ارشيف من : 2005-2008
أخطاء العراق تمتد إلى سوريا
كتب بول روبرت
لابد من القيام بشيء ما لإيقاف بوش.
بعد كل البلبلة وعدم الاستقرار التي وصل إليها جورج بوش جرّاء غزوه العراق، يحيك اليوم حبكة مع "إسرائيل" لتكرير الكارثة في سوريا. نقلت صحيفة لندن تلغراف عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله بأن الولايات المتحدة تهدف إلى "تغيير النظام في سوريا" وأن "تقرير ميليس سيكون الحجة التي سيتذرع بها بوش كي يفرض عقوبات على سوريا".
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن أن يكون بوش ومجلس الأمن القومي غافلاً جداً عن عواقب قلقلة الاستقرار في سوريا؟ توصل تقرير الـ"CIA" إلى أن غزو الولايات المتحدة للعراق خلق قاعدة تدريب لتنظيم القاعدة. ألا يدرك بوش بأن خلق فوضى في سوريا سيكون له نفس النتائج؟
إذا كانت إدارة بوش غير قادرة على دحر التمرد في العراق، فكيف ستتمكن من دحر التمرد في العراق وسوريا معاً؟ في العراق وسوريا وإيران؟ لابد وأن إدارة بوش إدارة متعصبة نأت بنفسها عن الواقع.
في الأسبوع الماضي قال الجنرال ويليام أودوم، المدير السابق في وكالة الأمن الوطني، إن غزو بوش للعراق كان " أضخم كارثة إستراتيجية سجلها التاريخ الأمريكي".
هذه الكارثة تعتبر تمييزاً تاماً لبوش ولحكومته. فهل سيضاعف هؤلاء الأغبياء تمييزهم هذا من خلال مهاجمة سوريا ومضاعفتها أكثر وأكثر من خلال مهاجمة إيران؟
ليس هناك ما يوضح مقدرة ادارة بوش على رفض الحقيقة من كلمة وزيرة الخارجية كوندليزا رايس التي ألقتها في جامعة برينسيتون. فقد خلت كلمتها من إدراك أن "تغيير النظام في العراق" استبدل القائد العلماني برجال الدين الشيعة.
إن وزيرة الخارجية الأمريكية لا تملك أدنى فكرة عن الخلاف الذي نشب بين الشيعة، السنة، والأكراد بسبب فرض أمريكا لمحاولة تقديم وتبني دستور للبلاد؟
إن سياسة إدارة بوش في الشرق الأوسط تمثل انتصار الإيديولوجية على الواقعية.
لابد من القيام بشيء ما لإيقاف بوش قبل أن يعيد الزمن نفسه ونشهد غزو هتلر لروسيا ثانية في الشرق الأوسط. ليس بمقدور الشعب الأمريكي تحمل مشاهد الدماء والأموال الذي تبدو إدارة بوش المتعصبة مستعدة لهدرها وتبذيرها في الشرق الأوسط لكن ما الذي يمكن القيام به مع رئيس بعيد عن المنطق؟ قد يكون اتهامه بالخيانة بداية جيدة لذلك.
لقد جلبت إدارة بوش أضراراً للشعب الأمريكي أكثر مما جلبت له اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر . لذا يجب على الكونغرس تقديم بوش للمحاسبة قبل فوات الأوان.
إن إغفال " أضخم كارثة إستراتيجية في تاريخ أمريكا" أمر مروع أكثر بكثير من الإرهابيين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018