ارشيف من : 2005-2008

جنبلاط تلقى وعدا من وولش بأن يكون رئيسا للجمهورية مقابل سلاح حزب الله

جنبلاط تلقى وعدا من وولش بأن يكون رئيسا للجمهورية مقابل سلاح حزب الله

تخطيط لافشال مبادرة بري و"تيار المستقبل" يتحمل مسؤولية التهجم على الفريق الشيعي‏

كتب ياسر الحريري‏

تشعر اوساط من 8 آذار ان تيار المستقبل يمارس ازدواجية سياسية في التعاطي مع بعض ‏الاطراف اللبنانية وفي طليعتهم الفريق الشيعي. والشعور يصل الى درجة ان التوقعات ‏السياسية تصل الى ان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري قد يصل الى مرحلة يعلن فيها ‏بصراحة ان المقاومة انجزت مهمتها وان مزارع شبعا تنتظر اثبات لبنانيتها.‏‏

والشعور الذي يعبر عنه افرقاء في الطائفة الشيعية وبينها مرجعيات تستغرب معه صمت ‏الحريري على كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي المعيب بحق الامين العام لحزب الله السيد حسن ‏نصرالله والذي تجاوز فيه جنبلاط الحدود بقصد النيل من هيبة السيد نصر الله ومعه المقاومة، ‏مما يؤكد مرة جديدة ان جنبلاط بات يعبر عن مشروع سياسي واضح المعالم والاهداف، ولم تعد ‏القضية خلافية مع حزب الله حول العلاقة مع سوريا وقيادتها، بقدر ما هي التزامات تورط بها ‏رئيس التقدمي وورط معه فريقه الدرزي بما لا يحتمل الان وفي المستقبل.‏‏

في الحقيقة الفريق الشيعي ليس متفاجئا "بوليد بك" لكنه يستغرب ان يهاجم الشريك المسلم ‏لتيار المستقبل من على منبر رفيق الحريري في 14 شباط يوم احياء ذكرى الاغتيال والاستغراب ‏الاكبر ان يحكم الصمت موقف الحريري وتياره على الشتائم والاهانات التي انطلقت من على منبر ‏والده الشهيد.‏‏

وبرأي هذه المرجعيات والفعاليات ان القضية حساسة جدا كون الاهداف التي يرمي اليها وليد ‏كمال جنبلاط تتلخص باحداث فتنة في الشارع الاسلامي الشيعي والسني وهذا ما لم يشعر احد بأن ‏النائب سعد الحريري وفريقه السياسي يعمل على تلافيه، ومع علمه المسبق بأن هكذا فتنة ‏ستدمر البلد على رؤوس الجميع، وان تداعياتها لن تنحصر في لبنان، بل قابلة لاشعال نار ‏الفتنة في دول الخليج العربي بعد لبنان فورا.‏‏

لذلك تنتظر المرجعيات الشيعية اجوبة علنية من سعد الحريري على اسئلة شريكه المسلم في ‏الوطن الذي ارتبط بعلاقات عقائدية وتاريخية وجغرافية وما يزال مع الطائفة الاسلامية ‏السنية ولم تستطع كل المراحل التاريخية ان تنال من العلاقات الشيعية - السنية ومع علم ‏تيار المستقبل ان الفريق الشيعي في "امل" وحزب الله تحالفوا معه في الانتخابات اكراما لدم ‏الرئيس رفيق الحريري وليس كرمى العيون احد.‏‏

التحقيق والحقيقة ... رئاسة الجمهورية‏

وتقول المرجعيات والفاعليات الاسلامية والوطنية وبينها اسماء شيعية رفيعة المستوى ان ‏فريق "البريستول" وبينهم السياديون الجدد يستغلون دم رفيق الحريري لمآرب سياسية وهم ‏اليوم لا يطالبون بالتحقيق والحقيقة لما تبين لهم ان سوريا بريئة من عملية الاغتيال وان ‏السلفية السنية هي التي قتلت رفيق الحريري وبحسب ما يجري التداول به من معلومات حول ‏الموقوفين من تنظيم القاعدة، الا ان جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية ‏الدكتور سمير جعجع وبعض الشخصيات يصرون على ان سوريا وراء القاعدة وقد اقنعوا كما ‏يتبىن حتى اللحظة النائب سعد الحريري بهذه المقولة، وقد بات هدفهم جميعا ضرب سوريا ‏والمشاركة في حربها وحصارها وعليه تقاسموا الادوار فتولى جنبلاط حزب الله والمقاومة ليتولى ‏المهمة عن اسرائيل والادارة الاميركية، لان المشروع الاتي والموعود به جنبلاط هو التعديل في ‏اتفاق الطائف. وقد تلقى جنبلاط وعدا اميركا بدعم غربي وغيرغربي وان رئاسة الجمهورية لن ‏تكون بعد الذي سيأتي رئيسا بعد انتهاء ولاية اميل لحود مارونيا.‏‏

وان الادارة الاميركية مستعدة للضغط من اجل الغاء مارونية رئاسة الجمهورية، على ان يتولى ‏وليد جبنلاط الرئاسة الاولى. ولتحقيق هذا الامر على جنبلاط ان يفتح الجبهة السياسية ‏الداخلية اللبنانية على سلاح حزب الله.‏‏

والمعلومات التي توافرت وتأكدت لبعض المرجعيات اللبنانية في هذا الصدد ان اطروحة ‏الرئاسة الاولى للدروز تقوم على ان الدروز جزء من المسلمين وهم اقلية في العالمين العربي ‏والاسلامي وانهم سيكونون اكثر قربا للمسلمين في ذاك الوقت وبذلك نقطع الطريق على الخلاف بين ‏السنة والشيعة، وتقبل الطائفتان بالحل الوسط اي ان يكون رئيس الجمهورية اللبنانية ‏درزيا بالصلاحيات التي نص عليها الطائف.‏‏

وتحليل هذه المعلومات لدى بعض المرجعيات يقوم على الحلم التاريخي لآل جنبلاط في تولي الرئاسة ‏الاولى منذ اتفاق كميل شمعون وكمال جنبلاط قبل الانقلاب على بشارة الخوري، الى الحرب الاهلية ‏وترؤس كمال جنبلاط الحركة الوطنية اللبنانية وكلامه الواضح حول ضرورة تغيير مارونية ‏رئاسة الجمهورية حتى 14 شباط و14 آذار حيث يتزعم جنبلاط فريق 14 آذار بقوة ويعتبر ‏العامود الفقري له.‏‏

فيما يخص امكانية ان يكون جنبلاط رئيسا للبنان على الرغم من انه يمثل الشريحة الاكبر في ‏طائفته الدرزية فهذا امر لم يعد مستحيلا. ذلك ان مساعد وزير الخارجية الاميركية وولش ‏اوضح لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ان الاكراد في العراق قلة قليلة ومع التغيير الذي حصل ‏في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين تولى رئاسة الجمهورية العراقية الطالباني اي رجل ‏سياسي كردي وبقيت الصلاحيات الهامة عند رئيس الحكومة ومجلس الحكم او الوزراء حاليا وهذا يمكن ان يحدث في لبنان في المستقبل القريب. لكن شرط تحققه وانجازه بنزع سلاح المقاومة ـ اي حزب الله. وولش كما تنقل المعلومات قال ان الولايات المتحدة الاميركية ودولة حليفة لها ‏في المنطقة ستتوليان اقناع الاوروبيين وان بريطانيا التي تربطها علاقات تاريخية مع الطائفة ‏الدرزية لن تمانع وربما ستساعد في اقناع الاوروبيين.‏‏

هذه المعلومة الخطيرة والحساسة تقول فيها بعض القيادات والشخصيات قابلة للواقعية بدليل ‏الهجمة الشرسة التي تشن على رئاسة الجمهورية وعملية تهميش دور الرئيس الماروني منذ ما ‏قبل تولي الرئيس فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة، وقد انطلقت شرارة تهميش الرئيس الماروني ‏فوراً، اثر اغتيال الرئيس المرحوم رفيق الحريري وخطورة ما يجري ان بعض الشخصيات ‏المارونية عمدت الى تهميش موقعها الطائفي في الدولة اللبنانية، والتأكيد على تطبيق نصوص ‏الطائف التي تجعل من الرئيس الماروني في شكلها المتطرف حاكماً لا يملك وهذا ما لم يفعله ‏السوريون منذ العام 1992.‏‏

بري والحوار‏

وتتخوف مصادر وزارية تحدثت في مجلس سياسي من ان يجري افشال الحوار الذي دعا اليه رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري، وفي فشله ازمة سياسية واقتصادية على الاقل اذا لم تقل امنية لان ‏بعض الاطراف اسرت لشخصيات حليفة لها اننا لا نستطيع الا نلبي دعوة بري. لكن التلبية لا ‏تعني الوصول الى نتائج الا اذا جرى تغيير ما ورد في الطائف في بند العلاقات اللبنانية - ‏السورية وفي تحديد موعد محدد لتسليم حزب الله سلاحه ووقف عملياته ضد اسرائيل تحت شعار ‏‏(قرار الحرب والسلم) ولذلك فان مبادرة الرئيس بري للحوار غير قابلة للحياة وسيجري ‏اثناء الجلوس الى الحوار اجهاضها بأساليب حوارية من قبل جنبلاط وجعجع وحلفائهم في فريق ‏البريستول. لذلك ربما الاجدر برئيس مجلس النواب اخذ الوقت الاضافي وتأجيل الموعد لأن الفشل ‏يعني الوصول الى الكارثة السياسية، اذا لم نقل الانفجار الامني الذي باتت اطراف معينة ‏جاهزة للدخول به لتحقيق هدف واحد وهو الطلب من مجلس الامن الدولي ارسال قوات دولية الى ‏لبنان لان البديل عن فشل نزع سلاح المقاومة بالحوار والديبلوماسية قوات دولية تدخل الى ‏لبنان او يجري توسيع مهمة قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في الجنوب الى البند السابع. من ‏هنا تأتي مطالبة رئيس الاشتراكي بالعودة الى اتفاقية الهدنة مع الاشارة الى انه لم يبد ولم ‏يطلع على تفاصيل بنودها. التي تحفظ للمقاومة دورها.‏‏

التهجم على نصرالله‏

وتؤكد مصادر مطلعة على مجرى المباحثات في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى هو في منتديات قوى ‏شيعية لا بل مسيحية وشيعية ودرزية في الرد على شتائم جنبلاط وتصريحاته غير اللائقة بحق ‏الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خصوصاً ان "البك الصغير" على حد تعبير احد المرجعيات ‏الدينية الشيعية تجاوز الخطوط الحمر في تناوله السيد نصرالله ذلك ان حالة الاسفاف التي وصل ‏اليها صديق شيمون بيريز في الاشتراكية الدولية، وحليف بعض الاسرائيليين في حزبي العمل ‏والليكود في المنتديات الدولية لا يحق له ان يتطاول على العمالقة.‏‏

والحديث في حقيقته لا يكتفي بالكلام بل سوف تنشر وثائق وصوراً عن بطولات جنبلاط واعلام حزبه ‏التي ارتفعت على الدبابات الاسرائيلية او (رنجرات) جيش التحرير الشعبي التي داست على ‏صدور جنود وضباط الجيش اللبناني بالامس القريب او (دعس) العلم اللبناني في بتاتر ‏وتمزيقه لدى الاشكال مع الجيش، هذا عدا عن الحسنات الكبرى في الوزارات التي تولاها جنبلاط ‏حيث قال عنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري لنواب احياء ان جنبلاط اصبح "مكلفني" 400 ‏مليون دولار في وزارة المهجرين، ومن هنا فإن الشخصيات والمرجعيات الشيعية والسنية ‏والمسيحية والدرزية تحضّر رداً موثقاً على جنبلاط ليتعلم انه عندما يريد ان "يتعملق" ‏‏"فليتعملق" في الحديث مع امثاله.‏‏

المصدر: صحيفة الديار اللبنانية 20/شباط/فبراير 2006‏

2006-10-30