ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 24 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
قالت "السفير" ان جلسة مجلس الوزراء لم تخرج امس عن السياق المعهود، لجهة "المناوشات التقليدية" بين وزراء الأكثرية والأقلية. وكان الموضوع مثار الجدل، وفد لبنان الى القمة العربية في الخرطوم، لا سيما مسألة مشاركة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في هذه القمة، الى جانب رئيس الجمهورية اميل لحود الذي حسم موضوع ترؤسه الوفد اللبناني الى المؤتمر. وقد ترك الخيار لرئيس الحكومة في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً خلال اليومين المقبلين، في ضوء المعطيات المتوافرة والتي ستتوافر من خلال الاتصالات المستمرة مع الجهات العربية المؤثرة، وأبرزها مصر والمملكة العربية السعودية. وبدا واضحاً أن الرئيس السنيورة الذي التقى الرئيس المصري حسني مبارك امس في شرم الشيخ، يرغب في تحقيق "اختراق ما"، في ملف العلاقات اللبنانية السورية، كي يكون حضوره منتجاً ومبرراً. وقد جرى خلال جلسة مجلس الوزراء نقاش حول ترؤس الرئيس لحود للوفد الرسمي الى القمة العربية والكلمة التي سيلقيها. واعترض وزراء قوى الاكثرية، لا سيما وزراء "اللقاء الديموقراطي" ونائلة معوض وميشال فرعون على ترؤس الرئيس لحود. كما طالبوا بتطبيق العرف القائل بمشاورة رئيس الحكومة في موضوع الكلمة الرئاسية في القمة، ورد السنيورة بأن رئيس الجمهورية لم يطلعه بعد على الكلمة. وقال وزير الخارجية فوزي صلوخ إن الكلمة غير منجزة حتى الآن، وإن الملف اللبناني غير مطروح على جدول الأعمال بل سيبحث على هامش القمة، عارضاً الأصول البروتوكولية المتبعة في حالة انعقاد مؤتمرات القمة، متمنياً على الرئيس السنيورة المشاركة. وتحدث في السياق نفسه الوزيران محمد فنيش وطراد حمادة الذي اتسمت مداخلته بشيء من الحدة، متسائلاً كيف يرفض وزراء الأكثرية مشاركة رئيس الجمهورية في القمة وهم يجلسون تحت صورته وبرئاسته في مجلس الوزراء. وقدم وزير العدل شارل رزق مطالعة قانونية ودستورية مطولة، تمنى فيها على رئيس الحكومة التنسيق مع رئيس الجمهورية حول الافكار التي يمكن أن تطرح في القمة، مذكراً الوزراء المعترضين بما ينص عليه الدستور حول تكريس رئيس الجمهورية على رأس البلاد، ومنحه حق تمثيل لبنان في الخارج، داعياً الى الفصل بين السياسي والدستوري. وعرض الرئيس السنيورة لأسباب تريثه في المشاركة مع الوفد الرسمي. إلا أن الوزراء استشفوا من مداخلته أنه قد يتخلى عن تريثه ويشارك، وهو الامر الذي لم تؤكده مصادر رئيس الحكومة، موضحة في السياق نفسه أنه حتى الآن لم يطلع رئيس الحكومة على كلمة رئيس الجمهورية. وأشار مصدر وزاري لـ"السفير" الى أن رئيس الحكومة أبلغ المجلس أن العرب يعرفون تفاصيل الخلافات اللبنانية، وأن رئيس الحكومة هو ممثل الاكثرية النيابية، وأن هناك أطرافاً لا تعترف بتمثيل رئيس الجمهورية. لكن العرب يتعاملون مع الرئيس لحود على أنه الرئيس الشرعي للبنان. وعلقت مصادر قصر بعبدا على ما يتسرب من معلومات حول ضرورة عرض كلمة الرئيس لحود في القمة العربية أمام مجلس الوزراء لنيل الموافقة عليها، بالقول ان هذه التسريبات معروفة المصدر، وهي من باب "الحرتقة" على رئيس الجمهورية والتشويش على مشاركته في القمة العربية. وقالت إن الكلام عن عرض كلمة الرئيس أمام مجلس الوزراء هو سابقة لم تحصل في لبنان أبداً، وهي من اختراع أحد الوزراء من قوى الاكثرية الذي لا عمل له سوى التشويش على الرئيس لحود، علماً أن كلمة الرئيس لم تنجز بعد بصورة نهائية، وقد أعدت مسودتها بناء لأفكار وضعتها وزارة الخارجية، وسلمت نسخة منها الى الرئيسين لحود والسنيورة، ولم يعترض رئيس الحكومة على هذه الافكار، إلا أن المصادر أكدت أن لا مانع لدى رئيس الجمهورية من إطلاع الوزراء على الكلمة بعد إنجازها وقبل إلقائها في القمة اذا تقرر أن يكون للرؤساء كلمات. وقالت المصادر إن ما جرى في مجلس الوزراء أمس كان عبارة عن محاولة تسجيل مواقف سياسية، لأن مجلس الوزراء ليس صاحب الصلاحية في منع رئيس الجمهورية من ترؤس الوفد الى القمة. وكان رئيس الحكومة قد قام بزيارة خاطفة الى شرم الشيخ، اجتمع خلالها بالرئيس المصري حسني مبارك بحضور وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان. وتزامنت الزيارة مع زيارة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى شرم الشيخ حيث أجرى محادثات مع الرئيس مبارك، وكان لبنان في صميمها. وحسب مصادر دبلوماسية في القاهرة
للـ"السفير"، فإن قرار دعوة رئيس الوزراء اللبناني كان وليد لحظته، ولذلك لم تكن هناك أية أفكار متبلورة مسبقاً لا من الجانب اللبناني ولا من الجانب المصري، ولذلك غلب على المحادثات الطابع التشاوري والاستطلاعي، لمعرفة ما إذا كانت هناك قيمة مضافة ما، من شأنها بلورة صورة حاسمة حول الفوائد التي يمكن أن يجنيها رئيس الحكومة من خلال مشاركته في قمة الخرطوم. ولفتت المصادر الانتباه إلى أن قرار عدم المشاركة في القمة، إذا ما تم اتخاذه، لا يعني بالضرورة أن المسار والتحرك العربي وتحديداً المصري والسعودي قد وصل إلى طريق مسدود، فالاتصالات مستمرة مع القاهرة والرياض مباشرة أو عبر السفيرين المصري والسعودي في بيروت. وأضافت المصادر أن السنيورة عرض للرئيس مبارك مجريات الحوار اللبناني وما أنجز حتى الآن والدور الذي يمكن أن تلعبه التحركات العربية في إعطاء دفع ما للملفات العالقة على طاولة الحوار. ونفت مصادر مطلعة على الملف اللبناني السوري في وزارة الخارجية المصرية أن تكون مصر مع الوجهة التي يتبناها فريق لبناني، حول موضوع تنحي رئيس الجمهورية إميل لحود، "وذلك حتى لا يشكل هذا الأمر سابقة في تاريخ العلاقات العربية العربية". وأضافت المصادر نفسها لـ"السفير" أن الحركة الدؤوبة في الملف اللبناني السوري "ترغب بالأساس في تحقيق "اختراق ما"، يمكن أن يحسب في ميزان القمة العربية التي ستعقد في الخرطوم يومي 27 و28 آذار"، وان ليس ثمة تأكيد ما إذا كان الملف اللبناني السوري سيكون من بين الملفات التي ستطرح على جدول الأعمال الرسمي. غير أنها بكل تأكيد سوف تكون هماً رئيسياً في الاجتماعات الجانبية بين رؤساء وقادة الدول المشاركين في القمة. وقالت مصادر رئيس الحكومة في بيروت لـ"السفير" إن السنيورة سيكمل مشاوراته المفتوحة مع المصريين والسعوديين، فإذا تبلور أو نضج أمر جدي ومحدد في غضون الأيام الأربعة الفاصلة عن موعد القمة، فإن الذهاب إلى الخرطوم يصبح هو المرجح، والعكس صحيح. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس إن لبنان سيكون ممثلاً بوفد واحد، ولا وجود لمقولة وفدين، وان لبنان دولة حرة لها رئيسها وهي تقرر من سيمثلها. في ظل هذه الاجواء وصل الى بيروت مساء امس موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن وسط تكتم شديد عن برنامج لقاءاته في بيروت الذي نظمه ممثل الامين العام في بيروت غير بيدرسون بعيداً عن القنوات الدبلوماسية. وقد أعربت دوائر الخارجية عن انزعاجها الشديد من هذا التصرف، وقالت إن وزير الخارجية سيثير هذا الموضوع اليوم لدى لقائه لارسن في التاسعة صباحاً، قبل مغادرته الى الخرطوم للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الممهدة للقمة العربية. وعلم أن لارسن سيمضي عدة أيام في لبنان، ويجري اتصالات موسعة تشمل مختلف الشخصيات الرسمية والسياسية لتكوين صورة شاملة عن الاوضاع في لبنان في هذه المرحلة. وأشار لارسن لدى وصوله مساء إلى أن معظم العوامل المحيطة بالمنطقة قد تغيرت، "ونعلم جميعاً أن لبنان يشكل دائماً مركزاً مهماً جداً بالنسبة للمنطقة العربية". وأوضح "أن السبب الرئيسي لوجوده في لبنان هو العمل على تشجيع الحوار الدائر بين مختلف الأطراف السياسية في لبنان". ونقل عن الأمين العام للأمم المتحدة تشجيعه الحوار في لبنان وضرورة العمل مع كل الفرقاء اللبنانيين من أجل استكماله. وكان لارسن اجتمع في عمان بالملك عبد الله الثاني الذي أكد دعم الاردن للحوار الوطني القائم في لبنان، معتبراً أنه "خطوة أساسية في تعزيز وحدة لبنان ومنعته واستقراره"، وفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي. وأضاف البيان
"ان العاهل الاردني شدد خلال استقبال لارسن على ضرورة احترام الجميع لاستقلال لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وعرض لارسن خلال اللقاء جهود الامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559، وأطلع الملك الاردني على موقف المنظمة الدولية من تطورات الوضع على الساحة اللبنانية. ومع وصول لارسن الى بيروت أعلن الناطق السابق باسم قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تيمور غوكسيل أن الخط الأزرق في جنوب لبنان ليس حدوداً بين لبنان وفلسطين المحتلة بل هو خط انسحاب اسرائيلي، وهو ما يخالف ما يقول به لارسن. وقال غوكسيل لمحطة "المنار" إن فريق الامم المتحدة الذي أتى لرسم هذا الخط "لم يكن مولجاً برسم الحدود، ولم تكن لديه الادوات ولا الوقت ولا كان هنالك أصلاً اتفاق بين لبنان وسوريا و"اسرائيل". وقد أكدت الامم المتحدة أن هذا الخط رسم تبعاً لأفضل المعلومات المتوافرة لديها لكنه ليس حدوداً". ورأى غوكسيل أن "هناك مشكلة عملية في ترسيم مزارع شبعا، لأن المنطقة محتلة، ولا يمكن للبنان وسوريا الجلوس على الحدود تحت الاحتلال".
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول انه بين محادثات رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امس في شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي اجتمع لاحقا مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ومناقشات مجلس الوزراء عصرا والتي كانت بمثابة "عاصفة في وجه رئيس الجمهورية اميل لحود رفضاً لمشاركته في قمة الخرطوم وكلامه امامها مقابل دفاع وزاري خجول عنه"، بحسب مصادر الاكثرية الوزارية، يرتسم مجددا قوس الازمة الذي يمتد من دمشق الى قصر بعبدا. ففي رأي المراقبين ان خلاصة ما جرى في شرم الشيخ وفي مجلس الوزراء امس تشير الى ازمة يمثلها الرئيس لحود والموقف السوري من لبنان. الاول، بامتناعه عن ارسال نص كلمة يعتزم القاءها في الخرطوم يدفع الامور الى التصعيد. والثاني، برفضه ملاقاة مؤتمر الحوار اللبناني في مطلبي الترسيم في مزارع شبعا وانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، يتجه بدوره الى تأزيم العلاقة مع لبنان. واوضحت اوساط الرئيس فؤاد السنيورة ل"النهار" ان الهدف من لقاء شرم الشيخ كان اطلاع الرئيس المصري على "اين اصبح الحوار اللبناني وما هي النقاط التي لها علاقة بسوريا، وذلك قبل ان يلتقي الرئيس مبارك نائب الرئيس السوري والبحث في الآلية الملائمة لمتابعة الاقتراحات على صعيد هذه النقاط". وتضيف "ان الجانب المصري يتفهم ما يجري في لبنان، وما هي المطبات الموجودة ولديهم كل التفاصيل، وسيكون للبحث صلة". واشارت الى "ان خط الاتصالات مفتوح مع الرياض من خلال السفير السعودي عبد العزيز خوجه، وهي ستتواصل في الساعات المقبلة". ورأت ان هذه الاتصالات بكل من مصر والسعودية "سترسم ملامح المرحلة التي تفصل عن انعقاد قمة الخرطوم وتحدد ما هو القرار الواجب اتخاذه على صعيد مشاركة الرئيس السنيورة او عدم مشاركته في القمة". وعلمت "النهار" ان حملة شعبية ونيابية ستواكب سفر الرئيس لحود الى الخرطوم وسيجول وفد نيابي من الاكثرية ابتداء من اليوم على السفارات العربية لتسليمها مذكرة تتعلق بشرعية رئيس الجمهورية المطعون فيها. وفي الوقت نفسه يستقبل مبعوث الامين العام للامم المتحدة المكلف تطبيق القرار 1559 تيري رود – لارسن النواب ال14 الذين اعلنوا سابقاً انهم تعرضوا للاكراه من اجل الموافقة على التمديد للرئيس لحود، من اجل توثيق واقعتهم. على صعيد آخر شهدت جلسة مجلس الوزراء التي ترأسها الرئيس السنيورة حملة واسعة على الرئيس لحود تخللها مفارقات منها انه عندما كان وزير البيئة يعقوب الصراف يدعو الى عدم انتقاد رئيس الجمهورية نظراً الى تأثير ذلك على الاستثمار في لبنان باعتبار ان الرئيس لحود يستعد للقاء القادة المسؤولين عن هؤلاء المستثمرين، رد عليه وزير الاتصالات مروان حماده قائلاً: "اذا شافوه (لحود) فسيهرب الاستثمار تلقائياً" فانفجر الوزراء ضاحكين. ومن المنتقدين ايضاً لسفر لحود الوزراء غازي العريضي وميشال فرعون وجو سركيس وطارق متري والوزيرة نايلة معوض التي عارضت مشاركة لحود في القمة وتمثيل لبنان. وقالت "صحيح انه نظرياً في موقع دستوري يخوله تمثيل البلاد، الا انه في حالة الرئيس لحود فهو فاقد الشرعية الدولية ومطعون في دستورية تمديد ولايته وفقاً للبند الاول من القرار 1559 الذي ينص على انتخابات حرة ونزيهة، في وقت اكد فيه البيان الرئاسي لمجلس الامن الذي اقر بالاجماع ان التمديد وبالتالي لاانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة. كما ان هناك اجماعا لبنانياً ظهر في مؤتمر الحوار الوطني على وجود ازمة لا يمكن الخروج منها الا بتغيير الرئيس لحود. من هنا الاعتراض السياسي على تمثيله للبنان، والتأكيد انه في حال اصراره على ذلك فان كلمته يجب ان يجري التوافق عليها مع رئيس مجلس الوزراء وان تتجانس مع سياسة الحكومة، وخصوصا بعد حديثه الى قناة "الجزيرة" واتخاذه مواقف لا تمثل لبنان ولا ارادة اللبنانيين". في المقابل تحدث وزير الخارجية قائلا ان الاعراف المتبعة بهذا الخصوص تقضي بان تعد وزارة الخارجية الافكار العامة التي يحملها الوفد الى المؤتمر علما انه ليس في القمة كلمات تلقى بل مداخلات ومناقشات حول المواضيع المطروحة. وكانت مداخلة طويلة لوزير العدل شارل رزق الذي قال "يجب ان نميز بين كلمة رئيس الجمهورية وحضور القمة العربية". وطلب المضي في العرف المتبع الذي اشار اليه وزير الخارجية، مقترحا التنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول هذه الافكار وقال: "يجب ان نتذكر ان في لبنان دستورا ينص على ان رئيس الجمهورية هو الذي يمثل البلاد على الصعيد الدولي ويجب ان نميز بين السياسة والدستور افهم ان بعض الزملاء الوزراء لهم مواقف سياسية مختلفة عن مواقف رئيس الجمهورية ولكن لا يجوز ان تتجاوز الخلافات السياسية حدود الدستور الذي يكرس رئاسة الجمهورية على رأس البلاد ويمنحها شرف تمثيلها امام العالم. والدستور ينيط هذا الدور برئيس الجمهورية مهما يكن رأينا السياسي فيه ومهما يكن موقفنا منه". ووفق المعلومات الرسمية التي وزعها وزير الاعلام عن الجلسة قال "الرئيس فؤاد السنيورة ا
ن الرئيس حسني مبارك سيتشاور مجددا مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز "حول كل النقاط" المتعلقة بالحوار اللبناني"، واضاف انه "متريث حتى الان" في اتخاذ قرار في شأن المشاركة في القمة العربية. واذ لفت الى "أن المعلومات تشير حتى الان الى انه ليس ثمة كلمات في الجلسة الافتتاحية"، قال "ان رئيس الجمهورية هو رمز البلاد لكن الموقف اللبناني تعبّر عنه الحكومة. ويجب، بحسب العرف، ان تكون على بينة مما سيقال لانه سيلزم الحكومة. وطلبت من الامين العام لمجلس الوزراء ان تحصل الحكومة على الكلمة فلم تتسلم شيئا حتى الآن". الوزير فوزي صلوخ الذي يغادر صباح اليوم بيروت الى الخرطوم للمشاركة غدا في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بعد ان يلتقي رود – لارسن، أبلغ أمس قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" ان "موضوع لبنان غير مدرج في جدول أعمال القمة" بل هو "سيبحث بين الرؤساء على هامش القمة" لأن "الحوار اللبناني لا يزال جاريا". وحول اللقاء الذي سيجمعه في العاصمة السودانية مع نظيره السوري وليد المعلم قال انه ل"تنسيق المواضيع المطروحة (...) وفق القرار الحر لسوريا والقرار الحر للبنان". وفي مسألة مزارع شبعا دعا صلوخ الى "احضار جميع الوثائق والمعاهدات اللازمة بين لبنان وسوريا، ولا بد من حل هذه القضية بين البلدين حلا موضوعيا عقلانيا وحبياً وما لسوريا لسوريا وما للبنان للبنان". وبعد لقائه الرئيس السنيورة استقبل الرئيس حسني مبارك نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي صرح ان مزارع شبعا لبنانية. وأضاف "ان اللبنانيين هم الذين يجب ان يتعاملوا مع هذا الموضوع، وسوريا، لاتدعي ان هذه المزارع سورية". وهل سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد في قمة الخرطوم الرئيس فؤاد السنيورة (اذا ذهب الاخير) أجاب الشرع: "ان رئيس الجمهورية السوري يلتقي رئيس جمهورية". وعن توصية الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بتأليف محكمة ذات طابع دولي قال الشرع: "نحن لسنا في التفاصيل (...) ونحن نسأل عن طبيعتها وتركيبتها ومكانها اذا كنا معنيين بها". وفيما كان الانشغال السياسي على أشده، ظهر تطور عسكري لافت تمثل باختراق 17 طائرة حربية اسرائيلية الاجواء اللبنانية، وامتد تحليقها من الجنوب الى الشمال وصولا الى البقاع. وقد صدر في شأن ذلك بيانان عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش يفيد الاول أنه "عند الساعة 12:10 من ظهر اليوم (امس)، اخترقت ست عشرة طائرة حربية اسرائيلية معادية الاجواء اللبنانية، ست منها دخلت من فوق مزارع شبعا، وثمان قبالة بيروت وصيدا واثنتان قبالة جونية، وحلقتا فوق مناطق شكا – الارز – بعلبك – جبيل. غادرت ست طائرات عند الساعة 12:20 من فوق مزارع شبعا، اما العشر الباقية فتجمعت غرب صيدا واتجهت جنوباً حيث غادرت عند الساعة 12:30 في اتجاه الاراضي المحتلة. اعطيت التعليمات للوحدات العملانية لاتخاذ اقصى تدابير الحيطة والحذر والبقاء على استعداد للتصدي لاي عمل عدواني". وفي بيان سابق: "عند الساعة 3:12 من فجر اليوم، (امس) اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية قادمة من فوق بلدة رميش اجواء الجنوب، ونفّذت طيراناً دائرياً فوق مناطق: النبطية – بنت جبيل – معركة – قانا، ثم غادرت عند الساعة 3:45 في اتجاه الاراضي المحتلة". ومن مراسلة "النهار" في بنت جبيل ان القوات الاسرائيلية سلطت منذ الساعة السادسة واربعين دقيقة مساء امس من مواقعها عند الحدود مع لبنان عند "الخط الازرق" الواقع في خراج بلدتي رميش – يارون اضواء كاشفة، رافقت تحليق طوافة دولية على طول الخط الازرق الممتد من تربيخا الى خراج بليدا.
ـ الديار ـ
كتبت "الديار" تقول ان زيارة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الى شرم الشيخ اقتصرت على لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ومسؤولين مصريين وذلك وفق الاجندة السورية للزيارة، حيث لم تدرج لقاءات اخرى لزيارته مثل لقاء رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، لذلك كان لقاء الرئيس المصري بالشرع والسنيورة كل على حدة. وقد أعلن الشرع ان سوريا نفذت ما هو مطلوب منها لجهة القرار 1559، وان مزارع شبعا لبنانية، واللبنانيون هم الذين يجب ان يتعاطوا بهذا الموضوع. وبالنسبة للحوار اللبناني قال الشرع، لا يجوز القاء مسألة عرقلة الحوار على السوريين، ولدى سؤاله عن امكانية لقاء لبناني سوري على هامش القمة العربية في السودان قال الشرع ان الامر يتوقف على من سيمثل لبنان في القمة. الى ذلك، فقد بات من المؤكد ترؤس رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الوفد الذي سيشارك في القمة العربية، وقد اتخذ قرار في مجلس الوزراء منذ اسبوعين، وقد حصلت معارضة شديدة داخل جلسة امس، الا ان الرئيس السنيورة لم يحسم أمره بعد اذا كان سيكون ضمن الوفد ام لا. وفي هذا الاطار فقد صدر كلام عن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال فيه ان لبنان سيكون ممثلا بوفد واحد، ولا وجود لمقولة وفدين، والدعوة الرسمية وجهت الى الرئيس لحود ومعه وفد من ستة اعضاء. من جهة اخرى، فقد جرت نقاشات حادة داخل جلسة مجلس الوزراء امس حول قضية ترؤس الوفد الى القمة العربية، وبات من المؤكد ترؤس رئيس الجمهورية الوفد، وقد كانت مداخلة لوزير الخارجية في هذا الاطار، كما اكد وزير العدل شارل رزق على ضرورة احترام الدستور الذي ينيط برئيس الجمهورية ترؤس الوفود وتمثيل لبنان على الصعيد الدولي، وقد ايده في ذلك الوزير يعقوب الصراف، فيما كانت هناك انتقادات شديدة اللهجة من وزراء 14 اذار اعتبرت ان ليس للرئيس لحود صفة تمثيلية وكلامه في القمة قد يعارض سياسة الحكومة وبيانها الوزاري. بات من المؤكد ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود سيترأس وفدا واحدا باسم لبنان الى قمة الخرطوم العربية يوم الثلثاء المقبل، على ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لا يزال في مرحلة التشاور بينه وبين نفسه للمشاركة في هذا الوفد ام لا. وعلى رغم محاولات التأثير والتدخلات التي جرت من قبل فريق 14 شباط للضغط من اجل تشكيل وفدين الى القمة او على الاقل الاكتفاء بوفد لبناني على مستوى وزاري الى هذه القمة، فان القرار الذي كان اتخذه مجلس الوزراء اصلا منذ اسبوعين بترؤس الرئيس لحود وفد لبنان فرض نفسه بعد ان واجهت محاولات هذا الفريق معارضة عربية شديدة. وقد اعلن الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى في مؤتمر صحافي على هامش التحضير لهذه القمة «ان لبنان سيكون ممثلا بوفد واحد ولا وجود لمقولة وفدين، وان لبنان هو دولة حرة لها رئيسها وهي تقرر من يمثلها ونقلت محطة «المنار " عن مصدر في الجامعة العربية ان الجامعة لن تتدخل في تمثيل لبنان الى القمة، لكنه اوضح ان الدعوة الرسمية موجهة الى الرئيس لحود ومعه وفد مؤلف من ستة اعضاء وكان هذا الموضوع احد ابرز المواضيع التي ناقشها مجلس الوزراء في جلسته مساء امس برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كرر القول انه لم يتخذ بعد قراراً بالمشاركة في الوفد اللبناني الى القمة أم لا. واذا كانت رئاسة الوفد اللبناني محسومة فان كلمة رئيس الجمهورية امام القمة قد اثير حولها جدل سياسي ودستوري وذلك ان رئيس الحكومة يعتبر ان من واجب رئيس الجمهورية اطلاع مجلس الوزراء على مضمون الكلمة وفق عرف يقضي بذلك، بينما لم يزود الرئيس لحود رئاسة مجلس الوزراء بنص كلمته الى القمة، مع العلم ان رئيس الجمهورية له مآخذ عديدة على الرئيس السنيورة وتصرفاته ومن زياراته التي يقوم بها من دون العودة الى مجلس الوزراء. وفي هذا المجال قال السنيورة في جلسة مجلس الوزراء «ان رئيس الجمهورية هو رمز البلاد لكن الموقف اللبناني تعبر عنه الحكومة، ويجب حسب العرف ان تكون الحكومة على بينة مما سيقال لانه سيلزم الحكومة واشار الى انه طلب من الامين العام لمجلس الوزراء ان يحصل على الكلمة لكنه لم يتسلم شيئاً حتى مساء امس من جهة اخرى اجرى الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ محادثات منفصلة مع كل من الرئيس السنيورة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع عشية قمة الخرطوم. وقالت مصادر مطلعة ان مبادرة مبارك تأتي في اطار السعي الى خلق مناخ ملائم لمعالجة ازمة العلاقات بين لبنان وسوريا والتي ستستكمل على هامش القمة العربية، وتناولت اسس العودة بهذه العلاقات الى علاقات طبيعية. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان محادثات مبارك المنفصلة مع الضيفين اللبناني والسوري تناولت ما يجرى في لبنان. وقالت ان محادثات الرئيس المصري مع السنيورة تناولت «نتائج جولات الحوار الوطني اللبناني وتابعت ان محادثاته مع الشرع عقدت في اطار «المشاورات الملفتة التي يجريها الر
ئيس مبارك حول القضايا العربية الراهنة وتطورات الملف اللبناني السوري والجهود المصرية لتهيئة الاجواء قبيل انعقاد القمة العربية وتابعت "الديار" , لقد وصف السنيورة لقاءه مع الرئيس مبارك بانه «جيد جداً "مشيرا الى انه اطلع الرئيس المصري على نتائج الحوار الوطني اللبناني حتى الان. وقال انه لم يتخذ بعد قرارا في شأن مشاركته في القمة العربية. وردا على سؤال قال «نحن في لبنان ساعون الى ان تكون علاقتنا مع الشقيقة سوريا علاقات جيدة وممتازة وان لا تكون هناك قضايا معلقة، لذلك نحن نحرص على ان نحل المشكلات مثل مسائل الحدود ومزارع شبعا، ومسائل العلاقات الديبلوماسية وان تكون الحدود مضبوطة وان لا يتدخل احد بالقضايا الداخلية للطرف الآخر، ونحن ما زلنا نعتقد بتلك القاعدة التي وضعها الرئيس الشهيد رياض الصلح وكذلك الرئيس الشهيد رفيق الحريري ان لبنان لا يحكم ضد سوريا ولكن لا يحكم من سوريا. ونحن حريصون على ان تكون بيننا وبين سوريا علاقة اخوة وصداقة صحيحة وصحية لا تتعرض للهزات نتيجة تصرفات غير مقبولة وحول ما حققه الحوار حول مزارع شبعا قال السنيورة «ان القرار الذي اتخذه المتحاورون هو ايضا الموقف نفسه الذي كانت اتخذته الحكومة اللبنانية في ان مزارع شبعا هي مزارع لبنانية ولدينا كل المستندات اللازمة لذلك ليس فقط الخرائط بل في تاريخ وجود الدولة اللبنانية في تلك المنطقة ولكن نتيجة هذه الملابسات التي سادت بحاجة الى تثبيت لبنانية مزارع شبعا عبر الاسلوب الذي تعتمده الامم المتحدة، يعني ان الامر في حاجة الى اتفاق لبناني - سوري يوقع عليه الطرفان ويوقع على الخرائط التي يجري التوافق عليها، على ان تودع هذه الخرائط بالاسلوب الذي تعتمده الامم المتحدة حتى تثبت لبنانية مزارع شبعا وعندها يستطيع لبنان ان يطلب من الامم المتحدة تطبيق القرار 425 و426 على تلك المنطقة. ووصف الشرع لقاءه مع الرئيس مبارك بانه «جيد وايجابي وبناء للغاية ، موضحا انه نقل خلال اللقاء للرئيس مبارك رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد تتعلق ب «آخر المستجدات في المنطقة وفيما يتعلق بالحوار الوطني اللبناني، اكد الشرع ان «كل الموضوعات المدرجة على جدول اعمال هذا الحوار موضوعات تهم اللبنانيين هي موضع مناقشة فيما بينهم وليس فيما بين سوريا ولبنان وبالتالي لا يجوز القاء المسؤولية على سوريا في عرقلة الحوار واكد ان سوريا «تتمنى نجاح الحوار وان تكلل جولاته القادمة بالنجاح. وقال الشرع ان الرئيس مبارك اطلعه على نتائج مباحثاته «مع السنيورة مشيرا الى انه وضع الرئيس مبارك في كامل صورة الموقف السوري فيما يتعلق بالعلاقات السورية اللبنانية وحول امكانية عقد لقاء لبناني سوري على هامش القمة العربية في الخرطوم قال نائب الرئيس السوري «لا توجد مشكلة في ذلك والامر يتوقف على من سيمثل لبنان في القمة وردا على سؤال حول ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد سيلتقي بالسنيورة في القمة قال الشرع: «ان رئيس الجمهورية السورية يلتقي رئيس جمهورية واكد الشرع ان سوريا نفذت ما هو مطلوب منها بموجب القرار 1559 وان كل حديث بان سوريا لم تنفذ شيئاً ما هو الا تفسير وترجمة خاطئة لان سوريا نفذت ما يخصها من القرار المذكور. وحول توصية الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان بتشكيل محكمة دولية اكد الشرع ان سوريا ليست في تفاصيل تشكيل المحكمة، وانه من السابق لاوانه الحديث عنها. وبعد الاجتماع الثنائي بين الرئيس مبارك والشرع عقد لقاء موسع حضره وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط والوزير عمر سليمان والسفير السوري في مصر. وقد وصف الشرع لقاءه مع الرئيس مبارك بانه جيد وايجابي. وردا على سؤال قال الشرع «ان مزارع شبعا هي لبنانية، واللبنانيون هم الذين يجب ان يتعاطوا مع هذا الموضوع، والبينة على من ادعى، ونحن لا ندعي ان هذه المزارع سورية ونفى مصدر سوري ان يكون لزيارة الشرع علاقة بزيارة السنيورة. وعلمت «الديار " ان النقاش السياسي في جلسة مجلس الوزراء مساء امس تركز حول مشاركة لبنان في القمة العربية على مستوى رئيس الجمهورية. وقد بدأت الجلسة حين تحدث الرئيس السنيورة بالقول انه ما يزال متريثا بالمشاركة او عدمها لان هناك عدة مسائل اساسية لا يزال يدرسها قبل اتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن، وتلاه وزير الخارجية وشرح الاعراف المتبعة في مؤتمرات القمة والقاء الكلمات وقال ان وزارة الخارجية تعد الافكار العامة التي يحملها الوفد الى المؤتمر واوضح انه ليس في القمة كلمات مكتوبة بالمعنى المعروف بل هناك مباحثات تدور حول المواضيع المطروحة، وتحصل استشارات مع رئاسة الوزراء بهذا الخصوص. ثم تحدث وزراء 14 آذار الذين انتقدوا مشاركة رئيس الجمهورية بالمؤتمر معتبرين انه لا يمثل سياسة الحكومة والتوجهات العريضة التي رسمتها. ثم تحدث مروان حماده الذي ابدى اسفه للقرار الذي صدر عن مجلس الوزراء في الجلسة ما قبل الاخيرة والذي كان غائبا عنه حيث اتخذ قرار
ا بمشاركة لبنان على مستوى رئيس الجمهورية. اضاف هنالك مشاورات سياسية ستقام في الخرطوم ورئيس الجمهورية ليس عنده صفة تمثيلية للحكومة وكان الافضل لمجلس الوزراء ان يخفض مستوى التمثيل وبالتالي يحجب الزيارة عن رئيس الجمهورية، واوضح الوزيران نايلة معوض وميشال فرعون للوزير حماده بان القرار عندما اتخذ في جلسة مجلس الوزراء انما تركز حول موضوع الموازنة فالكل يعارض ذهاب الرئيس لحود وهو ليس عنده صفة تمثيلية ولا شرعية فعلية وهو لا يستطيع تمثيلنا ونحن نستغرب تمسكه بالذهاب الى الخرطوم، لكن الاهم من كل ذلك هو الخطاب الذي سيلقيه والقلق عندنا زاد بعد كلامه الى محطة الجزيرة والى جريدة «الاوريان لوجور " ,فلقد تحدث هنا بصفته الرسمية وليس بصفته مواطنا عاديا وهو تجاوز ما اقره البيان الوزاري وفي موضوع الحوار مع سوريا ذهب ابعد مما اقررنا وكذلك في نقاط اخرى وبالتالي كلامه لم يكن متطابقا مع سياسة الحكومة بل مناقض لذلك وعلى هذا الاساس نطلب من الرئيس السنيورة ان يعالج موضوع خطاب الرئيس لحود كي لا يكون كما حديث لحود الاخير لدى تجاوزه كل الخطط. ثم تحدث وزير العدل شارل رزق وكانت له مداخلة طويلة فقال: يجب التمييز بين كلمة رئيس الجمهورية وحضوره المؤتمر وطالب المضي حسب الاعراف المتبعة، كما طالب رئيس الحكومة التنسيق مع رئيس الجمهورية حول الافكار التي يمكن ان تطرح وقال: «يجب ان نتذكر ان هناك دستورا في لبنان ينص على ان رئيس الجمهورية هو الذي مثل لبنان على الصعيد الدولي وهناك يجب ان نميز بين السياسة من جهة والدستور من جهة اخرى. اضاف: افهم ان بعض الزملاء لهم مواقف حساسة مختلفة من رئيس الجمهورية ولكن لا يجوز ان تتجاوز الخلافات السياسية حدود الدستور الذي يكرس رئاسة الجمهورية على رأس بلاد ويمنحها شرف تمثيلها امام العالم الخارجي فطالما ان رئيس الجمهورية موجود على رأس البلاد فالدستور ينيط به تمثيل البلاد دستوريا مهما كان وحسب رأينا السياسي به وموقفنا منه. وتحدث الوزير يعقوب الصراف الذي ايد كلام الوزير رزق مشيرا الى ضرورة ان يتمثل لبنان بوفد موحد ويعطي صورة جيدة للخارج. من جهة اخرى، اقترح السنيورة تشكيل لجنة وزارية لزيارة المخيمات الفلسطينية في كل المناطق اللبنانية وطرح اسم الوزيرة نايلة معوض، فاعتذرت وكذلك الوزيران محمد الصفدي وخالد قباني، وهنا اقترح الوزير فنيش انه لا يجوز ان لا تضم اللجنة الوزارية وزيراً من الطائفة السنية. وجرى الاصرار من مجلس الوزراء على ان يكون الوزير خالد قباني ضمن التشكيلة التي ضمت طراد حمادة وخالد قباني وطارق متري فضلا عن السفير خليل مكاوي المكلف بهذا الملف. وقالت بعض المصادر انه لم تطرح زيارة النائب اسامة سعد من قبل اللجنة وربما سيخلق مشكلة لمهمة الوفد. على صعيد آخر، وصل مساء امس الى بيروت المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن لمتابعة تنفيذ القرار 1559 قبل رفعه تقريره الى أنان منتصف الشهر المقبل. وسيجتمع لارسن مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة فيما لوحظ انه لم يطلب موعد حتى مساء امس في قصر بعبدا للقاء الرئيس لحود. وكان لارسن اجتمع امس في عمان مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي اكد دعم بلاده للحوار الوطني القائم في لبنان، معتبرا انه خطوة اساسية في تعزيز وحدة لبنان ومنعته واستقراره. وعرض لارسن خلال اللقاء مع الملك عبد الله جهود الامم المتحدة لتنفيذ القرار 1559، واطلع الملك الاردن على موقف الامم المتحدة من تطورات الوضع في لبنان. لفتت مصادر مطلعة مقربة من الغالبية النيابية، ان زيارة النائب سعد الحريري الى السعودية هدفت للآتي: 1- التأكيد للمملكة على انه يعمل في اتجاه ارساء مناخ التهدئة والتحاور وفق التوجيهات السعودية. 2- ان مواقف النائب جنبلاط الاخيرة على طاولة الحوار، ليست بالتنسيق معه وهو لا يوافق على مضمونها، عملاً بوعده المسؤولين السعوديين للتجاوب مع الرغبة السعودية - المصرية وهو ما استدعى زيارة الوزير العريضي للسعودية. 3- استحالة ايجاد مخرج لملف رئاسة الجمورية وهذا ما يبقي على حالة التماس السياسي في البلاد. وان طرحه اسماء للرئاسة كالنائبين السابقين نسيب لحود وغطاس خوري، اوجد ردة فعل قوية لدى مرشحين من صفوف الغالبية النيابية. تساءلت مصادر سياسية مطلعة حول السبب في عدم بت استقالة وزير الداخلية حسن السبع رغم مرور اكثر من شهر ونصف الشهر على تقدمه باستقالته، واشارت هذه الاوساط السياسية بأن عدم البت بالاستقالة وبالتالي عدم تعيين وزير اصيل هو وضع غير قانوني ومضمون القانون واضح في هذا المجال حيث يحدد الحالات التي بموجبها يمكن تعيين وزير وكيل مكان الوزير الاصيل وحصرها بحالتين: ـ الحالة الاولى وجود الوزير الاصيل خارج البلاد بداعي السفر. ـ الحالة الثانية: المرض او وضع صحي خاص يحول دون قيام الويزر الاصيل بمهامه. وانسجاماً مع ذلك، فإن الوز
ير السبع لا ينطبق عليه اي من هاتين الحالتين وهو ما يستوجب حسب الاوساط الاسراع في حسم هذا الموضوع خشية ان يقوم احد المتضررين من أي قرار يصدر عن وزير الداخلية بالتكليف بالطعن في قانونية قراراته امام مجلس شورى الدولة. وفي المعلومات التي حصلت عليها «الديار " ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والذي يتنبه للمخاطر القانونية لهذا الوضع حاول قبل ثلاثة اسابيع معالجة الموضوع على اساس ان مجلس الوزراء ينقصه وزير عن الطائفة السنية. الا ان النائب سعد الحريري اوعز الى السنيورة بطي هذا الملف في الوقت الراهن وفهم ان سبب هذا الموقف يعود الى الاحراج الذي قد يعانيه الحريري في موضوع تسمية البديل، ذلك ان هنالك العديد من اعضاء كتلة تيار المستقبل طامحون للدخول الى الحكومة وبالتالي فان اي تعيين لاحدهم سيغضب آخرين، كذلك فان هنالك شخصيات في تيار المستقبل من خارج الكتلة النيابية مثل النائب السابق سليم دياب والذي كان موعوداً بالدخول الى الحكومة لم يتقدم للترشح الى النيابة على هذا الاساس وبالتالي فان كل هذه الاسباب جعلت الحريري في موقف المتريث تجنباً للمواقف والحساسيات طالباً من الرئيس السنيورة الاستمرار في الوضع كما هو علي رغم المخاطر القانونية في هذا المجال.
ـ صدى البلد ـ
قالت "صدى البلد" ان مقررات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني انتقلت الى شرم الشيخ حيث عرضها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي عرضها بدوره مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ليتبلور موقف مصري يتم التنسيق في شأنه مع المملكة العربية السعودية قوامه ضرورة "تليين" العلاقات السورية -اللبنانية، حيث ظهر في حصيلة المشاورات انه يصعب تنفيذ المقررات الرئيسية للحوار من دون تعاون سوري. وجاءت مشاورات شرم الشيخ عشية القمة العربية في الخرطوم التي طرحت المشاركة اللبنانية فيها بقوة على طاولة مجلس الوزراء أمس، حيث تراوح النقاش في غياب رئيس الجمهورية اميل لحود بين نقطتين، الأولى الكلمة التي سيلقيها لحود والتي أوضح رئيس الحكومة انه لم يطلع عليها، والثانية مبدأ مشاركة السنيورة في الوفد، وهو أمر لم يبته السنيورة، في حين شدد وزراء حزب الله على ضرورة المشاركة ورفض وزراء "14 آذار" ان يتولى لحود تمثيل لبنان. وروت مصادر وزارية ان الوزراء نايلة معوض وميشال فرعون ومروان حماده عارضوا بقوة ان يتولى لحود إلقاء كلمة لبنان فيما دافع الوزير شارل رزق عن لحود وتولى الوزير فوزي صلوخ شرح الأصول المتبعة. وميّز رزق بين حضور لحود وكلمته وطالب السنيورة بالتنسيق مع رئيس الجمهورية مذكراً بالدستور وأحكامه. وتحدث السنيورة عن تريثه في المشاركة، وعرض أجواء لقائه مع مبارك مشيراً الى مسعى عربي في شأن العلاقات اللبنانية -السورية ومعلناً الحاجة الى تحضيرات قبل زيارة دمشق. وخلص المجتمعون الى "ترك أمور الخرطوم على همة رئيس الحكومة لجهة الكلمة والمشاركة". وكان السنيورة فور عودته من شرم الشيخ وضع الرئيس نبيه بري في أجواء الزيارة، وقالت مصادر مطلعة انه "لمس حرصاً مصرياً على ترميم العلاقات مع سورية، وان هناك صيغة يتم العمل عليها سيتم إبلاغ السنيورة بحصيلتها". وأضافت هذه المصادر انه حتى الاثنين المقبل ستكون الصورة قد تبلورت ويمكن في ضوئها اتخاذ الموقف بشأن المشاركة في القمة العربية. وأكدت مصادر وزارية في فريق "14 آذار" هذه المعطيات عندما ربطت بين مشاركة السنيورة في القمة ونتائج الاتصالات العربية الجارية على صعيد ايجاد حل لمسألة الرئاسة الأولى. وأشارت الى ان اتصالات تجرى في الكواليس بشأن موضوع الرئاسة الأولى وإثبات لبنانية مزارع شبعا، ولفتت الى ان لسورية علاقة بهذين الموضوعين لجهة استقالة الرئيس وتقديم ما يلزم لإثبات لبنانية المزارع. وقالت ان هناك تفاوضاً عربياً سورياً. ووصفت ما جرى بين جلستي الحوار الأخيرتين بأنه "أمر عمليات سوري تمثل في تصعيد سياسي هدفه رفع السعر في موضوع الرئاسة الأولى". لكن هذه المصادر أكدت ان فريق "14 آذار" ليس في وارد المغامرة بالاتيان برئيس من خارج "14 آذار". وفي هذا السياق شددت النائبة نايلة معوض خلال جلسة مجلس الوزراء أمس على انها ترفض مشاركة رئيس الجمهورية في قمة الخرطوم, "انطلاقاً من اعتراض سياسي على شخص الرئيس الذي فقد شرعيته الدولية وهو المعبر عن أزمة الحكم التي توافق الجميع انها في رئاسة الجمهورية". وتابعت "صدى البلد" قائلة انه في ضوء المعطيات إياها رجح مصدر وزاري من فريق "الأقلية" في مجلس الوزراء ان يشارك السنيورة في أعمال مؤتمر القمة في عداد الوفد اللبناني. وأكد وزير العمل طراد حمادة خلال الجلسة على ضرورة مشاركة السنيورة في القمة وعدم ذهاب اللبنانيين بوفدين انطلاقاً من المساكنة القائمة بين الرئاستين. كما تمنى وزير الطاقة محمد فنيش في جلسة الأمس على السنيورة المشاركة في القمة ضمن الوفد اللبناني. وأوضحت مصادر بعبدا ليلاً ان "كلمة الرئيس لحود التي سيلقيها باسم لبنان لم تنجز بعد وتخضع للتعديل وفق التطورات". وقالت انه "لم تجر العادة ان يطلع رئيس الجمهورية مجلس الوزراء او وزارة الخارجية على كلمته, وتقليدياً كان يطلب من وزارة الخارجية ان تضع أفكاراً ومعطيات والخطوط العريضة للمواضيع المطروحة وموقف لبنان منها. وبالعودة الى زيارة السنيورة الى شرم الشيخ والتي اعقبتها زيارة مماثلة لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع قالت مصادر رسمية مصرية ان هدف الزيارتين "تهيئة الأجواء قبيل القمة العربية". وقالت "سانا" من دمشق ان زيارة الشرع "لا علاقة لها البتة بزيارة السنيورة". وتطرق الشرع الى مؤتمر الحوار فقال انه "لا يجوز القاء مسؤولية عرقلة الحوار على سورية". وإذ أكد "لبنانية مزارع شبعا" قال ان "اللبنانيين هم الذين يجب ان يتعاملوا مع هذا الموضوع, وسورية لا تدعي ان هذه المزارع سورية", مضيفاً بشأن ترسيم الحدود ان "سورية في انتظار الرد من جانب رئيس وزراء لبنان" على رسالة رئيس الحكومة السورية في هذا الخصوص. وفي لفتة الى الرئيس لحود قال الشرع رداً على سؤال عن إمكان عقد لقاء سوري -لبناني في الخرطوم ان "رئيس الجمهورية السورية يلتقي رئيس جمهورية".
ـ المستقبل ـ
قالت "المستقبل" انه تبدأ لجنة وزارية بناء على قرارات مجلس الوزراء وما اتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، اليوم، زيارات إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان للاطلاع على أوضاع ساكنيها وإعداد أفكار حول حاجاتها للبدء بمعالجتها، فيما لم يحسم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مسألة حضوره القمة العربية التي ستعقد في الخرطوم الأسبوع المقبل، معلناً تريّثه وأنه يدرس الموضوع من كل جوانبه لجهة الحضور أو عدمه. وشهدت جلسة الحكومة التي عقدت في المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت، أمس، سجالاً على خلفية حضور رئيس الجمهورية اميل لحود القمة وإلقائه كلمة لبنان، وعلمت "المستقبل" انه طرح خلال الجلسة علاقة لحود بالقمة خصوصاً انه لم يطلع مجلس الوزراء بحسب العرف المتبع، على نصّها. وعلمت "المستقبل" ايضا ان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون قدّم مداخلة في هذا الخصوص، وذكّر بأن "الرئيس بالنسبة إلينا، لا صفة تمثيلية أو سياسية أو شعبية له، وكذلك لا شرعية داخلية أو عربية أو دولية له، وكلمة لبنان أمام القمة مسألة حساسة جداً وسينتج منها بلبلات". أضاف فرعون: "نطالب رئيس الحكومة بتحمل مسؤولياته في هذا المجال لأن الحديثين الأخيرين للحود في صحيفة "لوريان لوجور" وفضائية "الجزيرة" كانا بعيدين كل البعد عن سياسة الحكومة وعن طاولة الحوار. ونحن واثقون بأن كلامه أمام القمة سيكون بعيدا عن الأجواء السياسية السائدة اليوم في البلاد". واستتبع كلام فرعون ردّين من وزيري العدل شارل رزق والبيئة يعقوب الصراف، فأعلن الأخير انه يفضل ذهاب وفد موحّد إلى القمة، فيما قال رزق "دستورياً رئيس الجمهورية يمثل لبنان"، مدافعاً عن ذهابه إلى الخرطوم. وتبع ذلك مداخلات للوزراء مروان حمادة، جو سركيس، غازي العريضي ونايلة معوض أيّدوا فيها كلام فرعون. ووضع السنيورة الحكومة في أجواء زيارته إلى مصر، أمس، ولقائه الرئيس حسني مبارك، موضحاً انه وضعه في أجواء الحوار الوطني القائم وأنه تشاور معه في موضوع القمة العربية، وقال: "ان الزيارة تعكس انطباعاً يدحض كلّ المزاعم التي كانت تشير إلى ان لبنان لا يرغب بأن تكون هناك مساع عربية". وأشار إلى مستوى تمثيل لبنان في القمة، وقال: "ان رئيس الجمهورية هو رمز البلاد، لكن الموقف اللبناني تعبّر عنه الحكومة، ويجب بحسب العرف، ان تكون على بينة مما سيقال لأنه سيلزمها". في غضون ذلك، أعلن المبعوث الدولي لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن لدى وصوله إلى بيروت مساء أمس، انه جاء إلى لبنان "لتشجيع الحوار الوطني على الاستمرار بلا أي تدخل من طرف ثالث، بل بتوجيه من اتفاق الطائف"، الذي وصفه بـ"النجمة" و"انعكاسها القرار 1559". وقال للصحافيين في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي: "انني سعيد بعودتي إلى لبنان مرة أخرى، هذا البلد الجميل، خصوصا ان معظم العوامل المحبطة بالمنطقة قد تغيرت، ونعلم جميعا أن لبنان يشكل دائما مركزا مهما جدا بالنسبة للمنطقة العربية". وأعرب عن أمله ب"ألا يتأثر الوضع في لبنان بما يدور في المنطقة، سواء ما يحدث في العراق أو الأزمة النووية مع إيران، أو العلاقات المتوترة بين سوريا ولبنان". وقال: "آمل ان التطورات السياسية اللبنانية في الايام والأسابيع والاشهر المقبلة وربما السنوات المقبلة توجهها نجمة اتفاق الطائف التي تعطي المبادئ والتوجيهات للطريقة المناسبة للقيام بهذه المحادثات الصعبة، وطبعا القرار 1559 هو انعكاس لتلك النجمة، نجمة اتفاق الطائف". وأوضح لارسن "للمرة الأولى يشهد لبنان حوارا مستقلا من دون أي تدخل خارجي حيث توضع كل الأمور والمواضيع الصعبة على طاولة واحدة من اجل العمل للتوصل إلى الحلول المناسبة لها من خلال المناقشات البناءة لما فيه خير مستقبل لبنان". وأضاف: "كلي امل بأن اللبنانيين سينجحون. أنا هنا باسم الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي أنان) لكي أشجع هذا الحوار على الاستمرار. هنا في لبنان بلا أي تدخل من طرف ثالث بل بتوجيه من اتفاق الطائف والقرار 1559". وحيا لارسن الرئيس نبيه بري "لما يبذله من جهود في سبيل انجاح الحوار"، وشدد على ضرورة "انجاح الحوار والانطلاق من البداية كما هي الحال في كل الأمور للوصول إلى اتفاق بين اللبنانيين". وبعيد وصوله إلى بيروت آتيا من عمان توجه لارسن إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جوار مسجد محمد الأمين. ويعقد لارسن صباح اليوم اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ يبحث معه خلاله ما حققه لبنان في تنفيذ كل بنود القرار، ثم يلتقي في وقت لاحق رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. وتأتي زيارة لارسن في اطار جولة شملت السعودية ومصر وقطر والأردن والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للحصول على دعمها لمضمون التقرير الذي يعده للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ويقدمه له في منتصف نيسان المقبل حول التطورات اللبنانية والسورية في التعاون لتطبيق القرار. ووزع مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بيانا أعل
ن فيه ان لارسن "اجتمع في عمان بالنيابة عن الأمين العام، مع رئيس السلطة التنفيذية الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس، وتمحورت المحادثات حول المواضيع المتصلة بالميليشيات الفلسطينية في لبنان". ونقل البيان عن لارسن قوله "لقد أجريت محادثات مشجعة مع الرئيس الفلسطيني وقد تركزت حول الميليشيات الفلسطينية في لبنان نظرا للوضع في المنطقة. نقدر جدا دعم الرئيس عباس للقرار 1559 وسأظل على اتصال وثيق معه حول جميع المسائل". واجتمع لارسن قبل ذلك مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي أكد دعم بلاده للحوار الوطني القائم في لبنان، كما دعا جميع الأطراف المعنية للتعاون مع لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبدالله الثاني "أكد دعم الأردن للحوار الوطني القائم في لبنان باعتباره خطوة أساسية في تعزيز وحدة لبنان ومنعته واستقراره". وأوضح ان العاهل الاردني شدد على "ضرورة احترام الجميع لاستقلال لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وجدّد الملك موقف الأردن الداعي إلى تعاون جميع الأطراف ذات العلاقة مع لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالنظر في جريمة اغتيال الحريري. وعرض لارسن خلال اللقاء جهود الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559، وأطلع العاهل الاردني على موقف المنظمة الدولية من تطورات الوضع على الساحة اللبنانية، وفقا للبيان. وفي تصريحات صحافية بعد اللقاء قال لارسن: "لقد قابلت للتوّ الملك عبدالله الثاني وأدركت مجددا ان الأردن هو شريكنا الحقيقي في عملية السلام، وان الأردن يعمل يدا بيد مع الأمم المتحدة والشرعية الدولية لإحلال الاستقرار السلمي والأمن في المنطقة". وأوضح "لقد كان هناك تطابق في وجهات النظر حيال القضايا التي تم بحثها وقد قررنا الاستمرار بالعمل معا من كثب من اجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
ـ الأنوار ـ
كتبت "الأنوار" تقول ان القمة العربية المقبلة في الخرطوم شكلت موضوعا اضافيا للتجاذب الرئاسي والخلاف بعد طلب رئيس الحكومة الاطلاع على الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية في القمة، وردت مصادر بعبدا بأن الحديث عن تداول الكلمة في مجلس الوزراء هو بدعة جديدة يراد منها الاثارة. وقد قال الرئيس فؤاد السنيورة الذي زار شرم الشيخ صباح امس واجتمع بالرئيس حسني مبارك، انه يتريث في اتخاذ قرار بشأن حضور القمة او عدم الحضور. وقد قال رئيس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء مساء امس ان رئيس الجمهورية هو رمز البلاد، ولكن الموقف اللبناني تعبر عنه الحكومة، ويجب بحسب العرف (ان تكون على بينة مما سيقال لأنه سيلزم الحكومة. وقد طلبت من الامين العام لمجلس الوزراء ان نحصل على الكلمة ولم نستلم شيئا حتى الآن). وقال وزير الاعلام غازي العريضي ردا على سؤال حول الموضوع: هناك مشكلة سياسية، هناك قوى سياسية تعتبر ان رئيس الجمهورية ليس في موقعه الصحيح وان هذا الموقع شاغر. وسئل العريضي: هل يمكن المشاركة في القمة بوفدين? اجاب: هذا مظهر من مظاهر مشكلة سياسية كبرى متجسدة بأزمة الرئاسة في لبنان. يكفي ان يذهب رئيس الجمهورية الى مؤتمر القمة والجميع يعلم ان مصيره مطروح على طاولة الحوار لأن وجوده يشكل ازمة. وقد ردت مصادر بعبدا على كلام السنيورة والعريضي وقالت ان كلمة رئيس الجمهورية لم تنجز بعد وهي ما تزال خاضعة للتعديل وفق التطورات. واضافت (لم تجر العادة ان يطلع رئيس الجمهورية مجلس الوزراء او وزارة الخارجية على كلمته. وتقليديا كان يطلب من وزارة الخارجية ان تضع افكارا ومعطيات الى جانب الخطوط العريضة للمواضيع المطروحة وموقف لبنان منها). ومضت مصادر بعبدا تقول (ان الحديث عن تداول كلمة الرئيس لحود في مجلس الوزراء، بدعة جديدة يراد منها الاثارة). وكان الرئيس السنيورة قد زار شرم الشيخ امس واجرى محادثات مع الرئيس حسني مبارك، وقال انه اطلع الرئيس المصري على ما يجري في لبنان ولا سيما في ما يعود لاجتماعات هيئة الحوار التي قطعت شوطا هاما وحققت تقدما اساسيا، وما زالت هناك نقاط لا تزال تبحث وهي قيد التداول الآن. وسئل السنيورة ان كان تم التطرق الى مسألة رئاسة الجمهورية وموضوع مزارع شبعا، اجاب (طبيعي، هذا ضمن المواضيع التي تم بحثها في هيئة الحوار). وقد اطلعت الرئيس مبارك على ما حققناه في هذا الشأن ولا سيما في موضوع مزارع شبعا والقرار الذي اتخذه المتحاورون. وبعد عودته الى بيروت وحضوره جلسة الاسئلة والاجوبة في مجلس النواب اطلع الرئيس السنيورة الرئيس نبيه بري على نتائج لقائه الرئيس المصري. وسئل: هل من دعم عربي لتنحية الرئيس اميل لحود? اجاب: لقد بحثت هذا الامر مع الرئيس حسني مبارك حول المسائل التي لا زالت قيد الحوار، وسيستمر التشاور وسيصار الى اطلاع الاخوة في المملكة السعودية وفي طليعتهم الملك عبدالله على هذه الامور، وما انجزناه. في هذا الوقت سجل لقاء بين العماد ميشال عون والسفير الاميركي فيلتمان الذي قال بعد اللقاء: انها المرة الاولى التي التقي فيها العماد عون منذ بضعة اسابيع، واردت ان اسأله عن رأيه في الحوار الوطني وكيفية الوصول الى تطبيق مقررات الاجندة اللبنانية، واكدت ان حكومة الولايات المتحدة تساند بقوة عملية الحوار وتأمل ان يصل الى قرارات خاصة بهذه الاجندة، كما عبرت عن تفاؤلي بمسيرة الحوار، اذ جلس القادة اللبنانيون سويا من دون اي تدخل خارجي لايجاد حلول لبنانية. هذا، وبعد استقباله الرئيس السنيورة، التقى الرئيس مبارك في شرم الشيخ امس نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. ووصف الشرع لقاءه مع الرئيس مبارك بأنه جيد وايجابي وبناء للغاية، موضحا انه نقل خلال اللقاء للرئيس مبارك رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد تتعلق ب (آخر المستجدات بالمنطقة). وفي ما يتعلق بالحوار اللبناني، قال الشرع ان كل الموضوعات المدرجة على جدول اعمال هذا الحوار موضوعات تهم اللبنانيين، وهي موضع مناقشة فيما بينهم وليس في ما بين سوريا ولبنان، بالتالي لا يجوز القاء المسؤولية على سوريا بعرقلة الحوار). وقال ان سوريا تتمنى نجاح الحوار وان تكلل جولاته المقبلة بالنجاح. وقال الشرع ان الرئيس مبارك اطلعه على نتائج مباحثاته مع السينورة مشيرا الى انه وضع الرئيس مبارك في كامل صورة الموقف السوري في ما يتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية. وحول امكانية عقد لقاء لبناني - سوري على هامش القمة العربية في الخرطوم قال نائب الرئيس السوري (لا توجد مشكلة في ذلك والامر يتوقف على من سيمثل لبنان في القمة). وردا على سؤال حول ما اذا كان الرئيس السوري بشار الاسد سيلتقي بالسنيورة في القمة، قال الشرع ان رئيس الجمهورية السورية يلتقي رئيس جمهورية.
ـ اللواء ـ
كتبت "اللواء" تقول ان الحوار اللبناني حول المسائل المعقدة، وخاصة ملفي رئيس الجمهورية وسلاح المقاومة تحول الى حوار عربي على مستوى عالٍ، تأكد من خلال الاجتماعين اللذين عقدهما الرئيس المصري حسني مبارك مع كل من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع والذي تركز البحث فيهما على الوضع اللبناني والعلاقات اللبنانية - السورية، في ضوء ما توصلت إليه نتائج الحوار اللبناني، ولا سيّما على صعيدي العلاقات مع سوريا وترسيم مزارع شبعا اللبنانية، الى جانب الملف الرئاسي· وبدا واضحاً، من خلال تصريحات الشرع بعد لقائه الرئيس مبارك في شرم الشيخ أن المواقف اللبنانية والسورية ما زالت متباعدة، وأن دمشق ما زالت على مواقفها المعلنة من مسألة مزارع شبعا وبقية بنود القرار 1559، بما في ذلك الرؤية اللبنانية للعلاقات مع سوريا، حيث كرر الشرع أن سوريا نفّذت ما عليها من القرار 1559، وأن "اللبنانيين هم الذين يجب أن يتعاملوا مع موضوع مزارع شبعا، وأن سوريا لا تدّعي أن هذه المزارع سورية"· في هذه الأثناء، اتجهت الأنظار الى الرياض التي انتقل إليها الشرع، في إطار المشاورات التمهيدية التي حرصت الرياض والقاهرة على إجرائها مع القيادة السورية عشية انعقاد القمة العربية في الخرطوم لاستطلاع إمكانية المعالجة الإيجابية لملف العلاقات اللبنانية - السورية، وحسم المسائل العالقة وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية· وكانت الرياض قد نصحت مختلف الأطراف بضرورة التهدئة وإفساح المجال أمام المساعي الحميدة للوصول الى الحلول المرضية للإشكالات المطروحة على الساحة اللبنانية· وكان الرئيس السنيورة قد أطلع الرئيس مبارك، خلال زيارة سريعة قام بها أمس الى شرم الشيخ والتقاه على مدى ساعة و40 دقيقة، على اجتماعات هيئة الحوار الوطني، التي قال "إنها قطعت شوطاً هاماً وحققت تقدماً أساسياً"، وخاصة ما يتعلق منها بموضوع العلاقات مع سوريا، وترسيم مزارع شبعا والعلاقات الدبلوماسية· وعلمت "اللواء" حسب معلومات، إن الرئيس مبارك وعد الرئيس السنيورة بأنه سيجري اتصالات مع السوريين، وحصل ذلك قبل أن يقابل مبارك لاحقاَ نائب الرئيس السوري· وأوضحت مصادر مطلعة، أن الرئيس السنيورة، سيتابع اتصالاته مع المسؤولين السعوديين، خلال الساعات المقبلة، سواء باتصال مباشر أو من خلال القنوات الدبلوماسية، وقالت أنه ينتظر أجوبة هؤلاء، سواء من القيادة المصرية، أو القيادة السعودية، ليقرر موضوع مشاركته في اجتماعات القمة العربية في الخرطوم، لمعرفة ما إذا كانت هناك معطيات جدّية من قبل سوريا حيال المواضيع التي أثارها سواء مع الرئيس مبارك أو مع السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة· وأكد الرئيس السنيورة، أمام مجلس الوزراء الذي انعقد مساء في مقره المؤقت في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي في وسط بيروت أنه ما يزال يدرس الموقف ويتريّث في تأكيد مشاركته في الوفد اللبناني الى القمة، أم الامتناع عن المشاركة، علماً أن كل التحضيرات للمشاركة قد أنجزت· ورداً على سؤال عن ذلك، قال السنيورة لدى مغادرته مقر المجلس: "لا زلت متريثاً، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"· وكان السنيورة أكد الموقف ذاته، سواء بعد لقائه الرئيس مبارك في شرم الشيخ، أو قبل جلسة مجلس الوزراء، موضحاً أن كلمة مبادرة ليست في مكانها، لكن نحن دائماً على تواصل مستمر مع الأخوان العرب وحريصون على أن تكون علاقتنا مع جميع الدول العربية جيّدة، وخاصة مع المملكة العربية السعودية ومصر· ووصف لقاءه مع الرئيس مبارك بأنه كان جيداً جداً ومفيداً· وأوضح أن مزارع شبعا هي لبنانية ولدينا كل المستندات اللازمة لذلك، لكن هذا الأمر، نتيجة الملابسات التي سادت، بحاجة الى تثبيت لبنانية المزارع عبر الأسلوب الذي تعتمده الأمم المتحدة، يعني أن الأمر بحاجة الى اتفاق لبناني - سوري يوقّع عليه الطرفان، ويوقّع على الخرائط التي يجري التوافق عليها، على أن تودع هذه الخرائط بالأسلوب الذي تعتمده الأمم المتحدة حتى تثبيت لبنانية المزارع، وعندها يستطيع لبنان أن يطلب من الأمم المتحدة تطبيق القرارين 425 و426 على تلك المنطقة· وأشار الى أن لبنان يلجأ الى السعودية ومصر للتشاور والتعاون معهما في كل ما يهمه ويهم القضايا العربية· وقال: نحن في لبنان نسعى أن تكون علاقاتنا مع سوريا علاقات جيدة وممتازة، وأن لا تكون هناك قضايا معلّقة، ونحرص على أن نحل المشاكل مثل مسائل الحدود، ومزارع شبعا، والعلاقات الدبلوماسية، وأن تكون الحدود مضبوطة، وأن لا يتدخّل أحد في القضايا الداخلية للطرف الآخر، وأن يكون بيننا وبين سوريا علاقة أخوية وصداقة صحيحة وصحية ولا تتعرّض للهزّات نتيجة تصرفات غير مقبولة· اضافت "اللواء" انه تجدر الإشارة الى أن الرئيس السنيورة، انضم فور عودته من شرم الشيخ، الى جلسة المساءلة النيابية التي عُقدت أمس في مجلس النواب، وأطلع الرئيس نبيه بري بعد انتهاء الجلسة على نتائج زيارته السريعة·
وفي معرض رده على سؤال عن زيارته الى دمشق قال: زيارة الشام يجب أن يتم الإعداد لها وترتيبها وإن شاء الله تكون قريبة، والإعداد هو لضمان نجاح هذه الزيارة، ومن جهتي ليس لدي أي مشكلة إطلاقاً مع الأخوان السوريين· وأوضح أن الملف الرئاسي لا يُبحث في قمة الخرطوم أمام الهيئة العامة، إنما يمكن أن يُبحث على هامش اللقاءات والمشاورات الجانبية· ورأى أن موقع رئاسة الجمهورية موقع أساسي في الدولة وله الاحترام، لكن طبيعي أن سياسة الحكومة يعبّر عنها رئيس الحكومة، وبالتالي عندما يكون هناك متحدث باسم الدولة اللبنانية يتطلب الأمر تشاوراً بين الجميع· أما زيارة الشرع الى شرم الشيخ، فقد لوحظ أن دمشق تعاملت معها على أساس أنها منفصلة عن زيارة الرئيس السنيورة، وهو ما أكدته وكالة الأنباء السورية (سانا) التي قالت إن الزيارة "تهدف الى إجراء مباحثات مع الرئيس مبارك حول جدول أعمال القمة العربية والقضايا الثنائية المشتركة بين سوريا ومصر ولا علاقة لها البتّة بزيارة الرئيس السنيورة الى مصر"· وقالت إن الشرع نقل الى الرئيس المصري رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد تتعلق بآخر المستجدات في المنطقة· وعقد الرئيس مبارك والشرع اجتماعاً منفرداً تم خلاله بحث تطورات الأوضاع العربية، وخاصة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والمواضيع المدرجة على جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد في الخرطوم الأسبوع المقبل· وقالت إن وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الراهنة· بعد ذلك عقد لقاء موسع حضره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان وسفير سوريا لدى القاهرة يوسف أحمد· ووصف الشرع اللقاء مع الرئيس مبارك بأنه كان "جيداً وإيجابياً"· ورداً على سؤال حول الحوار الوطني اللبناني ودور سوريا في عدم تقدم هذا الحوار أجاب بأن "مواضيع الحوار الوطني اللبناني تهم أخواننا اللبنانيين وهي موضع نقاش بينهم ونحن نتمنى نجاح هذا الحوار"· وحول وجود أفكار عربية بخصوص العلاقات السورية - اللبنانية أجاب الشرع بأن "سوريا قد نفّذت ما هو مطلوب منها بموجب القرار 1559 وكل حديث بأن سورياا لم تنفذ شيئاً ما·· هو تفسير وترجمة خاطئة لأن سوريا نفّذت ما يخصها من القرار المذكور"· وحول توصية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بتشكيل محكمة دولية قال الشرع "نحن لسنا في تفاصيل تشكيل المحكمة وربما يكون من السابق لأوانه الحديث عنها، ونحن نسأل عن طبيعة المحكمة وتركيبتها ومكانها إذا كنا معنيين"· لكن وكالة "فرانس برس" نقلت عن الشرع تأكيده في ما يتعلق بالحوار اللبناني، أن كل الموضوعات المدرجة على جدول أعمال هذا الحوار موضوعات تهم اللبنانيين وهي موضع مناقشة في ما بينهم وليس في ما بين سوريا ولبنان وبالتالي لا يجوز إلقاء المسؤولية على سوريا بعرقلة الحوار"· وأكد أن سوريا "تتمنى نجاح الحوار وأن تكلل جولاته القادمة بالنجاح"· وأكد الشرع "لبنانية مزارع شبعا" وقال إن اللبنانيين "هم الذين يجب أن يتعاملوا مع هذا الموضوع وسوريا لا تدّعي أن هذه المزارع سورية"· وأضاف إن دمشق أبدت استعداداً للترسيم مع لبنان حيث أرسل رئيس وزرائها رسالة في هذا الصدد الى نظيره اللبناني و"سوريا في انتظار الرد من جانب رئيس وزراء لبنان"· وقال إن الرئيس مبارك أطلعه على نتائج مباحثاته مع السنيورة، مشيراً الى أنه وضع الرئيس مبارك "في كامل صورة الموقف السوري، في ما يتعلق بالعلاقات السورية - اللبنانية"· وحول إمكانية عقد لقاء لبناني - سوري على هامش القمة العربية في الخرطوم قال نائب الرئيس السوري "لا توجد مشكلة في ذلك والأمر يتوقف على من سيمثل لبنان في القمة"· ورداً على سؤال حول ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيلتقي بالسنيورة في القمة، قال الشرع إن "رئيس الجمهورية السورية يلتقي رئيس جمهورية"· ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصادر رسمية مصرية أن محادثات مبارك، مع المسؤولين اللبناني والسوري تهدف الى تهيئة الأجواء قبيل القمة العربية في الخرطوم، والتي يُنتظر أن تشهد على هامش أعمالها مشاورات بشأن ملفي العلاقات اللبنانية - السورية والحوار الوطني اللبناني· وقال وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط لراديو "سوا" إن اجتماع مبارك مع الرئيس السنيورة تناول احتمال عقد لقاء سوري - لبناني، مشيراً الى أن المحادثات تناولت مسائل معروفة، وهي الحدود اللبنانية - السورية، مزارع شبعا، الحوار اللبناني - السوري، وضع "حزب الله" والفصائل الفلسطينية واحتمال لقاء سوري - لبناني، من دون أن يحدد مكان هذا اللقاء· الى ذلك، استأثرت إشكالية "تهريب" الخطاب الذي يُفترض أن يلقيه الرئيس إميل لحود أمام قمة الخرطوم، بمناقشات الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، التي شهدت تجاذباً حاداً بين فريقين وزاريين بالنسبة الى مسألة ترؤس الرئيس لحود لوفد لبنان الرسمي الى القمة، في وقت يبحث مؤتمر الحوار الوطني وضعه وإمكانية تغييره· وحمل عدد من الوزراء المعارضين للرئ
يس لحود على هذه الخطوة، وأبرزهم الوزراء: نائلة معوض، ميشال فرعون، جو سركيس وغازي العريضي، وتساءل هؤلاء عن مضمون الكلمة التي سيلقيها رئيس الجمهورية، وهي تلزم الحكومة، في وقت لم تطلع الحكومة عليها، وسألوا عن دور وزير الخارجية في هذا المجال· وانقسم الوزراء بين فريقين، أحدهما تمنى على الرئيس السنيورة المشاركة في الوفد، والآخر تمنى عليه الامتناع عن ذلك والمشاركة في مؤتمر الحوار، لكن وزير الخارجية فوزي صلوخ أوضح أن وزارة الخارجية وضعت الأفكار الأساسية والخطوط العريضة لمضمون الكلمة الرئاسية وأرسلتها الى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ولم يأتنا أي ملاحظات عليها، والكلمة الرئاسية ستؤخذ من هذه الأفكار التي وضعتها الخارجية· وشرح الوزير صلوخ الأعراف المتبعة في مؤتمرات القمم وإلقاء كلمات لبنان فيها انطلاقاً من الأفكار التي تضعها الخارجية ويحملها الوفد الرسمي الى القمم، وقال إنه ليس في القمة كلمات مكتوبة إنما هناك مباحثات تدور حول المواضيع المطروحة على جدول أعمال هذه القمة· وتناوب على الكلام عدد من الوزراء المؤيدين لرئيس الجمهورية والمدافعين عن ترؤسه للوفد وإلقائه كلمة لبنان· وفي هذا الاطار، كانت مداخلة لوزير العدل شارل رزق دعا فيها الى التمييز بين كلمة رئيس الجمهورية وحضوره المؤتمر والى ضرورة اتباع الاعراف وما ينص عليه الدستور الذي يقول بأن رئيس الجمهورية هو الذي يمثل لبنان على الصعيد الدولي· وقال "يجب ان نميز بين السياسة والمناخ السياسي من جهة، وبين ما ينص عليه الدستور إذ لا يجوز أن تتجاوز الخلافات السياسية حدود الدستور الذي يكرس رئاسة الجمهورية على رأس الدولة ويمنحها شرف تمثيلها امام العالم الخارجي"· وإذ ابدى تفهمه لموقف بعض الوزراء فإنه شدد على ان رئيس الجمهورية طالما هو موجود على رأس البلاد فالدستور ينيط به تمثيلها دستورياً مهما كان رأينا السياسي به وموقفنا منه"· وفي السياق نفسه، دافع الوزراء محمد فنيش وطراد حمادة عن موقف الرئيس لحود ودعيا رئيس الحكومة الى ان يكون ( كاتاليزور ) بين ما تنص عليه الصلاحيات الدستورية وما تقول به الاعراف وبين المناخ السياسي، فيوفق سياسياً بين كل هذه المعطيات ويلعب دوره في هذا المجال، طالما ان الرئيس لحود هو رئيس الجمهورية وهو الذي يمثل الدولة في القمة· ويجب الا تسجّل سابقة بأن يطلب الى رئيس الجمهورية اطلاع مجلس الوزراء على ما سيقوله في القمة· وعلم أن احد الوزراء المعارضين للرئيس لحود علّق على مضمون الكلمة الرئاسية بقوله انها ستكون ملخصاً عن المواقف التي اطلقها عبر محطة "الجزيرة"· كذلك، علم ان الوفد الوزاري الذي سيزور المخيمات الفلسطينية للاطلاع على اوضاعها الاجتماعية والانسانية واللقاء بالمقيمين فيها يضم اربعة وزراء هم وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة، والعمل والطاقة· وكان الرئيس السنيورة قد نفى قبل الجلسة ان يكون قد اطلع على كلمة لحود، مشيراً الى انه اطلع على الافكار التي ارسلتها وزارة الخارجية اليه، وهي ليست في صيغة كلمة· وأكد السنيورة انه ديمقراطي الى حد بعيد في ادارة جلسات مجلس الوزراء، وأنا اشارك المجلس في كل الامور، والمجلس كان على بينة ومعرفة بزيارتي الى بروكسل والهدف من الزيارة والكلمة التي القيتها في بروكسل وزعت على الجميع· ورداً على سؤال عما اذا كان التغيير الرئاسي وارداً ام ان هناك تراجعاً عنه: من اين هذه الخبرية؟ ورأيي في هذا الموضوع قلته بوضوح منذ عدة اشهر وتحديدا من ايلول وما زلت عند رأيي ولم أغير منه شعرة· وأشارت مصادر وزارية ان الجلسة الحكومية الخاصة التي كان مرتقباً عقدها الاثنين المقبل لمناقشة الورقة الاصلاحية لمؤتمر "بيروت واحد" قد أرجئت الى الاثنين الذي يليه، إفساحاً في المجال امام مشاركة رئيس الحكومة في الوفد الى القمة اذا ما قرر ذلك في اللحظة الاخيرة· اوضح النائب السابق مخايل ضاهر ل"اللواء" في اتصال مسائي ان رئيس الجمهورية غير ملزم دستوريا باطلاع مجلس الوزراء على تحركاته او أي كلمة سيلقيها في الخارج او الداخل، لان المادة "49" من الدستور تؤكد انه رأس الدولة· وقال "انه جرت العادة ان تتم كل هذه الامور بالتشاور بين رئيسي الجمهورية والحكومة (كما هو حاصل في جميع بلاد العالم) الا ان السجال السياسي الحاصل اليوم على خلفية ملف الرئاسة والفتور بين رئيسي الجمهورية والحكومة جعل الامر يشكل سابقة، انما هي سياسية وليس دستورية بشيء وللرئيس لحود ان يدلي بآرائه ويلقي كلماته كما يشاء· من جهة ثانية، اعلن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي وصل الى بيروت مساء امس ان السبب الرئيسي لوجوده في لبنان هو العمل على تشجيع الحوار، وقال: انه للمرة الاولى يشهد لبنان حوار مستقل دون اي تدخل خارجي· ونقل لارسن عن كوفي انان تشجيعه للحوار وضرورة استكماله· ومن المقرر ان يبدأ لارسن محادثاته مع المسؤولين في لبنان حيث سيلتقي الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة ووزير
الخارجية فوزي صلوخ، وحتى مساء امس لم يكن قد طلب موعدا للقاء رئيس الجمهورية اميل لحود· يشار الى ان لارسن زار فور وصوله ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم تناول العشاء الى مائدة الرئيس السنيورة· وكان لارسن قد اجرى محادثات في عمان مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، تناولت المواضيع المتعلقة بتنفيذ القرار 1559 والوضع الحالي في المنطقة، ثم اجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس في عمان، وبحثا في المواضيع المتصلة بالميليشيات الفلسطينية في لبنان· ووصف لارسن محادثاته مع عباس بأنها "مشجعة" مقدرا دعمه للقرار 1559، مشيرا الى انه سيظل على اتصال وثيق معه حول جميع المسائل.
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد ملأ التحرك العربي والدولي فسحة استراحة الحوار اللبناني المستمرة حتى يوم الاثنين المقبل، وجاءت في هذا الاطار زيارة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى شرم الشيخ ولقاؤه الرئيس حسني مبارك، وزيارة ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن الى بيروت، وتحرك السفراء العرب والأجانب باتجاه عدد من أركان الحوار. واضافة الى هذا الاهتمام بالحوار، انشغل اركان السلطة المنقسمون بين رئيس الجمهورية اميل لحود وحلفائه وفريق الأكثرية في الحكومة بصورة التمثيل اللبناني في القمة العربية التي ستبدأ اعمالها في الخرطوم يوم الثلاثاء المقبل، والكلمة التي ستلقى خلالها باسم لبنان حيث رفض لحود اطلاع مجلس الوزراء على مضمونها مكتفياً بارسال عناوينها العامة الى وزير الخارجية فوزي صلوخ. وعرض مجلس الوزراء في جلسته امس برئاسة السنيورة في مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي لهذا الموضوع الذي شهد نقاشاً حامياً بين وزراء "14 آذار" والوزراء المتحالفين مع لحود حول مسألة تمثيل لبنان في القمة. وقد عارض الوزراء نائلة معوض، ميشال فرعون، مروان حماده، غازي العريضي وجو سركيس ذهاب لحود الى الخرطوم فيما دافع الفريق الآخر عن الأخير، مؤكدين ان الدستور لا يمنع عنه هذا الحق، وهذا ما خلص اليه النقاش. أما السنيورة، فقد اوضح انه متريث حتى الآن في اتخاذ قراره بشأن حضور القمة او عدمه، مشيراً الى انه "اذا وجدنا مصلحة في الحضور والأجواء ملائمة وجيدة ولا اشكالات سوف نحضر"، ولفت الى انه طلب من الوزير صلوخ تحضير بعض الافكار للقمة وقد زودني بها في ما يخص الكلمة التي ستلقى اذا كانت ثمة كلمات، علماً ان المعلومات تشير حتى الآن الى انه ليس ثمة كلمات في الجلسة الافتتاحية". واكد السنيورة ان "الموقف اللبناني تعبر عنه الحكومة، ويجب حسب العرف ان تكون على بينة مما سيقال لأنه سيلزم الحكومة". من جهة اخرى، رجحت مصادر مطلعة ل "الشرق" ان يشارك السنيورة في القمة على ان يغادر الى الخرطوم بعد ظهر الثلاثاء برفقة وفد اعلامي واداري على متن طائرة خاصة، بعد ان يكون لحود توجه الى العاصمة السودانية برفقة الوزير صلوخ قبل الظهر على متن طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط. واشارت المصادر الى ان وفداً بروتوكولياً سبق السنيورة الى الخرطوم لاجراء حجوزات لمكان اقامة الاخير والوفد المرافق له. وكان السنيورة اجرى محادثات في شرم الشيخ مع الرئيس مبارك الذي قابل بعد ذلك نائب الرئيس السوري فاروق الشرع (الخبر في مكان آخر). واستغرق لقاء مبارك والسنيورة ساعة واربعين دقيقة وحضره وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان ووزير النفط سامح فهمي، وأوضح بعده السنيورة انه اطلع الرئيس المصري "على ما يجري في لبنان لا سيما في ما يعود الى اجتماع هيئة الحوار التي قطعت شوطاً مهماً، وحققت تقدماً اساسياً، كما تم التشاور حول مؤتمر القمة العربية". ووصف السنيورة اللقاء بأنه "كان جيداً جداً ومفيداً" لافتاً الى "التلاقي في وجهات النظر الى ابعد الحدود"، معتبراً ان "مصر والمملكة العربية السعودية هما الدولتان العربيتان اللتان كانتا دائماً تقف الى جانب لبنان وتساعداه" وأكد السعي الى "ان تكون علاقاتنا مع الشقيقة سورية جيدة وممتازة، وان لا تكون هناك قضايا معلقة"، وأوضح "ان زيارة الشام يجب ان يكون لها اعداد وترتيب". وكرر السنيورة قوله ان لا مبادرة عربية ولم يخف تناوله مع الرئيس مبارك ملف رئاسة الجمهورية وسبل تنحية لحود من ضمن موضوع الحوار، وأشار الى ان الرئيس المصري سيتشاور مجدداً مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول كل النقاط. ولدى عودته الى بيروت، توجه السنيورة الى المجلس النيابي حيث شارك في جلسة مساءلة الحكومة، وعقد بعدها خلوة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلعه على نتائج محادثاته مع مبارك. ووصل الى بيروت مساء رود لارسن آتياً من عمان، في اطار جولة شملت عدداً من الدول العربية لاجراء مشاورات حول الاوضاع في لبنان والقرار 1559. وأعرب رود لارسن لدى وصوله الى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن سعادته بعودته الى لبنان، وقال "على مدى سنوات عديدة كان النزاع العربي - الاسرائيلي يشكل المحور الوحيد. وهو لا يزال قائماً، وأضيف اليه الوضع في العراق والنزاع حول الملف النووي في ايران الذي يمكن ان يؤثر على توازن القوى في المنطقة". واضاف "هناك ايضاً الوضع الصعب في لبنان والتوتر الديبلوماسي بين لبنان وسورية، لكنني أرى في بيروت بصيص الامل الوحيد الناتج عن الحوار الوطني الذي بدأ اخيراً بين كل الاطراف (...) بتغليب التواصل لا العنف"، موضحاً انه يزور "لبنان باسم السيد الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان من اجل تشجيع الحوار الجاري من دون طرف خارجي وعلى اساس اتفاق الطائف (1989) والقرار 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي (2004)". وقال "للمرة الأولى يشهد لبنان حواراً مستقلاً من دون اي ت
دخل خارجي حيث توضع كل الامور والمواضيع الصعبة على طاولة واحدة من اجل العمل على ايجاد الحلول المناسبة لها من خلال المناقشات البناءة لما فيه خير مستقبل لبنان". ووجه تحية الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لما يبذله من جهود في سبيل انجاح الحوار، وشدد على ضرورة انجاح الحوار والانطلاق من البداية كما هو الحال في كل الأمور للوصول الى اتفاق بين اللبنانيين. وسيبدأ رود لارسن محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين اليوم، وعلم انه لم يأخذ موعداً لمقابلة لحود ما يشير الى ان الأمم المتحدة انضمت الى الدول المقاطعة للأخير. وكان الموفد الدولي اجرى قبل توجهه الى بيروت محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان. وأعلن بيان صادر عن الديوان الملكي ان الملك عبد الله اكد خلال اللقاء دعم بلاده للحوار الوطني القائم في لبنان باعتباره خطوة اساسية في تعزيز وحدة لبنان ومنعته واستقراره"، مشدداً على "ضرورة احترام الجميع لاستقلال لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وعرض رود لارسن خلال اللقاء جهود الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559، واطلع العاهل الاردني على موقف المنظمة الدولية من تطورات الوضع على الساحة اللبنانية. وفي اطار متابعة الاوضاع الانسانية للمخيمات الفلسطينية، يقوم وفد وزاري اليوم بزيارة مخيمات بيروت وصور للاطلاع على اوضاعها ولقاء المقيمين فيها وتحضير افكار حول الحاجات لدراستها، ويضم الوفد الوزراء طراد حمادة، محمد جواد خليفة، خالد قباني وطارق متري. على صعيد آخر، وقع حادث امني بين عضوي "تكتل الاصلاح والتغيير" اللواء ادغار معلوف ونبيل نقولا وموكب تابع للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري على طريق نهر الموت. واتهم نقولا الموكب باعتراض سيارته وسيارة زميله معلوف اللتين تحملان لوحتين زرقاوين اثناء توجههما الى مناسبة عزاء بتكليف من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسط الطريق، وترجل عناصر من الموكب ووجهوا رشاشاتهم نحوهما على الرغم من تعريفهما عن نفسيهما، ثم كادت احدى السيارات الامنية ان تصدم معلوف في حين دفع عنصر امني نقولا. وقال نقولا انه "اتصل بوزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت فلم يجب، كما اتصل بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي نفى علمه بالأمر وطلب منه الحضور اذا اراد تقديم شكوى، ولم يكلفوا انفسهم بارسال احد للتحقيق او الاستماع الى افادتنا". وفي وقت لاحق، اصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً اكد حصول الحادث موضحاً ان "لا علاقة لأي عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلي بالحادث الذي حصل"، وأشار الى ان "الحديث الذي دار بين النائب نقولا واللواء ريفي لم يتطرق الى دعوة النائب نقولا لزيارة اللواء ريفي في مكتبه، او ان يقوم اللواء ريفي بزيارة النائب نقولا في مكتبه او في منزله.
ـ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول ان محادثات شرم الشيخ التي عقدها امس الرئيس مبارك مع كل من الرئيس السنيورة ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع , اثمرت نتائج ايجابية تقضي بعقد قمة لبنانية - سورية موسعة بين الرئيس لحود والرئيس الأسد بحضور اعضاء الوفدين اللبناني والسوري وبرعاية مصرية - سعودية - اردنية , وذلك على هامش القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة السودانية في الاسبوع المقبل . وستتناول المحادثات ضرورة ترميم العلاقات بين بيروت ودمشق وتثبيت لبنانية مزارع شبعا والاتفاق على تبادل التمثيل الدبلوماسي . جاء ذلك في التقارير الواردة الى بيروت والتي حصلت عليها " البيرق" وعلى نتائج محادثات شرم الشيخ التي اكدت انها تناولت التوتر بين لبنان وسوريا والتحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري . واشارت "البيرق" الى ان الخلاف حول مشاركة لبنان في القمة العربية سيطر على جلسة مجلس الوزراء مساء امس برئاسة الرئيس السنيورة الذي لم يتسلم كلمة رئيس الجمهورية بل اطلع على الافكار التي حضرها للرئيس لحود وزير الخارجية فوزي صلوخ , فاستعر السجال بين قوى 14 آذار التي تعارض ذهاب الرئيس لحود والقوى المقابلة . واعتبر الرئيس السنيورة انه من المفترض ان يطلع المجلس على كلمة رئيس الجمهورية في القمة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018