ارشيف من : 2005-2008

‏28 نيسان : الجنرال يقدّم ترشيحه... ويسأل الآخرين عن مرشحهم

‏28 نيسان : الجنرال يقدّم ترشيحه... ويسأل الآخرين عن مرشحهم

عون يعلن الحرب على «احتلال» الأكثرية للدولة ومؤسساتها‏

كتبت ملاك عقيل‏

الصور التي جمعت الرئيس ميشال عون مع «المرشح» للانتخابات النيابية سعد الحريري في قريطم ‏والرابية قبيل الاستحقاق النيابي الاول بعد خروج القوات السورية من لبنان، والاعلان ‏المعمّم من قبل الطرفين»، بالإتفاق على الـ 99% من البرنامج الاصلاحي» بدا بمثابة «المسكنات» ‏في عملية تتطلب علاجا طويلا كان الاستحقاق الداهم وما تلاه من «مناكفات» اعلامية بين ‏الجانبين كفيلة بتحويلها الى ما يشبه الحرب المفتوحة بين التيارين.‏‏

لا تجد لدى كل من «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» من يجاهر علنا بانقطاع الجدل بين ‏الرابية وقريطم، وفي الوقت عينه ما من احد يؤكد حتى الساعة على ضرورة «انعاش» الحوار ‏المتوقف اصلا والذي انقطع الاوكسيجين عنه بفعل انقطاع «لغة الديبلوماسية» والتي ظلّت ‏صامدة نوعا ما الى حين انتهاء الجولة الخامسة من الحوار الوطني في مجلس النواب.‏‏

ولا يبدو ان «السيناريوهات والاشاعات» المنظّمة عن زيارة يعتزم العماد عون القيام بها الى ‏سوريا ومن ثم تحديد موعد زمني لها منفصلة عن «العدّة» التي تساهم في «شحن» العلاقة المتأزمة ‏بين الطرفين. ذلك ان الموقف المعلن للجنرال بعدم امكانية زيارة سوريا وسط الاجواء ‏المتوترة وبدون تكليف من المتحاورين ثم «التشويش» عليه من قبل الاكثرية، بما كان كافيا ‏للإيحاء بأن عون يحزم امتعته تمهيدا لعبور نقطة المصنع!‏‏

ورغم القصف المركز على «نية» رئيس الاكثرية المسيحية بلعب دور ما على الخط اللبناني - ‏السوري بتكليف رسمي فإن «التيار» يدرك بأن نتائج الحوار التي تم التوصل اليها على طاولة ‏‏«الزعماء» في ساحة النجمة لا بد من ترجمتها والعماد عون قد يشكل في مرحلة ما الوسيط لهذه ‏الترجمة استنادا الى ما يملكه من مصداقية وبعيدا عن النهج الثأري ضد سوريا الذي يعتمده ‏فريق الاكثرية.‏‏

ويتصرف «التيار» على اساس ان مرحلة ما بعد 28 نيسان هي غيرها ما قبل هذا التاريخ، ‏وبأن فترة السماح المعطاة للحكومة و«للنهج الحريري» في قيادة البلد قد انتهت، هذا ‏بالتحديد ما يدفع الرئيس عون الى الترويج لمرحلة انتهاج خط المعارضة بعد خروج المتحاورين ‏من مجلس النواب في اخر نيسان.‏‏

والأكيد ان دخوله المباشر في سجال «التيارين» يهيئ لصفحة جديدة من التعاطي السياسي مع ‏من يعتبره عون «الغول الذي يبلع البلد» ووفق اوساط «التيار» فإن النهج العوني سيكون ‏الأقسى منذ الدخول الى الندوة البرلمانية خصوصا بعدما استفحلت قضية «احتلال» المحسوبين على ‏تيار المستقبل للادارات والمؤسسات العامة وكأن البلد تحول الى «شركة تجارية».‏‏

ويقول قيادي في «التيار الوطني» و«صلوا الى الطريق المسدود وارادوا تحميلنا مسؤولية فشل ‏خياراتهم بعد عجزهم عن اسقاط لحود ومن ثم مسؤولية الانهيارات السياسية والاقتصادية التي ‏ستحصل لاحقا نتيجة سياسة هذه الحكومة. اعتقدوا ان بمقدورهم ازاحة لحود وثم وضع البلد ‏كالخاتم في اصبعهم «لكننا لن نقبل بذلك، لن يحكموا لبنان لوحدهم ولن نسمح لهم بذلك...»‏‏

ويؤكد القيادي ان الموضوع لا يقف عند حد انقطاع الحوار مع «تيار المستقبل» او استئنافه ‏‏«الاهم ان نواياهم قد انكشفت، كانوا يقولون كلاما حلوا في الظاهر «ويفلتوا» في الوقت ‏نفسه وسائل اعلامهم «الآن اصبحت المواجهة مفتوحة وبدون قفازات».‏‏

واذا كان «اعلان» 28 نيسان سيشهد اعلانا لطي ملف الرئاسة، وان بشكل غير مباشر، حتى خريف ‏‏2007 ففي روزنامة «التيار» قضية الرئاسة قد تشهد اخر فصولها يوم الجمعة القادم حيث ‏سيعلن عون وفق مصادر مطلعة، ترشيحه رسميا امام المتحاورين داعيا من يجلس امامه الى اعلان ‏مرشحه، ويقول القيادي في «التيار» «لا بد ان يتفقوا بين بعضهم على اسم المرشح ‏ومشروعه... وعندها نصدّق ان عندهم مشروعا سياسيا!‏‏

المصدر: الديار 23 نيسان/أبريل 2006‏

2006-10-30