ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم 1 آذار/ مارس 2006

تعليقات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم 1 آذار/ مارس 2006

جلسة مجلس الوزراء اليوم في المقر المؤقت "2" وجلسة الحوار المقررة غدا شكلتا مادة التعليقات الصحفية للصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، سيما وان الحدث الاول ينذر باحداث قد تكون غير متوقعة خلال الجلسة بعد إصرار فريق الموالاة على تحويلها الى جلسة بث مواقف من فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وتاكيد فخامته على انه سيرد على كافة المداخلات واحدة واحدة بما يناسبها.‏

وفي هذا الاطار :‏

كتبت صحيفة "البيرق" تقول , لقد تداخلت التحضيرات الى حدود التشابك بين جلسة مجلس الوزراء المقرر انعقادها عصر اليوم في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي ومؤتمر الحوار المقرر غدا في مقر مجلس النواب . وترافقت هذه التحضيرات مع جو سياسي متأزم حول جلسة مجلس الوزراء المحفوفة بخطر احتمال عدم الانعقاد لان اوساط الاكثرية تشيع اجواء حول احتمال حصول صدام سياسي خلالها في حال حضرها رئيس الجمهورية وترأسها . كما ترافقت مع جو سياسي آخر لا يقل تأزما عن الاول , ويهدد بعدم انعقاد مؤتمر الحوار بفعل عقد تمثيل بدأت تظهر , انطلاقا من التمثيل الاورثوذكسي , اضافة الى الشروط المسبقة التي يطرحها البعض واحتمال اقدامه على فرض طرح موضوع رئاسة الجمهورية كخطوة اولى للبت وشرط للمشاركة في الحوار .‏

وقالت مصادر وثيقة الاطلاع لـ "البيرق" ان الاتصالات التي ستجري اليوم بين الرئيس لحود والرئيس السنيورة ستحسم مصير جلسة مجلس الوزراء , في حين ان الاتصالات التي اجراها ويجريها الرئيس بري ستقرر مصير مؤتمر الحوار والتمثيل فيه , بعد العمل على فكفكة العقدتين الباقيتين في التمثيل الاورثوذكسي والأرمني وتوفير الحلول الوسط في هذا الشأن , بينما الشرط المتعلق بمعالجة الملف الرئاسي فمسألة مطروحة اساسا في صلب الحوار وفي البند المتعلق بالقرار الدولي 1559 تحديدا .‏

وفي اطار التحركات الجارية , ترددت مساء امس معلومات عن لقاء وشيك يعقد بين النائب العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع . من جهة ثانية اوضحت مصادر مقربة من حزب الله ان بحث مسألة رئاسة الجمهورية في جلسة الحوار من باب رغبة البعض في مناقشة هذا الموضوع , امر لا يستطيع منعه احد . اما ان يكون العنوان بحث خطوات تفصيلية لانهاء ولاية الرئيس لحود فهذا ليس حوارا انما هو برنامج عمل جاهز ومطلوب من الاطراف الاخرى ان تستجيب له , وهذا امر غير وارد .‏

وقال المصدر ان الحزب غير حاضر لاملاءات جاهزة او لحوار مشروط انما حاضر لحوار مفتوح دون اي قيد او شرط . وشدد على عدم وجود ممنوعات في الحوار , لكن هناك ممنوعات في الاملاءات . ورحب الدكتور سمير جعجع باللقاء الذي جمع الوزير السابق سليمان فرنجيه والوزيرة نايلة معوض , معربا عن استعداده للقاء مع فرنجيه .‏

صحيفة الشرق:‏

رأت "الشرق" ان موعدان سياسيان بارزان اليوم هما جلسة مجلس الوزراء في مقر المجلس الاقتصادي - الاجتماعي بوسط بيروت، واجتماع مجلس المطارنة الموارنة في بكركي، وذلك عشية موعد ثالث وهو انطلاق الحوار الوطني الذي سيؤسس لحقبة سياسية طويلة في حال نجاحه او فشله. وبلا ريب ستخيم نتائج جلسة مجلس الوزراء على اجواء طاولة الحوار المرتقب، خصوصاً اذا حضر رئيس الجمهورية اميل لحود الجلسة التي ستتحول عندئذ الى جلسة صاخبة في ضوء الهجوم الذي شنه لحود اول امس على الحكومة و"قوى 14 آذار" التي لن يقاطع ممثلوها في الحكومة الجلسة وان حضر لحود باستثناء ممثل "القوات اللبنانية" وزير السياحة جو سركيس.‏

واوضحت اوساط "قوى 14 آذار" ان مقاطعة جلسة الاسبوع الماضي كانت تستهدف عدم الاعتراف ببعبدا مقراً لرئاسة الجمهورية طالما لحود رئيساً، اما هذه الجلسة فسيحضرها الجميع لتأمين استمرار عمل المؤسسات. ورأت وزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض ان المسألة اصبحت "مبدأ تكملة الشأن العام، وبهذه التكملة نعتبر ان من واجبنا حتى الآن، تأمين مصالح المواطنين وتأمين مسار السلطة التنفيذية".‏

أما المحطة الثانية اليوم فهي الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي برئاسة البطريرك نصر الله صفير والذي سيركز على ما آل اليه الوضع الرئاسي، وتداعياته على الشأن العام في البلاد. وينتظر ان يصدر عن الاجتماع بيان يستعير اللهجة والموقف اللذين تناول فيهما صفير الموضوع الرئاسي خلال عظاته واحاديثه الصحافية الاخيرة، خصوصاً لجهة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وضرورة تسوية هذا الوضع دستورياً بعيداً عن الشارع. الا انه بالرغم من الوضع المتردي للحود سياسياً، فقد ظهرت بعض الثقوب العربية التي توفر له متنفساً وتوجهاً في اطالة ولايته.‏

والدليل على هذا الأمر توجيه الرئيس المصري حسني مبارك دعوة الى لحود لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سيعقد في شرم الشيخ في 20 ايار المقبل، ويشارك فيه عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية ورؤساء الحكومات وشخصيات اقتصادية واجتماعية ومالية. وقد نقل الدعوة السفير المصري في لبنان حسين ضرار الذي اكد "ضرورة تخفيف الاحتقان الداخلي والاخذ في الاعتبار التوتر القائم في المنطقة كلها، والعمل على رفع الضغوط الواقعة عليها لما فيه مصلحة الشعب العربي ككل والشعب اللبناني خصوصاً". كما تلقى لحود من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو دعوة لحضور قمة دول عدم الانحياز التي ستعقد بين 11 و16 ايلول المقبل في هافانا.‏

ووسط هذه التطورات، تستمر التحضيرات السياسية والميدانية لمؤتمر الحوار الوطني الذي ما زالت تثير مسألة التمثيل السياسي والطائفي تحفظات "قوى 14 آذار" عليه. وفيما يلتئم الحوار حول طاولة مستديرة في الطبقة الثالثة من المجلس النيابي، تم حجز فندق "اتوال" الذي يبعد حوالى مائة متر عن مبنى المجلس لاقامة المشاركين لمدة عشرة ايام.‏

واضافت "الشرق" انه عشية هذا الحدث، اكدت لجنة المتابعة ل"قوى 14 آذار" ان "مسألة رئاسة الجمهورية محسومة ولا تقبل المساومة"، داعية الى "الالتزام الحازم بمعايير التمثيل الفعلي للجهات المدعوة الى طاولة الحوار والابتعاد عن المعايير الاستنسابية بما يولد اختلالاً في قواعد التمثيل عبر محاولة دعوة من لا صفة له على حساب الممثلين الحقيقيين او عبر افتعال كتل نيابية". من جهته، اعلن النائب ميشال المر الذي صوبت عليه سهام النقد انه مستعد للتضحية في حال شكلت دعوته للحوار عقدة امام انطلاقته.‏

واوضح المر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري هو الذي دعاه الى الحوار، وقد لبى هذه الدعوة، مشدداً على انه يتمتع بتمثيل ارثوذكسي شعبي كبير. الا ان نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري اقترح ان تحل هذه العقدة بحصر التمثيل الارثوذكسي به كونه يتولى اعلى منصب للطائفة في الدولة، وبنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر والنائب غسان تويني.‏

ومن المنتظر ان تعالج كل هذه الاشكاليات اليوم من خلال مشاورات يجريها الرئيس بري مع المرجعيات السياسية والروحية المعنية. وكان بري عاد مساء امس الى بيروت قادماً من عمان بعد مشاركته في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي "الذي دعا جميع القوى البرلمانية والسياسية اللبنانية الى الاسهام في انجاح الحوار الذي يجري تحت سقف اتفاق الطائف". من ناحيته، اكد بري ان "هناك اجماعاً لبنانياً وعربياً ودولياً على الحوار" لافتاً الى "ان هذه هي اول مرة يطرح حوار من لبنان وفي داخل لبنان ويلقى مثل هذا الاجتماع".‏

ورأى انه "بين اللون الاسود واللون الابيض دائماً توجد ألوان كثيرة، ويمكن ان يتفق المحاورون على لون آخر"، مطالباً "بأن تكون العلاقات بين لبنان وسورية علاقات قائمة على اساس ان لبنان لا يحكم من سورية ولا يحكم ضد سورية، وبالتالي يجب ان تكون هناك علاقات اخوة" بين البلدين.‏

صحيفة اللواء من جهتها قالت: ثلاثة عناوين رئيسية ستتصدر الاجتماعات اليوم، نظراً لحساسيتها حيال الملفات المطروحة، وأهميتها على صعيد مستقبل لبنان، أو على الأقل المرحلة المنظورة منه، خصوصاً وانها يفترض أن تحمل مؤشرات ذات دلالات هامة بالنسبة لتطور الأمور في البلاد• أولى هذه العناوين، التوقعات المرتقبة من جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد مساء في المقر الجديد في وسط العاصمة، خصوصاً اذا ما حضرها الرئيس اميل لحود، وثانيها التحضيرات الجارية لبدء ورشة الحوار الوطني غداً، على صعيد الآمال المتوقعة منها، بين احتمالات النجاح أو الفشل، التي تبدو موازينها متساوية، ولا سيما بالنسبة الى مسألتي حسم الملف الرئاسي، والخروج بحلول نهائية للمسائل المختلف عليها• أما العنوان الثالث، فهو البيان الذي سيصدر عن مجلس المطارنة الموارنة، والذي يتوقع أن يدعم المطالبة المتنامية بتنحية رئيس الجمهورية.‏

وفي تقدير غير مصدر وزاري في قوى الأكثرية، أن حضور الرئيس لحود جلسة مجلس الوزراء، والتي تؤكد معظم التوقعات السياسية والتحضيرات الأمنية أنه سيحضرها، سيرخي بثقله عليها، خصوصاً بعد الهجوم الذي شنّه الرئيس لحود على الحكومة وعلى قوى 41 آذار، مما سيجعلها ساخنة، خصوصاً أن أكثر من وزير يتحضّر للرد على الكلام العنيف الذي صدر عنه، بعدما امتنعت قوى الأكثرية عن مقاطعتها، باستثناء ممثل "القوات اللبنانية" الوزير جو سركيس.‏

وعلمت "اللواء" انه لم تستبعد بعض المصادر أن يتولى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مهمة الدفاع عن الحكومة ضد الاتهام الذي وجهه لحود إليها بأنها تنفّذ رغبات خارجية، ولكن على طريقته، بحيث سيقول كلمته بهدوء من دون افتعال مشاجرات، في حين أن وزراء آخرين سيتساءلون عن أسباب حضوره لترؤس جلسات حكومة يعارضها ويقذفها بأبشع النعوت؟‏

وحسب هذه المصادر، فإن المشادات الحامية التي ستتخلل الجلسة، من شأنها أن تفرض نفسها بنداً على طاولة الحوار، بعد أن تبيّن أن لا أحد من القوى السياسية في البلد يتمسك باستمرار وجوده، لكنه يسأل فقط عن البديل حال تنحيه، في حين أن آخرين يؤكدون أن البديل موجود وهو ينتظر التنحي، وهذا ما ألمح إليه النائب بطرس حرب من بكركي، حيث أكد أن اسم الرئيس الجديد يخضع لمشاورات بين قوى 41 آذار، وسنعلن عن اسمه عندما يتنحى لحود، نافياً وجود خلاف على الاسم.‏

ونقل عن البطريرك الماروني نصر الله صفير انه ليس ضد التحرك الشعبي الذي لا يتجاوز حدود الديمقراطية، متمنيا على قوى 41 آذار ان لا تمارس هذا التحرك في اماكن قريبة من قصر بعبدا، خوفا من احتكاك قد يؤدي الى سقوط ضحايا، وقال حرب انه "بسبب هذا الموقف صرفنا النظر عن القصر الجمهوري".‏

واكدت اوساط رئيس الحكومة عشية الجلسة، ان الرئيس السنيورة سيقول رأيه بكل هدوء، وهو لم يتعود افتعال مشاجرات مع احد، لكنه لا يستطيع ان يمنع احدا من الوزراء من ابداء رأيه، ولاحظت ان الاصرار على عقد الجلسة هو لتسيير شؤون الناس وعدم تعطيل العمل في ادارات الدولة.‏

وتوقعت هذه المصادر ان يستأنف الرئيس السنيورة تواصله مع الرئيس المصري حسني مبارك، بعد انتهاء جولته الخليجية، للاستعلام منه، عما اذا تبلورت لديه في هذه الجولة افكار او مسعى عربي جديد، من شأنه ان يدعم حركة الحوار اللبنانية، أو يسهم في تهدئة المناخات المتشنجة بين لبنان وسوريا، لكن المصادر رفضت ان تحدد طبيعة هذا التواصل، مشيرة الى ان هناك وسائل كثيرة للاتصال غير أن يقوم الرئيس السنيورة بزيارة القاهرة مثلا".‏

وعلى صعيد الملف الرئاسي، يتوقع ان يقوم وفد من هيئة التنسيق والحوار النيابية المنبثقة عن قوى 14 آذار بتسليم العريضة النيابية الموقعة من 71 نائبا الى الرئيس نبيه بري اليوم، وذلك استنادا الى نص المادة 74 من الدستور، حول شغور الرئاسة الاولى، استكمالا لعريضة الاكراه على التمديد للرئيس لحود، واظهار عدم شرعيته في ظل عدم تأمين نصاب أكثرية الثلثين المطلوبة للتمديد. وتطالب هذه العريضة الرئيس بري باتخاذ الاجراءات القانونية والدستورية لجهة اعلان خلو الرئاسة وتعيين جلسة فورية لانتخاب البديل. وسيتم الاعلان عن هذه العريضة مساء اليوم "في خيمة الحرية" في ساحة الشهداء عشية مؤتمر الحوار، في خطوة استباقية لوضع موضوع الرئاسة الاولى في اولوية جدول اعمال المؤتمر. وكانت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار، قد اعلنت عن هذه الخطوة بعد اجتماع عقدته امس في مقر الحزب التقدمي الاشتراكي في وطى المصيطبة، الى جانب توسيع حملة توقيع العرائض الشعبية المطالبة بتنحية الرئيس لحود في المناطق اللبنانية، وكذلك اطلاق تحرك للجاليات اللبنانية في الخارج لدعم هذه الحملة.وأكدت اللجنة في بيانها ان مسألة الرئاسة قضية محسومة لا تقبل المساومة، مشيرة الى انه اذا طرح هذا الامر على طاولة الحوار من باب القرار 1559 او من اي مدخل آخر، ولم يحسم ايجاباً، فإن قوى 14 آذار مصممة على متابعة حملتها بكل الاشكال لتحقيق هذا الهدف. ودعت الى الالتزام الحازم لمعايير التمثيل الفعلي للجهات المدعوة الى طاولة الحوار والابتعاد عن المعايير الاستنسابية، كما اكدت انها ستتعامل مع الحوار، بما هو مكان لمبادرة محددة لا تحل محل المؤسسات الدستورية وفي مقدمها المجلس النيابي.‏

وكشف مصدر مطلع في قوى 14 آذار لـ "اللواء" عن اجواء ضبابية تحوط "بالطاولة المستديرة" في ضوء التباينات حول الاسماء المطروحة لجهة التمثيل الارثوذكسي، واستحضار كتلتي "البعث" و"القومي"، اضافة الى عدم الوضوح في آليات الحوار والنتائج التي يمكن ان تصدر عنه، ولم يستبعد المصدر ان يكون حصر التمثيل الارثوذكسي بالنائب ميشال المر وجلب كتلتي "البعث" و"القومي" الى الطاولة خطة مدروسة لافشال الحوار واظهار البلد مقسوماً، وبأن لبنان غير قادر على حكم نفسه بنفسه، وهو الامر الذي تسعى اليه قوى الوصاية السورية على لبنان.‏

واذ اشار المصدر الى ان قوى 14 آذار غير مرتاحة للمحاولات الجارية مسبقاً لتفخيخ الحوار، اكد انها ستعمل بجهد متواصل بخاصة من اجل اخراج البلد من ازمته، واصفاً المرحلة الراهنة بمرحلة 14 شباط 2005، حيث تسعى بعض القوى اليوم كما حصل سابقاً الى استرداد الوكالة الشعبية التي ظهرت في 14 شباط 2006 ومحاولة توظيفها في مشاريعهم، من خلال الهجمة المركزة على قوى 14 آذار والمحاولات الجارية لاظهارها بأنها تعوق انطلاقة البلد.‏

ومن جهة ثانية، شككت مصادر نيابية في "اللقاء الديمقراطي" بإمكان مشاركة رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط وحضوره شخصياً طاولة الحوار.‏

وكانت معلومات قد راجت مساء امس بأن جنبلاط غادر لبنان، لكن مصادر حزبية نفت ذلك، واشارت الى انه اذا لم يحضر جنبلاط الحوار، فإن اكثر من شخص يمكن ان يمثله.‏

وفي المقابل اكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ل "اللواء" حرصه على المشاركة في الحوار وتأمين الاجواء المناسبة لانجاحه بهدف اخراج البلد من دوامة الازمة التي يتخبط بها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ورداً على سؤال حول مرشحه لرئاسة الجمهورية قال الحريري: "انا اوافق على من يطرحه البطريرك صفير".‏

وعشية انطلاق الحوار المقرر صباح غد الخميس، وعودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من الاردن ليلاً، اتخذت تدابير امنية مشددة في العاصمة والضواحي تخوفاً من حادث امني كبير يؤدي الى تأجيل انطلاق الحوار، فيما نشطت الاتصالات بزخم قوي لمعالجة عقدتي التمثيل الأرمني والارثوذكسي. وعلم ان الرئيس بري اجرى فور عودته اتصالات مع اكثر من طرف ساهمت في امتصاص وتفكيك ما تبدى من ثغرات خلال فترة وجوده في الاردن، وهو ينتظر ان يستكملها اليوم حيث من المقرر ان يلتقي وفداً مشتركاً من نواب الارمن لابلاغه موقفهم المتمثل بالاتفاق على المشاركة بوفد موحد واعتماد مبدأ المداورة في رئاسة الوفد.‏

وشددت مصادر الرئيس بري على ان هناك بين اللونين الاسود والابيض ألواناً كثيرة وان المهم ان نكون كلبنانيين جادين في انتاج حل لبناني - لبناني لمشاكلنا العالقة، وان نتوافق على ضرورة الحوار حول ما يبقى من مواضيع نختلف عليها، وإذا عجزنا على حلها فلا مانع من الاستعانة بالاشقاء العرب لمساعدتنا على حلحلتها. ووصفت المصادر ما جرى في الايام الماضية حول مسألة الحوار بـ "فوشة كبد"، وقالت انه من الطبيعي قبل اي حوار يطلق كل طرف ما عنده من مواقف بغية تحصين وضعه على الطاولة. وشددت المصادر على ان لا شيء يبعث على الخوف، حيث انه لا يوجد اي طرف يريد ان يسجل على نفسه انه يعرقل، مشددة على وجود مخارج كثيرة للقضايا الخلافية، وقالت "المهم الحوار الفعلي وليس الحوار بالكلام فقط". واستبعدت امكان الذهاب الى مشكلة، حيث يمكن ان تكون هناك قنوات اخرى لتنفيس الخلافات. وقالت مصادر اخرى، ان مشكلة الرئاسة قد حلت على اساس الدخول اليها من باب القرار 1559، مشيرة الى ان مجلس المطارنة الموارنة اليوم قد يرسم لموتمر الحوار خارطة طريق لمسألة الرئاسة، من خلال ما يمكن ان يصدر عنه من مواقف وصفت بأنها مهمة، ومن شأنها ان تدعم المطالبة بتنحية الرئيس لحود.‏

اما بخصوص جدول اعمال الحوار الذي حدده الرئيس بري بموضوع التحقيق باغتيال الرئيس الحريري. فقد لاحظت المصادر على ان هناك اجماعاً عليه لكشف الحقيقة ومتابعة التحقيق، الدولي حتى النهاية لسوق المتهمين الى محكمة ذات طابع دولي يتوقع ان تنشأ خلال ستة اسابيع.وبالنسبة لموضوع القرار 1559، وهو البند الثاني في الحوار، في لائحة مخارج مطروحة لمسألة سلاح المقاومة، بأن يكون في عهدة الشرعية اللبنانية، في انتظار تحرير مزارع شبعا واطلاق الاسرى من سجون الاحتلال الاسرائيلي ووقف الانتهاكات الاسرائيلية، في حين ليس هناك من خلافات كبيرة حول موضوع سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، على ان يكون السلاح داخل المخيمات موضع مفاوضات مقبلة.‏

اما بخصوص مسألة العلاقات مع سوريا، فسوف يتم التمسك بما نص عليه اتفاق الطائف في اطار احترام سيادة واستقلال كلا البلدين، وعدم تدخل كل طرف في شؤون الآخر، وكذلك اعتبار الاعتبار لما ورد في البيان الوزاري حول اعادة درس الاتفاقات المعقودة بين البلدين، والعمل على ترسيم الحدود وإقامة تبادل دبلوماسي وفق ما ورد في وثيقة تفاهم "حزب الله" مع العماد ميشال عون. لكن مصادر مطلعة حذرت من مغبة التفاؤل أو التشاؤم، مشيرة الى ان كفتي النجاح والفشل متساويتان، وأكدت ان اموراً في الحوار "ستمشي"، لكن هناك قضايا من الصعب بتها بسهولة، في ظل تضارب المواقف والانتماءات، وهذه يمكن ان تتأجل شرط الاتفاق على اطار لمتابعتها لاحقاً.‏

وقالت مصادر حكومية، أنها "لا تستطيع استباق الامور فلننتظر لنرَ، لكنها لاحظت ان "الاستعدادت طيبة".‏

الى ذلك، برز امس موقف للنائب ميشال المر من شأنه أي يساهم في حلحة عقدة التمثيل الارثوذكسي، حيث أبدى استعداده في حال كان طرح أسمه للمشاركة في الحوار عقدة أن يحلها بسرعة، لافتاً الى ان الرئيس بري هو الذي دعاه، وإذا كان سيحصل تعطيل للحوار بسبب فلان أو فلان فأنا دائماً أضحي لانقاذ البلد، وهذا الموقف اعتبرته مصادر متابعة بأنه خطوة متقدمة على طريق معالجة هذا الامر. أما نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري فتمسك بموقفه لجهة أن يكون هو من يمثّل الطائفة باعتباره يترأس أكبر مركز لدى الطائفة، وكذلك أن يشارك النائب غسان تويني. واتخذت في ساحة النجمة والمناطق المحيطة بها امس اجراءات امنية غير مسبوقة حيث انتشرت وحدات من القوى الامنية بكثافة وأبلغ اصحاب المطاعم والمحلات والمقاهي بضرورة الاقفال طيلة انعقاد مؤتمر الحوار من الثاني من آذار وحتى الثاني عشر منه، وهي المدة المرتقبة له.‏

صحيفة الانوار:‏

قالت "الأنوار" انه ينتظر ان تكون جلسة مجلس الوزراء عصر اليوم صاخبة اذا ما حضرها الرئيس اميل لحود، بعد القرار الذي اتخذته الاكثرية بإلغاء مقاطعة الجلسة وبمواجهة رئيس الجمهورية خلالها. ومن المقرر ان تذيع (قوى 14 آذار) في ساحة الشهداء عصر اليوم ايضا، العريضة النيابية المطالبة باعتبار موقع الرئاسة شاغرا. وفيما اكدت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار ان مسألة رئاسة الجمهورية محسومة ولا تقبل المساومة ويجب انهاء ولاية الرئيس لحود، فقد كان هذا الموضوع مدار بحث في الارز امس بين الدكتور سمير جعجع ووفد من (حركة التجدد الديمقراطي) برئاسة النائب السابق نسيب لحود. وقد قال لحود ردا على سؤال ان كانت زيارته في اطار حملة انتخابية (أنا مرشح اذا تبنت (قوى 14 آذار) ترشيحي، والا انا مع المرشح الذي تتبناه (قوى 14 آذار).‏

اما جعجع فقال: نحن الان في المرحلة الاولى من العملية الرئاسية التي يجب ان تنتهي بخروج الرئيس لحود من قصر بعبدا. وبعد الانتهاء من هذه المرحلة، كل شيء مطروح على بساط البحث. وقد تواصلت امس حملة التوقيع على (عريضة المليون) المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، وقد وقّعها الرئيس امين الجميل والنائب وليد جنبلاط بحضور ممثلين عن المنظمات الشبابية.‏

واضافت "الأنوار" انه في هذا الوقت، انتهت الترتيبات في مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط بيروت امس، لاستضافة جلسة مجلس الوزراء اليوم. وفي حين اكد الدكتور جعجع امس ان وزير القوات سيقاطع الجلسة اذا حضرها الرئيس اميل لحود، فان قوى الاكثرية الاخرى ألغت المقاطعة وقررت مواجهة رئيس الجمهورية في الجلسة. وسيكون رأس الحربة في المواجهة الوزيران مروان حماده وغازي العريضي ووزراء (تيار المستقبل).‏

وقد تحدث عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور عن الموضوع امس، وقال: سيحضر وزراء اللقاء الديمقراطي الجلسة حتى ولو اراد رئيس الجمهورية الحضور. فهو يحضر بقوة الأمر الواقع الدستوري الذي لايزال يتحصن به، ووزراء اللقاء الديمقراطي سيقولون رأيهم في القضايا كافة بشكل تفصيلي وواضح.‏

اضاف: يجب ان يتوقع رئيس الجمهورية انه لا يستطيع ان يأخذ مجلس الوزراء رهينة كما اتخذه سابقاً، وكذلك لن يكون الرئيس المهاب الذي يملك كلمة لا ترد، وستقال الأمور بصراحة تامة، وعليه تالياً ان يعتاد من الآن وصاعداً على المسلك السياسي للوزراء في كل مرة يحضر فيها جلسات مجلس الوزراء. ويأتي اجتماع مجلس الوزراء اليوم عشية بدء الحوار الوطني في مجلس النواب. وقد قال الرئيس نبيه بري في عمان امس (ان هناك إجماعا لبنانيا وعربيا ودوليا على الحوار، وهذه أول مرة يطرح حوار من لبنان وفي داخل لبنان ويلقى مثل هذا الإجماع الذي تحدثت عنه ونأمل خيرا ان شاء الله).‏

وردا على سؤال قال الرئيس بري: (انه بالنقاش وبالحوار، دائما بين اللون الاسود واللون الابيض يوجد ألوان كثيرة ويمكن ان يتفق المحاورون على لون آخر). وكان مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي قد اصدر بيانا اكد فيه دعمه للحوار الذي دعا اليه الرئيس بري.‏

على صعيد آخر، علمت "الأنوار" ان المحقق الدولي سيرج براميرتز سأل القضاء اللبناني امس عن تطورات التحقيق في ملف (بنك المدينة). وقد اجتمع براميرتز مع وزير العدل شارل رزق على مدى ساعتين في حضور رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا والمحقق العدلي القاضي الياس عيد، والمحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت. وفيما صدر عن المكتب الإعلامي لوزارة العدل بيان مقتضب حول الاجتماع، جاء فيه أنه تم (عرض عدد من المواضيع التي تتصل بعمل لجنة التحقيق الدولية)، ذكرت معلومات بأن المجتمعين تداولوا في التحقيق الذي تجريه النيابة العامة التمييزية في ملف (بنك المدينة)، لما لهذا الملف من علاقة بقضية الاغتيال لجهة التمويل. وقالت المعلومات ان القاضي براميرتز الذي رافقه فريق عمله، اطلع القضاء على المباحثات التي اجراها في سوريا الأسبوع الماضي في قضية الاغتيال. وقالت مصادر قضائية ان براميرتز طلب من الجانب اللبناني القيام بخطوات قضائية تتعلق بالتحقيق لم يكشف عنها، وهي قد تكون إما باستدعاء اشخاص الى التحقيق، او توقيف آخرين.‏

صحيفة المستقبل:‏

كتبت "المستقبل" تقول , هناك أربع وعشرون ساعة تفصل عن موعد انعقاد طاولة الحوار الوطني في المجلس النيابي غداً. وفيما تتوالى الأسئلة في الوسط السياسي حول فرص نجاح المؤتمر في انتاج حل للأزمة التي تشكل رئاسة الجمهورية عنوانها الأبرز، وبشأن المعطيات التي يملكها رئيس مجلس النواب نبيه برّي وجعلته يدعو الى انعقاده من جهة والمعطيات التي بحوزة فرقاء 14 آذار جعلتهم يتخذون قرار المشاركة من جهة أخرى، وفي وقت كان الوسط السياسي يرصد بدقة المعلومات عن التحرك الخارجي والاتصالات العربية ـ الدولية حول لبنان، علمت "المستقبل" انّ قوى 14 آذار في صدد اعداد "ورقة مشتركة" الى الحوار، يُنتظر أن يتمّ بتّها والتنسيق بشأنها اليوم.‏

في هذه الأثناء، وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "الأهرام" المصريّة ونُشرت أمس، أكّد رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري انّه "لم يعد جائزاً الدوران في الحلقة المفرغة لأنّ من شأن ذلك إعطاء الفرصة لرئيس الجمهورية والقوى المتحالفة معه ومع النظام السوريّ للاستفادة من الواقع والعودة إلى الساحة السياسيّة". وشدّد الحريري على انّه بالنسبة إلى الرئيس المقبل فإنّ "الأولويّة في الرأي هي لشركائنا المسيحيين وأيّ مرشّح يجب أن يحظى بموافقة البطريرك"، ورأى انّ الرئيس المقبل يجب أن يكون "شخصيّة معروفة بولائها للوطن وتتمتّع بالثقة والمصداقيّة ونزيهة تعمل لمصلحة بلدها وشعبها ولا تكون مرتهنة لجهات خارجيّة قريبة من لبنان أو بعيدة عنه(..)".‏

وفي اتصال أجرته معه "المستقبل"، لم يشأ رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اعطاء أي توقّع بشأن المؤتمر، ونفى وجود معطيات خاصة لديه في هذا الخصوص. لكنه أكد انه سيُطالب بتطبيق الطائف والقرار 1559، مشدداً على "ارسال الجيش الى الجنوب واتفاقية الهدنة". وقال "في حال طرحت قضية مزارع شبعا، فسوف أؤكد على ان المطلوب اعتراف سوري بلبنانيتها لئلا ندخل مجدداً في تلازم المسارين، لا بل تلازم المسارات بين لبنان وسوريا وإيران". وكانت قوى 14 آذار، وفي بيان أصدرته لجنة المتابعة المنبثقة عنها، أكدت أمس على ان "رئاسة الجمهورية قضية محسومة ولا تقبل المساومة، ورئيس الجمهورية يجب ان تُنهى ولايتُه".‏

وقالت "اذا طُرح هذا الأمر على طاولة الحوار من باب القرار 1559 أو من أي مدخل آخر ولم يُحسم ايجاباً، فإن قوى 14 آذار مصممة على متابعة حملتها بكل الأشكال". وفي موازاة هذا التأكيد على محورية المسألة الرئاسية وبالتزامن مع اعلان التصميم على رفض أي تمييع لهذه المسألة وأولويتها، طالبت قوى 14 آذار بـ"الالتزام الحازم بمعايير التمثيل الفعلي للجهات المدعوة والابتعاد عن المعايير الاستنسابية عبر محاولة دعوة من لا صفة له على حساب الممثلين الحقيقيين أو عبر افتعال كتل نيابية"، في اشارة الى رفض قوى 14 آذار دعوة النائب ميشال المر ضمن الخانة الأرثوذكسية وتمسّكها بدعوة نائب رئيس المجلس فريد مكاري، والى محاولة تشكيل كتلة ناصرية ـ قومية ـ بعثية مفتعلة للجلوس الى طاولة الحوار. ولفت في بيان قوى 14 آذار تشديده على انّ "أي محاولة لإيجاد اطار رديف أو مواز للمجلس النيابي، هي محاولة مرفوضة ولا يحلّ أي اطار محلّ المؤسسات الدستورية "، وذلك من باب توكيد دور مجلس النواب وموقعه في المسار السياسي الديموقراطي.‏

في هذا الوقت، أعلنت قوى 14 آذار انها ستذيع العريضة النيابية الثانية عند الخامسة بعد ظهر اليوم، وهي العريضة التي تطالب باعتبار موقع الرئاسة شاغراً يجب ملؤه. ويُتوقع ان تتلقى هذه القوى دعماً قوياً عبر البيان الذي يصدر اليوم عن الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصرالله بطرس صفير، والذي سيتناول مسألة رئاسة الجمهورية بشكل أساسي بروحية ما سبق لصفير أن أعلنه من مواقف.‏

في غضون ذلك، وفيما لفتَ عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي بزّي الى انّ "العقد التمثيلية القائمة، لا سيما معارضة قوى 14 آذار لمشاركة النائب ميشال المر في الحوار، سوف تحل في الساعات المقبلة عند عودة الرئيس برّي من عمّان"، أكد برّي ان "هناك اجماعاً لبنانياً وعربياً ودولياً على الحوار"، ملاحظاً "انها المرة الأولى التي يطرح حوار من لبنان وفي داخل لبنان ويلقى هذا الاجماع". وأضاف برّي انه "بالنقاش والحوار يمكن أن يتفق المتحاورون على لون آخر (..) وبين الأبيض والأسود توجد ألوان كثيرة (..)".‏

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية اليوم في المقر المؤقت الجديد في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي في وسط بيروت وفي جدول أعماله 90 بنداً. واستبقَ وزير السياحة جو سركيس الجلسة بإعلان انه كممثل ل "القوات اللبنانية" سيقاطع الاجتماع في حال حضور رئيس الجمهورية اميل لحود.‏

صحيفة الديار:‏

تساءلت "الديار" اذا كان سيؤدي انعقاد جلسة مجلس الوزراء هذا المساء الى تجمعات متقابلة وبالتالي حصول صدام؟ ‏هذا السؤال طرح امس على مستوى الدوائر الرسمية بعد ورود معلومات حول قيام طلاب لمجموعة ‏‏14 آذار للانطلاق من "خيمة الحرية والتوجه الى مقر انعقاد مجلس الوزراء في مقر المجلس ‏الاقتصادي ضد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود.‏ وفي الاطار عينه وردت معلومات اخرى تشير الى نية طلاب ينتمون الى قوى 8 آذار بالتجمع ‏والتظاهر امام المقر نفسه احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة حيال لبنان.‏ ولكن السؤال الابرز الذي ظهر امس كان حول السبب في تمسك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ‏باعتماد مقر المجلس الاقتصادي كمقر مؤقت لمجلس الوزراء بدلا من مبنى الجامعة اللبنانية في ‏المتحف رغم ان كبار المسؤولين الامنيين ابلغوا جميعا رئيسي الجمهورية والحكومة ان هذا المكان ‏الجديد غير صالح امنيا بتاتا وان مقر المتحف افضل بكثير من الناحية الامنية للاسباب ‏التالية:‏‏

‏1ـ المكان الجديد يقع وسط منطقة تجارية مزدحمة وفيها المقر القديم في حال جرى توسيع النطاق ‏الامني يكون وضعه مطمئناً امنيا.‏

‏2ـ المبنى الجديد يغلب عليه الزجاج وهو غير مصفح وعلى عكس المقر القديم فان نسبة الزجاج ‏اقل وهو مصفح.‏

‏3ـ المقر الجديد سهل وصول التجمعات والتظاهرات اليه اما القديم فيمكن ضبط مداخله ‏ومخارجه.‏ وقد ابلغ مدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي ان المقر الجديد غير صالح امنيا وانه في ‏الحساب الامني ينال علامة واحد على عشرة.‏ وقد تساءلت مصادر وزارية خارج قوى 14 آذار عن السبب في الاصرار على هذا الموقع وعدم ‏العودة الى مقر المتحف وما اذا كان ذلك من اجل حشر الرئيس لحود ودفعه لعدم حضور ‏الجلسات.‏‏

كذلك، فإن السؤال البارز ايضا هو كيف سيتم ضبط محيط المقر الجديد لمجلس الوزراء في ظل ‏تحضيرات جارية للتظاهر من قبل مجموعات 14 و 8 آذار.‏ اما على صعيد الجلسة فإن الرئيس لحود سيحضرها وقد ابلغ الرئيس السنيورة بذلك وتوقعت ‏مصادر وزارية لـ "الديار" ان تشهد الجلسة نقاشا سياسيا حاميا على خلفية الرسالة التي ‏كتبها الرئيس لحود ونشرتها الزميلة "لوريان لوجور وسيركز الوزراء اسئلتهم حول الاتهامات ‏التي ساقها الرئيس لحود ضد الحكومة. وقالت مصادر وزارية في قوى 14 آذار ان لا شيء محضر ‏مسبقا على المستوى السياسي لطرحه في الجلسة لكن المصادر قالت ان الجلسة من دون شك ستناقش ‏الاجواء السياسية الراهنة وان بعض الوزراء سيطرحون موضوع استقالة الرئيس لحود الا ان ‏المصادر استبعدت "فرط الجلسة رغم كل ما قد يحصل من نقاشات ساخنة بين وزراء الاكثرية ‏والرئيس لحود وقالت ان هناك حرصاً على عدم تعطيل اعمال مجلس الوزراء.‏‏

وفي المقابل ذكرت مصادر قريبة من قصر بعبدا ان رئيس الجمهورية لديه جواب لكل سؤال وهو ‏مستعد لمواجهة الجميع ولذلك توقعت المصادر ان تكون الجلسة ساخنة نظرا للنية المبيتة لدى ‏قوى 14 آذار ضد رئيس الجمهورية. ويتوقع ان تشكل جلسة اليوم "بروفة لواقع الجلسات ‏اللاحقة التي سيرئسها الرئيس لحود، خصوصا ان قوى 14 آذار ماضية في حملتها لاقالة الرئيس ‏لحود.‏ في هذا الوقت تنتظر البلاد استحقاقا كبيرا يتمثل بالحوار الذي كان دعا اليه الرئيس بري ‏والذي سيبدأ يوم غد في مجلس النواب بحضور خمسة عشر شخصية تمثل الكتل النيابية المختلفة ‏اضافة الى شخصيات تمثل بعض الطوائف. وعشية الجلسة قال الرئيس بري ان هناك اجماعا ‏لبنانيا وعربيا ودوليا على الحوار وهذه اول مرة يطرح حوار من لبنان وفي داخل لبنان ‏ويلقى مثل هذا الاجماع الذي تحدثت عنه.‏ وردا على سؤال قال "بالنقاش والحوار دائما بين اللون الاسود واللون الابيض يوجد الوان ‏كثيرة ويمكن ان يتفق المحاورون على لون اخر.‏

واشار الى ان احد البنود الرئيسية في الحوار ‏هو العلاقات اللبنانية السورية.‏ وقال: نحن نطالب الآن ان تكون العلاقات بين لبنان وسوريا علاقات قائمة على اساس ان لبنان ‏لا يحكم من سوريا ولا يحكم ضد سوريا وبالتالي يجب ان يكون هناك علاقات اخوة خصوصا ان اتفاق ‏الطائف نص بكل صراحة على اتفاق الاخوة والتعاون والتنسيق وهذا قائم بين البلدين ‏وبالتالي نحن نحرص على افضل العلاقات بين لبنان وسوريا.‏‏

ومساء امس عاد الرئيس بري الى بيروت بعد ترؤسه المؤتمر الثاني عشر للاتحاد البرلماني ‏العربي. ‏ وامام الرئيس بري حل "عقدتين " قبل بدء الحوار يوم غد الأولى تتمثل باعتراض الأكثرية ‏النيابية على مشاركة النائب ميشال المر الى جانب النائب غسان التويني كممثلين عن ‏الطائفة الارثوذكسية والثانية تتمثل أيضاً باعتراض الأكثرية النيابية على مشاركة ممثل عن ‏نائبي الحزب القومي ونائب حزب البعث والنائب أسامة سعد.‏ وفور عودته مساء أمس باشر الرئيس بري سلسلة اتصالات لحلحلة هاتين العقدتين على ان يواصل ‏اتصالات اليوم مع الاطراف المعنية.‏ وأعلن النائب ميشال المر مساء امس في حديث للمؤسسة اللبنانية للارسال انه لن يكون هناك ‏عقدة ارثوذكسية تقف في وجه إطلاق الحوار وقال "اذا انا كنت عقدة باستطاعتي ان احلها ‏بسرعة، وبالتالي اذا كان هناك من تعطيل للحوار فانا مستعد للتضحية لانقاذ البلد، ‏ولذلك ليس هناك من سبب للتشبث بالدعوة التي وجهت اليّ من الرئيس بري.‏ اما على صعيد الارمن فإن الاحزاب الارمنية الثلاثة فقد توافقت بعد سلسلة اجتماعات على ‏ان تتمثل بالحوار بثلاثة نواب هم: هاغوب بقرادونيان عن حزب الطاشناق وهاغوب قصارجيان ‏عن حزب الرمغفار ويغيا جرجيان عن حزب الهانشاك على ان يحضروا الجلسات ويكونوا ممثلين ‏بالتساوي. وقد جرى إبلاغ الرئيس بري بذلك. وترددت بعض المعلومات ان جنبلاط سيسافر غدا ‏خارج البلاد لكن هذه المعلومات لم تتأكد.‏‏

وحسب المعلومات المتوافرة مساء، فإن الامور كلها على حالها من اجل الاعداد للمباشرة ‏بالحوار غدا كما هو مقرر، وبحضور جميع الاطراف المعنيين بما فيهم النائب جنبلاط، الذي كان ‏وافق على المشاركة في الحوار في وقت سابق.‏ لكن المصادر اضافت ان عنصر المفاجآت في مثل هذه الظروف وارد.‏‏

صحيفة السفير:‏

قالت "السفير" ,لقد بدأ العد العكسي لالتئام مؤتمر الحوار الوطني العتيد في المجلس النيابي يوم غد الخميس، وبدأ في الوقت نفسه، كل طرف من الأطراف المشاركة يحسب ما يخبئه له "الآخر" في جعبته من نوايا، حتى صح القول انه إذا كان الداعي للمؤتمر "يراهن" على النوايا، فإن التواضع هو أفضل الطرق وأكثرها اختصاراً لكي لا يحمّل المؤتمر أكثر مما يحتمله، ولا يتوقع اللبنانيون نتائج منه أكثر مما سيتمخض عنه فعلياً. وما لم يفض به المدعوون علناً، قالوه في مجالسهم. ترحيب مبدئي وعدم ممانعة، لكن بدا أن كل طرف يريد من الحوار ما يناسبه وكل طرف يفترض أن "الآخر" يضمر له مكيدة، وبالتالي راح يعد العدة للمواجهة، حتى أن أكثر من مشارك رسم بصورة مسبقة سيناريوهات للمخارج المحتملة، حتى لا يقال للبنانيين إن القيّمين على مصائركم لم يتفقوا في ما بينهم وصار لزاماً البحث عن مخارج إما في الشارع أو عبر الرهان على مبادرة عربية لم تتوفر ظروف تبلورها حتى الآن، وهو الأمر الذي أعاد التأكيد عليه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مساء أمس، قائلا لـ"السفير" انه كان اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على التواصل هاتفياً بعد انتهاء جولته الخليجية، وهذا ما سيحصل في غضون الساعات المقبلة، مشيراً إلى انه لم تتبلور أية مبادرة ملموسة حتى الآن.‏

والى جانب مؤتمر الحوار الذي شدد السنيورة على أهميته وضرورة إنجاحه، قال إن مشكلة البعض أنهم ما زالوا يفكرون بعقلية ما قبل اتفاق الطائف. وأعلن أن الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب، التي عقدت جلسة مطولة أمس، تشارف على وضع اللمسات النهائية على صيغة مشروع القانون الانتخابي العتيد وستسلمه إليه في أقرب وقت ممكن. وعلم أن اللجنة توصلت في صياغتها الأخيرة إلى صيغتين، أولى تنص على جعل الدوائر تسع محافظات (كل محافظة تصبح محافظتين باستثناء بيروت) وثانية تقضي بجعل الدوائر ثلاث عشرة محافظة (كل محافظة تصبح ثلاثاً باستثناء بيروت تبقى واحدة). وعلم أيضا أن الصيغتين تقترحان النسبية وفق اللائحة المقفلة. وبانتظار صدور محصلة الهيئة الوطنية إلى العلن، نقل زوار البطريرك الماروني نصر الله صفير عنه، أمس، تأكيده الجازم انه لن يقبل نهائياً بأية صيغة انتخابية غير عادلة وغير متوازنة ولا تضمن التمثيل الصحيح الذي يحفظ التوازن الوطني في البلد.‏

إلى ذلك، كشف السنيورة ل"السفير" أن أوراق العمل الحكومية إلى مؤتمر "بيروت واحد" للدول والمؤسسات المانحة تشارف على الإنجاز وهي ستقدم إلى الرأي العام اللبناني في غضون عشرة أيام، وبعضها سيصار بعد إقراره في مجلس الوزراء، إلى تحويله بصيغة مشاريع قوانين إلى المجلس النيابي، ونحن منفتحون على أية ملاحظات لكن من المهم بمكان أن يقول المعترضون هذه اقتراحاتنا البديلة حتى يكون النقاش مثمراً. وإذ رفض السنيورة التعليق على ما ستحمله جلسة مجلس الوزراء اليوم، في المقر الجديد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في وسط العاصمة، برئاسة رئيس الجمهورية إميل لحود، فإن أحد وزراء فريق الأكثرية توقع جلسة سياسية صاخبة من الدرجة الأولى، وقال إن وزيري "اللقاء الديموقراطي" غازي العريضي ومروان حمادة ستكون لهما مداخلات سياسية من العيار الثقيل، في معرض التعليق على رد لحود على صحيفة "لوريان لوجور" أمس الأول.‏

وقال أحد الوزراء لـ"السفير" ان أكبر لغم يعترض مؤتمر الحوار "هو قطوع جلسة مجلس الوزراء، ولعل مسار أمور الخميس يتكشف هذه الليلة". وفيما ينتظر أن تتخذ إجراءات أمنية مشددة في وسط العاصمة بالتزامن مع انعقاد مجلس الوزراء وفي إطار الاستعداد لمؤتمر الحوار الوطني، فإن بعض المشاركين في الاعتصام الشبابي لقوى الأكثرية في ساحة الشهداء ألمحوا إلى أكثر من صيغة احتجاجية "حتى الصوت يودي" إلى مجلس الوزراء.‏

وفي موازاة مواصلة قوى الأكثرية حملتها ضد لحود، نقل زوار بكركي، عشية جلسة مجلس المطارنة المقررة اليوم، عن البطريرك صفير انه لن يدخل أبداً في لعبة الأسماء الرئاسية وأنه سبق له أن قدم في العام 1988 خمسة أسماء لم يؤخذ منها أي اسم وهو لن يعيد التجربة، مجدداً دعوته إلى التوافق على البديل قبل الإقدام على أية خطوة قانونية أو دستورية، مجدداً رفضه لأي تحرك صدامي في الشارع. في هذه الأثناء، من المنتظر أن يكون الموضوع الرئاسي المادة التفجيرية الأولى على جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني، تليه في الدرجة الثانية قضية سلاح المقاومة، فيما ينتظر أن يتابع رئيس المجلس النيابي الذي عاد مساء أمس إلى بيروت آتياً من عمان، التفاصيل التقنية الأخيرة المتعلقة بتمثيل بعض القوى فضلاً عن مسألة إدارة أعمال المؤتمر وآلية المناقشة .‏

وأكد النائب ميشال المر لـ"السفير" انه لن تكون هناك عقدة أرثوذكسية، ورد على اعتراضات بعض نواب الأكثرية على تمثيله بالقول انه يمثل وحده في منطقته نحو 90 في المئة من الأرثوذكس بينما لا يمثل هؤلاء النواب أكثر من 7 في المئة في مناطقهم. وأشار إلى أنه في حال حضور النائب فريد مكاري بصفته نائباً لرئيس المجلس، فإنه سيقترح على الرئيس بري حضور نجله الوزير الياس المر بصفته نائباً لرئيس مجلس الوزراء .‏

وظل الموضوع الارثوذكسي محور اتصالات من أجل إيجاد المخارج اللازمة وتم التداول باقتراحات عدة بينها أن يتناوب كل من ميشال المر وغسان تويني على الجلوس الى الطاولة الرئيسية أو أن يترأس تويني الطاولة بصفته الأكبر سناً أو أن يحضر تويني ضمن وفد كتلة تيار المستقبل خلف سعد الحريري وبالتالي يحضر المر ضمن تكتل التغيير والإصلاح خلف العماد ميشال عون، وهذا الأمر يسري على مكاري بأن يحضر بروتوكولياً خلف الرئيس بري بصفته المجلسية، علماً أن بري قرر أن يحضر معه كلاً من النائب علي حسن خليل والنائب سمير عازار، فيما أبلغت دوائر المجلس أن الوزير الكاثوليكي ميشال فرعون سيحضر أيضا خلف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وفيما لم تتبلغ دوائر المجلس حتى مساء الأمس بصورة رسمية قرار الزعيم الفعلي للأكثرية النيابية النائب وليد جنبلاط بحضور المؤتمر، سرت شائعات بأن جنبلاط لن يحضر المؤتمر، وفي أحسن الأحوال يحضر الافتتاح وأعمال اليوم الأول ويغادر بعد ذلك إلى واشنطن، حيث من المقرر أن يبدأ هناك برنامج لقاءاته الرسمية اعتباراً من يوم الأحد المقبل.‏

وقالت مصادر في "اللقاء الديموقراطي" لـ"السفير" ان جنبلاط سيشارك في مؤتمر الحوار وانه سيسافر فعلاً الى الولايات المتحدة مطلع الاسبوع المقبل برفقة الوزير مروان حمادة، علماً أن رئيس المجلس أبلغ المدعوين بأن يضعوا في الحسبان احتمال أن تستمر أعمال المؤتمر سبعة أيام.‏

وقال نائب بيروت يغيا جيريجيان لـ"السفير" إنه تم الاتفاق في الاجتماع الذي عقدته أحزاب الطاشناق والهانشاك والرمغافار على أن يتمثل الأرمن سياسياً لا طائفياً، أي بنواب الأحزاب الثلاثة يغيا جيريجيان عن الهانشاك وهاغوب بقرادونيان عن الطاشناق وهاغوب قصارجيان عن الرامغافار. وانه سيصار إلى إبلاغ الرئيس بري بذلك اليوم. ويعقد النواب الأربعة أسعد حردان ومروان فارس وقاسم هاشم وأسامة سعد اجتماعاً اليوم من أجل بت مسألة مشاركتهم في المؤتمر، على أن يبلغوا الرئيس بري بالمحصلة، علماً أن بعض المعلومات أشارت إلى اعتراض آل الحريري على حضور أسامة سعد وكأنه يمثل صيدا في المؤتمر.‏

وقال عضو لجنة الدعوة إلى المؤتمر النائب أنور الخليل لـ"السفير" إنه لن يكون هناك أي تصويت وبالتالي ليس المطلوب البحث عن توازن في الأصوات سياسياً وطائفياً من خلال قضية التمثيل، لان المؤتمر ليس تقريرياً بل هو سياسي بامتياز هدفه تحقيق أكبر قدر من التوافق السياسي على قضايا مصيرية تهم البلد والمواطن. ووفق المعلومات المجلسية، فإن أعمال مؤتمر الحوار ستنطلق عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الخميس وبعد أن يلقي بري كلمة افتتاحية، يتحول إلى طرف وينزع ثوب الداعي. أما طريقة إدارة الحوار، فإنها متروكة للافتتاح حيث ستطرح إما فكرة المداورة أو الأكبر سنا.‏

أما جدول الأعمال فسيبقى محصوراً بالنقاط الثلاث: التحقيق الدولي، العلاقات اللبنانية السورية والقرار 1559 وهو المادة الأكثر تفجيراً. وتقرر أن يصار إلى تشكيل لجنة صياغة تقوم بتوزيع ملخص يومي لأعمال المؤتمر على وسائل الاعلام، فيما برزت اقتراحات تدعو الى الاكتفاء بالجلسة الافتتاحية والانتقال بعدها الى صيغة تأليف لجان عمل تتابع أعمال المؤتمر على مدى الايام المقترحة.‏

صحيفة النهار:‏

كتبت "النهار" تقول انه بدءا من الثالثة بعد ظهر اليوم، يتحول وسط بيروت مربعاً امنياً لمصلحة جلسة مجلس الوزراء الذي ينعقد عصراً في مقره الموقت الجديد، وتحضيراً لحلقات الحوار في مجلس النواب ابتداء من غد. وفوق العنوان الامني عنوان سياسي: انهاء ولاية الرئيس اميل لحود. في جلسة مجلس الوزراء اليوم سيكون الاختبار الاول لجلوس وزراء الغالبية وجهاً لوجه مع رئيس الجمهورية، وسط حملة متصاعدة تدعو الى اقالته.‏

وفي حوار مجلس النواب غداً لا يزال السؤال الكبير يدور حول ما سينتهي اليه هذا الحوار. اذ ثمة تفاهم محصور بمبدأ الحوار لا بمضمونه وسط اصرار الغالبية على عنوان التغيير في الرئاسة الاولى. علماً ان امر التمثيل لم يستتب بعدما تفاعلت في الساعات الماضية مشكلة التمثيل الارثوذكسي، وكان لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري موقف لافت ابداه عبر "النهار". في موازاة هذا المشهد الداخلي المزدحم، برزت حركة دولية قوية في اتجاه لبنان.‏

فمن باريس افاد مراسل "النهار" سمير تويني ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اجتمع امس بالامين العام للامم المتحدة كوفي انان.‏

واثر اللقاء صرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان الرئيس شيراك بحث مع انان "في الوضع في لبنان. واشاد بالعمل الذي يقوم به المبعوث الخاص للامين العام تيري رود – لارسن، وشدد على طلب فرنسا التطبيق الكامل للقرار الصادر عن مجلس الامن رقم 1559. كما شدد ايضاً على دعم فرنسا الكامل للجنة التحقيق الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. واصر على ان فرنسا تطلب من سوريا ومن جميع الافرقاء على الساحة اللبنانية التعاون التام مع لجنة التحقيق الدولية والاحترام التام للقرارات الدولية ومنها القرار 1595".‏

وعلمت "النهار" من مصدر فرنسي مسؤول ان رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس قد يصدر في الاسابيع المقبلة تقريرا موقتا يكشف فيه عن سير التحقيق والنتيجة التي توصل اليها. كذلك علم ان رود – لارسن سيقوم قريبا بجولة في الشرق الاوسط لاعداد التقرير الذي سيرفعه الى انان في نيسان المقبل. وفي بيروت، ذكرت مصادر ديبلوماسية ل"النهار" ان رود – لارسن سيزور بيروت ضمن جولته في المنطقة التي لن تشمل دمشق، وربما التقى وزير خارجيتها وليد المعلم خارج سوريا.‏

اما على صعيد مجلس الوزراء الذي ينعقد في مقره الموقت الجديد في المجلس الاقتصادي الاجتماعي، فقد تأكد ليل امس ان الرئيس اميل لحود سيحضر الجلسة ويترأسها. واوضحت مصادر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان انعقاد المجلس في المقر الموقت الجديد ناجم عن عدم اهلية المقر السابق في المتحف امنيا على معطيات قادة الاجهزة الامنية. ولفتت المصادر الى ما اثير حول امن المقر، مشيرة الى ان الامر منوط بسرية رئاسة الحكومة. فاذا ما حضر رئيس الجمهورية يتم التنسيق بين السرية والحرس الجمهوري وفق القواعد المعهودة. وحول الاجواء المتوقعة في الجلسة، قالت ان لا احد يمنع الوزراء من الادلاء بآرائهم، وبالتالي سيكون هناك نقاش سياسي اضافة الى جدول الاعمال الذي يضم 90 بندا. وقالت مصادر الغالبية في الحكومة ان ازمة الحكم والوضع الرئاسي سيكونان في واجهة المناقشات.‏

كما ان الوزراء سيطرحون مواقفهم مما ورد في رسالة الرئيس اميل لحود الى صحيفة "الاوريان لوجور" والتي نشرت السبت الماضي، وتضمنت تهجمات على الغالبية. علما ان العريضة النيابية التي تحمل 71 توقيعا والتي تطالب باستقالة الرئيس لحود ستذاع قبل الجلسة في "خيمة الحرية" وهي تتزامن مع استمرار حملة التواقيع لعريضة المليون الشعبية". اول المقاطعين للجلسة كان وزير السياحة جو سركيس الذي يمثل "القوات اللبنانية". الذي اكد انه لن يشارك في الجلسة في حال حضور الرئيس لحود. لكن سائر وزراء الغالبية ماضون في المشاركة باعتبار ان الاعتراض كان على مكان انعقاد الجلسة أي بعبدا، وليس على انعقادها خارجها. وكان الرئيس نبيه بري عاد مساء امس الى بيروت قادما من عمان بعدما ترأس جلسات المؤتمر الثاني عشر للاتحاد البرلماني العربي.‏

وفيما انصرف رئيس المجلس الى متابعة التحضيرات لطاولة الحوار المقررة غدا، لفت مرجع رسمي الى ان جدول الاعمال يتضمن عناوين صعبة واخرى يسهل الاتفاق عليها. ولذا من الاجدى التركيز على ما يمكن الاتفاق عليه واستكمال النقاش لاحقا حول ما يبدو مستعصيا حاليا. وتوقع المرجع ان تتبلور بالتزامن مع الحوار الداخلي، ملامح المشاورات العربية التي تولاها الرئيس المصري حسني مبارك في الايام الماضية وقد يظهر شيء على هذا الصعيد في الساعات المقبلة، وان لم نقل في الايام المقبلة، وخصوصا في ظل ما يتبادله مبارك مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.‏

واشارت "النهار" الى ان "العقدة الارثوذكسية"، اذا جاز التعبير بلغت ذروتها مساء امس بموقف لنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وجه فيه، عبر "النهار"، مجموعة من الاسئلة الى الرئيس نبيه بري. ومما قال: "انا من حيث المبدأ ليس لدي طرح طائفي. والحوار عرض على أساس سياسي. ثم أضيفت اليه فكرة تمثيل الطوائف. عندئذ اتصل بي رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، بصفتي شاغل المنصب الارثوذكسي الاعلى في الجمهورية اللبنانية، وكنت في باريس، ليسألني رأيي في الامر، فأجبته انه اذا كان هناك من تمثيل للطائفة فمن الطبيعي ان يكون عبر نائب رئيس مجلس النواب مع الاستاذ غسان تويني لما له من تاريخ سياسي ووطني مشهود اضافة الى كونه كبير السن في المجلس ووالد الزميل الشهيد جبران تويني.‏

وأضاف: "قبل ان تكتمل التحضيرات لطاولة الحوار فوجئنا، النائب الحريري وأنا، بدعوة الرئيس بري الاستاذ تويني والنائب ميشال المر الى تمثيل الطائفة الارثوذكسية في الحوار، الامر الذي أكده النائب المر في مقابلة تلفزيونية مساء اليوم (أمس). وانا اكرر انني مبدئيا مع حوار وطني على أساس سياسي. اما وقد طرح التمثيل الطائفي فانني أقول اني عندما انتخبت لمنصب نائب رئيس مجلس النواب أدركت أنه يحملني مسؤولية احترامه والدفاع عن حقوق طائفة الروم الارثوذكس التي يمثلها هذا المنصب في الدولة. ان هذا المنصب ليس ملكي لكي أتصرف به، كما انه ليس ملك أحد لكي يتصرف به. وانا لن أسمح لأحد بأن يتصرف به".‏

وقال: "اني اوجه عبر "النهار" السؤال الآتي الى دولة الرئيس بري: ماذا لو اقترح في مؤتمر وطني على اساس التمثيل الطائفي ان يمثل النائب الزميل والصديق عباس هاشم (عضو كتلة "الاصلاح والتغيير" التي يترأسها النائب العماد ميشال عون، الذي نجلّ ونحترم، الطائفة الشيعية في هذا المؤتمر؟ وماذا سيكون موقف دولة الرئيس بري الذي يمثل المنصب الشيعي الارفع في الجمهورية اللبنانية، في هذه الحال؟ انا في انتظار الجواب من دولة الرئيس".‏

وحول ما طرح من ارقام تضمنتها نتائج الانتخابات في المتن والتي قيل انها بررت خطوة بري، قال مكاري: "انا اتكلم من موقع المنصب الذي اشغله. ولكن اذا اردت ان انزل الى مستوى هذه الحسابات فإني امثل كنائب ايضاً منطقة الكورة التي من المعروف انها مركز الثقل الارثوذكسي في لبنان. وقد حصلت على اعلى نسبة من الاصوات في جميع اللوائح من كل الطوائف وليس من طائفة الروم الارثوذكس فقط، ان لم أقل على مستوى الشمال كله".‏

وكان النائب المر قال، عبر محطة الـ"أل. بي. سي"، ان بري "دعاني الى الحوار، وانا لبّيت الدعوة".‏

وعرض لقدرته التمثيلية في المتن:" 50 الف صوت من اصل 80 الفا". لكنه تدارك: "اذا اراد الرئيس بري ان يعفيني فأنا ممثل بالعماد عون". على صعيد التمثيل الارمني، اصدرت "الهيئات القيادية اللبنانية في الاحزاب الارمنية الثلاثة الطاشناق والرامغافار والهنشاك" في مركز شغزويان في برج حمود السادسة مساء امس.‏

وجاء في البيان اثر اجتماعها، "تطرق المجتمعون الى موضوع تأمين المشاركة السياسية الارمنية المستقلة في المبادرة الحوارية التي اطلقها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري والتي ستنطلق اعمالها في 2 آذار 2006. واكد المجتمعون ضرورة مشاركة الارمن الذين هم احدى الطوائف الكبرى في لبنان في هذا الحوار بوفد موحد. وقد تقرر ان يتألف الوفد من السادة النواب هاكوب بقرادونيان وهاكوب قصارجيان ويغيا جرجيان. كما تقرر ابلاغ رئيس مجلس النواب ورؤساء الطوائف الارمنية هذا القرار".‏

2006-10-30