ارشيف من : 2005-2008

السفير السوري السابق في إيران: من مصلحة أميركا وأوروبا قيام حلف سوري إيراني

السفير السوري السابق في إيران: من مصلحة أميركا وأوروبا قيام حلف سوري إيراني

دأب الرئيس بشار الأسد على زيارة إيران مرة كل سنة تقريباً منذ توليه الرئاسة، وهي الدولة الثانية بعد مصر التي زارها بمثل هذه الكثافة، لأن العلاقات بين البلدين توطدت خلال ربع القرن الماضي بدءاً من الثورة الإيرانية مروراً بموقف سورية من الحرب العراقية ـ الإيرانية، والعلاقات الاقتصادية الواسعة بينهما، وتزايد حجم التبادل السياحي (الديني خاصة)، والأهم سياسة الطرفين تجاه لبنان وتجاه الصراع العربي الإسرائيلي وتجاه الموقف من النظام العراقي السابق.‏

ورأى الدكتور تركي صقر سفير سورية السابق في إيران أن زيارة الأسد لإيران تكتسب أهميتها من الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها البلدان، معتبراً أن ملفي العراق والإرهاب يحتلان الأولوية في مباحثات الأسد وأحمدي نجاد. وأوضح صقر في تصريح خاص لـ(آكي) "أن سورية وإيران تسعيان لاستقرار الوضع الأمني في العراق وعدم تقسيمه، الأمر الذي يعتبر أولوية دائمة بالنسبة لهما نظراً لانعكاس ذلك على أمنهما واستقرار بلديهما"، وأضاف "كذلك سيناقش الجانبان سبل مكافحة الإرهاب والوقاية منه، خاصة وأن مخاطره اتسعت لتشمل كل دول العالم بما فيها أوربا".‏

وفي هذا السياق يرى بعض المحللين السياسيين أن السياسة السورية والإيرانية "تماهت" حتى كادت أن تصبح سياسة واحدة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مشيرين إلى أن الضغوط الأمريكية المتنامية على كل منهما بعد احتلال العراق زادت من التنسيق بينهما مما جعلهما يتشاوران باستمرار دفعاً للأذى الأمريكي والتهديد الخارجي عامة.‏

غير أن المراقب العادي يلحظ ببساطة أن هذا التنسيق المتبادل لم ينتج عنه في الواقع سياسات ومواقف متماثلة لدى كل منهما تجاه العراق وفلسطين وحزب الله، فكانت هناك تمايزات وربما اختلافات لم تجد طريقها للعلن، وهذا ما يحاول الطرفان تداركه قبل حصوله. وغير خاف أن الأولويات مختلفة نسبياً بين البلدين، ففي العراق تشكل إيران لاعباً رئيسياً وخاصة في الجنوب، بينما ليس لسورية أي دور على أرض الواقع، فضلاً عن تباين المواقف من عروبة العراق وشكل فيدراليته ومشاركة جميع طوائفه في اتخاذ القرار. وفي لبنان ترغب إيران باستمرار دعم حزب الله في كل مجال وبدون تحفظ دون أن يقع على إيران أعباء إيصال الدعم العسكري واللوجستي إلى الحزب، بينما يقع ذلك على سورية التي تتخذ موقفاً أكثر حذراً من هذا الملف. وفيما يتعلق بفلسطين فإيران بعيدة ويقتصر دورها على دعم بعض المنظمات مالياً، ولكن سورية هي حاضنة المنظمات وهي التي تواجه الضغوط الأمريكية لطرد هذه المنظمات منها. وحول هذه النقطة أكّد صقر ـ رئيس تحرير صحيفة البعث الحكومية السابق ـ لـ (آكي) أنه رغم وجود وجهات نظر مختلفة ومتباينة بين البلدين "إلا أن نقاط التلاقي أكبر بكثير من نقاط الخلاف أو التباين"، وحول رد الفعل الأمريكي تجاه أي تحالف سوري ـ إيراني محتمل رأى أنه من مصلحة الولايات المتحدة وأوربا أن يقوم حلف سوري إيراني إقليمي مشترك لأن ذلك "سيساعد في بسط الاستقرار والهدوء في المنطقة"، مشيراً إلى أن البلدين "سيعملان في اتجاه سيفيد أمريكا وأوربا في تهدئة المنطقة، في العراق ولبنان وربما فلسطين".‏

ويرى بعض المراقبين أنه ليس أمام سورية وإيران سوى تمتين العلاقة والتنسيق بل والتحالف للوقوف بوجه الضغوط التي تستهدفهما، ومن البديهي أن يبحث كل منهما عن نقاط الالتقاء والاتفاق ويضع الخلافات جانباً، ويخشى بعض المراقبين من تراخي السياسة الإيرانية أمام إغراءات عديدة مثل سماح الولايات المتحدة والدول الأوروبية لها بالاستفادة من المنشآت الذرية للاستخدامات السلمية، وهي أولوية كبرى لإيران قد تكون أهم من الاتفاق مع سورية حول الكثير من القضايا الإقليمية.‏

المصدر: وكالة الانباء الايطالية‏

2006-10-30