ارشيف من : 2005-2008

من اوراق الصحف البريطانية لهذا اليوم الاربعاء 3 آب/أغسطس 2005

من اوراق الصحف البريطانية لهذا اليوم الاربعاء 3 آب/أغسطس 2005

أبرزت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالتعليق والتحليل أنباء وفاة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ونائب الرئيس السوداني جون قرنق، فضلا عن متابعة ملف الارهاب الذي ضرب مؤخرا العاصمة البريطانية لندن.‏

ففي صحيفة التايمز كتب أمير طاهري عن التطورات على الساحة السعودية يقول إنه على الرغم من مرض العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز منذ عام 1995 إلا أن مكانته التاريخية وصلاته السياسية في الداخل والخارج أبقته في محور صناعة القرار في الرياض.‏

وأشار طاهري في مقاله إلى أنه رغم اضطلاع العاهل السعودي الجديد الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال السنوات الأخيرة من حكم أخيه بتسيير الشؤون اليومية للمملكة إلا أنه لم يغير النهج الذي رسمه فهد.‏

وتساءل في مقاله بالتايمز هل تستمر المملكة على نفس النهج في الداخل والخارج.‏

وتقول التايمز إن إنه يأتي على رأس الأولويات السعودية حاليا التعامل مع التغيرات الراهنة في الشرق الأوسط حيث يتصاعد المد الديموقراطي منددا بالأنظمة السلطوية والفساد في المنطقة.‏

ويطرح كاتب المقال سؤالا، هو أي طريق ستختار السعودية في المرحلة المقبلة في منطقة تُقدم فيها بعض الدول على إجراء إصلاحات حذرة مثل المغرب والجزائر ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج، أم ستتبع النهج المحافظ الذي تسير عليه دول مثل ليبيا وسوريا.‏

الملك عبد الله‏

وتؤكد التايمز ان الرياض بحاجة إلى حلفاء في حربها ضد الارهاب، وفي هذا الاطار يحتاج عبد الله إلى تغيير الاستراتيجيات المحلية.‏

وفي أفضل سيناريو محتمل سيتحول الملك الجديد من الإرتكان في حكمه على السلطات الدينية القبلية التقليدية إلى الاعتماد على الطبقة الوسطى المتنامية بما يعني اختيار طريق الاصلاح.‏

ويذكر أن السعودية كانت هدفا لهجمات إرهابية خلال السنوات الأخيرة.‏

وقالت التايمز إن عبد الله كان أول شخصية سعودية بارزة تتحدث عن الاصلاح والديموقراطية وتعترف بوجود أقليات وخاصة الشيعة، كما أنه كان صاحب مبادرة إجراء انتخابات بلدية في المملكة.‏

العودة إلى حافة الهاوية‏

وتحدثت التايمز في مقالها الافتتاحي عن شأن آخر هو وفاة نائب الرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق وتداعيات ذلك على عملية السلام في السودان.‏

وقالت الصحيفة إن الاضطرابات في الخرطوم أسفرت عن سقوط ضحايا حيث اصطدم الجنوبيون في مخيمات اللاجئين بسكان العاصمة السودانية عقب مصرع قرنق رغم دعوة قادة الحركة إلى التزام الهدوء متقبلين نبأ مقتله في سقوط مروحية.‏

وأشارت التايمز إلى أنه بالنسبة للسودان فان مصرع قرنق جاء في أسوأ وقت حيث أن عملية السلام مازالت في بدايتها.‏

وتقول الصحيفة إن وفاة قرنق قد تخلق فراغا سياسيا في الجنوب مما يشجع كل من المتمردين والاسلاميين في الشمال الذين لم يثقوا أبدا في اتفاق السلام.‏

ورغم مبادرة الحركة الشعبية إلى تنصيب سيلفا كيير خلفة لقرنق، تقول الصحيفة، فان هذا القائد العسكري يفتقد إلى كاريزما الزعيم الراحل وخبرته السياسية اللازمة لانجاز اتفاق السلام.‏

نائب الرئيس السوداني الراحل قرنق‏

وتحت عنوان "قتل الأمل" قالت الجارديان في افتتاحيتها إن مصرع قرنق يهدد بتجدد الحرب الأهلية في السودان، وإذا حدث ذلك، فانه سيكون من الصعب التعامل مع الوضع في إقليم دارفور الذي مازال يشهد فظائع.‏

وقالت الصحيفة إنه على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقيي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي القيام بأدوار نشطة وفاعلة من أجل الحفاظ على عملية السلام في السودان.‏

وأضافت الصحيفة قائلة إن أنصاره اعتبروا مقتله مؤامرة حكومية مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب، ولكن حقيقة أنه كان على متن مروحية أوغندية وعائد من لقاء مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني يقضي على أي تكهنات من هذا النوع.‏

وأشارت الجارديان إلى أن خليفة قرنق، سيلفا كيير، أعلن التزامه باتفاق السلام مع حكومة الخرطوم.‏

وكان قرنق قد وقع اتفاق سلام ينهي 21 عاما من الحرب الأهلية في يناير/ كانون الثاني الماضي كما ادى القسم كنائب للرئيس.‏

ويذكر أن جون قرنق وجه دفة الحركة الشعبية لتحرير السودان ذات الأغلبية المسيحية والتي تدين بالديانات التقليدية خلال حرب دامية ضد الحكومة الإسلامية في الشمال، وهي الحرب التي راح ضحيتها 1.5 مليون نسمة على الأقل.‏

كما حكم قرنق الحركة بيد من حديد، حيث سجن أو قتل أي من هدد بالوقوف في طريقه. ولكنه تمكن من الإبقاء على الحركة التي تضم مجموعات متباينة تحت قيادة واحدة رغم الكثير من الخلافات.‏

وقد اعلن موت قرنق قبل الخامسة صباحا بتوقيت جرينتش يوم الاثنين بعدما كان مفقودا السبت والاحد.‏

مصدر إزعاج‏

وفي صحيفة فايننشيال تايمز كتب بيتر شبيجل يقول إن عدم توصل المحققين إلى وجود علاقة بين منفذي محاولات التفجير الفاشلة في لندن في 21 يوليو/تموز الماضي وأي تنظيم إرهابي كبير أثار قلق أجهزة الاستخبارات من إمكانية ظهور "سلالة إرهابية" جديدة ليس لها علاقة بالقاعدة.‏

وقالت الصحيفة إنه رغم أن متابعة نشاط تنظيم القاعدة مازال مصدر القلق الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إلا أن المكتب أشار في العام الماضي وعقب انفجارات مدريد إلى تأثيرات الدعاية التي يروجها تنظيم القاعدة من خلال شرائط الفيديو والشرائط المسموعة التي يصدرها زعيم التنظيم أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري.‏

وقال الكاتب إن بن لادن والظواهري يحاولان من خلال دعايتهما العمل على دفع المسلمين الغربيين إلى انتهاج التشدد، حيث يشددان على أن اكبر الفرائض بعد الايمان هو الجهاد.‏

وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الأمريكية قد قال للكونجرس في وقت سابق من العام الحالي "إن بن لادن يعتمد على غضب المسلمين من السياسات الأمريكية في دعوته للجهاد ضد ما يراه هجوما أمريكيا على الدين الاسلامي والثقافة الاسلامية".‏

أسامة بن لادن‏

وأشار شبيجل في مقاله إلى أن إمكانية تجنيد مسلمين محليين يمثل احتمالا يثير القلق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفي هذا الاطار اعتقلت السلطات الأمريكية إماما هو علي التميمي المولود في الولايات المتحدة وصدر ضده الحكم بالسجن المؤبد لعمله على تجنيد مسلمين في شمال فيرجينيا. كما صدر حكم ضد الأمريكي ارنست جيمس من سياتل لمدة عامين حيث عمل على إقامة معسكر لتدريب الارهابيين في أوريجون.‏

وأضاف قائلا انه في هذا الاطار أيضا اعتقلت السلطات البريطانية ثمانية بريطانيين من اصل باكستاني في العام الماضي كانوا بصدد البدء في صناعة قنابل واستخدامها في أعمال إرهابية.‏

وكانت الشرطة البريطانية قد عثرت بحوزة المعتقلين على معدات لتصنيع قنابل في المنازل التي تمت مداهمتها وضبطت نصف طن من نترات الأمونيوم وهو سماد كيماوي يستخدم في صناعة المتفجرات.‏

المصدر: مواقع ـ BBC العربي‏

2006-10-30