ارشيف من : 2005-2008
تعليقات الصحف اللبنانية اليوم الأربعاء 8 آذار/ مارس 2006
صحيفة "السفير"
تساءلت "السفير", من يستطيع تحمل مسؤولية إفشال مؤتمر الحوار الوطني أمام الرأي العام اللبناني، الذي لم تصدق عيونه، اجتماع قادته الأساسيين على طاولة واحدة، في محاولة هي الأولى من نوعها، من أجل التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الأساسية المختلف عليها وأبرزها ملف القرار 1559 وقضية العلاقات اللبنانية السورية التي تصدعت منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ هذا السؤال طرح بالأمس على لسان الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، عندما شاهدوا قادتهم ينفضّون مختلفين مشتتين من حول الطاولة المستديرة في ساحة النجمة، فيما كانوا يأملون الكثير من المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وبخلاف المناخ الايجابي الذي ساد الجلسات السابقة، فإن جلسة الأمس، جاءت بمناخها الصدامي استكمالاً لجلسة الاثنين الأخيرة، عندما كاد الحوار يتصدع بفعل "اللاءات" التي رفعها النائب وليد جنبلاط من واشنطن بوجه "حزب الله" تحديداً ولبنانية مزارع شبعا وكل منطق حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية. وقالت مصادر لبنانية بارزة متابعة للملف الحواري لـ"السفير" إن ما جرى بالامس "غير مشجع على الاطلاق بدليل الإقبال على شراء الدولار قبيل إقفال البورصة بوقت قليل، والذي يتخوّف المعنيون من أن يتزايد اليوم"... وكانت الذريعة الشكلية للارجاء الى الاثنين المقبل بدلاً من السبت
(موعد عودة جنبلاط مبدئياً) "عيد المرفع"! واذ شددت المصادر على أن يوم الاثنين المقبل هو يوم حاسم في مجرى المبادرة الحوارية، توقعت أن يتحول الفاصل الزمني (خمسة أيام) تنفيساً للأجواء السياسية ودافعاً للنائب سعد الحريري لاتخاذ مبادرة ما باتجاه حليفه وليد حنبلاط أو التمايز في موقفه، سعياً منه الى إحداث خرق في جدار التشنج السياسي الذي ارتسم في الساعات الاخيرة، خاصة أن بعض المناخات العربية، عبّرت بشكل صريح عن عدم رغبتها التدخل في هذه المرحلة وتمنياتها "بأن يشكل التأجيل مخرجاً لحماية الحوار ومحاولة إنضاج أكبر قدر من التوافقات حول عناوين محددة عندما يلتئم المؤتمر مجدداً"، وانه على اللبنانيين "أن يدركوا انه ليس بمقدور أحد أن ينوب عنهم في تقرير المصلحة الوطنية العليا لبلدهم". وحذرت المصادر نفسها من أية مواقف جديدة تؤدي الى زيادة التشنج السياسي. وسجل المتابعون لليوم الحواري الدراماتيكي الوقائع الآتية: "كان ينبغي للنائب سعد الحريري أن يحمل معه إلى الاجتماع، صباح امس، ما يشبه التكليف الواضح من جنبلاط بأن ينوب عنه على الطاولة الحوارية وأن يحمل توضيحات محددة إزاء القضايا التي أطلقها من العاصمة الاميركية، إلا أن الحريري تحدث عن عتاب حصل بينه وبين جنبلاط، معتبراً أن ما قاله الأخير لا يعبر عن موقفه نهائياً ولا حتى عن موقف بعض الحلفاء الآخرين. إلا أن موقف الحريري لم يقنع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، فقال إننا تبلغنا من الوزير غازي العريضي أنه مفوّض بالتحدث باسم جنبلاط وبتقديم التزامات على الطاولة إزاء القضايا التي نتفق عليها، لكن ما حصل أن جنبلاط نادى بالحوار عبر الصحف ولكنه قرر نسفه فعلياً من خلال تصريحاته التي أطاحت بالتوافقات التي توصلنا اليها. وتابع نصر الله: <<أنا تحدثت بصراحة عن الضغوط التي تعرضت إليها من قيادة وقواعد "حزب الله" نتيجة قرار مشاركتي شخصياً، وقلت إنني هنا من أجل تسهيل اتخاذ القرار من جميع القيادات القادرة. لكن ما حصل أن البعض قرر تفويض قيادات من الصف الثاني وهي غير قادرة على الالتزام على ما يبدو بما نتفق عليه. طرحنا كل مواقفنا بوضوح على الطاولة وسمعنا هواجس الجميع. نادينا بالوحدة الوطنية وبحماية لبنان وبعدم نزع السلاح الفلسطيني بالقوة وبوجوب تأكيد لبنانية مزارع شبعا، لكن السيد وليد جنبلاط يريد أن تكون مزارع شبعا سورية ويريد من الاميركيين التدخل لنزع سلاح المقاومة ويريد السلاح الفلسطيني. هو يريد كل شيء ويشن علينا حملة ويتهمنا في كراماتنا. هذا الامر غير مقبول والإنابة في مثل هذه اللحظة الدقيقة غير مقبولة". وما كان من السيد نصر الله إلا أن انسحب من الجلسة من دون أية ضجة (حوالى الثانية عشرة إلا ربعاً) وقد لحق به على الفور العماد ميشال عون محاولاً إقناعه بالعودة ولكن المحاولة لم تفلح. وفي الداخل استؤنف الحوار في مناخ من التشنج وطلب الوزير العريضي الكلام مكرراً حرص "وليد بيك" على الحوار، وكان لافتاً للانتباه أن معظم فرقاء الرابع عشر من شباط، تضامنوا مع السيد نصر الله. وطلب الرئيس بري الكلام محذراً من "ان البعض يريد نسف الحوار وليتحمل وحده المسؤولية والبعض يريد إهانة كرامتنا ونحن لم نعد قادرين على الاستمرار في ظل هذا الجو الضاغط". وما كان من بري إلا أن انسحب الى مكتبه الرئاسي، وبينما كان يحمل ملفاته ويهم بمغادرة المجلس، دخل عليه العماد عون والنائبان بطرس حرب وابراهيم كنعان ثم سعد الحريري وسمير جعجع وآخرون في محاولة للتوصل الى صيغة معينة من أجل الاطلالة بها على الرأي العام بدلاً من القول ان المؤتمر لم يتوصل الى أية نتائج حاسمة، وبعد أخذ ورد بين بري والعريضي عبر الوسطاء، تقرر الاعلان عن اتفاق المجتمعين على تأجيل المؤتمر حتى يوم الاثنين المقبل، برغم تحفظ العريضي على الامر، حيث كان مصراً على استئناف الحوار اليوم الاربعاء، لكن الرئيس بري تبلغ أن النائب جنبلاط سيعود في نهاية الاسبوع وبعدها يواصل المؤتمر أعماله بحضوره، على أن تشهد الفترة الفاصلة سلسلة مشاورات داخلية وحتى خارجية من أجل التوصل الى مخرج يمنع انفراط العقد الحواري ويسمح بمتابعة النقاشات من حيث توقفت بالاضطرار، أو بالاحتجاج. وعلى الفور بدأت المشاورات في أكثر من اتجاه: النائب سعد الحريري اتصل مرات عدة بجنبلاط خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية. ولوحظ أن الاخير لم يدلِ أمس بأي تصريح بعد اجتماعات عقدها في واشنطن مع كل من مستشار الامن القومي ستيفن هادلي، ومساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش، رئيس البنك الدولي بول وولفويتز وأعضاء في مجلس الشيوخ أبرزهم جوزف بايدن وتشاك هيغل. وعلمت "السفير" أن السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة، اجتمع مساء امس مطولا بالسيد حسن نصر الله، وتم التأكيد من الجانبين "على أهمية صيانة المبادرة الحوارية والوحدة الوطنية في لبنان". وعقد اجتماع في فندق "سويت أتوال" قرب ساحة النجمة حضره كل من سمير جعجع والنواب علي
حسن خليل وجورج عدوان وايلي كيروز، وتم الاتفاق بين الجانبين على وجوب عدم السماح بعودة الأمور الى الوراء. كما جرت مشاورات بين عدد من فرقاء الرابع عشر من شباط، على خلفية اتخاذ القرار المناسب بشأن مصير التحرك الشعبي والسياسي ضد الرئيس اميل لحود والذي كان من المقرر أن يبلغ ذروته في الرابع عشر من آذار، أي يوم الثلاثاء المقبل. ولوحظ أن نائباً من فريق الرابع عشر من شباط، حاول جاهداً ليل أمس "تعميم" معلومات مفادها أن "حزب الله" و"أمل"
"تلقيا أمر عمليات من خلال خطاب بشار الأسد، أمس الأول، ولذلك قررا فرط الحوار"! حتى أن النائب نفسه "تبرع" ليلاً بمعلومات لبعض وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة مفادها أن السيد نصر الله
"اجتمع ببشار الأسد ليل الأحد الاثنين وان ما حصل بالأمس كان نتاج ذلك". كما حاولت الماكينة نفسها التشويش على مواقف العماد عون عبر الإيحاء بأنه انسحب احتجاجاً على إثارة الملف الرئاسي أو لأنه تم رفض ترشيحه أو انه انسحب من القاعة ولحق بنصر الله الى الخارج الخ... وقالت مصادر بعض قوى الرابع عشر من شباط إن السفيرين الاميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار ايمييه ظلا يواكبان مجريات الملف الحواري، علماً بأن بعض المقربين منهما عبرا عن عدم ارتياحهما لما وصلت إليه الأمور.
صحيفة الديار
كتبت "الديار" تقول ان كلام النائب وليد جنبلاط من واشنطن كاد أن يفجر الحوار لكن الرئيس نبيه بري صاحب المبادرة تمكّن في اللحظة الاخيرة من احتواء الموقف واللجوء الى خيار التأجيل الى يوم الاثنين لالتقاط الانفاس، علّ اللقاءات والمحادثات الجانبية تنقذ الموقف وتعيد الجميع مطلع الاسبوع الى الطاولة المستديرة للتوصل الى الحلول او نصف الحلول بدل ترك الامور على هذا الشكل من المناخ الملبد الذي احدثته المواقف الجنبلاطية الآتية من الولايات المتحدة الاميركية. اذن اخذ الحوار فرصة لالتقاط الانفاس قبل اتخاذ القرارات الحاسمة في شأن البنود الرئيسية التي اصطدم بها النقاش، ورغم التكتم الشديد الذي احاط بما دار خلال الحوار في اليومين الماضيين فان الاشارات التي التقطت بعد انفضاض جلسة الامس تدل على ان كلام جنبلاط رفع مستوى النقاش وخلق اجواء ملبدة منذ ليل اول امس. وكان من الطبيعي ان تطرح اسئلة حول ما قاله جنبلاط بشأن مزارع شبعا والمقاومة لمن يمثله في الحوار الوزير غازي العريضي ولحلفائه في فريق الرابع عشر من آذار غير أن الجواب بقي مؤجلاً ومبهماً، لا بل ان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري لم يستطع ان يعطي اجوبة واضحة حول هذه المسائل الحساسة طالبا مهلة لذلك. وحسب ما تردد في وسائل الاعلام بعد ساعات من اعلان الرئيس بري تأجيل الحوار فقد طلب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الحريري والعريضي موقفا واضحا من كلام جنبلاط ومن موضوع سلاح المقاومة وهل هي ميليشيا ام مقاومة، وكذلك من مزارع شبعا، وقيل انه اعطى النائب محمد رعد ترؤس وفد الحزب منتظراً جواباً من فريق 14 اذار الذي بقي يدور حول الموضوع من دون جواب نهائي. ولأن المواضيع كانت قد نوقشت على مدى ثلاثة ايام، ولأن هناك حاجة للبت بها جرى النقاش في امكانية حسم الموقف من هذه النقاط من دون جدوى. وقيل ايضا ان نصرالله قال انه طالما ان هناك طاولة للحوار في واشنطن فلماذا نتحاور هنا. كما قيل ايضا ان بعض فريق 14 اذار حاول الرد باثارة تساؤلات حول مصير رئاسة الجمهورية وخطاب الرئيس السوري بشار الاسد. وعلمت "الديار" وفقا لمعلومات أيضاً أن كلام جنبلاط كان طرح في الجلسة المسائية يوم الاثنين وتحدثت هذه المعلومات ان كلام جنبلاط احرج حلفاءه وخصوصاً النائب سعد الحريري والدكتور سمير جعجع وقد بدا النائب الحريري بعد كلام جنبلاط منزعجاً ومحرجاً وقد اكتفى بالسكوت عندما قيل له وهو يدخل قاعة الحوار: هل نسف جنبلاط الحوار؟ كما أن الدكتور جعجع ايضاً كان محرجا وقد اثار امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في تلك الجلسة كلام جنبلاط وقال: هذا الكلام لا يجوز فأنا لست وحدي فورائي شعب يسمع هذا الكلام (جنبلاط). ومخطىء من يظن انني اتخذ قراراً والجميع يمشي به فهناك قيادة وهناك ناس ورائي ويجب أن يتم توضيح للكلام الذي سمعناه. وأضاف: جئنا لنتحاور على أساس ان الجميع قيادات باب اول لكن النائب جنبلاط ذهب وسمعنا موقفه من واشنطن لذلك اذا لم يحصل الحوار على اساس المعايير التي وضعت فأنا لن احضر غداً (أمس) وسأكلف الحاج محمد رعد بتمثيلي. عندها قال النائب سعد الحريري: اعطوني ساعة او ساعتين لاحكي معه (جنبلاط) وأنا أعالج ما حصل «وما بتكونوا الا مبسوطين عندها وافق الجميع على المخرج الذي اقترحه الحريري وهكذا انقضت الجلسة على هذا الاساس انتظارا لتصحيح او توضيح من النائب جنبلاط. وقد اتصل الحريري بجنبلاط ليل اول امس واتفق معه على تعميم باسمه على صفحات الجرائد بأنه يؤيد الحوار وهذا ما حصل. وصبيحة جلسة الامس كان الجميع بانتظار معرفة ما توصل اليه النائب الحريري وخصوصاً السيد نصرالله الذي كان ينتظر أمراً محدداً في موضوع لبنانية المزارع وتكلم النائب الحريري فتحدث عن نتائج اتصاله بالنائب جنبلاط مبدياً استعداد الاخير للاستمرار بالحوار لكنه لم يعلن كما كان متوقعاً باسم جنبلاط انه لا يقصد التشكيك بالواقع اللبناني لمزارع شبعا وانه ينتظر الاثبات القانوني لملكيتها. وبعد ذلك طلب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الكلام وقال «لقد جئنا الى الحوار لنتحاور ولكي نكاشف بعضنا ونطرح الامور كما هي ونجد طرقا لحلها لكن ما حصل اننا بتنا نسمع لغتين لغة على طاولة الحوار ولغة ثانية من وراء البحار والقصف الذي تعرض له الحوار من واشنطن هو امر خطير ونحن نريد ان نعرف الموقف الحقيقي من جانب كل الفرقاء من المقاومة فأمس سمعنا اجماعا على ضرورة دعم المقاومة ولكن الكلام مختلف من واشنطن حيث سمعنا النائب جنبلاط يقول بأنها ميليشيا ويجب تجريدها من السلاح فأيهما هو الموقف الحقيقي. نحن نريد موقفا واضحا وهذه مسألة تتطلب الحسم. وطلب من الوزير العريضي الاجابة الذي قال «هذا الموقف عبر عنه وليد بك جنبلاط بنفسه واذا هنالك من ايضاحات فهو المصدر الصالح لأن تصدر عنه الإيضاحات عندها اخذ الكلام نصرالله وقال موجها كلامه الى الرئيس بري
: كنت قلت يا دولة الرئيس بأن الحضور يجب ان يكون على مستوى الصف الاول ولهذا لبينا كلنا من اجل ان يحل الحوار في هذه القاعة واجد نفسي اليوم على طاولة ليست مكتملة من مسؤولي الصف الاول ولذلك انا لن اجلس على هذه الطاولة وسأكلف الاخ محمد رعد ليحل مكاني وقام نصرالله من مكانه وتوجه الى الخارج ولحقه على الفور العماد ميشال عون ثم النائب سعد الحريري وحاولا ثنيه عن قراره بالعودة الى الطاولة الا ان السيد نصرالله لم يقبل بالرجوع وفي هذا الوقت وفي داخل القاعة حصل «هرج ومرج وجدد بعض المشاركين الطلب من العريضي ايجاد الايضاحات المطلوبة الا ان وزير الاعلام اصر على موقفه عندها سأله الرئيس بري ومتى سيعود وليد جنبلاط من سفرته فأجاب العريضي حسب ما اعرف قبل نهاية الاسبوع وتحديدا يوم الجمعة . عنده طرحت فكرة التأجيل بعدها اشار الحاضرون انهم لن يستطيعوا استكمال لقاءاتهم من دون وجود السيد نصرالله فكان اول تأجيل الى يوم السبت ثم سرعان ما جرى العدول عنه الى يوم الاثنين بسبب الاعياد ولضمان حضور جنبلاط. على ان المشاركين في الجلسة اشاروا كل من زاويته ووفق تقويمه الى ان مواقف جنبلاط هي التي ساهمت في الوصول الى خيار التأجيل. ويقول نائب من خارج الاكثرية كان حاضرا في الجلسة ان وجهة نظر برزت ومفادها اننا تخطينا كل الحواجز والعوائق والمحاذير وجئنا الى ساحة النجمة من دون شروط مسبقة وخاطرنا أمنيا على المستوى الشخصي ومضى علينا نحو اسبوع في الحوار كي لا يطلع وليد جنبلاط ويقول ماقاله وكأنه غير معني بالحوار ووجهة النظر هذه عبّر عنها الرئيس بري والسيد حسن نصرالله واخرون وتفهمها العماد ميشال عون ما دفع بالجميع الى الالتقاء على ضرورة اخذ استراحة لبعض الوقت لمراجعة كل الامور واعادة تقويمها بأكبر قدر ممكن من الايجابية. وعلى خط مقابل يقول نائب في الاكثرية كان حاضرا الجلسة ان النقاش وصل الى نقاط بالغة الاهمية تقتضي مقاربتها بروية وعمق ولا يمكن بتها من خلال الجلسة فكان التوافق شاملا على ضرورة عودة كل فريق الى مشاوراته الذاتية. ويخرج النائب نفسه بأن لا أحد يمكنه تحمل ضرب الحوار وإفشاله مهما بلغت الخلافات والإشكالات، ففي نهاية المطاف لا بد من الوصول الى خلاصات نوعية. وقد عقد الرئيس بري بعد ان انفضت الجلسة قبل اوانها باكثر من ساعتين سلسلة اجتماعات ولقاءات جانبية، وتكثفت الحركة والمداولات خشية انفراط عقد الحوار ومن اجل خلق مناخ ملائم يساعد على استئناف الحوار يوم الاثنين في اجواء ايجابية تساعد على المجيء باجوبة على الاسئلة التي طرحت حول البنود الرئيسة للحوار. بعد ذلك عقد الرئيس بري مؤتمرا صحفيا اعلن فيه قرار المتحاورين تأجيل الحوار الى يوم الاثنين المقبل، وقال «لقد وصلنا تقريبا على مشارف النهاية، وبالتالي كان لا بد من البدء بأخذ القرارات في ما يتعلق بالبندين الثاني والثالث، فطلب بعض الاخوة العودة الى قيادتهم، وان شاء الله سيكون معهم الاجوبة يوم الاثنين وقال ردا على سؤال انه يمكن ان تعلن قرارات يوم الاثنين، وقد يأخذ الحوار يوماً او يومين اكثر. وتحدث النائب سعد الحريري لدى خروجه من مجلس النواب فقال «ان النقاش شجاع وثمة امور لم نكن نفكر بطرحها على الطاولة طرحت بكل جدية وشجاعة. نحن طرحنا امورا حولها خلافات جذرية وهناك امور لا يمكن ان تلتقي كل ساعة او كل يوم لحلها والان نحن مصممون على حلها او التوصل الى تفاهم حولها وقال «ان الحوار ايجابي وسينجح وسنعود يوم الاثنين لاتخاذ القرارات التي تنجح الحوار اما جعجع فقال ردا على سؤال «ان هناك تناقضا في المواقف بين قوى 14 آذار، فنحن لسنا شخصا واحدا ولا حزبا واحدا نحن مجموعة من الفرقاء وقال «اصبح لدينا عدة مواضيع طرحت علينا من غير زوايا واقتربنا من مواضيع كثيرة لم تكن بالحسبان، نحن نريد ان نعيد النظر في بعض الامور ويمكن ان نكون بحاجة الى الاجتماع برفاقنا للتداول معهم في بعض النقاط الي طرحت علينا قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها.. وحسب المعلومات المتوافرة فان الايام القليلة المقبلة ستشهد تحركات واتصالات حثيثة لاحتواء الموقف تمهيدا لخلق مناخ ملائم من اجل استئناف الحوار يوم الاثنين المقبل، ولم تستبعد مصادر مطلعة من ان تجري اتصالات عربية لتعزيز هذه المساعي او ان يأتي وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل شخصيا الى بيروت لهذه الغاية. وذكرت المؤسسة اللبنانية للارسال مساء امس نقلا عن معلومات صحفية ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قد يزور بيروت نهاية الاسبوع للمساهمة في حلحلة العقد التي تمنع تقدم الحوار. في هذا الوقت علمت «الديار " ان اصحاب المحال التجارية والمقاهي في الوسط التجاري سيباشرون تحركاً فورياً مع خطة تصاعدية من اجل مطالبة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بنقل الحوار الى مكان اخر، غير الوسط التجاري وسيقدم وفد من هؤلاء الى الرئيس السنيورة تقارير مفصلة عن حجم الخسائر التي منيوا بها طوال المرحلة
الماضية والتي بلغت حدا خطيرا خلال الايام الاخيرة بسبب الاقفال والانتشار الامني، وسيطلب هؤلاء من الرئيس السنيورة ايجاد الحل المناسب نظرا لوجود الاف العائلات التي تعتاش من هذه المؤسسات ويبدو ان المسؤولين بدأوا بالتفكير بنقل الجلسات الى مكان آخر حيث طرحت فكرة عقد الجلسات في قصر منصور وهو المقر السابق لمجلس النواب على اساس انه من الممكن تأمين الحماية الامنية بالشكل المطلوب لهذا المقر وفي الوقت نفسه لا يجب تعطيل الحالة الاقتصادية في الوسط التجاري.
صحيفة النهار
كتبت "النهار" تقول إن مؤتمر الحوار الوطني لم يكمل مشواره الذي تقرر هذا الاسبوع حتى غد الخميس فانقطع امس في منتصف الطريق على أمل ان يعاود مسيرته الاثنين المقبل. واذا كانت النتيجة الاولى لهذا التعديل في البرنامج الزمني للمؤتمر اطلاق سراح المدينة وعودة الحياة الى وسطها الذي كان معزولاً منذ الثاني من الجاري بسبب الاجراءات الامنية التي واكبت المؤتمر، فان النتيجة التالية هي "تحريك الاتصالات على مستويات عدة من اجل ضمان كل المعطيات اللوجستية والسياسية والاعلامية لمعاودة الحوار وتحصينه" وفق مصادر رفيعة المستوى تشارك في المؤتمر. واذا كان رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الموجود في الولايات المتحدة الاميركية هو في قلب صورة الحدث انطلاقاً من المواقف التي ادلى بها اخيراً وجرى التركيز عليها داخلياً من البعض على انها وراء هذا التأجيل لاعمال المؤتمر، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري بادر، بعد تعليق جلسات الحوار امس، الى القول "ان الكلام الذي تفضل به (جنبلاط) ليس كلاماً جديداً. فهو كلام قاله في الحوار نهار الخميس، وبالتالي فان التأجيل ليس لهذا السبب". وابلغ جنبلاط مراسل "النهار" في واشنطن هشام ملحم انه سيعود الى بيروت "لاعادة تأكيد الثوابت في جلسة الحوار الاثنين المقبل"، موضحاً ان هذه الثوابت تتناول مواضيع الرئاسة الاولى ومزارع شبعا والعلاقات مع سوريا. اوساط متابعة لمواقف رئيس "اللقاء الديموقراطي" قالت "ان احداً يجب الا يتحجج بالتصريحات حول شبعا. فهذه هي مواقفه في الحوار وقبله ولا علاقة لذلك بوجوده في واشنطن. وهذا ما اكده الرئيس بري. لذا يجب الا يستغل احد موقف النائب جنبلاط الذي كان مرتبطا بمواعيد في الولايات المتحدة الاميركية منذ شهرين. وما قاله في واشنطن هو تكرار لما قاله في بيروت والمختارة". وانتقل جنبلاط وحماده الى نيويورك ليلتقيا اليوم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، ويتحدث جنبلاط امام مجلس العلاقات الخارجية كما يلتقي وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسينجر. اوساط رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري ابلغت "النهار" ليلا انه "متفائل" بنجاح الحوار. ونقلت عنه التأكيد "ان الحوار سيعاود الاثنين "آملا في "الوصول الى نتائج عملية". وفيما تردد ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيزور بيروت نهاية الاسبوع، نفت اوساط حكومية وديبلوماسية علمها بهذا الامر. وفي موازاة ذلك فهم ان لا شيء يمنع قيام حركة عربية تتعلق بلبنان ولكن ليس بالضرورة في اتجاهه مباشرة اذ يمكن قيام اتصالات بين المملكة العربية السعودية ومصر وخصوصا بعد المحادثات التي اجراها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في الرياض واعلانه من هناك عن "تطابق في الرأي حيال لبنان". والحركة العربية ستستهدف تهدئة الاجواء من اجل معاودة الحوار الوطني وتجاوز العقبات التي تعترضه. وكانت جولة الحوار التاسعة انعقدت امس على مدى ساعتين ليعلن بعدها الرئيس بري تأجيلها الى الاثنين المقبل. وعزا التأجيل الى رغبة "بعض الاخوة في العودة الى قياداتهم" للتشاور على ان يعودوا الاثنين "ومعهم الاجوبة الحاسمة على كل المواضيع" التي طرحت. واوضح ان المؤتمر وصل امس "تقريبا الى مشارف النهاية وبالتالي لا بد من البدء باتخاذ القرارات في ما يتعلق بالبندين الثاني (القرار 1559) والثالث (العلاقات مع سوريا) من جدول الاعمال". المعلومات التي توافرت عن "جلسة تعليق الحوار" امس، افادت ان المواقف التي اعلنها رئيس "اللقاء الديموقراطي" "لم تنفجر" في جلسة الاثنين المسائية لكن مفاعيلها تفجرت في جلسة الثلثاء، اي امس. وقد انعقدت الجلسة وسط احتدام ظاهر واستياء كبير اظهره الثنائي الشيعي "امل" و"حزب الله"، وخصوصا ان كلام جنبلاط في واشنطن اعتبر اخلالا بتعهداته دعم الحوار ومناخاته. وتضيف المعلومات ان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ترجم هذا الاحتقان باعلانه صراحة في الجلسة انه يريد العودة الى قيادة الحزب باعتبار ان ليس هو وحده من يقرر، وانه سيرسل الى طاولة الحوار من يمثله ما دام جنبلاط يرسل من يمثله ويقصف المؤتمر من واشنطن. وسارع الرئيس بري الى احتواء الموقف فاقترح ارجاء جلسات الحوار الى السبت المقبل وليس ابعد من ذلك لئلا يترك التأجيل تفسيرات سلبية حيال انهيار المؤتمر، في حين ان الامر ليس كذلك. وقد حصل تقدم فعلي وملموس في عدد من المواضيع تسمح بالتفاؤل بامكان التوصل فعلا الى تفاهم على الكثير من المواضيع تحت عنوان "ممنوع الفشل" الذي رفعه بري باسم المتحاورين اول من امس. لكن النائب ميشال المر لفت الى ان السبت المقبل هو "سبت المرفع" عند الطائفة الارثوذكسية مما حدا ببري الى اقتراح تأجيل المؤتمر الى الاثنين. وكشفت المعلومات ان ما حتّم تعليق المؤتمر خمسة ايام هو ان فريق 8 آذار لوّح بامكان سحبه موافقته على بعض الامور التي كان تم التفاهم عليها تحت وطأة الرد على مواقف جنبلاط. وتردد ان الثنائي الشيعي طلب الموا
فقة الفورية امس على بت مسألة لبنانية مزارع شبعا كرد على جنبلاط لاثبات ان الاطراف الآخرين لا يقبلون بالانجرار الى ما يؤدي الى افشال المؤتمر. ولكن النقاش دار حول اسلوب اثبات لبنانية المزارع بين فريقين، الاول يقول بالذهاب الى الامم المتحدة بملف كامل ولا يمكن عبره الا حمل الامم المتحدة على الاقرار بلبنانية المزارع. والآخر يقول ان على سوريا مسؤولية لا يجوز اعفاءها منها لاثبات لبنانية المزارع ما دام مسؤولوها، وآخرهم وزير الخارجية وليد المعلم، يعترفون كلاميا بان المزارع لبنانية. ويبدو ان اتفاقا شبه ناجز اصبح مبتوتا بالتوجه الى مجلس الامن وتقديم كل الوثائق والاوراق التي تدعم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بحيث يقوم لبنان بما يتوجب عليه ويترك الكرة في ملعب الامم المتحدة. فاذا ظلت المسألة غير محسومة في نظر المنظمة الدولية سيكون عليها ان تتعامل مع سوريا وتطلب منها الاوراق والوثائق اللازمة من اجل ترسيم الحدود. كما تم الاتفاق على ان "حزب الله" لن يحتفظ بسلاحه بعد تحرير مزارع شبعا وانسحاب اسرائيل منها وعودة الاسرى اللبنانيين من السجون الاسرائيلية. وكشفت المعلومات ان موضوع رئاسة الجمهورية لم يبحث تفصيلياً امس باعتبار ان من الصعوبة بمكان البحث فيه على الطاولة بين 14 فريقاً، والامر يبدو متروكاً للحلقات داخل الكواليس. كذلك افادت المعلومات ان موضوع شبعا ادرج عبر المناقشات على نحو مترابط مع موضوع سلاح المقاومة، اذ ربطت قوى 14 آذار بين ابقاء سلاح المقاومة حتى تحرير مزارع شبعا، والاقرار بلبنانية المزراع. وعلى الاثر انسحب نصرالله من الجلسة بعدما كلف النائب محمد رعد الجلوس مكانه وتمثيله قائلاً: "انا لا اجلس مع الصف الثاني" مشيراً بذلك الى تمثيل الوزير غازي العريضي للنائب جنبلاط، ولحق به الى خارج القاعة العماد ميشال عون ثم النائب سعد الحريري وبدأ طرح صيغة تأجيل المؤتمر وتعليق اعماله ريثما تتم بلورة المخارج واعادة احتواء الوضع. كما التقى عون الرئيس بري ووافاه الى مكتبه النائب بطرس حرب، وعمل عون وحرب على تهدئة الموقف واحتوائه بالتنسيق مع العريضي، ولوحظ ان مناخاً ايجابياً يسود العلاقة بين عون والرئيس امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع. وفي رواية اخرى ان سجالا جرى بين نصرالله وجعجع الذي دافع عن مواقف جنبلاط، وان نصرالله سأل سعد الحريري رأيه بمواقف جنبلاط فقال له: لنترك الجواب الى الاثنين (عودة جنبلاط) عندها اقترح نصرالله رفع الجلسة الى الاثنين، وهكذا كان. وعلمت "النهار" استناداً الى مصادر متابعة فإن تأجيل اعمال المؤتمر يتيح اجراء مشاورات في الداخل والخارج "ففي كل ملف مطروح هناك طرف ثالث من المفيد مراجعته" على حد تعبير المصادر التي تعطي مثلاً ان جعجع قال لدى خروجه انه تم التفاهم على الملف الرئاسي وبقي التفاهم على البديل، أوليس مثل هذا الملف في حاجة الى التشاور مع المرجعيات وأبرزها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير؟ ثم ان السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في حاجة الى تشاور واتصالات لتأمين تنفيذ قرار معالجته في ضوء تصريحات صدرت عن جهات معروفة الارتباطات، ثم ان ثمة ما يستدعي التشاور مع السلطة الفلسطينية ("حماس"). وكذلك الامر بالنسبة الى ما يتعلق بمزارع شبعا، وهل تقدم الحكومة اللبنانية على خطوة لا تؤمن نجاحها مع الامم المتحدة والدول الكبرى؟ على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الى عقد جلسة عادية لمجلس الوزراء عصر غد الخميس. وجدول أعمال الجلسة الذي وزع أول من أمس يتضمن 48 بنداً.
صحيفة المستقبل
كتبت "المستقبل" تقول انه في اليوم الخامس لمؤتمر الحوار الوطني، ومع بداية الجلسة التاسعة، اتفق المتحاورون على "تمديد" الحوار عبر تأجيل الجلسات الى الإثنين المقبل، افساحاً في المجال أمام الجميع لمزيد من المشاورات بعدما وصلت الأمور الى المرحلة "الحاسمة". وفي المواقف المعلنة للأطراف بعد التأجيل، كما في "المعلومات" على قلّتها، يتبيّن ان التأجيل حتى الأسبوع المقبل ليسَ تأجيلاً "تفجيرياً" أو اعلاناً لتفجّر الحوار، بل هو بسبب اضطرار الأطراف الى اتخاذ قرارات "شجاعة" يحتاج اتخاذها الى وقت اضافي. بكلام آخر، وحسب ما اكد غير متابع للمجريات فإن التأجيل يمثل فرصة لانجاح الحوار الوطني وليس اعلاناً عن وصول هذا الحوار الى الطريق المسدود. وشدّد المتابعون ان المشاورات الحاصلة والتي ستحصل، ستظهر ترجمتها الايجابية اعتباراً من الإثنين المقبل. وبذلك فإن التأجيل يشكل مهلة لحسم الخيارات والقرارات. وكان لافتاً في هذا المجال، نفي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الناطق باسم المؤتمر أن يكون ثمّة علاقة للمواقف التي أعلنها رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من واشنطن بالتأجيل، اذ كرّر القول انّ ما قاله جنبلاط "ليس جديداً وهو أدلى به في اليوم الأول للمؤتمر". كما لفت في كلام برّي رداً على الأسئلة خلال المؤتمر الصحفي قوله "نرحّب بكلّ مبادرة عربية ولكن ليس لذلك علاقة أبداً بالتأجيل"، مضيفاً ان "المؤتمر صنع في لبنان ومرجعيته لبنانية وكل واحد سيعود الى قيادته". وعزا برّي التأجيل الى "اننا وصلنا الى مشارف النهاية تقريباً وكان لا بدّ من البدء باتخاذ القرارات في ما يتعلّق بالبندين الثاني والثالث "أي القرار 1559 والعلاقات اللبنانية ـ السورية، لافتاً الى انّ "الأجوبة ستكون الإثنين"، قبلَ أن يستدرك بالقول "يمكن أن تأخذ القضية يوماً أو يومين، ويمكن أن تأخذ القرارات الإثنين (..)". وتابعت "المستقبل" تقول انه من جهته واصل رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ولليوم الثاني "نهج الطمأنة". فهو أكد انّ "كلّ فريق بحاجة الى استشارة حلفائه"، ولذلك فإن "ثمة حاجة الى التروّي لاتخاذ قرارات مصيرية"، مشدداً على انّ "الحوار ايجابيّ وسينجح". وإذ سأل "هل كان من الأفضل أن تحسم الأمور على زغل أو تحسم بعد أن نكون توصلنا الى تفاهم حول التفاصيل"، أكد على أهمية "أن نأخذ وقتنا وألا يتمّ سلق الأمور". وقال "نحاول أن نقرّب بين الساحات والمواقف ونعمل للخروج من منطق 8 آذار و14 آذار لنعود شعباً واحداً وقراراً واحداً (..)". في هذا الوقت، لفتَ رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى "اننا اتفقنا على أن تخرج نتائج الحوار في سلّة واحدة وليس بالمفرّق، مضيفاً الى انه "عندما وصلنا الى مرحلة اتخاذ القرارات تبيّن اننا نحتاج الى أن نجلس مع أنفسنا ومع بعضنا بعض الوقت"، متحدثاً عن "تغيّرات جذرية في المواقف". وكشف جعجع انّه "في موضوع رئاسة الجمهورية تقدّمنا خطوات جيّدة جدا ووصلنا الى مرحلة الأسماء"، موضحاً ان "الأسماء طرحت بالجملة". وأعلن انّ "كل القيادات وضعت أوراقها على الطاولة فحصل أخذ وردّ ومواقف جديدة وسنعود مجدداً لنخرج بمواقف نهائية (..)". تزامناً مع هذا التأجيل "المفاجئ" المرتبط على ما يبدو ب "قرارات مؤلمة" يحتاج كافة الفرقاء الى "هضمها"، أكد السفير الأميركي جيفري فيلتمان دعم الولايات المتحدة والمجتمع للحوار اللبناني ل"التعامل مع القرار 1559". وقال انّ "القرار موجود كبند رئيسي على طاولة الحوار لكن كيفية تطبيقه وتنفيذه وتوقيته من صلاحيات لبنان". وأضاف انّ "هناك اشخاصاً حول الطاولة يمثّلون شرائح واسعة من المجتمع اللبناني وهذا في حدّ ذاته يعتبر نجاحاً". ورأى فيلتمان ان هؤلاء "يتحاورون في لبنان بدون الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية، بدون أي تدخل خارجي"، لافتاً الى ان "الحوار يجري في لبنان، وليس في الطائف أو لوزان أو جنيف وهذا في حدّ ذاته نجاح ويعطي الجميع الأمل".
صحيفة الأنوار
قالت "الأنوار" إن الاجواء الضبابية التي خيمت بعد الاعلان عن تأجيل الحوار الى الاثنين المقبل، بدأت بالانقشاع مع تأكيد المتحاورين بمختلف تياراتهم على ان التأجيل هدفه استجماع الاراء وبلورة الافكار لضمان النجاح. وقد كان تأكيد من ممثل النائب وليد جنبلاط في الحوار الوزير غازي العريضي ومن عضو اللقاء الديمقراطي النائب اكرم شهيب على الاستمرار في الحوار وعلى نفي ان تكون مواقف جنبلاط في واشنطن وراء التأجيل. وكانت جلسة الحوار التاسعة قبل ظهر امس قد انتهت قبل ساعتين من موعدها، وترددت انباء عن ان المواقف التي اعلنها جنبلاط في واشنطن خيمت على قاعة الحوار وتركت اثارا سلبية على المسيرة الحوارية، مما دفع فريقا من المتحاورين الى طلب موقف من فريق 14 اذار باعتبار ان ما قاله رئيس (اللقاء الديمقراطي) يعيد الامور الى نقطة الصفر. مؤتمر بري ولكن الرئيس نبيه بري وفي خلال اعلانه قرار التأجيل نفى ان يكون كلام جنبلاط وراء التأجيل وقال (ما تفضل به الاستاذ وليد جنبلاط ليس كلاما جديدا، وقد قاله في الحوار يوم الخميس الماضي). وقال الرئيس بري: لقد قرر المجتمعون تأجيل الجلسة الى نهار الاثنين المقبل عند الساعة الحادية عشرة صباحا. طبعا سيكون لديكم تساؤلات وتفسيرات وتأويلات، ولكن الحقيقة هي التالية: بكل بساطة وكما تعلمون ان اكثر اطراف الحوار ينتمون لحركات واحزاب وتيارات، وقد وصلنا كما قلت لكم بالامس الى تقدم ولكن لم ننته، واليوم وصلنا تقريبا الى مشارف النهاية وبالتالي لا بد من البدء بأخذ القرارات في ما يتعلق بالبندين الثاني والثالث من جدول الاعمال، فطلب بعض الاخوة العودة الى قياداتهم حتى يجتمعوا معهم خصوصا في ما يتعلق بالاحزاب، ولكي لا اعطي مثلا اخر، فمثلا حركة (امل) سأعود الى قيادتها للبحث في هذه المواضيع، وبالتالي فان نهار الاثنين ان شاء الله يكون معهم الاجوبة الحاسمة على كل هذه المواضيع. وقد حضر مؤتمر بري سعد الحريري، والدكتور سمير جعجع والوزير غازي العريضي وعدد من النواب. وقال النائب سعد الحريري: ماذا تريدون هل الافضل ان نحسم اليوم الامور على زغل، ام نحسمها ونكون توصلنا الى تفاهم حول كل التفاصيل? الافضل للجميع ان نأخذ وقتنا وان لا يتم سلق الامور، ونحن نحاول ان نقرب بين الساحات وبين المواقف ونعمل للخروج من منطق 8 اذار و14 اذار، لنعود شعبا واحدا وقرارا واحدا نتيجة هذا المؤتمر، ونتوافق على كل الامور. اضاف: لاول مرة طرحت الامور بكل وضوح وبكل جدية، وهناك امور مهمة لم نكن نتصور انه يمكننا ان نطرحها على الطاولة، والآن سنعود الى الحوار مجددا الاثنين المقبل بعد اجتماعات سنعقدها في نهاية الاسبوع، وانا سأجتمع مع كتلتي النيابية لكي نأخذ قرارا نهائيا. بدوره قال الدكتور سمير جعجع: اتفقنا على ان تخرج نتائج الحوار في سلة واحدة وليس في المفرق، وهناك بعض النقاط لصالح البعض وهناك بعض النقاط الاخرى لصالح البعض الاخر، وتحتاج الى جوجلة لتحصل كلها دفعة واحدة. ونفى الوزير غازي العريضي ما قيل عن دور لتصريحات جنبلاط في تأجيل الحوار، وقال ان التأجيل يعود الى رغبة بعض الاطراف في اعادة درس الملفات وتجنب اتخاذ قرارات تتعارض مع قرارات الحكومة. وقال: نحن اتينا الى الحوار وسنكمل، والكل مصر على الحوار، والحوار سيكمل ان شاء الله بنفس الاجواء الايجابية والمسؤولة التي نحن فيها. وقال النائب اكرم شهيب عضو اللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، ان اللقاء حريص على استمرار الحوار. بدوره قال الرئيس امين الجميل: جميع المتحاورين محكومين بالنجاح، والاستراحة مهمة جدا لاستجماع الاراء. وقد توصلنا الى بلورة بعض الافكار الواضحة، واصبحت جاهزة بعد روتشة اخيرة. واضاف (انني مطمئن الى استئناف الحوار والوصول الى نتائج). وقال الوزير ميشال فرعون ان تأجيل الحوار بضعة ايام يعطي مجالاً اكبر لنجاحه، ويسمح للمزيد من التشاور في ضوء نتيجة المرحلة الاولى من النقاشات التي جرت. فمسألة رئاسة الجمهورية مثلاً تحتاج الى المزيد من المشاورات الثنائية للوصول الى الاتفاق حول البديل، بعدما كان اتفق جميع المحاورين على مبدأ تغيير رئيس الجمهورية. اما في ما خص مزارع شبعا، فيجب ان تجري بعض الاتصالات مع الأمم المتحدة، لاستمكال (لملمة) بعض النقاط العالقة، ومعرفة ما اذا كانت سوريا مستعدة للتوقيع على خريطة الحدود الدولية. وقال النائب ابراهيم كنعان عضو تكتل التغيير والاصلاح ان التيار الوطني الحر متأكد من ان الحوار سيستأنف الاثنين. واضاف (هناك آلية لاستكمال الحوار تم بحثها، وقد وصلنا الى مرحلة حاسمة نوقشت فيها كل الملفات، وكان النقاش معمقا وجديا، ونحن بحاجة لهذه الفترة لبلورة تصور نهائي يتم عرضه من قبل جميع الاطراف يوم الاثنين المقبل. هذه هي حقيقة ما جرى بحثه امس في هذه الجلسة الصباحية، بالاضافة الى عدد من الامور الجامعة لأن الكلام عن استكمال الحوار لا ينفي ان يكون هناك بطبيعة الحال مشاورات، وان تستمر هذه ال
مشاورات حول الامور المطروحة على بساط البحث بين كل هذه الاطراف الموجودة اليوم وغدا وحتى يوم الاثنين. وردا على سؤال حول اثر كلام النائب جنبلاط على تحول سير الحوار، اجاب كنعان اعتقد ان الكلام قيل في الامس وليس اليوم ثم جرى تجاوز هذا الكلام. كل كلام سياسي يصدر عن طرف اساسي في البلد يكون له تأثير، لكن الحوار هو في النتيجة مكان لطرح الخلافات، وبحث هذه الامور. لذلك قناعتنا ان نستمر في هذه الثقافة، في هذه الدينامية ليس فقط لأنها مسألة تهمنا نحن كسياسيين، انما مسألة تهم البلد. وعما اذا كان المتحاورون سيعودون الى طاولة الحوار الاثنين المقبل وهناك حسم للمواضيع قال: لا مجال الا في العودة الى طاولة الحوار لأن الحوار يكون اليوم خشبة الخلاص، وهو وسيلة للتفاهم على كثير من الامور.
صحيفة صدى البلد
كتبت "صدى البلد" تقول ان الحوار أخذ استراحة حتى الاثنين المقبل على خلفية اسباب متعددة، إلا ان المتحاورين وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري جزموا انهم سيستكملون جلساتهم الاثنين وسيتخذون القرارات اللازمة. وفي معزل عما اذا كانت تصريحات النائب وليد جنبلاط من واشنطن او المواقف السورية هي التي فرضت هذا
"التأني" فإن الحديث عن تحرك عربي عاد الى الواجهة. وبدأ هذا التحرك فعليا عبر نشاط دبلوماسي عربي مكثف في بيروت باتجاه المتحاورين ينتظر ان يتوج كما تردد ليلا بزيارة الى بيروت يقوم بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان حيث يعرضان "مبادرة" من 3 نقاط تتعلق بالرئاسة وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات. أركان الحوار يجزمون باستئنافه الاثنين لاتخاذ قرارات واضافت "صدى البلد" , لقد دخل "مؤتمر الحوار الوطني" في عطلة طويلة لينشط الحديث بقوة عن تحرك عربي بدأ مباشرة على الأرض مع المتحاورين أنفسهم وينتظر ان يتوج بقدوم ممثلين رفيعين للمملكة العربية السعودية ومصر الى بيروت خلال أيام ضمن مهمة محددة يرجح ان تفوز برضى الأطراف المحليين كافة. وقد أوقف الحوار فجأة أمس الا ان أركانه حرصوا على التأكيد انهم عائدون الاثنين لمواصلة التشاور بل واتخاذ القرارات. الرئيس نبيه بري قال للصحافيين ان التأجيل سببه التشاور ووعد ان المقررات الاثنين "لكن لا تمسكوا لي ريقي". رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري أكد ان "الحوار سينجح (...) ونريد ان ننتهي من 8 آذار و14 آذار". رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع قال: "وصلنا الى اتخاذ القرار وكل يريد العودة الى جماعته لأن هناك تغييرات جذرية في المواقف (...) ولا مقايضة انما هناك حاجة لتليين المواقف". الرئيس أمين الجميل برر الارجاء "حتى تكتمل الصورة"... الجميع تقريباً أكد ان الحوار مستمر وسيستأنف الاثنين المقبل, بما سيتيح عقد جلسة لمجلس الوزراء غداً في مبنى المجلس الاقتصادي الاجتماعي لدرس 48 بنداً على جدول الأعمال, لكن ماذا جرى في الجلسة حتى تقرر الارجاء؟ وقالت مصادر مطلعة على ما جرى داخل قاعة الحوار ان الجلسة بدأت بكلام للنائب سعد الحريري الذي كان تعهد في اليوم السابق ان يتحدث مع النائب وليد جنبلاط خصوصاً في موضوع مزارع شبعا ولبنانيتها. وأكد الحريري ان جنبلاط أكد له ان "لا مشكلة في الموضوع" لكنه يفضل انتظار آخر الحوار ليحسم موقفه. وفيما التزم الوزير غازي العريضي الصمت قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله: "المسألة مسألة شكل ومضمون. تعلمون وضعي الحساس من حيث التنقل والأمن. فإذا لم تكن هناك نتيجة في المضمون فسأدع النائب محمد رعد يتابع الحوار معكم". بعد ذلك قال الرئيس نبيه بري: "نحنا بدأنا الحوار على أساس وجود "الباب الأول" لذلك خلينا ننطرو لوليد جنبلاط". ثم انسحب من القاعة, فتبعه النواب ميشال عون وبطرس حرب وابراهيم كنعان ثم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والسيد نصرالله. وانضم آخرون باستثناء الوزير العريضي الذي أجريت معه اتصالات. وفي هذا الاجتماع تقرر تعليق الحوار حتى الاثنين تحت عنوان "مزيد من المشاورات". وتقاطعت رواية هذه المصادر مع مصادر فريق آخر في الجلسة روت ل"صدى البلد" ان ما تسبب في توقف الحوار, هو ان رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري لم يتمكن من تنفيذ وعد قطعه للمؤتمرين أمس الأول باقناع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط بالعودة عن المواقف التي أعلنها من واشنطن أمس الأول. وذكرت المصادر ان أعضاء فريق "14 آذار" في الحوار تهيبوا الموقف عندما رفعت جلسات الحوار اذ انهم لم يتوقعوا ان يبادر الأمين العام ل"حزب الله" الى اعلان موقفه بالانسحاب من المؤتمر ليمثله فيه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وفيما نقل زوار الرئيس بري تأكيده مساء أمس ان مؤتمر الحوار لم يصل الى طريق مسدود, اوضح انه تم رفع جلسات المؤتمر حتى الاثنين المقبل لمزيد من التشاور. وابلغ النائب علي حسن خليل ل "صدى البلد" انه "مطمئن الى ان الجلسة سوف تعقد الاثنين" ولكن لا يستطيع الجزم بأن "يتم التوافق على القضايا الخلافية". ونفى ان يكون قد "تم الاتفاق على تنظيم لقاءات بعيدة عن الاضواء بين المشاركين لافتا الى ان ذلك لا يمنع من ان يتم التشاور بين مختلف الفرقاء". واشار الى ان التأجيل الى يوم الاثنين "من أهدافه ان يكون النائب وليد جنبلاط موجودا حول طاولة الحوار من جهة ومن جهة ثانية قد يكون لهذا التأجيل اثر ايجابي على المتحاورين لبذل جهود اكبر من اجل التوافق". كما نفى خليل "طرح موضوع الرئاسة الاولى "خلال جلسة أمس. وشدد على ان "الجميع متمسك بالحوار كآلية وحيدة لحل المشكلات المطروحة ومعالجة الملفات الوطنية".مبادرة عربية؟ وقالت مصادر نيابية واسعة الاطلاع مساء امس ان توقف الحوار حتى الاثنين المقبل يفسح في المجال أمام ثلاثة تطورات منتظرة:
1 - وصول وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
2 - زيارة رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس الى دمشق واعلانه تقريره المنتظر مطلع الاسبوع .
3 - عودة النائب وليد جنبلاط من واشنطن.
ونقلت هذه المصادر عن اوساط دبلوماسية عربية ان الفيصل وسليمان يحملان معهما مبادرة تقضي بالتالي:
- سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات.
- انتخابات رئاسية جديدة.
- فترة سماح لمدة 18 شهرا لسلاح حزب الله مع تحديد مهمته في تحرير مزارع شبعا واستعادة الاسرى. وقالت المصادر ان الأكثرية النيابية تميل الى القبول بهذه المقترحات بمن فيها جنبلاط.
صحيفة اللواء
كتبت "اللواء" تقول انه رغم قوة الصدمة النفسية التي أحدثتها مفاجأة تأجيل مؤتمر الحوار اللبناني الى الاثنين المقبل، على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والشعبية، فقد سارع قادة التيارات والأحزاب المشاركة في الحوار، الى تأكيد إيجابيات استمرار المؤتمر وتبرير تعليق الجلسات الى مطلع الأسبوع المقبل بالحاجة الى التشاور والتقييم وغربلة الاقتراحات والأفكار التي طُرحت ومراجعة الحسابات، وأبرزت تصريحات مختلف الفرقاء إثر تعليق الجلسة، من الرئيس نبيه بري الى النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميّل وسمير جعجع وبقية القوى الأخرى، تمسّك الجميع، باعتبار الحوار هو خشبة الخلاص الوحيدة المتاحة للخروج من الأزمة التي يتخبّط بها البلد· وذهب البعض من قادة الحوار في فريق الرابع عشر من آذار الى التحذير من مغبة النظر الى ما جرى من منظار سلبي، أو إعطائه تفسيرات خارج إطار ما جرى، وأشار هؤلاء الى محاولات تجري لتضخيم الأمور أكثر مما تحتمل، لكنهم قالوا إن هناك إشكالية حصلت يُفترض أن تناقش بعد عودة النائب وليد جنبلاط من واشنطن، ولفتوا الى أن هناك حاجة لدى جميع الأطراف الى مراجعة حساباتهم بعد وصول الحوار الى نقاط حسّاسة يُفترض معها أخذ قرارات حاسمة· وتساءل هؤلاء عما إذا كان البطريرك الماروني نصر الله صفير جاهزاً لمناقشة موضوع رئاسة الجمهورية معه؟ وكان لافتاً ما جاء في مقدمة نشرة تلفزيون "المستقبل" المسائية، وهو الناطق بلسان "تيار المستقبل"، عندما أكدت أن ما حصل "ليس إعلاناً عن وصول الحوار الى الطريق المسدود، بل فرصة لإنجاحه"، وقال: "هذه هي حقيقة ما انتهت إليه اجتماعات القيادات اللبنانية أمس، لتفسح في المجال أمام دورة جديدة من المشاورات تؤكد معلومات موثوقة أن ترجمتها الإيجابية ستظهر للبنانيين يوم الاثنين المقبل، وإذا كانت الإشارات الأولى قد أوحت كما لو أن الحوار قد انتهى، فإن الحقائق التي شهدتها جلسة أمس، تخالف ما يوحى به من هنا وهناك وتقطع اي شك بأن الحوار سيستمر، وأن الاسبوع المقبل سيكون مشهوداً في تاريخ لبنان· وقالت: من الآن والى الاثنين، فإن كل لبناني معني بالتصرف على اساس ان الحوار لن يسقط بإشاعة من هنا او تسريبة من هناك، وان نجاح اللبنانيين في هذه الفرصة الاستثنائية هو اختبار للجميع ولقدرة الشعب اللبناني على ادارة شؤونه بنفسه من دون اي تدخل خارجي او اي ضغوط"، مشيرة الى ان المهلة التي قررتها القيادات اللبنانية هي مهلة لحسم الخيارات، وبالتالي فرصة لتمكين الحوار من الوصول الى خواتيمه· وكان قرار تأجيل المؤتمر قد اتخذ بعد اعلان رغبة الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصر الله بالانسحاب من الجلسة التاسعة الصباحية بعد اكثر من ساعة من بدئها، احتجاجاً على تصريحات النائب جنبلاط في واشنطن، بعدما حمله مسؤولية فشل الحوار، ورفضه الخوض في نقاش مع الوزير غازي العريضي، معتبراً ان المؤتمر يعني قيادات الصف الاول، تاركاً مقعده لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد· ولم تفلح محاولات عدد من الحاضرين، بينهم الرئيس بري والنائب سعد الحريري وجعجع في حمل نصر الله على العودة الى قاعة الجلسات، غير أنه تم التوافق بعد سلسلة اجتماعات ثنائية وثلاثية في مكتب الرئيس بري على خطوة التأجيل· وبالرغم من جرعات التفاؤل التي حرصت قوى الاكثرية، وكذلك اوساط الرئيس بري، على اشاعتها حرصاً على استمرار الحوار، فإن اوساطاً سياسية ابدت تخوفها من تداعيات انهيار الحوار، في حال عدم التئام المؤتمر من جديد يوم الاثنين المقبل، على الوضع الداخلي امنياً وسياسياً واقتصادياً خاصة بالنسبة الى استعدادات الحكومة لتحضير مؤتمر بيروت -1 الذي يحظى بدعم عربي ودولي واسع، وكان بنداً على قمة الرئيس الفرنسي جاك شيراك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار التي قد تسود البلاد، في حال تطورت الخلافات السياسية الى حد انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من الحكومة· ولم تستبعد هذه الاوساط بأن يؤدي التأزم الحالي وعدم انعقاد مؤتمر الحوار ثانية مطلع الاسبوع المقبل، الى عودة المساعي العربية بفعالية على الساحة اللبنانية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، تمهيداً لطرح صيغة مقبولة للعلاقات اللبنانية - السورية تنهي حالة التوتر القائمة بين البلدين، من دون اسقاط التحرك الدبلوماسي الغربي، وتحديداً الاميركي والفرنسي لمواكبة ما يجري باتصالات في هذا الشأن، وترددت في هذا السياق معلومات عن زيارة محتملة لوزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل الى بيروت نهاية الاسبوع· وعلمت "اللواء" من مصادر مقربة من المؤتمر إلى أن البحث وصل الى مرحلة قريبة من اتخاذ القرارات والمواقف بشكل حاسم وواضح من القضايا المطروحة، وخاصة بالنسبة لرئاسة الجمهورية والسلاح الفلسطيني وملف مزارع شبعا وسلاح المقاومة، الأمر الذي وجد المتحاورون أنفسهم بحاجة إلى فترة التقييم وإجراء المشاورات مع الحلفاء في الداخل والخارج قب
ل الدخول إلى عتبة القرارات النهائية· ورداً على سؤال، أكدت هذه المصادر أنه لم يحصل أي تلاسن بين السيد حسن نصر الله والوزير غازي العريضي، الذي لم يدل بأيّ مداخلة خلال الجلسة صباح أمس· وأشارت الى اتصالات انتعشت ليلاً بين القادة لتدارك مخاطر الفشل، فيما ذكرت مصادر نيابية أن اجتماعات ستعقدها الكتل النيابية، بدءاً من اليوم وحتى نهاية الاسبوع، في محاولة لتقييم الوضع واتخاذ المواقف الحاسمة والنهائية من المواضيع المطروحة، وستترافق هذه الاجتماعات مع حوارات بين الاقطاب للتوافق على آلية مشتركة تساعد في ان يخرج مؤتمر الحوار بالنتائج المرجوة، وسيكون للرئيس بري مروحة من الاتصالات لتأمين المناخ الملائم الذي سيؤمن وصول الحوار الى شاطئ الامان· وكان الرئيس بري قد حرص في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه تأجيل الحوار الى الاثنين المقبل، على نفي ان يكون الموضوع الرئاسي او كلام جنبلاط السبب في التأجيل، عازياً ذلك الى الوصول الى مشارف النهاية، وبالتالي لا بد من البدء بأخذ القرارات في ما يتعلق بالبندين الثاني والثالث من جدول الاعمال، متمنياً ان يأتي يوم الاثنين ويكون مع الاخوة الاجوبة الحاسمة على كل هذه المواضيع، مشدداً على ان مؤتمر الحوار صنع في لبنان ومرجعيته لبنانية، وعزا الى ان "علم المنطق لا يتلاءم مع علم السياسة" رداً على سؤال بأن سبب التأجيل غير مقنع· وأكد رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري من جهته بأن الحوار سينجح وسنعود يوم الاثنين لاتخاذ القرارات التي، ان شاء الله، ستؤدي الى نجاح الحوار· وقال: "ان النقاش كان جدياً وهناك الكثير من الامور التي كان يعتقد انه لا يمكن طرحها على الطاولة، انما طرحناها بكل شجاعة وبكل جدية من رئاسة الجمهورية الى سلاح المقاومة الى السلاح الفلسطيني الى العلاقات مع سوريا، مشدداً على ان الجميع سيجلس الاثنين على طاولة الحوار لاتخاذ قرارات ايجابية تهم الجميع· ولفت الى ان الافضل للجميع ان يأخذوا وقتهم وان لا يتم سلق الامور، مشيراً الى انه يعمل للخروج من منطق 8 آذار و14 آذار لنعود شعباً واحداً وقراراً واحداً نتيجة هذا المؤتمر· أما جعجع فقد اشار الى اننا اقتربنا من مواضيع كثيرة، لم تكن في الحسبان، وقال: نحن نريد ان نعيد النظر في بعض الامور، ويمكن ان تكون في حاجة الى جدول اعمال الحوار هي مواضيع شائكة وعميقة وحساسة ومهمة· وإذا لم يتنازل كل منا عن بعض مطالبه ومواقعه فلا يمكن ان نصل الى نتيجة، موضحاً انه حصل تقدم خطوات جيدة حول موضوع الرئاسة ووصلنا الى مرحلة الاسماء، مشيراً الى ان ممثل جنبلاط في الحوار سيكون حاضراً في الاجتماع المقبل· ولوحظ أن سعد الحريري وجعجع والعريضي حضروا المؤتمر الصحافي للرئيس بري دون ان يشتركوا فيه· ومن جهته، نفى العريضي ان تكون تصريحات جنبلاط في واشنطن فجرت الجلسة، وقال في اتصال مع "نيو، تي، في" "ان لا مانع لدينا في العودة الى الطاولة في اي لحظة". أضاف: "نحن عائدون الى طاولة الحوار يوم الاثنين وإذا استلزم الامر قبل الاثنين لا مانع لدينا على الإطلاق في اي لحظة نعود الى طاولة الحوار. الحوار هو لمصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين، وللمرة الاولى في لبنان، كانت تناقش الامور على طاولة هذا الحوار بروح من المسؤولية والجدية، هناك خلافات، صحيح، لو لم نكن مختلفين لما جئنا الى طاولة الحوار، ولو لم تكن الخلافات كبيرة لما علقت على هذا الحوار الآمال الكبيرة، ولما كان الاهتمام به في هذا المستوى· الخلافات كبيرة وهناك انقسام حول مسائل عديدة ولكن نحن ذهبنا لمعالجة هذه المسائل. وبالتالي من الطبيعي ان يكون ثمة خلافات ونقاشات في العمق وفي التفاصيل حول الكثير من الامور· المهم هو النتيجة، النتيجة التي نتوخى الوصول اليها مهما أخذنا من وقت لمناقشة كل القضايا والخروج باتفاق بين جميع اللبنانيين"· وأكدت مصادر قريبة من الحزب الاشتراكي ان جنبلاط سيعود الى بيروت يوم الجمعة، وانه سيشارك في الحوار بعد استئنافه الاثنين· وتابعت "اللواء" قائلة انه ما جرى في الجلسة التاسعة للحوار، التي انعقدت صباحاً لم يكن مفاجئاً لاقطاب الحوار، وان جاء مفاجئاً للصحافيين لفعل التزام المتحاورين بالعهد الذي قطعوه للرئيس بري بعدم تسريب المعلومات خارج جدران الحوار· وحسب المعلومات، فإن التشنج في القاعة، بدأ في الجلسة المسائية التي عقدت امس الاول، ثم ازداد الضغط في الجلسة الصباحية، مما أدى الى رفعها بسرعة· ففي تلك الجلسة، طلب نصر الله الكلام، وأثارت تصريحات جنبلاط في واشنطن، التي كان المتحاورون قد تبلغوها للتو، فتدخل الرئيس بري قائلاً: "إن هذا الكلام ليس جديداً، ودعونا نتجاوز الموضوع، لكن نصر الله أصر متسائلاً عما اذا كان هذا الموقف، هو موقف قوى 14 آذار، وبالذات سعد الحريري· فإذا كانت هذه القوى تؤيد موقفه، نكون ندور في حلقة مفرغة، نريد ان نعرف الموقف من الاخ سعد الحريري، وهل يتبنى هذا الموقف (وكان يقصد قول جنبلاط ان مزارع شبعا غير لبنانية، وان "حزب الله
" ميليشيا)· فرد سعد الحريري قائلاً: "نحن جئنا لنجاح الحوار، وهذه المواقف يجب ان لا تؤثر على مجريات الحوار· لكن نصر الله أصر على ان يكون هناك موقف من الاكثرية· فأوضح العريضي ان موقف جنبلاط جاء رداً على الموقف السوري وعلى تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد· وتدخل جعجع قائلاً ان القضايا التي اثارها جنبلاط مطروحة اصلاً على طاولة الحوار، ونحن نطرح هل المقاومة مشروعة ام غير مشروعة فيما اذا كانت مزارع شبعا لبنانية ام غير لبنانية، هذا موضوع قيد البحث، فلا يجوز اعطاء هذه التصريحات اكثر مما تحتمل· ثم تحدث الرئيس امين الجميل فقال "نحن نجتمع لكي نتفق كل الامور التي نختلف عليها، ولكن هذه المواضيع كلها مطروحة· وقبل نهاية الجلسة تعهد سعد الحريري بأن يجري اتصالا بجنبلاط للحصول منه على موقف استدراكي، واعتبار الموضوع منهيا، وبالفعل وُزع ليلا تصريح لجنبلاط اكد فيه حرصه على استمرار الحوار· لكن نصر الله، في الجلسة الصباحية امس، عاد الى اثارة موضوع تصريح جنبلاط، معتبرا ان البيان الاستدراكي لم يتناول جوهر الموضوع وهو لبنانية مزارع شبعا وسلاح المقاومة، وان البيان اقتصر فقط على الشق الفلسطيني، مشيرا الى انه لا يجوز ان يبقى الموقف من المزارع ومن سلاح المقاومة لا معلقا ولا مطلقاً. وقال ان البيان غير كاف وغير مقنع، ثم ذهب الى حد وصفه "بأمر عمليات صادر من واشنطن لاجهاض الحوار"، وخلص في مداخلته الى انه لم يعد في وارد المشاركة في الحوار الى جانب صف ثان
(في إشارة الى العريضي الذي يمثل جنبلاط) ثم خرج من القاعة تاركاً مقعده للنائب محمد رعد. وحسب المعلومات فإن النائب ميشال عون لحق بنصر الله محاولا التخفيف من المشكلة، وكذلك حاول لاحقا الرئيس بري والنائب سعد الحريري· وامام هذا الواقع المتشنج ارتأى عدد من المتحاورين تأجيل الحوار الى وقت لاحق افساحا في المجال امام المزيد من المشاورات، وهو ما اعترض عليه العريضي الذي بقي النائب الحريري وسمير جعجع على تواصل معه في محاولة لاحتواء الوضع واعادة الامور الى ما كانت عليه، ورغم الخلوات الثنائية والثلاثىة وحتى الرباعية والخماسية لم يحرز اي تقدم في اعادة الجميع الى طاولة الحوار ، وخلص النقاش الى اتخاذ قرار التأجيل خوفا من التفجير واتفق ان يعلن الرئيس بري ذلك في مؤتمره الصحافي في القاعة العامة، وهذا ما حصل. على صعيد آخر، اكد امين سر الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب الدكتور نواف سلام انه لم يتلق اي استقالة من اي عضو من اعضاء الهيئة، وخصوصا من زياد بارود وميشال ثابت، لافتاً الى ان مواعيد الاجتماعات باقية كما هي، فيما استمر رئيس الهيئة الوزير والنائب السابق فؤاد بطرس على صمته بالرغم من المراجعات العديدة التي اجرتها معه بعض الهيئات للوقوف على رأيه، وان كان كما تؤكد المصادر ابدى استياءه من الواقع الذي وصلت اليه الهيئة. واشارت المصادر الى ان الهيئة بعد ان كانت قطعت شوطاً كبيراً في عملها توقفت عند تقسيم الدوائر الانتخابية، حيث ظهرت اكثر من وجهتي نظر، خصوصا بالنسبة لبيروت ومحافظة الشمال. واشارت هذه المصادر إلى ان بطرس ليس في وارد التخلي عن المهمة التي كُلف بها، وهو يتابع مساعيه من اجل بلورة صيغة ترضي الجميع.
صحيفة "الشرق"
قالت "الشرق" انه خلافاً لما كان معلناً عن ان الحوار سيتواصل حتى يوم غد الخميس على الاقل، حملت الجلسة التاسعة من لقاءات الطاولة المستديرة مفاجأة قبل موعد انتهائها بساعتين بإعلان تأجيل الجلسة العاشرة الى يوم الاثنين المقبل. وقد تضاربت المعلومات والتكهنات حول اسباب هذا التأجيل الذي حصل من دون مقدمات او اشارات سابقة، وذلك على الرغم من إجماع قيادات "الباب الاول" المتحاورة على ان السبب يعود الى رغبتهم في التشاور مع قيادات أحزابهم وتياراتهم في النقاط التي بحثت ضمن البندين الثاني والثالث من جدول الحوار والمتعلقين بالقرار 1559 والعلاقات اللبنانية - السورية، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها. وفي هذا الاطار، اكدت اوساط "تيار المستقبل" ان ما انتهت إليه الاجتماعات، فرصة لإنجاز الحوار الوطني وليست إعلاناً عن وصوله الى الطريق المسدودة، وذلك لتفسح في المجال امام دورة جديدة من المشاورات ستظهر ترجمتها الايجابية ابتداء من يوم الاثنين المقبل. وشددت الاوساط على ان الحوار سيستمر وان الاسبوع المقبل سيكون مشهوداً. غير ان مصادر اخرى سربت معلومات عن عقد برزت في الجلسة التاسعة افضت الى رفعها. وقد وقعت المشكلة عند بحث موضوع سلاح المقاومة وموقف النائب جنبلاط الذي يطالب بنزع هذا السلاح وتفكيك البنية العسكرية لـ "حزب الله" واعتبار ان مزارع شبعا ليست لبنانية. وأشارت المصادر الى ان هذه المواقف أدت الى تسخين النقاش، استدعت لقاءات جانبية لتهدئتها لكن من دون جدوى، فتم اقتراح التأجيل حتى عودة النائب جنبلاط من واشنطن ومشاركته مجدداً في الطاولة المستديرة. وقالت مصادر اخرى ان سبب انفضاض الجلسة هو موضوع مزارع شبعا وطلب الامين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله من رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ايضاح الصورة، واتخاذ موقف صريح من هذا الموضوع خصوصاً بعد كلام جنبلاط. فطلب الحريري بعض الوقت. وتردد ايضاً ان موضوع الرئاسة الاولى طرح على الطاولة لكن عدم الوصول الى اتفاق بشأن اسم البديل ساهم في التأجيل. إلا ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري أعطى أجواء مغايرة اذ اعلن في مؤتمر صحافي بعد رفع الجلسة "اننا وصلنا الى مشارف النهاية وبالتالي لا بد من البدء بأخذ القرارات في ما يتعلق بالبندين الثاني والثالث من جدول الاعمال فطلب بعض الاخوة العودة الى قياداتهم للبحث في هذه المواضيع" مؤكداً ان يوم الاثنين سيكون معهم "الاجوبة الحاسمة". وشدد بري على "ان الجميع من دون استثناء كانت تطلعاتهم وما زالت لبنانية صرفة". وتابعت "الشرق" تقول انه من جهتهم، اكد اعضاء هيئة الحوار ما أعلنه بري عن سبب التأجيل وأوضح النائب الحريري "ان النقاش الذي دار على طاولة الحوار الوطني كان جدياً" مشيراً الى ان المواضيع شملت "رئاسة الجمهورية وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني والعلاقات مع سورية" وقال "طرحنا أموراً حولها خلافات جذرية وهناك امور لا يمكن ان نلتقي كل ساعة او كل يوم لحلها والآن نحن مصممون على حلها او التوصل الى تفاهم حولها". وأوضح ان "كل فريق منا في حاجة الى استشارة حلفائه ومستشاريه للعودة الى الاجتماع لحسم الامور (...) واتخاذ القرارات المصيرية". وقال "نحن نحاول ان نقرّب بين الساحات وبين المواقف ونعمل للخروج من منطق 8 و14 آذار لنعود شعباً واحداً وقراراً واحداً ونتوافق على كل الامور". من جهته، لفت رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الاقتراب من مواضيع كثيرة "لم تكن في الحسبان ونحن نريد ان نعيد النظر في بعض الامور (...) قبل اتخاذ القرار النهائي في شأنها". ونفى جعجع ان يكون موضوع رئاسة الجمهورية فجر الاجتماع لافتاً الى التقدم "خطوات جيدة جداً في هذا الموضوع ووصلنا الى مرحلة الاسماء". في غضون ذلك، اكد وزير الاتصالات مروان حماده الموجود برفقة النائب وليد جنبلاط في واشنطن "ان الاخير مع الحوار. وقال حماده: "ليس هناك اعتراض اي عاصمة في العالم اظن على الحوار اللبناني ولم نلمس هنا اي اعتراض على الحوار بل تأييد له وقلنا هذه من النقاط التي اتفقنا عليها مع الاميركيين خلال كل المحادثات التي جرت". اضاف: الحوار ليس موضوعاً خلافياً، هناك اختلافات في الحوار وهذا طبيعي وإلا لماذا الحوار اذا لم يوجد اختلافات". وخارج مؤتمر الحوار كانت مواقف جنبلاط محور تقييم لدى الاوساط السياسية التي اعتبرته غير ملائم في توقيته. وفي هذا السياق، اسف الرئيس عمر كرامي لمواقف جنبلاط معتبراً "ان هذا القصف العنيف وغير المبرر في هذه الظروف بالذات لا يخدم لا القضية اللبنانية ولا القضية العربية ككل"، متمنياً لمؤتمر الحوار ان ينجح وان يعطي ثماره. وفي مجال آخر كشف انسحاب العضوين من "الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية" البروفسور ميشال تابت والمحامي زياد بارود عما يطبخ من مشاريع لا تراعي صحة التمثيل وتقترب من إجراء تسويات بين مشاريع متناقضة وذلك حسب بيان مشترك لتابت وبارود عرض اسباب ان
سحابهما. ومما جاء في البيان "بما ان الهيئة الوطنية رغم النيات الحسنة لرئيسها وأعضائها كافة، لم تتمكن من التوصل الى رؤية مشتركة جامعة لتقسيم الدوائر الانتخابية بما يضمن فاعلية التمثيل وصحته لمختلف فئات الشعب اللبناني. وبما ان التحفظ والمخالفة والاعتراض، لم تعد تجدي، في ظل تعدد المشاريع المتناقضة موضوع التداول، ورغبة منا في عدم عرقلة عمل الهيئة، فأننا نعلن انسحابنا من عضوية هذه الهيئة متمنين لها التوفيق في مهمتها وعدم الاكتفاء بتسويات لا تلبي طموحات المواطنين، ولا تفضي الى الغاية التي من اجلها انشئت هذه الهيئة". على صعيدآخر، كرر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون دعوة المنظمة الدولية السلطات الاسرائيلية لوقف خروقات الخط الازرق والسيادة اللبنانية كما ذكر "جميع الفرقاء بأن خرقاً لا يبرر آخر" داعياً الجميع الى احترام الخط الازرق. جاء ذلك في بيان للامم المتحدة اكد تسجيل اربعة خروقات جوية اسرائيلية اول امس وخرق آخر امس في جنوب لبنان فضلاً عما اشارت إليه تقارير عن تحليق طائرات حربية اسرائيلية في أجواء بيروت اول امس. ولاحظ البيان ان هذه الخروقات الجوية تأتي "في وقت دقيق حيث يقوم لبنان بجهود لاعادة تأكيد سيادته واستقلاله من خلال الحوار الوطني التاريخي الجاري حالياً.
صحيفة البيرق
كتبت "البيرق" تقول ان الحوار توقف او لم يتوقف, ومصيره يبقى مرهونا بما ستحكله الايام الفاصلة عن يوم الاثنين, الموعد المحدد لاستئنافه, لكن التشاؤم يتقدم على التفاؤل خصوصا ان ما شاع من اجواء حول ما دار في جلسته الاخيرة دل على وجود خلاف عميق بين المتحاورين اججته مواقف النائب وليد جنبلاط التي اعلنها من واشنطن. وعلمت "البيرق" من مصادر وثيقة الاطلاع ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بادر المشاركين في الحوار باعلان موقف يستنكف فيه عن الحضور شخصيا بعدما تبلغ من النائب سعد الحريري ان مساعيه لدى جنبلاط من اجل تغيير موقفه من طروحاته باءت بالفشل . وتابعت المصادر : لقد دار خلال المؤتمر هرج ومرج حول جدوى مشاركة فريق الاكثرية في الحوار ما دامت ترفض اساسا البحث في العناوين التي انعقد هذا المؤتمر من اجلها , خصوصا لجهة القرار 1559 ومتفرعاته والعلاقات اللبنانية السورية ومتفرعاتها ورئاسة الجمهورية . وقالت المصادر نفسها ان فؤيق الاكثرية انقسم بين متفاجىء بموقف نصرالله وآخر متهيب لتوقف الحوار وثالث يؤيد مواقف جنبلاط . وقيل ان موقف الرئيس السنيورة حاول ان يكون في الوسط . لكنه بدا في بعض المفاصل يجاري الموقف الجنبلاطي . واستبعدت مصادر قوى 8 آذار وتفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر ان يستأنف الحوار يوم الاثنين اذا لم تنجح الاتصالات في وصول المؤتمرين الى مقاربات ايجابية للقضايا المختلف عليها . لكن مصادر قوى 14 آذار ذهبت الى رد الاتهام بعرقلة الحوار بالقول ان مواقف الرئيس الأسد معطوفة على مواقف قوى 8 آذار هي التي دفعت جنبلاط والآخرين من حلفائه الى التشدد في مواقفهم لانهم لا يريدون حوارا لا تكون الغلبة لهم فيه . على ان مصادر اخرى لم تستبعد دخولا سعوديا - مصريا على الخط لرأب الصدع اللبناني - اللبناني بغية دفع المتحاورين لانجاز تفاهم او اتفاق قبل القمة العربية المقررة في الخرطوم اواخر الشهر الجاري , من شأنه ان يتيح المجال لمبادرات عربية فاعلة تستكمل معالجة ما يكون قد تبقى من خلاف داخليا وعلى مستوى العلاقات اللبنانية - السورية . في هذا الوقت اكدت مصادر قصر بعبدا ل "البيرق" ان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ما زال يراهن على نجاح الحوار الوطني ووصوله الى خواتيمه المرجوة على رغم التعقيدات التي تواجه المتحاورين حول ملفات ومواضيع معقدة وشائكة , آملاً ان تتحقق تمنياته بالوصول الى نتائج ايجابية استنادا الى المسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتق المتحاورين حول الطاولة المستديرة.
على صعيد آخر دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس خلال استقبالها في واشنطن النائب وليد جنبلاط الى تنظيم انتخابات رئاسية حرة وعادلة في لبنان. واعتبر السفير الاميركي جيفري فيلتمان بعد زيارته الرئيس الحص ان انعقاد مؤتمر الحوار في لبنان من دون اي تدخل هو في حد ذاته نجاح ويعطي الجميع الامل.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018