ارشيف من : 2005-2008

هل سيحال الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي؟

هل سيحال الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي؟

بقلم : بيوتر غونتشاروف(*)‏

ترى هل هناك ما يدعو إلى إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي؟ .. الأغلب ان مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعطي فرصة أخرى لإيران عندما سيعقد اجتماعه القادم في تشرين الاول/نوفمبر.‏

وجدير بالذكر ان 22 من أعضاء مجلس أمناء الوكالة الدولية صوتوا في الاجتماع السابق لصالح تبني قرار يراعي إمكانية إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي مقابل اعتراض 11 صوتا. إلا انه تم تبديل 10 من الأعضاء غير الدائمين في الوكالة الدولية بعد الاجتماع الأخير. وتزايد ـ نتيجة لذلك ـ حضور مؤيدي إيران في مجلس أمناء الوكالة الدولية.‏

ومن الممكن ان يصوت ثلاثة من الأعضاء غير الدائمين الجدد ـ اليونان والنرويج وسلوفينيا ـ لصالح إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. ولكن من حكم المؤكد ان ثلاثة آخرين ـ بيلوروسيا وكوبا وسوريا ـ سيقفون مع إيران، فيما تلتزم مصر واندونيسيا وكولومبيا وليبيا الحياد. وهكذا يمكن ان يستقيم الميزان – 17 مقابل 17 – إذا لم تصوت ليبيا التي تخلت عن برامجها النووي انصياعا للضغط الأمريكي، لصالح إقرار قرار كهذا.‏

ويرجح ألا يقف أكثرية أعضاء مجلس أمناء الوكالة مع إيران. وعلى أي حال فإن وجود مؤيدي إيران سيؤثر، برأي الخبير الروسي فلاديمير يفسييف، على مناقشة المسألة الإيرانية. كما سيتوقف الأمر إلى حد كبير على موقف روسيا والصين.‏

وامتنعت روسيا والصين عن التصويت في الاجتماع السابق. ويرى الخبير الروسي ان روسيا والصين قدمتا بذلك تنازلا بسيطا إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذين يبذلان جهدا كبيرا للتوصل إلى اتفاق مع بكين وموسكو في المسألة الإيرانية.‏

والدليل على ذلك قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يراعي إمكانية إحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي إذا لم تتخل إيران عن عزمها على امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة. ولكن هذا القرار لم يحدد موعدا لإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، أي أن مجلس أمناء الوكالة الدولية قدم تنازلا إلى روسيا والصين لأن الكثير من الأوروبيين أصروا على ان يحال الملف إلى مجلس الأمن على الفور.‏

وإذا اتخذت روسيا والصين الموقف نفسه من منطلق ان هذه الخطوة – إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي – سابقة لأوانها طالما لم تستنفد الطرق الأخرى للتعاون بين إيران و الوكالة الدولية فقد ينضم أعضاء آخرون في مجلس أمناء الوكالة الدولية إلى موسكو وبكين. ويمكن القول على الأقل ان فرنسا ستقف مع روسيا والصين.‏

والأغلب ان الأطراف المعنية ستقضي شهرا قبل انعقاد الاجتماع القادم لمجلس أمناء الوكالة الدولية في البحث عن حل وسط وصيغة مقبولة لاستئناف العملية التفاوضية. وقال مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي أثناء وجوده في موسكو مؤخرا إن بإمكان إيران تجنب عقوبات لمجلس الأمن إذا تعاونت مع الوكالة على حل المشاكل المتبقية.‏

وأكد مدير الوكالة الدولية ان الوكالة تريد حلا سلميا للمسألة الإيرانية، ولهذا فإنه يدعو إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين أوروبا وإيران. وحسب قوله فإن القيادة الإيرانية أكدت له ان الجانب الإيراني مستعد للتعاون مع الوكالة الدولية على حل المسائل العالقة.‏

ولا بد القول ان ما يقوله البرادعي ازداد وزنا بعد ان تقرر منحه جائزة نوبل للسلام.‏

وقد قامت طهران بخطوة إلى الأمام عندما قالت إنها تبقي الباب مفتوحا للعودة إلى طاولة المحادثات وإن وفق عدد من الشروط. ترى هل سيقبلها الغرب؟.. الأمر الآن في يد الترويكا الأوروبية.‏

(*) ـ المعلق السياسي في وكالة نوفوستي‏

2006-10-30