ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم الثلاثاء 28 آذار/ مارس 2006
ـ السفير ـ
رأت "السفير" انه إذا صحت فرضية اعتماد المتحاورين اللبنانيين، وتحديداً فريق "الأكثرية" النيابية، على "حل سحري" للملف الرئاسي يأتيهم من العواصم العربية، فإن المناخات التي تكوّنت لدى المتابعين للاتصالات العربية العربية، وقبلها لدى أكثر من عاصمة أجنبية، هي انعقاد الرهان على طاولة الحوار اللبناني، الأمر الذي أوحى للمراقبين بأن الأمور وصلت على الصعيد الحواري إلى أفق مسدود طالما ليس هناك استعجال لا عربي ولا غربي ولا من الأمم المتحدة على بت الموضوع الرئاسي ولا استعداد لدى فريق "الأقلية" لتقديم "تنازلات مجانية" للفريق الأكثري الذي ورّط نفسه في لعبة مواعيد وربما أسماء، تبين أنها غير واقعية الى حد كبير. فقد انتهت جلسة الحوار، أمس، بعد ساعتين من انعقادها، إلى اتفاق على العودة مجدداً إلى ساحة النجمة بعد أسبوع، وذلك ضمن سقف زمني للحوار لا يتجاوز نهاية شهر نيسان المقبل، علماً أن من التقوا الموفد الدولي تيري رود لارسن شعروا بوجود رغبة بأن تتمدد العملية الحوارية حتى منتصف حزيران المقبل، موعد التقرير النهائي الذي سيرفعه رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مجلس الأمن الدولي. وفي موازاة انفضاض المتحاورين، حزم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حقائبه مساء أمس وتوجه إلى الخرطوم للانضمام إلى الوفد الرسمي اللبناني هناك برئاسة الرئيس إميل لحود، وذلك في ضوء نصيحة مزدوجة من العاصمتين السعودية والمصرية، وإشارة واضحة بالمعنى نفسه من أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اجتمع مساء أمس بالسنيورة في الخرطوم، وقال للصحافيين ان موضوع العلاقات اللبنانية السورية سيطرح في الجلسة المغلقة للقمة بعد ظهر اليوم الثلاثاء. وقالت مصادر في فريق الاكثرية في بيروت ان الرئيس السنيورة "سيدرس بدقة مسألة زيارته الى سوريا في ضوء زيارتي شرم الشيخ والرياض ونتائج اجتماعاته في الخرطوم، وعلى الارجح، فإن موعد الزيارة سيتقرر في غضون الأيام القليلة المقبلة أخذاً بعين الاعتبار التفويض الإجماعي الذي حصل عليه من قبل جميع المتحاورين". وكان لافتاً للانتباه أن قرار السنيورة بالمشاركة في قمة الخرطوم، تسبب بردتي فعل متناقضتين في مؤتمر الحوار، أولى ترحيبية من الرئيس نبيه بري وثانية احتجاجية من قبل النائب وليد جنبلاط، "لأنك ستكون "صفاً ثانياً" وظلاً وراء لحود" كما افادت بعض المصادر المشاركة، مستغرباً بالتالي كيف تطعن الأكثرية بشرعية لحود وترسل برقية إلى المشاركين في القمة، ثم يقرر رئيس حكومة الأكثرية المشاركة في القمة؟ فيما كان لافتاً للانتباه عدم احتجاج رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري على قرار السنيورة وكذلك باقي فرقاء الرابع عشر من آذار، ممن جددوا في الوقت نفسه استعجالهم رحيل لحود وأبرزهم سمير جعجع. ولوحظ أن الرئيس السنيورة نقل للمتحاورين جواً سعودياً ومصرياً داعماً بقوة للحوار وتشديداً على أهمية أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم، واصفاً نتائج محادثاته في شرم الشيخ والرياض بأنها كانت ايجابية للغاية. وعندما سئل حول تفضيل عربي لمرشح معين، اجاب "هم لا يتدخلون اطلاقاً بالتسميات وهذه مسؤولية المتحاورين اللبنانيين". وفي السياق نفسه، جددت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت القول ان القيادتين السعودية والمصرية ابلغتا كل من راجعهما انهما لا تخوضان في الموضوع الرئاسي نهائياً ولا تتدخلان في الشؤون الداخلية اللبنانية وهما تؤيدان كل ما يمكن ان يتوصل اليه المتحاورون في لبنان وليس صحيحاً أن هذه الدولة او تلك تدعم مرشحا بل هما يقفان على مسافة واحدة من الجميع. في هذه الاثناء، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حوار اجراه معه مندوب "السفير" إلى قمة الخرطوم الزميل جورج علم، أن سوريا لا علاقة لها بالملف الرئاسي اللبناني ولا تريد التدخل في الشأن اللبناني الداخلي وعلى اللبنانيين معالجة الأمر بتوافقهم. واضاف أن دمشق رحّبت بالحوار "وهي تريده أن ينجح ولا بد له من أن ينجح لان المطلوب وفاق لبناني حول المسائل المطروحة بين المتحاورين وعندما يتفاهم اللبنانيون لن تعود هناك مشكلة على الإطلاق"، معتبراً أن البداية التي اتسم بها الحوار كانت مشجعة. واعتبر المعلم أن أساس التوافق الجدي بين اللبنانيين اليوم يفترض أن ينطلق مما انتهى إليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي التوافق حول قانون انتخابي جديد يشكل القاعدة والأساس والمنطلق لأي تغيير أو إصلاح كما كان يراه الرئيس الحريري، ناقلا عن الحريري تشديده في آخر لقاء بينهما في بيروت على وجوب اعتماد المحافظة والنسبية، وقال انه بتوافق اللبنانيين على قانون انتخابي يمكن إجراء انتخابات نيابية تشكل استفتاء صحيحا شفافا و"عندها يتولى الممثلون الحقيقيون الجدد للشعب اللبناني مسؤولية التصدي للمشكلات القائمة". وفي موضوع سلاح المقاومة، سأل المعلم "هل من مصلحة لبنان إرسال الجيش إلى الحدود الجنوبية في ظل المعادلة السائدة هناك"؟ محذرا
من انه في حال حصول احتكاك، فان الأمر قد يتطور إلى مواجهة بين جيشين نظاميين، "فهل لبنان الدولة والوطن قادر على الدخول في حرب مع "إسرائيل"؟". وانتقد المعلم ما قدمه موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن "من خدمة لـ"إسرائيل" غداة تحرير الجنوب في العام ألفين، عندما تم ترسيم "الخط الأزرق" على أساس انه خط انسحاب
"وإذ به يقول لاحقا انه خط حدودي"، واعتبر أن مزارع شبعا اليوم ليست لا لبنانية ولا سورية بل واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي "وإذا كان لارسن يريد تثبيت لبنانيتها لدى الأمم المتحدة، ليتفضل ويسحب الإسرائيليين منها وعندها لن تكون هناك مشكلة بين لبنان وسوريا". الى ذلك، عقد، امس، لقاء قمة لبناني سوري في الخرطوم بين الرئيسين اميل لحود وبشار الاسد على هامش القمة العربية التي تبدأ اعمالها اليوم في العاصمة السودانية. وقد بدأ اللقاء موسعا في مقر اقامة الاسد وحضره نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والوزير المعلم وسفيرا سوريا في الجامعة العربية والخرطوم، ثم تحول ثلاثياً بين لحود والاسد والشرع واستمر اربعين دقيقة. ووصف المعلم اللقاء بين الرئيسين بانه جيد جدا، واعتبر ان مسألة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا "شأن يقرره البلدان وليس منصوصا عليه في القرار 1559، "فمن أين يأتي لارسن بهذه الامور"؟ وجدد المعلم القول ان مزارع شبعا لبنانية، ومشكلتها الاحتلال وعدم تنفيذ القرار 425 بالكامل، ولا بد للبنان أن يذهب إلى الأمم المتحدة مباشرة من اجل ذلك. والتقى لحود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي أكد على أهمية الحوار اللبناني وضرورة استمرار الروح الوفاقية التي يتميز بها اللبنانيون. واجتمع لحود أيضا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي موضوع الحوار، قالت مصادر مشاركة لـ"السفير" إنه بعد إلحاح من قبل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على الخوض بأسماء المرشحين الرئاسيين، رد عليه الرئيس بري بانه لا يمانع ذلك "لربما ساعدنا ذلك على الحلحلة"، ولكن الاعتراض الاساسي جاء هذه المرة من النائب وليد جنبلاط الذي قال انه يرفض الدخول بموضوع الاسماء، واضاف: "من دون لف او دوران اريد ان افترض ان الجنرال ميشال عون هو الاقوى مسيحيا، ولكن نريد منه ان يحدد لنا خارطة طريقه، ومفادها تطبيق اتفاق الطائف لان القرار 1559 هو نسخة طبق الاصل عنه يعني لا سلاح فلسطيني ولا مقاومة، وبالتالي ترسيم حدود مع سوريا.. المهم ان نخرج بخارطة طريق ومن يتبناها يكون مرشح المؤتمرين لرئاسة الجمهورية" ولاقى طرح جنبلاط اعتراضا من النائب ميشال المر الذي قال ان الموضوع "لا خارطة طريق ولا برنامج وقد يأتينا عدد من المرشحين ويعلنون التزامهم بالبرنامج او الخارطة. قناعتي ان نضع الاسماء على الطاولة". وقدم النائب ميشال عون مداخلة موجزة اقترح فيها الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، وقال ان الديموقراطية تعطي حلولا، "فإذا لم نستطع ان نغير، فليحل المجلس النيابي نفسه، ولنذهب الى انتخابات نيابية جديدة ليس بالاقدام والاحذية تتقرر خيارات الناس، بل في صناديق الاقتراع". وبعد اخذ ورد سريعين، اتفق المتحاورون على وضع سقف زمني للحوار لا يتجاوز نهاية نيسان وان يترك الموضوع الرئاسي الى "الكولسات" الداخلية والخارجية والمشاورات المارونية.
ـ صدى البلد ـ
كتبت "صدى البلد" تقول ان “المؤتمر الوطني للحوار” عجز في جولته الرابعة عن تحقيق تقدم في بند رئاسة الجمهورية, إلا انه حقق تقدماً في أفكار رئيسية طرحت أمامه على امتداد شهر كامل, وأبرز هذه الأفكار: أولاً: استبعاد الانتخابات النيابية المبكرة التي, كما قال الرئيس نبيه بري, تحتاج الى وقت قد يمتد أكثر من ولاية الرئيس اميل لحود الممددة. ثانياً: استكمال البحث في كل البنود المطروحة خصوصاً سلاح المقاومة لتكون حصيلة التوافق “خريطة طريق” للرئيس المقبل وفي ضوئها يتحدد اسم الرئيس. ثالثاً: تفضيل استقالة لحود ضمن “مخرج لائق” بدلاً من إقالته في تعديل دستوري. رابعاً: اعطاء مهلة تمتد شهراً, حتى نهاية نيسان, للاتصالات المحلية والعربية والدولية, ولمحاولة تسجيل خرق في العلاقات اللبنانية -السورية. وستتضح إمكانات هذا الخرق خلال الساعات المقبلة في ضوء اللقاءات الجارية في الخرطوم حيث قرر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة المشاركة في القمة العربية بعد ان سبقه اليها لحود “بسبب النقص في تمثيل لبنان اذا ما اقتصر الأمر على مشاركة رئيس الجمهورية”. وفور وصولهما الى العاصمة السودانية التقى لحود والرئيس السوري بشار الأسد وأعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم بعد الاجتماع ان “موضوع العلاقات السورية - اللبنانية ليس مطروحاً على القمة”. إلا ان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى كان أبلغ الصحافيين ان موضوع هذه العلاقات “سيطرح في الجلسة المغلقة” بعد ظهر اليوم. وقال المعلم رداً على تصريحات الموفد الدولي تيري رود لارسن ان القرار 1559 لا يتضمن العلاقات الدبلوماسية وترسيم الحدود, مضيفاً ان “مزارع شبعا لبنانية” وعلى لبنان “ان يذهب مباشرة الى الأمم المتحدة”. واشارت "صدى البلد" الى ان فور وصوله مساء أمس الى الخرطوم اجتمع السنيورة الى موسى وبحثا في ترتيبات القمة, ورجحت مصادر عربية ان يحضر السنيورة جلسة الافتتاح اليوم ضمن الوفد اللبناني, ولن تكون له كلمة خاصة كما ذكرت مصادر أخرى. وكانت مصادر في الجامعة العربية قالت ان كلا من لحود والسنيورة سيلقي كلمة خلال الجلسة المغلقة بعد ظهر اليوم. ومن باريس طالب لارسن القمة العربية ب “دفع لبنان وسورية في اتجاه ترسيم حدودهما” مبديا استعداد الامم المتحدة لتقديم “المساعدة التقنية”, ولفت في الوقت نفسه الى ان اتفاقا بين لبنان وسورية “لا يضمن بالتأكيد انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وعلى الأمم المتحدة ان تقنع الدولة اليهودية بالانسحاب”. وبحث لارسن الوضع في لبنان مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي اكد تمسك بلاده بتنفيذ القرار 1559 “ضمان استعادة لبنان سيادته واستقلاله الكاملين”، وكان بلازي التقى وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي اوضح انه “بالنسبة للموضوع اللبناني السوري اعتقد ان هناك تفاهما ونية بين فرنسا وقطر لتهدئة الموضوع مع احترام القرارات الدولية”. وستنضم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هذا الاسبوع الى مشاورات تتصل بالوضع اللبناني - السوري وستلتقي رايس الرئيس الفرنسي جاك شيراك لتناقش معه الوضع في الشرق الاوسط وخصوصا العلاقات بين لبنان وسورية “وهو موضوع عزيز على قلب الرئيس شيراك” كما قال مسؤول كبير في الخارجية. وستلتقي رايس ايضا المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قبل ان تزور بريطانيا. في هذه الاثناء توقع مرجع سياسي خطوات مرتقبة دوليا وعربيا من قبل سورية تجاه لبنان وعلى مستوى الملفات التالية: ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ترسيم الحدود مع لبنان، تأكيد لبنانية مزارع شبعا، التمثيل الدبلوماسي بين لبنان وسورية وتسهيل حل مشكلة رئاسة الجمهورية. وقال: “ان هناك اجوبة على سورية ان تقدمها حيال هذه القضايا”. ورجح المرجع ان يكون الحوار الايراني - الاميركي عاملا مساعدا باتجاه ايجاد حلول سياسية على المستوى اللبناني - السوري، واعتبر ان الموقف الايراني ليس في وارد الانجرار الى التصعيد مع الولايات المتحدة في مرحلة الحوار معها مشيرا الى ان سورية طالبت باعطائها مزيدا من الوقت، من دون ان تتلقى اي تجاوب عربي او دولي لجهة حل القضايا العالقة مع لبنان، وقال المصدر ان “سورية اعطت موعدا لبراميرتس في 8 نيسان المقبل للقاء الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع”.
ـ الديار ـ
قالت " الديار" ان الأنظار تتجه اليوم الى الخرطوم حيث تنعقد القمة العربية، ويؤمل ان تجري على هامشها لقاءات لبنانية ـ سورية رفيعة بدعم عربي واضح جسدته بشكل خاص النصيحة السعودية المصرية المتكررة لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة بوجوب ترطيب الأجواء مع دمشق، والتي انعكست في تصريح رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري امس بالحديث عن تلطيف الاجواء مع سوريا. لا بل ان هذه النصيحة اقترنت ايضاً بنصيحة اخرى جعلت الرئيس السنيورة يقرر المشاركة في الوفد اللبناني الى القمة الذي يترأسه الرئيس لحود، وقد لقي هذا القرار ترحيباً من مؤتمر الحوار الوطني اللبناني باستثناء النائب وليد جنبلاط الذي ابدى تحفظه لجهة عدم جدوى هذه المشاركة، لا بل انتقدها لأن الرئيس السنيورة سيكون في الصف الثاني، وسيسمع كلام الرئيس لحود الذي سيكون مشابها للكلام الذي قاله في المقابلة مع محطة الجزيرة الفضائية. وعشية هذه القمة انعقدت جلسة الحوار الوطني الرابعة امس في مجلس النواب وناقشت مرة اخرى موضوع رئاسة الجمهورية من دون احراز اي تقدم، وتقرر استئناف الحوار يوم الاثنين حيث يتوقع ان يرفع بعد ذلك الى جلسة تعقد قبل نهاية نيسان باعتبار ان الفترة التي تسبق ذلك ستشهد زيارة للرئيس بري الى الخارج للمشاركة في مؤتمرات برلمانية في تركيا وايران، بالاضافة الى مصادفة الاعياد عند الطوائف المسيحية. وحسب المعلومات المتوافرة عن هذه الجلسة التي استمرت لاقل من ثلاث ساعات فان مداخلات متباينة سجلت داخل فريق 14 شباط حول موضوع رئاسة الجمهورية حيث طالب النائب جنبلاط بالتفاهم على خريطة طريق لرئيس الجمهورية الجديد، «لانه لو اتى العماد ميشال عون الاقوى تمثيلاً مسيحياً من دون التفاهم على هذه الخريطة فانه سيكون ادارة للازمة اما الدكتور سمير جعجع فقد كان مستعجلاً على حسم موضوع الرئاسة والا فاننا سنصل الى طريق مسدود، مشددا على التغيير وليس الاسماء. وبدوره شدد النائب سعد الحريري على تغيير الرئيس من دون اغفال دور العرب، داعياً في الوقت نفسه الى عدم تحميلهم مسؤولية الفشل «فاذا فشلنا فنحن نتحمل المسؤولية ولم يطرح اي من المتحاورين اي اسم كمرشح جديد للرئاسة، ردا على الرئيس نبيه بري الذي سأل المتحاورين اذا كان لديهم شيء في هذا المجال او في الصيغة. وحسب المعلومات فان التباين في المواقف داخل صف 14 شباط بدا واضحا من خلال تركيز جنبلاط على «خارطة طريق قبل الرئيس " بينما ركز الحريري وجعجع على حسم موضوع تنحي الرئيس لحود دون الحديث عن مثل هذه الخارطة. وقال احد المشاركين في الحوار ل«الديار " ان جلسة الامس يمكن وصفها بانها «جلسة مراوحة قلقة حول مستقبل بند رئاسة الجمهورية في الحوار " مشيراً الى ان النقاش لم يؤد حتى الآن الى تقدم حقيقي ناتج عن اختراق عربي كان يراهن عليه قبل جلسة الامس. واشارت المصادر الى انه حتى الآن لا توجد مبادرة عربية بالنسبة لهذا الموضوع، ملاحظاً ان التركيز هو على ترطيب الاجواء مع دمشق. وقال «ان ما جرى امس كسب وقت علّ هذه الافكار الذي يعول عليها، اي تطور معين في التحرك العربي، توصلنا الى نتيجة معينة، مع العلم ان المناخ العام حتى الآن ليس في هذا الاتجاه واضاف المصدر ان الانطباع الذي خرج به المتحاورون امس هو انه «لا حل حتى الآن والافضل التأجيل بانتظار جلاء الموقف في الخرطوم وعلى صعيد التحرك العربي وقال: ان الاتصالات واللقاءات التي ستشهدها الخرطوم قد تمهد لزيارة الرئيس السنيورة المقررة الى دمشق. وقد وصف الرئيس بري بعد جلسة الامس موضوع رئاسة الجمهورية بانه «كله عقد بعقد وقال بالنسبة لهذا الموضوع لم نصل حتى الآن الى نتيجة ولا نستطيع ان نتحدث عن مهلة آخر نيسان او آخر اذار او غيرهما. واشار الى انه بدأ تنفيذ البنود التي اتفق عليها المتحاورون مشيرا في هذا المجال الى الموضوع الفلسطيني، والاتصالات المستمرة من اجل الزيارة التي سيقوم بها الرئيس السنيورة الى الاخوة في سوريا. واعلن الرئيس بري استئناف الحوار في جلسة تعقد الاثنين المقبل، وتوقع مصدر مشارك في الحوار ان تكون الجلسة المقبلة مشابهة لجلسة الامس. وقالت "الديار" : ماذا دار في جلسة الحوار؟ في بداية الجلسة «ابتسامة للصورة " بمبادرة من الرئيس بري مستعينا بعبارة كتبت في اول بلدة زوق مكايل: «ابتسم انت في زوق مكايل ثم تبادل «قفشات " حول اللغة العربية (الرئيس السنيورة) والنتائج المحتملة للحوار (بطرس حرب)... اما وليد جنبلاط فمنهمك بمراجعة بعض الاوراق، ربما خارطة الطريق الذي حرص على الاتفاق عليها. وحسب المعلومات المتوافرة من مصادر المجتمعين فإن اول المتكلمين كان الدكتور سمير جعجع الذي أثار موضوع امكانية نقل الحوار من مجلس النواب بحجة افساح المجال امام المطاعم والمحلات للعمل. ثم تحدث عن وجوب اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المدنية، مشيرا الى جولة الوزراء الاخيرة في المخيمات، وما وجدوه هناك.
ثم تكلم رئيس الحكومة بإسهاب عن موضوع المخيمات الفلسطينية ونتائج جولة الوزراء الاخيرة في هذه المخيمات، وما تقوم به الحكومة في إطار تنفيذ قرارات الحوار الوطني. وتناول ايضا نتائج زيارته الى كل من شرم الشيخ والسعودية واللقاء مع كل من الرئيس حسني مبارك والملك عبد الله بن عبد العزيز قبل توجهه الى قمة الخرطوم. ولم يدخل في تفاصيل هذه النتائج، لكن مصادر مطلعة قالت ان السنيورة لم يعد من البلدين بنتائج جديدة مشيرة الى ان الحكومة اللبنانية سمعت نصيحة سعودية متكررة بوجوب ترطيب الاجواء مع دمشق وهو الامر الذي ربما يترجم في الزيارة المقررة للرئيس السنيورة الى سوريا والتي لم يتم تحديد موعدها او بحثها مع المسؤولين السوريين حتى الآن، وقد يحصل ذلك في القمة العربية من خلال اللقاءات الهامشية المتوقعة حولها. وحسب المصادر فقد تناول الرئيس بري بعد ذلك موضوع البحث اي موضوع رئاسة الجمهورية داعيا المتحاورين الى مقاربة هذا الموضوع ان من حيث طرح ما عند كل طرف حول وجهة نظره بالنسبة للبرنامج ام تسمية مرشحين. وتقول المصادر ان الرئيس بري طلب من الحاضرين طرح اسماء اذا كان لديهم اسماء لكنه لم يتلق جوابا واحدا لا بل ساد القاعة صمت وسكون قبل ان يتدخل عدد من المتحاورين للتأكيد على اجراء المزيد من التشاور والمشاورات المحلية وانتظار المزيد من الحركة العربية. ثم تحدث الدكتور جعجع مرة اخرى معرباً عن خشيته من الوصول الى طريق مسدود قائلا: «رح نوصل لطريق مسدود، شو بعد بدنا نبحث؟ ولاحظ الرئيس بري بعد مداخلة جعجع القصيرة انه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن الحائط المسدود، متمنياً أن يخيب ظنه مرة اخرى والاّ نكون امام حائط مسدود. واضاف رئيس المجلس: أنا لا أرى ذلك.. علينا متابعة الحوار، واجراء المزيد من المشاورات خارج طاولة الحوار حول هذا الموضوع. وأخذ العماد عون الكلام فقال: لا شيء في النظام الديموقراطي اسمه حائط أو طريق مسدود، عندما نصل الى مثل هذا الامر يمكن للشعب أن يعود الى خيار الانتخابات النيابية (مطالبة بانتخابات نيابية مبكرة). اضاف عون: لنرجع للشعب والشعب يقرر في انتخابات نيابية وليس بالاقدام والأحذية وانما في صناديق الاقتراع. ورد عدد من المتحاورين بينهم جعجع بأن هناك صعوبة في اجراء انتخابات مبكرة في غياب وجود قانون انتخاب جديد. وتكلم الرئيس السنيورة عن رغبته بالمشاركة في قمة الخرطوم، متحدثاً عن اللقاءات التي تجري مع الدول العربية لا سيما مع السعودية ومصر، وكرر الرغبة في أن تكون هناك افضل علاقات بين لبنان وسوريا انطلاقاً من قرارات مؤتمر الحوار الوطني في هذا المجال وعلى اساس هذه القرارات. وحسب مصادر المتحاورين ان قرار السنيورة المشاركة في قمة الخرطوم لقي ترحيباً من قبل الحاضرين باستثناء النائب جنبلاط الذي ابدى تحفظاً واضحاً على ذلك متسائلا «ماذا سيفعل الرئيس السنيورة؟ هل هي رحلة سياحية للسودان؟ سيتكلم لحود في القمة كما تكلم في مقابلة الجزيرة، وسيكون الرئيس السنيورة في الصف الثاني، «يعني بيقعد مثل خيال ورا لحود ما تؤاخذوني في الكلام وتكلم جعجع مرة اخرى مطالباً الاسراع بتنحية الرئيس لحود، معتبراً أنه ليس المشكلة في البديل. اما النائب سعد الحريري فأكد بدوره على مطلب تنحي الرئيس لحود، لكنه اشار الى متابعة ما سيحصل خلال الاتصالات والمشاورات الجارية مع مصر والسعودية أو في القمة العربية مضيفاً: «بدنا نشوف العرب، لكن اذا فشلنا يجب الاّ نضع الحق على العرب، ففي النهاية نكون نحن من فشلنا وقدم جنبلاط مداخلة حول موضوع الرئاسة: فقال ليست المسألة مسألة اسم او الاسراع في الاتيان برئيس جمهورية جديد بأي ثمن، هذا ليس مقبولاً، المهم أن يكون هناك خريطة طريق للرئيس الجديد، فعلينا ان نقرر أو نتفق على قضايا محددة ونقررها وعندها اي رئيس يأتي يطبق هذه الخريطة. العماد عون هو الاقوى والاكثر تمثيلا للمسيحيين، فاذا جئنا بالعماد عون ولم يكن هناك خريطة طريق متفاهمين عليها، او لم يكن هناك تفاهم على العلاقات اللبنانية - السورية ومزارع شبعا والمشاركة في الحكم وغيرها فان العماد عون نفسه يكون ادارة للازمة. وشدد النائب سعد الحريري مرة اخرى على الاتفاق حول تنحي الرئيس لحود، مشيرا الى ان موضوع سلاح المقاومة نتفق عليه وليس هناك من مشكلة، هذا الموضوع نتفق عليه في ما بيننا، لكن المهم علينا اقرار تنحية الرئيس لحود والاتيان برئيس جديد. وتكلم السيد حسن نصرالله فشدد باقتضاب على موقفه السابق، وسأل ايضا اذا كان لدى الطرف الاخر اسماء او تصور معين، مقترحا الاستمرار في النقاش خارج طاولة الحوار حول الموضوع برمته وخلفياته ايضا، وشدد ايضا على وجوب الالتفات الى مشاكل البلد الاخرى وعدم الاستمرار في التجميد الحاصل. واخذ الرئيس بري الكلام من جديد فأكد في ضوء المداخلات على وجوب اجراء المزيد من التشاور والعودة الى طاولة الحوار يوم الاثنين المقبل، واذا لم
يطرأ شيء ايجابي فانه يصار الى متابعة الحوار في وقت لاحق. وقالت مصادر مشاركة في الحوار ان الجلسة التي ستلي الجلسة المقبلة ستكون قبل نهاية نيسان. باعتبار انه في منتصف نيسان سيكون الرئيس بري خارج البلاد للمشاركة في مؤتمرات برلمانية في تركيا وايران. وتخلل جلسة الحوار امس وقبلها لقاءات جانبية وخلوات منها لقاء جمع الرئيس بري مع السيد نصرالله والعماد عون بحضور النواب: ابراهيم كنعان وعلي حسن خليل ومحمد رعد. وكذلك اجتماع بين الرئيس بري والنائب الحريري على الواقف، وآخر بين العماد عون والنائب بطرس حرب والنائب ميشال المر، ثم تناول عون وحرب بعد الجلسة الغذاء معاً.
ـ النهار ـ
كتبت "النهار" تقول ان الخيط الموصول بين طاولة الحوار التي علقت اعمالها الى الاثنين المقبل، وطاولة القمة العربية في الخرطوم التي تنطلق اعمالها اليوم، يمثل في الواقع ازمة الرئاسة الاولى. وفيما كان الحواريون في ساحة النجمة يقفون امام حائط انجاز بند الرئاسة الاولى، يطل لبنان في العاصمة السودانية برئيس الجمهورية اميل لحود المطعون بشرعيته من اكثرية 71 نائبا وبرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي قرر في آخر لحظة المشاركة "كي لا ينفرد الرئيس لحود بالتمثيل" كما قال في الجولة الرابعة للحوار امس. وفي الخلاصة الداخلية ان الافق نحو انجاز حل لازمة الرئاسة الاولى محدود بنيسان المقبل. اما الخلاصة العربية فعبر عنها رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الذي قال ان العرب "يتمنون افضل العلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، وبالتالي يجب ترطيب الاجواء، وقد يحصل الترطيب بذهاب الرئيس السنيورة الى الخرطوم". غير ان الرياح الآتية من السودان تفيد ان الموقف السوري الاصلي حتى الآن، هو ان "لا علاقة لسوريا بمزارع شبعا" على ما صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعد اللقاء الذي جمع هناك الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس اميل لحود. واضاف المعلم ان المبعوث الدولي تيري رود – لارسن "هو الذي يقول ان مزارع شبعا سورية، وعلى لبنان ان يصحح له هذه المعلومة". وعلم من اوساط الاكثرية النيابية ان الرئيس الاسد استبق لقاءه والرئيس لحود باتصال بينهما من اجل اعداد الاخير كلمة امام مؤتمر القمة تركز على "لبنانية مزارع شبعا، والاشادة بالدور السوري في لبنان، والتمسك بسلاح المقاومة وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194". ولم تفت هذه الاوساط الاشارة الى "ان الموقف السوري المعلن حول مزارع شبعا يحبط الكلام المضمر حول استعداد دمشق لاستقبال الرئيس السنيورة للتحاور معه. وهي تقول سلفا ان ملف الحوار اللبناني وانجازاته ولاسيما ما يتعلق بترسيم لبناني – سوري مشترك لحدود مزارع شبعا مرفوض سلفا عندها". الرئيس السنيورة الذي وصل ليلاً الى الخرطوم في رحلة مستقلة عن الرئيس لحود، باشر لقاءاته باستقبال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. على صعيد آخر وفي معلومات توافرت ل"النهار" حول ما دار في الجولة الرابعة من الحوار الوطني، ان الرئيس بري استهل الكلام بالتركيز على ضرورة مواصلة الحوار. ثم تكلم رئيس اللجنة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" سمير جعجع فأورد احتجاج اصحاب المصالح على الاضرار اللاحقة بهم جراء تعطيل الاعمال في منطقة الوسط. واثنى على قرار الحكومة ايفاد بعثة وزارية الى المخيمات مطالباً بمتابعة الجهد لانهاء الاوضاع اللاإنسانية للفلسطينيين. وتوقف عند حديث وزير الاعلام السوري محسن بلال الى صحيفة "البيان" في دبي والذي جاء فيه "ان المشكلة هي عند اللبنانيين" فطالب برد باسم المؤتمر يتولاه الرئيس بري. وقال الرئيس السنيورة انه لم يذكر "ان وزيراً لبنانياً دخل يوماً الى المخيمات الفلسطينية قبل جولة الوفد الوزاري اخيراً. وفي ذلك تأكيد ان اللبنانيين مسؤولون عن المخيمات لان الارض الموجودة عليها هي لبنانية. وعرض السنيورة للقاءاته والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز فأوضح ان مصر والسعودية تركزان على "الحوار والانجازات التي حققها، باعتبار ان القرارات الصادرة تمثل اجماع اللبنانيين". واوضح ان اجتماعه بالرئيس مبارك جاء قبل لقاء الاخير مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ووصف كلام الشرع بأنه "لم يكن مشجعاً". وقال: "السوريون يقولون اني لم أف بالتزاماتي التي قطعتها عندما زرت دمشق". ولاحظ ان كلام الشرع على مزارع شبعا يناقض كلام الرئيس الاسد في باريس عام 2002. وتابع السنيورة لافتاً الى "تغيّر لهجة الشرع عندما زار الرياض" حيث نقل العاهل السعودي عن المسؤول السوري "تفهماً" للموقف اللبناني وترحيبه بزيارة السنيورة لدمشق". واعتبر رئيس الحكومة انه ليست هناك "مخانقة" بين لبنان وسوريا. ورأى انه يجب ان تحصل خطوات بعد انتهاء قمة الخرطوم "ولكن لكي تنجح يجب التمهيد لها (الخطوات)". وتعهد توفير كل جهد توصلاً الى حل مع السوريين. لكنه قال: "لكن لن اقبل منطق التسويف". وتطرق الى قرار مشاركته في قمة الخرطوم فقال انه "ليس من مصلحة احد ان يكون الرئيس لحود وحده هناك. فكثير من اللبنانيين سيشعرون بأنهم غير ممثلين". وقال الرئيس بري بدوره ان رئيس الوزراء يجب ان يكون موجودا في الخرطوم، فيما اكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ضرورة مشاركة السنيورة في القمة التي هي فرصة للقادة العرب. ورأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط انه لا يتوقع اي نتائج من القمة منبها الى ضرورة الا يكون حضور رئيس الحكومة صوريا. وفي هذا السياق تساءل النائب عما سيكونه موقف الرئيس السنيورة لو اعلن الرئيس لحود موقفا مناقضا للتوجهات السائدة في لبنان، وهل يجب ان يرد السنيورة بكلام آخر؟
وعاد جعجع الى الكلام من زاوية ملف الرئاسة الاولى واصفا اياه ب"المعاناة الكبيرة التي تبين عمق الازمة التي نعيش". واذ لفت الى "ان البعض فكر في الاستعانة ببعض الاشقاء لحل الموضوع" دعا الى "الاتكال على النفس وعدم انتظار القوى الخارجية"، معربا عن الاعتقاد بامكان احداث اختراق في الموضوع وفي موضوع سلاح المقاومة. واعتبر حرب ان الوضع الرئاسي الحالي "مؤذ". وتدخل الرئيس بري ملاحظا ان موضوع الرئاسة الاولى "ليس مطروحا بالحاح على طاولة الحوار". مبديا اعتقاده ان "لا بد من معونة عربية وان يغادر لحود بارادته". وهنا اقترح الحريري تأجيل البحث في موضوع الرئاسة الاولى اسبوعا او اسبوعين "وعندئذ فليتحمل كل طرف المسؤولية عن بقاء لحود. اذ ان عدم بت الموضوع سيؤدي الى دفع البلاد الى احباط كبير. وهناك مشكلة كبيرة في الاقتصاد". ولاحظ ان لحود حاول "فرض نفسه على الحوار من خلال حديثه الى قناة "الجزيرة". واعلن انه "قبل المساعدة العربية يجب ان نساعد نحن أنفسنا". وقال جنبلاط ان المشاركين يتحاورون ب"محبة" لكنه رأى "ان اعضاء المؤتمر فريقان: فريق يطعن بدستورية لحود وفريق لا يطعن بها". ورأى في موضوع الترسيم في مزارع شبعا "تحديا للتشبيح السوري على السيادة اللبنانية". من جهته قال رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان لا طريق مسدودا في النظام البرلماني. واشار الى "وجود ثغرة في هذا النظام تمنع حل مجلس النواب". واشار الى "ان الحل يكمن في الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة لان الصراع يجب ان يكون بالاصوات لا بالاحذية". وعلق جعجع على مداخلة عون فقال انه ليس ضد اجراء الانتخابات لكنه قال "أن ذلك ممكن في ظل رئيس جمهورية جديد وقانون انتخاب جديد". اما بري فقال ان الوقت لاجراء الانتخابات المبكرة "يتجاوز المدة المتبقية من ولاية الرئيس اميل لحود فضلا عن الخلافات في الهيئة الوطنية للانتخابات" واقترح طرح اسماء والاتفاق على اسم بديل. الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال "ان هناك خيارين: "اما ان نكمل بالطريقة التي اعتمدناها منذ شهر ونتكلم فيها بالعموميات و"نكولس" وننتظر اذا ما كان ممكنا الوصول الى نتيجة. وأما نجلس ونطرح اسماء ونحصر المناقشة". وتكلم جنبلاط مجددا داعيا الى البدء بترسيم مزارع شبعا لانها المفتاح لكل شيء. لكن بري عاد واقترح بدء طرح الاسماء. اما حرب فرأى "ان الاولوية للآلية على الاسماء"، فيما قال السنيورة "ان النقاش يدور في حلقة مفرغة"، داعيا الى تحديد شخصية الرئيس المقبل. غير ان جعجع اقترح استكمال جدول الاعمال بالعودة الى بند سلاح المقاومة و"عند التوصل الى اتفاق على كل المواضيع لا يعود اسم الرئيس الجديد مهماً. مشيراً الى اقتراح المبعوث الدولي تيري رود – لارسن بدمج "حزب الله" في الجيش. عندئذ قال جنبلاط ان هناك حلاً آخر هو "دمج الجيش بحزب الله". فعلّق عليه نصرالله مبتسماً: "ندرس الاقتراح، ولا مانع لدينا". واعتبر النائب ميشال المر انه يفضل "بت استقالة الرئيس لحود وهي افضل من الاقالة"، مضيفاً "ان النقطة الحساسة تكمن في التفاهم على اسم الرئيس البديل". وهنا اقترح بري تأجيل الجلسة الى الاثنين المقبل في انتظار ما سيحصل في قمة الخرطوم، على ان يعطي المؤتمر نفسه مهلة شهر "لنرى الى ماذا ستؤدي معونة العرب والكولسة هنا. فاذا لم نصل الى نتيجة نعود فنلتئم للاتفاق على اسم الرئيس البديل. فاما النجاح واما الفشل وانا مستعد لاعلان النتجية اياً تكن". وليلاً، عقد في دارة النائب سعد الحريري بقريطم لقاء جمعه والنائب جنبلاط، في حضور وزير الاتصالات مروان حماده والنائب السابق غطاس خوري عرضت خلاله نتائج الجولة الرابعة من الحوار.
ـ المستقبل ـ
كتبت "المستقبل" تقول ان مسألة رئاسة الجمهورية عادت الى طاولة الحوار في جولته الرابعة أمس، ليتكرّر الإعلان في نهايتها أنها سوف تستكمل في جولة خامسة الإثنين المقبل، من غير تحديد أمد زمني للبحث والبتّ بمصيرها، ما حدا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى اعتبار ان "ثمة كثيراً من تضييع الوقت ولا بد من بت الموضوع بأسرع وقت". المواقف داخل جلسة الساعات الثلاث لم تشهد تبدّلات، بيدَ أنه يبدو أن المتحاورين يأخذون وقتهم، إمّا لأن "الموضوع كلّه عقد بعقد" كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري وإمّا لأنه "حساس" كما قال رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري الذي أكد مع ذلك أن "إميل لحود سيترك القصر الجمهوري وسيأتي رئيس جديد بإذن الله". على أن اللافت في جولة الحوار أمس، كان ما أعلنه الرئيس بري عن زيارة يقوم بها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى دمشق، من غير أن يكشف موعدها، وإن توقعها مراقبون متابعون في الفترة الفاصلة بين انتهاء قمة الخرطوم غداً واستئناف الحوار في جولته الخامسة الإثنين المقبل. وأشار بري الى زيارة السنيورة الى سوريا في معرض حديثه عن المقررات التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني والتي جرى البدء بتنفيذها كالموضوع الفلسطيني، وعن "الاتصالات المستمرة بالنسبة الى المواضيع الأخرى كالعلاقات الديبلوماسية ومزارع شبعا والحدود"، كما قال رئيس المجلس. وفيما حرّك الإعلان عن زيارة قريبة للسنيورة الى دمشق أسئلةً عن التمهيدات العربية لهذه الزيارة، حيث شهد ملفّ العلاقات اللبنانية ـ السورية حركة عربية الأسبوع الفائت، كان البارز أمس اتخاذ السنيورة قراره بالمشاركة في قمة الخرطوم. والأبرز كان السبب الذي على أساسه قرّر رئيس مجلس الوزراء الذهاب الى العاصمة السودانية، وهو أن "اقتصار الأمر على مشاركة رئيس الجمهورية هو بمثابة نقص في التمثيل اللبناني، خصوصاً أن نواب الأكثرية وجّهوا رسالة الى القادة العرب بعدم الاتصال برئيس الجمهورية لأن شرعيّته منقوصة" كما جاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الذي أضاف أن "مشاركة رئيس مجلس الوزراء هي من زاوية تدعيم تمثيل لبنان". هكذا إذاً، يتزامن تأجيل بتّ مسألة رئاسة الجمهورية مع مزيد من الطعن اللبناني بشرعية لحود من ناحية وعزلة متوقعة له في القمة من ناحية ثانية واتصالات لبنانية ـ عربية حول هذا الموضوع وغيره من بنود الحوار اللبناني ومقرراته من ناحية ثالثة. وتجدر الإشارة الى أن جلسة الحوار أمس استمعت من السنيورة الى نتائج زيارتَيه الى المملكة العربية السعودية ومصر خلال الأيام الماضية، ولقاءيه مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك. وإذ رأى أن "موضوع الرئاسة حسّاس جداً ويجب أن نأخذ وقتنا في بحثه"، أكد النائب الحريري "اننا جميعاً نلتقي من أجل حلّ الأزمة بخروج إميل لحود من رئاسة الجمهورية". وقال إن "تمنيّات لحود أن يبقى الى آخر الولاية إنما المؤكد أن هذا لن يحصل وسيترك القصر الجمهوري ويأتي رئيس جديد بإذن الله". ولفت الى أن "الحوار أنجز أموراً عربية ولبنانية كثيرة حتى الآن(..)". من جهته، ابدى جعجع الأسف إزاء "بقاء الوضع حتى الآن على ما هو عليه"، لافتاً الى ان "التقدم المطلوب لا يحصل والحوار لا يتقدم في الموضوع الرئاسي". وقال في تصريح الى ال"ال.بي.سي" ان "البعض لا يزال متريثاً"، مشيراً الى انه "لا تجوز محاولة تحقيق مكاسب او انتظار متغيرات"، وأعلن انه كان يتمنى "ان تكون الجلسة امس الجلسة قبل الاخيرة او الاخيرة"، ملاحظاً وجود "كثير من تضييع الوقت على غير هدى لأن الموضوع الرئاسي هو المكان الذي يمكن تحقيق اختراق فيه (..)". في هذا الوقت، كشف الرئيس امين الجميل عن "اتصالات تجري بعيداً من الاضواء قد تؤدي في وقت قريب الى وضع عناوين المرحلة المقبلة، الأمر الذي قد يسهّل علينا التوافق على شخص الرئيس العتيد (..)". في هذه الأثناء، عاد "التيار الوطني الحر" الى الحديث عن "أزمة سياسية لا تُعالج فقط من زاوية رئاسة الجمهورية". وفي هذا المجال قال عضو تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب ابراهيم كنعان إنه "إذا كان من حاجة الى التغيير فالتغيير هو من أجل إيجاد حلّ"، متحدثاً عن "موقع الرئيس الجديد للجمهورية". ورأى أن "إكمال لحود ولايته مرتبط بالتوافق على طاولة الحوار بشأن التغيير ومواصفاته"، معرباً عن اعتقاده بضرورة "تصحيح الخلل في النظام ثم يأتي موضوع الرئاسة.
ـ الانوار ـ
قالت "الأنوار" ان جلسة الحوار حول موضوع رئاسة الجمهورية ارجئت الى الاثنين المقبل امس، فيما بدأت جلسات اخرى في الخرطوم بعدما تمثل لبنان برأسين في القمة العربية وفق ما قالت وكالة (فرانس برس). وقد بدأ الرئيس اميل لحود لقاءات امس لم يشارك فيها وزير الخارجية (لتعذر الاتصال به) فيما ينتظر ان يجري الرئيس فؤاد السنيورة لقاءات مماثلة. وقالت مصادر في الجامعة العربية انه اذا كان هناك كلمات للقادة، فان كلا من لحود والسنيورة سيلقي كلمة في الجلسة المغلقة لعرض وجهة نظره. وقال الوزير فوزي صلوخ ان الملف اللبناني - السوري ليس مدرجا على جدول اعمال القمة، ولن يبحث في جلسة مغلقة. وكان الرئيس السنيورة قد طرح على جلسة الحوار امس موضوع مشاركته في القمة، وقال الرئيس نبيه بري ان هيئة الحوار (وجدت انه من المفيد ومن المصلحة العليا للبنان ان يقوم بهذه المشاركة). وقد غادر السنيورة مساء الى الخرطوم فيما كان الرئيس لحود قد غادر ظهرا. ولم تسفر جلسة الحوار امس عن اية نتائج في الموضوع الذي تناولته وهو رئاسة الجمهورية. وقال الرئيس بري الذي اعلن تأجيل الجلسة الى الاثنين المقبل ان الملف كله عقد بعقد. وعكست تصريحات المتحاورين صعوبة الامر، فقال الرئيس امين الجميل ان الامور ليست سهلة، فيما قال سعد الحريري المسألة تحتاج الى مشاورات جانبية لأن موضوع الرئاسة حساس جدا ويجب ان نأخذ وقتنا في بحثه. وتحدثت مصادر المتحاورين عن اجواء الجلسة وقالت انها شهدت اولا عرضا من الرئيس السنيورة عن نتائج زيارته الى شرم الشيخ والسعودية، وما يتصل بالعلاقات اللبنانية - السعودية، مشيرا الى ان زيارته دمشق تنتظر نضوج الظروف الخاصة بها. وقالت المصادر انه بوشر بعد ذلك بمناقشة موضوع الرئاسة، فطرح الرئيس نبيه بري موضوع الاسماء خصوصا وان هذا الامر قد طال ويجب ايجاد مخرج، واثار الدكتور سمير جعجع امكانية الاستفادة من الدعم العربي، ملمحا الى تضاؤل فرص الوصول الى حل عربي، وبالتالي البحث في نفس الوقت عن حل عبر طاولة الحوار. واعتبر النائب سعد الحريري ان عدم التوصل الى حل لا يعني تقصيرا عربيا، بل فشل اللبنانيين، مؤكدا في نفس الوقت ان موضوع الرئاسة سيحسم قريبا. وتحدث النائب وليد جنبلاط فرفض ان يكون حل موضوع الرئاسة عبر تسوية عربية، وقال ان المطلوب خريطة طريق ضمن سلة متكاملة، ولا يكفي الاتفاق على اسم الرئيس الجديد لحل المشكلة. واضاف: المطلوب رئيس قوي ويمتلك تمثيلا شعبيا. والعماد عون يمثل اكثرية المسيحيين. وتابعت المصادر ان العماد عون عقب على كلام جنبلاط فقال انه مرشح، ودعا الاخرين الى اعلان ترشيحهم والبحث بالاسماء. واذا تعذر الاتفاق على الرئيس الجديد، فان الحل يكون باللجوء الى اجراء انتخابات جديدة، وهذا اجراء ديمقراطي معتمد في كل البلدان. وقد استمهل عدد من قادة الحوار قبل طرح موضوع الاسماء. وقد تخللت جلسة الحوار نقاشات واسعة حول مشاركة رئيس الحكومة في القمة او عدمها، وشدد عون والسيد حسن نصر الله على ضرورة المشاركة فيما رفض جعجع هذه المشاركة وكذلك النائب جنبلاط الذي قال: ماذا ستفيدنا مشاركة الرئيس السنيورة. فالرئيس لحود سيكرر في القمة ما قاله على قناة (الجزيرة) والرئيس السنيورة سيكون ظله (ولا تواخذوني على التعبير). وقال النائب الحريري ان مشاركة السنيورة تمثل قوى 14 اذار (لأن الرئيس لحود لا يمثلنا). وكان الدكتور جعجع طرح نقل جلسات الحوار الى السراي، غير انه لم يؤخذ بهذا الاقتراح. كما اثيرت خلال الحوار تصريحات المبعوث الدولي لارسن واعتبرها نصر الله تدخلا في الشؤون اللبنانية. وقبل رفع جلسة الحوار كان الرئيس اميل لحود قد غادر بيروت الى الخرطوم على طائرة خاصة، وتبعه ليلا الرئيس فؤاد السنيورة. وقد اجتمع لحود بعد وصوله بأمير الكويت الشيخ صباح الجابر وتمنى له التوفيق في قيادة الكويت. ثم اجتمع بالرئيس بشار الاسد وبعده بالرئيس الفلسطيني عباس. وحضر اللقاء بين لحود والاسد السيد فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم، وسفير سوريا في الخرطوم تركي صقر، وسفير سوريا في الجامعة العربية يوسف الاحمد. وقال بيان باسم الرئيس لحود ان الرئيسين عرضا التطورات الراهنة في لبنان والمراحل التي قطعها مؤتمر الحوار الوطني، وعددا من المواضيع التي تهم البلدين. ثم تحول الاجتماع الى خلوة ثلاثية ضمت الرئيسين لحود والاسد والسيد الشرع. وعلم ان البحث تناول كل المواضيع والمستجدات وسبل معالجة الخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية - السورية اثر انسحاب القوات السورية من لبنان. وعلمت "الأنوار" من مصادر مطلعة ان الرئيس الاسد اعرب خلال اللقاء مع الرئيس لحود، عن اهتمامه بالتقدم الذي احرزه مؤتمر الحوار الوطني، مركزا على اهمية اتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض معتبرا ان في وحدتهم قوة. واضافت المصادر ان الرئيس السوري ابدى استعداد بلاده للمساعدة في كل ما من شأنه ان يعزز وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه، مؤكدا استمرار العلا
قات المميزة بين البلدين الشقيقين. الوزير المعلم وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر ساعة من الوقت، تحدث الوزير المعلم فنفى ان يكون الملف اللبناني - السوري مطروحا في جلسة مغلقة اليوم ووصف المحادثات بين الرئيسين اللبناني والسوري ب (الجيدة). وردا على سؤال قال: ان المبعوث الدولي تيري رود لارسن يمثل القرار 1559، ولا علم عندي بأنه توجد علاقات دبلوماسية او ترسيم حدود في هذا القرار، فمن اين اتى بهذه الامور?. واضاف: هذا شأن يقرره لبنان وسوريا. وعما اذا كانت سوريا ستبادر الى المساهمة في اثبات لبنانية مزارع شبعا، اجاب: نحن من قال ان مزارع شبعا لبنانية ومشكلتها مزدوجة: الاولى تكمن في الاحتلال الذي نسيه الناس بفعل الاعلام اللبناني الذي قال ان سوريا هي العقبة بينما الاحتلال هو العقبة. والثانية تكمن في تذكر ما حصل في العام 2000 عندما قالت لجنة في مجلس الامن ان اسرائىل نفذت القرار رقم 425، بينما في واقع الحال هي لم تنفذه، ووضع انذاك الخط الازرق وهو خط انسحاب وليس خط الحدود لانه لا تزال هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فلا بد للبنان ان يذهب مباشرة الى الامم المتحدة. اضاف الوزير المعلم: ان لارسن هو الذي يقول ان مزارع شبعا سورية، وعلى لبنان ان يصحح له هذه المعلومة. وردا على سؤال حول امكانية موافقة سوريا - في حال طلبت الحكومة اللبنانية - على الاعتراف خطيا بلبنانية مزارع شبعا، لفت الى انه لا يجيب على سؤال افتراضي ولكنه يعلم ان المطلوب هو ان يكون هناك مشكلة بين لبنان وسوريا يعمل على ايجادها اشخاص مثل لارسن وغيره، بهدف ابقاء المشكلة قائمة بيننا. هذا وقالت مصادر الوفد اللبناني ان عدم مشاركة وزير الخارجية فوزي صلوخ في لقاءات الرئيس لحود سببه تعذر الاتصال بوزير الخارجية. وصرح الوزير صلوخ في حديث الى وكالة (فرانس برس) ان القمة العربية ستتضامن مع لبنان في مسألة مزارع شبعا، مشيرا الى ان العلاقات اللبنانية السورية ليست مدرجة على جدول الاعمال. واعلن صلوخ ان القمة لن تتطرق الى مسألة تحسين العلاقات بين لبنان وسوريا، وقال ان الخلاف اللبناني السوري ليس مدرجا على جدول اعمال القمة والقمة لا تدخل في هذه الامور. وتابع يمكن ان يتم البحث فيها في الاحاديث الجانبية وان يحصل تبادل اراء بين رئيسي جمهورية لبنان وسوريا اميل لحود وبشار الاسد. ونفى المعلومات الصحافية التي اشارت الى ان قادة الدول العربية سيعقدون اجتماعا خاصا مغلقا من اجل البحث في العلاقات المتدهورة بين لبنان وسوريا. وقال لا اعرف. لكن لا شيء يبرر هذا الاجتماع: هل مدافعنا مصوبة الى سوريا ومدافع سوريا الى لبنان?. ومن المقرر ان تفتتح القمة العربية اليوم بجلسة علنية وتتبعها جلسة مغلقة. وسيتغيب عن المؤتمر العاهل السعودي الملك عبدالله، والرئيس حسني مبارك وعاهل الاردن الملك عبدالله الثاني، وعاهل المغرب محمد السادس، ورئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان قابوس، والرئيس العراقي طالباني. ويتوقع ان تكون تطورات النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي احد الموضوعات الرئيسية خلال القمة التي تتزامن مع الانتخابات الاسرائيلية. ودعا الرئيس الفلسطيني فور وصوله الى الخرطوم الناخب الاسرائيلي الى التصويت للسلام وحذر من مشروع زعيم حزب كاديما المرشح الاوفر حظا للفوز ايهود اولمرت لترسيم حدود اسرائيل من جانب واحد مؤكدا انه يدق ناقوس الخطر ليقول للعالم اجمع انه لا يمكن قبول مثل هذه الخطط الاحادية الجانب التي لا يمكن ان تأتي بالسلام. وينتظر ان يقر القادة مشروع قرار اخر حول القضية الفلسطينية يرفض خطة ترسيم الحدود الاسرائيلية من جانب واحد التي تبناها رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت المرشح الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الاسرائىلية التي تجرى اليوم. كما سيقر القادة العرب مشروع قرار يؤكد الدور العربي في العراق بعد ان ابدى العديد من الوزراء خاصة وزيري خارجية السعودية والامارات قلقا واضحا من النفوذ الايراني الواسع في هذا البلد، وفق مصادر الوفود. ويدعو مشروع القرار الى سرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تمهد الطريق لخروج القوات الاجنبية من اراضيه. وينتظر ان يصدر القادة قرارا كذلك بالتمديد للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لمدة خمس سنوات اخرى في منصبه. وكان الرئيس بشار الاسد نفى مرة جديدة اي تورط لحكومته في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كما جاء في مقتطفات من مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية (بي.بي.اس). وقال في مقابلة باللغة الانكليزية اجريت في دمشق (لم يهدده احد في سوريا، لا أنا ولا احد آخر ... وهذه ليست طريقتي في التعامل). وعن دور مفترض لسوريا في اغتيال الحريري، قال الرئيس الاسد (اولا، دعني اقول لك اني متأكد ان لا وجود لدليل 100%). وتحدث ايضا عن الحريري باعتباره (صديقا لسوريا). وردا على سؤال عن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في العراق، كرر الاسد تشاؤمه، مقارنا الاجتياح الاميركي بهجوم صدام
حسين على الكويت. واعلن ايضا انه توقع ان تؤدي اطاحة نظام صدام حسين من قبل القوات الاميركية الى (فوضى ومقاومة)، مشبها الوضع الراهن بـ(المستنقع). وحذر بالقول ستنزلقون في مستنقع.
ـ اللواء ـ
قالت "اللواء" انه مرة أخرى، يؤكد أقطاب الحوار حرصهم على إشاعة أجواء من التفاؤل حول طاولة الحوار، وفي أوساط الرأي العام اللبناني، رغم مراوحة جولة الأمس، وهي الرابعة، حول بند أزمة الحكم وملف رئاسة الجمهورية، حيث اكتفى المتحاورون بالتداول في المواصفات العامة للرئيس البديل، في ظل غياب الاختراق العربي للموقف السوري في ملف العلاقات مع لبنان، وبالتالي تأجيل البحث في اسم الرئيس الجديد الى الاثنين المقبل، في انتظار الدخان الابيض عربياً· لكن العرب المجتمعين في قمتهم في الخرطوم، لا يبدو أنهم حسموا أمرهم بعد، أقله بالنسبة الى موضوع العلاقات اللبنانية - السورية، إذ بينما أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إثر لقائه الرئيس اميل لحود الذي وصل امس الى الخرطوم، إن موضوع العلاقات اللبنانية - السورية سيطرح في الجلسة المغلقة للقمة بعد ظهر اليوم، نفى وزير الخارجية فوزي صلوخ ذلك، وإن كان قد أشار الى إمكانية طرح "افكار" في هذا الشأن من خارج جدول الاعمال، وكذلك نفى الامر نفسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم· علماً ان هذا الموضوع كان صلب الاسباب التي دفعت رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى اتخاذ قراره بالمشاركة في قمة الخرطوم، من "زاوية تدعيم تمثيل لبنان"، وعدم ترك الرئيس لحود يمثل لبنان في هذه القمة· وكان لافتاً في جلسة الحوار القصيرة التي انعقدت امس، إجماع المتحاورين على اهمية مشاركة الرئيس السنيورة في القمة تدعيماً لتمثيل لبنان، وتأكيداً على اهمية نقل نتائج الحوار الوطني إلى القمة العربية من خلال احد اطرافه المباشرين الذي يحظى بدعم وتأييد كل أطراف الحوار، وهو ما أكد عليه الرئيس نبيه بري بعد الجلسة، حيث رأى ان مشاركة الرئيس السنيورة هو "امر مفيد"، مشدداً على ان الرئيس السنيورة هو رئيس حكومة لبنان، وليس رئيس اقلية او اكثرية· سبق ذلك نقاش بين المتحاورين حول الموضوع، بعد مداخلة مطولة للرئيس السنيورة الذي اطلعهم على نتائح محادثاته في شرم الشيخ مع الرئيس المصري حسني مبارك وفي الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي تناولت الموضوعات المطروحة على طاولة الحوار، اضافة الى موضوع العلاقات اللبنانية - السورية· ثم أتى على موضوع القمة العربية ومسألة مشاركة لبنان فيها، وطلب استمزاج رأي المتحاورين في شأن مشاركته في الوفد الذي سيرأسه الرئيس لحود· وهنا جرى نقاش بين العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي تحفظ على ان يشارك الرئيس السنيورة الى جانب رئيس غير شرعي وغير دستوري، لكن عون اعترض على هذا الكلام، مشيراً الى ان رئيس الحكومة يشارك في كل الاجتماعات مع الرئيس لحود في مجلس الوزراء، ويجتمعان سوية، وسأل لماذا يجتمعان هنا ولا يجتمعان هناك؟·· ورد جعجع معرباً عن اعتقاده بأن المشاركة ستوفر الغطاء لرئيس الجمهورية فيما نحن نقاطعه· وأيد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط كلام جعجع في المبدأ، لكنه قال انه في هذا الموضوع مع ما يرتأيه الرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري، أنا معهما"·· وقال الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله ان الرئيس لحود رئيس دستوري وشرعي والدعوة وجهت اليه شخصياً، وهذا يعني انه رئيس لبنان، فهو يوقع المراسيم ويحضر جلسات مجلس الوزراء بشكل حقيقي، لذلك نأمل أن يشارك الرئيس السنيورة في القمة وينسق مع الرئيس لحود حول كل المواضيع التي تطرح هناك· وحسب المعلومات، فإن عون طرح الموضوع الرئاسي داعياً الى ايجاد حل له، فأجابه جعجع طالباً منه ان "يمشي" معه في إزاحة الرئيس لحود، لكن عون اجابه ان لحود موجود وهذا الموضوع يحتاج الى توافق، لافتاً الى ان استمرار الاكثرية في مواقفها الحالية، هو الذي يبقي لحود في الحكم، ويمكن ان تمدد ولايته ايضاً!· وهنا تدخل سعد الحريري وطرح مبدأ التوافق على الرئيس مشيراً الى ان هناك اتصالات عربية ورأي دولي يتحرك في هذا المجال، واقترح افساح المجال امام هذه الاتصالات لكي تؤدي الى توافق، مؤكداً اننا لا نستطيع ان نخرج من هذا التوافق· وعاد عون الى الكلام قائلاً: "اذن لنحكي في الاسماء، لماذا نستحي ونخجل، ان مرشح للرئاسة اذا كان لديهم اسماء اطرحوها"· ووافق الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب على فكرة طرح الاسماء· وهنا فاجأ الرئيس بري الحاضرين سائلاً: "هل تريدون طرح اسماء ام يقتصر النقاش في المواصفات العامة؟ وتحدث جنبلاط فأعلن انه لا يؤيد اقالة لحود بأي ثمن، رافضاً أن يتم هذا الامر من خلال تسوية عربية، داعياً الى الاتفاق على "خريطة طريق" تكون بمثابة برنامج رئاسي يترجمه الرئيس المقبل على ارض الواقع· وقال: "ليس المهم الاتفاق على الاسم البديل، اذا لم نتفق على هذه الخريطة، فلو جئنا بالعماد عون الذي يعتبر الاقوى مسيحياً الى رئاسة الجمهورية دون اتفاق مسبق على خارطة الطريق لا نكون قد فعلنا شيئاً· وحسب المعلومات، فإن عون عاد الى الكلام بعد
جنبلاط فأكد ان لا طريق مسدوداً في النظام الديمقراطي، فإذا لم نصل الى نتيجة في هذا الموضوع فلنترك الشعب يقرر من خلال انتخابات مبكرة· ورد الرئيس بري قائلاً: "ان التحضير لانتخابات يحتاج الى وقت طويل، وتكون ولاية الرئيس لحود قد انتهت، وسأل مازحاً: "هل تريدون تمديداً آخر؟!"· ثم اقترح الرئيس بري انتظار المسعى العربي في الوقت الذي يستمر فيه الحوار، للوصول الى مخارج، وان يؤجل الحوار الى الاثنين المقبل، وفي حال لم ننته نكمل في جلسات تعقد بعد العشرين من شهر نيسان المقبل، موضحاً ان سبب تعليق الجلسات طول هذه المدة يعود الى انه مرتبط بموعد سفر الى الخارج في النصف الثاني من الشهر المقبل· وتوقعت مصادر مطلعة ان يتبلور شيء حول الموضوع الرئاسي يوم الاثنين المقبل، مشيرة في هذا الصدد الى الاتصالات العربية التي يفترض ان تكون قد نضجت سلباً او ايجابا· وعزت هذه المصادر عدم احراز اي تقدم على هذا الصعيد، الى انه ناتج عن عدم حصول اي اختراق عربي على هذه الجبهة، حيث انه لا المملكة العربية السعودية ولا مصر ابدتا استعداداً للدخول على خط معالجة الملف اللبناني، بل حرصاً على البقاء في موقع تقديم النصح وطرح الافكار، وما حصل امس لا يعدو كونه محاولة لكسب الوقت لعل تصل هذه الافكار الى نتيجة· واوضحت مصادر المتحاورين ان الفترة الفاصلة عن الجولة الخامسة التي ستعقد يوم الاثنين المقبل ستكون فرصة لاجراء المزيد من الاتصالات والمشاورات على المستويين المحلي والعربي في محاولة لتظهير موقف محدد من الوضع الرئاسي يأتي في ضوء ما ستؤول اليه اللقاءات الجانبية التي ستجري في الخرطوم· ولفتت هذه المصادر الى ان المؤتمرين امام محك احداث خرق في جدار الخلاف القائم حول الوضع الرئاسي في الجولة الخامسة لكي يشكل هذا الخرق في حال حدوثه دفعاً في اتجاه استكمال الحوار بعد عودة الرئيس بري من الخارج· وقد عكس الرئيس بري صورة المأزق الذي لا يزال يتحكم في الموضوع الرئاسي من حيث البحث والنقاش من خلال اشارته في مؤتمره الصحافي في نهاية جولة امس من الحوار الى ان هذا الملف كله "عقد بعقد"، مشدداً على ان لا سقف محدداً لنهاية الحوار، لافتاً الى ان هيئة الحوار رأت انه من المفيد ان يقوم رئيس الحكومة بالمشاركة في قمة الخرطوم، مشدداً على ان الرئيس السنيورة هو رئيس حكومة لبنان ولس رئيس الاقلية ولا الأكثرية· ولم يعط الرئيس بري جواباً واضحاً ما اذا كان هناك نصيحة سعودية بعودة العلاقة مع سوريا، لكنه لفت الى ان هناك قراراً من هيئة الحوار أعلن وهو أن العلاقات بين لبنان وسوريا هي علاقة اخوة واشقاء وقربى وعروبة، وهو امر محسوم ومن أكبر الواجبات الوطنية ان تكون العلاقة بين لبنان وسوريا على افضل شكل لمصلحة البلدين· بدوره أكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ان الملف الرئاسي "حساس جداً"، و"يجب ان نأخذ وقتنا في بحثه"، ونحن نلتقي من اجل حلّ الأزمة بخروج اميل لحود من الرئاسة· وإذ اعتبر ان بقاء لحود حتى آخر ولايته "تمنيات"، فقد أكد ان هذا الامر لن يحصل وسيترك القصر الجمهوري وسيأتي رئيس جديد، مشدداً على ان الرئيس السنيورة هو الذي "يمثلنا في قمة الخرطوم وليس الرئيس لحود"· وأوضح الحريري ان موضوع سلاح "حزب الله" يعود لطاولة الحوار ونحن طول عمرنا مع المقاومة وسنبقى في هذا الخط"· وكان النائب الحريري قد أعلن في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن، انه يرحب بأي مبادرة لترطيب الاجواء مع سوريا، ولفت الى خطأ ارتكبته قوى 14 آذار في التعاطي مع المبادرة العربية سابقاً، مؤكداً ان "المساعي العربية هي دائماً لمصلحة لبنان"· وقال انه "لا يوجد أفضل من العرب للقيام بمحاولة لتطرية الجو مع السوريين وخصوصاً في ملف ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية· واضافت "اللواء" تقول انه ليلاً وصل الرئيس السنيورة الى الخرطوم التي كان سبقه إليها بعد الظهر الرئيس لحود، الذي التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر، ثم انتقل الى مقر إقامة الرئيس السوري بشار الأسد في الفيلا رقم 24 واجتمع إليه في حضور نائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وعدد من المسؤولين السوريين قبل أن يتحول الاجتماع الى خلوة ثلاثية ضمت لحود والأسد والشرع· وذكرت مصادر رسمية لبنانية أن البحث تناول كل المواضيع والمستجدات وسبل معالجة الخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية - السورية اثر انسحاب القوات السورية من لبنان· وقالت مصادر مطلعة في وفد لحود أن الرئيس الأسد أعرب خلال اللقاء عن اهتمامه بالتقدم الذي أحرزه مؤتمر الحوار الوطني، مركزاً على أهمية اتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض، معتبراً أن في وحدتهم قوة· وأضافت المصادر أن الرئيس السوري أبدى استعداد بلاده للمساعدة في كل ما من شأنه أن يعزز وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، مؤكداً استمرار العلاقات المميّزة بين البلدين الشقيقين· أما الوزير المعلم فقد نفى أن يكون الملف اللبناني - السوري مطروحاً في جلسة مغلقة اليوم، ووص
ف المحادثات بين الرئيسين اللبناني والسوري ب "الجيدة"· ورداً على سؤال قال: "إن المبعوث الدولي تيري رود لارسن يمثل القرار 1559، ولا علم عندي بأنه توجد علاقات دبلوماسية أو ترسيم حدود في هذا القرار، فمن أين أتى بهذه الأمور؟"· وأضاف: "هذا شأن يقرره لبنان وسوريا"· وعما إذا كانت سوريا ستبادر الى المساهمة في إثبات لبنانية مزارع شبعا، أجاب: "نحن من قال إن مزارع شبعا لبنانية ومشكلتها مزدوجة: الأولى تكمن في الاحتلال الذي نسيه الناس بفعل الإعلام اللبناني الذي قال إن سوريا هي العقبة بينما الاحتلال هو العقبة· والثانية تكمن في تذكر ما حصل في العام 2000، عندما قالت لجنة في مجلس الأمن أن اسرائيل نفّذت القرار رقم 425، بينما في واقع الحال هي لم تنفذه، ووُضع آنذاك الخط الأزرق وهو خط انسحاب وليس خط الحدود، لأنه لا تزال هناك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فلا بد للبنان أن يذهب مباشرة الى الأمم المتحدة"· أضاف المعلم: "إن لارسن هو الذي يقول إن مزارع شبعا سورية، وعلى لبنان أن يصحح له هذه المعلومة"· ورداً على سؤال حول إمكانية موافقة سوريا، في حال طلبت الحكومة اللبنانية، على الاعتراف خطياً بلبنانية مزارع شبعا، لفت الى أنه لا يجيب على سؤال افتراضي ولكنه يعلم أن المطلوب هو أن يكون هناك مشكلة بين لبنان وسوريا يعمل على إيجادها أشخاص مثل لارسن وغيره "بهدف إبقاء المشكلة قائمة بيننا"· وبدوره تحدث وزير الخارجية اللبنانية فوزي صلوخ في دردشة مع الصحافيين اللبنانيين على هامش مشاركته في حفل الاستقبال الذي أقامه السفير اللبناني في الخرطوم شربل اسطفان على شرف الرئيس لحود في حضور شخصيات سياسية وأبناء الجالية اللبنانية· وقد نفى الوزير صلوخ أن يكون أي ملف لبناني - سوري مطروحاً على جدول أعمال القمة اليوم، مشيراً الى أن أفكاراً يمكن أن تطرح من خارج جدول الأعمال· ورأى الوزير صلوخ أنه طالما أن الحوار اللبناني - اللبناني مستمر فالأخوة العرب يعلقون أي مبادرة تجاهه، أما إذا أخفق الحوار وصار هناك ضرورة لأي مبادرة، فإن لبنان يقبل بها شاكراً· وعن تثبيت لبنانية مزارع شبعا قال الوزير صلوخ: "نحن مستعدون لأن نثبّتها ونحددها ونقدم فيها سجلاً للأمم المتحدة، وهذا موضع بحث ومناقشة مستمرة مع الجانب السوري"· وعن دعوة رود لارسن للجلوس مع سوريا لتثبيت لبنانية المزارع قال صلوخ: "رود لارسن يكتّر خيره ما يعطينا دروس·· فنحن بالغون وناضجون ونعرف أيضاً كيف نعالج أمورنا اللبنانية".
ـ الشرق ـ
كتبت "الشرق" تقول , لقد توزع الاهتمام بالملف اللبناني بين بيروت والخرطوم وباريس وبرلين، متواكباً مع تطورات ومواقف سياسية ابرزها لقاء الرئيسين اميل لحود وبشار الأسد في العاصمة السودانية وانضمام رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى الوفد اللبناني الرسمي الى القمة العربية، ورد رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري على ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن معتبراً ان المهم ليس ما يطرحه الاخير حول المقاومة، بل "ما نطرحه نحن على طاولة الحوار". واللافت في هذا السياق، ارجاء هيئة الحوار بت ملف رئاسة الجمهورية الى آخر شهر نيسان المقبل، افساحاً في المجال، بحسب المتحاورين، للاتصالات والمشاورات الجانبية لحلحلة هذا الملف الذي وضعه مدير الحوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأنه "كله عقد" وأعلن ارجاء الجلسة الى يوم الاثنين المقبل. وأوضح بري ان هذا الموضوع كان الوحيد على طاولة الحوار، لافتاً الى انه لم ينضج بعد رافضاً الخوض في تفاصيله. واشار بري الى ان الرئيس السنيورة اطلع المتحاورين على نتائج زيارتيه الى شرم الشيخ والمملكة العربية السعودية و"قد وجدت هيئة الحوار انه من المفيد ومن المصلحة العليا للبنان ان يشارك في القمة العربية في الخرطوم". وكانت جلسة الحوار استغرقت زهاء ثلاث ساعات وتناولت الملف الرئاسي بشكل عام وسط تباين واضح في وجهات النظر. وعلمت "الشرق" من مصادر المتحاورين الى ان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله طلب الدخول في الأسماء الا ان "فريق 14 آذار" رفض، وشدد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع على ضرورة وجود رئيس قوي يحفظ السيادة والاستقلال، فطلب الرئيس بري ايضاً طرح الأسماء لكن ذلك لم يحصل، وتحول الحوار الى محادثات ومشاورات جانبية. ولاحظت المصادر ان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كان كثير الهدوء، ولفت الجميع بقوله ان النائب ميشال عون هو اكثر من يمثل المسيحيين ولديه خطة تمثيلية قوية، في حين ركز عون "على ضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة من اجل الاصلاح والحل الجذري" معتبراً ان "الحل ليس فقط بالملف الرئاسي وليس هو العقبة"، فرد "فريق 14 آذار" بالقول انه لا يوجد قانون انتخابات جيد، فكان الرد المقابل "انتم من توقفون هذا القانون". وبعد جدل واصرار نصر الله على الدخول بالأسماء ورفض "فريق 14 آذار" هذا الامر حدد بري آخر شهر نيسان لحسم هذا الموضوع فتم التوافق على هذا الأمر. واطلع السنيورة المتحاورين على موضوع مشاركته في القمة، فلقي ذلك تجاوباً واستحساناً، كما طرح موضوع زيارته دمشق التي لم يتحدد موعدها بعد. وبعد الجلسة اوضح النائب الحريري ان مسألة رئاسة الجمهورية تحتاج الى مشاورات جانبية "لأن الموضوع حساس جداً جداً، ويجب ان نأخذ وقتنا في بحثه". وأكد ان الحوار انجز اموراً عربية ولبنانية، خصوصاً في موضوع تحديد مزارع شبعا والعلاقات اللبنانية - السورية، وهذه امور ملحة عند العرب الذين يتمنون افضل العلاقات المميزة بين لبنان وسورية، وبالتالي يجب ترطيب الأجواء، وقد يحصل ذلك بذهاب الرئيس السنيورة الى الخرطوم لأنه هو فعلياً من يمثلنا اما اميل لحود فلا يمثلنا". وعن رأيه في اقتراح رود لارسن دمج "حزب الله" في الجيش اللبناني، اكد الحريري ان "المهم ما نطرحه نحن على الطاولة، لا يهمني ما يطرحه رود لارسن (...) ونحن كلبنانيين نحل هذا الموضوع كما سنحل موضوع رئاسة الجمهورية". ولفت الحريري الى "اننا نتطلع الى ماهية مصلحة لبنان في موضوع المقاومة، وكيف يمكن ان نستفيد منها ومن سلاحها في الدفاع عن لبنان"، وقال "نحن طول عمرنا مع المقاومة وسنبقى في هذا الخط". في غضون ذلك، بدأ الرئيس لحود في الخرطوم التي وصلها امس لترؤس وفد لبنان الى القمة لقاءاته مع عدد من القادة العرب وابرزها لقاء مع الرئيس بشار الأسد في مقر اقامة الأخير. وتم خلال اللقاء الذي حضره نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية فاروق المعلم، وعدد من اعضاء الوفد السوري عرض التطورات الراهنة في لبنان، والمراحل التي قطعها مؤتمر الحوار الوطني وعدد من المواضيع التي تهم البلدين. وتحول الاجتماع الى خلوة ثلاثية ضمت لحود والأسد والشرع، وتناول البحث كل المواضيع والمستجدات وسبل معالجة الخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية - السورية اثر انسحاب القوات السورية من لبنان. وبعد اللقاء وصف الوزير المعلم المحادثات بين الرئيسين اللبناني والسوري بالجيدة. ورداً على سؤال قال المعلم "ان المبعوث الدولي تيري رود لارسن يمثل القرار 1559، ولا علم عندي بأنه توجد علاقات ديبلوماسية وترسيم حدود في هذا القرار" معتبراً "ان هذا شأن يقرره لبنان وسورية". وأوضح ان سورية هي التي قالت ان مزارع شبعا لبنانية، مؤكداً انه "لا بد للبنان من ان يذهب مباشرة الى الأمم المتحدة". وزار الرئيس لحود امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقالت مصادر في الوفد
اللبناني ان عدم حضور وزير الخارجية فوزي صلوخ في الاجتماعات التي عقدها الرئيس لحود مع كل من الرئيس الأسد وامير الكويت يعود لأن المواعيد تحددت بسبب وصول الأسد والصباح الى الخرطوم وتعذر الاتصال بالوزير صلوخ لضيق الوقت بسبب الموعد الذي تحدد فجأة. اما بالنسبة الى لقاء لحود - الأسد فأشارت مصادر الوفد اللبناني الى ان الرئيس الأسد اعرب للرئيس لحود عن ارتياحه للتقدم الذي احرزه مؤتمر الحوار الوطني، مركزاً على اهمية اتفاق اللبنانيين مع بعضهم البعض ومعتبراً ان في وحدتهم قوة للبنان وسورية على حد سواء. وأبدى الرئيس الأسد استعداد سورية للمساعدة في كل ما من شأنه ان يعزز وحدة لبنان وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه، مؤكداً على اهمية استمرار العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين. من جهة اخرى، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر حكومي ان الرئيس السنيورة قرر المشاركة في القمة العربية بسبب "النقص في تمثيل لبنان اذا ما اقتصر الامر على مشاركة رئيس الجمهورية". ولفت المصدر الى الرسالة التي وجهها نواب الاكثرية البرلمانية الى قادة الدول العربية والتي تطعن بشرعية تمثيل لحود للبنان. من جهته، شكر الوزير صلوخ الرئيس السنيورة على قراره المشاركة في القمة، معتبراً ان ذلك "يؤكد وحدة اللبنانيين وان الوفد اللبناني سيكون وفداً واحداً موحداً". وأعلن صلوخ ان القمة العربية "ستتضامن مع لبنان" في مسألة مزارع شبعا، مشيراً الى ان العلاقات اللبنانية - السورية ليست مدرجة "على جدول الاعمال". وقال صلوخ "للبنان الحق في استعادة شبعا، اذا انسحبت اسرائيل فهذا شيء جيد، والا يحق للبنان ولمقاومته استعادة هذه المزارع". وأشارت مصادر الوفد اللبناني الى الخرطوم الى ان هذه الصيغة التي يفترض ان ترد في القرار حول لبنان الصادر عن القمة، تلتقي مع الصيغة التي توصل اليها القادة اللبنانيون خلال الحوار الوطني. وأعلن صلوخ ان القمة لن تتطرق الى مسألة تحسين العلاقات بين لبنان وسورية، وقال ان "الخلاف اللبناني السوري ليس مدرجاً على جدول اعمال القمة والقمة لا تدخل في هذه الامور". وتابع "يمكن ان يتم البحث فيها في الاحاديث الجانبية". ووسط هذه الأجواء الاقليمية والدولية المحيطة بالملف اللبناني، توجه وفد نيابي الى برلين من نواب 14 آذار لاجراء محادثات مع البرلمانيين الالمان من الاحزاب المختلفة ومع مسؤولين سياسيين في المانيا تتناول الوضع في لبنان والمنطقة، مع التشديد على ان بداية خروج لبنان من المأزق الراهن يكون عبر احداث تغيير في رئاسة الجمهورية.
_ البيرق ـ
كتبت "البيرق" تقول , لقد انعكست القمة العربية التي ستنعقد اليوم في الخرطوم واجواؤها على الجولة الحوارية في مرحلتها الرابعة امس هدوءا افتقدته الجولات السابقة , الامر الذي تم تفسيره بوجود رغبة لدى المتحاورين في انتظار ما ستسفر عنه هذه القمة لانها ستتناول الوضع اللبناني والعلاقة اللبنانية السورية في جلسة وربما جلسات خاصة , على هامشها , وكان منها لقاء امس جمع الرئيسين لحود والأسد . وعشية انعقاد القمة , زار الرئيس لحود امير الكويت وجدد له التهنئة على تسلمه مهامه ووجه اليه دعوة رسمية لزيارة لبنان . وكذلك زار الرئيس لحود الرئيس الأسد في مقر اقامته وبحثا المواضيع التي تهم البلدين ثم عقدت خلوة ثلاثية ضمته الى الرئيس الأسد ونائبه فاروق الشرع تناولت المستجدات وسبل معالجة الخلل الذي اعترى العلاقات اللبنانية السورية اثر انسحاب القوات السورية من لبنان . من جهة اخرى , قالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان القمة في حال غاصت بالنقاش في تفاصيل الموضوع اللبناني , فانها قد تتداول فكرة تشكيل لجنة عربية ثلاثية من السعودية ومصر والسودان . تتولى رعاية الوضع الداخلي اللبناني ومشروع تطبيع العلاقات اللبنانية - السورية . الى ذلك , كان مؤتمر الحوار قد رفع اعماله الى الاثنين المقبل لاستكمال النقاش في الملف الرئاسي الذي تطرق اليه امس , وقرر المجتمعون وضع حد لانهاء درس هذا الموضوع في اواخر نيسان المقبل . اما اللافت في الشأن السياسي كان الزيارة المفاجئة للسفير الاميركي جيفري فيلتمان الى بنشعي ولقاءه الوزير السابق سليمان فرنجية الذي استبقاه الى مائدة الغداء . واعلن فيلتمان ان السفارة الاميركية يهمها الاطلاع على آراء كل الفرقاء لا سيما سليمان فرنجية لنقل وجهات النظر المختلفة الى واشنطن والادارة الاميركية حتى تكون لدى واشنطن فكرة شاملة لما هو حاصل في لبنان . من جهة ثانية رد حزب الله على ما اعلنه تيري رود لارسن اول من امس ببيان قال فيه ان رود لارسن انتهك الارادة العامة للدولة بوصف المقاومة ميليشيا واعتبر ان لارسن اشاد لفظيا بالحوار ومقرراته ثم افرغه من مضمونه من خلال عدم الاقرار بالاجماع على لبنانية مزارع شبعا بما يشكل طعنا للحوار.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018