ارشيف من : 2005-2008
قضايا إعلامية:مخاوف ألمانية من تقييد حرية الإعلام وتهديد التعددية
إعلان دار النشر الألمانية الضخمة "شبرينغر" عن رغبتها في شراء قناة "برو 7 وسات 1" الإعلامية التلفزيونية أثار ضجة كبيرة في قطاع الإعلام الألماني، ورابطة الصحافيين الألمان تتخوف من تهديد حقيقي لتعدد وحرية الإعلام.
أعلنت دار النشر الألمانية الضخمة "شبرينغر" عن عزمها على تبني اتحاد الشركات التلفزيونية المستقلة "برو7 وسات 1"، والتي تعد إحدى أكبر المؤسسات التلفزيونية الكبيرة في ألمانيا، إلا أن هذا القرار اصطدم بمعارضة رابطة الصحفيين الألمان. وفي هذا السياق يقول رئيس رابطة الصحفيين الألمان ميشائيل كونكن:"يشكل هذا النفوذ الإعلامي خطرا كبيرا على حرية الرأي في المجتمع الإعلامي الألماني". ويحذر المسؤول من العواقب الوخيمة التي من الممكن أن تترتب عن هذا الإدماج حيث يخشى من نشوء "إمبراطورية إعلامية" ذات تأثير سلبي على حرية الرأي العام. ويضيف كونكن قائلا: "ألمانيا ليست بحاجة لشبرينغر ولرأي إعلامي موحد بل ما تحتاجه هو تعدد الآراء وحرية التعبير".
مشروع "شبرينغر" التوسعي
تعتبر مؤسسة شبرينغر الإعلامية العملاقة ثاني أكبر دار نشر في ألمانيا، حيث تمتلك عدة صحف يومية على رأسها الصحيفة الشعبية "بيلد" الواسعة الانتشار والتي تؤثر بشكل كبير على الرأي العام الألماني خاصة في الأوقات الحرجة مثل الحملة الانتخابية الجارية الآن، بالإضافة إلى الجريدة اليومية "دي فيلت" المعروفة أيضا على صعيد الإعلام الألماني. ولقد خصصت مؤسسة "شبرينغر" الإعلامية العملاقة مبلغ 47.2 مليار يوروه لهذا المشروع الذي ستتمكن من خلاله من تعزيز نفوذها في المجال الإعلامي الألماني. وسترتفع أسهم هذه الشركة العملاقة ارتفاعا كبيرا من نسبة 12 بالمائة إلى 100 بالمائة، وبهذا ستكون قد تمكنت من احتكار هذه القنوات التلفزيونية المستقلة ، والإذاعة الإخبارية ن 24. وسيصبح لشبرينغر نفوذ حتى على الصعيد العالمي ذلك لأن هاتان القناتان أصبحتا منذ شباط/فبراير 2005 تذاع في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا مع العلم أن "شبرينغر" نشيط منذ مدة في كل من بولونيا، روسيا، أسبانيا وفرنسا ويطمح في ضم الصين إلى لائحته. ويذكر أن عدد العاملين لدى "شبرينغر" يبلغ حاليا 2700 شخص، ومن شأن هذا العدد أن يرتفع بعد الإدماج.
المشروع بين مؤيد ومعارض
أعلنت متحدثة باسم هيئة مراقبة أعمال السوق الألمانية (كرتيل) أن عملية بحث موضوع المشروع ستستغرق ثلاثة أشهر على الأقل. وفي هذا الشأن وجه رئيس رابطة الصحافيين ميشائيل كونكن نداءاً للهيئة المذكورة يطالبها فيه بعدم المصادقة على هذا المشروع معللا ذلك بكون هذا الإدماج لا يدخل في نطاق الديمقراطية الإعلامية ويضر بحرية الرأي والتعبير. ويشاطر يورغ تاوس، وهو خبير إعلامي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي كونكن الرأي، ويرى في هذا الإدماج تهديد لتعددية الآراء واختلافها ويؤكد على أن طموحات شبرينغر التوسعية ليست لدوافع مادية فقط، بل أنه يسعى من خلال ذلك إلى احتكار الرأي العام الألماني. وعلى النفيض من ذلك أعرب رئيس الوزراء في ولاية بافاريا إدموند شتويبغ عن ارتياحه للمشروع معللا موقفه بكون هذا التوسع سيتيح فرص وآفاق عمل أفضل، وأضاف بأن من شأنه دعم الإعلام الألماني وتقويته.
مخاوف الإعلاميين الألمان
تعود مخاوف الإعلاميين الألمان إلى تجربة حقول الإعلام السيئة في إيطاليا وبريطانيا حيث يسيطر رئيس الوزراء الإيطالي بيرلوسكوني على سلسلة من الصحف اليومية والقنوات التلفزيونية التي تستخدم غالبا كوسائل دعاية له ولسياسته. وفي هذا السياق أيضا يبرز اسم الملياردير روبرت مردوخ الذي يسيطر على شبكة إعلامية ذات نفوذ كبير على توجهات الرأي العام البريطاني ويؤثر على فرص فوز السياسيين بالانتخابات. غير أن سوق الإعلام الألماني امتاز حتى الآن بتنوعه وبتمثيله لكل شرائح الطيف السياسي الألماني، وهو ما يحث عليه الدستور الألماني الذي يضمن للمواطنين" حق الحصول على معلومات موضوعية".
المصدر: مواقع ـ "دوتشيه فللي"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018