور مع البطريرك لنصل الى اقتراح عملي بطرح اسم او اثنين او ثلاثة، مشيرا الى ان الاصول الدستورية هي التي تحسم هذا الامر· وامل الجميل الوصول قبل يوم الاثنين المقبل الى نوع من القواسم المشتركة لطرحها على الطاولة، مؤكدا انه تلقى تطمينات ان جنبلاط عائد من السفر وسيكون على طاولة الحوار يوم الاثنين بكل إيجابية وهدوء اعصاب لاستكمال البحث· واكد جنبلاط مساء امس، انه سيعود الى الحوار يوم الاثنين، مشيرا الى أن نقطة الاساس الخلافية هي قضية مزارع شبعا، نافيا اي علاقة لواشنطن بموقفه من هذا الموضوع، رافضا ان يتحمل مسؤولية تأجيل او فشل الحوار، متسائلا عن معنى الحوار إذا لم تكن هناك مسائل خلافية قد نتفق على بعضها أو على مجملها أو قد نختلف· وأوضح انه أطلق موقفه من قضية مزارع شبعا قبل أن يأتي إلى أميركا، وقبل طاولة الحوار، ولا علاقة لهذا الأمر بتصريحاتي من واشنطن، وقال في اتصال مع "المؤسسة اللبنانية للإرسال": "سأعود وأشدد على هذه النقطة الخلافية"، داعياً الى اتخاذ قرارات بالأغلبية وليس بالإجماع اذا بقيت نقطة خلافية· وأعلن انه سيتخذ الموقف المشابه لموقف العميد ريمون إده عندما رفض اتفاق القاهرة ·· وقال "هذا أمر للتاريخ"· وأضاف انه لا يعتقد أن مزارع شبعا تحت السيادة اللبنانية، قد تكون ملكيتها لبنانية، لكنها ليست تحت السيادة اللبنانية، مؤكداً رفضه ل "فتح لاند" جديد إيراني أو سوري في هذه المزارع·· ومن المقرر أن يعود جنبلاط من نيويورك يوم الجمعة، ويستضيفه تلفزيون "الجزيرة" مساء السبت، وهو كان ختم لقاءاته في واشنطن، باجتماعات عقدها والوزير مروان حمادة مع رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ.
صحيفة "الشرق"
قالت "الشرق" انه بانتظار العودة الى طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل، انشغلت القيادات السياسية بتقييم المرحلة الأولى من النقاشات والتحضير للمرحلة المقبلة التي بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري متفائلين بنتائجها. وقد برز على هذا الخط تحرك عربي وأوروبي في لبنان والخارج لحث الأطراف اللبنانية على متابعة الحوار لحل المشاكل العالقة والحؤول دون جنوح الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه. وسجل على صعيد هذا التحرك زيارة للسفير السعودي في لبنان عبد العزيز الخوجة الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعدما كان الخوجة زار مساء اول امس الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. كما التقى السنيورة سفير قطر في لبنان محمد جبر السويدي الذي وصف اللقاء الوطني على طاولة الحوار بـ"المهم"، مؤكداً دعم قطر الكامل لكل ما يقوم به لبنان. وعلى هذا الصعيد ايضاً، اعلن مصدر غربي في واشنطن رفض الكشف عن هويته ل "الشرق" ان اجتماعاً عقد في العاصمة الاميركية امس ضم عدداً من السفراء العرب والأوروبيين بينهم السفير السعودي الأمير تركي الفيصل للاطلاع على التطورات في لبنان، خصوصاً مؤتمر الحوار الوطني والأسباب التي ادت الى توقفه. واشار المصدر الى ان المجتمعين يحاولون ايجاد صيغة تساعد القيادات السياسية في لبنان على انجاح الحوار لأنه يعتبر محطة مفصلية للقضية اللبنانية، وقد ناقش المجتمعون في واشنطن اموراً اخرى وتطرقوا الى التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولفت المصدر الى ان الاتحاد الأوروبي يراقب بدقة ما يحدث في لبنان، كما يراقبوا زيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وتصريحاته في واشنطن ونيويورك. وفي حين اكد جنبلاط مشاركته في الحوار يوم الاثنين المقبل، استبق هذه العودة بتكرار موقفه من مزارع شبعا، وبمطلب جديد هو اتخاذ القرارات بالأغلبية وليس بالاجماع. وعن تحميله مسؤولية تأجيل او افشال الحوار قال جنبلاط في حديث لمحطة "ال.بي.سي" "لماذا هناك حوار، الحوار لأن هناك مسائل خلافية قد نتفق على بعضها او على مجملها او قد نختلف على بعضها او مجملها" موضحاً "ان النقطة الأساس الخلافية هي مزارع شبعا، اتفقنا على موضوع المحكمة الدولية وتوسيع التحقيق، والعلاقات اللبنانية - السورية بحثت بشكل جانبي، يبقى موضوع مزارع شبعا، هذا رأيي فيها قبل ان آتي الى اميركا، وبعدما اعود من اميركا". وأكد ان لا علاقة للقاءاته بموضوع شبعا مكرراً قوله ان ملكية هذه المنطقة قد تكون لبنانية، لكنها ليست تحت السيادة اللبنانية، وقال "لا نريد فتح لاند او ايران لاند او سورية لاند جديداً في مزارع شبعاً، انا اتخذ الموقف المشابه الذي اخذه العميد ريمون اده عندما رفض اتفاق القاهرة". والتقى جنبلاط امس الامين العام للأمم المتحدة في نيويورك بحضور وزير الاتصالات مروان حماده. وتابعت "الشرق" تقول انه في بيروت، تلاحقت الاجتماعات السياسية والنيابية للقيادات المعنية بالحوار تمهيداً للجولة المقبلة منه، فيما لم يصدر اي فريق من "تحالف 14 آذار" موقفاً واضحاً من تصريحات جنبلاط، الا ان بعض الحلفاء كالرئيس الأعلى لحزب الكتائب امين الجميل رد هذه التصريحات الى "نهج جنبلاط في الحياة". وفي هذا السياق، أملت "كتلة التحرير والتنمية" التي اجتمعت برئاسة بري من "الأطراف المشاركة في الحوار تحمل مسؤولياتهم الوطنية وصولاً الى وحدة الموقف في المواضيع المطروحة على طاولة الحوار". وأوضح بري خلال الاجتماع "ان الحوار كان في قسم كبير منه على المستوى المطلوب من المسؤولية والوضوح والشفافية" آملاً في "ان يسمع اللبنانيون قرارات جديدة يوم الاثنين المقبل". وعقدت كتلة "المستقبل" اجتماعاً برئاسة النائب الحريري عرضت فيه لمجريات الحوار. ودعت الكتلة الى "سحب مصير الحوار الوطني من التجاذب السياسي، لأن الفشل ممنوع ولأن القرارات المصيرية التي ينتظرها الشعب من القيادات السياسية المجتمعة على طاولة الحوار، تتطلب من هذه القيادات ان تكون في مستوى طموحات اللبنانيين ورهانهم على الانتقال بلبنان الى مرحلة سياسية ووطنية جديدة". وعبّر النائب الحريري "عن اطمئنانه الى الاتجاه الذي يسلكه الحوار الوطني"، مؤكداً "ثقته التامة في قدرة المتحاورين على التوصل الى القواسم المشتركة واتخاذ القرارات التي ينتظرها اللبنانيون لترسيخ وحدتهم الوطنية وعيشهم المشترك". وتعقد "كتلة الوفاء للمقاومة" اجتماعاً ظهر اليوم في مقرها، واشارت الى انها ستصدر بعد الاجتماع بياناً مهماً.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018