ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 23 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
رأت "السفير" انه ما بين جلسة حوارية لم تُنتج إلا اتفاقاً على جلسة ثانية و"حفلة" ردود سياسية وتوضيحات لما سبق أن أطلقه "الحواريون" من مواقف وسقوف عالية، وجلسة جديدة ستعقد الاثنين المقبل، لن تكون على الارجح مختلفة عن جلسة الامس، فإن مؤتمر الحوار الوطني تحوّل فعليا الى "مؤسسة دائمة"، ربما ستبقى مهامها قائمة ومطلوبة من الجميع حتى تتولد القناعة محلياً بما صار راسخاً لدى اكثر من عاصمة عربية، بـ"أن معالجة ملف العلاقات اللبنانية السورية هو المفتاح الفعلي لمقاربة الملفات المطروحة وإلا فإن الجميع سيحاول كسب الوقت بانتظار توازنات جديدة داخلياً واقليمياً". بهذا المعنى، تبدو زيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى شرم الشيخ، اليوم، للاجتماع بالرئيس المصري حسني مبارك، دالة بالمعنى السياسي، اكثر من المؤتمر الحواري نفسه، إذ سيحسم في ضوئها موضوع مشاركة رئيس الحكومة في قمة الخرطوم، وبالتالي إمكان توفر الفرصة لعقد لقاءات لبنانية سورية هناك على أكثر من مستوى، فضلاً عن لقاءات عربية عربية وعربية لبنانية تصب في الخانة نفسها. وتتزامن زيارة السنيورة الصباحية الى شرم الشيخ مع زيارة مماثلة اليوم لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي سيجتمع أيضاً بالرئيس مبارك، قبل انتقاله الى الرياض لتسليم رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقالت مصادر معنية في العاصمة السورية لـ"السفير" ان الشرع ما زال عاتبا على السنيورة لانه لم يرد المبادرة بمثلها منذ لقائهما الاخير في برشلونة، من دون ان يعني ذلك استبعاد اللقاء بينهما في أي وقت يجده الطرفان مناسباً. في هذه الاثناء، قالت مصادر في الامم المتحدة في بيروت ان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة لمتابعة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن سيصل الى بيروت فجر اليوم آتياً من الخليج حيث سيمضي اكثر من ثمان واربعين ساعة وذلك في إطار جولة شملت بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن فضلاً عن العاصمتين المصرية والسعودية في اطار التحضير للتقرير الجديد الذي سيقدمه الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في منتصف نيسان المقبل حول ما تم تنفيذه على صعيد القرار 1559.
وجاء قرار رئيس الحكومة بالسفر الى شرم الشيخ في اعقاب اتصال هاتفي أجراه بالرئيس مبارك وعرض له خلاله نتائج جلسات الحوار والاجواء التي رافقتها، فدعاه مبارك الى شرم الشيخ لاستكمال البحث، على ان يعود الى بيروت حيث سيرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية. وقال السنيورة لـ"السفير" ليلاً "إن مستجداً طارئاً يتعلق بالوضع اللبناني حتّم هذه الزيارة التشاورية"، رافضاً الافصاح عن هذا المستجد، نافيا اية نية للاجتماع بالشرع "كون الزيارتين مختلفتين وليس من تنسيق بينهما".
ونفى السنيورة ما تردد من أنه حسم قرار المشاركة في الوفد الرسمي الى قمة الخرطوم، الا انه اكد مجدداً ان كل الترتيبات قد اتخذت للسفر والاقامة في حال قرر المشاركة. يذكر ان السنيورة استقبل، مساء امس، السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز الخوجة ثم السفير المصري حسين ضرار واطلعهما على نتائج الجولة الحوارية الاخيرة. ومن المقرر ان يغادر السنيورة في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي الى زوريخ في زيارة رسمية لسويسرا. وكتبت "السفير" تتحدث عن جلسة الحوار الثالثة عشرة التي عقدت امس، فقد اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختامها ان "كل المبادرات العربية لمؤازرة ومساعدة لبنان هي مبادرات مشكورة ومطلوبة ومرحب بها". وقال انه تم الاتفاق على تأجيل الحوار الى الاثنين المقبل لاجراء مزيد من المشاورات. وقال بري في مؤتمر صحافي عقده في المجلس، "ان توقعات الكثيرين ممن راهنوا على اننا سنصل الى طريق مسدود قد خابت". واشار الى "ان مناقشة موضوع رئاسة الجمهورية بدأت ولكن الموضوع بحاجة الى المزيد من النقاش". واظهرت المعلومات والتسريبات التي حصلت عليها "السفير" من غير مصدر مشارك في الحوار، الملاحظات والمعطيات الآتية:
أولاً: أمضى المتحاورون نحو مئة دقيقة من الوقت يناقشون التصريحات التي سبقتهم إلى ساحة النجمة، ولا سيما ما نسب إلى النائب ميشال عون بأنه "يوجد الى طاولة الحوار رستم غزالة المال ورستم غزالة الإقطاع السياسي". فقد ردّ رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، في مستهل الجلسة، على تصريحات النائب ميشال عون قائلاً بانفعال، انه يرفض أن يشبهه احد بقاتل والده "وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال فأنا سأنسحب من الجلسة". وقد سارع سمير جعجع إلى ملاقاته مشيراً الى ان ما قيل ضده وضد سعد الحريري "خطير جداً ونحن لا نستطيع أن نكمل الحوار بهذه الطريقة". ورد عون عليهما بأنه لم يسم أحداً في تصريحه للصحيفة الكويتية "الرأي العام" وان صحيفة لبنانية "صدى البلد" تبرعت بأن تسمي من عندياتها. وقال موجها كلامه إلى الحريري بأن وسائل إعلامه المرئية والمسموعة والمكتوبة لا تقصّر ابداً في حقه يومياً "وهي تقوم بصياغة توصيفات ومشاهد وتقول أشياء كثيرة ولا احد يراجعها نهائياً، وفي كل الاحوال انا كنت اتكلم في السياسة ولم يكن هدفي الاساءة الى اشخاص محددين". وعندما احتدم النقاش بين الثلاثي الحريري وجعجع وعون تدخل الرئيس نبيه بري داعياً إلى الهدوء والتروي محذراً من أية نوايا لنسف الحوار ومهدداً بإعلان المسؤولية أمام الإعلام، ومجدداً مطالبته بوقف التسريبات.
ثانياً: لوحظ منذ بداية الجلسة أن النائب وليد جنبلاط حدد هامشا لنفسه عبر ابتعاده عن الرد على تصريحات العماد ميشال عون تاركاً المهمة لكل من الحريري وجعجع. واختار جنبلاط أن يتحدث في الموضوع الرئاسي عندما طرحه الرئيس نبيه بري على الطاولة، مشدداً للمرة الأولى على أولوية البرنامج او ما اسماه تحديدا "خارطة الطريق" قبل الخوض في الأسماء، وتحدث بلغة اتسمت بالهدوء فاجأت بعض المشاركين في الحوار من فريقي الأكثرية والأقلية على حد سواء. وبين عناوين "الخارطة" التي طرحها جنبلاط الموقف من العلاقة مع سوريا وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني والتحقيق الدولي والقضايا الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ثالثاً: كانت لافتة للانتباه مبادرة النائب ايلي سكاف إلى القول للمتحاورين بأن المسيحيين كما الشيعة والسنة، يريدون في موقع الرئاسة الأولى مرشحاً قوياً يمثل حيثية في الشارع المسيحي، داعيا إلى طرح الأسماء ومعلناً ترشيحه العماد عون. وهنا تدخل أكثر من مشارك في الحوار وأبرزهم سمير جعجع قائلاً انه من غير الجائز أن يكون هناك مرشح واحد على الطاولة "وكأن البعض يقول أنا أو لا احد".
وسارع عون إلى الرد، قائلا انه لا يطرح هذه النظرية لكنه مستعد لإعلان انسحابه من الجلسة كي يفسح المجال للحديث بوضوح عن الأسماء من دون أي احراجات، وقال مخاطباً الحاضرين "نعم أنا مرشح للرئاسة وإذا كان هناك من إحراج فأنا مستعد للانسحاب".
رابعاً: لوحظ أن بعض المشاركين المسيحيين الى الطاولة الحوارية طرحوا قضية بالغة الدقة من خارج جدول الأعمال تتصل بصلاحيات رئيس الجمهورية، حيث طرحوا إمكان جعل ولاية الرئيس أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، فضلاً عن إعادة النظر ببعض المواد التي نزعت بعض الصلاحيات من رئيس الجمهورية في الدستور الجديد.
خامساً: لعب الرئيس نبيه بري دور الاطفائي بامتياز، مشددا على وجوب السير بالحوار وبأنه ممنوع الفشل، نافيا وجود أي إحراج. وقال إن الموضوع الرئاسي لا يُطرح على الطاولة بل تحتها، وطالب جعجع بتوضيح دعوته إلى النزول للشارع مستشهداً بما قاله البطريرك الماروني قبيل سفره، صباح أمس، إلى الفاتيكان بأن الاحتكام إلى الشارع ستكون عواقبه وخيمة. كما نقل مناخات بعض القادة الخليجيين التي تحذر اللبنانيين من تفويت الفورة النفطية الخليجية الجديدة بعدما كانوا قد فوّتوا الفورة الأولى في مطلع السبعينيات. وبدا الرئيس بري حاسماً في موضوع جدول الأعمال لجهة التأكيد على استبعاد أي قضايا لم تطرح في الأصل كالورقة الإصلاحية الاقتصادية أو قانون الانتخاب، وشدد على أولوية بت الموضوع الرئاسي قبل الانتقال إلى النقطة الأخيرة المتعلقة بمستقبل سلاح المقاومة، داعياً إلى جلسة حوارية جديدة تعقد الاثنين المقبل أي قبل قمة الخرطوم
(نصح السنيورة بالمشاركة فيها)، وتليها جلسة ثانية يوم الخميس في الثلاثين من الجاري، أي غداة انتهاء القمة ولمدة يوم واحد أيضا، خاصة ان الرئيس السنيورة مرتبط بمواعيد رسمية في زوريخ في الحادي والثلاثين من الجاري. وقال النائب سعد الحريري إن المؤتمرين ناقشوا موضوع رئاسة الجمهورية "بكل ايجابية ولم يكن هناك من محرمات، وكلنا نعرف أن هناك أزمة في البلد يجب أن نجد لها حلا. وأنا متفائل جدا في موضوع رئاسة الجمهورية، وان شاء الله نتمكن من إيجاد رئيس جديد لبلدنا الحبيب لبنان"، مؤكداً ان "الاستقرار غير ممكن بوجود شخص اميل لحود".
وقال: "نحن لسنا مستعجلين، ونريد الوصول الى مرحلة عندما نقرر البت في هذين البندين، ان يكون هناك استقرار سياسي لمدة طويلة لنتمكن من العيش في البلد بشكل يريح الشعب اللبناني".
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه غداة انتهاء الجولة الثالثة الحوارية باعلان موعد الرابعة الاثنين المقبل وقول رئيس مجلس النواب نبيه بري ان موضوع "رئاسة الجمهورية" صار المحور الاول للمناقشة، يتوجه صباح اليوم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري حسني مبارك الذي اقترح هذا اللقاء بصورة مفاجئة. وهو سيلتقي في موعد لاحق اليوم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وقد تردد اعلاميا انه قد يلتقي ايضاً الرئيس السوري بشار الاسد. هذا التطور الذي طرأ مساء امس يأتي وسط افق ممتد من لبنان الى مصر ويستبق استحقاقاً عربياً يتمثل في قمة الخرطوم التي تنطلق اعمالها الثلثاء المقبل وتمثل ببعدها اللبناني محطة على طريق حسم امر ولاية الرئيس اميل لحود. وهذا يعكس، في رأي المراقبين، توجها "نحو تعريب الحوار اللبناني". فيما تبقى زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدمشق موضع اخذ ورد. ونسبت محطة "المنار" التابعة ل"حزب الله" الى مصدر سعودي ان اللقاء بين الملك السعودي والرئيس السوري سيتم في الخرطوم ولن تكون هناك زيارة للملك عبدالله الى العاصمة السورية. على صعيد ملف الرئاسة الاولى الذي اصبح بنداً وحيداً على طاولة الحوار من الآن فصاعداً، تطرقت المناقشات التي دارت امس، بحسب مصادر المؤتمرين، الى "مهمة من سيأتي خلفاً للرئيس الحالي بحيث لا يكون اميل لحود آخر. وسط تأكيد ان الحديث عن اجراء انتخابات نيابية جديدة لا طائل منه وبالتالي فان ابقاء الامور على حالها معناه تمضية 18 شهراً في ظل الرئيس الحالي مع ما يتسبب ذلك بكلفة باهظة على البلاد". وترى المصادر ان الجولة الحوارية الاثنين المقبل ستوجه رسالة الى قمة الخرطوم مفادها "ان من يذهب اليها بصفته رئيساً للجمهورية امره مطروح على طاولة التغيير". وعلم ان جولة حوارية اخرى ستعقد الخميس المقبل بعد انتهاء اعمال القمة لمتابعة ملف التغيير الرئاسي. وستكون هناك اليوم مداخلات في جلسة مجلس الوزراء تدعو الى طرح ما يعتزم الرئيس لحود قوله امام القمة اذا ما اراد الادلاء بما سيقوله ب"اسم لبنان"، كما ان أمر ذهاب الرئيس السنيورة الى الخرطوم سيكون رهن القرار الحكومي. وتابعت "النهار" قائلة ان الرئيس السنيورة اكتفى ، عشية مغادرته الى شرم الشيخ، بالقول رداً على سؤال ل "النهار" ان الزيارة هي ل"التشاور قبل قمة الخرطوم". ونفى ان تكون لزيارته علاقة بزيارة الشرع، وقال ان الزيارتين ستتمان في موعدين مختلفين. وروت اوساط رئيس الحكومة كيف جاءت زيارة شرم الشيخ، فقالت ان رئيس الحكومة اتصل بالرئيس مبارك لاطلاعه على ما جرى في جولة الحوار امس باعتبار ان الطرف العربي معني بما يدور على هذا الصعيد، فكان ان قال له الرئيس المصري: "ما رأيك ان نكمل البحث مباشرة وليس فقط عبر الهاتف". فكان الموعد. وفي رأي المراقبين ان المحادثات المصرية – اللبنانية ستوضح نتائجها ما اذا كان هناك مبرر لمشاركة الرئيس السنيورة في قمة الخرطوم، وهي مشاركة لم تحسم حتى الآن. فاذا ما قرر رئيس مجلس الوزراء الذهاب الى السودان فسيكون على قاعدة الفوائد التي ستحرزها المشاركة فلا يذهب بوفد منفصل عن وفد الرئيس لحود فينتقل الانقسام اللبناني الى القمة مع كل تداعياته. وسيعود السنيورة الى بيروت في وقت لاحق اليوم ليترأس الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء، كما دعا الى جلسة استثنائية الاثنين المقبل لمناقشة مسودة برنامج الاصلاح الاقتصادي الشامل الذي نشرته "النهار" امس. وكان نبأ رسمي صدر مساء امس يفيد ان الرئيس السنيورة سيتوجه صباح اليوم الى "جمهورية مصر العربية تلبية لدعوة من الرئيس المصري (...) للاجتماع به في شرم الشيخ". واضاف النبأ ان السنيورة كان اجرى مساء امس اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك "بحثا فيه التطورات التي يشهدها لبنان والمنطقة العربية، وقد عرض السنيورة لمبارك نتائج جلسة الحوار والاجواء التي رافقتها. وقد دعا الرئيس مبارك الرئيس السنيورة لاستكمال البحث "في شرم الشيخ وكان رئيس الحكومة استقبل مساء امس في السرايا السفير السعودي عبد العزيز الخوجة على مدى ساعة. كما استقبل السفير المصري حسين ضرار. في دمشق، افاد مصدر اعلامي رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سيقوم اليوم وغدا بزيارة كل من مصر والسعودية لاجراء محادثات حول "مستجدات الاوضاع في المنطقة". واوضح ان الشرع سيسلم كلا من الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز رسالة من الاسد. ومن القاهرة نقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن مصدر ديبلوماسي ان لقاء الشرع ومبارك تقرر اثر اتصال هاتفي بين الرئيسين المصري والسوري. وكان المصدر قال في وقت سابق ان مبارك والاسد سيعقدان قمة في شرم الشيخ اليوم. ولم يوضح سبب ارجائها والاستعاضة عنها بزيارة الشرع. وبالعودة الى الجولة الثالثة للحوار التي "خيبت توقعات كثيرين كانوا يعتبرون ان هناك طريقا مسدوداً وفق ما قاله الرئيس نبيه بري
في ختام الجلسة التي امتدت لاربع ساعات، واضاف: ان "النقاش كان عميقا من كل الجوانب التي يتطلبها موضوع رئاسة الجمهورية. وبالنتيجة وجدنا ان البحث في حاجة الى درس اكثر وربما الى بعض الدراسات الاخرى السياسية وغير السياسية". ولفت الى ان بند رئاسة الجمهورية منصوص عليه في القرار 1559. وفيما اشار الرئيس امين الجميل الى "التقدم جدا" في موضوع رئاسة الجمهورية، اعرب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عن الامل في "ان نتمكن من ايجاد رئيس جديد". وقال رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع انه كان هناك "بحث في رئاسة الجمهورية بامتياز". اما رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون فقال: "في الايام المقبلة سنجري اعادة ترتيب او استنتاج لجميع الافكار، وسيقترح حل او مقاربة لموضوع رئاسة الجمهورية". ووصف الرئيس السنيورة الاجواء بأنها "جيدة"، موضحا انه جرى "بحث في العمق في رئاسة الجمهورية"، مضيفا ان هذه المسألة "لم تعد قضية اجتهاد حول ازمة حكم هنا او هناك". ولفتت اوساط شخصية من قوى 14 آذار الى ان احد اهم نتائج جولة الحوار امس ان الطرف الآخر استعد لحوار حول قانون الانتخاب والورقة الاقتصادية وسلاح المقاومة لكنه لم يخض فيها واتجه الى موضوع الرئاسة الاولى مما اخرجها من "الحرم السابق". واضاف ان تأجيل البحث الى الاثنين مرده الى اجراء مشاورات جانبية ستشمل، في من تشمل، البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير الذي توجه امس الى الفاتيكان. وقال ان تركيز الحوار على رئاسة الجمهورية سيضع على المحك علاقة "حزب الله" بالعماد عون لجهة التزام ترشيح الاول للثاني لهذا المنصب. وخلال الجلسة جرى عتاب شديد على خلفية حديث ادلى به عون الى جريدة كويتية واشار فيه الى "رستم غزالي مال" و"رستم غزالي اقطاع سياسي" وتوجيه الامر نحو النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط. وفيما ذكرت مصادر قوى 14 آذار ان العماد عون "اعتذر" قالت اوساط الاخير انه لم يعتذر للحريري بل اوضح انه لم يستهدفه شخصياً بل استهدف نمطاً وحملة اعلامية اخبارية في وسائله، في الاخبار والبرامج السياسية، تصوّره "عميلاً سورياً وايرانياً" وطالب بتغيير هذا النمط. وفي موضوع الرئاسة، قالت هذه الاوساط ان الموضوع يجب الا يكون معزولاً عن الوضع المسيحي ككل في الادارة والمؤسسات. وتطرقت الى "تهميش المسيحيين" في الانتخابات. مضيفة "ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون تتويجاً لوضع يعني جميع المسيحيين ولا يكون اختيار فريق لا يعنيه تغيير الوضع المسيحي". في غضون ذلك، اوردت محطة "المنار"، نقلاً عن زوار رئيس الجمهورية، انه سيلقي كلمة لبنان في قمة الخرطوم، وسيلتقي الرئيس الاسد. واشارت الى ان الرئيس لحود غير معني بموافقة مجلس الوزراء على كلمته متسائلة: كيف يذهب الرئيس السنيورة الى الخارج ويتحدث ويتخذ مواقف من دون تشاور مسبق مع رئيس الجمهورية، افلا يسري الامر ذاته على الرئيس لحود؟
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول ان مؤتمر الحوار الوطني علّق اعماله الى يوم الاثنين المقبل املا باجراء مزيد من المشاورات والمداولات والدراسات حول موضوع رئاسة الجمهورية علّ ذلك يؤدي الى توافق او حلول في شأن هذا الموضوع الحساس. وكما كان متوقعا فان المتحاورين خرجوا امس بعد جلسة استمرت اكثر من اربع ساعات من دون احراز تقدم يذكر حول موضوع رئاسة الجمهورية لكنهم بعد «جرعات حماس حرص الرئيس نبيه بري على اعطائها للمؤتمرين في مداخلاته القصيرة خلال الجلسة على اضفاء اجواء ايجابية على القسم الاخير من النقاش بعد ساعة عتاب تخللها نقاش لم تخل بعض مفرداته من الحدة والسخونة. كما حرص المؤتمرون على العودة الى الحوار يوم الاثنين المقبل اي قبل يوم على انعقاد القمة العربية في الخرطوم لكي لا يجري ربط للتأجيل بهذه القمة ولابقاء الحوار في دائرته الوطنية اللبنانية. وقال مصدر مطلع شارك في الحوار ان الاجواء المتشنجة نسبيا التي سادت في الربع الاول من الجلسة مالت بعد العتاب بين بعض المؤتمرين الى اجواء اكثر ايجابية، كاشفا عن ان الرئيس بري سيجري خلال الايام المقبلة التي تفصلنا عن يوم الاثنين مشاورات وصفت بانها مهمة وربما شكلت نتائجها عناصر جديدة قد تساعد على تقدم الحوار مطلع الاسبوع المقبل. ورغم التكتم على ما دار بين المتحاورين خلال الساعات الاربع الى الطاولة المستديرة فان المعلومات التي توافرت من مصادر مشاركة في الحوار اكدت ان الساعة الاولى من الجلسة شهدت عتابا بين عدد من المؤتمرين تمحور حول التصعيد الذي شهدته الساحة المحلية في الايام القليلة التي سبقت الجلسة، ولم يخل هذا العتاب من عبارات حادة احيانا. وسجل عتاب شديد بين رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون على خلفية تصريحات الثاني لصحيفة الرأي العام الكويتية وكلامه على رستم غزالي مالي ورستم غزالي اقطاع سياسي على طاولة الحوار. واعتبر الحريري ان هذا الكلام موجه ضده، مشيرا الى ما نشرته احدى الصحف اللبنانية في هذا المجال، وقال ان النتائج الجيدة التي احرزناها في الجولتين السابقتين من الحوار نكاد نجهضها من خلال هذا النوع من الكلام والمواقف. ورد عون نافيا ان يكون سمى الحريري او النائب جنبلاط، مؤكدا ان ما قاله ونشرته صحيفة الرأي العام الكويتية لم يتناول اسم كل من النائبين الحريري وجنبلاط، وان الاسم ورد في احدى الصحف اللبنانية من خلال استنتاجها هي. وحسب المعلومات فان عون ابدى نوعا من الاعتذار اذا ما كان قد فهم انه قصد الحريري او جنبلاط وقال انه لا يتكلم بالاشخاص بل بالسياسة ولاقى ذلك تقديرا من المجتمعين لا سيما من الرئيس بري الذي نوه بذلك. كذلك جرى عتاب بين بعض المتحاورين على بعض المواقف التي اطلقوها في الايام القليلة الماضية، والتي وصفت بانها لا تساعد على تقدم الحوار، لا بل تضر بالحوار ومناخه. وقالت المعلومات ان هذا العتاب انتهى بشكل ايجابي على طريقة ان العتاب يغسل القلوب، وهذا ما جعل النقاش يأخذ منحى اخر مائل الى الهدوء وان كان اتسم بالصراحة والعمق. وقد بدأ الرئيس بري جلسة الامس بمداخلة قصيرة شدد فيها على المسؤولية الكبرى الملقاة على اطراف الحوار، معتبرا ان هذه المسؤولية مسؤولية وطنية علينا ان نحافظ عليها. وتدخل الرئيس بري اكثر من مرة ليشدد على اهمية الحوار والاستمرار به موضحا ان هذا الحوار ليس خياره بل هو خيار وطني للجميع. داعياً الى الإلتزام به والحرص على الاستمرار فيه. واشار الى التأييد الذي يلقاه على المستوى الدولي والعربي. وحث الرئيس بري المؤتمرين على الاستمرار بالحوار وقال ان الفشل مكلف على البلد، ويجب ان نخرج بحلول. ان امامنا قمة عربية ولا يجوز ان نقدّم مواد تفجيرية قبلها. وشاطر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الرئيس بري الرأي في ذلك مشيرا الى ما سمعه خلال زيارته الى بروكسيل ولقائه وزراء الخارجية الاوروبيين الذين اثنوا على الحوار واكدوا تأييدهم للحوار بين اللبنانيين. وركز الرئيس بري ايضا على الدخول في مناقشة جدول الاعمال الذين يتضمن: رئاسة الجمهورية، وسلاح المقاومة، مشيرا الى البدء بالبند الاول. وجدد موقفه ان الطاولة المستديرة ليست مؤسسة دستورية وانها ليست بديلا عن المؤسسات الدستورية. وعلمت «الديار " ايضا ان الجلسة رفعت اربع مرات لإجراء مداولات ومشاورات جانبية بين المؤتمرين، وجرى لقاء على الواقف بين العماد عون والنائب جنبلاط استمر اكثر من ثلث ساعة. كما عقدت خلوة بين الرئيس بري والسيد نصرالله. وكذلك خلوة بين الحريري وجنبلاط، ولقاءات بين الجميل والمر وعون وبين جعجع والحريري. وبعد ان اعطى الرئيس بري الكلام للمتحاورين والانتهاء من جولة العتاب التي سادت في الربع الاول من الجلسة قدم المؤتمرون مداخلات حول موضوع رئاسة الجمهورية والمواقف منه. العماد عون تكلم اكثر من مرة حول هذا الموضوع، وسأل الفريق الاخر
اذا كان لديهم اسماء مرشحين، وقال اذا كانت هناك اسماء ستطرح فأنا كمرشح مستعد ان اترك الجلسة لباقي الوفد من اجل عدم الاحراج وبالتالي على الاخرين اذا ما اردتم الكلام بالأسماء ان يقوموا بذلك ايضا لعدم الاحراج وبالتالي حرصا على المناقشة بشفافية. وشدد عون على ان الرئيس لا يجب ان يكون لا لون ولا رائحة له، مؤكدا على وجوب ان يكون له ثقل تمثيلي كي يشكل التوازن في النظام. ورد على التلويح باللجوء الى الشارع قائلا ان استعمال الشارع لا يحقق الهدف مذكرا بموقف بكركي. وقد اكد النائب ايلي سكاف ايضا على هذه النقطة، مشددا على التوافق على هذا الامر. السيد حسن نصرالله ايضا رد على الذين يلوحون باللجوء الى الشارع مؤكدا ان الشارع لا تملكه فئة معينة ويمكن استعماله من آخرين. واوضح ان هناك آلية لاقالة رئيس الجمهورية تفترض تأمين ثلثي عدد مجلس النواب، وقال ان كل الاليات التي سمعناه لم تقنعونا بها. واوضح ان ليس لدينا مشكلة في الحديث بهذا الموضوع لكن الطروحات التي طرحت حتى الان غير مقنعة. الرئيس بري تكلم اكثرمن مرة باقتضاب مشدد على وجوب اخذ الوقت الكافي لبحث هذا الموضوع، مكررا ضرورة اجراء المزيد من النقاش والتشاور خارج قاعة الحوار. اما النائب جنبلاط فلوحظ انه لم يتدخل كثيرا واكتفى بكلام قليل كرر فيه موقفه الداعي الى تنحية الرئيس لحود وتطرق مرة اخرى الى موضوع مزارع شبعا وموقفه منها. النائب سعد الحريري شدد بدوره على تنحية الرئيس لحود، وشن هجوما عليه واصفا اياه بانه مسير ولا يعمل لمصلحة البلد. وركز ايضا على ما وصفه بعرقلة رئيس الجمهورية لكثير من الامور والسير الى الامام. الدكتور سمير جعجع ابدى حماسا لتغيير الرئيس لحود باسرع ما يمكن، داعيا المتحاورين الى الاتفاق على هذا الامر. واذ وصف وضع رئاسة الجمهورية بانه «وضع شاذ " , اتهم الرئيس لحود بانه يسير على نهج التعاطي مع سوريا. وقال ان علينا ان نتفق على تغيير الرئيس والا فانني اقول ان على كل واحد منا وبكل محبة ان ينصرف الى اتباع الطرق الديمقراطية السلمية ويأخذ خياراته. النائب بطرس حرب اعتبر ان موضوع رئاسة الجمهورية دقيق، داعيا الى معالجة المسائل التي تعرقل عمل المؤسسات ومكررا المطالبة بتنحية الرئيس لحود. وبعد الجلسة عقد الرئيس بري مؤتمرا صحفيا اعلن استئناف الحوار عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل فشدد على ما جرى التأكيد عليه في بداية الحوار «ان هذا الحوار قام لا ليفشل بل لينجح ولا يزال هذا الجو يخيم على كل الحواريين واذ وصف الكلام في الجلسة بانه بمنتهى الصراحة، قال ان المؤتمرين وجدوا «ان البحث بحاجة الى دراسة اكثر، ولعل لبعض الدراسات الاخرى غير السياسية والسياسية ولفت بري الى انه «خابت توقعات الكثيرين الذين كانوا يعتبرون ان هناك طريقا مسدودا وقال «ان الذي خرجنا به اليوم يوحي بالتفاؤل وليس بالتشاؤم من جهته اعرب البطريرك صفير في تصريح له في مطار بيروت لدى مغادرته الى الفاتيكان للمشاركة في حفل تنصيب كرادلة عن امله في وصول المتحاورين الى ايجاد الحلول اللازمة للمواضيع العالقة. داعيا لان يكون هناك هدوء وروية في السجال القائم بين رئيس الجمهورية وبين الذين ينتقدونه. واكد صفير ردا على سؤال ان الاحتكام الى الشارع له عواقب وخيمة وقد عرفناها جميعا. ورأى صفير ان حل قضية مزارع شبعا يكون بتقديم وثيقة تصدق عليها الامم المتحدة تؤكد لبنانيتها.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان مؤتمر الحوار الوطني طرح مسألة رئاسة الجمهورية على مشرحة البحث عشية مؤتمر القمة العربية في الخرطوم وكأنه يوجّه رسالة موحدة الى تلك القمة بأن التمثيل اللبناني الرئاسي فيها أمر يخضع للبحث لبنانياً مع ما يمكن ان يتركه ذلك من انعكاسات على السلوك العربي تجاه الوضع في لبنان. وكان الرئيس المصري حسني مبارك أسرع القادة العرب في تلقف الاشارة القادمة من بيروت فدعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى زيارته اليوم في شرم الشيخ في وقت أكدت دمشق ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع سيزور اليوم وغداً مصر والسعودية في جولة تتصل بالعلاقات السورية - اللبنانية وتحضيرات القمة العربية. وأكدت مصادر حكومية لبنانية ان لا علاقة لزيارة السنيورة بزيارة الشرع وهو لن يلتقيه في شرم الشيخ بل سيعود الى بيروت التي يصلها اليوم الموفد الدولي تيري رود لارسن الذي لم تتضح تفاصيل برنامج زيارته. وبعد أسبوع بدا خلاله ان فريق "8 آذار" الممثل في الحوار او في خارجه يمارس تصعيداً لمنع طرح قضية الرئاسة على الطاولة وصولاً الى رفض البحث في استقالة الرئيس اميل لحود ودعمه للبقاء في منصبه, جاءت الجلسة الحوارية بنصابها الكامل أمس لتؤكد على أولوية موضوع الرئاسة على موضوع سلاح المقاومة, وكان لافتاً ربط الرئيس نبيه بري بين هذا البند وبين القرار 1559, بوصف الانتخابات الرئاسية أول بنوده, خصوصاً عشية وصول لارسن. وقالت مصادر مطلعة على أجواء الحوار ان "قوى 14 آذار" كانت حاسمة في اصرارها على التغيير الرئاسي في حين لم يكن الفريق المقابل حاسماً بالرفض ولم تكن أسباب كل فئة فيه الداعمة لبقاء لحود متطابقة مع أسباب الفئة الأخرى. واعتبرت مصادر الفريق المطالب باستقالة لحود ان الجلسة نجحت في حدود وضع بند رئاسة الجمهورية في أول جدول أعمال الجلسة وان الرئيس نبيه بري "عم يحلب صافي" لأنه كان محايداً في إدارة الحوار. ورأت في إدراج بند رئاسة الجمهورية في جلسة الأمس, وفي جلسة الاثنين المقبل أمراً ينطوي على رسالة الى مؤتمر القمة العربية في الخرطوم بان الرئيس اللبناني الذي يشارك في هذه القمة مصيره مطروح على طاولة البحث في مؤتمر الحوار اللبناني, كما يحمل رسالة الى الأطراف الإقليمية والدولية بضرورة مساعدة اللبنانيين في تجاوز هذا البند الذي بات انجازه ضرورة يتطلبها مسار استكمال سيادة لبنان واستقراره. وروت مصادر المؤتمرين ل"صدى البلد" ان "مهنية" بري اطالت عمر الحوار. فهو نزع صاعق التفجير باعلانه بداية السير بجدول الأعمال: الرئاسة ثم سلاح المقاومة, معتبراً ان هناك مسؤولية وطن. وكانت مجمل مداخلاته من باب التهدئة وللتأكيد ان الفشل مكلف ويجب الخروج بحلول "وامامنا قمة عربية لا يجوز ان نقدم لها مادة تفجيرية على مستوى الوضع اللبناني". وكانت مداخلة للرئيس السنيورة تحدث فيها عن أجواء لقاء بروكسل حيث لمس حرصاً أوروبياً على ضرورة تمتين الحوار. وشهدت الجلسة في جانب كبير منها معاتبات وانتقادات متبادلة للتصريحات التي قال سعد الحريري انها أجهضت النتائج الجيدة التي توصل اليها الحوار. وحصلت مشادة كلامية بين سعد الحريري سانده فيها وليد جنبلاط من جهة وبين العماد ميشال عون من جهة أخرى على خلفية حديث عن "رستم غزالة المال ورستم غزالة الاقطاع السياسي" وقد انتهت المشادة باعتذار عون اذا كان فهم انه يقصد الحريري وكذلك جنبلاط في كلامه, لأنه في حديثه لم يتناول أسماء. وكانت اشادة من بري بموقف عون التوضيحي. غير ان مواقف الأطراف الذين عبروا عنها خارج جلسة الحوار كانت حاضرة على الطاولة, ولم تشهد تبديلاً نوعياً. واعتبر الدكتور سمير جعجع ان هناك أزمة حكم حيث ان وضع رئاسة الجمهورية شاذ وهو أمر لا يعني فريقاً دون آخر, مفنداً مواقف رئيس الجمهورية منذ كان قائداً للجيش في التعاطي مع سورية. ولوّح جعجع بالعودة الى الشارع اذا سدت منافذ الحل, فأتاه الرد من عون بأن هذا لا يحقق الهدف والنزول الى الشارع لاسقاط الرئيس غير مقبول مسيحياً فيما اعتبر نصرالله ان الشارع لا تملكه فئة معينة ويمكن استعماله من جانب الفريق الآخر. وأعلن نصرالله صراحة "اننا لسنا مع اقالة لحود وان البدائل التي طرحت لم تقنعنا باقالته". وهنا أكد الحريري ان لحود مسيّر ولا يعمل لمصلحة البلد. وتولى العماد عون الدفاع عن رئيس الجمهورية حين طرح موضوع مقابلته التلفزيونية، فرأى. انه يحق للرئيس ان يدافع عن نفسه بعدما بدا ان هناك مضبطة اتهام بحقه. واعلن عون انه مرشح للرئاسة مقترحا ان يعلن الآخرون اذا ما كانوا مرشحين فليخرجوا من القاعة لمناقشة اسمائهم، لكن الحاضرين اشاروا الى انه من المبكر طرح الاسماء. وغاب نجم جنبلاط عن الجلسة اذ عمد الى الاستماع اكثر من الكلام، معرّجا بعض الشيء على مزارع شبعا خارج سياق موضوع الرئاسة. وقال مصدر آخر شارك في الحوار ل "صدى البلد" ان المتحاورين لم يتوصلوا الى نتائج في جولة الامس وانهم يؤثرون انتظار المساعي العربية لان الوصول
الى حل لأزمة الحكم أمر صعب ويتطلب تدخلا عربيا، ونقل عن الحريري انزعاجه من تصريحات عون التي تحدث فيها عن "وجود رستم غزالة المال ورستم غزالة الاقطاع على طاولة الحوار". فرد عون عليه" انا لم اسمّك في ما قلته، واذا كنت تعتبر انك المقصود في الاطار الشخصي والمعنوي من خلال كلامي فحقك علينا". ثم تحدث عون عن موضوع الرئاسة فأكد "اننا نريد رئاسة جمهورية بكل معنى الكلمة، والا فلنكمل بالطريق نفسها السائدة". واقترح عون ان يخرج المرشحون للرئاسة من حلقة الحوار عندما يتم البحث في موضوع رئاسة الجمهورية، وقال: "انا مرشح لرئاسة الجمهورية ومستعد لمغادرة القاعة ويحضر من يمثلني". اما جعجع الذي كانت له مداخلات عدة في الموضوع الرئاسي، فقد شدد على انه لا يمكن التقدم وكسر "الستاتيكو" الا من خلال النافذة الرئاسية. وطالب المجتمعين بعدم الاتكال على المبادرات الخارجية لان هناك 128 نائبا يمثلون الحاضرين ويستطيعون اتخاذ اي قرار وطني. ورأى مصدر ثالث شارك في الحوار، ان ما حصل في جولة الامس كان انعكاسا للتباين السائد بين سورية والمملكة العربية السعودية حول موضوع رئاسة الجمهورية ما جعل الحوار يراوح مكانه. ورددت هذه المصادر ما اذاعته الشبكة الوطنية للارسال امس من ان لا زيارة للملك عبدالله بن عبد العزيز الى دمشق قريبا كما كان اشيع سابقا. وقال المصدر ان العلاقة بين قيادة "حزب الله" والنائب الحريري ليست "سمنا وعسلا" لان الاخير مستاء من المواقف التي صدرت عن قياديين في الحزب قبل ايام. وقد عكس هذا الاستياء بحديثه اثر انتهاء الجلسة الحوارية امس عن الذين يتكلمون على طاولة الحوار شيئا وفي الخارج يتحدثون شيئا آخر". وقالت مصادر في حزب الله مساء ل "صدى البلد" ان "الامور لم تنضج بعد في موضوع الرئاسة الاولى، وان ما يقوله حزب الله خارج المؤتمر يقوله خلال الجلسات وليس لديه لغتان في الموضوع الرئاسي او غيره". يذكر ان الجلسة المقبلة لمؤتمر الحوار ستعقد قبل ظهر الاثنين المقبل قبل يوم من انطلاق اعمال قمة الخرطوم، وسط تأكيد من الرئيس بري "ان هذا الحوار قام لا ليفشل بل لينجح".
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" ان الحوار الوطني اجتاز بانعقاد جولته الثالثة أمس أزمة خطيرة كان يمكن للمواقف التي سبقتها، من مسألة رئاسة الجمهورية تحديداً، أن تتسبّب بها لولا انّ "ما يحكى داخل قاعة الحوار غيره خارج القاعة" كما قال رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري، ولولا ان المحاسبة تجري على أساس ما يُدلى به داخل الحوار وما ينتج عنه كما أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي. واذا كانت النتيجة المعلنة للجولة الثالثة كما أوضحها الرئيس برّي هي البدء ببحث رئاسة الجمهورية وقرار استكمال هذا البحث في جولة رابعة الإثنين المقبل، فإن مصادر سياسية مطّلعة سجّلت عدداً من النقاط الايجابية حول جولة الحوار أمس. النقطة الأولى بداهةً هي ان الفرقاء جميعاً عادوا الى الطاولة وأكدوا الحرص على المضيّ في هذا الحوار للتوصل الى نتائج تنقل البلد الى مرحلة جديدة. والنقطة المهمة الثانية تمثلت في كون الرئيس برّي تمسّك بجدول الأعمال الذي دعيت طاولة الحوار على أساسه، والذي انجز الفرقاء بالاستناد إليه عدداً من البنود واتخذوا بشأنها مقرّرات أعلنت في ختام الجولة الثانية، وقد كان بري واضحاً في ان أحد البندين المتبقيين هو رئاسة الجمهورية طالما ان القرار 1559 الذي يناقشه المتحاورون يتضمن هذا العنوان. أما النقطة الثالثة، الايجابية والمهمة في آن، فهي اتفاق أطراف الحوار على نحو أكثر من ضمني، على ان "أزمة الحكم" تعني "أزمة رئاسة الجمهورية"، وان "الاجتهادات" التي قال بها بعض الفرقاء بين الجولتين الثانية الأسبوع الماضي والثالثة أمس، لم تغيّر في أولوية معالجة مشكلة الرئاسة مدخلاً الى معالجة الأزمة العامة. والنقطة الرابعة، هي الدلالة "الرمزية" لتعيين موعد الجولة الرابعة الإثنين المقبل، اي قبل يوم واحد من افتتاح القمة العربية في الخرطوم. واذا كان الرئيس بري سارع الى توضيح ان تعيين موعد الجولة الرابعة الإثنين قبل القمة يعني ان مؤتمر الحوار لم يعلّق أعماله لينتظر ما تسفر عنه القمة، فإن المصادر المطلعة اعتبرت الانعقاد الإثنين بمثابة رسالة لبنانية الى هذه القمة تفيد أن الرئيس المشارك فيها باسم لبنان، هو حالة قيد البحث على طاولة الحوار اللبناني ـ اللبناني. على أي حال، وفيما كان بري يؤكد ان "كل المبادرات العربية لمؤازرة لبنان ومساعدته، مشكورة ومطلوبة"، في اشارة الى وجود حركة اتصالات عربية، أكد النائب الحريري ان "استكمال البحث في رئاسة الجمهورية سيكون الإثنين المقبل، على أن تجري مباحثات خلال الأيام الفاصلة عن الإثنين"، لافتاً في هذا المجال الى الاتصالات اللبنانية ـ اللبنانية. وتابعت "المستقبل" قائلة انه ً، وفيما كان مؤتمر الحوار يصوّب تفسير "أزمة الحكم" على انها "أزمة رئاسة الجمهورية"، وفيما كان يشرع ببحثها فعلاً، "فُهم" من كلام برّي عن "دراسات سياسية وغير سياسية" ستكون حاضرة على الطاولة الأسبوع المقبل، ان البحث سيتطرق أيضاً الى الآليات القانونية في الموضوع الرئاسي. وباستثناء الحرص الذي أبداه رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب العماد ميشال عون بعد الجولة الثالثة، على القول ان "الموضوع (الرئاسي) لم ينته بعد"، وعلى القول أيضاً "أنتظر النتائج ولا أجسّدها باسقاط الرئيس اميل لحود أو بانتخاب رئيس آخر"، وهذا ما ترك تساؤلات عن "مغزى" هذا الكلام، كان جميع من صرّحوا بعد انتهاء جولة الحوار أمس يؤكدون ان "ليس ثمة رفض داخل المؤتمر لتغيير الرئيس" كما قال الرئيس أمين الجميل، وان "ثمة موقفاً موحداً هو الاتفاق على التغيير والنقاش يدور حول آلية التغيير" كما قال النائب أغوب بقرادونيان. واللافت في تصريح عون نفيه في "الشكل" أن يكون هاجم النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط في حديث صحافي له أول من أمس عندما تحدث عن "رستم غزالي مالي وسياسي" على طاولة الحوار. وعلمت "المستقبل" ان جلسة الحوار أمس بدأت بطلب ايضاحات من عون حول هذا الموضوع، فنفى في "الشكل"، لكنه قال ان "الناس يقولون ذلك". في جميع الأحوال، بثّ بري مناخاً من التفاؤل، وقال ان "الحوار قام لينجح وليس ليفشل"، مضيفاً ان "توقعات الكثيرين ممن اعتبروا ان هناك طريقاً مسدوداً، خابت". وأكد ان "الكلام كان بمنتهى الصراحة لا بل بلغ حد الصراحة أكثر من أي مرة أخرى، وكان عميقاً"، مشدداً على انه "يجب أن يكون توافق" حول الرئاسة. بدوره، أبدى احريري تفاؤلاً بعد انتهاء الجولة الثالثة، فأكد ان "الأجواء كانت إيجابية جداً"، مشيراً إلى ان "البعض وخاصة إميل لحود حاول أن يفرط الحوار لكنه لم ينجح لاننا مستمرون في الحوار"، مشدّداً على القول "أؤكد اننا سنصل إلى اتفاق في البندين: رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة". وإذ قال "اننا نتطلع إلى حل مشكلة رئاسة الجمهورية لمصلحة لبنان"، أكد ان "الاستقرار السياسي في البلد غير ممكن بوجود إميل لحود"، معلناً "التفاؤل بإيجاد رئيس جديد لبلدنا الحبيب لبنان"، وان اللبنانيين "يعرفون من وماذا يمثل إميل لحود في هذا الوقت نفى رئيس "اللقا
ء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط حصول أيّ تراجع من جانب قوى 14 آذار عن خطابها السياسيّ في 14 شباط الماضي وقال "لم نتراجع عن شيء، وكلّ شيء في وقته". وجدّد "التصميم على متابعة حلم كمال جنبلاط"، لكنّه رأى انّه "لن يكون للبنان اطمئنان وحرية وسلام إذا بقي نظام ديكتاتوريّ في الشام". وطالب ب "محاكمة الجناة الذين ارتكبوا الجرائم بحقّ الشعبين اللبناني والسوري". بالتزامن مع انعقاد جولة الحوار الثالثة، برز أمس موقف لافت للبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير قبيل مغادرته إلى الفاتيكان أمس. فإذ "سأل الله أن يجود على المتحاورين بالنجاح"، وأكد ان "للاحتكام إلى الشارع عواقب وخيمة وقد عرفناها جميعاً"، مشدّداً على ان "البلد لا يمكنه أن يقوم إلا باتفاق جميع أبنائه"، اعتبر صفير ان "الانتخابات النيابية المبكّرة ليست من الحلول الهيّنة".
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان النتيجة المباشرة التي تحققت في جلسة الحوار امس، كانت وفق المصادر السياسية المتابعة، وقف التدهور في العلاقات بين المتحاورين وازالة اثار المواقف التصعيدية التي سجلت في الايام القليلة الماضية. ورأت المصادر ان تأجيل الحوار الى الاثنين المقبل، كان بهدف اتاحة المجال امام مشاورات جانبية قد تكون اكثر فعالية في معالجة موضوع رئاسة الجمهورية الذي كان محور جلسة امس. وقد تزامن انعقاد جلسة الحوار قبل ظهر امس مع تصريحات للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير دعا فيها المتحاورين الى ان يأخذوا في الاعتبار مصلحة البلد والناس. وإذ امل بالهدوء والروية في السجال بين رئيس الجمهورية والذين ينتقدونه، حذّر من اللجوء الى الشارع وقال: الاحتكام الى الشارع له عواقب وخيمة وقد عرفناها جميعا. وفي مواكبة لجلسات الحوار التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء امس السفيرين السعودي والمصري وجرى بحث في اللقاءين بنتائج الحوار. ثم اجرى السنيورة اتصالا هاتفيا بالرئيس حسني مبارك عرضت خلاله اجواء الحوار، وقد دعا الرئيس المصري رئيس الحكومة لزيارة مصر واستكمال الحوار. ومن المقرر ان يغادر الرئيس السنيورة صباح اليوم الى شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري على ان يعود مباشرة بعد الاجتماع. وفي عودة الى جلسة الحوار امس، فقد علمت "الأنوار" من مصادر المتحاورين بأنها كانت (جلسة عتاب وازالة آثار التصعيد) واستغرق ذلك حيزا من المناقشات. وقالت المصادر ان سعد الحريري والدكتور سمير جعجع اثارا موضوع الحديث الذي ادلى به العماد ميشال عون وتضمن اوصافا مسيئة لبعض المتحاورين. وقد رد الجنرال بان الوسائل الاعلامية التابعة لهما لم (تقصر بحقه) والى حد التجريح. وكانت مداخلة للامين العام ل (حزب الله) السيد حسن نصرالله تمنى خلالها عدم نقل الاجواء السياسية الى طاولة الحوار. وتابعت المصادر انه فيما كان النائب وليد جنبلاط مستمعا، اشار جعجع الى ان الاتصالات يبدو انها لن تؤدي الى حل موضوع الرئاسة، وعلينا ان (نشتغل شغلنا). وسأل العماد عون عن الشغل، ونبّه نصرالله والرئيس بري الى خطورة اللجوء الى الشارع. وقال مصدر سياسي لوكالة (رويترز): موضوع الرئاسة مفتوح وهو بحاجة الى مزيد من المشاورات الجانبية خارج طاولة الحوار. وقال مصدر آخر (الفجوات في مواقف المشاركين تتسع ولا تضيق. لا توجد حلول سريعة وسوف يسير الحوار ببطء دون نتائج). وكان الرئيس نبيه بري قد اعلن في مؤتمر صحافي بعد جلسة الحوار (ان الكلام كان بمنتهى الصراحة. وكان النقاش عميقا من كل الجوانب التي يتطلبها موضوع رئاسة الجمهورية. وفي النتيجة وجدنا ان البحث في حاجة الى درس اكثر، وربما الى بعض الدراسات الاخرى السياسية وغير السياسية، ولذلك اتفق الجميع على ان ترجأ الجلسة الى الاثنين المقبل لمزيد من المشاورات، وبالتالي خابت توقعات الكثيرين الذين كانوا يعتبرون ان هناك طريقا مسدودا بالنسبة الى هذا الامر. وأضاف ان موضوع الرئاسة يجب ان يكون هناك توافق عليه (لان قراراتنا ليست تصويتية، ويجب ان تكون بالإجماع). وفور مغادرته ساحة النجمة قال الرئيس الجميل للصحافيين: (تركز الموضوع اليوم ـ امس ـ على رئاسة الجمهورية، واتفقنا على استكمال البحث لان هذا الموضوع لا يطرح بهذا الشكل، ومن المفروض استمرار الاجتماعات الجانبية في هذا الشأن ونأمل معاودة الحوار يوم الاثنين المقبل). سئل: هل سينتهي موضوع الرئاسة يوم الاثنين المقبل? اجاب: (امل ان نكون تقدمنا جدا في هذا الموضوع يوم الاثنين المقبل). وقال النائب سعد الحريري بعد الجلسة: ناقشنا موضوع رئاسة الجمهورية بكل ايجابية ولم يكن هناك من محرمات، الكل تحدث في هذا الموضوع بالطريقة التي يجب ان يجري الحديث فيها، وكلنا نعرف ان هناك ازمة في البلد ويجب ان نجد لها حلاً. كان الحوار ايجابيا جدا وأنا متفائل جدا في موضوع رئاسة الجمهورية، وان شاء الله نتمكن من ايجاد رئيس جديد لبلدنا الحبيب لبنان). اما العماد عون فقال: بدأنا بموضوع لم ينته بعد، ولانه لم ينته هناك افكار معلقة لا يمكن ان نقول اننا بحثنا فيها. لا يزال هناك افكار متضاربة، وفي الايام المقبلة سنجري اعادة ترتيب او استنتاج لجميع الافكار، وسيقترح حل او مقاربة لموضوع رئاسة الجمهورية، وعندئذ فقط تعرفون النتيجة بالتفصيل كي لا يكون هناك اشاعة او شيوع لافكار متضاربة. لا احد يستطيع ان يختصر خلاصة اربع ساعات من الحوار الجدي بدقيقتين، واذا اراد كل منا ان يتحدث فقد يظهر ان هناك اختلافا في وجهات النظر، ومعلوم انه ضمن النقاش هناك خلاف في الرأي، وسنعمل بالنتيجة لتخفيفه حتى نصل الى نقطة واحدة مشتركة). وقال الدكتور سمير جعجع (ان موضوع الرئاسة لا يزال قيد البحث، وكان اليوم يوم بحث رئاسة الجمهورية بامتياز وللبحث صلة).
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول انه ما أن أُعلن عن تأجيل الجولة الثالثة من الحوار اللبناني الى الاثنين المقبل، أي عشية القمة العربية في الخرطوم، حتى تحركت العجلة العربية· في حركة لافتة، ستكون محورها مدينة شرم الشيخ المصرية، التي يزورها اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، تلبية لدعوة من الرئيس المصري حسني مبارك، كما يزورها أيضاً نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي قد يمهّد لقمة بين الرئيس المصري والرئيس السوري بشار الأسد، فيما تحدثت معلومات عن قمة مصرية - سعودية قد تُعقد اليوم أو غداً· وفي تقدير مصادر مطلعة، أن هذه الحركة العربية يُفترض أن تحسم المسألة اللبنانية، في اتجاه إنهاء الملف الرئاسي، خصوصاً أن الجولة الثالثة من الحوار اللبناني، انتهت على عدم توافق حول الموضوع الرئاسي، وإن كانت لم تُغلق أبواب الحوار، وأجمع المتحاورون على ضرورة إبقاء جلساتهم مفتوحة لمواكبة نتائج الاتصالات والمشاورات الناشطة عربياً ودولياً، والتي من المنتظر أن تبدأ بالظهور الى العلن بُعيد قمة الخرطوم· ورغم أجواء العتاب والنقاش الحاد الذي ساد الجلسة ذات الرقم 12، فقد أجمع المتحاورون على مبدأ التغيير في رئاسة الجمهورية دون التطرّق الى أسماء المرشحين، أو آلية استقالة الرئيس إميل لحود، نظراً لعدم وضوح الرؤية بالنسبة الى "الطبخة الرئاسية الخارجية"· وحسب مصادر الرئيس السنيورة، فإن زيارته اليوم الى شرم الشيخ يمكن أن توضح الصورة لديه، عما إذا كان سيشارك في قمة الخرطوم، وذلك في ضوء ما سوف يلمسه من الرئيس مبارك من آفاق التحرك العربي، بمعنى ان تكون مشاركته عاملا مساعدا في تفعيل هذه الحركة، وليس معيقا لها، بحيث يكون وجوده في الخرطوم ذا جدوى، وليس مجرد حضور شكلي· واشارت الى ان الرئيس السنيورة في حال قرر المشاركة سيسافر منفردا، لكن الوفد اللبناني الى القمة سيكون واحدا من شقين· وكان الرئيس السنيورة قد اجرى مساء امس اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك بحثا فيه التطورات التي يشهدها لبنان والمنطقة العربية، وعرض الرئيس السنيورة للرئيس مبارك نتائج جلسة الحوار والاجواء التي رافقتها، فدعا مبارك الرئيس السنيورة لاستكمال البحث على فطور في شرم الشيخ اليوم، على ان يعود رئيس الحكومة الى بيروت مباشرة بعد الاجتماع مع مبارك· واجتمع السنيورة مساء في السراي الكبير الى السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة على مدى ساعة، كما استقبل ايضا السفير المصري حسين ضرار وكان نقاش في الاجتماعين في نتائج الحوار والاوضاع الراهنة· وكان السفير خوجة قد اكد امس، بعد زيارته للرئيس امين الجميل "ان مشاكل اللبنانيين لا يحلها الا اللبنانيون انفسهم"، مبديا ثقته بأنهم قادرون على حل هذه المشاكل على طاولة الحوار، مشددا على ان المملكة "تشجع وتدعم مبادرة الحوار"، ومشيرا الى ان لبنان على مشارف مرحلة جديدة مليئة بالأمل، وهو سيكون من الدول المستقرة في عالمنا العربي· يذكر ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة استثنائية مساء الاثنين المقبل لبحث البرنامج الاقتصادي للحكومة، أي ورقة العمل الاصلاحية، التي يفترض ان تعرض امام مؤتمر بيروت -1، في اشارة الى ان هذا الملف لن يبحث في الحوار· كذلك يفترض ان تستأثر الزيارة التي سيبدأها مبعوث الامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، باهتمام الوسط السياسي اللبناني، خصوصا ان محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين والتي ستستغرق اياما عدة، ستتناول بشكل رئيسي، الملف الرئاسي، الذي هو في البند الاول من القرار المذكور، حسب ما اشار الرئيس نبيه بري، بشكل لافت الى ذلك في مؤتمره الصحافي الذي اعقب جلسة الحوار امس· واكدت مصادر شاركت في الحوار، ان الجلسة بدأت بتشنج واضح لسببين: 1- حديث العماد ميشال عون الى "الرأي العام" الكويتية، والذي هاجم فيه بشكل لاذع وغير مقبول المتحاورين، ولا سيما رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط· 2- تراجعه عن التزاماته في الحوار، بحيث قال كلاماً يتناقض مع ماجرى الالتزام به في الجلسات الماضية، وخصوصاً الجلسة الاخيرة، حول ان ازمة الحكم تعني رئاسة الجمهورية· وقالت: ان هذا الجدل اخذ نحو ساعتين من النقاش الحاد، ثم تم تخطي هذا الموضوع، وارتبط هذا الطرح بماهية جدول اعمال الحوار، حيث يحكى بمواضيع اخرى، بينما الموضوع الاساسي المتفق عليه ان تكون الجلسة مخصصة لبحث ملف رئاسة الجمهورية، وبعد اخذ ورد تم التفاهم على ما يلي: اولاً: ان ازمة الحكم تعني تحديداً رئاسة الجمهورية· ثانياً: ان يكون هذا الملف موضوع البحث، والا يتم تخطيه الى اي ملف آخر قبل بته نهائياً· وتابعت "اللواء" تقول انه بعدها تم طرح الملف الرئاسي وآلية تنحية رئيس الجمهورية واسم المرشح البديل· وجرى نقاش حول الآلية فاختلفت الآراء وتشعبت وتساءل رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع: هل المطلوب ان ننزل الى الشارع لتنحية الرئيس؟ وكان الجواب ان الموضوع تجب معالجته
بالحوار، وهناك اصرار من قبل كل الاطراف على التوصل الى حل لهذا الملف، وتبين ان الموضوع الجدي الذي حال دون التوصل الى آلية لتنحية الرئيس هو عدم الاتفاق بعد على البديل، وبالتالي ستجري مشاورات في الايام المقبلة للاتفاق على اسم الرئيس، وتعطى مهلة للدول العربية من خلال المشاورات المصرية - السعودية ومؤتمر القمة العربية في الخرطوم لإقناع الرئيس بالتنحي التلقائي، بما يوفر آلية دستورية للتنحية· ولفتت المصادر الى ان عون تلقف بسلبية الملاحظات على تصريحاته، وترك طاولة الحوار لينتقل الى صالون جانبي، لا سيما بعدما اجمع المتحاورون على ضرورة ان يلتزم المتحاورون بما تم الاتفاق عليه وعدم نقضه في تصريحات اعلامية، كما جرى في حديثه الى "الرأي العام"· واشارت الى ان الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نفسيهما اعترضا وتحفظا على الاسلوب الذي استعمله عون· وكشفت المصادر ان عون عند طرح مسألة الاسماء، قال بما ان الخلاف الفعلي لعدم التوصل الى حل هو اسم المرشح وبما ان هناك من الموجودين حول الطاولة ممكن أن يحرجوا (غمز من قناة "حزب الله") إذا تم تداول أسماء مرشحين موجودين على الطاولة، فأنا أقترح ان ينسحب المرشحون من القاعة عندما يصل الامر الى طرح الاسماء· فأجاب المتحاورون ان احداً لن يستحي أو يخجل من احد عندما يصل الامر الى هذه المرحلة· ورفض الاقتراح· وقالت المصادر ان نصر الله في احدى مداخلاته قال ان في الحزب عدداً كبيراً من الخطباء، يمكن ان يندفع احدهم في احدى خطب الجمعة الى موقف ما معيّن في اي من الملفات يتناقض مع ما يطرح او يُتفق عليه، وأتمنى عليكم والحال هذه لفتي الى أي مسألة مشابهة"· وعلمت "اللواء" انه تقرر في ضوء الاتجاه الى تأجيل الجلسة، الى عقد جلستين الاولى ستكون يوم الاثنين اي قبل القمة والثانية بعدها مباشرة اي يوم الخميس المقبل، لكي لا تعطي تفسيرات عن تأجيل الحوار في انتظار نتائج القمة· وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن الرئيس بري لفت في مستهل الجلسة الى ان هناك مسؤولية وطنية تقع على الجميع، مؤكداً أن الفشل مكلف على البلد وبالتالي يجب الخروج بحلول، فأمامنا قمة عربية ستعقد يوم الثلاثاء المقبل في الخرطوم، ولا يجوز أن نقدم مواد تفجيرية قبل انعقاد هذه القمة· بعد ذلك اعطى الرئيس بري الاولوية في النقاش لموضوع رئاسة الجمهورية، ثم يأتي من بعده موضوع سلاح المقاومة· ثم تحدث الرئيس السنيورة عن أجواء ونتائج لقاءاته مع وزراء خارجية مجلس الاتحاد الأوروبي ال 52 واجتماعاته الثنائية مع عدد من الوزراء الأوروبيين إضافة الى لقائه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في بروكسل، لافتاً الى أن هناك حرصاً أوروبياً على تمتين الحوار الداخلي في لبنان وإنجاحه، لأن ذلك يساعد على خروج مؤتمر بيروت-1 بنتائج تعود بالخير على لبنان· وتحدث كذلك النائب بطرس حرب، ثم الدكتور جعجع الذي أكد أن موضوع رئاسة الجمهورية أصبح شاذاً، في حين اتهم سعد الحريري الرئيس لحود بأنه لا يعمل لمصلحة البلد، مؤكداً أن استقرار لبنان سياسياً واقتصاديا لا يمكن أن يتأمن بوجود شخص لحود، داعياً الى التوصل الى حل يُنهي هذه المشكلة، معلناً رفضه الانخراط في أي مشروع يؤدي الى تدمير لبنان· لكن نصر الله أعلن أن "حزب الله" ليس مع إقالة لحود بالصيغ التي تطرح، مشيراً الى ان البدائل التي تطرح لتنحيته لم تقنعه، وكذلك دافع عون عن رئيس الجمهورية· سأل ألا يحق له ان يدافع عن نفسه (في إشارة الى حديث لحود الى تلفزيون "الجزيرة")· أما وليد جنبلاط الذي ظلّ هادئاً طوال الجلسة، فقد واصل هجومه على لحود، وأسهب في شكل هادئ في تفنيد الأسباب التي تستدعي المطالبة في الاسراع بتنحيته· وأكدت المعلومات ان البحث في الموضوع الرئاسي لم يدخل امس في العمق ولا في الاسماء البديلة وهو ما يؤشر الى ان البحث سيتواصل عبر اللقاءات والمشاورات من الآن الى يوم الاثنين المقبل موعد الجولة الرابعة من الحوار، والتي ستكون جلسة رئاسة الجمهورية بامتياز بعد أن فتح هذا الملف على مصراعيه· إلى ذلك، رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير، أن حل قضية مزارع شبعا يكون بتقديم وثيقة تصدق عليها الأمم المتحدة تؤكد لبنانيتها· وأكد صفير في تصريح له في مطار رفيق الحريري الدولي قبيل مغادرته الى الفاتيكان، أن الاحتكام الى الشارع مجدداً له عواقب وخيمة عرفناها جميعاً· وأشار الى أن الانتخابات المبكرة ليست بالحلول الحصينة، مكرراً أن جميع اللبنانيين سواء أمام الدستور· وأكد رداً على سؤال حول امكانية أن يكون رئيساً لفترة انتقالية "أن البطريرك ليس قطعة غيار"· مشيراً الى ان المطران مكاريوس لعب دوراً في قبرص لكنه ندم· وطلب من القمة العربية أن تدعم لبنان، وأن يكونوا كلهم صوتاً واحداً ويداً واحدة في سبيل مساعدة لبنان معلناً مباركته لكل مبادرة لحل المسألة اللبنانية.
ـ الشرق ـ
قالت "الشرق" ان موضوع رئاسة الجمهورية حلّ بنداً وحيداً في الجلسة الثالثة عشرة من الحوار التي التأمت في المجلس النيابي امس بحضور الأقطاب الأربعة عشر، من دون التطرق الى موضوع سلاح المقاومة الذي جمد على ما يبدو الى حين بت المسألة الأولى. واللافت ايضاً، الى جانب هذا التطور، هو حصر عنوان "ازمة الحكم" بالموضوع الرئاسي، بعدما كان اكثر من طرف اعتبر ان الأزمة متشعبة وتطاول السلطة الاجرائية ككل وطريقة ادارة البلاد. غير ان الاختراق الاكبر في هذا الموضوع هو طرحه من زاوية القرار 1559 حسبما اعلن مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تل الفقرة التي تناولت هذا الموضوع في القرار المذكور. وعليه، توقعت مصادر سياسية ان يتوافق المتحاورون على مخرج لهذه المسألة خلال الجلسات المقبلة من الحوار الذي تحول الى اجتماعات دورية بعد اقتصار اللقاء امس على جلسة واحدة وأرجىء الى يوم الاثنين المقبل. وبدا هذا التوقيت مقصوداً باعتبار انه يسبق انعقاد القمة العربية في الخرطوم للايحاء بأن "الحوار هو لبناني صرف" بعيداً عن اي تدخل خارجي، علماً ان الاوضاع اللبنانية وتطوراتها ستكون حاضرة خلال اللقاء المتوقع ان يجمع في العاصمة السودانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد. وبرز في هذا السياق، اعلان بيان لرئاسة مجلس الوزراء ان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيتوجه اليوم الى مصر لاجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرح الشيخ على البحر الأحمر بشأن التطورات في لبنان والمنطقة. واجرى السنيورة مساء امس اتصالاً هاتفياً بالرئيس المصري وابلغه خلاله بنتائج جلسة الحوار وتناولت موضوع الرئاسة اللبنانية. وكانت جلسة الحوار شهدت نقاشات ترواحت بين الحدة والهدوء ظلت محصورة في آلية مقاربة الموضوع الرئاسي من دون الخوض في التفاصيل وسط تباين كبير في وجهات النظر بين فريق 14 آذار الذي يستعجل التغيير والفريق الآخر الذي لا يرى مبرراً لهذه العجلة، لكن الطرفين اجمعا على اشاعة الأجواء الايجابية وامكان التوصل الى توافق مع الاقرار بأن الحل يحتاج الى مشاورات جانبية الى جانب الحوار فوق الطاولة. وأشارت مصادر المتحاورين الى احتدام النقاش بين رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" ميشال عون الذي اكد رفضه اسقاط الرئيس في الشارع ومطالباً "بايجاد البديل قبل البحث في هذا الأمر والا وصلنا الى ازمة حكم"، وهو ما تعتبره "قوى 14 آذار" قائماً ويجب معالجته. وجرت اجتماعات جانبية بين المتحاورين لتقريب وجهات النظر حيال هذا الموضوع، وسجل في هذا الاطار لقاء بين الرئيس بري والنائب عون. وتوقعت مصادر اخرى تشكيل لجنة لعرض هذا الموضوع بتفاصيله بعدما عرض عون والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله مسألة الانتخابات النيابية المبكرة وربطها بالرئاسة. وقالت المصادر ان موضوع الرئاسة سيطرح في الكواليس بعيداً عن الحوار مشددة على التوافق في هذه المسألة لأن لهذا الموضوع تشعبات اقليمية ودولية. وتابعت "الشرق" قائلة انه بعد الجلسة، اكد الرئيس بري ان الحوار لن يفشل، مشيراً الى ان "الكلام كان بمنتهى الصراحة وعميقاً"، وأكد "ان توقعات الكثيرين الذي كانوا يعتبرون ان هناك طريقاً مسدوداً لهذا الأمر، قد خابت" لافتاً الى انه "سيكون هناك توافق في موضوع الرئاسة". من جهته، اعرب رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري عن تفاؤله في موضوع الرئاسة آملاً في ان نجد رئيساً جديداً لبلدنا الحبيب لبنان. ورفض الحريري الرد على كلام الرئيس اميل لحود خلال المقابلة التلفزيونية مع قناة "الجزيرة"، مشيراً الى "ان اللبنانيين يعرفون من يمثل وماذا وتالياً ما هو الرمز الذي يعطيه في لبنان". وعن رأيه باسقاط لحود بأية طريقة بمعزل عن الحوار، قال "نحن نتحاور لايجاد الحلول وما يُحكى في الخارج مختلف عما يقال في الداخل"، لافتاً الى انه كانت هناك مواضيع عدة طرحت وكان عليها خلاف "ولكن استطعنا التوصل الى حلول لمصلحة لبنان" مشدداً على ان الكلام خارج الحوار لا يفيد. ورأى الرئيس امين الجميل ان الانطباع العام هو ان هناك قراراً لبت موضوع الرئاسة وقال "ما زلنا نبحث في كيفية مقاربة هذا الموضوع، ومن جهة سندرس المبادىء العامة التي سنعتمدها ومن جهة اخرى سنبحث موضوع الشخص"، مؤكداً ان لا احد يرفض التغيير الرئاسي. وسبق جلسة الحوار زيارة للسفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة الى الرئيس الجميل، اكد بعدها خوجة "ان لبنان على مشارف مرحلة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل وسيكون من الدول المزدهرة والمستقرة في عالمنا العربي". وشدد على انه "لا يحل مشاكل اللبنانيين الا اللبنانيون انفسهم" مشيراً الى ان "الأشقاء والأصدقاء سيمدون يدهم للتعاون معكم في كل المجالات". في غضون ذلك، جدد البطريرك الماروني مار نصر الله صفير رفضه الاحتكام الى الشارع في مسألة رئاسة الجمهورية، محذراً من "عواقب وخيمة عرف
ناها جميعاً"، آملاً من المتحاورين ايجاد حل لهذه المسألة. ورأى صفير قبل مغادرته الى الفاتيكان للمشاركة في حفل تنصيب كرادلة "ان الانتخابات النيابية ليست بالحلول المعينة". ويصل الى بيروت اليوم موفد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن في زيارة تستمر اياماً عدة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين ليس بينهم الرئيس لحود. وستركز محادثات رود لارسن على نتائج مؤتمر الحوار الوطني.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول انه على مدى اربع ساعات من الحوار , لم يتقدم المتحاورون اي خطوة في مناقشة القضايا المطروحة وفي مقدمها موضوع رئاسة الجمهورية , مما دفع الرئيس بري الى رفع الجلسة حتى الاثنين المقبل . وقد غلب على جلسة الامس في بدايتها طابع العتاب بين النائب العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري حول كلام عون الاخير عن " رستم المال والاقطاع" . وقالت مصادر مطلعة ل"البيرق" ان تجميد الحوار حتى الاثنين المقبل لا يعني ان ذلك مجمد على كل الجبهات . فهناك حوار مواز اذا جاز التعبير , ترعاه السعودية ومصر على الصعيد العربي , ويمكن ان يرفد الدور العربي دور لتيري رود لارسن اضافة الى اتصالات اميركية وفرنسية جارية , يكون من شأنها مصدر حلحلة لاستئناف الحوار , خصوصا ان الرئيس السنيورة سيتوجه اليوم الى مصر لمقابلة الرئيس مبارك الذي سيكون له اجتماع قمة مع الرئيس الأسد اليوم ايضا . وكان المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني قد ناقشوا امس موضوع رئاسة الجمهورية الشائك الذي ينقسم حوله المتحاورون وقرروا تأجيل جلسات الحوار الى الاثنين المقبل لاجراء مزيد من المشاورات . في هذا الوقت , اوصى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بتشكيل محكمة مختلطة لبنانية دولية خارج لبنان لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتجاهل في المقابل توسيع عمل لجنة التحقيق الدولية . وامس كرر البطريرك صفير اعتراضه على اللجوء الى الشارع وقال : كلمتي الى المتحاورين هي ان يأخذوا في الاعتبار مصلحة البلد ككل ومصلحة الناس الذين يتخبطون فيه ولا يعرفون كيف يخرجون منه .وان النزول الى الشارع له عواقب وخيمة وقد عرفناها جميعاً.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018