ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 24/11/2005

تعليقات الصحف اللبنانية لهذا اليوم 24/11/2005

صحيفة السفير:‏

قالت "السفير" ان المواجهات التي شهدها محور مزارع شبعا الإثنين الماضي، والتي أثارت "قلق" مجلس الأمن الدولي "العميق"، لم تكن متصلة بالحادث الفرعي الذي وقع أمس قرب مستوطنة المنارة الحدودية، لكن التداعيات السياسية استمرت داخلية وخارجية، بانتظار ظهور نتيجة المساعي ذات الطابع الإنساني الجارية لتسليم إسرائيل جثامين ثلاثة شهداء من المقاومة في أسرع وقت، كي لا يعود التوتر ميدانياً. من جانب المقاومة، جاءت صورة الموقف على أنه استمرار للعمل العسكري لمواجهة وجود قوات الاحتلال في أراض لبنانية، بينما اعتبرت إسرائيل ما حصل بأنه يتصل بالوضع السياسي المعقد الذي يواجهه "حزب الله" وسوريا الآن، ويتصل بسعي الحزب لأسر أو خطف جنود إسرائيليين لأجل إطلاق سراح معتقلين لبنانيين وفلسطينيين في سجون إسرائيل.‏

لكن المواقف الدولية ركزت على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية ببسط سيطرتها كاملة على الحدود الجنوبية، ومنع "حزب الله" من القيام بعمليات عسكرية. وكان الرد الأبرز من جانب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي قال إن المشكلة تتعلق أساساً باستمرار الاحتلال لمزارع شبعا، بينما عرض وزير الخارجية فوزي صلوخ للخروقات المتواصلة من جانب إسرائيل والتي تكثفت خلال الأيام العشرين الأخيرة، على أن كلاماً لافتاً قاله النائب سعد الحريري في كوراساو من أن بعض الأمور الواردة في القرار 1559 غير موافق عليها، ولا يمكن تطبيقها مذكرا بأن سلاح المقاومة حرّر الجزء الأكبر من الأرض المحتلة.‏

أما مجلس الأمن الدولي فقد أعرب عن قلقه العميق إزاء الحوادث الخطيرة التي وقعت على امتداد الخط الأزرق على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والاشتباكات "التي بدأها حزب الله من الجانب اللبناني، والتي امتدت بسرعة على طول الخط الأزرق بأكمله". وأعرب المجلس في بيان قرأه رئيس المجلس على الصحافة في أعقاب جلسة مشاورات مغلقة أمس، عن أسفه للإصابات التي لحقت بالجانبين نتيجة للاشتباكات. وأهاب بجميع الأطراف أن تحترم الخط الأزرق بأكمله وأن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وتمتنع عن أي عمل يمكن أن يزيد تصعيد الوضع. وأكد المجلس دعوته حكومة لبنان الى أن تبسط سلطتها وتمارس احتكارها لاستعمال القوة في جميع أراضيها وفقا لقرارات مجلس الأمن.‏

وأعرب المندوب الأميركي السفير جون بولتون عن ارتياحه لبيان مجلس الأمن وأكد بصفة خاصة على "إشارة المجلس الى حزب الله ومسؤوليته عن إثارة هذه الاشتباكات". واعتبر المندوب الأميركي تأكيد المجلس أن مقاتلي حزب الله هم الذين بدأوا إطلاق النار "هاماً للغاية" ووصف المناقشات التي أدت الى الاتفاق على البيان بأنها كانت مثمرة. اضافت "السفير" ان منطقة مزارع شبعا والخط الممتد من بلدة الغجر المحتلة شهدت مواجهات هي الأعنف بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة منذ الانسحاب الإسرائيلي الواسع في أيار العام ألفين.‏

وتحدثت المقاومة عن تصدي مجموعاتها لخروقات إسرائيلية بواسطة سيارات مؤللة، وعن قيام قواتها بقصف مركّز لتدمير موقعي الغجر والعباسية، وهو الذي أظهرته صور المقاومة، وأن المواجهات أدت الى استشهاد أربعة مقاومين، تمكن رفاقهم من سحب أحدهم الذي شُيع الثلاثاء، بينما بقي الثلاثة في ساحة المعركة وسحبت قوات الاحتلال جثثهم إلى فلسطين المحتلة.‏

لكن إسرائيل، قدمت رواية، أكدتها الأمم المتحدة من خلال تقارير قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، وتفيد بأن مجموعات من "حزب الله" اقتحمت مواقع إسرائيلية بعيدة عن الخط الأزرق وداخل بلدة الغجر، وأنها اصطدمت بكمين متقدم ما أسفر عن إفشال الهجوم الذي كان يهدف الى خطف جنود وآليات من الموقع القريب، وتحدثت إسرائيل عن توسع الاشتباكات لتشمل مواقع أخرى في المنطقة، ما أدى الى سقوط المقاومين الأربعة، ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 23 آخرين بينهم اثنان في حالة الخطر.‏

ومع أن الاتصالات سارعت إلى احتواء الموقف، إلا أن النقاش تركز على إعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا. وهو الأمر الذي يظل برأي المقاومة رهن تسريع إسرائيل بتسليم جثث ثلاثة مقاومين إلى الصليب الأحمر الدولي وقوات الطوارئ، التي تقود الاتصالات منذ مساء الاثنين، وعقدت حتى الآن ثلاثة اجتماعات، وذلك بعدما تسلم الجانب الدولي، رسالة رسمية من الحكومة اللبنانية تطلب استرداد الجثث الثلاثة. وعُلم أن "حزب الله" أبلغ الجهات الدولية، الإنسانية والعسكرية، والأوساط الدبلوماسية المعنية، بأنه سوف يحدد مهلة زمنية لأجل إعادة جثث الشهداء، وإلا فهو سيكون في حلّ من الاتفاق على وقف إطلاق النار. وبينما قاد الأميركيون والفرنسيون وساطة لأجل تحقيق هذا الأمر، حصل أمس تطور ميداني فجائي، تمثل في "شرود" طائرة شراعية صغيرة عن طريقها في المنطقة الحدودية، ما أدى الى سقوط المظلي الذي كان يقودها في الجانب اللبناني من الحدود، وعلى بُعد أمتار من بوابة مستوطنة المنارة بالقرب من بلدة ميس الجبل. وبعد دقائق على سقوطه، اقتربت مجموعة من المقاومة الإسلامية، وتبادلت إطلاق النار مع قوة إسرائيلية، فرضت حزاما ناريا حول موقع سقوط المظلي داخل الأراضي اللبنانية، قبل أن تسهل له طريق العودة إلى داخل "المنارة"، حيث تم توقيفه والتحقيق معه. وبعدها ساد الهدوء.‏

برغم أن إسرائيل حاولت توتير المناخ في الساعات ال24 الماضية، من خلال تكثيف طلعاتها الجوية فوق مناطق كثيرة من لبنان، قبل أن تلقي فجر أمس، عشرات الآلاف من المناشير التحريضية ضد المقاومة مذيّلة بتوقيع دولة إسرائيل وعُلم أن اتصالات جرت بين قيادتي "حزب الله" و"الطوارئ" في الجنوب وأبلغ خلالها الجانب الدولي أن الخرق الإسرائيلي في خراج ميس الجبل لا لبس فيه سواء أكان المظلي مدنياً أم عسكرياً وبالتالي لا بد من صدور موقف دولي وهذه مادة بيد المقاومة للرد في الوقت الذي تراه مناسباً.‏

وعُلم أيضا أن الجانب الدولي وعد برفع الأمر مباشرة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وذلك من أجل إصدار موقف مما جرى. وأثار "حزب الله" في اتصالاته مع قوات الطوارئ استخدام الإسرائيليين في مواجهات العباسية والغجر يوم الاثنين الماضي، قنابل عنقودية محرمة دولياً وأنه سيبادر الى تأكيد ذلك بالوثائق والدلائل الحسية. في هذه الأثناء، كانت القيادة الإسرائيلية تنشغل في تقييم ما حصل، وتعد لهجوم معاكس.‏

وقد عقدت اجتماعات للقيادة الشمالية في جيش الاحتلال، بمشاركة الوزير شاوول موفاز ورئيس الأركان دان حلوتس. وقد حصل تضارب حول حجم الخرق الذي حققه "حزب الله" الذي نجح في تجاوز "الخط الأحمر" بإدخاله مجموعات "إلى قلب إسرائيل، وتدمير مواقع وإجبار الجنود على إخلائها". وبينما طالب الجيش بمنحه الإذن للقيام برد يمنع المقاومة من تكرار عملها، كانت القيادة العسكرية والسياسية تذهب باتجاه التهدئة، واعتبار ما حصل من مواجهة كافيا في الفترة الحالية. وقال موفاز إن إسرائيل "ستعرف كيف تتصرف" إذا استمر حزب الله في قصف مناطقها الحدودية الشمالية. وأضاف موفاز ان عمليات القصف التي قام بها حزب الله الاثنين والرد الإسرائيلي عليها تشكل أسوأ اشتباكات من نوعها منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في أيار 2000.‏

واستطرد في مؤتمر صحافي إن "قوات الدفاع الإسرائيلية قصفت بعض أهداف حزب الله التي كانت تتجنب مهاجمتها في الماضي". وذكر رئيس الأركان الإسرائيلي دان حلوتس في المؤتمر الصحافي ان الحكومة اللبنانية طلبت من إسرائيل وقف هجماتها من خلال قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ووصف هذا الموقف بأنه "يمثل اتصالا مستمرا بالتطورات الجارية" لأنه يظهر أن لبنان "يفهم أن عليه مسؤولية". واشارت "السفير" انه على الصعيد الداخلي، لم تبرز إلى الواجهة مواقف لافتة كما كان مقدراً من قبل أوساط دبلوماسية غربية، وبخلاف كلام عام لنواب من مجموعة الأغلبية النيابية كان الرئيس السنيورة يقود الاتصالات لاحتواء الموقف، ولكنه قال في تصريحات له عقب مشاركته في عرض الاستقلال، إن المشكلة تكمن في استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا.‏

وإذ عُلم أن السنيورة ناقش مع قيادة "حزب الله" الوضع الميداني، فهو طلب الى السفيرين الأميركي والفرنسي في بيروت، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان القيام باتصالات فورية وضاغطة لوقف القصف الإسرائيلي، بعد حصوله على تأكيدات من "حزب الله" بأنه لا يسعى إلى تفجير الوضع على الحدود. وفي كوراساو، حيث ينعقد المجلس الاغترابي اللبناني للاستثمار، وحيث أطلق اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ساحة في المدينة، أطلق النائب سعد الحريري مجموعة مواقف منها "ان القرار 1559 صدر، وهناك أمور في هذا القرار لا نوافق عليها ولا يمكن أن نطبقها لأن هناك قناعة لديّ بأن نهاية الحرب كانت باتفاق سياسي وبالحوار، ونحن مع الحوار لأجل حل هذه الأمور". وقال الحريري "لا يوجد جدول زمني لتطبيق القرار، ونحن لدينا القرار ولدينا سلاح المقاومة الذي حرّر جزءا كبيرا من لبنان.‏

وما نقوله هو أن لا تطلبوا منا نزع هذا السلاح. ونحن لنا كرامتنا، وسوف نجلس ونتحاور في ما بيننا لنرى الى أين نصل، وهناك أولوية لأمور أخرى من بينها ملف رئاسة الجمهورية". وحول المواجهات التي حصلت في الجنوب يوم الاثنين الماضي وأمس، قال النائب وليد جنبلاط ل"السفير" ان المعلومات المتوافرة تشير الى أنه قد حصل تسلل إسرائيلي وبالتالي فإن ما قامت به المقاومة عمل مباح وجزء من منظومة الدفاع ولا بد من تذكير البعض بأنه حصلت سابقا خروقات إسرائيلية وبلغ الطيران المروحي الإسرائيلي مشارف عدلون والزهراني ولم ترد المقاومة ولم يندد أحد بالخروقات الإسرائيلية. وكان لافتاً في المواقف الخارجية، توافق دول عدة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على "إدانة هجمات "حزب الله" على إسرائيل"، وإعلان الأمم المتحدة مسؤولية الجانب اللبناني عن الخرق.‏

من جهته حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي من أن هدف إسرائيل من اعتداءاتها الأخيرة على لبنان هو "المساس" بسيادة واستقرار لبنان، الذي دعا جميع طوائفه الى الوحدة من أجل إحباط مؤامرات كهذه. وقال متكي إن إيران تؤكد على دعم وحماية نضال الشعب اللبناني في تحرير ما تبقى من "أراضيه المغتصبة". وقال في معرض إشارته الى مواجهات مزارع شبعا إنه "على الرغم من انتهاكات الكيان الصهيوني المتكررة للأراضي اللبنانية لا سيما خلال الشهر الماضي فإن هذه الدول لم تتخذ أي إجراء لإيقاف هذه الاعتداءات لانتهاك القوانين الدولية ولحماية حقوق الشعب والحكومة اللبنانية وللحفاظ على سيادة واستقلال لبنان".‏

من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن "الوضع الحالي في لبنان لا يمكن أن يستمر" في إشارة الى موضوع سلاح حزب الله. وقال شالوم "لا أحد يجرؤ على نزع سلاح "حزب الله" ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وإسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب". ووجه شالوم انتقادات مبطنة عنيفة لقسم من الأسرة الدولية وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي.‏

وأضاف "عندما طلبنا منع مشاركة حزب الله في الانتخابات اللبنانية قالوا لنا إن هذه المشاركة يمكن أن تسمح باعتدال هذه المنظمة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى عن الإرهاب". من جانبه قال المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رون بروسور إنه "مندهش لسلبية قوة الطوارئ" الدولية في الجنوب اللبناني خلال لقاء مع نحو 60 سفيراً تمّ استدعاؤهم إلى الوزارة. ونقلت المتحدثة باسمه قوله رداً على سؤال "في هذه الظروف يمكن لإسرائيل التساؤل عن مصلحتها في بقاء هذه القوة". وقال بروسور للاذاعة الاسرائيلية العامة إن إسرائيل ستشن حملة دبلوماسية "لوقف كل الاتصالات بين وزير حزب الله في الحكومة وممثلين عن دول أجنبية". مشيرا بذلك الى وزير الطاقة والموارد المائية اللبناني محمد فنيش. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلي شالوم سيحاول مجدداً إقناع الاتحاد الأوروبي بإدراج حزب الله على لائحته السوداء للمنظمات الإرهابية.‏

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن الأسف للمواجهات. وألقى اللوم على "الجانب اللبناني" في بدء الاشتباك وقال من خلال متحدث باسمه "ان القتال اتسع على امتداد الحدود كلها وإن مناطق مدنية إسرائيلية استهدفت وإن قوات الطوارئ توسطت في هدنة لمنع مزيد من التصعيد". كما أدانت فرنسا "الهجمات التي بدأها الجناح العسكري لحزب الله في منطقة مزارع شبعا". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي: "ندين الهجمات التي بدأها الجناح العسكري لحزب الله في منطقة شبعا. وفرنسا تأسف في شكل عام لانتهاكات الخط الأزرق من أين أتت ومن ضمنها الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة للسيادة اللبنانية".‏

صحيفة المستقبل:‏

قالت "المستقبل" انه غداة الاحتفال بذكرى الاستقلال، شهدت الحركة السياسية أمس نشاطاً ملحوظاً تميّز بمواقف ولقاءات حصلت وأخرى ستحصل في الساعات المقبلة، ومن شأنها أن ترسم صورة المشهد السياسي في المرحلة القريبة الآتية. وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان "على اللبنانيين أن يعوا ان لبنان بلد مستقل وأن بإمكانهم أن يأخذوا قرارهم بأنفسهم وأن يتصرفوا على هذا الأساس"، لافتاً إلى "انهم عندما يقومون بذلك فإن هذا لا يعني مشروع خصام مع سوريا".‏

في المقابل، رأى السنيورة ان "على سوريا ان تتعوّد ان لبنان بلد مستقل ويستطيع ان يتخذ قراراته على أساس مصالحه"، ملاحظاً ان "هذا بالذات يؤدي الى تمتين العلاقات". وأضاف رئيس الحكومة الذي زار قطر أمس والتقى خلالها أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكبار المسؤولين هناك ان "علاقاتنا يجب أن تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل وليس على أساس أن يملي طرف على آخر (..)". وإذ كشف ان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري الذي اتصل به قبل يومين للمعايدة بذكرى الاستقلال "تحدث عن رغبة شديدة بأن نقوم معاً بجهد لتحسين العلاقات والتغاضي عن الأمور التي لا مصلحة فيها للبلدين"، أوضح ان رسالة عطري بشأن ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية باستثناء مزارع شبعا "لا تزال موضع دراسة (..)".‏

واشارت "المستقبل" انه في هذه الأثناء، سجّل انعقاد أوّل لقاء بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في منزل الأول مساء أول من أمس، في حضور النائب وائل أبو فاعور، وانضمت إليه في وقت لاحق النائب ستريدا جعجع والسيدة نورا جنبلاط. وبعد الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات، صدر بيان أمس يوضح انه "كان اتفاق في وجهات النظر وتشديد على تحصين الساحتين الداخلية والوطنية العامة"، وأن الطرفين شددا على "بذل كل الجهود لحماية الاستقلال وترسيخ الاستقرار من خلال الحوار بين القوى السياسية كافة (..)".‏

وفي معلومات لـ"المستقبل" ان لقاء جنبلاط ـ جعجع شدد عل "حماية الوحدة الوطنية ومنع العبث بالداخل اللبناني"، كما أكد الجانبان ان "الحوار بين كل منهما والقوى الاخرى لا بد أن يحصل تحت عنوان حماية الاستقرار والسلم الأهلي والخيارات الاستقلالية". وفيما شرح جنبلاط لجعجع أبعاد التحرك الذي يقوم به "تأكيداً للانفتاح على الجميع وإعلاءً لأولوية الاستقرار اللبناني"، أكد جعجع من ناحيته انه "على استعداد للحوار مع الجميع بدون استثناء لا سيما مع حزب الله". وفي هذا المجال "كان اتفاق بين الجانبين على اعتبار مسألة سلاح المقاومة موضوعاً للحوار الداخلي من ضمن الموقف الوطني العام".‏

وإذ لفت جنبلاط إلى ان "سلاح المقاومة في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية يحمي الخيار العربي للبنان"، سجل "تباين حول استمرار المقاومة في المرحلة المقبلة"، الأمر الذي يفترض ان يحال على حوار وطني عام. وكان تأكيد في ختام اللقاء على "عمق التحالف بين الجانبين وبينهما وبين تيار المستقبل ورئيسه النائب سعد الحريري". وفي مؤتمر صحافي في الأرز، قال جعجع ان "الاجتماع بحث التفاصيل ودخلنا في العمق". وأضاف انه "نظراً الى تعقيدات الأمور سيلزمنا أكثر من اجتماع"، وأكد ان "التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي ليس ظرفياً (..)".‏

في غضون ذلك، نقل زوار كثر للبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ان موقف سيد بكركي "يتنامى" سلباً من بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في بعبدا. وبحسب الزوار، فإن البطريرك صفير يعتبر ان "استمرار الوضع الرئاسي الحالي يسيء إلى موقع الرئاسة"، ويرى ان "الواقع الحالي للرئاسة يضرّ بالشراكة الوطنية أي بدور المسيحيين والموارنة في اطار هذه الشراكة الوطنية التي يقوم الطائف والدستور على فكرتها". ويؤكد الزوار ل"المستقبل" ان "البطريرك لا يزال يفضّل أن يغادر لحود بعبدا من تلقاء نفسه"، ويلفتون إلى ان "صفير يطرح مسألة مغادرة لحود بعبدا من زاوية عملية ـ تقنية فيما لو واصل لحود إصراره على البقاء في القصر الجمهوري"، وإلى ان البطريرك صفير يبدي انفتاحاً على مقترحات "جدية" لمعالجة هذه الإشكالية. وفيما تتقدّم المواقف الداخلية، برزت مبادرة سودانية حملها مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل إلى دمشق أمس، وينقلها إلى بيروت اليوم، في صيغة رسالة إلى الرئيس بشار الأسد في العاصمة السورية وأخرى إلى الرئيس فؤاد السنيورة في بيروت.‏

وأكد اسماعيل ان المبادرة تحظى بمباركة من المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر والجامعة العربية، وتهدف إلى "تحقيق مصالحة سورية ـ لبنانية وإلى تحقيق تعاون سوريا الكامل مع القرار 1636". ولفت إلى ان "المبادرة تتضمن خمسة بنود.‏

الأول هو "ضرورة تعاون سوريا مع لجنة التحقيق الدولية لمعرفة الجناة ومعاقبتهم مهما كانت جنسيتهم والحرص الشديد على عدم استهداف سوريا وتجنيبها أي آثار ناتجة عن كشف الحقيقة".‏

وينص البند الثاني على "عقد مصالحة لبنانية ـ سورية من أجل حصول التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في جوّ أخوي".‏

أما البند الثالث فيقضي بـ"الاتصال بإيران لحثّها بما لها من علاقات مع قوى عراقية لوقف تصريحاتها ضدّ سوريا". ويتحدث البند الرابع عن "مصالحة سورية داخلية بين الحكم والمعارضة لتمتين البيت السوري الداخلي حتى لا تستخدمه قوى خارجية لزعزعة الاستقرار في سوريا". أما البند الخامس فيدعو إلى "قمة عربية استثنائية مصغّرة أو موسّعة لإظهار التضامن مع سوريا وكسر عزلتها الحالية ". وأوضح الموفد السوداني الذي التقى الأسد أمس ان "المبادرة ستخضع لبلورة بعد دمشق وبيروت على مستوى رؤساء القمة السابقة والحالية والمقبلة أي تونس والجزائر والسودان"، لافتاً إلى ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيلتقي الأسد والسنيورة على هامش القمة الأورومتوسطية. وكان الرئيس السوري تلقى اتصالاً أمس من الرئيس المصري حسني مبارك تناول "المستجدات على الساحتين السورية واللبنانية والاتصالات بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية".‏

صحيفة الديار:‏

تساءلت "الديار" اذا بدأ الاعداد لمرحلة جديدة من الضغط على لبنان وموقفه الممانع؟ التطورات الاخيرة في ‏الايام القيلة الماضية الذي تمثلت بتصعيد العدوان الاسرائيلي في الجنوب، وعودة اسرائيل الى ‏اسلوب "المناشير " لتحريض على "حزب الله وسلاح المقاومة في محاولة مكشوفة للتحريض على ‏الفتنة في لبنان .. يؤكد ان العدو الاسرائيلي بالتناغم مع الضغوط الاميركية المستمرة تحت ‏عنوان تنفيذ القرار 1559 بدأ مرحلة جديدة من مراحل استهداف لبنان والمقاومة وبالتالي ‏استهداف الموقف الممانع للبنان.‏ وشكل العدوان الاسرائيلي في الايام الثلاثة الماضية دخولا اسرائيلي مباشرا على خط ممارسة ‏الضغوط على لبنان تحت عنوان العمل لنزع سلاح المقاومة، وبهدف خلق مزيد من اجواء الفتنة ‏بين البلدين.‏ وكشفت تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وفي مقدمهم وزير الخارجية سليفان شالوم هذه النوايا ‏والاهداف الاسرائيلية حيث قال "ان الوضع الحالي في لبنان لا يمكن ان يستمر في اشارة الى ‏موضوع سلاح المقاومة.‏ وقال شالوم "لا احد يجرؤ على نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان هذا ‏الوضع لا يمكن ان يستمر واسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب.‏ ووجه شالوم انتقادات مبطنة عنيفة لقسم من الاسرة الدولية وخصوصا دول الاتحاد الاوروبي ‏واضاف "عندما طلبنا منع مشاركة حزب الله في الانتخابات اللبنانية قالوا لنا ان هذه ‏المشاركة يمكن ان تسمح باعتدال هذه المنطقة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى ‏عن الارهاب.‏‏

وعبر شالوم عن اسفه لان حزب الله ممثل في الواقع اليوم في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه ‏وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان شالوم سيحاول من جديد اقناع الاتحاد الاوروبي ‏بادراج حزب الله على اللائحة السوداء للمنظمات الارهابية خلال القمة الاوروبية المتوسطية ‏التي تعقد في 27 و 28 تشرين الثاني الجاري في برشلونة.‏ وتلا تصريحات شالوم قيام المروحيات والطائرات الحربية الاسرائيلية فجر امس برمي الاف ‏المنشورات في بيروت والضاحية الجنوبية والجبل والجنوب تحرض على حزب الله وتتهمه بانه "يلحق ‏اشد الضرر بلبنان "وانه "اداة بيد اسياده السوريين والايرانيين ‏ وقد رد الحزب على هذه المنشورات فاعتبرها بانها تحريض سببه عجز اسرائيل عن مواجهته ‏عسكريا.‏ وقال مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب محمد عفيف "ان العدو يحدثنا بلغة المنشورات عندما ‏يعجز عن محادثتنا في ساحة المواجهة، وهذا تعبير عن الاخفاقات الاسرائيلية امام حزب الله ‏ واصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانات متتالية عن الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية ‏للاجواء اللبنانية ورات ان ذلك "ينم عن نيات عدوانية متمادية دأب العدو الاسرائيلي ‏على القيام بها منذ فترة جراء خروقاته الجوية والبحرية والبرية ‏ وكان التصعيد العسكري قد بدأ يوم الاثنين الماضي حين حاولت قوة اسرائيلية مؤللة الدخول ‏الى القسم اللبناني من بلدة الغجر الحدودية فتصدت لها "المقاومة الاسلامية ودارت ‏اشتباكات عنيفة بين المقاومين والجيش الاسرائيلي الذي استعان بالطائرات الحربية والمروحية ‏وشن سلسلة غارات على المناطق الحدودية وترافق ذلك مع قصف مدفعي كثيف.‏‏

وقامت مجموعات من المقاومة بهجمات متتالية على مواقع العدو واستطاعت اصابة عدد من ‏المواقع والحاق دمار كبير بموقعين اسرائيليين واحراق وتدمير عدد من الدبابات والاليات.‏ وسقط للمقاومة اربعة شهداء بينهم ثلاثة داخل الاراضي المحتلة. بينما اعترف العدو ‏الاسرائيلي بمقتل جندي واصابة اكثر من احد عشر جندياً بينهم ثلاثة في حالة الخطر.‏ وشنت اسرائيل غارة ليل الاثنين مستهدفة عناصر للمقاومة كما ادعى الناطق العسكري ‏الاسرائيلي، ورد المقاومون بقصف مواقع التحركات العسكرية الاسرائيلية.‏

وفي ضوء التصعيد ‏العسكري العنيف كثف لبنان اتصالاته الدبلوماسية لتهدئة الموقف ووقف العدوان ‏الاسرائيلي.‏ واوضح مصدر حكومي اول امس ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تابع حتى بعد منتصف الليل ‏اتصالاته مع قائد قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) آلان بللغريني ومندوب الامين ‏العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن وقيادة حزب الله.‏‏

وتم الاتفاق على ان يتولى بللغريني وبيدرسون الاتصال باسرائيل لبحث عودة الهدوء وللاستعلام ‏عن مصير جثث قتلى حزب الله وكيفية استعادتها وفق المصدر نفسه.‏ وطالب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امس اسرائيل بتسليم جثث مقاتلي حزب الله ‏الثلاثة الذين قتلوا الاثنين في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان.‏ واشارت "الديار" الى ان الرئيس السنيورة قال للصحافيين قبل مغادرته قطر نحن "اذ ندين الانتهاكات (الاسرائيلية) نعتبر ‏ان المطلوب تسليم جثث المقاومين الذين سقطوا شهداء في صفوف المقاومة خلال المواجهات الاخيرة.‏ واعتبر ان هذا الامر ضروري من اجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان.‏‏

وصرح المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريفيف خلال ذلك "ان اسرائيل تعرف كيف ‏تدافع عن نفسها لكنها لا تريد تصعيدا في لبنان ‏ واضاف ان "الحل ليس عسكريا ويمر عبر تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 بحرفيته ‏ وعبر المتحدث الاسرائيلي عن اسفه لان "القرار الذي ينص على نزع اسلحة كل الميليشيات ‏وخصوصا اهمها حزب الله لم يطبق ولم يحدث اي شيء مؤكدا "ان وجود ميليشا مثل حزب الله على ‏حدودنا الشمالية يشكل عامل عدم استقرار ‏ واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز في تصريحات نقلتها اذاعة الجيش الاسرائيلي ان ‏القصف الذي شنه حزب الله كان الاعنف منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في مايو 2000.‏‏

وقال موفاز ان الرد الاسرائيلي على هذا القصف كان عنيفا ايضا وطاول مواقع لحزب الله لم ‏يسبق ان هاجمها الجيش الاسرائيلي.‏ وافادت مصادر عسكرية ان قصف حزب الله لم يقتصر على مواقع الجيش الاسرائيلي من قطاع مزارع ‏شبعا المتنازع عليه في المثلث الحدودي بين اسرائيل ولبنان وسوريا بل طاول بلدات في الجليل ‏الاعلى شمال اسرائيل.‏ واضطر سكان هذه البلدات الى البقاء بضع ساعات في غرف آمنة في منازلهم.‏ وقال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس في تصريحات اوردتها اذاعة الجيش ‏الاسرائيلي ان الحكومة اللبنانية طلبت الثلاثاء من اسرائيل بواسطة قوات الامم المتحدة في ‏جنوب لبنان وقف عمليات القصف ردا على هجمات حزب الله.‏‏

وعلى الرغم من الحديث عن التهدئة عمدت اسرائيل الى التصعيد مجددا من خلال القاء مناشير ‏التحريض على حزب الله فجر امس فوق بيروت والجبل والجنوب، ثم صعّد الموقف عسكريا في الجنوب بعد ‏الظهر اثر سقوط مظلي اسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية قرب ميس الجبل، ودارت اشتباكات ‏بين المقاومة والقوات الاسرائيلية التي حاولت انقاذ المظلي وتسهيل عودته الى الاراضي ‏المحتلة.‏ واستعانت القوة الاسرائيلية بالطائرات قبل ان تتمكن من انقاذ المظلي.‏‏

واعلنت المقاومة الاسلامية في بيان "ان قوة من مجاهدي المقاومة الاسلامية تحركت على الفور ‏باتجاه مظلي اسرائيلي هبط في احراش بلدة ميس الجبل ‏ واشار البيان الى "ان قوات العدو تدخلت من موقعها في محيط مستعمرة المنارة مطلقة النيران ‏باتجاه المجاهدين حيث دارت اشتباكات بالاسلحة الخفيفة والرشاشة ‏ واضاف البيان: "استحضر العدو تعزيزات مدرعة وتدخل سلاح الطيران فيما تمكن المظلي من ‏الوصول الى بوابة المنارة على الحدود ‏ وكان مصدر من حزب الله قد اوضح لوكالة فرانس برس ان المظلي نجح في العودة خلال اشتباك ‏اعقب هبوطه واستمر نحو نصف ساعة بين القوات الاسرائيلية وعناصر الحزب.‏ وفي اسرائيل اعلن مصدر عسكري ان المظلي مدني سقط خطأ في الاراضي اللبنانية بسبب الرياح ‏وتمكن من العودة الى اسرائيل بمساعدة الجنود بعد تبادل اطلاق نار كثيف بين القوات ‏الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله.‏‏

من ناحيته قلل مصدر من قوات الطوارئ الدولية من اهمية الاشتباك الذي جرى قرب ميس الجبل ‏واعتبر انه "عابر مؤكدا ان وقف اطلاق النار الذي اعقب اشتباكات الاثنين ما زال مستمرا.‏ وقال ضابط دولي "رغم هذه الحادثة فان القوات الدولية على اتصال مستمر مع كل الاطراف ‏ووقف اطلاق النار ما زال ساري المفعول ‏ من ناحيته كشف الناطق الرسمي باسم القوات الدولية ميلوس شتروغر ان هذه القوات توصلت ‏الى وقف اطلاق النار الاثنين بين اسرائيل وحزب الله.‏ وحث شتروغر في تصريحات نشرتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية "الاطراف المعنية على احترام ‏الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليقوم مقام الحدود بين البلدين بعد انسحاب اسرائيل ‏من جنوب لبنان عام 2000.‏ واكد "ان اليونفيل (قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان) على اتصال وثيق مع الاطراف كافة ‏من اجل منع اي تصعيد.‏ واعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن "اسفه الشديد للمواجهات على الحدود ‏الاسرائيلية اللبنانية ودعا الطرفين الى "اقصى درجات ضبط النفس ‏ وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم انان في ندوة صحافية ان "الامين العام يعرب عن اسفه ‏الشديد لتبادل القصف المدفعي على الخط الازرق ‏ واضاف ان انان يدعو الى الهدوء ويطلب من جميع الاطراف "اقصى درجات ضبط النفس ‏ واكد دوجاريك ان "المعارك التي بدأت انطلاقا من الجانب اللبناني، سرعان ما امتدت الى طول ‏الخط الازرق وتعرضت مناطق مدنية اسرائيلية للقصف، موضحا ان قوة الامم المتحدة لحفظ ‏السلم في جنوب لبنان اعلنت وقفا لاطلاق النار لمنع اي تصعيد ‏وكان مجلس الامن الدولي فشل في الاتفاق على قرار حول الاشتباكات التي جرت بسبب خلافات حصلت ‏بين الولايات المتحدة الاميركية والجزائر بوجه خاص.‏‏

وبعد ساعات عدة من المفاوضات تخلى اعضاء مجلس الامن عن محاولة تعديل بيان اقترحته فرنسا ‏ويقضي بإدانة "التراشقات العسكرية التي بدأها حزب الله وكذلك "انتهاكات اسرائيل للمجال ‏الجوي اللبناني ‏ وقال مشاركون في المفاوضات ان الولايات المتحدة ارادت حذف الاشارة الى اسرائيل وان الجزائر ‏العضو العربي الوحيد في المجلس رفضت إلقاء اللوم على حزب الله. واتفق الاعضاء على اجراء ‏مزيد من المناقشات لكن المبعوثين اعترفوا بأن جهودهم فقدت قوة الدفع.‏ وجاءت مداولات المجلس في اعقاب صدور بيان في القدس من قبل مساعد الامين العام للامم المتحدة ‏الزائر للشؤون السياسية ابراهيم جمبري. والذي دان الاشتباك الذي "بدأ وفق ما تظهره ‏المعلومات المتاحة من الجانب اللبناني ودعا كل الاطراف الى "وقف اطلاق النار ‏ وقال جمبري ان الهجمات تظهر مرة اخرى اهمية ان تبسط الحكومة اللبنانية سيطرتها على كل ‏اراضيها وهي اشارة الى هيمنة حزب الله على الجنوب.‏ وكالعادة فقد وقفت الولايات المتحدة الاميركية الى جانب اسرائيل وحذر مساعد وزير الخارجية ‏الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ويلش سوريا وايران التي تدعم حزب الله، في شأن ما وصفه ب "افتعال"‏ حزب الله للاشتباك.‏ ولم يستبعد المسؤول الاميركي في لقاء صحافي ان يكون "الاستفزاز "الاخير لحزب الله على علاقة ‏بمحاولة سوريا زعزعة الاستقرار في المنطقة او التشويش على الجهود الجارية لضمان التزامها ‏التطبيق الفوري للقرار 1636.‏ وكانت الولايات المتحدة قد دانت على الفور هجمات حزب الله داعية اسرائيل الى ضبط النفس. ‏وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الاثنين "ندين الهجمات التي شنها ‏حزب الله اليوم.‏ واضاف "قلنا بوضوح تام للحكومة اللبنانية ان عليها ان تسيطر على الوضع في جنوب ‏لبنان، مشيرا الى ان المواجهات التي جرت "تؤكد أهمية التطبيق التام من قبل جميع الاطراف ‏لقرار مجلس الامن الرقم 1559 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي "نندد بالهجمات التي شنها ‏امس (الاثنين) الجناح العسكري في حزب الله في منطقة مزارع شبعا ‏ واضاف ان باريس "تأسف عموما لانتهاكات الخط الازرق (الذي رسمته الامم المتحدة ويعتبر بمثابة ‏الحدود حاليا بين لبنان واسرائيل) مهما كان مصدرها، بما فيها انتهاك الطيران الاسرائيلي ‏المستمر للسيادة اللبنانية في الايام الاخيرة ‏ ودعا مايتي الى "الهدوء ووضع حد للعمليات العسكرية واحترام الخط الازرق بهدف تفادي اي ‏تصعيد ودانت ايران "عدوان النظام الصهيوني على لبنان "بعدما ادت الاشتباكات بين حزب الله ‏الشيعي اللبناني واسرائيل الى مقتل اربعة من عناصر الحزب.‏ وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفى ان "ايران تدين عدوان النظام ‏الصهيوني على سيادة لبنان ‏ واضاف ان "الهجوم يؤدي الى استمرار التوتر في المنطقة ويشكل انتهاكاً للمعاهدات الدولية ‏التي تدعو الى احترام السيادة الوطنية للدول ولم يصدر اي موقف رسمي لبناني من الاعتداءات الاسرائيلية سوى المعلومات عن الاتصالات التي ‏اجراها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لوقف التصعيد. اما رئيس كتلة تيار المستقبل النائب ‏سعد الحريري فقال في مؤتمر صحفي عقده في كوراساو اثر زيارته لها ردا على سؤال "ان سلاح ‏المقاومة حرر جزءاً كبيراً من لبنان، وما نقوله ان لا تطلبوا منا نزع هذا السلاح، نحن ‏كلبنانيين لنا كرامتنا، ونجلس ونتحاور في ما بيننا ونرى الى اين نصل ‏ واعتبر انه لا يمكن الاستفتاء في لبنان حول القرار 1559، وقال "ان لا أمر يحصل بالاكراه ‏وخصوصا في لبنان وكان رئيس الجمهورية العماد اميل لحود قد حذر في خطاب عيد الاستقلال من الضغوط الدولية ‏على لبنان داعيا الى حل الخلافات الداخلية بالحوار منعا للتدخلات الخارجية ومؤكدا على ‏اهمية العلاقات المميزة مع سوريا.‏ وقال الرئيس لحود: مرة جديدة يقع لبنان تحت مجهر المتآمرين بالتزامن مع الضغوط التي تمارس ‏عليه لفرض صيغ ومخططات خارجية تتوافق مع مصالح اصحابها ولا تتوافق حتماً مع مصالح لبنان ‏وشعبه. كما دعا الرئيس لحود كل الاطراف في لبنان الى حوار داخلي، مطلقاً في هذا الاطار ‏مبادرة في شأن قانون جديد للانتخابات يعكس صحة التمثيل الشعبي.‏ على صعيد آخر قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في الدوحة امس "ان على السوريين ان ‏يتعودوا على ان لبنان بلد مستقل ‏ ونقلت الوكالة عن السنيورة قوله يجب على اللبنانيين "ان يتعلموا ان عليهم ان يأخذوا ‏قرارهم بأيديهم وعلى الاخوة في سوريا ان يتعودوا ان لبنان بلد مستقل ‏ ومع تأكيده ان لبنان لا ينسى ما قدمت له سوريا من دعم ايام الحروب التي عانى منها فان ‏السنيورة اعتبر ان العلاقات اللبنانية السورية "يجب ان تكون كعلاقات اي بلدين عربيين ‏قائمة على الاحترام المتبادل وقائمة على الندية ‏ واضاف ان على بيروت ودمشق "تخطي كل العقبات والاشكالات والارتفاع على الجراح مؤكدا ان ‏اللبنانيين يرغبون في اقامة علاق

ات طيبة مع سوريا.‏ على صعيد آخر التقى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مساء امس الاول في منزله ‏في كليمنصو رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على مدى ثلاث ‏ساعات. وشارك في الجزء الاول من الاجتماع عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل ابو فاعور، ‏اما الجزء الثاني فشاركت فيه عقيلة الدكتور جعجع النائب ستريدا جعجع والسيدة نورا ‏جنبلاط.‏ وصدر عن المجتمعين بيان اوضح انه تم البحث في الاوضاع السياسية العامة، وكان اتفاق في ‏وجهات النظر وتشديد على تحصين الساحتين الداخلية والوطنية العامة، وبذل كل الجهود ‏الممكنة لحماية الاستقلال اللبناني وترسيخ الاستقرار في لبنان من خلال الحوار بين القوى ‏السياسية كافة.‏ وعلمت "الديار "ان الجزء الأكبر من اللقاء تركز على كيفية دفع الامور باتجاه اخراج ‏الرئيس اميل لحود من قصر بعبدا وأن هذا التغيير لا يمكن ان يحصل وأن تؤمن ظروف نجاحه من ‏دون مشاركة العماد ميشال عون، وبالتالي يجب اشراكه في هذه الخطوات والنقاشات.‏ كذلك أثار النائب جنبلاط موضوع سلاح حزب الله حيث نصح الدكتور جعجع بعدم اثارة هذا ‏الموضوع اعلاميا وسياسيا في الوقت الراهن. كذلك جرى التفاهم على أن المواجهة مع سوريا ‏ستتوسع في المدى المنظور، وهو ما يلزم تضييق فجوات الخلافات بين كل الاطراف اللبنانية من ‏اجل ضمان نجاح ظروف هذه المواجهة. ومن هذه الزاوية يجب عدم اثارة موضوع سلاح حزب الله ‏الان.‏‏

صحيفة الانوار:‏

كتبت "الأنوار" تقول ان اسرائيل استمرت في اعتداءاتها وتوتيرها للاجواء في الجنوب امس في وقت ندد فيه الرئيس فؤاد السنيورة بالاعتداءات وطالب اسرائيل بتسليم جثث المقاومين الشهداء الذين سقطوا في المواجهات امس الاول، واعتبر ذلك (امرا ضروريا من اجل نزع فتيل التوتر على الحدود). وقد سجلت امس وفي عطلة ذكرى الاستقلال تحركات سياسية كان ابرزها داخليا لقاء النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع في منزل جنبلاط في بيروت، وخارجياً زيارة العماد ميشال عون الى مقر وزارة الخارجية الاميركية وعودة المحقق الدولي ميليس الى بيروت.‏

ولفتت مصادر سياسية الى ان من ابرز مؤشرات المرحلة المقبلة الاتصال المطول الذي اجراه رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة ودام ساعة ونصف الساعة تم في خلاله الاتفاق على استئناف موضوع ترسيم الحدود حيث طلب العطري استثناء مزارع شبعا من هذا الترسيم ما دامت هذه المنطقة تحت الاحتلال الاسرائيلي. وقال السنيورة خلال زيارته قطر امس ان على اللبنانيين ان يتعاملوا ويتعودوا على ان لبنان بلد مستقل وبامكانهم ان يأخذوا قرارهم بيدهم ويتصرفوا على هذا الاساس وهذا لا يعني مشروع خصام مع سوريا بل هو مشروع تمتين للعلاقات معها وتعزيز لامكانيات المساعدة المشتركة بين البلدين. وقال كذلك ان على سوريا ايضاً ان تتعود على ان لبنان بلد مستقل، ويستطيع ان يأخذ قراراته على اساس مصالحه). وقد كشف الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري ان الترسيم سيبدأ من الشمال. هذا، وبعد اول لقاء بين النائب وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع صدر ليل امس الاول بيان جاء فيه (انه تم في خلال اللقاء البحث في الاوضاع السياسية العامة وكان اتفاق في وجهات النظر وتشديد على تحصين الساحتين الداخلية والوطنية العامة، وبذل كل الجهود الممكنة لحماية الاستقلال اللبناني وترسيخ الاستقرار في لبنان من خلال الحوار بين القوى السياسية كافة). وفي غضون ذلك اعلن العماد ميشال عون بعيد زيارة قام بها الى مقر وزارة الخارجية الاميركية انه اراد شكر الولايات المتحدة على المساعدة الهائلة التي قدمتها الى لبنان.‏

وقال عون في ختام لقاء عقده قبل الظهر مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش انا هنا لاشكر الاميركيين ولاعبر لهم عن امتناننا لمواقفهم. وشدد عون المرشح المحتمل لرئاسة الجمهوريةانه لم يأت الى واشنطن للحصول على دعم في هذا المجال. والتقى امس ايضاً نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية والرجل الثالث في وزارة الخارجية.‏

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية ان الدبلوماسيين الاميركيين يريدون من خلال هذين اللقاءين في وزارة الخارجية مناقشة مواضيع عدة ذات اهتمام مشترك مثل تحقيق ميليس واعمال العنف الاخيرة على طول (الخط الازرق) والمسائل الاقليمية وضرورة تقيد سوريا وحزب الله بالقرار .1559 واضافت ان واشنطن تشجع العماد عون على دعم ائتلاف واسع من الاحزاب السياسية اللبنانية في الوقت الذي يجهد فيه لبنان لاقرار اصلاحات سياسية ودستورية.‏

وتابعت المتحدثة ان المسؤولين الذين التقاهم العماد عون شددوا على ضرورة نزع سلاح حزب الله. وامس وعلى خلفية المواقف التي اطلقت يوم الاستقلال وعلى خلفية مقاطعة قوى الغالبية النيابية وكذلك سفراء اميركا وفرنسا وبريطانيا ودول المجموعة الاوروبية استقبال القصر الجمهوري في بعبدا بعد العرض العسكري، بررت مصادر رئاسية امس ان هناك حضوراً نيابياً في بعبدا بلغ نحو 45 نائباً اضافة الى العديد من الشخصيات المستقلة والقيادات التي تمثل المرجعيات الروحية ورأت ان دعوات المقاطعة سقطت. واضافت هذه المصادر ان الديبلوماسيين الذين قاطعوا شخصياً لم تقاطع دولهم بدليل انه تمثلت بالقائمين بالاعمال، واشارت الى ان هؤلاء السفراء ارتكبوا مخالفة ديبلوماسية سيحاسبون عليها.‏

وقالت "الأنوار" انه مع تزاحم هذه الملفات والمعطيات والمواقف اشتعلت جبهة الجنوب امس مجدداً اثر هبوط مظلي اسرائيلي بطائرته الشراعية في ميس الجبل الامر الذي استدعى تحركاً اسرائيلياً باتجاه الخط الازرق مع تغطية نارية مدفعية وجوية كثيفة لسحبه وحيث اندلعت اشتباكات ومواجهات مع المقاومة التي تصدت لعملية الاختراق هذه.‏

وقال بيان ل (حزب الله) عن الاشتباك: قرابة الساعة الثالثة وخمس عشرة دقيقة بعد ظهر اليوم (امس) الاربعاء هبط احد المظليين الاسرائيليين بمظلته داخل الاراضي اللبنانية في احد احراش بلدة ميس الجبل، وعلى الفور تحركت قوة من مجاهدي المقاومة الاسلامية باتجاهه فتدخلت قوات العدو من مواقعها في محيط مستعمرة المنارة مطلقة النار باتجاه مجاهدي المقاومة ودارت اشتباكات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة، استحضر العدو على اثرها تعزيزات مدرعة وتدخل سلاح الطيران، فيما تمكن المظلي من الوصول الى بوابة المنارة على الحدود حيث كانت قوات العدو قد فتحتها لتسهيل عبوره.‏

وكانت المروحيات الاسرائيلية رمت فوق بعض المناطق الجنوبية والبقاعية وصولاً الى بيروت مناشير تحريضية ضد حزب الله. وقال حزب الله حول ذلك: ان العدو يحدثنا بلغة المناشير عندما يعجز عن محادثتنا في ساحة المواجهة وهي تعبير عن الاخفاقات الاسرائيلية امام حزب الله ولغة بالية لا محل لها في ساحتنا الوطنية). وفي القدس قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم امس الاربعاء ان الوضع الحالي في لبنان لا يمكن ان يستمر. وقال شالوم لا احد يجرؤ على نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان هذا الوضع لا يمكن ان يستمر واسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب.‏

كذلك وجه شالوم انتقادات مبطنة عنيفة لقسم من الاسرة الدولية وخصوصا دول الاتحاد الاوروبي. واضاف عندما طلبنا منع مشاركة حزب الله في الانتخابات اللبنانية قالوا لنا ان هذه المشاركة يمكن ان تسمح باعتدال هذه المنظمة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى عن الارهاب. وعبر شالوم عن اسفه لان حزب الله ممثل في الواقع اليوم في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه. من جانبه قال المدير العام لوزارة الخارجية رون بروسور انه مندهش لسلبية قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان خلال لقاء مع نحو 60 سفيرا تم استدعاؤهم الى الوزارة. ونقلت المتحدثة باسمه قوله ردا على سؤال في هذه الظروف يمكن لاسرائيل التساؤل عن مصلحتها في بقاء هذه القوة.‏

صحيفة صدى البلد :‏

قالت "صدى البلد" ان التوتر عاد ابتداء من مساء أمس يلف المنطقة الحدودية من الناقورة صعوداً حتى مزارع شبعا بعد مواجهة دارت بين رجال المقاومة والقوات الإسرائيلية على تخوم بلدة ميس الجبل الحدودية ومستعمرة المنارة اثر هبوط مظلي إسرائيلي في تلك المنطقة, في وقت واصل مجلس الامن مشاوراته تمهيداً لإصدار بيان "متوازن" يدعو جميع الأطراف الى "ضبط النفس", ويطالب لبنان ببسط سيطرته على كل أراضيه.‏

وقد حصلت المواجهة عندما حاولت عناصر من المقاومة أسر هذا المظلي كونه سقط في الأراضي اللبنانية, فدار اشتباك بين الطرفين وتمكن الإسرائيليون من سحبه تحت وابل من القصف المدفعي والجوي ومن نيران الرشاشات الثقيلة ولم يسجل وقوع اصابات في صفوف الجانبين. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر "حزب الله" وأخرى إسرائيلية ان هذا المظلي كان يقود طائرة شراعية عندما جنح خطأ الى داخل الأراضي اللبنانية.‏

وجاءت هذه الاشتباكات في ظل أجواء توتر تسود المنطقة الجنوبية الحدودية منذ يومين اثر مواجهات حصلت قبل يومين بين رجال المقاومة والقوات الإسرائيلية على طول الحدود وكانت الأعنف منذ انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000, وأسفرت عن استشهاد أربعة مقاومين و11 جريحاً إسرائيلياً. وقيل ان المقاومين التابعين لـ"حزب الله" حاولوا خلال هذه المواجهات أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بمعتقلين لبنانيين وعرب في السجون الإسرائيلية. ولاحقاً أعلن الناطق باسم قوة حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفل" ميلوش شتروغر ان "اليونيفل" استطاعت التوصل الى وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" وقال ان الوضع "هادئ نسبياً ولكنه متوتر عند الخط الأزرق". وأضاف: "ان القوات الدولية طلبت من الجانب الإسرائيلي وقف الخروقات الجوية للمجال الجوي اللبناني وذلك بعد الطلعات الصباحية التي سجلت اليوم (أمس)". وأشار الى ان "اليونيفل احتجت على كل الخروقات للخط الأزرق وان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان دان بشدة تبادل إطلاق النار عند الحدود أخيراً وقد دعونا جميع الأطراف الى ممارسة أقصى ضبط النفس من أجل عودة الهدوء الى المنطقة". وحضّ شتروغر "الأطراف المعنية على احترام الخط الأزرق", مؤكداً "بأن اليونيفل على اتصال وثيق مع الأطراف كافة من أجل منع أي تصعيد". وسبق المواجهة أمس, خرق الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء اللبنانية الرابعة صباحاً ملقياً منشورات فوق بيروت وجبل لبنان والجنوب تحرض "المواطنين اللبنانيين ضد "حزب الله". وقالت هذه المنشورات التي ذيلت بتوقيع "دولة إسرائيل": "حزب الله يلحق أشد الضرر وهو أداة بيد أسياده السوريين والإيرانيين". وتوجهت الى المواطنين اللبنانيين" قائلة: "من يكذب عليكم... من يرسل ابناءكم لمعركة ليسوا مستعدين لها... من الذي يرغب بالعودة للخراب والدمار". وقد اعتبر "حزب الله" هذه المنشورات "تحريضاً" سببه عجز إسرائيل عن مواجهته. وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف "ان العدو يحدثنا بلغة المنشورات عندما يعجز عن محادثتنا في ساحة المواجهة, وهذا تعبير عن الاخفاقات الإسرائيلية أمام حزب الله".‏

على ان الخرق الإسرائيلي للأجواء اللبنانية ترافق مع تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم قال فيها: "لا أحد يجرؤ على نزع سلاح "حزب الله" ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان. هذا الوضع لا يمكن ان يستمر وإسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب". ووجه انتقادات مبطنة عنيفة لقسم من الأسرة الدولية وخصوصاً الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "عندما طلبنا منع مشاركة "حزب الله" في الانتخابات اللبنانية قالوا لنا ان هذه المشاركة يمكن ان تسمح باعتدال هذه المنظمة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى عن الإرهاب". وعبر شالوم عن أسفه لأن "حزب الله" "ممثل في الواقع اليوم في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المدير العام لوزارة الخارجية رون بروسور انه "مندهش لسلبية قوة الطوارئ الدولية في جنوب لبنان خلال لقاء مع نحو 60 سفيرا تم استدعاؤهم الى الوزارة.‏

ونقلت المتحدثة باسمه قوله رداً على سؤال: "في هذه الظروف يمكن لإسرائيل التساؤل عن مصلحتها في بقاء هذه القوة". اضافت "صدى البلد" انه مساء أمس طالب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لدى مغادرته قطر التي زارها لساعات عائداً الى بيروت, إسرائيل بتسليم جثث المقاومين الثلاثة الذين استشهدوا في المواجهة مع القوات الإسرائيلية يوم الاثنين الماضي. وقال: "نحن اذ ندين الانتهاكات (الإسرائيلية) نعتبر ان المطلوب تسليم جثث المقاومين الذين سقطوا شهداء في صفوف المقاومة خلال المواجهات الأخيرة" واعتبر ان هذا الأمر "ضروري من أجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان".‏

ونقل مراسل "صدى البلد" في باريس جورج ساسين عن مصادر موثوقة في العاصمة الفرنسية ان أعضاء مجلس الأمن يدرسون نص تصريح للصحافة سيقرأه خلال الساعات المقبلة رئيس مجلس الأمن حول الاشتباكات التي حصلت بين عناصر المقاومة التابعة لـ"حزب الله" والقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية وفي محيط مزارع شبعا. ومن المرجح بحسب هذه المصادر ان يصار الى الاتفاق على صيغة "متوازنة" مختلفة عن النص الذي اقترحه المندوب الأميركي أمس الأول ولقي معارضة الجزائر وتحفظ عدد من الدول الأخرى لأنه حاول الربط بين عدد من القرارات الدولية. وأفادت هذه المصادر بأنه من المؤكد ان التصريح "سيطلب من السلطات اللبنانية بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية, ويدعو كل الأطراف الى أعلى درجات ضبط النفس واحترام الخط الأزرق", إلا ان ما يبقى قيد التداول هو تسمية "حزب الله" و"الانتهاكات الإسرائيلية".‏

وكانت فرنسا رفعت من لهجة انتقادها أمس الأول للهجمات التي شنها "حزب الله" في محيط مزارع شبعا وحمّلته المسؤولية المباشرة عن البدء بالاشتباكات, كما شددت على "ضرورة ان يتمكن لبنان من استخدام مركزية القوة الواحدة" في إشارة الى ازدواجية سلاح "حزب الله", والجيش اللبناني. ولفت في البيان الذي أدلى به الناطق باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتييه تمييزه للمرة الأولى بين الجناحين العسكري والسياسي ل"حزب الله".‏

صحيفة اللواء :‏

رأت "اللواء" ان المخاوف الدبلوماسية والسياسية من تطور الوضع الميداني جنوباً،تصاعدت في ضوء المواجهة العنيفة التي جرت عشية الاستقلال ال 62 بين مجموعات المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي في مزارع شبعا، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة مقاومين وجرح 11 جندياً اسرائيلياً وتدمير مواقع للاحتلال في الغجر والعباسية في منطقة المزارع، ثم امتدت الى ميس الجبل يوم أمس لتسجّل اشتباكاً محدوداً في محيط القرية، حيث وقع مظلي اسرائيلي في الأراضي اللبنانية جنوب الخط الأزرق فتحرّكت بسرعة وحدة من المقاومة لأسره، لكن حجم الاشتباك وكثافة النيران الاسرائيلية وحركة الطيران حالت دون ذلك· ولم يقتصر الأمر على الاشتباكات، بل وسّعت اسرائيل قصفها بالطائرات لمناطق في القطاعين الشرقي والغربي، وترافق كل ذلك مع حملات إعلامية متبادلة، تمثلت من الجانب الاسرائيلي بنشر مناشير تحرّض على "حزب الله" عبر طائراتها، من الجنوب الى الضاحية الجنوبية والعاصمة وصولاً الى البقاع·‏

أكد مصدر مسؤول في "حزب الله" لـ "اللواء" أن ما جرى قرب بلدة عديسة أمس معزول عما جرى في مزارع شبعا ومحيطها، واستغرب كيف أن اسرائيل قالت إن المظلي الذي وقع في حقل الألغام على الحدود كان يقود طائرة شراعية في هذا الوضع المتوتر وفي الوقت الذي التزم فيه المستوطنون منازلهم ومُنعوا من التجول، وما يدحض هذا الأمر بأن المظلي هو مدني، التدخل السريع لإنقاذه من الجيش الاسرائيلي جواً وبراً·‏

ووضع المصدر ما جرى من إطلاق نار على الأراضي اللبنانية برسم السيادة والسياديين والأمم المتحدة· وأكد المصدر أن الأمور في الوقت الراهن تتجه نحو التهدئة، كاشفاً عن اتصالات دارت بين الاسرائيليين وقوات الطوارئ من جهة وبين قوات الطوارئ والحكومة اللبنانية وقيادة الحزب من جهة ثانية، إضافة الى وجود اتصالات من قبل عدد من السفراء مع الحكومة اللبنانية بغية العمل على الحؤول دون تفاقم الوضع وتعقيده·‏

وقال المصدر إن قضية الأسرى كما جثث الشهداء مقدّسة وأن الاسرائيليين وعدوا قوات الطوارئ بإطلاق جثامين الشهداء إنما الخلاف حول التوقيت الزمني حيث أن قيادة الحزب أبلغت من يعنيهم الأمر أن اسرائيل يجب أن تلتزم بوقت قريب وإلا سيكون للمقاومة كلام آخر، معرباً عن اعتقاده بأن تلتزم بوعدها لأنها تبلغت الرسالة بصورة جيدة· ولفت المصدر الى أن اسرائيل هي التي بدأت المعركة، وأن المقاومة كانت في حالة ردة فعل دفاعية، حيث أن التصعيد الاسرائيلي امتد الأسبوع الماضي الى الناقورة وأطلقت قنابل مضيئة فوق مخيم الرشيدية، وسجلت طلعات جوية فوق عدلون والصرفند، والمقاومة لم ترد في حينها لاعتبارات تخصها، ليس من موقع الضعف، بل لأنها هي التي تحدد المكان والزمان، وقد اعتقدت اسرائيل أن المقاومة لم ترد لأنها تمر بأوقات عصيبة نظراً للقرار 1559 وهي لن تتجرأ وترد، لكن ما حصل أنهم أرادوا اختبار المقاومة فكان الرد قاسياً ووصل الى تدمير أكبر موقعين اسرائيليين وكان الرد هو الأعنف منذ الانسحاب من الجنوب·‏

وأدان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، قبل مغادرته قطر الانتهاكات الاسرائيلية، معتبراً أن المطلوب تسليم جثث المقاومين الذين سقطوا شهداء في صفوف المقاومة خلال المواجهات الأخيرة· ورأى أن هذا الأمر ضروري من أجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان· بالمقابل، قال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم ان الوضع الحالي في لبنان لا يمكن ان يستمر· وقال شالوم "لا احد يجرؤ على نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان (قرب الحدود الاسرائيلية)· هذا الوضع لا يمكن ان يستمر واسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب"· ووجه شالوم انتقادات مبطنة عنيفة لقسم من الاسرة الدولية وخصوصا دول الاتحاد الاوروبي· واضاف "عندما طلبنا منع مشاركة حزب الله في الانتخابات اللبنانية قالوا لنا ان هذه المشاركة يمكن ان تسمح باعتدال هذه المنظمة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى عن الارهاب"· وعبر شالوم عن اسفه لان حزب الله "ممثل في الواقع اليوم في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه"·‏

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان شالوم سيحاول من جديد اقناع الاتحاد الاوروبي بادراج حزب الله على اللائحة السوداء للمنظمات الارهابية، خلال القمة الاوروبية المتوسطية التي تعقد في 72 و82 تشرين الثاني في برشلونة· ميدانياً، دارت أمس الأول مواجهات بين رجال المقاومة الاسلامية والجيش الاسرائيلي هي الأعنف منذ اندحار قوات الاحتلال عن جنوب لبنان في 52 أيار 0002· فقد تصدى رجال المقاومة لعملية تسلل اسرائيلية قرب بلدة الغجر المحتلة ودارت اشتباكات استخدمت فيها مختلف أنواعالأسلحة بما فيها مدفعية الميدان وصواريخ الكاتيوشا وأسفرت عن تدمير موقعين اسرائيليين ومصرع جندي وإصابة 11 آخرين بجروح فيما استشهد أربعة مقاومين·‏

بدأت المواجهات على إثر محاولة قوة اسرائيلية اجتياز الخط الأزرق وسط الغجر المحتلة فاندلعت معارك من مسافات قريبة بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف ال آر·بي·جي تمكّن خلالها المقاومون من تدمير آليتين اسرائيليتين وإصابة من بداخلهما بين قتيل وجريح· وقد تمكّن المقاومون من سحب جثة أحد الشهداء فيما بقيت الثلاث جثث الأخرى تنتظر الاتصالات التي يجريها الصليب الأحمر الدولي لنقلها الى الأراضي المحررة· وأكد شهود عيان أن صواريخ المقاومة أصابت أهدافها بدقة في الموقعين المستهدفين حيث تم إحراق 4 دبابات ميركافا وجرافة في موقع العباسية وبقيت النيران في داخلهما 3 ساعات· ثم اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل الجبهة في القطاع الشرقي كلها من تلال العباد غرباً وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقاً حيث قصف المقاومون مواقع فشكول، الرمثا، السماقة، رويسات العلم وتلة المرصد حيث سجلت إصابات مباشرة فيها، كما سقط عدد من صواريخ الكاتيوشا على مربضي مدفعية اسرائيليين داخل الجولان المحتل فيما أحصي سقوط 350 قذيفة اسرائيلية توزعت على أطراف الوزاني، عين عرب، الماري، المجيدية، سهل الماري، سردة، الخريبة، حلتا السلامية ومحيط كفرحمام وكفرشوبا والهبارية وشبعا· وقد استمر تبادل القصف حتى السادسة من فجر أمس الأول حيث تدخل الطيران الحربي المعادي منفذاً 31 غارة على المناطق المحررة في العرقوب والقطاع الغربي·‏

وبعد هدوء حذر لساعات عادت الاشتباكات لتعنف بعد هبوط مظلي اسرائيلي في الأراضي اللبنانية شمال شرق بلدة ميس الجبل حيث تقدمت قوة اسرائيلية الى المنطقة وعملت على إخلاء المظلي تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي ترافق مع تحليق لمروحيات اسرائيلية فوق مستعمرة المنارة· وقال مصدر من حزب الله ان المظلي الاسرائيلي الذي سقط بعد ظهر امس قرب قرية ميس الجبل في القطاع الأوسط تمكن من العودة الى بلاده تحت غطاء كثيف من نيران المدفعية الاسرائيلية· واوضح المصدر لوكالة "فرانس برس" ان المظلي الاسرائيلي نجح في العودة خلال الاشتباك الذي دار بين القوة الاسرائيلية وعناصر الحزب لدى هبوطه وذلك تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي الاسرائيلي شاركت فيه المروحيات· وفي اسرائيل زعم مصدر عسكري اسرائيلي ان مظليا مدنيا اسرائيليا سقط خطأ في الاراضي اللبنانية بسبب الرياح وتمكن من العودة الى اسرائيل بعد تبادل اطلاق نار كثيف بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني·‏

وقال المصدر ان "مدنيا اسرائيليا في مظلة جرفته الرياح الى لبنان حيث هبط على مسافة بضعة امتار من الاراضي الاسرائيلية التي تمكن فيما بعد من الوصول اليها"، مضيفا ان مقاتلي حزب الله فتحوا النار على الفور وردت القوات الاسرائيلية على النيران· واكد مصدر امني اسرائيلي الحادث موضحا ان المظلي تمكن من العودة الى اسرائيل بمساعدة جنود اسرائيليين·‏

من ناحيته قلل مصدر من قوات الطوارىء الدولية من اهمية الاشتباك على انه "عابر" مؤكدا ان وقف اطلاق النار الذي اعقب اشتباكات الاثنين ما زال مستمرا· وقال ضابط في مقر القيادة العامة لهذه القوات في الناقورة لوكالة فرانس برس "رغم هذه الحادثة فان القوات الدولية على اتصال مستمر مع كل الاطراف ووقف اطلاق النار ما زال ساري المفعول"·‏

صحيفة النهار:‏

كتبت "النهار" تقول ان الجهود الديبلوماسية التي بذلت منذ يوم الاثنين الماضي لاعادة جثث المقاومين الثلاثة من "حزب الله" في المواجهات الاعنف منذ عام 2000 بين الحزب واسرائيل على الجبهة الجنوبية لم تؤد الى اي نتيجة، وسط تصاعد المخاوف من ان تكون هذه الجولة فاتحة استنزاف او مؤشر "لتغيير قواعد اللعبة".‏

ذلك ان المواجهة التي كادت ان تنفجر مجددا عصر امس على نطاق واسع تزامنت و"تقاطعات" عدة على المستويين اللبناني والاقليمي ابرزها احتدام الازمة الداخلية في اسرائيل مع "تفلت" ارييل شارون من حزب "الليكود" وانفصاله عنه ايذانا باجراء انتخابات مبكرة، في ما قد يقلب المعطيات السائدة داخل اسرائيل وخارجها وخصوصا على الصعيد الامني المتصل بالوضع على الحدود مع لبنان. وفي المقلب الآخر احتدام للأزمة بين سوريا والمجتمع الدولي في شأن عقدة استجواب الضباط السوريين الستة على يد لجنة التحقيق الدولية، من شأنه ايضا ان "يلفح" لبنان برياح المضاعفات الساخنة.‏

اما على الصعيد الداخلي اللبناني فان الجدل الذي اثارته المواجهات بين القوى السياسية المختلفة قد اتخذ من الرسالة السورية التي ابلغت الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في شأن ترسيم الحدود مستثنية منها مزارع شبعا، بُعداًُ خلافيا جديداً ينذر باتساع التناقضات. هذه الصورة الملبدة جاءت لترخي ظلالها على الوضع الداخلي متزامنة مع اول عيد للاستقلال منذ 29 عاما وسط تحقيق سيادة شبه تامة ولكنها مشوبة بالقلق من التطورات المتسارعة والمتصلة بمجمل هذه الازمات. ولعل ما ساهم في اذكاء القلق "القصف الاسرائيلي" بالمناشير للأجواء اللبنانية من الطائرات الحربية الاسرائيلية قبل ظهر امس في محاولة لممارسة ضغط نفسي على اللبنانيين محذرة مما سمته "الضرر الذي يلحقه حزب الله بلبنان".‏

واعقب هذا "القصف" المواجهات التي دارت منذ يوم الاثنين واتسمت بحدة بالغة ادت الى سقوط اربعة مقاومين و11 جريحا من الجنود الاسرائيليين. وقد اكدت المقاومة انها قتلت جنديا اسرائيليا، لكن اسرائيل لم تعترف بذلك. وكادت المواجهة ان تتسع بعد ظهر امس اثر سقوط مظلي اسرائيلي في خراج بلدة ميس الجبل، وقد عملت قوة اسرائيلية على استرداده وسط غطاء ناري كثيف وطالب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس اسرائيل، من قطر التي كان في زيارتها، بتسليم جثث المقاومين "من اجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان"، مدينا الانتهاكات الاسرائيلية. واضافت "النهار" ، فقد اثارت المواجهات في الجنوب ردود فعل دولية كثيفة اتسم معظمها بتحميل "حزب الله": مسؤولية البدء بالتصعيد.‏

وتبنى ذلك مجلس الامن الدولي الذي اعرب في بيان تلاه على الصحافة رئيس المجلس السفير الروسي اندريه دنيسوف، في عقب مشاورات مغلقة ظهر امس، عن "قلقه العميق ازاء الحوادث الخطيرة التي وقعت على امتداد الخط الازرق على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية والاشتباكات التي بدأها حزب الله من الجانب اللبناني والتي امتدت بسرعة على طول الخط الازرق باكمله".‏

وابدى المجلس اسفه للاصابات التي لحقت بالجانبين نتيجة للاشتباكات. واهاب الجميع الاطراف "ان تحترم الخط الازرق بأكمله وان تمارس اقصى درجات ضبط النفس وتمتنع من اي عمل يمكن ان يزيد تصعيد الوضع". واكد مجلس الامن دعوته الى "حكومة لبنان الى ان تبسط سلطتها وتمارس احتكارها لاستعمال القوة في جميع اراضيها وفقا لقرارات مجلس الامن". واظهر مندوب الولايات المتحدة في الامم المتحدة جون بولتون "ارتياحه" الى بيان مجلس الامن، مؤكدا بصفة خاصة اشارة المجلس الى مسؤولية حزب الله عن اثارة هذه الاشتباكات".‏

واعتبر بولتوف تأكيد مجلس الامن ان مقاتلي "حزب الله" هم الذين بدأوا اطلاق النار "مهماً للغاية"، ووصف المناقشات التي ادت الى الاتفاق على البيان بانها "كانت مثمرة". وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قد اعرب عن "اسفه الشديد" للمواجهات على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، ملقيا اللوم على "الجانب اللبناني" في بدء الاشتباك. وقال ستيفان دو جاريك المتحدث باسم انان في نيويورك ان الامين العام يعرب عن اسفه الشديد لتبادل القصف المدفعي على الخط الازرق"، وانه يدعو الى الهدوء ويطلب من جميع الاطراف "اقصى درجات ضبط النفس".‏

واكد دوجاريك ان "المعارك التي بدأت انطلاقا من الجانب اللبناني سرعان ما امتدت على طول الخط الازرق وتعرضت مناطق مدنية اسرائيلية للقصف"، موضحا ان قوة الامم المتحدة لحفظ السلام اعلنت وقفا لاطلاق النار لمنع اي تصعيد. ودانت الولايات المتحدة "الهجمات التي شنها حزب الله"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية: "قلنا بوضوح تام للحكومة اللبنانية ان عليها ان تسيطر على الوضع في جنوب لبنان".‏

كذلك نددت فرنسا بـ"الهجمات التي شنها الجناح العسكري في حزب الله في منطقة مزارع شبعا". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان باريس "تأسف عموما لانتهاكات الخط الارزق مهما يكن مصدرها بما فيها انتهاك الطيران الاسرائيلي المستمر للسيادة اللبنانية في الايام الاخيرة". ودعا الى "الهدوء ووضع حد للعمليات العسكرية واحترام الخط الازرق بهدف تفادي اي تصعيد".‏

أما اسرائيل فقال وزير خارجيتها سيلفان شالوم أمس ان "الوضع الحالي في لبنان لا يمكن ان يستمر"، في اشارة الى موضوع سلاح "حزب الله". وقال: "لا أحد يجرؤ على نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، هذا الوضع لا يمكن ان يستمر واسرائيل ستعرف كيف ترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب". من جانبه قال المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية رون بروسور انه "مندهش لسلبية القوة" الدولية في جنوب لبنان خلال لقاء مع نحو 60 سفيراً تم استدعاؤهم الى الوزارة.‏

ونقلت المتحدثة باسمه قوله رداً على سؤال: "في هذه الظروف يمكن اسرائيل التساؤل عن مصلحتها في بقاء هذه القوة". كذلك وجه شالوم انتقادات مبطّنة وعنيفة لقسم من الاسرة الدولية، وخصوصاً دول الاتحاد الاوروبي. وقال: "عندما طلبنا منع مشاركة حزب الله في الانتخابات اللبنانية، قالوا لنا ان هذه المشاركة يمكن ان تسمح باعتدال هذه المنظمة التي ستصبح فاعلة في الحياة المدنية وقد تتخلى عن الارهاب". وعبّر شالوم عن أسفه لان "حزب الله ممثل في الواقع اليوم في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه".‏

أما على الصعيد الداخلي، فاستقطب لقاء رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الاهتمام السياسي، اذ اعتبر استكمالاً لمصالحة الجبل والحلف الانتخابي ومن ثم اطلالة على أفق المستقبل اللبناني. وقد شدد الرجلان في اللقاء على "تحصين الساحة اللبنانية وترسيخ الاستقرار من خلال الحوار بين كل القوى السياسية لحماية الاستقلال اللبناني". وفي واشنطن، التقى النائب العماد ميشال عون أمس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش ووكيل الوزارة للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عون بعيد زيارته للخارجية انه أراد "شكر الولايات المتحدة على المساعدة الهائلة" التي قدمتها الى لبنان.‏

وقال: "انا هنا لأشكر الاميركيين ولأعبّر لهم عن امتناننا" لمواقفهم. واضاف في تصريح صحافي: "لقد ساعدتنا الولايات المتحدة كثيرا. هناك التغييرات السياسية، القرارات الدولية، القانون الاميركي الذي فرض عقوبات على سوريا لاجبارها على الرحيل (من لبنان) ومواصلة تحقيق ميليس (حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري)، ان هذه الامور جميعا تشكل مساعدة هائلة". وشدد عون المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على انه لم يأت الى واشنطن للحصول على دعم في هذا المجال.‏

وقال: "هذا الموضوع ليس هدف الزيارة، وانا اؤكد ذلك". وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية ان الديبلوماسيين الاميركيين يريدون من خلال هذين اللقاءين في وزارة الخارجية "مناقشة مواضيع عدة ذات اهتمام مشترك مثل تحقيق ميليس وأعمال العنف الاخيرة على طول "الخط الازرق" (في جنوب لبنان بين لبنان واسرائيل) والمسائل الاقليمية وضرورة تقيد سوريا وحزب الله بالقرار 1559". وأضافت ان واشنطن "تشجع العماد عون على دعم ائتلاف واسع من الاحزاب السياسية اللبنانية في الوقت الذي يجهد فيه لبنان لاقرار اصلاحات سياسية ودستورية". وتابعت المتحدثة ان المسؤولين الذين التقاهم العماد عون شددوا على ضرورة نزع سلاح "حزب الله".‏

صحيفة البيرق :‏

قالت "البيرق" انه ينتظر ان يتصدر الوضع في الجنوب جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية في قصر بعبدا اليوم وينتهي النقاش فيه باتخاذ موقف من التهديد الاسرائيلي سواء ذلك الذي ورد في تصريحات مسؤولين اسرائيليين او في المنشورات التحريضية التي القاها الطيران الاسرائيلي امس عندما خرق الاجواء اللبنانية من الجنوب الى بيروت وجبل لبنان وصولا الى البقاع الغربي ، علما بان جدول اعمال الجلسة عادي ، لكن مجمل الاوضاع المطروحة قد تشكل مادة للبحث ، ولا سيما منها ما آل اليه التحقيق اللبناني والدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري . وقالت مصادر وثيقة الاطلاع ل "البيرق" ان هذا التحقيق ما زال يواجه عقبات جمة نتيجة انعدام فرص التوصل الى اتفاق بين سوريا واللجنة الدولية لا بالنسبة الى مكان استجواب الضباط السوريين ولا بالنسبة الى مذكرة التفاهم التي تصر دمشق على توقيعها مع اللجنة قبل استجواب هؤلاء .‏

وبرز في مجال التوسط العربي لانهاء هذه المشكلة الاتصالان اللذان تلقاهما الرئيس السوري بشار الأسد من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني . وفي هذه الاثناء لم يعرف هل حصل لقاء بين القاضي ميليس والمستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية رياض الداوودي ب "المونتيفردي ".‏

لكن المصادر المطلعة اكدت ل "البيرق" ان الموقف بين اللجنة ودمشق سيتبلور خلال الايام المتبقية من هذا الاسبوع . وداخليا كشف حجم الاستقبال الذي حصل في القصر الجمهوري في بعبدا ان حديث "العزلة" التي يعانيها رئيس الجمهورية ليس واقعيا لان الجميع تمثلوا باستثناء بعض الكتل النيابية التي يكاد يكون موقفها شخصيا ، مما يعني ان الاعتراف الدولي برئيس الجمهورية ما يزال قائما . على صعيد آخر ، اجرى الرئيس السنيورة امس في الدوحة محادثات مع امير قطر تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تدعيمها .‏

وادان الرئيس السنيورة الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية سواء عبر القاء المناشير التحريضية او عبر محاولات خرق الخط الأزرق لاكثر من سبب ، مطالبا بتسليم جثث المقاومين الذين سقطوا خلال المواجهات الاخيرة من اجل نزع فتيل التوتر على الحدود الدولية للبنان .‏

من ناحية اخرى ، اشارت "البيرق" الى ان النائب العماد ميشال عون اكد من الولايات المتحدة الاميركية ، القدرة على تبديد المخاوف التي يطرحها حزب الله ويستخدمها ذريعة حتى لا ينزع سلاحه مشيرا الى ان على الحزب اتخاذ قرار سياسي بالاندماج في الحياة السياسية لانه يستفيد من الدعم . وامس تناول الدكتور سمير جعجع في الأرز لقاءه مع النائب وليد جنبلاط اول من امس في كليمنصو ، فقال : كان اللقاء وديا جدا ، وعلى الصعيد السياسي ، لا يخفى على احد ، ان الاوضاع في لبنان ليست كما يجب ان تكون وكما نتمناها كلنا ، من هنا ، دار معظم الاجتماع حول الاوضاع القائمة ودخلنا في تفاصيل كثيرة واتفقنا على متابعة المشاورات مع الفرقاء الآخرين ، اي يجب ان نخرج من الوضعية التي نحن فيها ، الوضع فيه كثير من التعقيدات . واكد النائب وائل ابو فاعور الذي حضر جانبا من اجتماع جنبلاط وجعجع لـ "البيرق" : ان هذا اللقاء اتى كخطوة لاستكمال المصالحة التي جرت في العام 2001 ، وهو اللقاء الأول بين وليد جنبلاط وسمير جعجع ويؤسس لعلاقات مستقرة في الجبل كما انه تأكيد على المصالحة بصرف النظر عن التباين في المواقف حول التوافق في القضايا السياسية . هذا اولا ، وثانيا يشدد اللقاء على الوحدة الوطنية عبر الحوار بين اللبنانيين . وفي المعلومات التي توافرت ل "البيرق" ايضا ان الزعيمين اتفقا على ارسال موفدين الى العماد عون بعد عودته من الولايات المتحدة الاميركية تمهيدا للاجتماع به . كذلك اتفقا على عدم اتخاذ اية مواقف تعترض على خيار المقاومة .‏

2006-10-30