ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 18 شباط/فبراير 2006
صحيفة النهار :
كتبت "النهار" تقول انه بعد ساعات على اطلاق "قوى 14 آذار" مبادرة اسقاط رئيس الجمهورية اميل لحود اطلت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية، وفي بنودها قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الذي يتضمن بندا لم ينفذ حتى اليوم هو اجراء "عملية" انتخابية حرة ونزيهة في الانتخابات الرئاسية المقبلة (...) وفقا لقواعد الدستور اللبناني الموضوعة من غير تدخل او نفوذ اجنبي".
واذا كان الرئيس بري حدد موعدا لانطلاق الحوار في الثاني من الشهر المقبل فان "قوى 14 آذار" تعمل ليكون تاريخ الرابع عشر من آذار المقبل موعدا مع التغيير في الرئاسة الاولى منطلقة من برنامج تحرك واسع يغطي الساحة الداخلية برمتها. وتعود اللجنة المنبثقة من لقاء البريستول الاخير الى الانعقاد صباح اليوم لدرس سلسلة تدابير ومبادرات تغطي الاسبوعين المقبلين حتى موعد التحرك الشعبي، ومن بينها بحث قانوني في عرائض اقالة لحود وتشكيل وفود تنطلق في كل الاتجاهات من اجل تعميم فكرة التغيير الرئاسي وبحثها، الامر الذي يطرح سؤالا في رأي المراقبين عما اذا كان بند الرئاسة الاولى سيبقى عالقا حتى موعد انطلاق الحوار الذي دعا اليه بري، ام انه سيكون منجزا في ذلك التاريخ، خصوصا ان رئاسة الجمهورية اصبحت اليوم "محور الحوارات" وفق تعبير مصادر في "قوى 14 آذار"؟
وكان الرئيس بري قد عقد بعد ترؤسه اجتماع "كتلة التحرير والتنمية" مؤتمرا صحافيا نوه ب"التوق الى الحوار" لدى "جميع القيادات اللبنانية". واضاف ان لجنة من الكتلة ستجري اتصالات تتعلق بالمشاركة في الحوار "على مستوى رؤساء الكتل او الرؤساء الممثلين للكتل"، موضحا "ان مكان الحوار سيكون في مجلس النواب الى طاولة مستديرة من دون رئاسة". واعرب عن الامل في ان ينتهي الحوار خلال "سبعة ايام او عشرة حدا اقصى". وهو سيكون "تحت سقف الطائف" وبنوده "الحقيقة اولاً ومتفرعاتها (حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري)، القرار 1559 ومتفرعاته، العلاقات بسوريا".
وتابعت "النهار" قائلة انه وسط هذه التطورات، كانت مصادر الرئيس لحود تحمل بعنف على "قوى 14 آذار" وتقول "ان تحضير آلية دستورية لانهاء ولاية الرئيس لحود، يعني عمليا التحضير لانقلاب في البلاد (...)"، واعتبرت ان اللجوء الى الشارع "له محاذير سياسية وامنية"، متهمة فرنسا والولايات المتحدة الاميركية، بممارسة "الضغط" ل"اعتبارات شخصية بالنسبة الى اعضاء في فريق الرئيس جاك شيراك، والى حسابات قديمة بالنسبة الى اعضاء، فريق في الادارة الاميركية".
رئيس مجلس الوزراء، فؤاد السنيورة الذي يترأس عصر اليوم جلسة عادية لمجلس الوزراء في السرايا تجنب الخوض في احتمال مقاطعة وزراء "قوى 14 اذار" الجلسات التي ستعقد في بعبدا. واكتفى ردا على سؤال ل"النهار" بالقول "ان احدا لم يناقش معي هذا الموضوع"، مضيفا "ان لعل فريق وجهة نظره يعكسها في الكلام السياسي". الرئيس السنيورة اوضح ان جدول اعمال الجلسة اليوم حافل. وعلمت "النهار" ان المجلس سيقرر ارسال وفد من القضاة الى نيويورك لتحديد مواصفات المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. اما بشأن مقاطعة وزراء الاكثرية جلسات بعبدا فأوضحت مصادر وزارية ان موقفهم سيترجم اصرارا على تطبيق الدستور واعادة عقد الجلسات في المقر الخاص.
وفي هذا الوقت، كانت بكركي قبلة الاهتمام غداة دعوة "قوى 14 آذار"، وكان لافتاً استقبال البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير مساء امس على التوالي رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس كتلة "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، كما استقبل البطريرك السفير البابوي في لبنان المونسنيور لويجي غاتي. واذ امتنع النائب العماد عون بعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة عن الادلاء بأي تصريح ووصفت أوساطه الأجواء ب"الايجابية"، كانت للدكتور جعجع مواقف مسهبة من تحرك "قوى 14 آذار".
فهو أكد ان موضوع التغيير الرئاسي "يجب ان ينتهي" قريباً لمعالجة ما انتهى اليه موقع الرئاسة الأولى. وأوضح رداً على سؤال "ان البديل سيظهر قبل رحيل الرئيس لحود"، وذلك تجاوباً مع دعوة البطريرك عبر "النهار" أمس الى "الاتفاق على شخص الرئيس الجديد قبل الاتفاق على اسقاط الرئيس الحالي".
رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط أكد العزم على المضي في "تحرك سياسي نقابي شعبي" من اجل بلوغ الهدف باسقاط الرئيس لحود و"الإتيان برئيس جمهورية يحفظ المصالح اللبنانية". واعتبر ان "واجب" الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "انتهى" وان "الدولة وحدها يجب ان تكون مسؤولة عن حصرية حمل السلاح".
واشارت "النهار" انه على صعيد متصل بالقرار 1559، ظهر تحرك اميركي وبريطاني ودولي لافت في اتجاه وزير الدفاع الياس المر، وأعرب سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان عن "القلق" حيال البيان الصحافي الذي صدر عن قيادة الجيش والمتعلق بتسرب السلاح الى لبنان. وقال: "(...) صراحة لا نفهم كيف يمكن هذا النوع من السياسة ان يحسّن وضع لبنان الأمني، وهو يجعل من الصعب علينا تقديم المساعدات التي نود تقديمها الى لبنان في هذا المجال. ان هذا الامر يتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 1559". ورأى فيلتمان في شأن الانتخابات الرئاسية "ان الوقت حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور اللبناني من دون املاءات خارجية". الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن تطرق بدوره الى موضوع الأسلحة وقال: "نحن قلقون". لكنه أوضح انه "اطمأن" الى ما سمعه الوزير المر "وسأنقل توضيحه الى نيويورك".
أما السفير البريطاني جيمس واط فدعا الى "انتشار القوة الأمنية المشتركة في الجنوب تماشياً مع قرارات الامم المتحدة".
صحيفة السفير:
قالت "السفير" ان الاشتباك السياسي تجاوز حدود القصر الجمهوري ومجرد "إلقاء القبض" على إميل لحود، وبدا أن منظومة الضغط السياسي والمعنوي، التي تحاول الاستفادة من دينامية "ثورة الأرز" المتجددة في الرابع عشر من شباط، تصوّب نارها الفعلية باتجاه سلاح المقاومة في إطار "أجندة" خارجية واضحة. ولعل الأكثر "جرأة" في التعبير عن ذلك، هو "الزعيم الفعلي" للأكثرية والناطق الرسمي باسمها، النائب وليد جنبلاط، عندما جاهر علناً، أمس، برفضه الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري قبل تفكيك "حزب الله" أسوة بباقي الميليشيات في العام 1991، مكملاً بذلك روحية "خطاب الثلاثاء"، مع إضافة غير بسيطة تدعو إلى تواصل "مسيرة التغيير" في لبنان وسوريا ومد اليد إلى المعارضة السورية، ولا سيما إلى دروز سوريا مطالباً إياهم بعدم الخضوع لمنطق التخويف من "الإخوان المسلمين".
وعلى الخط نفسه، تابعت "السفير" , وغداة دعوة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس إلى تحرير الرئاسة والمؤسسات السياسية اللبنانية "من ماضيها والتدخلات الأجنبية"، انبرى السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان من وزارة الدفاع في اليرزة، معلنا احتجاج بلاده على البيان الذي أصدرته قيادة الجيش اللبناني قبل يومين والذي أعلنت فيه أن عملية نقل شحنات الأسلحة للمقاومة داخل الأراضي اللبنانية يرعاها البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ملوحاً بأن خطوة من هذا النوع تتناقض والقرار 1559 وتحرم لبنان من المساعدات الأمنية والعسكرية، وقال ان الوقت قد حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور اللبناني وبدون إملاءات خارجية.
في هذه الأثناء، بدا أن فريق الأكثرية قرر المضي في معركة إسقاط إميل لحود إلى النهاية، حتى ولو اقتضى الأمر إعلان الإضراب العام، كما أعلن احد قياديي تيار "المستقبل" النائب وليد عيدو، مساء أمس، فيما كانت رموز أخرى في الأكثرية، وأبرزها "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" تعلن قرارا باسم "وزراء 14 آذار"، وهم أربعة عشر وزيرا، بمقاطعة جلسات القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة إميل لحود اعتبارا من يوم الخميس المقبل، وهي الخطوة التصعيدية الأولى في إطار آلية سيعلن عنها في غضون أيام، الأمر الذي فاجأ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إذ قال لـ"السفير"، ليل أمس، انه لم يبلغ بهذا القرار وهو فوجئ به ولم يطلع على آليته وما إذا كان من الممكن عقد الجلسات في المقر الخاص بمجلس الوزراء في المتحف وبالتالي هل المقصود فقط مقاطعة الجلسات التي تعقد في القصر الجمهوري؟
ورفض السنيورة الخوض في تداعيات هذا القرار على عمل الحكومة ومؤتمر بيروت واحد، لكن بعض الخبراء الدستوريين حذروا من أن القيام بخطوة كهذه يمكن أن يؤدي إلى شل البلد وإنهاكه اقتصاديا، خاصة ان المراسيم والقوانين كلها تحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية. وقالت مصادر قصر بعبدا ان لحود لم يتبلغ من السنيورة قرارا برفض حضور جلسات مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، و"عندما نتبلغ ذلك نقرر الخطوة التالية"، علما بأن الرئيس لحود لم يطلب المداورة في عقد الجلسات في السراي وبعبدا بل طلب ذلك رئيس الحكومة بسبب الاوضاع الامنية. وفيما لم تتمكن قوى الأكثرية من التوصل إلى رؤية متكاملة لإسقاط رئيس الجمهورية، بدا أن آليات الموضوع الرئاسي وطاولة الحوار التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الثاني من آذار المقبل وموضوع سلاح المقاومة والانتخابات الفرعية في بعبدا عاليه، صارت مترابطة، لا بل هناك من حاول مقايضة هذا بذاك عبر إغراء "حزب الله" بالانضمام إلى العريضة النيابية لإقالة لحود مقابل الاستعداد لنقاش قضية سلاحه حسب قول أحد قادة الأكثرية ل"فرانس برس".
كذلك علم ان عروضا موازية قدمت للعماد ميشال عون، سواء عبر ترك الباب مفتوحا أمام "حل وسط" في الموضوع الرئاسي، شرط انضمامه إلى العريضة النيابية، مع تقديم رشوة إليه، عنوانها القبول ببيار دكاش مرشحا عن المقعد الماروني الشاغر في بعبدا عاليه، لا بل إن بعضهم ذهب إلى حد تقديم عرض مفاده أن يكون المرشح إلى مقعد بعبدا هو المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي أثار بعض الشخصيات المسيحية في فريق "الأكثرية". ولوحظ في الوقت نفسه، أن سفراء دول الوصاية الجديدة شنوا حملة سياسية على قائد الجيش العماد ميشال سليمان، على خلفية البيان الاخير الذي اصدرته المؤسسة العسكرية بشان شحنات السلاح للمقاومة. وحاول البعض من قوى الاكثرية إقناع بعض هؤلاء السفراء بتخفيف لهجتهم ازاء العماد سليمان على خلفية قرار النزول الى الشارع لمحاصرة القصر الجمهوري.
وفي هذا الاطار استقبل امس وزير الدفاع الياس المر، الذي عاود ممارسة مهامه في وزارة الدفاع ، السفير جيفري فيلتمان وممثل الامين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن وهما ناقشاه تفصيلياً في مضمون بيان قيادة الجيش، استكمالاً للموقف الذي كان قد عبّر عنه في وقت سابق المسؤول الدولي عن متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي سيزور بيروت في غضون الاسابيع القليلة المقبلة. ورداً على مطالبة لارسن الحكومة اللبنانية بتقديم اجوبة محددة ازاء بيان الجيش، قال الرئيس السنيورة لـ"السفير" ان الامر اصبح في عهدة وزير الدفاع الذي عاد لممارسة نشاطه، "وأنا سأجتمع به اليوم للبحث في هذه القضية باعتبارها في صلب مهامه كوزير للدفاع".
ورفض التعليق على كلام فيلتمان، أمس، وتلويحه بوقف المساعدات للجيش اللبناني. وكانت لجنة المتابعة لقوى الأكثرية قد واصلت مشاوراتها، أمس، من اجل بلورة الآلية السياسية والدستورية والقانونية والشعبية لإقالة لحود. وقالت مصادر بارزة في "تيار المستقبل" إن قرار إقالة لحود نهائي ولا عودة عنه أبداً وسنلجأ إلى كل الوسائل القانونية بما في ذلك الاعتصام والتظاهر والإضراب العام، وهو الأمر الذي أشار إليه صراحة النائبان فؤاد السعد ووليد عيدو الذي أكمل بالقول انه ندر أن تم عزل رئيس في العالم بواسطة الطرق القانونية والدستورية وبالتالي يمكن للضغط الشعبي أن يؤدي مفاعيله في هذا الاتجاه. وعلم أن البطريرك الماروني نصر الله صفير ابلغ، أمس، كلاً من العماد عون والدكتور جعجع، مجدداً، عدم ممانعته في إقالة لحود بالطرق القانونية لا بواسطة الشارع وشرط الاتفاق على البديل وان الخلاف ما زال قائما حول كيفية حل الموضوع الرئاسي.
وجاءت زيارة عون ليل أمس، إلى بكركي، وخلوته مع صفير على مدى خمس وأربعين دقيقة، بعد فترة قصيرة من مغادرة جعجع الصرح البطريركي حيث عقد خلوة مماثلة مع صفير، خرج بعدها للقول انه "مرتاح جدا"، وان القرار السياسي بإقالة لحود قد اتخذ ولا عودة عنه لا بل وضع "على نار غالية وليست عالية"، وان الرئيس البديل سيظهر قبل ذهاب لحود. وقد كان هذا الأمر موضع بحث خلال اللقاء الذي جرى أمس في قريطم بين النائب سعد الحريري ووفد من "التيار" زاره لمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
وعلم أن اللقاء كان مناسبة لدعوة "التيار" للانضمام إلى "الغالبية" لتأمين ثلثي الأصوات في مجلس النواب من أجل تقصير ولاية لحود، فكان رد الوفد بدعوة الحريري إلى الاشتراك في الحوار المزمع عقده وطرح كل الأمور العالقة عبره، لإيجاد حل لها ضمن سلة واحدة، كما قالت مصادر "التيار". وقالت الأوساط القيادية في "التيار" إن خطة الاكثرية لإسقاط لحود "أفقها مسدود بسبب عدم الاتفاق على المرشح والمشروع البديلين، فكيف إذا فشلت أساساً بالمعنى الدستوري وهذا هو الارجح في ظل عدم توافر الامكانيات الدستورية والشعبية الواقعية للإطاحة برئيس الجمهورية". ونبهت الأوساط نفسها الى خطورة استخدام الشارع لإسقاط لحود، لأن هناك في المقابل شارعاً قد يكون أكبر وله رأي آخر في كيفية معالجة ملف الرئاسة، وجددت الدعوة الى إجراء انتخابات مبكرة كحل وسط، وقالت ان هذا الامر ابلغه العماد عون للبطريرك صفير ايضا.
ووصفت مصادر القصر الجمهوري تحرك الاكثرية لإسقاط لحود بأنه "يشكل مغامرة خطرة يمكن ان تدخل البلاد في المجهول". وقالت ان القول بتحضير آلية دستورية لإنهاء ولاية لحود، يعني عمليا التحضير "لانقلاب" ويشكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية، وهو امر يغرق البلاد في حال من اللااستقرار الدستوري تؤدي عمليا الى لااستقرار سياسي وأمني، أي الفوضى الكاملة التي كان لبنان طوى صفحتها بعد اتفاق الطائف. وقالت المصادر نفسها انه لم يعد سراً ان ثمة دولاً تتدخل مباشرة او عبر سفرائها من اجل دفع الاكثرية للتصعيد، ومرد هذا الضغط الفرنسي الاميركي اسباب شخصية وسياسية لها علاقة بمواقف لحود من كل التطورات التي حصلت قبل تحرير الجنوب وبعده.
صحيفة الديار:
كتبت "الديار" تقول وفق معلومات أن غرفة عمليات باتت منشأة في عدة سفارات أجنبية لإدارة المعركة السياسية مع 14 آذار في مجال رئاسة الجمهورية، وفي محاولة لاسقاط رئيس الجمهورية والمعطيات هي الآتية:
1 ـ يتدخل السفير الاميركي جيفري فيلتمان تدخلاً سافراً في السياسة اللبنانية ويتحدث عن مواضيع سياسية وخاصة عن رئيس الجمهورية بطريقة مباشرة.
2 ـ إنشاء غرف عمليات لمتابعة التحرك مع 14 آذار في المعركة السياسية ضد الرئيس لحود.
3 ـ استدعى أركان 14 آذار محركي المظاهرات لديهم لوضع الخطة العملية.
4 ـ رأى جعجع البطريرك مرتين كما زاره العماد عون، وقد نقل جعجع وجهة نظر الأكثرية النيابية.
5 ـ تحفظ البطريرك صفير على إسقاط الرئيس لحود في الشارع.
6 ـ أعلن الرئيس لحود بوضوح أنه لا يمكن أن يتخلى عن ولايته قبل آخر يوم من الولاية.
7 ـ يجري الحديث همساً عن عرض بأن يتولى العماد عون تكملة عهد الرئيس لحود، لكن قانونيين اشترطوا أن يستطيع العماد عون الترشح مرة ثانية بعد انتهاء الولاية.
8 ـ بدأت الأكثرية بوضع آلية دستورية ستطرحها وتتلاقى مع ال 1559 لإقالة الرئيس لحود.
9 ـ قررت 14 آذار أن تأتي مظاهرة اشتراكية من منطقة عاليه، وأن تأتي مظاهرة لتيار المستقبل والقوات اللبنانية حيث يتلاقون على مستديرة الصياد، ويغلقون الطريق ويقطعون طرقات قصر بعبدا، وتجري الإقامة هناك حتى استقالة الرئيس لحود. وفي ذات الوقت الدعوة إلى اضراب عام في لبنان مع إقامة محطات شعبية على مداخل ثكنات الجيش اللبناني كي لا يخرج من الثكنات.
10 ـ دعوة الحكومة بالتخلي عن الدفاع عن رئاسة الجمهورية، ولا يعطي وزير الداخلية التابع لتيار المستقبل أوامره إلى قوى الأمن الداخلي للدفاع ولضبط الأمن والحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية.
11 ـ تجتمع الحكومة وتتخذ قراراً بأنها على الحياد وفق أكثرية التصويت في المعركة بين الرئيس لحود والمتظاهرين، وتطلب من القوى المسلحة عدم التدخل.
12 ـ قام الحرس الجمهوري بإجراء الدراسات الشاملة للدفاع عن القصر الجمهوري وفق فرضيتين: الفرضية الأولى إذا كان الحرس الجمهوري وحده، ووفق فرضية ثانية إذا كان الحرس الجمهوري مشتركاً مع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي في الدفاع عن القصر الجمهوري.
13 ـ بات واضحاً أن بيروت باتت مسرحاً لأجهزة الإستخبارات الدولية و هناك حوالى 600 أجنبي، اوروبي واميركي متواجدون في بيروت كعناصر مخابراتية. وتقول المعلومات أن 200 من الموساد دخلوا لبنان بجوازات سفر أوروبية وعربية لإثارة القلاقل وزيادة الاحداث والمشاكل والإضطرابات.
14 ـ بعدما لم يُثبت التحقيق اي شيء على الرئيس لحود، وبعدما علمت السفارات الأميركية والاوروبية ان لا شيء ضد الرئيس لحود، قررت الانتقال فوراً الى الشارع رغم ان اتفاق 14 آذار مع الدول الكبرى كان الآتي: ـ اجراء انتخابات نيابية.
ـ تشكيل حكومة.
ـ انتظار لجنة التحقيق.
ـ تأليف محكمة دولية، وبعدها إسقاط من يثبت تورطه وقبل المحاكمة. لكن 14 آذار علمت بنتائج التحقيق، وعندما لم يثبت شيء على الرئيس لحود قررت اسقاطه في الشارع.
15 ـ سرت معلومات من مواطنين أبلغوا «الديار "ان جماعة 14 آذار بدأوا بتوزيع سلاح على جماعاتهم بطريقة سرية. كما انه تم رصد بالمناظير الليلية اقتراب زورق اسرائيلي من منطقة الدامور، وجرى إبلاغ القيادات العسكرية والسياسية عن هذا الموضوع. اما بشأن انتشار السلاح فيبدو أن بيع السلاح الفردي قد بدأ لنشر سلاح فردي بين جماعة 14 آذار، خاصة في مناطق الشوف وعاليه، كذلك في بعض المناطق من جبل لبنان، إضافة إلى ما يصل من سلاح إلى مناطق في بيروت ومناطق شمالية من طراز نوعي. تسارعت التطورات في الساعات الماضية بشكل كبير، وكان الابرز دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مؤتمر صحفي عقده في عين التينة الى بدء الحوار في الثاني من آذار المقبل في مجلس النواب من خلال الجلوس الى طاولة حوار مستديرة لا يرئسه أحد.
واتبع رئيس المجلس اعلانه هذا بسلسلة اتصالات مع عدد من القيادات المدعوة للحوار، حيث جرى تحديد مواعيد مع بعض هذه القيادة للجنة النيابية التي شكلها من كتلة التحرير والتنمية من اجل البحث في التفاصيل والترتيبات اللازمة لهذا الحوار.
وأعربت اوساط الرئيس بري عن ارتياحها للاجواء التي سادت خلال هذه الاتصالات مبدية تفاؤلها بحصول الحوار على الرغم من الأجواء التصعيدية التي تعصف بالبلاد، ويشمل الحوار رؤساء الكتل النيابية أو رؤساء الاحزاب لهذه الكتل، وقد توقع رئيس المجلس الا يطول أكثر من عشرة ايام، مجددا تحديد جدول اعمال الحوار بثلاثة عناصر: الحقيقة حول جريمة اغتيال الرئيس الحريري ومتفرعاتها، القرار 1559، والعلاقات اللبنانية ـ السورية انطلاقا من ان لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم ضد سوريا. في هذا الوقت بقي أركان قوى 14 آذار على خطابهم التصعيدي، فأكد النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع على استمرار المعركة لاسقاط الرئيس لحود قبل 14 آذار.
ورد رئيس الجمهورية ان القول بتحضير آلية دستورية لانهاء ولايته تعني عمليا التحضير لانقلاب في البلاد يطيح الدستور ومفاعيله، واتهمت مصادره واشنطن وباريس بالتورط في هذا الأمر. وما أكد ذلك تصريح السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي أعلن صراحة تأييده لحملة قوى 14 آذار، وقال ان الوقت حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتفق مع الدستور اللبناني.
وحول دعوة الرئيس بري لبدء الحوار كتب الزميل محمد بلوط: دقت ساعة الحوار أمس من خلال الدعوة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري للبدء بهذا الحوار في الثاني من آذار المقبل الى طاولة مستديرة كانت احضرت الى المجلس قبل اكثر من أسبوع لتستقر في احدى قاعاته التي جهزت بكل الوسائل اللازمة لتواكب هذه العملية. وكما كان أعلن في وقت سابق وفق نتائج الاتصالات واللقاءات التي أجريت مع الاطراف المعنية والمواقف التي أعلنت من مبادرته، فقد سارع الرئيس بري، بعد اقل من 24 ساعة على عودته من الخارج حيث تابع مستجدات قضية الامام الصدر، الى هذه الدعوة للمباشرة بالحوار في مطلع آذار لتشكل «فسحة الامل " الحقيقية في ظل هذه الأجواء المتشنجة التي تعصف بالبلاد. وفي مؤتمر صحافي عقده لهذه الغاية اعلن الرئيس بري ان الحوار سيكون الى طاولة مستديرة في مجلس النواب من دون رئاسة، وانه شكل لجنة من كتلة التحرير والتنمية لاجراء اللقاءات والاتصالات من اجل بحث التفاصيل المتعلقة بالحوار الذي سيكون على مستوى رؤساء الكتل النيابية او رؤساء احزاب هذه الكتل اي على مستوى «باب أول حتى لا يأخذ الحوار مجالا أكثر، مقدرا ان لا يتعدى العشرة أيام.
وأكد رئيس المجلس «ان الحوار لا يمس كل ما ورد في الطائف، وبالتالي هو تحت سقف الطائف، والموضوعات التي يتناولها لم يرد على ذكرها في الطائف باعتبارها طرأت بعد ذلك وهي: اولا الحقيقة ومتفرعاتها، وثانيا القرار 1559 ومتفرعاته، وثالثا العلاقات مع سوريا بعد التطور الذي حصل وانطلاقا من ان لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم بعداء مع سوريا ورحب الرئيس بري بطرح اي موضوع في الحوار بعد الانتهاء من جدول الاعمال الذي حدده، ورفض التعليق على المواقف من موضوع رئاسة الجمهورية. وبعد بضع ساعات اجرى الرئيس بري سلسلة اتصالات بعدد من القيادات المعنية للحوار وقالت مصادر مقربة منه ل "الديار" انه جرى تحديد مواعيد مع بعض الاطراف وان رئيس المجلس مرتاح للاجواء ولردود الفعل التي تلقاها خلال الاتصالات. وعلم من مصادر مطلعة ان المدعوين للحوار هم: رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ورئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري، رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، الامين العام ل "حزب الله " السيد حسن نصر الله، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، الرئيس امين الجميل، والرئيس نبيه بري بصفته رئيسا لكتلة التحرير والتنمية وحركة «امل ولم يتضح بعد كيفية تمثيل الارثوذكس، والارمن، والكاثوليك او الكتل الصغيرة مثل كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي، او الاحزاب الممثلة بنائب واحد مثل التنظيم الشعبي الناصري الذي يمثله في الندوة البرلمانية النائب اسامة سعد، اما في خصوص نواب لقاء قرنة شهوان فمن المرجح تمثيلهم ايضا بنائب يعود تسميته اليهم. والمعلوم ان طاولة الحوار المستديرة تتسع لعدد من المحاورين يتراوح بين 12 و14 محاوراً. وقالت مصادر نيابية قريبة من الرئيس بري ان دعوة رئيس المجلس الى اطلاق الحوار تضع الجميع امام مسؤولياتهم وتشكل نقيضا للغة التشنج والتصعيد التي ارتفعت مؤخرا بشكل جنوني، واضافت ان هذا الامر يجعل الدعوة ملحة بل وواجبة، مشيرة الى ان مبادرة الرئيس بري ليست موجهة الى الاطراف السياسية التي ستجلس الى طاولة الحوار فحسب بل هي من اجل جميع اللبنانيين الذين يرفضون بالتأكيد عودة اجواء الحرب والذين اكتووا من نارها على مدى اكثر من 17 عاماً. واضافت ان دعوة الرئيس بري لم تأت من فراغ بل جاءت ترجمة للمواقف المعلنة من جميع الاطراف التي رحبت بالمبادرة وبالحوار، اضافة الى ما لاقته من تأييد عربي ان على صعيد ما صدر عن الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى او على صعيد مواقف المسؤولين المصريين والسعوديين. كما جاءت الدعوة لتشكيل المفتاح الحقيقي لمعالجة هذا الاحتقان الكبير الذي بات يحاصر اللبنانيين، ولتعبر بوضوح عن كل فعل اكبر بكثير من الصرخة ضد لغة الحرب. من جهة اخرى اعتبرت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية ان القول بتحضير آلية دستورية لانهاء ولاية الرئيس لحود يعني عمليا التحضير لانقلاب في البلاد يطيح الدستور ومفاعيله ويشكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية ورأت المصادر ان اصرار فريق سياسي على احداث التغيير الجذري في لبنان بمعزل عن افرقاء سياسيين اخرين لهم تمثيلهم الشعبي وحضورهم السياسي يؤدي الى ضرب ميثاق العيش المشترك وبالتالي فهو ينشئ حالة انقسامية تنسحب على كل المجالات مما يؤدي فعليا الى دفع البلاد نحو الهاوية. واذا اعتبرت المصادر المقربة من رئيس الجمهورية ان اخطر ما في طرح قوى «14 آذار هو تهديدها بتحريك الشارع لتحقيق الانقلاب المزعوم،رأت ان مثل هذه الخطوة مغامرة يتحمل مسؤوليتها اركان هذه القوى لان اللجوء اليها له محاذير سياسية وامنية، فهو يمكن ان يستتبع سياسياً ردود فعل من مقامات روحية وافرقاء سياسيين يعارضون توجه 14 آذار وسبق لهم ان اعلنوا رأيهم في وضوح وفي مقدمهم البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، كما انه -وحسب المصادر نفسها - يمكن ان يتفاعل امنياً اذا ما حاول بعض المشاركين القيام باعمال شغب تستهدف القصر الجمهوري. واوضحت المصادر انه لم يعد سراً ان ثمة دولاً تتدخل مباشرة او عبر سفرائها من اجل دفع «قوى 14 آذار "الى التصعيد السياسي والامني لان المهلة الزمنية التي يمكن لهذه الدول ان تتحرك فيها لاحداث الانقلاب المطلوب في لبنان، قاربت على الانتهاء، وان التقارير التي وردت من باريس مثلاً تتحدث عن شهر ايار كحد اقصى لقدرة فريق الرئيس جاك شيراك استعمال نفوذه ووضع كل ثقله لدعم حصول الانقلاب الموعود. وتشير مصادر قانونية ان لا آلية دستورية لاسقاط رئيس الجمهورية لا سيما ان المواد الواردة في الدستور واضحة وغير قابلة للبحث. واشارت المصادر الى ان المادتين 76 و77 من الدستور نصتا بوضوح على كيفية اعادة النظر في التعديل بعد الكلام الذي اثير عن اسقاط رئيس الجمهورية وذكرت المصادر بأن رئيس الجمهورية هو من يحلف اليمين للمحافظة على الدستور معتبرة انه
واضح لجهة حق رئيس الجمهورية في حل مجلس النواب اذا اصر الاخير على اجراء تعديلات يرفضها الرئيس بعد عرضها على مجلس الوزراء. وبالنسبة الى اصرار الاكثرية الوزارية على عقد جلسات مجلس الوزراء في المقر الرئاسي في المتحف تجنباً للقاء الرئيس لحود فاكدت المصادر ان رئيس الجمهورية وحسب الدستور يستطيع ان يترأس جلسات مجلس الوزراء ساعة يشاء وذكرّت بان اول من بادر الى طرح عقد جلسات مجلس الوزراء مداورة بين القصر الجمهوري والقصر الحكومي كان الرئيس فؤاد السنيورة. من جهة اخرى يتوقع ان يعقد قريباً لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة للبحث في عدد من المواضيع ومن بينها مسألة عقد جلسات مجلس الوزراء بالاضافة الى موضوع استقالة الوزير حسن السبع، كاشفة عن اتصال جرى بين الرئيسين فور عودة الرئيس السنيورة من روما. وختمت المصادر بالتأكيد ان الدستور ينص ايضا على ان جدول اعمال مجلس الوزراء يلزم التشاور بين الرئيسين على بنوده. وتعليقاً على التطورات ابدى البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ل "الديار" دعمه للتفاهم بين كل القيادات على ايجاد مخرج سياسي يؤمن الاستقرار للبلاد لان المرحلة تتطلب اعلى درجات المسؤولية في التعاطي مع الامور. وابدى البطريرك صفير مباركته لمساعي التوافق الجارية في بعبدا - عاليه ضمن المصلحة الوطنية والاطر الديموقراطية مبدياً دعمه للتفاهم بين كل المسؤلين ومن بينهم العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع ضمن اوسع تفاهم وطني. وتحفظ البطريرك عن الاجابة على ما يمكن ان يتخذه من موقف اذا ما نقل اقطاب 14 اذار معركة اسقاط الرئيس لحود الى الشارع وقال: ساعتها لكل حادث حديث. وجدد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قوله أن لا استقرار في البلاد ما دام رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في الرئاسة وبأن هناك مسؤولية بأن يكون هناك رئيس لبناني يحافظ على الدستور اللبناني وعلى الاستقلال اللبناني وعلى سيادة لبنان واصفاً اياه بانه «ليس رئيساً لبنانياً واضاف جنبلاط في حديث اذاعي «نقول للسيد حسن نصرالله ان واجبه انتهى وسلاحه قام بالدور، دور تحرير الجنوب، لكن موضوع مزارع شبعا التي عليها مناقشة اذا كانت سيادتها للبنان ام السيادة لسوريا عليها مناقشة، ولا لزوم للسلاح فيما يتعلق بمزارع شبعا. نقول للسيد حسن نصرالله القرار 425 طبق وفق الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة لاحقاً عندما كان لبنان تحت نظام الوصاية خرجت ما يسمى قضية مزارع شبعا، هذه القضية الخلافية تحل بدون سلاح في المحكمة الدولية بعد أن تقر الحكومة وتثبت لبنانيتها. وتابع جنبلاط: لذلك نقول للسيد حسن وبهدوء جداً وليس بالصراخ وهو ايضاً احياناً يصرخ في خطاباته وفي مناسباته السياسية وغير السياسية، نقول له، نشكره على دوره، ولكن موضوع السلاح انتهى. وحدها الدولة يجب ان تكون مسؤولة عن حصرية حمل السلاح. ومساء امس زار رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع البطريرك صفير في بكركي. وجدد جعجع بعد اللقاء القول ان ملف رئاسة الجمهورية سينتهي قبل 14 آذار المقبل معلناً أن اسم البديل سيطرح قبل رحيل الرئيس لحود. واشار جعجع الى انه خرج مرتاحاً من لقائه مع البطريرك صفير وانه بحث موضوع رئاسة الجمهورية مع البطريرك. وقال «لن نخرق القانون لكن كل شيء له حل وأمس أعلن السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان بعد لقائه نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر صراحة عن تأييده لحملة قوى 14 آذار لاسقاط رئيس الجمهورية. وقال «ان الوقت حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور اللبناني ومن دون ان تكون هناك اي إملاءات خارجية وأعرب فيلتمان عن «قلقه حيال الذي صدر عن قيادة الجيش اضاف «هذا النوع من السياسة يجعل من الصعب علينا تقديم المساعدات التي نود تقديمها الى لبنان على الصعيد الأمني اما على صعيد انتخابات بعبدا - عاليه فقد عقد مساء أمس اجتماع بين النائب جورج عدوان وبين رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون تمحور حول صيغة التوافق التي يجري السعي اليها، وقد دخل رئيس حزب الكتائب الوزير السابق كريم بقرادوني على خط تسريع صيغة التوافق من خلال طرحه لبعض القوى في المنطقة الدكتور شارل شرتوني كمرشح توافقي بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية.
صحيفة المستقبل :
كتبت "المستقبل" تقول انه غداة الاجتماع الموسّع لقوى 14 آذار في البريستول والذي أكّد أولويّة إنهاء الولاية الممدّدة لرئيس الجمهوريّة إميل لحود ووضعها في إطار معركة استكمال السيادة وتحقيق القرار الوطني الحرّ، علمت "المستقبل" أنّ لجنة المتابعة التي اجتمعت أمس في مكتب النائب بطرس حرب، عكفت على إعداد نصَّي عريضتين، الأولى هي العريضة التي يوقّعها النوّاب اعتباراً من اليوم وتوجّه إلى رئيس المجلس النيابيّ نبيه برّي مطالبة بإنهاء ولاية لحود، والثانية يوقّعها نوّاب من المجلس النيابي السابق تؤكّد تعرّضهم للإكراه في التصويت للتمديد للحّود، ما يعني أنّ التمديد جرى فرضُه من ناحية، وأنّ أكثرية الثلثين الضرورية لإقرار قانون تعديل الدستور آنذاك لم تكن متوافرة فعلاً.. من ناحية ثانية. كذلك، بدأت قوى 14 آذار مناقشة الآلية التي ستقترحها للسير في عمليّة التغيير الرئاسيّ، وعُلم في هذا المجال أنّ الآليّة التي ستستند إلى جانب دستوريّ، ستركّز بنسبة عالية على الضغط الشعبيّ لدفع لحود إلى الرحيل من بعبدا. في هذا الوقت، وبالتزامن مع استنفار قوى 14 آذار حول أولويّة إسقاط لحّود، حدّد الرئيس برّي يوم الخميس في 2 آذار المقبل موعداً لبدء الحوار الوطنيّ.
وشدّد برّي على أنّ "الحضور سيكون باب أوّل"، موضحاً أنّه "على مستوى رؤساء الكتل النيابية أو رؤساء الأحزاب الممثّلين للكتل"، وأن "مكان الحوار في المجلس النيابي على طاولة مستديرة من دون رئاسة". وإذ أمل أن يتوصّل الحوار إلى نتائج في 7 إلى عشرة أيّام، لفت رئيس المجلس إلى أنّ "الموضوعات التي يتناولها الحوار هي التي لم يرد ذكرها في الطائف"، وبما أنّ "الحوار تحت سقف الطائف"، فقد حدّد برّي الموضوعات بأنّها "الحقيقة ومتفرّعاتها، القرار 1559 ومتفرّعاته، العلاقات مع سوريا على قاعدة أنّ لبنان لا يُحكم من سوريا ولا يُحكم بعداء مع سوريا". ولم يشأ برّي التعليق على مطالبة 14 آذار باستقالة رئيس الجمهورية ولم يدرج الموضوع الرئاسي ضمن بنود الحوار أصلاً.
والجدير بالذكر أنّ اجتماع البريستول أوّل من أمس اعتبر في المداولات التي أجراها أنّ مسألة التغيير الرئاسي غير قابلة للمساومة وأنّ حسم رحيل لحود موضوع منفصل، ولا بدّ من حصوله قبل الحوار، وأنّ الاتصالات من جانب 14 آذار سوف تركّز ليس على "مبدأ" التغيير الرئاسي بل على كيفيّة حصوله. وفي اتّصال مع "المستقبل"، لم يخفِ الرئيس برّي أنّ "الأوضاع معقّدة" قبلَ أن يضيف أنّ "لا خلاصَ إلا بالحوار". ورداً على سؤال عما إذا كان يرى أن ثمة تناقضاً بين قوى 14 آذار المركّزة على أولوية إسقاط رئيس الجمهورية والحوار، قال برّي "لا تناقض، وهل أستطيع أصلاً أن أمنعَ أحداً من أن يقول ما يريد أو يناقش ما يريد". وأوضح بالقول "طرحت المواضيع التي لم يلحظها الطائف، وإذا أدخلت أيّ مواضيع جديدة على جدول الحوار بعد أن حدّدتها، أخشى من "كان مان"".
غير أن برّي الذي شبّه الحوار في مجلس النواب ب "لوزان لبنانية أو جنيف لبناني"، أمل أنّه "عندما يجتمع القادة مع بعضهم على مدى أسبوع، يكون هناك جوّ آخر، ويتمّ اختراع حلول". وقال رئيس المجلس إنّه أجرى اتصالات أمس مع رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ومع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميّل والنائب بطرس حرب، وأكدّ أنّ "المواقف كانت مرحّبة بالدعوة إلى الحوار". غير أنّ ما لم يقله برّي بشأن موضوع الرئاسة، لفتت إليه أوساط غير بعيدة منه، فقالت إنّ "الرئيس برّي تحدّث غير مرّة عن سيرِه خلف البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير في المسألة الرئاسية. والبطريرك صفير إذ ينتقد بقاء الرئيس لحّود في بعبدا، يطرح في المقابل الاتفاق على البديل قبل فتح المعركة". وتستنتج الأوساط أن "ما يطرحه البطريرك ليس بسيطاً".
إلاّ أن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط وضع أمس ما يشبه "دفتر الشروط" على "ظروف" الحوار، فتوجّه إلى الرئيس برّي بالقول ان "لا حاجة إلى الحوار بما أنّنا متفقون مع الرئيس برّي على سقف الطائف وهو من أركان الطائف"، الأمر الذي ردّ عليه برّي بالقول "هو وأنا لم نكن في الطائف وبحاجة إلى الحوار". واعتبر جنبلاط أنّ "الحوار غير متكافئ مع فريق معيّن يمتلك قدرات على تفكيك مناطق كاملة في مواجهة الدولة"، وقال إن "الحوار يكون عندما يقبل هذا الفريق بإعادة النظر في تركيبته الأمنيّة"، مضيفاً أنّ "الحوار في النهاية على ماذا؟، لبناء الدولة أم للتعطيل؟، دولة أو لا دولة؟". ورأى ان "الحوار هو لتثبيت الدولة وشرعيّة الدولة وسلطة الدولة. أمّا إذا كانت الدولة تقف عند حدود الضاحية والمخيّمات والجنوب فليس هناك دولة".
وإذ أكّد رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" أنّ "الرئيس الحالي ليس رئيساً لبنانياً"، وأنّه "طالما أنّ لحّود أداة في المحور السوريّ ـ الإيراني، فلن تكون للبنان راحة ولن يطبّق الطائف"، خاطب الأمين العام ل "حزب الله" السيّد حسن نصرالله بالقول "إنّ دور السلاح انتهى. والدولة وحدها يجب أن تكون مسؤولة حصراً عن حمل السلاح"، مضيفاً أن "لا لزوم للسلاح في ما يتعلق بمزارع شبعا. والقرار 425 طُبّق"، ودعاه إلى "احترام الطائف، وأن يتمّ إرسال الجيش إلى الجنوب، والتأكيد على اتفاقية الهدنة"، واصفاً مزارع شبعا بأنها "مسمار جحا لأسر لبنان في محور سوري ـ إيراني لا مصلحة لنا فيه أبداً"، مشدّداً على أن "ليس هناك شيء مقدّس إلا الوطن اللبناني، ونرفض الأحلاف على حساب الوطن(..)".
من جهته، أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي زار بكركي مساء أمس والتقى البطريرك صفير وبحث معه موضوع رئاسة الجمهورية أنه "مرتاح جداً من نتائج اللقاء". ورأى أن "لا شيء ليس له حلّ طالما هناك قرار سياسي وإرادة سياسية". وشدّد على أن "موضوع رئاسة الجمهورية يجب أن ينتهي في أقرب فرصة وهو موضوع على نار أكثر من حامية ومصمّمون على إنهائه قبل 14 آذار". ولفت إلى أنّ "البديل سيظهر قبل ذهاب اميل لحّود". وحذّر جعجع لحّود من التهديد بأنّ عنوان إسقاطه يعني مشروعاً انقلابياً، وقال إن "الانقلاب حصل في 3 أيلول 2004 مع التمديد". وكان جعجع في اتصال مع "صوت لبنان" أكد أن "الإنقاذ لا يمكن أن يتمّ إلا من رأس الهرم نزولاً"، وقال "نحن مصمّمون نهائياً وكلياً على تصحيح وضع رئاسة الجمهورية". وأضاف أنّ "كل ما تسمح به القوانين وكلّ ما هو سلمي سنقوم به. وبالتأكيد لا يمكن للرئيس لحّود الاستمرار في بعبدا". وكرّر "أقول بالتأكيد لن نسمح باستمرار الوضع"، معلناً أن "ليس مطلوباً تعديل وزاري، بل المطلوب التوجّه إلى بعبدا(..)".
يشار إلى أن رئيس "تكتّل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون زار البطريرك صفير مساء أمس أيضاً ولم يدل بأيّ تصريح، فيما استقبل رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري وفداً مشتركاً من "التكتل" و"التيار الوطني الحرّ". في هذه الأثناء، أشار السفير الأميركي جيفري فيلتمان إلى أن "موقفنا من الرئاسة واضح". وقال "كنا من الداعمين للقرار الدولي 1559 الذي يدعو إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة". وأعرب عن اعتقاده أن "الوقت قد حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور من دون إملاءات خارجية(..)".
صحيفة الأنوار :
قالت "الأنوار" ان الاتصالات واللقاءات تكثفت حول موضوع رئاسة الجمهورية امس، في وقت قالت فيه مصادر قصر بعبدا ان تحرك (قوى 14 اذار) لاسقاط رئيس الجمهورية، يشكل مغامرة خطرة ويعني عمليا التحضير لانقلاب يطيح بالدستور والقوانين. وقد سارع الرئيس نبيه بري امس الى تحديد يوم 2 اذار المقبل موعدا لانطلاق الحوار الوطني، وحدد مواضيع هذا الحوار والمشاركين فيه، فيما قام وفد من (التيار الوطني الحر) بزيارة رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري. وكان لافتا مساء امس زيارة قام بها الدكتور سمير جعجع الى بكركي ولقائه البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، ثم تبعتها زيارة مماثلة قام بها العماد ميشال عون. وفيما امتنع رئيس (تكتل التغيير والاصلاح) عن الادلاء بأي تصريح، اكد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية على انهاء ملف رئاسة الجمهورية قبل 14 اذار، معلنا ان هناك بدائل كثر للرئيس لحود، وان اسم البديل سيعرف قبل رحيل لحود. ورفض جعجع الافصاح عن موقف البطريرك الذي كان نقل عنه امس انه يدعو الى اعتماد الطرق القانونية ويعارض اسقاط رئيس الجمهورية بضغط من الشارع. في هذا الوقت واصلت (قوى 14 اذار) تحركها وعقدت لجنة التنسيق فيها اجتماعا امس على ان تعقد اجتماعا آخر اليوم. وقالت مصادر ان اللجنة تبحث عدة صيغ قانونية لانهاء ولاية رئيس الجمهورية، لكن الصيغة المرجح اعتمادها هي التالية:
الآلية الدستورية: 14 شباط - 14 اذار 2006
مرحلة اولى: اعلان من قوى اغلبية نواب الشعب عن آلية دستورية هدفها انتخاب رئيس جديد بشكل حر ونزيه قبل الرابع عشر من آذار لاعادة الدستور المقوض بالتمديد القسري في 3 ايلول 2004 الى عهده، ولاعادة لبنان الى كنف الشرعية الدولية، واعتبار قوى الاغلبية النيابية ان صلاحيات رئيس الجمهورية قد انيطت وكالة بالحكومة القائمة عملا باحكام المادة /62/ من الدستور.
مرحلة ثانية: توجيه نواب هذه القوى عريضة الى رئيس المجلس تعلمه فيها رسميا بخلو سدة الرئاسة دستوريا بحسب المادة /74/ من الدستور وتدعوه الى عقد جلسة فورية لتلاوة هذه العريضة امام المجلس مجتمعا وللتصويت عليها اذا اقتضى الامر.
مرحلة ثالثة: تعيين رئيس المجلس موعدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية تماشيا مع المادة /73/ من الدستور، وفي حال امتناع رئيس المجلس، يجتمع المجلس فورا وبحكم القانون بالارتكاز مجددا الى احكام المادة /74/ من الدستور.
مرحلة رابعة: يتابع المجلس مع رئيسه، وبرئاسة نائبه في حال استمرار امتناع رئيس المجلس عن الحضور، عملية انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة اي عمل اخر، عملا بالمادة /75/ من الدستور، الى ان ينتخب وفقا لترتيبات المادة /49/ رئيسا للدولة من بين المرشحين المعلنين. واضافت "الأنوار" , لقد كان الرئيس نبيه بري اعلن في مؤتمر صحافي امس، انه حدد يوم الخميس في 2 اذار المقبل موعدا لبدء الحوار الوطني، وشكل لجنة من كتلة التحرير والتنمية لاجراء الاتصالات اللازمة، (لبحث التفاصيل الاخرى المتعلقة حتى بالاقامة وبضرورة ان يكون الحضور على مستوى رؤساء الكتل او الرؤساء الممثلين للكتل، بمعنى ان يكون رئيس الحزب او رئيس الكتلة موجودا حتى لو لم يكن نائبا، يعني (باب اول). مجالا اكثر باعتبار ان الاجراءات التي سنقوم باخذها سواء في ما يتعلق بالاقامة والطعام وكل شيء نأمل ان شاء الله) وامل بأن تنتهي جلسات الحوار خلال سبعة او عشرة ايام كحد اقصى، مع الاشارة من الآن حتى لا يقع اي لبس او ابهام او غموض او محاولة لأن يكون هناك غموض او لبس او ابهام، الى ان الحوار لا يمس كل ما ورد في الطائف، وبالتالي هو تحت سقف الطائف، والموضوعات التي يتناولها لم يرد ذكرها في الطائف، ولا يمكن يكون ذكرها ورد في الطائف، باعتبار انها طرأت بعد ذلك وهي: الحقيقة اولا ومتفرعاتها، ثانيا القرار 1559 ومتفرعاته، وثالثا العلاقات مع سوريا، بعد التطور الذي حصل كما تعلمون وانطلاقا كما قلنا من ان لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم بعداء مع سوريا. في هذا الوقت، زار امس وفد من (تكتل التغيير والاصلاح) و(التيار الوطني الحر) رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، وقال اللواء عصام ابو جمرا (ان كل ما قيل في 14 شباط متعلق ب 14 شباط، وبالنسبة الينا يهمنا امر واحد هو الاستقرار في لبنان، وحل المشاكل دون اي تشنج. ونتمنى الا تصعد الامور اكثر، وان تحل بالطرق الحوارية).
وكانت مصادر قصر بعبدا شنت هجوما مضادا على التحرك الذي بدأته قوى 14 اذار لإسقاط رئيس الجمهورية، وقالت: (ان هذا التحرك يشكل مغامرة خطرة يمكن ان تدخل البلاد في المجهول، لا سيما اذا ما ارتكز هذا التحرك على الشارع لتعذر تحقيقه عبر المؤسسات الدستورية). وقالت المصادر (ان القول بتحضير آلية دستورية لإنهاء ولاية رئيس الجمهورية، يعني عملياً التحضير (لانقلاب) في البلاد يطيح بالدستور ومفاعيله وبسائر القوانين والأنظمة المرعية الإجراء، ويشكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية). هذا، وتحدث الوزير السابق سليمان فرنجيه مساء امس في حديث الى محطة ال "ان.بي.ان عن تظاهرة ساحة الشهداء وقال: هناك منبر استغل في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الحريري، وتحرز المخاطرة الامنية من اجله للقيام بتعويم لموقف سياسي او موقع سياسي. واضاف: هناك كلام قيل ولا اعتبره مشروع وفاق وبناء دولة في البلد، ولا اريد القول انه مشروع فتنة، بل اراه مشروع الذهاب نحو المجهول. وعلى ماذا نراهن? وسئل ما مصلحتهم في القيام بشيء يخسرونه، فاجاب: اخشى انه لم يعد لديهم شيء يخسرونه. وانا خائف ان هذا الرهان اما يربح او يخسر.
وهذا الرهان يستطيع القيام به الشخص بشركة او ببورصة لكن لا يستطيع القيام به بشعب. وحول تفاعل الشعب معه، قال: حتى لو تفاعل الشعب، اذا وضع فيلم ثقافي على التلفزيون يحضره عشرة في المئة، واذا وضعت فيلم دعارة يشاهده خمسون في المئة، لكن لا يعني ذلك ان فيلم الدعارة جيد. واجب السياسيين ان هذا الشعب هو رعايا ومستقبلنا ومستقبل اولادنا يجب ان نأخذه الى الطريق الصحيح، ومع احترامي للذين وضع سعد الحريري يده بيدهم، فان تاريخهم لا يبشر بالخير في المراهنات. ولو كان يأتي منهم الخير لما دخلوا الى السجن.
وحول دعوة الحوار التي اطلقها الرئيس بري، قال: سمعنا المبادرة التي اطلقها الرئيس بري واعلم ان الرئيس بري حليفنا، واعلم انه محرج تجاه الاكثرية النيابية. نحن في الآخر ممثلون بالرئيس بري وبحزب الله وبالتيار الوطني الحر، وبكل حلفائنا. وانا اشفق على ما يسمى بالاكثرية النيابية التي لو لها ثقة بنفسها لما خافت محاورة الاخرين لكنها خائفة. الشعب اعطانا شرعيتنا. نحن نمثل شريحة كبيرة من الشعب، وعدم الاعتراف بقوتنا هو عدم الاعتراف بالناس. وكنت ارى ان سعد الحريري اكبر من ان يخاف سليمان فرنجيه وعندما يذكر كلام في 14 شباط قاله سليمان فرنجيه فهذا يدل الى اي مدى هم خائفون? وسئل هل تقبل بحوار لا تكون مشاركا به? فاجاب: اذا جرى غدا اجتماع وطني بدوني واتفاق وطني وخروج من المأزق الذي نحن فيه، اعتبر ان حقي وصلني. وحول من يمثله، قال: يمثلني كل حلفائنا من التيار الوطني الحر الى حركة امل الى حزب الله الى كل الموجودين في فريق حلفائنا. واقترح سليمان فرنجيه اجراء لقاء مع الدكتور سمير جعجع والحوار معه في بكركي عند البطريرك صفير معتبرا ان بكركي المكان الاصلح للقاء.
صحيفة صدى البلد :
كتبت "صدى البلد" تقول انه على وقع احتدام "معركة الرئاسة" كهدف اول لقوى "14 آذار" اطلق الرئيس نبيه بري حوارا "باب أول" بين رؤساء الكتل النيابية في مجلس النواب حدد له موعدا في الثاني من آذار المقبل. ورفض بري لدى اعلانه عن هذا المشروع الحواري الدخول في اي حديث عن موضوع التغيير الرئاسي. وعشية الاعلان عن حصيلة مشاورات التوافق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" زار كل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بكركي مساء امس. وذكر ان البحث ينحصر باسمين, النائب السابق بيار دكاش والنقيب شكيب قرطباوي، الا ان جعجع الذي خفف من قيمة انتخابات بعبدا - عاليه ركز على اولوية اقالة رئيس الجمهورية وطلب اليه "الانتباه" الى الكلام الصادر عن مصادر الرئاسة امس وفيه تهويل باحتمال الصدام في حال حصول تظاهرات تطالب باقالة الرئيس اميل لحود. وفيما اعتبر جعجع ان "لحود انتهى" جدد النائب وليد جنبلاط التأكيد على اولوية التغيير الرئاسي معتبرا ان لا ضرورة للحوار بوجود الطائف, ورد بري قائلا: "انا ووليد جنبلاط لم نكن في الطائف لذلك يجب ان نشارك في الحوار".
وتابعت "صدى البلد" تقول ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود لم يتأخر كثيراً في الرد على دعوة "قوى 14 آذار" لاسقاطه فاعتبر انها تحضر لانقلاب "يطيح بالدستور" وضرب "ميثاق العيش المشترك" وحذر من "تحريك الشارع" واحتمالات الصدام معتبراً ان دولاً "تتدخل مباشرة" من أجل التصعيد السياسي والأمني متحدثاً عن تقارير "ترد من باريس تتحدث عن شهر أيار كحد أقصى (...) لإحداث الانقلاب المطلوب". وردت "قوى 14 آذار" مؤكدة سيرها في خطة التغيير ونبه الدكتور سمير جعجع الرئيس لحود الى كلامه قائلاً في رد على سؤال حول تحذير لحود من مخاطر الصدام: "اذا كان لحود يهدد بشكل غير مباشر فلينتبه الى ما قاله". وجدد النائب وليد جنبلاط قوله ان "لا استقرار في البلاد ما دام لحود في الرئاسة" معتبراً ان "القرار 425 نفذ وعلى "حزب الله" تسليم سلاحه". وأضافت "قوى 14 آذار" الى حملتها ضد لحود نقطة جديدة تمثلت بإعلان جعجع ان لا اجتماعات للحكومة بعد اليوم في بعبدا. في هذه الأثناء اطلق الرئيس نبيه بري مبادرته الحوارية وحدد لها موعداً في الثاني من آذار المقبل,
وأجرى بري اتصالين بكل من جعجع والعماد ميشال عون للتأكيد على الحوار وهو قد يلتقي أحدهما او كليهما قريباً. وأكد بري ان "مكان انعقاد المؤتمر سيكون في المجلس النيابي على طاولة مستديرة من دون رئاسة". وحدد مواضيعه بالآتي: أولاً - الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومتفرعاتها. ثانياً - قرار مجلس الامن الرقم 1559 ومتفرعاته. ثالثاً - العلاقات اللبنانية - السورية على قاعدة "ان لبنان لا يحكم من سورية ولا يحكم بعداء مع سورية". وشدد بري على ضرورة ان يكون الحضور في المؤتمر "باب أول" أي "على مستوى رؤساء الكتل النيابية او الرؤساء الممثلين للكتل بمعنى ان يكون رئيس الحزب او رئيس الكتلة موجوداً حتى ولو لم يكن نائباً".
ورفض بري التعليق على موضوع التحرك الذي اعلنته "قوى 14 آذار" لاطاحة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وأكد ان الجميع "راغبون في الحوار". وعلق على رفض رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الحوار في ظل سلاح "حزب الله" وقوله ان لا ضرورة للحوار مع بري كونه مشاركاً في الطائف ويعترف به, وقال: "انا وهو لم نشارك في الطائف, ولذلك نحتاج الى الحوار". وعلمت "صدى البلد" ان القيادات التي ستشارك في الحوار هي رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائب جنبلاط ورئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل ونواب يمثلون طوائف الروم الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن. وقالت مصادر معنية ان منظمي المؤتمر قد يواجهون صعوبات في تحديد تمثيل الطوائف الارثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية, فالبارز ارثوذكسياً نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائبان ميشال المر وغسان تويني. وكاثوليكياً هناك رئيس الكتلة الشعبية النائب ايلي سكاف, والوزير ميشال فرعون وآخرون, اما أرمنياً فهناك أربعة أحزاب أرمنية ويفترض ايجاد صيغة لتمثيلها في الحوار. وقالت مصادر قريبة من الرئيس بري ل"صدى البلد" انه بدعوته الى الحوار "انما وضع القيادات السياسية امام مسؤولياتها الوطنية فلتبادر الى أخذ موقعها ودورها لانجاز هذه المهمة التاريخية لأن التاريخ لن يرحم أحداً". وردت أمس مصادر رئاسة الجمهورية على التحرك الذي بدأته "قوى 14 آذار" لاسقاط رئيس الجمهورية العماد اميل لحود قبل نهاية ولايته الدستورية في 24 تشرين الثاني 2007 فاعتبرت ان هذا التحرك "يشكل مغامرة خطرة يمكن ان تدخل البلاد في المجهول خصوصاً اذا ما ارتكز هذا التحرك الى الشارع لتعذر تحقيقه عبر المؤسسات الدستورية".
وقالت هذه المصادر: "ان القول بتحضير آلية دستورية لإنهاء ولاية الرئيس لحود يعني عملياً التحضير لانقلاب في البلاد يطيح بالدستور ومفاعليه وبسائر القوانين والأنظمة المرعية الاجراء" ورأت "ان اصرار فريق سياسي على احداث التغيير الجذري في لبنان بمعزل عن أفرقاء سياسيين آخرين لهم تمثيلهم الشعبي وحضورهم السياسي يؤدي الى ضرب ميثاق العيش المشترك الذي نص عليه الدستور". واعتبرت هذه المصادر ان أخطر ما في طرح "قوى 14 آذار" هو تهديدها بتحريك الشارع لتحقيق الانقلاب المزعوم. وقالت "ان ثمة دولاً تتدخل مباشرة او عبر سفرائها من أجل دفع "قوى 14 آذار" الى التصعيد السياسي والأمني. الا ان جعجع الذي زار بكركي مساء أمس والتقى البطريرك صفير نبّه الى ان "البعض ينقل عن لسانه مواقف" وان صفير يرفض الخوض في الردود, واذ أكد ان "لحود انتهى" أضاف: "اذا كان يهدد بشكل غير مباشر فلينتبه الى ما قاله".
ورد على اتهامات الدعم الخارجي قائلاً: "الدعم لدينا كبير جداً وهو الذي ظهر في 14 شباط". وقال: "لن نخرق القانون... والذي يريد بقاء الرئيس لحود فليرفع يده".
وفي حديث سابق الى "صوت لبنان" قال جعجع: "نحن لا نقبل ان يكون هناك فيتو على أحد - في موضوع الرئاسة - خصوصاً على العماد ميشال عون (...) لكن الكثير من الأمور تتوقف عند مواقف عون" مؤكداً ان "لا شروط للقبول بعون رئيساً, انما كل شيء مفتوح على الحوار والبحث". ومساء أمس زار عون بكركي واجتمع الى البطريرك صفير وهو كان أوفد وفداً يمثله التقى النائب سعد الحريري.
صحيفة اللواء :
قالت "اللواء" ان الأسبوع المزدحم بالتطورات والمواقف الملتهبة انتهى الى تطوّر بارد، تمثّل بإعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعد الحوار الوطني في الثاني من آذار المقبل، في وقت بقيت فيه الاتصالات لوضع قرار قوى الرابع عشر من آذار بإسقاط رئيس الجمهورية، ضمن مهلة تنتهي في 41 آذار المقبل، مستمرة بزخم كبير، الى حدٍّ وصفه رئيس الهيئة التنفيذية ل "القوات اللبنانية" سمير جعجع بأن الملف موضوع على "نار غالية"، بما يؤشر الى ضغوط سياسية كبيرة تُمارس على الرئيس إميل لحود لدفعه الى التنحي، رغم التحفظ الذي أبدته كتلة "الوفاء للمقاومةَ"، حيث استغرب مصدر في الكتلة ل "اللواء" عدم قيام أطراف 41 آذار، بإطلاعها على قراراتها في شأن الرئاسة الأولى، على اعتبار أن الكتلة مع حلفائها تشكل أكثر من ثلث المجلس النيابي، مؤكداً أن "حزب الله" وحلفاءه في حركة "أمل" و"التيار العوني" لن يوافقوا على أية خطوة لا يشاركون فيها· كذلك رد الرئيس لحود، عبر مصادر مطلعة في بعبدا، باتهام خصومه في قوى 41 آذار بالتحضير "لانقلاب" يطيح بالدستور، ويشكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية· وهدد لحود، عبر المصادر إياها، معارضيه بالرد بالقوة على التظاهرات الشعبية في حال اقتربت من قصر بعبدا، مشيراً الى احتمال وقوع مواجهة "نعرف كيف تبدأ ولا أحد يعرف كيف يمكن أن تنتهي"، ملوحاً بإغراق البلاد في فوضى أمنية وسياسية واقتصادية· وفي المقابل، فُهم من كلام البطريرك الماروني نصر الله صفير للزميلة "النهار"، موافقة ضمنية على فتح ملف الرئاسة· ودعوة الأطراف السياسية المعنية للتشاور والتوافق على البديل·
وتوقعت أوساط سياسية أن تشهد بكركي سلسلة لقاءات مع قادة قوى 41 آذار والأحزاب والتيارات الأخرى، خلال الأسبوع المقبل الذي قد ينتهي بالتوافق على عدد معين من المرشحين· وحسب مصادر سياسية، فإن مسألة التوافق على البديل بالتشاور مع بكركي، ستكون ضمن اولوية "الاجندة" التي تتحرك من ضمنها الاغلبية النيابية، بالتزامن مع الآلية الدستورية التي تمكنت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار من وضعها في اجتماع عقدته امس في منزل النائب بطرس حرب، من دون ان يرشح شيء عنه باستثناء ان اللجنة ستعود الى الاجتماع اليوم، علما ان تحريك العريضة النيابية سيباشر ابتداء من الاسبوع المقبل، وبمعزل عن مسألة الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، على اعتبار ان الرئيس لحود "اصبح على الهامش ولم يعد يشكل محركا للحوار بل مكربج له"، على حد تعبير النائب حرب، وكان لافتا في هذا السياق، قول السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان انه "حان الوقت كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور اللبناني، ولايجاد طرق تتناغم مع الشرعية والقوانين الدولية بدون أي املاءات"، لافتا الى ان القرار 1559 الذي يدعو الى تجريد الميليشيات من سلاحها "هو مسألة معقدة وتتطلب الصبر من الجميع"·
وتابعت "اللواء" تقول ان الرئيس بري كان قد حدد يوم الخميس في الثاني من آذار المقبل موعدا لبدء الحوار الوطني في مجلس النواب، لافتا الى تشكيل لجنة متابعة من كتلة "التحرير والتنمية" لاجراء المقابلات والاتصالات اللازمة لبحث التفاصيل الاخرى المتعلقة حتى بالاقامة، وبضرورة ان يكون الحضور على مستوى رؤساء الكتل او الرؤساء الممثلين للكتل في المجلس النيابي، بمعنى ان يكون رئيس الحزب او رئيس الكتلة موجودا حتى لو لم يكن نائبا، يعني "باب اول"، آملا ان ينتهي خلال سبعة او عشرة ايام كحد اقصى· وشدد في مؤتمر صحافي عقده امس في عين التينة على ان الحوار "لا يمس كل ما ورد في الطائف، وبالتالي فهو تحت سقف الطائف، مذكرا بأن الموضوعات التي سيتناولها الحوار هي: الحقيقة ومتفرعاتها، القرار 1559 ومتفرعاته والعلاقات مع سوريا بعد التطور الذي حصل·
ولفت الى ان مكان الحوار هو المجلس وعلى طاولة مستديرة، ولا رئاسة لها، مشدداً على ان تحديد موعد الحوار ليس رداً على احد· ورفض الرئيس بري التعليق على اي سؤال يتعلق بدعوات قوى الرابع عشر من آذار في موضوع رئاسة الجمهورية· وقالت مصادر الرئيس بري انه وبعد اعلان موعد الحوار فإنه يترقب موقف الآخرين، ونقلت عنه هذه المصادر قوله "ان البلد في هذا الجو لا يمكن الا وأن يذهب في اتجاه الحوار، وعلى الجميع تقدير حجم الخطر الذي وصل اليه لبنان· وشددت المصادر على ان "الحوار هو اسلم الطرق للحلول" وأن "البديل عن الحوار هو الفوضى"، من دون ان تخفي هذه المصادر هواجس الرئيس بري من بلوغ الامور مستوى الخطر، وهو ما يعني ان على الجميع العمل على تصحيح المسار للانتقال من السلطة الى الدولة· وعلم ان اللجنة التي كلفها الرئيس بري ستبدأ اتصالاتها وتحديد مواعيد لتسليم الدعوات للحوار، وهي لن تستثني احداً بما في ذلك رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط الا اذا اراد هو عكس ذلك· وجاءت ردود فعل قوى 14 آذار على دعوة الرئيس بري متفاوتة، لكنها أجمعت عن التساؤل عما اذا كانت هناك مقومات لهذا الحوار، وعلى المواضيع التي ستطرح فيه، بالرغم من قبول هذه القوى للدعوة· وعبر عن هذا التحفظ النائب جنبلاط الذي قال "انه لا حجة للحوار بما اننا متفقون مع الرئيس بري وهو من اركان الطائف"، مشيراً الى ان "الحوار غير متكافئ مع فريق معين يملك قدرات على تفكيك مناطق كاملة في مواجهة الدولة"· وتساءل: الحوار على ماذا؟ لبناء الدولة أم للتعطيل؟ يوجد دولة أم لا يوجد"·
وقال ان "الحوار مستحيل بين من يملك السلاح وبين من لا يملكه"· وشدد جنبلاط في مقابلة مع اذاعة "صوت لبنان" على ان الرئيس لحود عقبة مركزية، وعلينا الإتيان برئيس جديد يحفظ المصالح اللبنانية ويحافظ على الدستور، وعلى استقلال لبنان وسيادته· وتوجّه جنبلاط الى الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالقول: "ان واجبه انتهى، وسلاحه قام بدور تحرير الجنوب، ولا لزوم لهذا السلاح في ما يتعلق بمزارع شبعا، ونشكره على دوره"، لافتاً الى ان القرار 425 نفّذ وفق الخط الازرق الذي رسمته الأمم المتحدة· وقال: موضوع السلاح انتهى ووحدها الدولة يجب أن تكون مسؤولة عن حصرية حمله، وكل ما نطلبه ان يحترم الطائف ويرسل الجيش الى الجنوب، ويؤكد اتفاقية الهدنة ويسلّم سلاح "حزب الله" الى الجيش اللبناني· وأوضح أن تأخير الاستحقاق المركزي يزيد من شرذمة الدولة والانقسام الداخلي·
وقال: "عندما ينتخب رئيس جديد عندها نتفق على آلية جديدة وعلى انتخابات جديدة"· واعتبر أن لا شروط للتعاون مع ميشال عون، وهو مرشح رئاسي كغيره، وأكد احترامه لرأي البطريرك صفير، لكن نذكّره أن هذا الرئيس مع حليفه في دمشق أسقط لبنان في الدم والارهاب، ولم ننته بعد من هذا السفك· وأشار الى انه "يريد لبنان أولاً، ولا يريد إيران أو النظام السوري، وأن لا شيء، مقدّساً إلا الوطن اللبناني"· وأكد انه على اتفاق مع سعد الحريري، وكل ما يأتي من المملكة العربية السعودية هو خير للبنان، والمملكة حريصة على استقرار وسيادة واستقلال لبنان·· من جهته، أكد جعجع ان موضوع رئاسة الجمهورية "سينتهي في فترة قريبة جداً"، وشدد إثر اللقاء مع البطريرك صفير في بكركي، هو الثاني في اقل من اسبوع، على ان ملف الرئيس لحود موضوع ليس فقط على نار حامية، بل على نار غالية، لانه لا يجوز ان تظل البلاد مرهونة ورئاسة الجمهورية مشلولة· ورفض جعجع، الكشف عن موقف البطريرك صفير من الموضوع، لكنه قال انه "خرج مرتاحاً جداً من عنده"· وأشار إلى خطوات ستتخذها قوى 14 آذار، على هذا الصعيد، رفض الافصاح عنها، مكتفياً بالاشارة الى انه "لن يكون هناك فراغ دستوري"، وان "البديل عن الرئيس لحود سيظهر قبل رحيله"· وكان جعجع، قد أعلن في حديث له مع اذاعة "صوت لبنان"، ان وزراء قوى 14 آذار "لن يشاركوا في جلسات مجلس الوزراء التي ستعقد من الآن ولاحقاً في قصر بعبدا"، مشدداً على السعي بكل الوسائل الديمقراطية المسموح بها لإسقاط الرئيس لحود· لكنه لفت الى انه "لا اتفاق حتى الساعة على الرئيس المقبل" مؤكداً ان الشخص البديل سيرضى عنه البطريرك صفير"· وأكد أن قوى 14 آذار، ستلبي دعوة الرئيس بري للحوار مع إكمال التحرك السياسي في اتجاه قصر بعبدا· وعن معركة الانتخابات الفرعية في بعبدا - عاليه، اعلن انه سيكون هناك "تفاهم"، لان دائرة المشاورات توسعت، وبات هناك 3 او 4 اسماء قيد التداول، وحتى غد الاحد سيكون هناك تفاهم مع العماد عون على اسم من الاسماء المطروحة، مشيرا الى ان هذا سيكون خطوة صغيرة باتجاه الخطوة الكبيرة"· ولفت الانتباه ان العماد عون زار ليلا بكركي، من دون ان يلتقي جعجع هناك، وتباحث مع صفير في موضوعي رئاسة الجمهورية والانتخابات الفرعية·
صحيفة الشرق :
كتبت "الشرق" تقول ان المواجهة العنيفة بين رئيس الجمهورية اميل لحود و"قوى 14 آذار" شغلت الساحة السياسية ومرجعياتها، وبرزت في هذا السياق زحمة الزوار الى بكركي، وعلى رأسهم رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فيما أوفد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى الصرح البطريركي عضو الكتلة فؤاد السعد. وفي المقابل، رد لحود على لسان مصادر مقربة منه على "قوى 14 آذار"، فاعتبرت ان التحرك الذي بدأته هذه القوى يهدف اسقاط رئيس الجمهورية "يشكل مغامرة خطرة يمكن ان تدخل البلاد في المجهول، لا سيما اذا ما ارتكز هذا التحرك على الشارع لتعذر تحقيقه عبر المؤسسات الدستورية". ووصفت المصادر هذا التحرك بأنه "انقلاب يطيح الدستور ومفاعيله وبسائر القوانين والأنظمة المرعية الاجراء، ويشكل سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية" محذرة من ان "تحريك الشارع لتحقيق الانقلاب، له محاذير أمنية وسياسية، كما انه يمكن ان يتفاعل امنياً اذا ما حاول بعض المشاركين في اي تحرك شعبي وعن قصد القيام بأعمال شغب تستهدف القصر الجمهوري". واتهمت المصادر علناً فرنسا والولايات المتحدة بالتدخل مباشرة او عبر سفرائها "من اجل دفع قوى 14 آذار الى التصعيد السياسي والأمني". وازاء هذه الأجواء الملبدة التي تنذر بمرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات، سارع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الاعلان عن دعوته للحوار الوطني، محدداً يوم الخميس في الثاني من آذار المقبل موعداً لبدئه على ان يكون على طاولة مستديرة من دون رئيس في المجلس النيابي. وحدد بري مهلة اسبوع او عشرة ايام لانجازه، وكلف لجنة من "كتلة التحرير والتنمية" باجراء الاتصالات اللازمة على ان يكون الحضور على مستوى رؤساء الكتل او الرؤساء الممثلين للكتل (رؤساء الاحزاب حتى لو كانوا غير نواب) موضحاً "ان هذا الحوار هو تحت سقف الطائف"، لكنه سيناقش مواضيع طرأت عليه وهي الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومتفرعاتها والقرار 1559، والعلاقات مع سورية انطلاقاً من مقولة ان لبنان لا يحكم من سورية ولا يحكم بعداء مع سورية". ورفض بري التعليق على المطالبة باقالة رئيس الجمهورية. وفي حين رحب بعض قيادات "قوى 14 آذار" بهذه الدعوة وبينهم الرئيس امين الجميل وجعجع، رفضها جنبلاط الذي رأى "ان لا حاجة للحوار" بما اننا متفقون مع الرئيس بري وهو من اركان الطائف. الا ان بري اكد انه لا هو ولا جنبلاط كانا في الطائف لذلك هما بحاجة للحوار. في غضون ذلك، تابعت "قوى 14 آذار" الافصاح عن تفاصيل تحركها في مواجهة لحود لدفعه الى التنحي. وهذا الموضوع بحثه جعجع مع البطريرك الماروني نصر الله صفير في بكركي، وأكد جعجع انه خرج من اللقاء مرتاحاً جداً، وان موضوع رئاسة الجمهورية انتهى. وأعلن "ان قوى 14 آذار لن تشارك في جلسات مجلس الوزراء التي ستعقد من الآن وصاعداً في القصر الجمهوري"، وأشار الى ان موضوع رئاسة الجمهورية هو الأولوية. وجاءت زيارة جعجع الى بكركي، وهي الثالثة هذا الاسبوع، بعد زيارة لنائبه في الهيئة التنفيذية النائب جورج عدوان نهاراً الى صفير. وأكد عدوان "اننا لسنا في وارد حصول فراغ في سدة الرئاسة وان الخطوة الأساسية هي تأمين البديل" مشدداً على "عدم القبول برئيس جمهورية قوي وقادر على بناء دولة قوية وعادلة". من جهته، اوضح النائب السعد مراحل الخطة المعدة لاسقاط لحود والتي تبدأ بتوقيع عريضة نيابية تطالبه بالتنحي، فاذا وصلت التواقيع عليها الى الثلثين يكون الأمر جيداً، وان لم تصل فتكون بأصوات 14 آذار اي ال 71 صوتاً. ولفت السعد الى انه من الآن وحتى شهر - وهي المهلة المعطاة لهذا الموضوع - قد تحصل أمور كثيرة قبل الوصول الى استعمال الشارع، موضحاً "ان هناك وسائل كثيرة كمقاطعة مجلس الوزراء، او عدم انعقاد جلساته في القصر الجمهوري والعودة الى المقر القديم أو اعلان اضراب شامل واضراب الهيئات الاقتصادية وغيرها". ولم يغب التوجه الأميركي عن هذا الملف، اذ ذكر السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان بموقف بلاده الواضح من رئاسة الجمهورية "لأننا كنا من الداعمين للقرار 1559 الذي يدعو الى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في لبنان" معرباً عن اعتقاده بأن "الوقت حان كي يختار اللبنانيون رئيسهم بما يتوافق مع الدستور اللبناني ومن دون ان تكون هناك اي املاءات خارجية". من جهته، وافق النائب جنبلاط وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي قالت "ان موضوع رئاسة الجمهورية شأن لبناني وعلى اللبنانيين ان يختاروا رئيساً يتطلع الى المستقبل"، واعتبر جنبلاط "ان من حقنا كأحرار في لبنان ان نطلب المساعدة المعنوية والسياسية من الدول التي نرى فيها مصلحة في الوقت الحاضر". وجدد قوله "ان لا استقرار في البلاد ما دام لحود في الرئاسة". ورد جنبلاط في حديث اذاعي على المواقف التي اطلقها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في
مهرجان الاونيسكو اول امس، ورأى ان واجب نصر الله انتهى، معتبراً "ان لا لزوم للسلاح في ما يتعلق بمزارع شبعا" مكرراً قوله ان "القرار 425 طبق وفق الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة". وأكد جنبلاط "ان ليس هناك من اسرائيلي في صفوفنا (...) وكل ما نطالب به السيد حسن هو ان يحترم الطائف، ان نرسل الجيش الى الجنوب، ان نؤكد اتفاق الهدنة كما ورد في الطائف، وأن يسلم هذا السلاح الى الجيش اللبناني، كما نحن الميليشيات فعلنا في الماضي". وعن دعوة نصر الله الى الحوار قال جنبلاط "ان الحوار غير متكافىء مع فريق يملك قدرات على تسكير مناطق كاملة في وجه الدولة"، معتبراً ان "الحوار يكون عندما يقبل حزب الله باعادة النظر بتركيبته الأمنية". وفي موازاة ذلك، كان موضوع سلاح المقاومة مصدر قلق لدى السفير الاميركي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، خصوصاً بعد بيان قيادة الجيش الأخير في هذا الصدد. وتعليقاً على هذا البيان قال فيلتمان بعد لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر "اننا بصراحة لا نفهم كيف يمكن لهذا النوع من السياسة ان يحسن وضع لبنان الأمني"، معتبراً ان هذا الأمر "يجعل من الصعب علينا تقديم المساعدات التي نود تقديمها الى لبنان على الصعيد الأمني"، ورأى ان هذا يتناقض ايضاً مع قرار مجلس الامن 1559. ولفت فيلتمان الى ان بند تجريد الميليشيات من الأسلحة في القرار المذكور "مسألة معقدة تتطلب اجراءات لبنانية والصبر من الجميع". من جهته، اعرب بيدرسون بعد لقائه المر عن القلق بشأن الأسلحة، لكنه اشار الى انه اطمأن الى ما سمعه من الوزير المر و"سأنقل توضيحه الى نيويورك، وسنتابع المحادثات الجيدة جداً في هذا الخصوص". وأكد "اننا في صلب حوار يتعلق بانتشار الجيش في الجنوب"، موضحاً ان "لا مهلة زمنية رسمية محددة" لذلك. وزار بيدرسون ايضاً البطريرك صفير ورئيس "كتلة المستقبل النيابية" النائب سعد الحريري
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018