ارشيف من : 2005-2008
من أوراق الصحف البريطانية اليوم الاثنين 8 آب/ أغسطس 2005
ركزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم على المساع التي تقوم بها السلطات البريطانية لاتهام ثلاثة من الإسلاميين في البلاد بالتحريض على الخيانة نظراً لتعليقاتهم الايجابية على الهجمات التي ضربت لندن.
صحيفة "الغارديان"
وتحت عنوان "أئمة قد يواجهون تهماً بالخيانة" كتبت صحيفة "الغارديان" تقول "إن مدير الادعاء العام كن مكدونالد سيلتقي مسؤولين بارزين في سكوتلانديارد للبحث في ثلاثة قضايا: الأولى قضية عمر بكري محمد مؤسس جماعة "المهاجرون" الذي قال إنه يدعم اختطاف الرهائن في المدارس البريطانية في خدمة "قضية عادلة". الثانية قضية أبو عز الدين الناطق باسم جماعة الغرباء الذي اعتبر أن المفجرين الانتحارين يستحقون "كل ثناء" على عملهم. والثالثة قضية أبو غزير الذي ينتمي إلى إحدى الجماعات التي كانت مقربة من "المهاجرون" والذي اعتبر أن "راية الجهاد في بريطانيا قد ارتفعت."
صحيفة "ديلي تيليغراف"
أتت معالجة صحيفة ديلي تيليغراف للموضوع أكثر حدة، إذ عنونت على صفحتها الأولى: "المحرضون على الكراهية قد يتهمون بالخيانة." ومباشرة تحت العنوان، نشرت صور لبكري وأبو عزير وأبو عز الدين مع مقتطفات مما قاله كل منهم. وتحت صورة بكري، نُشرت قوله: "ألقي المسؤولية (بهجمات لندن) على الحكومة البريطانية والشعب البريطاني." وتحت صورة أبو عزير: "لقد رفعت راية الجهاد داخل بريطانيا... من المسموح للمفجرين أن يهاجموا." وأبو عز الدين: "لا أشعر بأي ولاء للملكة على الإطلاق، ولا للمجتمع البريطاني." وأوردت الصحيفة أن السلطات مهتمة بشكل خاص ببكري الذي حث المسلمين على عدم إعطاء الشرطة أية معلومات والذي أسمى منفذي الهجمات بـ"الأربعة الهائلين"، حسبما قالت الصحيفة.
كما اعتبرت أن الخطوات الجديدة تأتي في إطار محاولة الانقضاض على المتطرفين حتى قبل أن يتم إقرار أية تشريعات جديدة.
مطالبة بحظر أحزاب يمينية
على الصفحة ذاتها، نشرت الصحيفة خبرا مفاده أن عددا من الزعماء المسلمين في البلاد طالبوا بلير بتطبيق الحظر المقترح على من يحرض على الكراهية على الأحزاب اليمينية المتطرفة. والدعوة جاءت، حسب الصحيفة، خلال مؤتمر في مدينة مانشستر حول الوحدة الإسلامية حضره حوالي ألفي شخص.
من ناحية أخرى ظل اهتمام الصحف البريطانية بالشأن العراقي قائماً و برزت في صحف اليوم مقاربتان مختلفتان.
صحيفة "الاندبندنت"
أولت صحيفة "الاندبندنت" شأن وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك، الذي توفي فجأة يوم السبت الماضي أهمية كبرى، شأنها شأن كثير من الصحف الأخرى. غير أن الاندبندنت تناولت الموضوع من زاوية عراقية بامتياز.
ففي صفحتها الأولى، نشرت الصحيفة مقالاً خاصاً كتبه كوك لها في شهر آذار/ مارس من العام الماضي، انتقد فيه حرب العراق التي عارضها بشدة واستقال من حكومة بلير بسبب معارضته لها. وجاء عنوان الصفحة الأولى بشكل مقتطف من المقال :"كنا سنحرز تقدماً أعظم ضد الإرهاب لو أتينا بالسلام إلى فلسطين بدلاً من أن نأتي بالحرب إلى العراق."
ومما جاء في مقال كوك: "الأصوليون الإسلاميون كانوا يشعرون بالعدائية الشديدة تجاه صدام وقد بادلهم هذه العدائية بإبقائهم خارج العراق. الاحتلال الذي قمنا به هو الذي أعطى القاعدة الدافع لاستهداف العراق، كما تمكنوا من خلال سوء تخطيطنا أن يجدوا باباً مفتوحاً لدخول العراق.
"توني بلير على حق حينما يصر على أن لا مهرب من الإرهاب لأي بلد معين. الطاقة القاتلة للقاعدة لا تميز بين من عارض غزو العراق ومن أيده. نظرا للشعور الشعبي في إسبانيا، من شبه المؤكد أن تسعة من أصل كل عشرة من ضحايا هجمات مدريد كانوا معارضين للحرب على العراق. ليس هناك من حماية توزعها القاعدة. المقاربة العقلانية هي أن نسأل أنفسنا إذا كانت أعمالنا تجعل من العالم ككل مكانا أكثر أمانا من نياتهم السيئة."
صحيفة "الدايلي تيليغراف"
المقاربة الثانية للموضوع العراقي جاءت في صحيفة دايلي تلغراف التي نشرت تقريراً عن بلدة الدجيل، التي شهدت محاولة لاغتيال صدام حسين عام 1982. وسبب نشر التقرير هو أن التهمة الأولى التي يواجهها صدام في محاكمته هي الهجوم الذي شنته قواته على البلدة بعد المحاولة، حيث يتهم الحرس الجمهوري بالقتل العشوائي والتدمير والاختطاف بناء على أوامر صدام.
وحسب ما يشاع محليا فإن امرأة تمكنت من ترك آثار دماء خروف ذبح تكريما لصدام على سيارته ليتمكن الرجال الذين سيحاولون قتله من معرفة السيارة التي يركبها. غير أن "غريزة" صدام، حسب الصحيفة، أوعزت إليه بأن يغير سيارته، وتمكن من النجاة بعد أن أطلق ما يزيد عن 12 رجلا النيران على موكبه وقتلوا عددا من حراسه. وقد أطلق حراس آخرون النيران في كل الاتجاهات ما أدى إلى مقتل طفلين، حسب الصحيفة. وتتابع قائلة إن انتقام صدام جاء سريعا ودمويا.
فقامت الطوافات بتمشيط البلدة، وحرقت المباني، وتم تجميع أعداد من السكان وقتلهم. كما أرسل حوالي 900 من أهالي المدينة إلى سجون صحراوية، ولم يعد 200 منهم إطلاقاً، حسبما نقلت الصحيفة عن الناجين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018