ارشيف من : 2005-2008
من اوراق الصحف البريطانية لهذا اليوم الثلاثاء 11/10/2005
تركز كبرى الصحف البريطانية ليوم الثلاثاء على الكارثة الانسانية التي ضربت شبه القارة الهندية، حيث تتصاعد مشاعر الاستياء لدى الكثير من سكان المناطق الأكثر تضررا من الزلزال الذي حصد عشرات آلاف الارواح، بسبب تأخر وصول المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية، وتخصص للموضوع مقالات على صفحاتها الاولى، مدعومة بصور للضحايا، خاصة الاطفال منهم.
وعن المساعدات الواردة على باكستان خاصة من عدة دول، تقول برونوين مادوكس من صحيفة التايمز ان الولايات المتحدة منحت باكستان 50 مليون دولار، لكن ليس لاعتبارات انسانية فقط"، فالمسؤولون العسكريون الامريكيون اكدوا ان المساعدة المالية "تعبير عن امتنان امريكا للدعم الذي تلقته من اسلام آباد في "حربها ضد الارهاب"، والدعم الذي ستقدمه لاحقا".
وتقول مادوكس ان "هذه دبلوماسية الزلازل، فالكوارث الطبيعية الكبرى وما تسببه من معناة تشكل فرصة للحكومات لشكر الحلفاء وتلميع صورتها في الخارج واصلاح العلاقات المتدهورة، أو حتى لاهانة الاعداء."
وتستدل على قولها بعرض كوبا ارسل 1100 طبيب الى الولايات المتحدة بعد اعصار كاترينا وكذلك الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي عرض مساعدات وجنودا، وفي نفس الوقت انتقد جورج بوش "لعدم حمايته الفقراء"، بالاضافة الى ايران التي عرضت 20 مليون برميل من النفط بالنسبة الى مساعدات اخرى، شريطة رفع الحظر عليها، وهو ما لم تفعله الولايات المتحدة."
وتضيف كاتبة المقال ان "الدوافع نبيلة دون شك، لكن هناك ايضا شيء من المتعة في عرض المساعدة على القوة العظمى التي اخضعتها قوى الطبيعة والتي لم تستطع مواجهة الصعاب وحدها."
"الكوارث فرصة للحكومات لشكر الحلفاء وتلميع صورتها في الخارج واصلاح العلاقات المتدهورة، أو حتى لاهانة الاعداء"
وفي ملف محاربة الارهاب، تنشر التايمز مقالا عن اعلان وزارة الداخلية البريطانية أنها ستحظر نشاط 15 منظمة وجماعة دولية يعتقد أنها إرهابية، حيث قال وزير الداخلية تشارلز كلارك أمام البرلمان البريطاني إنه سيتم حظر هذه المنظمات "بموجب قانون مكافحة الإرهاب وانها ستدرج على قائمة تضم 25 منظمة دولية محظورة في بريطانيا.
وتعطي الجريدة لمحات مختصرة عن الجماعات الـ15المرتبطة بالعراق وأوزبكستان وليبيا وباكستان والصومال وبنجلاديش وأفغانستان والمغرب. ومن بينها أنصار الإسلام والجماعة الإسلامية للقتال في المغرب والاتحاد الإسلامي وأنصار السنة.
وقال كلارك "ان الأحداث الأخيرة في لندن ومختلف أنحاء العالم أظهرت بوضوح أن المخاطر التي يشكلها الإرهاب الدولي لا تزال قائمة"، مضيفا أن "هجمات لندن كانت كافية لإثبات الحاجة الى الاستمرار في تبني اتجاه صارم في التعامل مع الإرهاب وأنصاره".
وفي الشأن العراقي، تقول الاندبندنت ان سكان البصرة يريدون مغادرة القوات الاجنبية. ويقول كاتب المقال كيم سنجوبتا: " تقول زينب انها شعرت بالفخر لما اعتقلت الشرطة العراقية جنديين بريطانيين، فهده بلادنا وعلى قوانيننا ان تحترم. وتقول زميلتها فاطمة انها لا تحب رؤية جنود اجانب في شوارع مدينتها، وان عليهم المغادرة."
ويقول مراسل الاندبندنت في البصرة انه "من الغريب ان تصدر هذه الآراء عن سيدتين متعلمتين تتكلمان الانجليزية بطلاقة ولهما اتصالات عديدة مع البريطانيين ولا تتعاطفان مع الميلشيات الشيعية التي تسربت الى الشرطة العراقية. بل تنتقدان نفس الشرطة العراقية التي القت القبض على الجنديين البريطانيين مما تسبب في اعمال عنف حول المخفر الذي اعتقلا فيه، مما ادى الى تدخل القوات البريطانية بقوة لاطلاق سراحهما."
"لكن مشاعرهما والتي يشاركهما فيها العديد تعكس روح التحدي الوطنية الجديدة التي ظهرت عند شيعة العراق، حيث يستعدون لاستلام زمام السلطة للمرة الاولى منذ قرن كامل."
ويضيف سنجوبتا: "ومن التوقعات الشائعة الآن ان الاستفتاء سيكون في صالح الدستور الجديد ويمكن الشيعة من المشاركة في تسيير عراق الغد وحقول النفط الغنية في الجنوب، بينما يشتكي السنة من انهم لن يحصلوا الا على رمال الانبار."
"فاطمة لا تحب رؤية جنود اجانب في شوارع مدينتها، وتقول ان عليهم المغادرة"
وينقل عن محمد، احد الموظفين بمجلس محافظة البصرة الذي طالب بتسليم الجنديين البريطانيين ومحاكمتهما وكذلك بالاعتذار عما بدا من السلطات البريطانية وتقديم تعويضات قوله انه "كان من الممكن التوصل الى اطلاق سراح الجنديين عن طريق المفاوضات، ان السلطات البريطانية فضلت اللجوء الى القوة الزائدة عن اللزوم." ويقول كاتب المقال ان محمدا "فضل عدم الكشف عن اسمه الكامل رغم آرائه التي لا تشكل خطرا عليه."
وفي صفحة التحليلات صحيفة الفاينانشل تايمز، يقول فرانسيس فوكوياما، صاحب كتاب "نهاية لتاريخ" في مقال موسع بعنوان "مذهب بوش، قبل وبعد" ان رمز الولايات المتحدة بالنسبة للعالم "لم يعد تمثال الحرية، بل سجينا مكبلا في جوانتنامو."
ويضيف ان الرئيس الامريكي "سن مذهبا خاصا في خطاباته الاولى وكذلك في استراتيجية الامن القومي في سبتمبر ايلول 2002. لكن المشكل في القوة المطلقة ان بقية العالم تتوقع من المتسلط، أي امريكا، ان تكون اهلا لها من الجانب التقني، وليس فقط فيما يخص النوايا، فعدم عثور الولايات المتحدة على اسلحة للدمار الشامل في العراق وتعثرها في اعادة بناء العراق مس بمصداقيتها، بالاضافة الى انها تعتبر نفسها حالة خاصة، فمن الواضح انها كانت لتعترض قيام روسيا او الصين او الهند باية خطوة مماثلة كدفاع مسبق عن النفس."
ويقول فوكوياما ان واشنطن لم تشفع "نواياها الحسنة" في تطبيق "مذهب بوش" بموافقة الرأي العام الدولي، مما جعل المعاداة لامريكا تتراكم شيئا فشيئا.
المصدر: مواقع ـ bbc العربي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018