ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 14 آذار/ مارس 2006
صحيفة "السفير"
كتبت "السفير" تقول إنه من المتوقع أن يوجه المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني، اليوم، رسالة ايجابية قوية إلى سوريا عبر منح الرئيس نبيه بري تفويضا واضحا بإذاعة النص النهائي الذي تم التوافق عليه في موضوع العلاقات اللبنانية السورية، استناداً إلى ما نص عليه اتفاق الطائف والبيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
ومن الواضح ان هذه الرسالة ستكون محاولة لاعطاء دفع سياسي لباقي البنود التي يرجح ان يتم التوصل الى صياغات نهائية لمعظمها، لكن الاعلان عنها، سيكون رهن "سلة القرار 1559"، أي ربط التفاهم النهائي حول مزارع شبعا وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني بالموضوع الرئاسي.
ولخص احد المشاركين الصيغة التي سيخلص اليها المؤتمر بقوله، مساء امس، "مرتا مرتا.. تريدين أشياء كثيرة والمطلوب واحد"، في اشارة الى تسليم المشاركين، بعد تجاوز الملف السوري، بالسلة الكاملة، والتي يفترض أن تتوج بتفاهم في الكواليس المحلية والاقليمية والدولية حول الملف الرئاسي وهو امر يبدو حتى الآن أن ظروفه لم تنضج بعد.
وعلمت "السفير" أن المتحاورين دخلوا إلى الجلسة الصباحية وكأن شيئا لم يكن من خلافات سابقاً أو من "قصف" عابر للقارات، وأعطى ذلك انطباعا ان الاتصالات التي جرت في الايام الخمسة الماضية أعطت مفعولها وخففت من التشنجات، حتى ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط تصافحا في بداية الجلسة الصباحية من دون أن تبدر منهما أية إشارات حميمية كما حصل في الجلسة الأولى.
وعندما طرح موضوع العلاقات اللبنانية السورية انطلاقا من النقاط التي كان تم التوصل اليها في الجلسات السابقة، تداخل معظم المتحاورين وركز فريق الاكثرية على استمرار سوريا بالتدخل في الشؤون الداخلية وحملوها مسؤولية الاغتيالات، داعين الى وضع حد لها.
وقد خلص المشاركون الى مسودة ستصاغ نهائيا اليوم ويعلن عنها الرئيس بري وتتضمن مقاربة لملف العلاقات اللبنانية السورية تؤكد على "إقامة علاقات طبيعية وصحية وجدية ومميزة وراسخة وان لا يكون لبنان ممرا أو مستقرا لاستهداف سوريا" ويتفرع عن ذلك مجموعة عناوين أبرزها إقامة علاقات دبلوماسية وتبادل سفراء بين البلدين والالتزام بالاتفاقات المعقودة بين الجانبين (تبين ان غالبيتها لمصلحة لبنان) وان يترك امر معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين للمعالجة لاحقا بين حكومتي البلدين
فضلا عن مطالبة السلطات السورية بالتعاون مع الدولة اللبنانية من اجل كشف مصير المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية والمطالبة بترسيم الحدود وضبطها امنيا من الجانبين.
وفهم أن قضية ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا تمت مقاربتها من زاوية دعوة البعض إلى الاكتفاء بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في محافظتي الشمال والبقاع (بري ونصرالله وميشال عون وميشال المر وايلي سكاف)، وذلك كون الأمر يحتاج إلى توقيع اتفاق بين البلدين المعنيين بالترسيم. أما إذا تمسك الطرف الآخر (الأكثرية) بمطلب ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في منطقة "المزارع" لإثبات لبنانيتها منذ الآن، فان ذلك يقود تلقائيا إلى نوع من توقيع اتفاقية ترسيم بين لبنان و"إسرائيل" وبين سوريا و"إسرائيل"، علماً أن البعض أثار الأمر من زاوية مفادها أن "تنازل" "إسرائيل" في المستقبل عن منطقة "المزارع" يحتاج إلى قانون يصدر عن الكنيست الإسرائيلي وليس إلى قرار وزاري.
وأعطي فريق الأكثرية اشارة واضحة بان التوجه الى سوريا لمطالبتها بالتعاون مع لبنان في موضوع "المزارع" لا يمكن ان يحصل في ظل هذا المناخ العدائي الحاصل بين البلدين.
وقالت مصادر المشاركين إن الموضوع الرئاسي لم يطرح لا من قريب ولا من بعيد وانه في حال تم البناء على الأجواء التي سادت النقاش فانه يمكن التفاؤل بالتوصل إلى نتائج ايجابية حول بند العلاقات مع سوريا خلال جولة اليوم، على أن يصار إلى الإعلان عن ذلك، وهو الامر الذي ألمح اليه الرئيس بري بقوله للصحافيين "ان شاء الله سأعطيكم أجواء إيجابية ودسمة غدا ( اليوم )".
أما موضوعا المزارع وسلاح المقاومة، فقد استحوذا على معظم مناقشات الجلسة المسائية وقال النائب جنبلاط انه احضر معه خرائط استعارها من الامم المتحدة لتأكيد نظريته حول وقوع "المزارع" تحت السيادة السورية.
وتحول الرئيس بري إلى "أم الصبي" في موضوع "المزارع"، حيث قدّم عرضا تاريخيا موثقا بالخرائط والمستندات والوقائع وأبرزها واقعة إقامة مخافر لبنانية وسورية في "المزارع" في مطلع الستينيات من اجل منع أعمال التهريب وهذه المخافر توسعت تدريجياً من الجانب السوري إلى الأراضي اللبنانية لكن ظلت الملكية لبنانية، كما الواقع السكاني، وبالتالي فان ذلك لا يعني أن المزارع كانت في يوم من الأيام سورية، مستعرضا وقائع محاولات شراء الأراضي وتهجير السكان، وصولاً إلى العام 1989، وهي السنة التي استولى فيها الإسرائيليون على آخر مزرعتين في شبعا وطردوا سكانهما وارتكبوا مجزرة بحق الاهالي.
كما استفاض بري في الحديث عن المعنى الاستراتيجي لـ"المزارع" ولاسيما مخزونها المائي، ولم يعترض احد من المشاركين على مداخلات بري باستثناء جنبلاط الذي ظل متمسكا بموقفه وبدعوته إلى مبادرة سوريا إلى تثبيت لبنانية "المزارع".
ورداً على مداخلات البعض من فريق الأكثرية حول استخدام "المزارع" حجة للحفاظ على سلاح المقاومة، رد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قائلا بان الحزب يقارب هذا الموضوع ابعد من "المزارع" سائلاً من يقدم إلينا ضمانات دولية بأن "إسرائيل" لن تخرق الأجواء والمياه الإقليمية وأرضنا المحررة. نحن ننادي باستراتيجية دفاعية تعالوا جميعاً نناقشها بعقل منفتح تتكامل فيها أدوار الجميع ونحن لن نقف حجر عثرة أمام أي تفاهم من هذا النوع شرط أن يكون العنوان هو حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي وليس نزع سلاح المقاومة من اجل حماية الامن الإسرائيلي ولا يقول احد لنا أن مخفرا للجيش يستطيع أن يمنع اعتداءات "إسرائيل" وتدخلاتها.
يذكر ان السيد نصرالله كان قد طرح في جلسة سابقة فكرة فاجأت المجتمعين لجهة تشكيل لجنة من المتحاورين والجيش اللبناني وآخرين تأخذ على عاتقها صياغة خطة استراتيجية لحماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن المقرر ان يستأنف الحوار اليوم في موضوع مزارع شبعا وسلاح المقاومة وأخيرا الملف الرئاسي، علما انه تم الاتفاق على موضوع السلاح الفلسطيني، في جلسات الاسبوع الماضي، عبر التأكيد على تنفيذ قرارات الحكومة الحالية بإنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجته داخل المخيمات وتشكيل لجنة حوار لهذه الغاية تضم عددا من الاقطاب تأخذ على عاتقها تولي الامر في غضون ستة اشهر وان تقدم تقريرا شهريا دوريا الى هيئة الحوار الوطني.
رد طلبات تخلية سبيل الضباط الأربعة
من جهة ثانية، قرّر المحقق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد رد طلبات الضباط الأربعة الموقوفين اللواء جميل السيد والعميد ريمون عازار واللواء علي الحاج والعميد مصطفى حمدان، وكذلك طلبي محمود واحمد عبد العال.
وأفادت مصادر مراقبة أن توقيت رد طلب تخلية الأربعة عشية صدور التقرير الأول لرئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتز، جاء بمثابة رسالة مفادها أن القضاء اللبناني مستقل ولا ينتظر مضمون تقرير اللجنة الذي سيقدم إلى مجلس الأمن في السادس عشر من الجاري. وهو رد أيضا على ما أثير من أن قرار التوقيف في الثالث من أيلول الفائت جاء بناء لتوصية رئيس لجنة التحقيق السابق ديتليف ميليس واستنادا إلى إفادتي الشاهدين السوريين محمد زهير الصديق وهسام هسام.
وعلّقت أوساط سياسية قريبة من قوى الرابع عشر من شباط على الأمر بالقول إن هدف التوقيت هو توجيه رسالة قوية إلى المعارضين لاستقالة الرئيس لحود مفادها ان توقيف الضباط الأربعة وإخلاء سبيلهم لن يستخدما سلاحاً في يد المطالبين بإكمال لحود ولايته، وخلصت للقول إن التوقيف أصبح داخلاً فعلياً ضمن التجاذب السياسي الذي يمثل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني احد تعبيراته.
الجدير ذكره أن القاضي سيرج برامرتز وصل إلى نيويورك، عن طريق باريس، وسيقدم تقريره إلى مجلس الأمن يوم الخميس المقبل.
صحيفة "الديار"
قالت...: هبط الوحي العربي والدولي على المتحاورين في مجلس النواب، فهدأت الجلسات وبدأت الإيجابية. فحركة السفراء العرب والأجانب غير العادية والتي لم تهدأ طوال فترة الاسبوع الماضي من جهة، وتصريحات تيري رود لارسن وزيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى السعودية وتصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش من جهة اخرى لم تكن فولكلورية، بل أوحت الى المتحاورين بالرجوع الى الطاولة المستديرة أمس وكأن شيئا لم يكن، حيث بدا الجالسون الى طاولة الحوار بابتسامات عريضة وكأنهم يرددون «ما أحلى الرجوع اليه فبدأت الجلسات بجو ايجابي وانتهت بالمناخ ذاته، وسط تكتم شديد وتصريحات مقتضبة للبعض لم تتعدّ الحدود المتفق عليها للتصريح. كتب المحرر البرلماني خرج المتحاورون مساء امس بانطباع ايجابي يمكن ان يترجم في الساعات المقبلة الى توافق على بعض النقاط المطروحة على جدول الاعمال، لكن هذه النقاط التي نوقشت باستفاضة صباحاً ومساءاً لم تنجز صياغاتها النهائية، ففضل الرئيس نبيه بري عدم عقد مؤتمر صحافي كالعادة، املا في الخروج بنتائج عملية اليوم يمكن ان يعلنها مساء. واذا كان القصف الذي تمثل بتصريحات النائب وليد جنبلاط من واشنطن قد ادى الى تعليق الحوار ثم اشاعة اجواء تراءى للاوساط المراقبة انها قد تطيح الحوار، فإن الجلوس الى الطاولة المستديرة قلب الامور رأسا على عقب وتحولت المواقف النارية الى «مداخلات مثالية على حد تعبير احد المشاركين في الحوار الذي وصف الاجواء النهارية والمسائية بأنها كانت «رصينة وهادئة مشيرا الى انها بدأت كما اليوم الاول بالعبارات التي لا تخلو من المجاملة. كيف بدأت الجولة العاشرة من الحوار؟ وصل المتحاورون وسط الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذ مثلها في بداية الحوار مع فارق اضافي تمثل بالسماح للمحلات التجارية والمطاعم بفتح ابوابها والسماح لروادها بالوصول اليها ولكن من دون سيارات. اما المفاجأة الاول فقد تجسدت في الاجواء التي سادت خلال لقاء المتحاورين الى الطاولة المستديرة، ففي حين كان البعض يتوقع ان ينتقل التراشق والسجال العنيف الى داخل قاعة الحوار بدا المشهد غير ذلك تماما، فالمصافحات سادت في البداية مع تبادل عبارات مجاملة ذات مغزى. وقبل الدخول في التفاصيل تبادل المتحاورون الابتسامات واكثر، ثم شرعوا في مناقشة عامة غلب عليها الطابع الهادئ الذي وصف بأنه نقيض ما حصل في الايام القليلة الماضية. وقد تكتمت اوساط المتحاورين على ما دار من نقاش لكنها اجمعت على ان النقاش بالشكل كان تحت سقف الهدوء، وانه لم تحصل مواجهات كلامية او ما شباه كما كان متوقعا. وحسب المعلومات القليلة التي توافرت فقد طرح في الجلسة الاولى موضوع العلاقات اللبنانية - السورية وبعد نقاش شارك فيه الجميع تقريبا تم التوصل الى توافق على معظم النقاط المدرجة في هذا الموضوع، وقال احد المشاركين ان الامور وصلت الى مرحلة الصياغة بعد ان تم تحقيق تقدم كبير. وفي المعلومات ايضا انه جرى التوافق على ابقاء اتفاقية الاخوة والتعاون والتنسيق التي تعتبر انها لصالح البلدين وفيها اتفاقيات عديدة تعتبر لصالح لبنان، وكذلك على مبدأ التبادل الديبلوماسي، وعلى حل قضية المفقودين والمعتقلين في سوريا، وايضا على ترسيم الحدود في الشمال والوسط. اما في شأن موضوع ترسيم الحدود في مزارع شبعا فقد كانت هناك وجهتا نظر: الاولى تؤكد على الترسيم بعد التحرير، والثانية تنادي بالترسيم من قبل الامم المتحدة وقيل ان وجهة النظر الاول كانت المرجحة لكن شيئا نهائيا في هذه النقطة لم يبت على ان يستكمل في الصياغة النهائية وللمناقشة اليوم. وخلال البحث في العلاقات اللبنانية - السورية جرى نقاش بين بعض اعضاء فريق 14 آذار والفريق الاخر، حيث ذهب بعض الفريق الاول الى تحميل سوريا نتائج سلبية على لبنان حتى قبل الوجود السوري في لبنان، بينما شدد الفريق الاخر على ما حققه البعض ممن ينتقدون الدور السوري الان من فوائد في عهد ما يسمونه بعهد الوصاية السورية. اما في موضوع السلاح الفلسطيني فقد نوقش ايضا في ضوء ما كان تم التوصل اليه سابقا. وقالت المعلومات ا ن هذا الموضوع اصبح في مرحلة نهائية من التوافق، وان كان موضوع السلاح خارج المخيمات قد حظي بمداخلات ذات ابعاد متعددة لا سيما من قبل النائب وليد جنبلاط الذي كرر مواقفه حول هذا الموضوع. وتوقعت المصادر ان يصار الى وضع الصيغة النهائية واقرارها في الساعات المقبلة، مشيرة الى ان اعلانها ربما تم مع نقاط اخرى او ربما استؤخر الى التوافق حول باقي النقاط. وحسب مصادر مطلعة فإن البدء بهذه المواضيع الاقل سخونة من موضوع مزارع شبعا مثلا اضفى على اجواء الجلسة النهارية مناخا ايجابيا هادئا عكسته التصريحات المقتضبة التي ادلى بها المتحاورون لدى خروجهم للاستراحة. كما ان هذا الهدوء ربما كان من ضمن الاستراتيجية التي استخدمها بعض فريق 14 آذار لامتصاص الانتقادات التي واجهها بسبب
تصعيده الاخير. ومع ذلك فقد كان هناك اجماع من المتحاورين على المناخ الجيد الذي ساد خلال النقاش، ويكفي ان الامور طرحت بهدوء ومرونة نسبيا ولم يحصل اي صدام كما كان متوقعا. ولعل القصد من البدء بهذين الموضوعين قبل مزارع شبعا هو الافساح في المجال امام المزيد من التشاور لتبريد الاجواء اكثر من اجل مناقشة هذا الموضوع الحساس في مناخ اكثر ملاءمة للخروج بنتائج ايجابية. وحسب المعلومات ايضا فإن الاستراحة التي فصلت بين الجولتين امس شهدت لقاءات واجتماعات جانبية كان محورها الرئيس بري الذي اخذ على عاتقه ايضا السير بمسيرة الحوار من دون تردد حتى الوصول الى الحلول. وخلال جلسة النهار حمل الوزير مروان حمادة بعض الخرائط التي قال انها تتعلق بالتشويش الذي يحصل في مناطق بقاعية على الهاتف الخليوي حيث تصل موجات الهاتف الخليوي السوري الى هذه المناطق. وفي المساء حضر النائب جنبلاط الى الجلسة مصطحبا النائبين اكرم شهيب ووائل ابو فاعور الذي حمل عددا من الخرائط المتعلقة بمزارع شبعا اما شهيب فما لبث ان عاد ادراجه ليشارك مع جنبلاط في حوار اليوم. وحسب المعلومات التي توافرت فقد قدم الرئيس بري مداخلة مطولة حول مزارع شبعا مدعومة بالخرائط والوثائق والدراسات التي تؤكد لبنانيتها. وقد استحضر هذه المرة مزيدا من هذه الوثائق واعتمد في مداخلته على عناصر عديدة اهمها: عنصر الملكية، عنصر السيادة والعنصر الجغرافي. وقال احد المشاركين في الحوار ان المتحاورين كانوا متابعين بشكل جيد للرئيس بري وان مداخلته لاقت تأييداً جامعا. حتى ان رئيس اللقاء الديموقراطي جنبلاط الذي قدم مداخلة حول المزارع وابرز خرائط كان قد ابرزها افي مؤتمره الصحافي الاخير لم يبد اعتراضا على مداخلة الرئيس بري، لكنه ركز على موضوع الآلية التي ستعتمدها الحكومة مع الامم المتحدة وركز ايضا كما صرح سابقا على الاقرار السوري الصريح والموثق بلبنانية هذه المزارع. وقالت المصادر المطلعة انه في ضوء ذلك يمكن القول ان تقدما مهما قد تحقق بالنسبة لهذا الموضوع وان هناك شبه صياغة لموقف المتحاورين يمكن ان يتبلور اليوم بصياغة نهائية لحسم هذه النقطة. وخلال المناقشات جرى التطرق الى الكتاب الذي ارسلته حكومة الرئيس سليم الحص في العام 2000 الى الامم المتحدة الذي يؤكد على لبنانية مزارع شبعا، والرد السوري بكتاب اعتبر انه لصالح تأكيد لبنانية هذه المزارع. كما جرى التطرق الى خريطة فرنسية جرى تصحيحها وتلحظ وجود المزارع داخل الاراضي اللبنانية. اما موضوع رئاسة الجمهورية فلم يتم التطرّق اليه امس وقالت مصادر مطلعة ان فريق 14 اذار الذي يركز بعضه بشكل واضح على اولويته ربما حرص على عدم المباشرة في نقاشه لاسباب تعود الى الوضع الذي يسود هذا الفريق بسبب كثرة المرشحين وحركة الاختيارات التي جرت مؤخرا. وفي هذا الشأن ايضا قالت المعلومات انه تم استبعاد بعض اسماء المرشحين المحسوبين في هذا الفريق، الامر الذي خلق جوا ملتبسا داخل هذه المجموعة وربما جعل هناك حاجة لمزيد من التشاور بين اعضاء 14 آذار. والملفت في هذا المجال ان العماد ميشال عون اعلن في تصريح مقتضب له بعد خروجه من الجلسة النهارية ان موضوع رئاسة الجمهورية مسحوب من طاولة الحوار، بينما حرص رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري على القول ان هذا الموضوع مطروح على الطاولة. وبغض النظر عن هذا الرأي او ذاك فإن هناك اتجاها يبرز اكثر فأكثر لصالح التعاطي مع هذا الموضوع في اطار اللقاءات والاجتماعات الجانبية، وهذا ما كان اشار اليه احد المرشحين النائب بطرس حرب وهو ايضا احد المحاورين. وتقول المعلومات ايضا ان فريق 14 اذار يركز على اقرار مبدأ اقالة او تنحي الرئيس لحود، لكنه يصطدم بمسألة التوافق على البديل. وفي الخلاصة من حوار الامس ان الاجواء بدت مشجعة وشبيهة لتلك التي سادت في اليوم الاول من الحوار فهل يتحقق التقدم اكثر وهل يترجم هذا التقدم الى توافق ام ان الشيطان سيدخل من باب التفاصيل؟ الساعات المقبلة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال لكن المتفائلين يقولون اننا محكومون بالتوافق اما المتشائمون فيقولون ان اي شيء يمكن ان يعيدنا الى نقطة الصفر.
صحيفة "النهار"
كتبت النهار تقول..: على "وعد دسم" من رئيس مجلس النواب نبيه بري للصحافيين والرأي العام بقوله "سأعطيكم غداً (اليوم) شيئاً دسماً" رافضاً الافصاح عنه، انقضى بسلام يوم معاودة الحوار في مجلس النواب الذي خشي كثيرون عدم مروره على هذه الشاكلة. واذا كان "انقاذ" جلسات الحوار "انجازاً" في ذاته تحقق في جلستي البارحة، فإن حرص اقطابه على "الانضباط الكلامي" الى اقصى الحدود قبل الجلستين وبعدهما عكس توغل المتحاورين الى نقاط عميقة جداً في محاور الحوار المفتوحة قنواته بعضها على بعض. ورغم "شبه حالة اجماع" على نفي ان يكون موضوع رئاسة الجمهورية قد حضر امس على طاولة الحوار، فإن معلومات افادت ان هذا الموضوع بدوره كانت ملائكته حاضرة وان في دلالات المواقف من قضايا اخرى، في حين ان "الكواليس" ظلت مشرّعة على كل شيء. واذا كان من حصيلة جوهرية اساسية في مضمون المناقشات التي جرت امس يمكن ايرادها كنتيجة عملية لجلستي الحوار العاشرة والحادية عشرة فهي في توصل المتحاورين، وعلى ما افادت معلومات موثوقة توافرت لـ"النهار"، الى اتفاق على موضوع العلاقات اللبنانية – السورية. وقد بدأت الجلسة الصباحية بجولة سريعة على مختلف المواضيع الحوارية، وتطرق النقاش الى موضوع مزارع شبعا. واذ تبين ان الفوارق في المواقف حياله لا تزال كبيرة وصعبة، فقد اتفق على ان يكون المحور الاساسي للبحث قضية العلاقات اللبنانية – السورية التي تناولها المتحاورون تشريحاً وتفصيلاً من مختلف جوانبها الماضية والحاضرة والمستقبلية، ووصفت اجواء الحوار في هذا الموضوع بأنها كانت ايجابية وادت الى اتفاق على مجموعة مبادئ لم تثر خلافات جوهرية بين المتحاورين ومن بينها ترسيم الحدود بين البلدين مع استثناء مزارع شبعا في المرحلة الاولى، وتبادل التمثيل الديبلوماسي، ورفض كل اشكال الهيمنة والتدخل، والافادة من اخطاء الماضي وسواها من المبادئ وفق مبدأ "لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم ضد سوريا". واستتبع البحث في موضوع العلاقات مع سوريا تأجيل النائب وليد جنبلاط طرح مجموعة خرائط في حوزته في شأن قضية مزارع شبعا، ولكنه اثار اختراق شركات الخليوي السورية الاجواء اللبنانية من خلال خرائط ورسوم احضرها معه تشير الى ذلك. وابرزت المناقشات مدى الجهود الاستباقية التي بذلت لتفادي "الالغام" والاشتباك السياسي، وقد اثمرت هذه الجهود الى حد بعيد في توفير سقف هادئ للمناقشات. غير ان هدوء المناقشات لم يوفر للجلسة المسائية امكانات تحقيق اختراق آخر لان مسألة مزارع شبعا كانت المحور الاساسي الذي عاد المتحاورون اليه. ورغم جدية الحوار بدت حصيلة الجلسة أشبه بتكرار للمواقف نفسها. غير ان بعض المعلومات اشار الى ان المعطيات توحي باتجاه المتحاورين نحو مفاصل ايجابية اليوم على الارجح، وهو الامر الذي شجع الرئيس بري على الزام نفسه بوعد اعلان "امر دسم" اليوم. وقال النائب سعد الحريري ان قرارات "مهمة" ستعلن اليوم، مشيراً الى ان القيادات السياسية ترغب في ايجاد حلول لكل القضايا المطروحة. وعكست اوساطه مناخات "ايجابية جداً" لجلستي البارحة وذهبت الى وصفها بأنها "ممتازة" مؤكدة ان اتفاقاً على "امر ما" سيعلن اليوم. وقال العماد ميشال عون "ان هناك فرصة مهمة بالفعل للبنانيين لكي يتوصلوا الى حل لبناني، وهذه قفزة نوعية اضافية لما حصل الاسبوع الماضي". موضحاً انه "متفائل الى اقصى الحدود". ولفت رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع الى انه "بمجرد ان هناك متابعة للحوار غداً (اليوم) فمعنى ذلك ان الامور تسير على ما يرام وهناك امكان لاختراق الخلافات". اما التطور الآخر البارز الذي سجل عقب انتهاء الجلسة المسائية فتمثل في تلميحات لاوساط واسعة الاطلاع الى ان "ثمة معطيات مهمة" طرأت في موضوع رئاسة الجمهورية، ولكنها رفضت الافصاح عن طبيعة هذه المعطيات التي "قد تتبلور في وقت قريب جداً"، على حد تعبير الاوساط نفسها.
صحيفة "المستقبل"
المستقبل قالت..: "الأجواء إيجابية جداً"، هذا ما أعلنه رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي في ختام الجلسة الحادية عشرة من مؤتمر الحوار الوطني. و"الجو إيجابيّ جداً وسيبقى إيجابياً حتّى النهاية وستبرهن القيادات على أنها قادرة على الوصول إلى حلول"، أضاف رئيس "تيّار المستقبل" النائب سعد الحريري. هذا بالنسبة إلى الأجواء. أمّا بالنسبة إلى "الجوهر"، فقد كان لافتاً أنّ الرئيس برّي خاطب الصحافيين بالقول "لا شيء لديّ أعلنه لكم اليوم لكن غداً (اليوم) ثمّة مادة دسمة محتملة أعطيكم ايّاها". في حين أكّد النائب الحريري أنّ "قرارات مهمّة ستعلن غداً (اليوم)". وأوضح الحريري انّ "النقاط الخلافيّة نوقشت، والأجواء ليست إيجابية فقط، إنّما أخذنا قرارات مهمّة وسنعلنها غداً (اليوم) إن شاءالله وذلك في عدّة أمور"، مضيفاً انّ "ثمة نقاطاً لم ننجزها وسننجزها غداً (اليوم)". بين كلام برّي وكلام الحريري، رأى المراقبون أنّ ما أعلنه الرجلان يعكس تقدّماً في الحوار، وأنّ هذا التقدّم سيبدأ في التبلور عملياً اليوم. وكان المؤتمر بدأ مرحلته الثانية أمس بعد "استراحة" دامت خمسة أيّام، وذلك في حضور جميع الأقطاب، فعقد جلستين، عاشرة صباحيّة وحادية عشرة مسائيّة. وناقش المتحاورون بند العلاقات اللبنانيّة ـ السورية ومن ضمنه موضوع ترسيم الحدود بين لبنان وسوريّا لا سيّما في منطقة مزارع شبعا بمساعدة الأمم المتحدة، كما تطرّقوا إلى موضوع التمثيل الديبلوماسيّ بين البلدين، وعادوا في وقت لاحق إلى مسألة المزارع وسلاح المقاومة. وكان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط حضر إلى المؤتمر الذي غاب عنه النائب غسان تويني لدواعٍ صحّية، ومعه ملفّات من بينها خرائط تتعلّق بمزارع شبعا، في حين وزّع وزير الصناعة بيار الجميّل على أعضاء المؤتمر الشعار الجديد لجمعيّة الصناعيين "بتحبّ لبنان حبّ صناعتو"، في تأكيد لكون المؤتمر "صناعة لبنانية". براميرتس على صعيد آخر، أعلنت لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رسمياً أمس أنّ رئيسها القاضي سيرج براميرتس يرفع تقريره إلى مجلس الأمن بعد غد الخميس. هذا ما أكّدته الناطقة باسم براميرتس، راضية عاشوري التي امتنعت عن كشف أيّ من جوانب تحرّك رئيس فريق التحقيق الدولي، بما في ذلك زيارته إلى دمشق الأسبوع الماضي. قانون الانتخاب من جهة ثانية، بدا أمس أنّ مشروع قانون الانتخاب الجديد، دخل بقوّة على خطّ البحث السياسي، وكان محور لقاء بين البطريرك المارونيّ نصرالله بطرس صفير ورئيس الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب الوزير السابق فؤاد بطرس. بطرس لفت بعد اللقاء إلى أنّه سيعقد مؤتمراً صحافياً خلال الأسبوع الجاري لشرح "جميع التفاصيل"، مؤكداً "استمرار العمل من أجل الوصول إلى حلول معقولة تتناسب مع ضميرنا ومع المصلحة الوطنية ومع حقوق الطوائف". وأشار إلى أنّه "تمّ التوصّل إلى صياغة 80 في المئة من مشروع القانون، وهناك نقطة أو نقطتان تتعلّقان ببعض الدوائر"، موضحاً أنّ "قرار اللجنة هو الانطلاق من اتفاق الطائف والتقيّد به والطائف يقول إنّ المحافظة دائرة، والمحافظة لا خيار لنا فيها". وقال إنّه مع ذلك "وجدنا طريقة لبقة فيها الكثير من بُعد النظر لنقابل مسألة المحافظة، فاخترعنا التأهيل ضمن القضاء.
صحيفة "صدى البلد"
كتبت صدى البلد.. ما هو الشيء “الدسم” الذي وعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتقديمه اليوم؟ السؤال طرح ليل أمس في أعقاب انتهاء يوم حواري طويل امتد على مرحلتين ووصفه أكثر من مشارك باليوم “الايجابي” وتميز بحضور جميع الأطراف, عدا النائب غسان تويني الذي غاب لأسباب صحية, وبمداخلات هادئة كان الجديد فيها اثارة وزير الاتصالات مروان حماده موضوع دخول شبكة الخلوي السورية الى مساحة واسعة من الأراضي اللبنانية. ولم يكن بري الوحيد الذي وعد بقرارات دسمة, فرئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري توقع ظهور “الدخان الأبيض” اليوم فيما استبعد مشاركون آخرون ان ينتهي المؤتمر هذا النهار. ومع ان المؤتمر حسم في يومه الأول الأسبوع الماضي مسألة التحقيق الدولي فإن طيف تقرير رئيس لجنة التحقيق سيرج براميرتس الذي سيقدم الخميس الى مجلس الأمن كان ماثلاً مثله مثل جولة الموفد الدولي تيري رود لارسن الذي التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم في موسكو وأكد في بلاغ مشترك مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف على دعم مؤتمر الحوار وتنفيذ القرار 1559. وقالت مصادر المؤتمرين ان الرئيس نبيه بري قدم مداخلة موثقة بالخرائط حول ملكية مزارع شبعا في سياق بحث شامل في العلاقات اللبنانية السورية, وطرح النائب وليد جنبلاط موقفه سائلاً على نحو خاص عن “الآلية التي ستعتمد لتثبيت ملكية هذه المزارع”, وذكر ان العمل يجري على صياغة تقوم على تقديم الحكومة وثائقها الى الأمم المتحدة مدعومة من المتحاورين, كما يجري اعداد صياغة لبند العلاقات اللبنانية ــ السورية تركز على التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود شمالاً وشرقاً, إضافة الى بند موضوع السلاح الفلسطيني الذي حسم في مرحلة سابقة على أساس نزع السلاح خارج المخيمات, وقالت المصادر ان موضوع رئاسة الجمهورية لم يطرح في جلستي الأمس. وكشف المصدر نفسه ان النقاش تركز في جلستي الأمس على موضوعي مزارع شبعا والعلاقات اللبنانية ــ السورية. وكشف المصدر انه تم البحث في موضوع مزارع شبعا وبلغ النقاش موضوع ترسيم الحدود فيها, فما كان من رئيس مجلس النواب نبيه بري الا ان قدم عرضاً بالوثائق والخرائط ودوائر النفوس والمحاكم يؤكد لبنانية هذه المزارع, فرد جنبلاط عليه قائلاً ان “ليست لدينا مشكلة في موضوع لبنانية المزارع ولكن المشكلة تكمن في موضوع السيادة عليها الذي ينبغي ان يعالج مع الجانب السوري”. وعلمت “صدى البلد” أن الأمين العام لــ”حزب الله” السيد نصرالله كانت لديه مداخلة عميقة حول موضوع المقاومة وضرورة استمرارها, فأكد ان العالم بعد أحداث 11 أيلول 2001 لم يعد يتقبل موضوع المقاومة لتحرير الأوطان من الاحتلالات. وقال نصرالله في رده على المطالبين بنزع سلاح المقاومة: “اذا كانت لديكم نوايا ازاء سلاح المقاومة, فإنني أقول لكم اننا لا نستطيع ان نترك البلاد غير محمية من اسرائيل واعتداءاتها, واذا لم تتوافر الاستراتيجية الدفاعية اللازمة فإننا لا نستطيع ان نسحب سلاح المقاومة”. وأضاف: “اننا لسنا معقدين إزاء موضوع سلاح المقاومة, ولو كانت لدينا عقد في هذا الموضوع لكنت قلت لكم ان علينا ان نحرر مزارع شبعا أولاً, ثم نتحدث في بقية المواضيع من ترسيم حدود وغيرها ولكني اتحدث معكم بصراحة و”عالمكشوف” فتعالوا نبحث في استراتيجية لحماية لبنان”. كذلك كانت مداخلة لجنبلاط شدد فيها على وجوب فصل موضوع مزارع شبعا عن سورية مشيراً الى ان لبنان لم يعد في إمكانه ان يتحمل وزر الصراع العربي ــ الإسرائيلي بمفرده. وفي سياق تفسير التفاؤل الذي يحرص النائب الحريري على اشاعته والتأكيد ان قرارات ستصدر عن المؤتمرين اليوم فان مصادر واسعة الاطلاع تربطه بأمرين: الاول: النصيحة السعودية للحريري بأن يحرص على ان تبقى مناخات الحوار ايجابية حتى لو لم يتم التوصل الى نتائج او اتفاق. الثاني: ان الحريري سمع من الامين العام لـ “حزب الله” استعداد الحزب للانخراط في مشروع تغيير رئيس الجمهورية، لكن بشروط ترتبط بموضوع المقاومة وسلاحها, وهو امر يتطلب ضمانات لم يتم التوصل اليها وان كان هناك تفاؤل بامكان ايجاد تسوية على هذا الصعيد.
صحيفة "الأنوار"
قالت الانوار إن اجواء اليوم الاول من الجولة الثانية من الحوار الوطني كانت (هادئة وايجابية جدا (وفق ما قال معظم المتحاورين، وقد تم التوصل خلالها الى التوافق على عدد من القضايا ينتظر ان تعلن رسميا اليوم. وفي حين لم يعقد الرئيس نبيه بري مؤتمرا صحافيا في ختام الجلسة المسائية كما جرت العادة، الا انه قال (ان الاجواء ايجابية جدا وان شاء الله اعطيكم غدا (اليوم) اشياء دسمة)، هذا وقد جرى ارجاء موضوع مزارع شبعا الى الجلسة المسائية لتجنب الاجواء المتشنجة وتبريد الاجواء. وقد عكس العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري والدكتور سمير جعجع والنائب حسن يعقوب هذه الاجواء الايجابية وتوقعوا اعلان قرارات اليوم. وقالت مصادر المتحاورين ان البحث في الجلسة الصباحية تركز على بند العلاقات اللبنانية - السورية واستكمل في الجلسة المسائية قبل الانتقال الى موضوع مزارع شبعا. وقد تم التوصل في موضوع العلاقات الى صيغة نهائية حظيت بالاجماع وتقضي بضبط الحدود بين لبنان وسوريا وتبادل التمثيل الدبلوماسي على ان تعهد مهمة متابعة هذا الملف الى مجلس الوزراء، كما تم الاتفاق على ترسيم الحدود شمالا ووسطا. اما بالنسبة لمزارع شبعا فكانت هناك وجهتا نظر الاولى تقول بالانتظار حين التحرير، والثانية تطالب بمساعدة الامم المتحدة لترسيم الحدود الآن وسيحسم هذا الامر اليوم. وكذلك تم الاتفاق على موضوع المعتقلين والمفقودين والابقاء على معاهدة التعاون والتنسيق وبعض الاتفاقات المفيدة للبلدين. وتابعت المصادر ايضا ان موضوع السلاح الفلسطيني تم التفاهم بشأنه في الجولة الاولى من الحوار، وهناك تصور شبه كامل لمعالجته، وينتظر ان يكون اليوم بين الملفات التي سيعلن قرار بشأنها. اما موضوع مزارع شبعا الذي توقع البعض ان يشهد (حرب خرائط) في جلسة امس، فقد تم توافق في الجلسة المسائية على لبنانية المزارع، ويبقى التفاهم على تفاصيل آلية اثبات ذلك امام المراجع الدولية وهو ما سيتم اليوم. وكانت مداخلة للرئيس بري مطولة عرض خلالها وثائق وعناصر جديدة حول مزارع شبعا تركز على سندات الملكية والسيادة اللبنانية والعنصر الجغرافي، ولم تلق اعتراضا حتى من النائب وليد جنبلاط الذي قدم بدوره مداخلة عرض فيها الخرائط التي كان اعلن عنها سابقا وركز على توضيح الآلية المطلوبة التي ستعتمدها الحكومة وموضوع الاقرار السوري الصريح. وتم في النهاية التوافق بما يشبه الاجماع على لبنانية المزارع على ان تقر الصيغة النهائية اليوم، بعد ذلك جرى التطرق للكتاب الذي قدمته حكومة الرئيس الحص عام 2000 الى الامم المتحدة حول مزارع شبعا، كما عرضت خريطة فرنسية معدلة تلحظ مزارع شبعا داخل الاراضي اللبنانية. واشارت المصادر اخيرا الى ان البند الاول من جدول اعمال الحوار وهو موضوع الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقد اتفق عليه في اليوم الاول للحوار، وينتظر ان يكون بين الملفات التي يعلن عنها اليوم. ولم يتم التطرق الى موضوع رئاسة الجمهورية خلال مناقشات الامس. وينتظر بعد انجاز ملف مزارع شبعا اليوم ان ينتقل البحث الى بند سلاح المقاومة. عون وقد قال العماد عون بعد الجلسة المسائية ليل امس (ان هناك فرصة مهمة جدا امام لبنان للوصول الى حل لبناني). واضاف (انني لم افقد تفاؤلي في اية لحظة ولدي ايمان وثبات باننا سنصل الى نتيجة). الحريري وقال النائب سعد الحريري ليلا: اتفقنا على ان نتفق. الاسبوع الماضي خيم جو سيء في البلد بأن هناك خلافات جذرية حول كل الامور، واليوم اعيد النقاش في كل القضايا التي قلنا اننا نريد اتخاذ قرارات فيها. وفعليا كانت الاجواء ليس فقط ايجابية وانما اتخذنا قرارات نريد اعلانها ان شاء الله. ومن اجل ذلك غدا (اليوم) سيكون هناك اعلان قرارات في امور عدة. وسترون ان القيادات السياسية في البلد تريد العثور على حلول لكل المواضيع. واعلن الرئيس امين الجميل: البحث كان ايجابيا وتبين ان هناك مجموعة قواسم مشتركة من الممكن التفاهم عليها سريعا. اما الدكتور سمير جعجع فقال: هناك تقدم والاجواء ايجابية. وهناك الكثير من الاخذ والرد. وقال النائب علي حسن خليل: النتائج ايجابية جدا، وممكن غدا (اليوم) ان نصل الى قرارات.
صحيفة "اللواء"
قالت اللواء كما هو مرسوم لها على النحو الذي يرتقبه اللبنانيون، فإن الدخان الأبيض سيتصاعد اليوم من المجلس النيابي، مؤذناً بنجاح مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، وسيكون اليوم 14 آذار 2006 يوماً تاريخياً في حياة لبنان، ليس فقط بالنسبة الى الفريق الذي اتخذ لنفسه شعار "14 آذار"، وانما أيضاً لفريق 8 آذار، بعد أن نجح الحوار في المزاوجة بينهما لمصلحة لبنان، حيث يؤمل بأن يعلن الرئيس نبيه بري، في مؤتمر صحافي يعقده بعد الجولة الصباحية اليوم، النقاط التي تم التفاهم عليها، والتي وان لم تعلن كسلة واحدة، فإن هناك اتفاقاً وراء الكواليس بأنها ستكون في سلة واحدة· من مزارع شبعا الى العلاقات اللبنانية - السورية الى رئاسة الجمهورية· واذا كان الرئيس نبيه بري بشر الرأي العام اللبناني، باخبار "دسمة" اليوم، في محاولة لتبرير عدم وصول المتحاورين الى تفاهم او اتفاق على اي من المسائل المتنازع عليها، فإن الاجواء الايجابية التي عممها المؤتمر، اوحت بأن الاقطاب السياسيين يتجهون نحو هذا المنحى، لكن عدم اعلان قرارات ربما كان سببه انتظار نتائج المحادثات التي تعقد في موسكو بين وزير الخارجية السورية وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف، والتي يشارك بشكل منفصل فيها مبعوث الامين العام للامم المتحدة تيري رود - لارسن الذي التقى المعلم ولافروف كلاً على حدة· وحسب المعلومات الضئيلة التي تسربت عن نتائج الجولتين الصباحية والمسائية اللتين عقدهما المؤتمر، امس، فإن المتحاورين كانوا على وشك الوصول الى اتفاق في شأن مزارع شبعا، الا ان اليات مراجعة الامم المتحدة حول تثبيت لبنانية هذه المزارع، فضلاً عن التعاون السوري في هذا السياق، من خلال ترسيم الحدود، حتم اتساع النقاش، مما ارجأ اعلان قرارات في هذا الصدد الى اليوم، علماً ان الجلسة الصباحية حققت تقدماً في مقاربة موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، ولا سيما في ما يتعلق بإقامة تمثيل دبوماسي بين البلدين، فيما أحيلت مسألة ترسيم الحدود الى الجلسة المسائية من دون ان يتخذ في شأنها قرار· واكدت مصادر المجتمعين ان الحوار حول مسألة مزارع شبعا قطع 80 في المائة، من البحث، وتوقعت ان تكون الصيغة المقترحة تفويض الحكومة اجراء اتصالات مع الامم المتحدة وسوريا والجامعة العربية لتثبيت لبنانية هذه المزارع· وإذا ما حسنت النوايا، فإن "القرارات الدسمة" التي وعد بها الرئيس بري، يمكن ان تتصل اساسا بموضوع مزارع شبعا والعلاقات اللبنانية - السورية، الى جانب موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات· وهو مبتوت اصلاً في المرحلة الاولى من الحوار، انطلاقا من قرارات الحكومة المتخذة في هذا الشأن، مع تشكيل لجنة متابعة من الاحزاب والتيارات الممثلة في المؤتمر لمساعدة الحكومة على تطبيق قرار انهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها، مع الاهتمام بالشؤون الانسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين· أما الملف الرئاسي الذي لم يطرح على طاولة الحوار، امس، فيبدو انه محور لقاءات تتم بعيدا عن الاضواء، وضمن الكواليس السياسية، في محاولة لترتيب مخرج دستوري لاختصار ولاية الرئيس اميل لحود، او اعادة النظر بالتمديد له بعدما بات جميع المتحاورين متفقين على ضرورة التغيير في الرئاسة الاولى· وثمة اعتقاد ان البحث يتقدم في هذا الملف في اتجاه طرح اسماء، وقد تكون الترتيبات المعدة سريعة اكثر مما هو متصور· وفي اعتقاد مصادر مطلعة ان الملف الرئاسي يطبخ خارج الحوار، لكنه جزء مكمل منه، على اعتبار انه يتصل بالمسائل الاخرى المطروحة على الطاولة، ومنها تحديدا سلاح "حزب الله"، المتصل بدوره بالاتفاق على لبنانية مزارع شبعا، حيث يمكن ان يشكل ذلك بمثابة تشريع لحق المقاومة في استرجاع الارض، ولكن بعد ان يتم اثبات هذا الامر دوليا وبواسطة الامم المتحدة، او ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا· مما قد يستغرق سنة ونصف السنة، حسب ما تردد في كواليس المؤتمر· وكان لافتا للانتباه، ما أعلنه رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، إثر انتهاء الجلسة المسائية التي وصف أجواءها "بالممتازة"، مؤكداً أن المؤتمر اتخذ قرارات مهمة ستعلن اليوم في أمور عدة لم يشأ تحديدها، لافتاً الى أن عدم إنجاز كل النقاط سببه تأخر الوقت· وعما إذا كان تم الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا قال الحريري: "اتفقنا على أن نتفق"· وأضاف: "في الأسبوع الماضي ساد جو سيّئ في البلد يوحي بخلافات جذرية وعميقة في كل الأمور، لكننا عدنا وناقشنا كل النقاط الخلافية التي كنا ننوي اتخاذ قرارات حولها، إلا أن هذا الحوار يجب أن لا يتم سلق الأمور فيه"· وسئل: أي خرائط اعتمدتموها: خرائط النائب جنبلاط أم خرائط الرئيس بري؟ فاكتفى بالقول: "اعتمدنا الخرائط اللبنانية"· أما العماد ميشال عون فقال إنه "متفائل الى أقصى الحدود"، مشيراً الى أن هناك "فرصة مهمة للبنانيين لكي يتوصلوا الى حل لبناني"· وتحدث عدد من المشاركين في المؤتمر فأكدوا أن الحوار سينجح مائة ف
ي المائة، لكنهم استبعدوا انتهاءه اليوم· وكشف النائب بهيج طبارة أن الرئيس بري سيتحدث بعد الجلسة الصباحية اليوم، حيث سيطلع الإعلام على كل المواضيع التي سُجّل تقدّم فيها· ولفت آخرون الى إيجابية بالنسبة الى مزارع شبعا، حيث كانت هناك خرائط مقابل خرائط· ووصف الدكتور سمير جعجع الأجواء بأنها جيّدة على كل الأصعدة، والنقاش موضوعي وعميق، وقال إنه بمجرد أن هناك متابعة للحوار اليوم معنى ذلك أن الأمور تسير على ما يرام· وأكد أن هناك قرارات ستصدر حول مزارع شبعا، لافتاً الى إمكانية لاختراق الخلافات. ماذا جرى في الجلستين وفي تقدير مصادر مطلعة أن المصافحة التي حصلت في بداية الجولة الصباحية، بين رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط والأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله، رغم أنها كانت "مصافحة رسمية" أزاحت من الطريق كل مناخات التشنج والخطابات النارية، ليحل محلها نوع من المرونة والأخذ والرد في أجواء هادئة وطبيعية، ساهمت بالتفاهم على العديد من النقاط التي كانت موضع جدل. ولاحظت أن جنبلاط لم يكن هو ذاته عندما كان في واشنطن، وكذلك لم يكن السيد نصر الله هو ذاته لحظة تعليق جولة الحوار يوم الثلاثاء الماضي، وكأن الوحي نزل على الجميع وفرض عليهم الاحتكام الى لغة العقل والحكمة، وهو ما عزاه البعض الى التحرك الدبلوماسي العربي والأجنبي في اليومين الماضيين، وكذلك اللقاءات التي حصلت بعيداً من الأضواء، حيث تبددت من خلالها الأجواء من السخونة الى البرودة· وترجم ذلك بتوافق الاطراف على طرح المواضيع السهلة في الجولة الصباحية بطريقة "ناعمة"، فكان هناك تساهل من الجميع في نقاط النقاش، حتى أن جنبلاط لم يكن سلبياً، وهو ما سهل تحقيق اختراق قوي على مستوى العلاقة اللبنانية - السورية، حيث وصل النقاش في هذه المسألة الى مرحلة الصياغة النهائية، بعد أن تم البحث في معاهدة المسألة بنداً بنداً، وكانت البداية من معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق في اتجاه تعديلها لمصلحة لبنان، ولم يكن هناك اعتراض من المتحاورين على مسألة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، فيما جرى اتفاق على متابعة موضوع الموقوفين اللبنانيين في سوريا الذي اثاره جعجع، عبر اللجنة المكلفة بهذا الامر من قبل مجلس الوزراء· كذلك لم يمانع احد في إعادة ترسيم الحدود مع سوريا شمالاً ووسطاً، في حين بقيت مسألة الحدود المتصلة بمزارع شبعا الى حين حسمها اليوم، حيث كان هناك رأيان الاول يقول بالترسيم بعد تحرير المزارع، وآخر بأن يتم الترسيم عبر الامم المتحدة· وأبرز جنبلاط خرائط ووثائق حول تداخل الاتصالات الخليوية عبر شبكات الهاتف الخليوي في لبنان وسوريا، لافتاً الى ان الشبكة السورية تغطي بعض المناطق اللبنانية، ولا سيما في البقاع، وهي تشوش على اربعة اخماس الاراضي اللبنانية، وتؤثر بذلك على عملية الاستثمار، والخزينة اللبنانية، ووصف جنبلاط ذلك بأنه "احتلال مقنع"، لافتاً الى ان احدى الشركتين السوريتين وضعت مركزاً للاتصال داخل الاراضي اللبنانية (البقاع)، ولكن في اتجاه الاراضي السورية· وكذلك اثار جنبلاط موضوع سلاح احمد جبريل (القيادة العامة) وتساءل عن مصدر سلاحه خارج المخيمات· وكشفت المصادر، ان موضوع مزارع شبعا تصدر الجلسة المسائية، حيث تقدم الرئيس بري بمداخلة طويلة عرض في خلالها على الطاولة خرائط ووثائق جديدة تتعلق بالملكية والسيادة، ووصفت هذه المداخلة بأنها كانت شاملة وموضوعية، في حين حمل جنبلاط في جعبته خرائط ووثائق تدعم وجهة نظره بأن هذه المزارع اذا كان ملكيتها لبنانية، فإن السيادة عليها مفقودة ويتنازع عليها اسرائيل وسوريا· وشارك في الحوار السيد نصر الله الذي كرر مواقفه السابقة بهدوء لافت، واخذ الجدل حول هذه المسألة معظم هذه الجلسة، واتفق على استكمال البحث بعد ان سجل تقدم كبير في اتجاه الحسم· واشارت مصادر الى ان 10 في المائة من هذا الموضوع قد حسم، الا ان مقاربة هذه المسألة تتم بحذر شديد قياسا للمساحات الواسعة التي تفصل بين المتحاورين في النظرة الى هوية المزارع· ولاحظت المصادر ان احدا من المتحاورين لم يأتِ على ذكر انتاج الحلول لكل المواضيع المطروحة سلة واحدة وهو ما يعد نقطة ايجابية بالنسبة لفريق 8 آذار· واشارت الى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي شارك في المداخلات، بالنسبة الى هذه المسألة، عرض هواجس القطاعات الاقتصادية والمالية في حال فشل الحوار لا سمح الله· مشروع قانون الانتخاب على صعيد آخر، شدد رئيس الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب الوزير والنائب السابق فؤاد بطرس إثر لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير أن بيروت لا مجال للبحث فيها، لأن قرار الهيئة بعد تعيينها تقول بضرورة التقيد بالطائف، والطائف يقول المحافظة، هي الدائرة، وبيروت محافظة، فماذا أفعل؟ هذا قرره الطائف وقرره مجلس الوزراء والبيان الوزاري للحكومة· وأكد ان المحافظة أمر مفروض علينا ليس لنا فيه خيار، إضافة الى قرار مجلس الوزراء والبيان الوزاري· وأضاف: ن
حن هيئة استشارية ولسنا هيئة تقريرية، نحن نعمل شغلنا ضمن حدود معينة، نحن وجدنا اسلوباً وطريقة فيها الكثير من بعد النظر، وحتى نواجه قضية المحافظة، عملنا شيئاً اسمه تأهيل ضمن القضاء معلناً انه سيخبر كل شيء عند عقده مؤتمراً صحافياً· ورفض بطرس التعليق على استقالة زياد بارود وميشال ثابت من اللجنة وطمأن الى أنه إدراك لمصالح اللبنانيين، ومصالح المسيحيين خصوصاً الذين لديهم بعض العقد والهواجس ويجب أن يكونوا مرتاحين· وذكرت معلومات إن اجتماعاً عقد في بكركي ليلاً بقي بعيداً عن الأضواء، لكنه وصف بأنه مهم.
صحيفة "البيرق"
كتبت البيرق تقول ليس بامكانك القول ان مؤتمر الحوار الوطني توصل الى الاتفاق او انه لم يتوصل الى هذا الاتفاق ؟ بهذه الكلمات لخص مصدر وثيق الاطلاع الوضع الذي آل اليه الحوار في مرحلته المستأنفة امس. وقال المصدر لـ" البيرق " ان المناقشات كانت جدية وودية وقد تمحورت بموضوعية كاملة حول كل ما يهم اللبنانيين . فالكل كان امس يطرح الاوراق والهواجس والمخاوف والكل في الفريق الآخر كان يشرح ويبرر ويعلن ايضا مخاوفه وهواجسه وكانت العقلنة هي المعيار الحقيقي . واضاف المصدر : فعلا "شئ مثل الكذب " طبع يوم امس . فالطروحات كانت هادئة وخارجة عن نطاق الكيدية . وتابع المصدر : تركز البحث على العلاقات اللبنانية - السورية وقضية مزارع شبعا واظهرت المناقشات ان كل بند من بنود هذه المناقشات كان مرتبطا بغيره . فالعلاقات اللبنانية - السورية موضوعها مرتبط بموضوع مزارع شبعا والموضوعان معا والاتفاق عليهما مرتبط بمسألة رئاسة الجمهورية ولم تصل الامور الى اتفاق نهائي . ولهذا لايمكنك القول ان هناك اتفاقا قد تم كما لا يمكنك القول انه لم يحصل اتفاق ولأن الوضع كان على هذا الشكل فقد ارتؤي ان تأتي كل المقررات في سلة واحدة نظراَ لترابطها بعضها ببعض . سير المؤتمر وكان مؤتمر الحوار الوطني قد بحث معمقا في ملفي العلاقات اللبنانية - السورية ومزارع شبعا على اساس : 1- تكليف مجلس الوزراء ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة اجراء اتصالات بالحكومة السورية من اجل تصويب الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا باتجاه تأمين التوازن ورفع الغبن عن لبنان تجاوبا مع مطلب " قوى14 آذار " وكان المتحاورون من الصف الاول ، قد استأنفوا مؤتمرالحوار الوطني حول الطاولة المستديرة بعدما عملت كاسحات الالغام من لبنانية وعربية ودولية على ازالة الالغام والعراقيل من طريق جلسات امس . وعليه جلس المتحاورون مجددا وجها لوجه بعد ايام عدة اتسمت بالسخونة والسجالات سواء مباشرة او بالواسطة وحتى عبر البحار لتسحب هذه المساجلات مجددا من الشارع والاعلام وتعود لتنحسر حول الطاولة المستديرة وخلف الابواب الموصدة . وقد مرت الجلسة الاولى التي انعقدت نهارا سهلة وهادئة بنصاب كامل على مستوى الصف الاول من دون ان يعكرها تقاصف سياسي ، وهو ما اجمع عليه من تحدثوا اثر انتهاء الجلسة المسائية التي وصفوا اجواءها بالجيدة والبعيدة عن التشنج على رغم صعوبة المناقشات وتعقيدات الملفات ، علما ان المعلومات القليلة التي توافرت اكدت ان جلسة النهار ركزت بصورة خاصة على موضوع العلاقات اللبنانية السورية وسبل حل الخلافات.
صحيفة "الشرق"
قالت "الشرق" مر بند مزارع شبعا بسلام خلال جلستي الحوار العاشرة والحادية عشرة، لكن الاعلان عن حسم هذا الموضوع ارجىء الى اليوم من دون ان تعرف الأسباب. الا ان جميع المتحاورين، باستثناء رئيس «اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الذي لم يدل بأي تصريح، خرجوا من جولتي الحوار الذي استؤنف امس بعد انقطاع ستة ايام بانطباعات ايجابية، فيما ارجأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤتمره الصحافي المعتاد الى اليوم واعداً الاعلاميين بتزويدهم بـ«اجواء ايجابية ودسمة وأكدت مصادر مطلعة انه تم خلال الجلسة المسائية شبه تأكيد لحسم قضية مزارع شبعا لجهة لبنانيتها، خصوصاً ان الوثائق والمستندات التي قدمها الرئيس بري كانت اهم بكثير من تلك التي قدمها جنبلاط، اذ احضر الأول الكثير من محاضر الضبط في المزارع منذ ايام الرئيس كميل شمعون اضافة الى محاضر حراس الأحراج والصكوك الادارية والمستندات العقارية وغيرها. ورأت المصادر ان المهم هو اثبات الأمر لدى الأمم المتحدة. ووصف رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الأجواء بـ«الممتازة ، وقال «سنصل ان شاء الله الى حلول حول كل النقاط الخلافية التي كنتم تخشون عدم الوصول الى حلول لها ورداً على سؤال اكد الحريري «اننا اتفقنا على ان نتفق وهذا أهم شيء مشيراً الى اتخاذ قرارات مهمة. وكان موضوع المزارع طرح في الجلسة الصباحية وقد اصطحب النائب جنبلاط معه خرائط ومستندات تنفي لبنانية المزارع لكنها قوبلت بخرائط معاكسة احضرها بري، الا ان جنبلاط طلب التريث حتى المساء لاحضار خرائط أخرى، عندها طرح موضوع العلاقات اللبنانية - السورية لارتباطه بمسألة ترسيم المزارع. واشارت المصادر الى ان المتحاورين اكدوا ضرورة ان تكون هذه العلاقات مميزة نسبة الى الروابط الجغرافية والتاريخية القائمة بين البلدين. وتطرق النقاش الى الاتفاقيات اللبنانية - السورية، والدراسة التي أعدتها اللجنة المكلفة من قبل الحكومة اللبنانية ببحث هذا الموضوع، الا ان الدراسة اظهرت - بحسب المصادر - ان هذه الاتفاقيات هي لمصلحة لبنان. وأكدت المصادر ان بند رئاسة الجمهورية لم يطرح خلال جلستي الحوار امس. وكان سبق استئناف الحوار مشاورات كثيفة بين المتحالفين، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر من الاكثرية النيابية شارك في المشاورات ان البحث يتركز حول مسألتين رئيسيتين هما «مزارع شبعا ورئاسة الجمهورية وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته «ان مزارع شبعا مرتبطة بقضية ترسيم الحدود مع سورية، وبالتالي بمصير سلاح المقاومة، لافتاً الى ان اثبات لبنانيتها يؤدي الى «شرعنة سلاح المقاومة في انتظار تحريرها وقال «تشمل مسألة تنحية رئيس الجمهورية انتظام العلاقات الداخلية وانجاز التغيير السياسي ويشار الى ان قضية شبعا ستكون مدار بحث بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. واكد مصدر ديبلوماسي غربي لوكالة الصحافة الفرنسية وجود «ضوء اخضر اميركي - دولي لروسيا لتبدأ مهمة شاقة مع دمشق لتقوم بترسيم حدود مزارع شبعا مع لبنان. وترافق الحوار اللبناني مجدداً مع خرق اسرائيلي جوي للسيادة اللبنانية حيث حلق الطيران المعادي بكثافة فوق مناطق الجنوب فيما وصف الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ميلوش شتروغر الوضع عند الحدود الدولية بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة بـ«المتوتر والحساس والحذر وأشار الى ان «اليونيفيل على علم بأن الجيش الاسرائيلي وضع في حال تأهب، وانها لاحظت عدداً من الخروق الجوية للخط الأزرق امس ومنذ ايام وقد سيرت القوات الدولية دوريات مؤللة على طول الخط الأزرق وقامت بمراقبة الخط بواسطة مناظير. من جهة اخرى، نفذت عائلات الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية اعتصاماً امام بيت الأمم المتحدة في وسط بيروت، تأكيداً لحق الأسرى بالحرية ودور المقاومة في تحريرهم، واحتجاجاً على «المواقف التي تدعو الى التخلي عن الأسرى وتلا بسام القنطار شقيق عميد الأسرى سمير القنطار بياناً باسم العائلات طالب الحكومة اللبنانية بأن تقوم بواجباتها في هذا الملف، واستنكر «بأشد عبارات الاستنكار والشجب والادانة تصريح النائب جنبلاط حول قضية الأسرى، وسأله «هل سيكون موقفك هو نفسه في ما لو كان ابنك تيمور او اصلان في الاعتقال؟ وتوجه البيان الى المتحاورين محذراً من التفريط بالمقاومة والوقوع في الفخ الاسرائيلي - الأميركي وسألهم «كيف يكون لبنان اولاً وأسرى الوطن آخراً؟ كيف يكون سيادة واستقلال وحرية ونحن نرى ان بعضكم يحاول ضرب واضعاف المقاومة بكل تجلياتها الشعبية والمدنية والعسكرية والتي بدونها لا يمكن تحقيق اي من هذه الشعارات؟، وأكد ان عائلات الأسرى ومعهم «كل احرار هذا الوطن، لن يسكتوا بعد اليوم عن اي موقف يطال حق ابنائهم وأخوتهم بالحرية وبالتزامن مع اشاعة اجواء ايجابية في ما يتعلق بالحوار وردت معلومات م
ن نيويورك عن ان مجلس الامن الدولي حدد مساء الخميس المقبل موعداً للاستماع الى تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي سيرج براميرتس الذي غادر الى هناك فجر امس عن طريق باريس يرافقه احد مساعديه. وأوضحت راضية عاشور الناطقة باسم القاضي الدولي ان براميرتس «سيسلم الى مجلس الامن الدولي في 16 اذار تقريره وامتنعت عن الاجابة على اي سؤال يتعلق بتنقلات براميرتس او زيارته في الايام القليلة السابقة الى دمشق، مؤكدة ان تنقلات القاضي البلجيكي وتحركاته «محاطة بسرية تامة وفي موضوع متصل قرر قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس الحريري القاضي الياس عيد رد طلبات القادة الاربعة الموقوفين، التي تقدموا بها بواسطة وكلاء الدفاع عنهم والتي ترمي الى استرداد مذكرات التوقيف الصادرة بحقهم او تخلية سبيلهم ووضعهم تحت المراقبة القضائية. كذلك رد القاضي عيد طلبي تخلية سبيل كل من محمود واحمد عبد العال. وعلى صعيد قانون الانتخابات النيابية، بقيت مسألة استقالة عضويها المارونيين البروفيسور ميشال تابت والمحامي زياد بارود عالقة من دون حل بسبب رفض القيادات المارونية تعيين بديلين عنهما في الهيئة قبل معرفة اسباب استقالتهما. وانتقل هذا الملف مساء امس الى بكركي التي زارها رئيس الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب الوزير السابق فؤاد بطرس الذي اطلع البطريرك الماروني نصر الله صفير على اجواء عمل الهيئة. وبعد اللقاء الذي استمر ساعة وعد بطرس بعقد مؤتمر صحافي خلال الايام المقبلة يشرح فيه ما توصلت اليه الهيئة التي قال انها «انجزت حوالى 80 في المائة مما هو مطلوب منها وتبقى لدينا نقطة او نقطتين عالقتين واذ رفض بطرس التعليق عبر التلفزيون على اسباب استقالة العضوين تابت وبارود طمأن اللبنانيين «الى ان هناك ادراكاً لمصالحهم ومصالح المسيحيين خصوصاً الذين لديهم بعض العقد والهواجس ويجب ان يكونوا مرتاحين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018